رواية انثى بدون رحم الفصل الثانى عشر12 بقلم خديجة السيد


 

رواية انثى بدون رحم الفصل الثانى عشر بقلم خديجة السيد

الفصل الثانيه عشر
_____________________

‏"قال احببت امرأة كانت تأكل حزني كله بضحكتها.".. 🖤

مد انامله رافع وجهها اليه قائلا بهمس :مش مصدقه لحد دلوقتي اننا اتجوزنا خلاص 

أجابت سيلا بنفس الهمس: ولا انا 

تسأل كريم بتردد: مبسوطه 

قالت سيلا ببطئ و هى تتنهد بسعادة :اكيد طبعا .. ده كان بالنسبه لي حلم زيك 

اخذ كريم يتلمس ملامحها بحنان قائلآ برقة: و اتحقق دلوقت خلاص .. 

ثم زفر كريم بضيق قائلاً: الدكتور بيقول انهم هيحلقوا لي شعري عشان العمليه 

أبتسمت سيلا وقالت بهدوء لتخفف عنه: طب وايه يعني متضايق ليه .. اهو تغير تسريحه شعرك شويه 

قال كريم باحباط : تسريحه ايه ده هيبقى ما فيش خالص

سيلا: كلها اسابيع وهيطلعلك ثاني انت جاي عند الحاجه إلي هيفاء و تزعل .. المهم سلامتك 

يشدها ضاغط علي يدها قائلا بحزن : لو ما طلعتش من العمليه و رجعتلك من تاني .. اوعديني ما تزعليش عليا كثير .. وبعد كده تكملي حياتك عادي و تحاولي تنسيني 

ابتلعت ريقها بصعوبة خائفة من فقدانه لتقول برجاء: مش هانساك عشان هتكمل معايا .. وبطل تقول كده يا كريم انا من غيرك ولا حاجه 

ابتسم كريم باتساع : انا بحبك قوي وما حبتش حد غيرك في حياتي كلها 

سيلا بحب: وانا كمان عمري ما كنت اتخيل انا ممكن احبك ..

ثم هتفت بأمل : كريم لازم ترجعلي في حاجات كثير لسه محتاج اقولهالك ... محتاجك جنبي 

امسك بوجهها بين يديه يقول بهمس اجش : 
لو الموضوع بايدي كنت اخترت اعيش طول عمري كله معاكي

ليقترب منها مقبلا اياها برقة وحنان اذابها بين يديه لترفع يديها تتشبث بعنقه تبادله قبلته ليغيبوا عما حولهم حتى طلبت رئتيهم للهواء افترقوا يستند بجبهته فوق جبهتها تتسارع انفاسه لتقول بهمس بين دموعها : هتعيش و ان شاء الله تقوم بالسلامه 

***
في المكان المتواجد بها الغرفه كانت سيلا تجلس بخوفٍ شديد في الخارج علي كريم فقد فات ساعات ولم يخرج أحد يطمنهم عليه ويجلس نبيل جوارهم ويمسك بيده كتاب الله الشريف ويقراء فيه وهو الدموع بعيناه

أمسكت ناديه بيدها قائله: اهدى يا حبيبتي وان شاء الله هيطلع من اوضه العمليات بالسلامه 

هزت رأسـها بقلق ولم تجيب حتي خرج الطبيب وهرول الجميع إليه 

نبيل بقلق : كريم إبني عامل ايه 

سيلا بدموع: العمليه نجحت صح 

أومأ برأسه خالد الطبيب بهدوء وقال: اهدوا الحمد لله شيلنا الورم والعمليه تعتبر نجحت 

تنفس الجميع بعمق شديد وراحه وتسأل نبيل: يعني هو بقى كويس وفاق دلوقتي

خالد: لا طبعا لسه مفاقش ،العمليه مش سهله عشان يقوم منها على طول كده .. 

