رواية انثى بدون رحم الفصل الحادى عشر 11 بقلم خديجة السيد


 

رواية انثى بدون رحم الفصل الحادى عشر بقلم خديجة السيد

الفصل الحادي عشر
_____________________

يرتجف؛ ليس من البرد بل مما هو أدهي من البرد، يرتجف من الحنين ..🖤

لتضيق نظراته فوقها تنظر هي إليه بصدمه تتقابل نظراتهم لبضع ثواني شعرت خلالها بضربات قلبها تتصاعد بقوه تتنفس بعنف وخشونة تقع تأثير عينه أحست بقدميها لا تقوي علي حملها من هذه الصدفه تتسال أهو بالفعل أمامها بعد هذه المدة الزمنية ..

أما هو ضاعت نظراته وغرق بسحر عينيها التي وقع أسير لها ،كان ينظر إليها بتفصيل لكل ملامحها التي افتقدها منذ أن رحلت .. 

تساءلت بينها وبين نفسها لما ملامحه الإرهاق الشديد واضح عليه وكم تغيرت ملامحه كثير لكن الأهم أنه أمامها ،ازدادت تيره تنفسها وحولت تمالك نفسها وأخذت نفس عميق قائله مبتسمة بفرحه: كريم عامل ايه ... انت هنا بتعمل ايه ؟؟ أنت موجود قدامي فعلا 

أشاح عينه عنها واجاب: اا انا تمام .. جاي هنأ في شغل

تطلعت فيه مطولا لتقول بأستغراب : هو انت كويس ؟ مالك وشك عامل كده ليه و إيه الدواء اللي وقع منك صحيح أنت تعبان

هبطت إلي الارض وأخذت العلبه لياخذها منها سريعًا قائلاً باقتضاب: ما فيش ده دواء صداع .. عن اذنك

ليهتم بالرحيل لتهتف سيلا بلهفة: كريم استنى انت هتمشي على طول كده 

قبض على يده بقوة من الألم ليقول بغضب: ايوه المفروض اعمل ايه شفنا بعض وخلاص وبعدين باقول لك جاي في شغل ورايا حاجات مهم .. 

استغربت من طريق حديثه : في ايه يا كريم مالك ؟ بتكلمني كده ليه 

صاح بعصبية مفرطه وهو يمسك رأسه بألم شديد : امال عاوزاني اكلمك ازاي ؟ مستنيه ايه مني لما اقابلك بعد المده دي كلها .. مش انتي اللي مشيتي بمزاجك 

لاحظت بأنه يمسك رأسه لتقول بقلق: انت كويس 

جز علي أسنانه بصرامة وهتف بحده: انا كويس... مش كل شويه تساليني 

أحست سيلا باحراج: تمام أهدي ،انا اسفه عشان عطلتك على شغلك اتفضل و....

لم ينظر باقي حديثها و رحل سريعًا من أمامها ،نظرت إليه بدهشة ثم أخفضت رأسها بحزن شديد لقد تغير كثيرا معاملته معها لهذه الدرجة لا يعد يطايق حديثها أو النظر إليها ، تخيلت في يوم عندما يلتقي بها من جديد لم يتركها مره ثانيه لكن هي من اختارت ورحلت ..

لتلف ظهرها حتي ترحل هي الأخري بحسره علي حالها دائما الحزن والقهر يأتي إليها ، لتسمع صوت ضجه خلفها لتلف لتراه وتفاجئت بكريم يسقط أرضاً فاقد الوعي لتصرخ بخوفٍ : كرررررررريم

***
أحياناً يتعرض الإنسان لموقف قاسٍ في الحياة، قد يكون بسبب الهجران أو خيانة صديق، فيصبح الألم رفيق الإنسان طيلة حياته.

كأنت سيلا تجلس بقلق شديد في الممر أمامه غرفه المستشفي بعد أن تم نقل كريم إلي المستشفي بمساعدة الناس بالشارع ،حتي خرجت الممرضه أقتربت منها لتقول بلهفة: كريم عامل ايه ؟؟ 

الممرضه: قصدك المريض اللي جوه ، هو كويس والدكتور هيطلع يطمئنك بنفسه 

هزت رأسها بالإيجابية بهدوء نوعا ما لتتحدث الممرضه وهي تمد يدها قائلة: اتفضلي الحاجات دي بتاعت المريض 

كأن هاتف ومحفظه خاصه بيه اخذتها قائله: شكرا 

رحلت الممرضه لتجلس سيلا مكانها مره أخري وجدت هاتفه يصدح أمسكته تخفض صوته ولم تجيب وهي تفكر في معاملته معها ، حتي صوت نغمه تأتي من هاتفه مره أخري لكن هذه المره رساله نظرت إليها نظره عبرا دون اهتمام لكن فجأة وقعت عينيها علي كلمات الرساله دون فتح الهاتف وهي .. 

