رواية انثى بدون رحم الفصل الثالث عشر13 بقلم خديجة السيد


 

رواية انثى بدون رحم الفصل الثالث عشر بقلم خديجة السيد

الفصل التالته عشر
_____________________

غابت قوانين الأرض وبقيت قوانين السماء
لكل مظلومٍ لابد صبح ولكل ظالم لابد مساء ..🖤

بصوت غاضب وعيون مظلمه صرخ: كان لازم تقولي لي حاجه ذي كده من الاول مش تخدعيني ،عشان كده البيه اللي إسمه مروان كان عايزه يتتجوزك ما هو مش هيلاقي احسن منك تربي بنته ،واكيد عارف كل حاجه وانا جايه تقولي لي يوم فرحنا 

إنحدرت دموعها علي وجهها بغزارة، لتبكي رثاءًا لقلب تهشم لأشلاء دقيقة للغاية، حتي أنه بات من الصعب تجميعه مرة أخري: لا والله ما حدش يعرف الكلام ده انا ما قلتش لمروان حاجه زي كده خالص ولا كان في دماغي اني اتجوزه ،وانا رفضت عشانك عشان بحبك 

أبتسم بسخرية و تركها ورحل فلا يوجد من المزيد يمكن قوله، لا تدري علي من تضع اللوم..؟!، و علي من تعتب..؟!، يكفيها ما حدث، و لتكمل باقي أيامها بهدوء بعيداً عما يزعجها، حتي يأذن الله بالحل، و ينتهي كل ما يؤلمها، فهي لن تضحي بسعادة لأجل أنانيتها بأنه تحرمه من طفل، و إن كان ثمنه سيدفعه هي ولن تجعلهم يحتمل وزر أخطاء غيرها، و لتدفع هي ثمن أخطاء لم تقترفها، أخطاء مجتمع، و أخطاء للتربية الخاطئة، و أخطاء للمعتقدات البالية، تلك هي الأخطاء مدفوعة الثمن، هي من يقترفها الأخرون ليتركوا ثمنها غير مدفوع، ليدفعه الصغار ..

يوجد لحظات تمر أمام عينيك ستظن بها أنك قد حلقت لأقصي إرتفاع قد تطاله أجنحتك وحققت أحلامك المستحيله وتغمرك سعادة كبيرة نعم إنها السعادة التي تبني عليها اساسات أحلامك المستحيله ،سعادة و حياة .. لكن في نفس اللحظة تكتشف أنها كأنت فراغ كبير وأحلام بعيده المدى

بقسوة شديدة، تلك هي الحياة و شكلها الحقيقي، حياة عنوانها التعب و الألم، و السعي الدائم للبحث عن شئ واحد يرغبه الجميع و كأنه للخلود.

كأن كريم يسير بالشوارع بتوهان وضياع لم يعرف أين يذهب ،ظل يفكر مراراً و تكراراً بما حدث، ربما أخطأ عندما تركها و رحل ربما هو أخطأ بالفعل، ولم يسمعها جيده لم يعطيها فرصه كافيه لتتحدث وتحكي لماذا خبت عنه هذه الحقيقة .. التي كأنت صدمه كبيره بالفعل له ،يعترف لنفسه بأنه أحبها بالفعل بلا عشقها لكن اخطات عندما أخفت عليه هذا السر ..! 

لم يشعر بدموعه التي لامست وجنتيه، من الصعب لأي رجل أن يترك العنان لدموعه لكي تهبط من محجريهما، لكن شعوره بأنه ظالم ليس سهل ،ليجلس علي رصيف يتعب من السير لينظر إلي الشئ الابيض الذي يظهر من جيبه ليبتسم بسخرية أنه الظرف الذي وضعته هي في جيبه وكتبت في السر ليفتحه بحزن ليقرأ ما بداخله ..

كريم حبيبي مش عارفه ابدا منين أصلا أنا حكايه طويله قوي و موجعه قوي فيها احزان كثير بس هبدا من البدايه ...