نبيل بضيق شديد : انا مش فاهم حاجه مش بتقول العمليه نجحت .. يبقى مفاقش وما ينفعش نشوفه ليه

ناديه بعقلانية: يا جماعه الدكتور معاه حق العمليه مش سهله ومحتاج راحه عشان يبدا يفوق وصحه ترجع زي الاول 

أغمضت عينيــهِا بتعب ولم تجيب ليقول نبيل بحزن: يآرب 

مرت اسابيع ومازال كريم في العنايه تساءلت ناديه :كريم عامل ايه 

نبيل بحزن : لسه زى ما هو مفيش اى تقدم فى الحاله .. لو عاوزه تمشي يا سيلا مع والدتك امشي يا بنتي انتي من ساعه لما دخل العمليات وانتي هنأ 

سيلا بعتاب: كلامك ايه ده ،يا استاذ نبيل ده جوزي مش هتحرك من هنا غير لما يفوق ويقوم بالسلامه ان شاء الله 

أبتسم نبيل علي تمسكها بيه وقد ندم انه لم يوافق في البدايه علي جوزهم ليقول: طب بلاش بقي استاذ نبيل وخليها عمي .. مش إحنا بقينا أهل برضه

نظرت إليه باستياء ثم قالت بدموع: طيب انا عايزه ادخلوا 

ناديه برفض : مينفـ....

نبيل مقاطع إياها: ادخلى يا سيلا

ناديه بقلق: ما بلاش الدكتور مش هيوافق و كده فيه خطوره على حياته 

نبيل بجدية :بالعكس وجود سيلا جمب كريم هيقويه ويخليه يتمسك بالحياه اكتر مش بيقولوا أنه المريض بيبقى حاسس بكل حاجه يبقى اكيد هيحس بسيلا .. ادخلى يا سيلا

نظرت له بامتنان واتجهت إلى الباب نبيل قائلاً: سيلا

نظرت له بدموع هتف نبيل بصوت حزين: رجعى ليا ابنى يا سيلا هو بيحبك وهيرجع علشانك 

اومأت رأسها بالموافقه ودلفت إلى الداخل وأغلقت الباب خلفها نظرت إلى هيئته وهو نائم تحت الاجهزه وتخرج منه بعض الاشياء الغريبه انهمرت دموعها عندما رأت جسد كريم وهو هزيل جدآ وهو نائم على السرير لا يتحرك مغلق العينين جثه هامدة لا ترد ولا تستجيب اتجهت له ووضعت أمامه مقعد خشبى وجلست عليه نظرت له كثيرآ صامته لا تعلم ماذا تقول له تنهدت بحزن وقالت: 

مش عارفه أقول إيه ،متوقعتش اتحط في موقف زي ده ،اني احب حد كده وابقى متمسك بي قوي ومش عاوزه يمشي من حياتي ،انا اصلا حياتي كأنت فاضيه خالص شغل وبس، بس انت جيت غيرتهلي بضحكتك وهزارك اللي خلوني احس بطعم الحياه وابتسم زي الأول 

تعرف أنا ممكن اكون اتعرض الجواز عليا اكثر من مره بس انت لما طلبتها مني كان ليها طعم ثاني كنت لاول مره ابقى فرحانه عشان هتجوز .. اكيد مستغرب عشان انا متجوزه مرتين قبل كده .. بس عمري ما حسيت اني زوجه ومسؤوله عن بيت .. 

ومسكت يده وهى تسيل الدموع من عيناها وقالت: 

كريم انت في حاجات كتير ما تعرفهاش عني ومش عارفه هيكون رد فعلك ايه لو عرفت ، لو عرفت أأ انا مش بخلف او أأأ بمعنى ثاني مولوده من غير رحم .. تعرف لي اول مره اخاف ان مكملش مع راجل حياتي ..عشان انا كل مره اللي كنت بختار انا الرحيل واتطلق، بس المره دي مش عاوزه بجد اسيبك ، ولي أول مره كمان برضه عاوزه ابقى انانيه معاكي في علاقتنا عاوزك ليا لوحدي مش عاوز حد يشاركني فيك .. بس ده حقي عشان انا بحبك 

ظلت صامته للحظات ثم اردفت حديثها قائله : 

عارف انت عامل زي الملاك وانت نايم وانت كمأن صاحى ايوه انت ملاك بالنسبه لي، ارجع ليا يا كريم ارجع ليا وخلينا نعوض كل اللى فات ارجع ليا وانا اوعدك هعيش تحت رجليك ابوس ايدك اوعى تمشى وتسيبنى انا اضيع من غيرك انت اكيد حاسس بيا انا متأكدة انك سامع كلامى يا كريم معقول تهون عليك دموعى تنزل منى ، طمن قلبى وريحني من النار اللى فيه ارجوك يا كريم رد عليا ادينى امل انك هترجع ليا ولكل اللى بيحبوك .. كريم انا بحبك ...