«طبعا مش عاوز ترد عليا بعد ما عرفت من ابوك انك سافرت بره مصر ،ازاي تسافر من غير ما تقولي ولا تاخذ اذن مني ، انت كده بتعرض حياتك للخطر انت فاهم انت عندك ايه سـ...» 

استغربت من كلمات الرساله ومن .. من إرسالها ولا تعرف إذا كأنت فتاة أم شاب لم تكن النمره بإسم مسجل، لتفكر بأنه من الممكن تكون زوجته لكن إين هي لماذا لم تأتي معه قد أحست بغيره شديد ، لتفتح الهاتف حتي تكمل قراتها الرسالة ...

انت فاهم انت عندك ايه ؟؟ ومدرك المرض بتاعك يا كريم دول مش شويه برد ، ده كانسر فاهم ومستوعب .. يا كريم سيب اللي في ايدك وارجع حالا او كلمني دلوقتي عشان اطمئن عليك. 

تجمدت عينيها وانتفضت كمن لدغه عقرب قرصتها مما قرأت لتنهض بصعوبه وقد أحست بدوران حولها من الصدمه ليخرج الطبيب قائلاً: انتي اللي جايه مع المريض اللي جوه 

هزت رأسها بالإيجابية ليتحدث الطبيب: ازاي سيباه كده وحالته عمال تسوا 

تساءلت بتقطع: هو عنده ايه 

الطبيب باستغراب: انتي ما تعرفيش .. سرطان في المخ 

وقع كلامه عليها كالصاعقة تمتمت سيلا بعدم استيعاب : سرطان ..! 

***
دخلت الغرفه عند كريم ونظرت له بأشتياق والدموع انهمرت من عيناها عندما رأت وضعه هكذا وتذكرت حديث الطبيب اقتربت منه وجلست على المقعد وظلت تنظر له بمشاعر مختلفه 

نظر لها كريم بدهشة وقال بصوت متعب منخفض: انتي لسه هنا ما مشتيش 

ظلت تبكى بصمت ليقول بتردد: في ايه يا سيلا مالك إنتي كويسه 

نظرت إليه مطولاً ثم هتفت بصعوبه : انت عندك سرطان ...! 

حدق فيها بغضب و بصوت يشوبه الحدة قليلا : انتي جبتي الكلام ده منين ؟؟ ولسه موجوده لحد دلوقتي هنا ليه ؟ شوفي وراكي ايه واتفضلي أمشي متشكر جدا لاتعبك 

قالت سيلا بحزن: الدكتور هو إللي قاللي كده و كمأن في رساله اتبعتت علي تليفونك وانا شفتها بالصدفه

نظر لها ثم أخذ الهاتف من بين يديها بعنف وقالت هي : الدكتور بيقول حالتك بتسوا والكلام اللي في الرساله معناه ايه ؟ وازاي ساكت على نفسك كده ؟؟ وفين باباك ! و .. و مراتك 

تحدث من بين اسنانه : انتي مالك ومال حياتي ! شغلي نفسك ليه بيا .. ولمعلوماتك أنا ما تجوزتش

نظرت له بصدمة ثم بثانية التمعت عيناها قائله بتردد: امال مين اللي شفتها من سنتين في الشركه وقلتلي في بينا مشروع خطوبه

هتف بسخرية مريرة: يااااه انتي لسه فاكره الكلام ده ، محصلش نصيب او هي سابتني زي ما انتي سبتيني 

هزت رأسها بنفي و تمتمت بدموع : انا ما سبتكش يا كريم

كريم بحده: امال سافرتي ليه 

صمتت قليلاً قبل أن تجيب بضعف: كأن لازم أبعد

نظر إليها بضيق شديد وقال باستخفاف: زي ما انتي ما تغيرتيش لسه برده بتفضلي تلف وتدور عشان ما تجوبيش ،، على العموم ما بقتش عاوز اعرف حاجه عنك ولا عن غيرك 