من وأنا عندي 14 سنه قله الثقه في نفسي بسبب اللي حواليا من اولهم ماما اللي اخذتني لدكتوره نساء عشان تشوف سبب تاخير الدوره الشهريه عندي مع انها كأنت شكه في حاجه ثانيه خالص .. بس الدكتوره قالت لها حاجه صدمتني وصدمتها أني انا ما عنديش رحم ما كنتش ساعتها فهمت خطوره الموضوع .. بس كنت دائما حاسه نفسي غريبه عن اللي حواليا من اولهم زمايلي في المدرسه لما ما كنتش بحس بنفس الوجع لما تيجيلهم الحيض و أنا لا .. 

كان وقتها بيحسدوني عشان مش بحس بالالم زيهم بس حتى الالام دي اتمنيت احسها ذيهم .. بعدها وصلت لسن العشرين واخواتي اتتجوزوا قبلي حتى اختي الصغيره والناس ابتدأت تتكلم وكان كل ما يتقدملي حد ويعرفوا انى مش بخلف كانوا بيرفضوا ويمشوا علي طول

وللاسف اهلي خافوا من نظره الناس وانا لسه انسه وفضله انا بقى زوجه ثانيه أحسن من لقب انسه .. وده كان ثاني شخص يظلمني وهو بابا الله يرحمه

شرط على اي عريس يتقدم لي وقتها انه ممكن يتجوز عليا عادي ويخلف عشان مظلومهوش وكان لازم اوافق طبعاً ،كان الفرح بالنسبه لي زي الجنازه ما فرحتش وقتها زي اي بنت بفستان وفرح وكوشه لان كنت عارفه اللي هيحصل بعدها ...

ومرت ثلاث اشهر علي جوازي من محمود كل شخص معندوش شخصيه كل حاجه بأمر من والدته كانت كل حاجه تعرفها عننا ما كنتش حاسه انا متجوزه راجل اصلا .. لما حاولت اشتكي بابا رجعني البيت وقولي عيشي احنا ماصدقنا حد يرضى يتجوزك وانتي كده ..! 

واتجوز بعديها محمود عليا وبعد اسبوع حملت مراته كنت زي الخدامه عندهم من زل واهانه وكلام يجرح عشان مش بخلف لحد ما جبت اخري وصممت اطلق 

.. بعدها دخلت في دوامه ثانيه بقيت زوجه مطلقه وما ينفعش تخرجي وتروحي عشان الناس وكلامهم لما حاولت اكمل تعليمي اللي حماتي رفضت اكمله من الأول، بابا رافض عشان انا مطلقه وخاف من كلام الناس وانا خارجه وطالعه ...

وبعدها بشهرين لقيت بابا بيقولي في عريس عاوز يتجوزك تاني وما تقلقيش المره دي متجوز وعنده اولاد .. كانت اكبر غلط حسيت ان عملتها في حياتي ؟؟ عشانك أخذت راجل من على مراته بس وقتها كنت مشدده مش حاسس على نفسي بعمل ايه ؟؟ من الضغط إلي كأن حواليا من اهلي عشان اوافق على العريس وكلهم قالوا لي ده أنسب حل ليكي تتجوزي واحد متجوز وعنده اولاد عشان ما تبقاش في مشكله بعد جوازك ...! 

واتجوزت ماجد إلي أنت شوفته في المستشفى و برده كانت مرحله عذاب بالنسبه لي كان انسان كل اللي يهمه مصلحته وبس ،ضحك علينا وما طلعتش مراته تعرف أنه هيتجوز عليها ،كنت بتوجع قوي لما بشوف كسرتها في عينيها لما كانت بتدعي عليا، ماجد كان رميها هي وعيالها ومش بيسال عليهم .. ما حستش معاه براحه خالص كان كل اللي يهمه مني جسمي وبس ..! 

و برده حاولت اشتكي اهلي عشان يطلقوني منه ،بس برده الرد كان صادم بالنسبه لي بابا طردني من البيت وقال لي بطلي دلع مش كل واحد هتتجوزيه هتيجي لي بعد أسبوع تشتكي منه عيشي وبطلي دلع ،واعرفي مشكلتك .. انتي مش اي واحد هيرضى بيكي و هيقبلك وأنتي كده ..! 