***
فى المشفى بعد أيام بدأ كريم يفتح عينه ويغلقها عدة مرات حتى تعود على ضوء الغرفه شعر بيد ممسكه يده نظر بجواره وجد سيلا نائمه وممسكه بيده شعر بسعاده كبيره وابتسم بألم وتحدث بصوت هزيل جدآ قائلا: سيلا ... يا سيلا

ولكنها لم تسمعه من شدة انخفاض الصوت ظل ينظر لها بأشتياق وهى نائمه وحرك يده عدة مرات حتى تشعر به سيلا وتفيق 

سيلا شعرت بحركة يد كريم ولكنها كذبت نفسها واعتقدت أنها تتخيل ولكنها شعرت بحركة يده مره اخرى فتحت عينها ونظرت إلى كريم وجدته ينظر لها انهمرت الدموع من عيناها وقالت: كـ .. كـ كريم

واقتربت منه وحركت يدها على وجهه وقالت: ا.ا.انت فاتح عينك بجد صح انا مش بحلم رد عليا يا كريم انت فؤقت مش كده 

كريم بصوت ضعيف تستمع له سيلا بصعوبه قال: أهدى يا سيلا علشان خاطرى بلاش دموعك دى 

سيلا بسعادة: انا مش مصدقه نفسى بتتكلم معايا دلوقتى بجد واحشتنى اوى أوى يا كريم ياااااه كنت هموت واسمع صوتك 

كريم بتعب: بعد الشر عليكى يا سيلا من الموت متقوليش كده تانى 

تطلعت فيه بألم و هتفت بدموع: الحمدالله يارب احمدك واشكر فضلك .. أنا هروح ابلغ الدكتور انك فؤقت وأبلغ باباك انا مش هغيب جايه علي طول

أبتسم كريم عليها بحب ونهضت للخارج ..

***
الطبيب خالد : حمدالله على السلامه يا كريم عامل ايه دلوقتى 

كريم بصوت منخفض: الحمدالله بس حاسس بألم شديد هنا وأشار إلى جرح العمليه وأكمل كلامه قائلا وكمان ريقى ناشف جدآ وحاسس بصداع جامد اوى 

الطبيب يطمئنه قائلا: كل ده طبيعى انت فى غيبوبه بقالك ست اسابيع لازم هتحس بكل ده المهم دلوقتى نطمن على كل حاجه وعلى اخبار العمليه

كريم : اتفضل يا دكتور 

الطبيب بدء الفحص وكأنت سيلا توترت وخوف عليه ودارت وجهها إلي الجهه الاخري بعيد عنه غير قادرة على النظر ..

الطبيب يفحص كريم وبعد عدة دقائق نظر إلى كريم وقال : الحمدالله كل حاجه تمام

بلل شفتيه كريم وقال: يعني هخرج من هنأ أمتي

هتف خالد: لا لسه شويه هتفضل هنا تحت الملاحظه الطبيه ..بس تنتقل من غرفه العنايه لي اوضه عاديه

كريم: ماشى شكرآ يا خالد تعبتك معايا

ابتسم الطبيب:العفو عن اذنك وخرج الطبيب واطمن الجميع على كريم وابلغهم ممنوع الزياره الكثير حتى تمر الساعات القادمه ولكنه سمح والده أن يدخل له عندما وجد حالته تسوء أكثر ...

دخل نبيل بلهفة الغرفه عند كريم ونظرت له بأشتياق والدموع انهمرت من عيناه وعندما رأى وضعه هكذا اقترب منه وجلس على المقعد وظل ينظر إليه بخوفٍ ..

كريم نظر له بأشتياق وقال بصوت متعب منخفض: ايه يا بابا مش عايز تخدينى فى حضنك

أبتسم وحضنه نبيل بلهفة براحه حتي لا يتألم وظل يقبله بحنان وابتسمت سيلا عليها.