أغمضت عينيــهِا بقوه من كلماته القاسيه لتهتف بشك: هو مستر نبيل يعرف موضوع مرضك ، اكيد لو عرف مش هيسيبك كده 

نظر إليها بمرارة ثم هتف كريم بإنفعال: عارف ولا مش عارف حاجه متخصكش واتفضلي بره يا سيلا مش عاوز حد جنبي 

انتفض بخضه و همس بأنفاس متسارعة : قلت بره يا سـيـلا

هزت رأسها بالإيجابية بحزن لتذهب للخراج وهي دموعها تتساقط علي وجنتيها لتقف أمام الغرفه وتفكر هل ستتركه هكذا و ترحل بعد أن علمت بأنه مريض ،لتأخذ نفس عميق لتهدي حالها وتطلع هاتفها من الحقيبه لقد أخذت نمره الشخص الذي أرسل الرسالة من هاتفه ليرد قائلاً: الو مين معايا 

أبتلعت ريقها بأرتباك وقالت: انا اسمي سيلا ، انا اخذت نمرت حضرتك من تليفون كريم انا قرات الرساله اللي بعتها لي من شويه على تليفونه 

= سيلا ..! هو انتي بقي سيلا

سيلا بأستغراب: هو حضرتك تعرفني 

= طبعاً ده كريم ياما حكيلي عنك ..! هو عامل ايه ؟ هو فين مش بيرد عليا ليه 

أبتسمت سيلا علي حديثه هذا يعني أن مزال يحبها لتقول بجدية: هو في المستشفى تعب بس هو بقى كويس دلوقتي ، المهم انا عاوزه اعرف كل حاجه عنه هو اللي حصل له و المرض ده جاله امتى ؟؟ 

= دي حكايه طويله قوي ،على العموم هقولك ممكن تقدر تساعدني اقنعه يعمل العمليه 

***
هل احببتها ؟؟؟
سالت نفسي ذاك السؤال مئات المرات....!
في كل مرة احاول الاجابة اجد روحي تائهة بين احرف تلك المحادثة ، واذ بي ارى طيفها واسأله ذلك السؤال المعتاد... هل ستعود؟؟؟؟💔

الحبّ هو ذلك الموت البطيء، وهو ذلك الألم الصّامت الذي يغرس في جسم الإنسان، وهو يحاول أن يخفيه، ويظهر علناً على شكل اهتزازات في الجسم، كالزلزال يعمل على زلزلة جميع مشاعر الألم الكامنة فيه الجسد 

أرجع جسده لوراء بألم لكن ليس من المرض بل مرض قلبه الذي أصبح ينزف داخله من جديد ، كم كان صعب عليه وهو يصرخ عليها لترحل ، كأن هذا من وراء قلبه بالفعل ، كأن دائماً يريد أن يراها و يسمع صوتها حتي لو ثانيه واحده ، والآن هي أمامه ولكن هو الذي لا يفيد أن يكون لها هذه المره ، لا يعلم إلي متي سوف يظل يصارع المرض الذي ينهش في جسده ولا يريد أحد يحمل معه الوجع و أقنع نفسه هذا هو الحل الافضل له، لقد ظل سنتين هكذا وحيد ..! 

***
في المساء بعد أن خرج كريم من المشفي و وصل المنزل الذي استاجر ليستمع صوت طرقات عاليه على الباب ، انتفض بفزع لينهض للخارج ليفتح الباب تفاجأ بــ سيلا أمامه وعيناها تلمع بالدموع وجهها احمر وشفتها يدل علي أنها كأنت تبكي لوقت طويل ، ليسأل بقلق: في ايه ؟ إنتي كويسه حد عملك حاجه مالك بتعيطي ليه ؟؟ 

هتفت سيلا وسط شهقاتها: انت خرجت من المستشفى ليه 

أجاب كريم بخوفٍ عليها: سيبك من ان خرجت انتي مالك .. عامله كده ليه حد عملك حاجه

تمتمت بدموع حزينه جدا قائله: انا عرفت كل حاجه يا كريم من خالد صاحبك اللي بيعالجك .. انت ليه رافض تعمل العمليه ليه معذب بنفسك ومخبي عن اهلك 

صمت قليلاً قبل أن ينطق بجمود: انتي غريبه قوي يا سيلا ،لما كنت بدخل في حياتك وعاوز اعرف ليه اتطلقتي مرتين وما ردتيش تتجوزيني أو أي حاجه عنك .. زعلتي قوي و زعقتلي وقلتلي ما تدخلش في حياتي الخاصه 