كان نفسي اسالهم حاجه واحده بس هما لما ؟؟ بيجرحوني و يكسروني قدامهم كده بيفكروا في ايه ساعتها أني بحس بايه ولا جماد مش بحس زيهم ،عمري ما حد في حياتي فهمني وتعامل مع مشكلتي عادي او اني ما عنديش مشكله من الاساس ، انا ما ليش ذنب فيها كل الحكايه ربنا خلقني كده الحمد لله انا رضيت بعد كده وعمري ما اشتكيت ربنا وقولته لي خلقتني كده ؟؟ ولا سالته وقلتله ليه يا رب اشمعنا انا ؟؟ 

بعد حوالي شهرين من جوازي من ماجد ،ماما اتصلت بي وقالتلي ابوكي مات في حادث .! كانت صدمه لي زعلت عليه قوي معاني ما كانش السند اللي نفسي فيه بجد ،بعدها قررت اني مش هبقى ضعيفه ثاني ،ولازم تكون دي نقطه التحول لي 

واطلقت من ماجد بعد ما رفعت عليه قضيه خلع بس هو خاف علي رجولته و طلقني من نفسه لما لاقي الموضوع دخل في الجد، ورجعت ثاني اكمل تعليمي والحمد لله حياتي بدأت ترجع أحسن من الاول .. بس كان جوايا لسه شويه جرح وعدم ثقه في نفسي كان اي حد بيتقدملي بعد كده كنت باقول اكيد هيتجوزني عشان جسمي وبس إنما زوجه واطفال ما فيش ،كنت بحس كثير قوي ان في حاجه مفتقدها في حياتي وهي الاطفال .. عشان كده كنت بروح الملجا كنت بلاقى نفسي هناك اطفال بريئه وملهاش ذنب في حاجه وكمان،و لما أقرب من أي طفل من قريبه ومش بحس بنظرات من أمه ليا شفقه ولا خوف علي ابنها مني .. كان نفسي كثير قوي اتبنى طفل بس طبعا المجتمع والظروف اللي حواليا منعوني من كده ..قد ايه احنا في مجتمع ظالم أو احنا الي بنظلم نفسنا ؟؟ 

و بعد مده اتخرجت بتقدير واشتغلت في شركتك وقابلتك هناك ومن هنا حياتي اتغيرت برده واديتني امل .. في الحياه وأني في ناس كويسه بجد .. كريم انت كنت بالنسبه لي السند اللي بجد اللي كنت بدور عليه مع اهلي و اللي اتجوزتهم وما كنتش بلاقي ، بس لقيته معاك أنت انا حبيتك بجد واتمنيت اكمل معاك باقي حياتي .. 

بس كنت خايفه دائما من رد فعلك ياتري هيكون ايه؟؟ ما تفتكرش انها كانت حاجه سهله عليا و الدليل أني لما طلبت ايدي من سنتين رفضته وسافرت عشان كنت ابتديت أحس ناحيتك بحاجه ،كان لازم ابعد خفت اظلمك ،بس لما شفتك تعبان وقد ايه محتاجلي ما قدرتش اقف اتفرج كان لازم اقرب ساعتها واللي يحصل يحصل ! 

انا حلمت و اتمنيت معاك حاجات كثير قوي كان نفسي احقق وأفضل معاك طول العمر ،انا اتعذبت كثير قوي ونفسي ارتاح من كل ده 

نفسي الجواب ده لو وقع في ايدك وقرأته اكون ساعتها قلتلك وسامحتني .. انا اسفه يا كريم بجد عشان ما قلتلكش الموضوع ده من الأول .. بس انا حولت وانت كنت بتمنعني كل مره سامحني ،وامانه عليك لو مش هتسامحني سيبني بهدوء ومن غير مشاكل ..! 

لم يصدق ما قرأه وشعر بقبضه حاده تعتصر قلبه بعنف.. ما هذا الظلم والقسوة والألم التي تعرضت لها ، ايوجد أحد يفكر هكذا وكيف تحملت كل هذا بمفردها، وهو كأن يفكر بأنه ألم مرضه الذي تعرض له لا يوجد مثله بلا يوجد اكثر من تعذب منه. 

***
لا يوجد شيء بالحياة أصعب من إنتظار لحظة المواجهة، خاصة و أنت تعلم بأنك مظلوم لكن لا أحد يعترف بذلك سواء أنك أنت الظالم ، حتي أنك تأمل أن تنتهي تلك المواجهة بالعتاب ...مجرد عتاب، نعم ... فقط تريد العتاب لكي يهدأ ضميرك، ذلك القاضي الذي يحكم عليك بحكمه العادل دون هوادة، إنه كالمرشد لصاحبه الصالح الذي يخاف عليه أن يضلَّ طريقه، و كالجلاد للطالح الذي يظل منكراً لأخطائه و يظل يتبرأ من أفعاله، لكي لا يتخلي عن كبرياءه، و يظهر نفسه مخطئاً، و أرقي، هو من يمتلك القوامة، إذاً هو يستطيع فعل أي شئ، دون سابقة حساب أو عقاب لكن الرحيل يظل الحل لكل مشكله ..