***
نظر لها بحب وقال: وحشتيني اوى رغم انك مغبتيش ثانيه واحده عنى كنتى معايا طول الوقت نظرة عيونك ليا كنت بشوفها علطول كانت بتقوينى وبتدينى دافع اتمسك بالدنيا .. اوعى تبعدى عنى وتسيب ايدى وتمشى يا سيلا أنا أما صدقت رجعتلي تاني 

دمعه فرت من عيناها ونظرت له وقالت: انا اسفه يا كريم عشان مشيت وسيبتك تواجه الالام دي كلها لوحدك ومقدرتش حبك ليا عرفت ده متأخر اوى 

وضع يده على شفتها قائلاً بحنان: ششش متتأسفيش يا سيلا كفايه عليا انك كنتى جنبي فى أصعب وقت فى حياتى و واقفتي جمبى وكنتى قوتى وقت ضعفى ..ومد يده ومسح بأصابعه الدمعه من على خدها وقال الوش ده ربنا خلقه عشان البسمه تترسم عليه لكن الدموع والحزن مش ليكي

ابتسمت ونظرت له بمشاعر مختلفة وهتفت سيلا بحب : انا بحبك .. بحبك اوى يا كريم

قال كريم بشغف: يااااااه يا سيلا من ساعه لما شفتك اول مره وانا عيشت عمرى كله احلم بالكلمه دى منك انا مش مصدق نفسى حاسس نفسى بحلم قوليها تانى يا سيلا نفسى اسمعها منك كتير اوووووى 

هتفت سيلا بعشق خالص: بحبك ،انت نعمه كبيره من عند ربنا بعتها ليا وعرفت قيمتها متأخر اوى بس وعد منى هعوض ليا وليك كل اللى فات ما بينا فى البعد ...ومسكت يده قائله بحزن: اوعى انت اللي تسيب ايدي في يوم يا كريم

تنهد بحب وقال : ما اقدرش .. بحبك يا سيلا بعشقك وبعشق كل ما فيكى واول ما اخرج من الأوضه دى هنعمل فرح كبير و هتجوزك ومش هسيبك تبعدى عن حضنى لحظه واحده تانى 

نظرت له سيلا بابتسامة بسيطة تعلم جيدا انه يحبها لكن يجب أن تتحدث عن ما اخفته قبل زواجهم : انا لازم أمشي دلوقتي هروح البيت هغير هدومي وهاجي ثاني .. مش هغيب جايه بسرعه وهنتكلم كتيرررر اوى لحد ما تزهق منى 

كريم بحنان: انا عمرى ما ازهق منك يا سيلا انا نفسى تفضلى جمبى العمر كله

سيلا بنبرة ذات معنى :هيحصل ومن هنا ورايح مش هسيبك ثانيه واحده بس لازم نتكلم الأول

***
مر يومين وانتقل كريم إلى غرفه أخرى بعد تحسن الوضع قال نبيل بإبتسامة: يلا يا حبيبى شد حيلك وارجع بسرعه علشان يتلم شملك انت وسيلا ..

أبتسم كريم وهو ينظر إلي سيلا بحب: انا مش هستنى لما أخرج من هنأ ،ياريت يا بابا تبدا تجهز الفرح وانا هنا عشان اول ما اخرج هنعمل الفرح على طول 

نبيل بفرحه: ربنا يسعد ايامكم يارب يا حبيبى 

كريم أبتسم: ربنا يخليك يا بابا 

سيلا مبتسمة: ربنا يخليك يا عمي

قال نبيل مبتسم بود :هتاجي تنورى الفيلا يا بنتى والله ربنا يهنيكم يارب .. عاوز البيت تمليه احفاد كثير بدل لما نبقى لوحدنا 

كريم بحب: لا ده انا ناوي اخلف على الاقل تلاته أولاد ولا ايه يا سيلا ..! 

لتنطفئ تلك الفرحة من عيونها سريعا وهى تتذكر عدم انجابها وعندما يعلموا الحقيقه انها مولوده بغير الرحم ..