استرد حديثه قائلاً بجفاء:و انا كمان دلوقتي بقولك يا سيلا ما تدخليش في حياتي الخاصه دي حاجه تخصني لوحدي .. وبعدين انتي بتؤمريني على اساس ايه 

تاهت إحرافها ولم تعرف بماذا تجيب لتقول بتردد: احنا ما كناش اصدقاء زمان 

قال كريم بابتسامة متهكمة :اصدقاء ..! هو انتي لسه فاكره ومصدقه الكلام ده .. لا يا سيلا احنا عمرنا ما كنا اصدقاء ولا هنكون كده 

تسارعت نبضات قلبها بصدمة من حديثه ثم همس بألم :آمال احنا كنا ايه زمان 

غمغم بصلابة : ما كناش حاجه في حياه بعض .. بدليل ان كل واحد راح في اتجاه يا سيلا 

سيلا بخفوت : يمكن مكنش لينا نصيب لبعض وقتها .. المهم اي كأن كنا إيه .. المهم صحتك و لازم تعمليه العمليه 

زفر بحدة قائلاً:هقولك نفس الجواب ملكيش دعوه بحياتي 

سيلا مسحت دموعها هاتفة بإصرار : لا ليا يا كريم .. دي مش حياتك عايش فيها لوحدك عشان تعمل فيها كده .. فيها باباك فيها اختك  وباقي عيلتك والناس اللي بتحبك 

رد عليها بمرارة : الناس اللي بتحبني ! عارفه يا سيلا اروى خطبتي سابتني ليه عشان انا قلتلها قبل يومين من فرحنا اني عندي سرطان قلتلها ما تتسرعش وفكري كويس هتعيشي حياتك كلها مع واحد حياته مش مستقره عارف يوم فرحنا بعد ما جهزنا الترتيبات وكل حاجه ما جتش واختفت وسابت جواب مكتوب فيه انا اسفه بس حاسه اني اتسرعت في الجواز .. عارفه انا ساعتها اتوجعت اد ايه ! رغم أني مش بحبها وكنت هتجوزها غصب عني ! بس سبتني بطريقه وحش قوي مش قادر انساها لحد دلوقتي 

شعرت بالوجع لانها قست عليه لكنها تابعت قائله :عشان مش بتحبك بجد يا كريم .. لو بتحبك ما كانتش سابتك مهما كانت حالتك ايه 

تطلع فيها مطولاً بصمت ثم تحدث: يعني انتي دلوقتي إللي بتحبيني 

صمتت ولم تجيب ليقول بسخرية: ايه سكوتك معنى انك موافقه 

هتفت سيلا باندفاع : لا .. ااا أنا 

قبض على يده بغضب شديد وهتف بغضب: شوفتي امشي يا سيلا وانسيني ده إذا كنتي لسه فاكرني أصلا .. واعتبري نفسك ما شفتنيش من ساعه لما سافرت

نظرت له بدموع حزينه قائله: مش هقدر اسيبك بعد اللي عرفته .. كريم عشان خاطري اعمل العمليه واطمن عليك مش هتشوف وشي تاني .. طالما بتضايق من وجودي قوي كده 

قبل أن ينطق بحرف أحس بصداع شديد برأسه ليمسك بيده و أحس بأنه سوف يسقط لتقترب منه سيلا سريعًا تساعده ليجلس علي مقعده قالت بخوفٍ: كريم مالك انت كويس .. كريم رد عليا 

تنهد هو بإرهاق هاتفا :آه كويس 

تساءلت بقلق: طب مالك انت كلت و اخذت العلاج 

صمت ولم يجيب لتجز علي أسنانها بضيق شديد وقالت: كريم أنت بتستهبل .. ليه مهمل أوي كده في صحتك... بص خليك هنا وانا هعملك أكل هو فين المطبخ 

كريم برفض:سيلا انا كويس مش عايز حاجه ومش جعان 

هتفت سيلا بغضب :مش بمزاجك أنا هدور على المطبخ لوحدي وهتاكل غصب عنك

تطلع فيها بدهشة ثم تنهد زافر في استسلام وقد ظهر على محياه تصنع إلا مبالاة وهو يراها تنهض تبحث عن المطبخ ....

***
اسدال الليل ستائرة على الجميع ، كأنت تطعم سيلا كريم جيد تحت إصرارها الشديد وكان تظاهر كريم الضيق والغضب دائما ولكن داخله سعيد ..