ظلت تبكي بقهر بمكانها، صوت شهقاتها يعلو ليقطع صمت حوائط الغرفه الباردة، ذلك الغرفه التي ظنت بأنه سيكون عش السعادة وسوف تشهد على أول يوم في عشقهم لا يوجد بها أي أثر السعاده والاحلام للحياة سوي صوت ألمها،وحدتها، خذلان روحها للمرات العديدة في حياتها ...لتستفيق علي صدمة شديدة لا تعي ما ذنبها لكي تحل بها لماذا الجميع يحملها الذنب و كأني هي من خلقت نفسها بدون رحم ..! 

تنهدت بحزن سيلا ونهضت من على الأرض ووقفت أمام المرآة ودموعها انهمرت بغزارة علي حالها وبعد عدة دقائق مسحت دموعها واتجهت للخزانة لتغير فستان الزفاف إلي ملابس عاديه وأخذت حقيبتها حيث كأنه سوف يسافرون في الصباح لتاخذ قرار بأن ترحل حتي لا يرجع ويطردها هي وتخسر ماتبقى من كرامتها 

لتتفاجا بــ كريم يدلف من باب الغرفه ،للحظة شعرت أنه لديها هموم تكفي العالم بأسره و تفيض، إرتمت جالساً علي أقرب مقعد وهي تنظر إلى فستان الزفاف، و تحدثت بصوت باهت متألم: انا لبست الفستان ده قبل كده واتعملي فرح برده بس ما كنتش فرحنا زي النهارده .. اعتبر اللي حصل بينا وقت لطيف قضيته معايا ..انت مش هتخسر حاجه انا إللي دائما بطلع خسرانه من اي تجربه 

أبتلع ريقه متسائلا بتردد: انتي واخذه شنطتك ورايحه فين ؟؟ 

نظرت له بأعين لامعة بدموع الخذلان،خرج صوتها الذي يمزق نياط القلب المخذول: هامشي أنا بدل ما انت اللي تطردني .. ياريت نطلق في هدوء ومن غير مشاكل 

تطلع فيها قليل بحزن عميق وهو يراه عينها الحمراء من كثر البكاء وهتف : سيبي شنطتك ما فيش خروج من هنا .. انا قرات الجواب ولحد دلوقتي مش مصدق اللي قراته فيه .. معقول في ناس كده 

قالت بأعين لامعة بدموع القهر: في اكثر من كده كمان .. 

هتف و وجه شاحب من أثر الصدمة حتى الآن: سيلا انا اسف ما كنتش اعرف ولا متخيل اللي مرتي بي ، مش عارف الكلام اللي قلتهلك ،قلتهلك ازاي ؟ بس انا كنت مصدوم مش مصدق ما توقعتش في حاجه زي كده خالص .. بس برده كأن لازم تقوليلي من الأول

صاحت به هادرة تدافع عن نفسها بشراسة: على فكره أنا تعبت وخلاص جبت اخري ، وزهقت من دي قصه ،أنتم بتحسبوني على ايه ؟؟ على أني ربنا خلقني من رحم ولا عشان ربنا ابتلاني با اهل رخصوني و ما كانوش سند ليا ،تعبت من الكلام وتعبت من السكوت وتعبت من كلمه مبتخلفيش ليه ومعيوبه .. ارحموني شويه 

و حسه بيا .. انا ايه ذنبي في كل اللي بيحصل ده ؟؟ انا ما اختارتش اني ربنا يخلقني كده ولا اشيل ذنب جوزتين ما كانوش برضايا.. وليه هفضل شايله ذنبي كل ده .. انا عمري ما كنت انانيه زيكم أنتم اللي بتفكروا في نفسك وبس .. انا طول عمري صريحه مع اي حد بيتقدملي .. حتى انت بس ما انت ادتنيش الفرصه 