لاحظ كريم تغيرها المفاجئ ليسألها بقلق : فى ايه يا سيلا اتغيرتى فجاه ليه ؟

ابتلعت ريقها بصعوبة خائفة من التحدث معه عن مخاوفها خاشية من ردة فعله ليدرك نبيل بانها لا تريد ان تحكي امامه لينهض قائلاً: طب انا هامشي بقي هروح اشوف الشركه بقيلي كثير سيبها 

مد كريم يده إليها وقال: هاتي أيدك وتعالى نتمشى بره شويه في الجنينه المستشفى انا زهقت من القعده 

***
في الخارج كأنت سيلا تمسك يده كريم وتسير بجواره ليتسال هو: مالك يا سيلا بابا ضايقتك في حاجه شكلك اتغير فجاه

أغمضت عينيــهِا بقوه ثم فتحتها لتتحدث بتوتر: لا بس .. كريم انا 

نظر إليها بأستغراب وقال متسائلا: إنتي ايه ؟؟ 

قالت سيلا بجدية فقد حسمت أمرها لتتحدث: 
انت لازم تعرف حاجه مهمه انا عارفه أنها متأخرة لما قلتلك بس انا ...

وقبل أن تكمل حديثها قاطعها شخص لم تتوقع أن تلتقي به مره ثانيه هاتفا: سيلا 

سيلا بصدمه: ماجد 

أستغرب كريم منه وتضيق بغيره ومن نظراته التي فوق جسدها قائلاً : ازيك يا سيلا عامله ايه

تحدثت باقتضاب: انا تمام 

ثم لاحظ كريم يتساءل باستخفاف: ومين ده 

هتف كريم بجدية: انا كريم جوزها انت اللي مين ؟؟ 

أبتسم ماجد ثم هتف بسخرية: انتي اتجوزتي تالت .. وانا ماجد طليقها 

جز علي أسنانه بصرامة لتقول سيلا بأرتباك حتي لا يتهور الامر بينهم: كريم كفايه كده انت تعبان لازم تستريح يلا بينا 

ماجد بخبث: مش تباركي ليا يا سيلا اتجوزت بعدك ومراتي بتولد دلوقتي 

لتقول سيلا بألم : مبروك 

ليضحك بمكر وتحدث قائلاً: عقبالك ولا آه صحيح نسيت اللي فيها هههه سلام

رحل من أمامهم وهتف كريم بعنف: الحيوان ده انتي كنتي متجوزه ازاي 

سيلا باشمئزاز :اهو بقى يا كريم فتره وعدت .. قلتلك قبل كده أنهم كرهوني صنف الرجاله 

كريم بعصبية مفرطه: ده بني ادم زباله مش شايفه كأن بصيلك ازاي .. ولا حتى عامل احترام ليا 

لاحظ تغير وجهها بقرف ،ينتبه علي نفسه وغيرته حمحم قائلا : احم خلاص أهو غور في داهيه .. يلا بينا نطلع الاوضه

***
كان بإحدى أكبر الفنادق وحضر جميع المسؤولين وكبار الدوله جاء موعد زفاف كريم وسيلا تقدمت ناديه بحزن من ابنتها بعد أن رأت دموعها : طب ليه الدموع دي بقى ؟ حزن ؟؟ ولا فرح ؟؟ 

هزت رأسها لتجيب بحزن: خوف ..! 

ناديه بعطف: من ايه بس ؟ هو انتي متجوزه غصبا عنك المره دي .. ما كله بمزاجك اهو 

لتقول بألم حاد:خايفه قوي يا ماما اللي هيحصل بعد كده كريم لحد دلوقت ما يعرفش الحقيقه ولا هو ولا باباه , واللي وجعني اكثر لما بيقعد يكلمني علي انه نفسه في اولاد كثير مني .. وانا مش قادره اقوله اني مش هقدر احققلك الحلم ده .. بس هو مش مديني فرصه ان احكيله .. أو انا اللي ماعنديش الشجاعه المره دي 

ناديه بعقلانية: بلاش خوف وافرحي بقي مره في حياتك .. هو بيحبك يعني هيقدر حاجه زي كده.. تحبي انا اللي احكيله 