كريم بضيق: خلاص بقى يا سيلا انا اكلت كثير ما بقتش قادر 

هتفت سيلا متسائلة: تؤ ..هو انت ليه مقعدتش في فندق على الاقل كنت لقيت حد جنبك 

أجاب كريم باقتضاب: مش بحب اقعد في فندق .. وبعدين انا اقدر اساعد نفسي كويس 

لتقول بتوضيح ثم هتفت متسائلة لتغير الموضوع: اكيد طبعا انا ما اقصدش كده .. هو انت ليه ما دورتش على اروى جايز تكون سابتك لسبب ثاني 

نظر إليها باستخفاف ثم قال بجمود: عودي نفسك يا سيلا.. إذا حد أختار يطلع من حياتك ما تسالهوش عن السبب لأنه أكيد هيكون مجهز اعذار 

أخفضت رأسها بحزن ليتابع حديثه قائلاً: وبعدين انتي كنتي عاوزه اتجوز ولا ايه 

اردفت سيلا بألم: لو في الحاله اللي انت فيها دلوقتي ، ياريت كنت فعلا اتجوزت ولقيت حد جنبك 

تنهد كريم بحنق وقال بجدية: امشي يا سيلا انتي اتاخرتي .. وبعدين مش واجب عليكي انك تعملي كده 

اردفت سيلا بضيق شديد: هو انت ليه مصمم تبعدني عنك 

كريم بحده: احنا ما كناش قريبين لبعض اصلا من الأول يا سيلا مش ده كان كلامك زمان 

لمعت الدموع في عينيها لتقول بغضب: خلاص يا كريم ارحمني مش كل شويه تقعد تفكرني بكلامي زمان، انا فاكره قوي كل حاجه و ندمانه دلوقتي أوي عشان سبتك ومشيت  

كريم بضيق: ندمانة على ايه بالضبط .. انا مش فاهمك من ساعه لما شفتك النهارده مهتمة قوي بيا ليه؟ مش انتي اللي سبتيني ومشيتي  من الأول  

نظرت إليه ثم همست بخفوت : خلاص يا كريم ما بقتش قادره اتحكم في احساسي ومشاعري اكثر من كده .. انا بعد ما سبتك اكتشفت حاجه مهمه قوي وهي اللي تخليني اندم طول السنتين اللي فاتوا

نظر لها ولمح دموع بعيناها أستغرب كثيرا لماذا تبكي .. اهي تحبه مثلما يحبها أم ماذا ؟؟

نظرت إليه بحب قائله: انا بحبك يا كريم 

أتسعت عينيه بصدمه ، تقابلت أعينهم بصدق تبادل النظرات ثم ضحك باستخفاف قائلاً بحده : و ده إيه بقى كذبه تاني.. اتفقتي مع خالد عشان اتعالج انك تقولي أنك بتحبني، انا مش عاوز شفقه من حد 

هزت رأسها بالنفي سريعاً وقالت بلهفة: لا والله ابدا انا عارفه انها كانت متاخره ومعاك حق ما تصدقنيش بس هي دي الحقيقه انا بحبك يا كريم بجد

جز علي أسنانه بعصبية وهتف بحده: سيلا مش بحب الأسلوب ده عاوزه تفهميني انك محبتنيش وانا سليم و هتحبيني دلوقتي وانا تعبان ..

تحدثت ببساطه: انت فيك ايه أصلا ..
مكبر الموضوع ليه واحد تعبان زي اي حد وهيعمل عمليه و هيخف أن شاء الله

كريم بجدية: ايوه العمليه .. عمالي بتلفي وتدوري عشان كده .. وانا مش هعمل زفت 

صاحت سيلا بغضب وهتفت بنفاذ صبر: ليه .. انت بتعاند مع مين مع نفسك حرام عليك اللي بتعمله ده .. مش نفسك تعيش حياتك في راحه 

زمجر وهتف كريم بقهر: هعيش لمين بابا كل اللي يهمه الشغل وبس حتى مش واخد باله مني اني تعبان .. واختي إلي عمرنا ما كنا قريبين من بعض وهي اصلا مش هنا مسافره بره مصر ..و يوم ما فكرت اتجوز واحده مش بحبها اول ما عرفت انا عيان سابتني وحسيت بالعجز وقتها.. وحتى الانسان الوحيدة اللي حبيتها مشيت وسابتني من غير اعذار 