هتف كريم بندم قاتل: انا اسف يا سيلا والله ما كنت اقصد ما اعرفش عملت كده ازاي 

هدرت به بعنف شديد، تابعت بألم: وانت متوقع ايه بعد ما تيجي وتقول لي أسف، المفروض اسامحك وانسي كلامك صح .. ولا اكنك اهانتني 

هز رأسه بنفي سريعًا وقال بضياع: مش كده بس انا ما كنتش متوقع حاجه زي كده انتي فاجئتني بكلامك 

هتفت بقلب متمزق فما حدث قد أصابها بمقتلها : وانت كمان فاجئتني برد فعلك.. كنت فاكره غيرهم هتحسي بيا بس انت خذلتني وطلعت زيهم وظلمتني زيهم 

كريم بصوت غاضب: ما تقارنيش زيهم انا مش كده وانتي عارفه 

ذرفت الدموع والحزن من عينيها بغزارة لتقول بمرارة: انا ما بقتش عارفه حاجه .. بس انا فعلا هظلمك وهظلم نفسي لو كملت معاك .. للاسف حسبتها المر دي كمان من غير ما افكر 

هتف كريم بصوت مليئه بالتنهيد والعشق: تفكري في ايه انا بحبك وانتي بتحبني 

سيلا بعتاب: لو كنت بتحبني فعلا ما كنتش عملت كده .. انا كان لازم احسب رد فعلك انه ممكن يكون كده .. عشان مخسرش وما بقاش مطلقه لثالث مره 

صاح بعصبية وهتف بحده: قلتلك اتصدمت مكنش قصدي فعلا .. وبعدين انا مش هطلقك

= امال هتعمل ايه هتكمل حياتك مع واحده من غير رحم مش بتخلف .. مش هيبقى نفسك في يوم في أولاد

قالتها بألم شديد، لتتابع بسخرية :ونسيت باباك اللي نفسه في احفاد .. انا للاسف مش هعرف احقق ده 

كريم بجدية: ما حدش لي دعوه دي حياتي أنا وانا اللي هعيشها و إذا كان على الاولاد اكيد هنلاقي حل .. 

قالت بصوت متحشرج باكي وقلبها يؤلمها بقسوه وهمست بيأس: هي ما لهاش حل .. الا اذا كنت ناوي تتجوز عليا أنت كمان ؟؟ 

كريم بغضب: بطلي هبل انا مستحيل افكر كده 

تساءلت سيلا بألم: امال ايه هو الحل ؟؟ 

ساد الصمت قليلاً علي كليهما، لم يجد أحداً منهما ما يمكن قوله ليتحدث قائلاً: مش عارف انا لسه ما مصدوم لحد دلوقتي .. بس اكيد ربنا مش هيسيبنا .. أنا عمري ما كنت بفكر في الجواز ولا الحب .! ولا دلوقتي بفكر في أطفال

نظر لها نظره مطوله واقترب منها يسحبها إليه بحنان ويضمها : سامحيني و ما تزعليش مني انا اسف بجد .. كنت فاكر وجع المرض اللي انا كنت فيه، هو ده أوجاع الدنيا كلها .. بس كنت غلطان ما فيش زي الوجع اللي مريت بي يا سيلا .. كفايه عياط وقومي اغسلي وشك وبطلي عياط 

نهضت سيلا دون حديث إلي المرحاض تحت أنظار كريم الحزينه ..

***
نهض كريم من على السرير حتى يبدل البدله ثم جلس على الفراش بتعب وحزن شديد من نفسه لأنه عامل سيلا بهذه الطريقة ورحل وهي بحاجة إليه، لقد ندم بشده وعاتب نفسه ونظر إلي الفراش والورد والياسمين عليه فكر إذا كان لم يكن رد فعله هكذا لكأن قضي أول ليله لهم بأشتياق وسعاده ليتخذ القرار بأنه ينسي ما حدث ويبدأ معها من جديد ، حتي خرجت سيلا من المرحاض وهى ترتدى البرنس ونظرت له بخجل وقالت: انا خلصت لو عايز تدخل الحمام ادخل