هزت رأسها بالنفي سريعًا وقالت: لا لا لو جيت منك هتبقى تقيله عليه وهو هيتقبلها منك عادي بس من وراء قلبه ،خليها تيجي منى احسن 

ذهب كريم ونبيل لغرفه العرائس كانت سيلا في غايه الجمال بفستانها الملائكي

قبل كريم رأسها بحب و سيلا بابتسامة جعلت قلبه يخفق وهو يلاحظ غمازتها التي على وجنتيها التي عندما يراهم كل مره يشعر كأنه ملك العالم قال بهمس: شكلك حلو قوي طول عمرك جميله يا سيلا 

أبتسمت سيلا بهدوء رفعت يديها ليوضح ظرف في يدها و وضعته في جيبه البدله ليسأل بدهشة: ايه اللي انتي حطيته ده 

أبتلعت ريقها بصعوبه وهتفت سيلا بتوتر قائله: ده جواب في كل حاجه عني من يوم ما اتولدت لحد دلوقتي .. عشان لو ما عرفتش احكيلك المره دي كمان تبقى عرفت من الجواب

أستغرب ولم يجيب وامسك كريم بيد سيلا ودخل معها قاعه الفرح و رقص الجميع وكانوا في غايه السعاده 

ليمسك يديها ويتجه الي ساحه الرقص ليضع يده علي خصرها ويقربها منه لتنظر له سيلا وتضع رأسها علي كتفه ويكمل راقصتهما لتسأل هي بتردد: هو انت ليه يا كريم كل ما اجي احكيلك عن ماضيه ما ترضاش تسمعني

قال كريم بنفاذ صبر: يادي النيله يا بنتي هو انتي بحالات زمان كان نفسي اعرف وكنتي شويه و هبوس ايديك عشان تقولي وتحكي حاجه ودلوقتي مصممه تقوليلي ليه 

هتفت سيلا بخفوت: عشان انت بقيت جوزي والمفروض تعرف كل حاجه عني 

أبتسم كريم وقال بحب: مش مهم خلينا في النهارده خلينا في الحاضر مش مهم الماضي 

قول حبيبى إنك معايا وجنب منى
دى الحقيقة ولا حلم وطال شوية 
والكلام الحلو ده بتقوله عنى
يعنى فعلا دنيتى رضيت عليا

وعد منى تعيش معايا سنين معشتش زيهم
أحلامك اللى حلمتهم
انسى الحياة والدنيا دى وتعالا نهرب منهم 
مبقتش عايز ناس خلاص جالى اللى بيهم كلهم

يالى سايب ليا روحك ومأمنى
اللى فاتك من الحياة هتعيشه بيا
وفى عيونك ألف حاجة مفرحنى 
والحياة بتزيد جمال لو بصوا ليا

***
في الفندق حيت أراد كريم أن يقيم أول ليلة بينه وبين سيلا في الفندق ، أمسك بيدها حيث انتهاء الفرح وصار بها الى الغرفه ..؟! 

افلت كريم يديها و هو يقبل عنقها و وجهها و رفعت يديها بسرعة الى صدره لتبعده لكن اصابعها شدت على قميصه بدلا من ان تبعده تشبثت به و كأنها تطالبه بالمزيد من الحب و تلك المشاعر المتوهجة.

امسك وجهها بكلتا يديه و قال و هو ينظر بعينيها و بانفاس مضطربة: اخيرا...... اخيرا يا سيلا ما تعرفيش كان نفسي في اللحظه دي من امتى ،من ساعه لما نبض قلبي قال بحبك ، متعرفيش عملتي ايه .. عملتي في ايه يا سيلا خليتني غيرت حياتي كلها عشانك 

أبتسمت سيلا بهدوء وقالت و هي تضع يديها على يديه: ولا أنا مصدقه اننا اتجوزنا ،كريم في حاجه مهمه لازم اقولهالك ويا ريت متقاطعنيش

يمسك بوجهها بين يديه ينظر فى عينيها بثبات قائلآ بحزم : سيلا مش هنتكلم خالص النهارده انا اما صدقت بقيتي بين ايدي سيبيني اشبع منك ومن عشقيك .. سيلا انا كنت ميت و انتي حياتيني للدنيا من جديد 

نظرت اليه بعيون امتلئت بدموعها من روعة كلماته اليها فلم تدرى الا وهى تحتضنه بقوة دون محاولة منها للكلام ليتفاجئ من ردة فعلها لثوانى قبل ان يبادلها العناق يهمس بين خصلاتها مبتسم : مجنونة وكل دقيقة بحال بس بموت فى جنانك ده 

أغمضت عينيــهِا سيلا بخفوت تندس اكثر فى صدره لتنعم اكثر باحتضانه لها : كريم انا مولوده من غير رحم ...!