أحست سيلا بوجع لتقول: بس رجعتلك ثاني وبتقولك هي اسفه ... انت ما تعرفش هي مرت في الدنيا دي بايه خلها ما عندهاش ثقه في حد حتى اقرب الناس ليها 

ابتسم بخفه وقال بحزن: قلتلها انا مستعد استناكي العمر كله بس هي ما صدقتش.. ومشيت 

هزت رأسها بالنفي وهتفت بحزن هي الأخرى: 
الكلام سهل وأنا صدقت كثير .. بس فعل ما فيش 

هتف كريم بجدية: كأن مفروض تثقي فيا 

لتقول سيلا بحسره: مش قلتلك ما عندهاش ثقه في حد .. انا هامشي عشان الوقت اتاخر بس هرجع ثاني

كريم بعند: مش هتلاقيني عندي شغل كتير بكره 

قالت سيلا بحده: انت تعبان ما ينفعش تتحرك وتبذل مجهود كثير لازم ترتاح 

كريم بجدية: مش هينفع انا جاي عشان كده و هروح اقابل ناس بكره مش هينفع اؤجل الميعاد .. لازم اخلص العقود وتتمضي

لتفكر لحظه قبل أن تقول له: طب تمام هات الورق وانا اخلصهلك ما تنساش ان انا مهندسه وكنت بشتغل معاكم في نفس الشركه 

حاول أن يعترض لتقول سيلا بدون نقاش: عشان خاطري بلاش تعاند و وافق 

هز رأسه ثم دلف إلي الغرفه حتي يأتي لها باوراق ليرن هاتفها لتجيب: الو مروان في حاجه 

= انتي فين يا سيلا ومش بتردي علي تليفونك ليه قلقتيني عليكي وكمان وتين مش راضيه تنام من قبل ما تسمع صوتك

أجابت سيلا بهدوء: انا كويسه يا مروان ما تقلقش عليا واديني وتين اكلمها .. 

لياتي كريم وهو يستمع إلى حديثها قائلة بحنان: ايوه يا حبيبتي .. انا كويسه بتتعبي بابا ليه طب نامي و اسمعي كلام بابا وانا ان شاء الله هجيلك بكره الصبح قبل ما تروحي المدرسه .. ماشي سلام 

التفتت خلفها لتتفاجا بــ كريم أمامها متسائلا بألم: هو انتي اتجوزتي مروان وخلفتي منه كمان 

تفاجات بحديثه ليقول بغضب مفرط: طب طالما اتجوزتي عاوزه مني ايه مالك ومالي .. خليكي مع جوزك وبنتك وما لكيش دعوه بيا 

لتجيب بهدوء لأنها لمحت غيرته الشديدة : كريم انا شغاله مع مروان شريكه في شركه واحده .. والبنت اللي بكلمها دي بنته هو من طليقته مش بنتي 

تنهد كريم براحه البال لتكمل بخبث: بس هو اتقدم لي تاني عشان عايزني اتجوزه عشان نربي بنته مع بعض 

جز علي أسنانه بصرامة وهتف بحده: وانتي تلاقيكٍ اما صدقتي و وافقتي صح 

نظرت إليه بغيظ من حديثه لتأخذ الملف وتذهب تحت نظراته الغاضبه ...

***
بعد مرور يومين اخذ كريم شنطه ملابسه وذهب سريعًا بالليل حتي لا يريد أن يوجه سيلا بخوف أن يضعف أمامها وهو لا يريد أن يعذبها رغم حزنه وألم الشديد تجاهها ، وصل مصر لتفتح له الخادمة ليدخل وهو ينادي قائلاً: بابا .. بابا انت فين انا جيت وخلصت الشغـ... 

صمت ولم ينطق بحرف عندما تفاجأ بسيلا تجلس مع والده الذي تقدم منه سريعًا واحتضنه وهو يبكي : حمد لله على سلامتك يا حبيبي كده يا ابني ما تقوليش انك تعبان وعندك المرض الوحش ده .. و تخبي عليا ... انا اسف يا حبيبي سامحني يا ابني سامحني 

أخفضت رأسها بحزن سيلا لتهرب من نظرات كريم إليها الذي كأنت شرارات غضب ...

ليقول نبيل بلهجة حزينه وأمر: انت لازم تعمل العمليه وتتعالج فاهم.. لازم تعيش .. 