أبتسم و اقترب منها أكثر وأحاط خصرها بذراعيه قائلاً بحنان: بقيتي أحسن دلوقتي 

اغلقت عيناها و وامأت برأسها بالإيجابية ،هتف كريم هامسا: لسه زعلانه مني 

هزت رأسها بالنفي دون النظر إليه لتتفاجئ به اقترب من شفتيها والتهمهما ،أمسكت به أكثر من شدة الخجل ،ابتعد عن شفتيها ونظر لها وهو يلهث وقال: بحبك اوى يا سيلا انتى احلى واجمل حاجه حصلت ليا فى الدنيا دى 

أبتسمت سيلا بخفة ونظرت إليه ، مرر يده على وجنتيها بهدوء تام واردف :إيه مالك هتفضلي تهزي راسك بس .. مش هتردي عليا ولا لسه زعلانه مني 

قبل عنقها وقال: ايه رأيك ننسى اللى فات وخلينا فى اللى جاى وقبل عنقها مره اخرى

سيلا بخجل ابتلعت ريقها بصعوبه وتوتر وابتعدت عنه : لا مش زعلانه وانا كمان بحبك اوى يا كريم

ضمها داخل احضانه وقبل راسها وقال: ربنا يخليكى ليا وميحرمنيش منك أبدآ 

وفركت يدها فى بعض من شدة الخجل وابتلعت ريقها بصعوبه واقترب منها كريم ورفع وجهها له ونظر فى عينها وقال باهتمام : لو مش مستعده دلوقتى ممكن اصبر شويه اهم حاجه عندى انتى يا قلبى 

نظرت فى عينه وتنهدت لتحاول هي الأخري تجاهل ما حدث واقتربت من شفتيه وقبلتها قبله خفيفه ونظرت فى الأرض ..! 

شعر بسعاده كبيره واقترب منها أكثر وقبلها بأشتياق وحب ومال بجسده وحملها من على الأرض ووضعها فوق السرير وسحب لها حزام البرنس واقترب منها و....

***
اشرقت شمس صباح يوم جديد بنورها الساطع فى سماء لتبدأ سيلا بفتح عيونها نظرت بجوارها لم تجد كريم نهضت من على السرير ونظرت بالمرحاض وجدته فارغ تعجبت من الأمر إين ذهب في هذا الوقت لتخرج وفى ذلك الوقت وجدت كريم يدخل الغرفه نظرت له وقالت: انت كنت فين

أبتسم كريم وتقدم منها يضمها وقبل شفتيها بخفة قائلاً: كنت بتاكد من الحجز عشان مسافرين دلوقتي ايطاليا فاكره الايام اللي قضيناها هناك 

تطلعت فيه بحب وقبل أن تنطق بـحرف لتسمع صوت هاتفها ،ابتعدت عنه وامسكته تسأل بأستغراب: مين اللي بتصل بيكي دلوقتي 

هتفت سيلا بهدوء: ده مروان تلاقي بيتصل عشان يسالني على شغل 

تنهد كريم بحنق ونظر إليها بغيظ وغيره وقال بجدية: سيلا ممكن اقولك على حاجه و تسمعي كلامي و بلاش تعندي .. المفروض دلوقتي تسيبي الشغل عند مروان انتي اتجوزتي ومش هينفع تسافري كل شويه عنده 

لتقول سيلا بتفهم: بس انا شريكه معايا ،ده غير انا مش عاوزه ابطل شغل بعد كل اللي وصلته

هتف كريم ببساطه: مين قالك يا حبيبتي أنك هتبطلي شغل .. هترجع زي الاول تشتغلي معايا و نبقى احنا الاثنين مع بعض مش كده أحسن 

صمتت قليلاً ثم قالت بهدوء: طب هفكر 

اقترب منها واحتضنها بين ذراعيه مقبلا اياها من وجنتيها هاتفا بحب : ما فيش هفكر في حاضر وبس، ويلا بقى عشان ناوي نلف العالم كله مع بعض ...