استمع لكلماتها لكن لم يفهم ليقول باستغراب: قلت ايه ما سمعتش ؟؟ 

أبتعدت عنه ونظرت إلي عينيه المنتشيه لتقول بهدوء مصتنع: قلتلك السبب اللي خلاني اتجوز مرتين وأطلق ، السبب اللي خلاني ارضي جوزي يتجوز عليا السبب اللي خلاني برضه ارض ابقى زوجه ثانيه عشان انا مش بخلف و مولوده من غير رحم

شعر بالصدمه والضياع بعدما القت بقنبلة في وجهه ليقول بصعوبه: من غير رحم .! هي في حاجه اسمها كده اصلا انا أول مره اسمع الكلام ده في حياتي

أجابت سيلا بصوت مرتجف: لا في انا ،بيبقى عيب خلقي .. انا مولوده كده .. من غير رحم 

اقترب منها والشرر يتطاير من عينيه وقال: افندم .! اللي انا بسمعه منك ده ازاي ..! ازاي ما تعرفنيش حاجه زي كده قبل الجواز وتسيبيني اختار ولا كنت بتدبسيني ازاي

هزت رأسها بنفي و تمتمت بدموع :لا .. انا حاولت اقولك اكثر من مره بس انت ما كنتش بترضي تسمعني 

جذبها من ذراعها و تحدث من بين اسنانه بجنون فقد أصبح الأحلام التي كأن يبنيها في مخيلته اصبحت سراب امامه: 

انتي هتستعبطي ولا ايه كنتي وقفتني كده غصبا عني وتعرفيني مش جايه يوم الدخله تقولي لي انا مش بخلف .. لا مش بتخليفي ايه ! حتى مالكيش علاج .. ده مافيش رحم 

تمتمت سيلا من بين شهقاتها المتألمه: يا كريم أنا..

صرخ بانفعال شديد وقال: انتي ايه .. ازي جالك قلب تبقي ساكته طول المده دي كلها وانتي شايفاني انا وبابا عاملين نحلم باولادنا وهو بيحلم باحفاده ..

تمتمت سيلا من بين شفتيها المزموتين بالم: طب انا ذنبي ايه انت مفكرني مش نفسي ابقي أم 

تركها بغضب شديد ومسح وجهه بعصبية وهتف بحده: وانا كمان ذنبي ايه ،انا واحد كانت حياته بين الحياه والموت وانتي جئتي رجعتني ثاني و اتديني امل وحياه و جواز وخليتيني أحلم كمان باولاد .. ودلوقتي جايه تقولي ليا أنا ما عنديش رحم طب انا هعمل ايه واحلامي طب ليــه .. ده إسمه غش انتي خدعتني 

بينما هي ظلت تبكي علي حالها لتقول بحزن : 
انا اسفه 

ضحك بسخرية قائلاً بغيظ شديد: أسفه آه أسفه .. وانا ما بحبش حد يحطني قدام الامر الواقع 

تطلعت فيه بأستغراب لتراه يهتم بالخروج صاحت وهى تبكى متألمه: كريم انت رايح فين وسيبني 

لم بجيب عليها لكن فور ان وصل الى باب غرفة الفندق لتعلم ما يريده سمعها تصيح باسمه باكيه: كرررررررريم

لتكمل من بين شهقات بكائها الحاده: خاليك معايا... ما تمشيش و تسيبني علشان خاطرى

خرج ولم يجيب وصفع باب الغرفه خلفه بينما هي ظلت تبكي وتصرخ علي حالها وتصيح باسمه ... كرررررررريم

رأيك في الفصل الثاني عشر عشان إستمر ❤️

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-