***
في جنينه الفيلا الخاصة بكريم تسأل بحده: قلتله ليه ؟؟ ازاي تعملي حاجه زي كده 

سيلا بإصرار: كأن لازم يعرف يا كريم ده باباك مش عدو ليك .. ما شفتش كان بيبكي ازاي لما عرف .. كان لازم سوء التفاهم ده يتحل بينكم

جذبها من ذراعها و تحدث من بين اسنانه : وانتي دخلك إيه بيني وبين ابويا خلاص عامله نفسك مصلحة اجتماعية .. كأن لازم تقولي لي قبل ما تتصرفي تصرف ذي ده .. انتي عاوزه مني إيه؟ بتعملي كل ده ليه؟ عاوزه ايه بالظبط 

أحست سيلا بألم بذراعيها منه لتقول: مش عاوزه حاجه .. في ايه يا كريم انتي بتكلمني كده ليه

مط شفتاه باستحقار و تشدق بقسوة : امال عاوزاني اكلمك ازاي .. تعرفي الظاهر كنت مخدوع فيكي وانتي فعلا واحده مش كويسه كل اللي يهمك الفلوس .. مستني ايه انا من وحده كانت متجوزه مرتين قبل كده ومنهم واخده.. واحد من مراته وعياله ويا عالم مخبيه ايه ثاني

نظرت إليه بدموع وصدمه لم تتوقع في يوم أن يعيرها ، طالعها كريم بقليل من الندم و لمح الدموع تتساقط من عينيها رفع يده يريد سحبها لاحضانه لكنه اخفضها عندما سمع سيلا تمتم بصوت مختنق : ما تكملش يا كريم انا اسفه انا هامشي واوعدك مش هتشوفي وشي تاني 

ترك كريم يدها و هو يشعر بثقل بقلبه التفت بعيداً تاركاً يدها لكى تنفذ له طلبه حتى لا يتسبب فى معاناتها اكثر من ذلك فهو لا يعلم كم الالم الذى تشعر به الان ...

لكن فور ان صارت تسير خطوات قليله سمعت يصيح باسمها : سييبببلا ...

لتقف مكانها دون النظر إليه ليكمل وهو عينه تدمع بألم: خليكي معايا... ما تمشيش وتسيبيني، علشان خاطرى ... انا لما صدقت شفتك ثاني 

رفعت عينيها تنظر إليه اسرع نحوها مرة اخرى ممسكاً بيدها لتضغط بقوه سيلا من بين شهقات بكائها الحاده : مش انت اللي عاوزني امشي 

هز رأسه بنفي سريعًا تمتم بصوت مرتجف متألم: متزعلش منى ...انا اسف ..اسف 

هزت رأسها بالنفي و هى تنتحب بصمت غير قادرة على النطق بحرف واحداً فرؤيتها بهذا الشكل يدمر قلبها لكن حديثه القاسيه يرن في أذنها أسند رأسه علي رأسها بحزن: تعرفي انا كنت كل يوم بحلم الاقيكي قدامي و معايا كل يوم .. بس كنت بصحى الاقيه حلم .. لما كنت في جلسه الكيماوي عشان ما احس بالوجع كنت بتخيلك انك معايا وماسك ايدك بس برده كان حلم .. ولما كنتي بتوحشيني كنت بروح كل الاماكن اللي كنا بنروحها مع بعض ... ودلوقتي انتي بين ايدي ومش مصدق 

أجابت سيلا من بين شهقاتها: ما أنت اللي عامل تبعدني عنك كل شويه

مسح كريم دموعها بحنان قائلاً بحزن: عشان هتتعذبي معايا .. وانا مش عاوز كده 

ابتسمت سيلا وقالت بهدوء: وجعك بالنسبه لي راحه 

بالها الابتسامه وقال بحب: انا بحبك قوي يا سيلا

سيلا بحب: وانا كمان بحبك يا كريم 

كريم بجدية: تتجوزيني يا سيلا

لتقول سيلا دون تفكير: موافقه بس تعمل العمليه الأول

هز رأسه بنفي وقال بإصرار: لا نكتب الكتاب الاول وبعد كده هعمل العمليه بس اتاكد انك على ذمتي حتى لو هموت بعدها

أبتعدت عنه ونظرت إليه بغضب شديد: ما تقولش كده بعد الشر .. اعمل العمليه براحتك وانا معاك خطوه بخطوه

هز رأسه بضيق شديد وقال بحده: انتي موافقه عليا بجد ولا بتاخدني علي قد عقلي 

سيلا برفض هاتفًه: لا طبعا موافقه .. بس المواضيع دي بالذات مش بتتاخذ كده .. انت ناسي ماما .. ده جواز يا كريم

كريم بجدية: يعني هو ده عذرك دلوقتي ماشي .. يلا عشان اروحك 

سيلا بتردد: زعلان مني

هز رأسه بنفي وقال بهدوء: لا مش زعلان .. و هعمل العمليه طالما هتكوني جنبي

تطلع نبيل نحوهم بحزن شديد داخله وهو في أشد حالته الندم ليفكر في شئ لابد أن يسعد إبنه مهما كلفه الأمر ..! 

***
بعد مرور أسبوع كأن يجلس كريم في المشفي فبعد لحظات سوف يخوض عمليه جراحيه خطيرة ، لتدخل سيلا وخلفها والدتها فا هما اصبحوا الان في حكم المخطوبين ليقول نبيل بعتاب: اتاخرتي ليه يا سيلا كريم مش راضي يدخل غرفه العمليات غير لما يشوفك

سيلا بقلق: اسفه بس الطريق كان زحمه 

أقتربت منه وابتسم له ثم هتفت ناديه: عامل ايه يا ابني دلوقتي

أجاب كريم وهو ينظر إلي سيلا : بقيت كويس لما شوفت سيلا

ابتسمت سيلا بخجل لتقول ناديه تصنع الجديه: وبعدين انا واقفه عيب كده 

ليقول كريم بحب: بعد شويه هتكون من حقي .. مش كده يا بابا

استغربت سيلا وناديه من حديثه قائلاً نبيل مبتسم: كده يا حبيبي 

نهض نبيل ليفتح الباب بعد أن سمع صوت طرقات عليه لتتفاجئ سيلا بماذون يدلف من الباب لتنظر إلي كريم بصدمه وهتف نبيل برجاء: سيلا اسمعيني يا بنتي كريم لما قال لي أنه بيحبك في الأول انا رفضت وغصبته يتجوز واحده مش بيحبها ومفكرتش في، لكن دلوقتي انا مصمم أني كريم ما ينفعش يتجوز غيرك .. ولا ايه يا ست ناديه هم كده او كده هيتجوز  

نظرت ناديه بارتباك : هاه آه

لتقول سيلا بعدم استيعاب: بس احنا اتفقنا أنا وكريم بعد العمليه نتجوز 

كريم بضيق: هتفرق ايه بعدين من دلوقتي يا سيلا انا بحبك وانتي بتحبيني 

نبيل بلهفة: وما تقلقيش يا بنتي بعد العمليه هنعمل فرح 

أحست سيلا بضياع شديد مما حولها لتهتف: انا مش قصدي كده بس .. 

أقتربت منه وابتسم لها كريم أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت بتوتر: كريم انت في حاجات لسه ما تعرفهاش عني .. مش كنت دائما بتسال و عاوز تعرف انا اتجوزت مرتين ليه 

أمسك بيدها يقبلها بشغف قائلاً بحب: سيلا دي حياتك الخاصه و ماضيكٍ ما بقتش عاوز اعرف عنه حاجه .. كل اللي يخصني اللي جاي وبس 

لتقول سيلا بإصرار فولاذية: لا بس انت ما تعرفش أنا مو....

قاطعها نبيل : خلاص بقى يا سيلا كفايه حزن وخلينا نفرح بيكم انتم الاثنين وبعدين دي امنيه كريم ما تكسريش بخاطره

صمتت ولم تجيب هزت رأسها ناديه بقله حيله لها فهي تعرف سبب رفض ابنتها في الزواج الآن لتصمت سيلا وهي تشعر بضياع ولاتعرف ماذا تفعل وكان الجميع ينظر إليها منتظر إجابتها بلهفة وهي تراه كريم الذي كأن أكثرهم منتظر إجابتها بشغف ولا تريد أن تكسر خاطره لكن أصبحت في مأزق كبير فاغمضت عينيها بضعف قائله بصعوبة: ماشي 

أبتسم كريم بسعادة غامرة وبدأ الماذون بمراسم الزواج حتي قال جملته الشهيرة :- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ... 

أمسك يديها كريم بحب وقال بسعاده : مبروك يا حبيبتي 

نظرت إليه حاولت رسم الابتسامة على وجهها وبداخلها قلق شديد مما ينتظرها !!!.......

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-