***
= بابا ..! 

أتسعت نبيل عينيه بصدمه وهتف: روبي ..! لسه فاكره تيجي انا مش اتصلت بيكي من يومين وقلتلك اخوكي فرحه امبارح ما جيتيش ليه 

هتفت روبي بتعب و واضح علي ملامحها: معلش يا بابا عقبال ما حجزت طياره وجيت 

تسأل بقلق: و مال وشك اصفر كده ليه ؟؟ 

أجابت بتوتر قائله: هاه لا ده عشان تعبانه من السفر وكده 

هز رأسه بالإيجابي قائلا بتفهم: طب اطلعي استريحي في اوضتك

***
بعد حوالي خمسة أشهر عاشت سيلا في سعادة كبيرة مع كريم واستطاع أن يجعلها تتجاهل احزانها جميعها معه .. في يوم استيقظت سيلا من نومها ونظرت بجوارها على كريم بحب وابتسمت وحركت أصابعها على خده برقه واقتربت من شفتيه وقبلته برقه وتنهدت وظلت تنظر له واتفاجئت بكريم يقربها اكثر له واقترب من شفتيها والتهمهما نظرت له بصدمه ودفعته برقه ابتعد عنها كريم وقال بأبتسامه : صباح السعاده والهنا على عيونك يا قلبى 

هتفت سيلا بتلعثم: ص.ص.صباح النور 

أبتسم كريم وقال بحب: تعرفي انا كل يوم اصحي أتأمل فيكي وأنا مش قادر اصدق نفسى أنك فعلا نايمه فى حضنى .. خايف يطلع كل ده بحلم ..

وضعت رأسها فوق صدره وأغلقت عينها والدموع انهمرت منها نظر لها بأستغراب ورفع رأسها له وقال بقلق: مالك في ايه

سيلا بحزن : انا اسفه يا كريم عشان مش قادره اخلفلك الطفل اللي نفسك فيه 

وضع يده على شفتها قائلاً بعتاب: شششش بس يا سيلا انا قولتلك انسى الموضوع ده خالص انا مش زعلان منك المهم انك بقيتى معايا دلوقتى وفى حضنى وهنعيش اسعد أيام عمرنا مع بعض .. وبعدين انا مش عاوز اطفال و وجع دماغ .. انا عاوزك إنتي بس 

نظرت إليه قليلا وقالت بلوعه وجع: ما تضحكش عليا يا كريم في واحد مش نفسه يبقي أب .. انت بتقولي كده عشان ما ازعلش 

تأملها كريم مليا قبل أن يهتف بحسم :أنا دلوقتي إلي هزعل منك بجد لو شوفت دموعك دى تانى ومسح دموعها من على خدها بأصابعه بحنان وقبل وجنتيها وقال: بحبك يا سيلا انتى حب عمرى الاول والاخير وهفضل احبك لاخر نفس فيا .. ومش عاوز غيرك صدقني إنتي عندي بالدنيا كلها 

سيلا بدموع : وانا والله العظيم بحبك أنا كمان أوي .. بس انت من حقك تبقى اب ..سامحني 

أجاب كريم قائلاً بحنو: خلاص بقى يا سمسمه بلاش دموع وقبل وجنتيها يلا بينا عشان نروح الشركه وما نتاخرش 

***
هبطوا السلالم معا وكان نبيل يجلس أعلي مقعده السفره ليقول كريم: صباح الخير يا بابا 

و سيلا أيضا: صباح الخير يا عمي

أبتسم نبيل وقال بحب: صباح النور يا اولاد عاملين ايه .. تعالوا عشان نفطر سوا قبل ما نروح الشركه 

جلس كريم وقال بضيق: برضه يا بابا مش عاوز تسمع كلامي قلتلك اقعد انت في البيت ولا أنا و سيلا هندير الشركه

قالت سيلا بإبتسامة: اه والله يا عمي .. او حتى تشوف نفسك وتستجم 

هز رأسه واجاب بجدية:انا اخذت على كده يا اولاد .. وبعدين عاوزين اقعد بجد هاتوا لي اللي يقعدني 

تساءلت سيلا بأستغراب: ده اللي هو ايه ياعمي 

أبتسم نبيل وقال بشغف كبير: حفيد يا بنتي ..! 

صدموا ولم يجيب أحد وخصوصا سيلا التي أحست بالاختناق الشديد، ليكمل قائلاً بسعادة: نفسي قوي في إبن من صلب كريم وينده عليا و يقولي يا جدو .. امال يعني هقعد مع مين أنتم على طول بره واختك لا أما حاسبه نفسها في الاوضه بتذاكر او في الجامعه 

تطلعت فيه بألم ويلاحظ كريم ويقول لتغير الموضوع: احم هي البنت دي علي طول في كده في الاوضه .. هي فين ما نزلتش تفطر معنا ليه 

نبيل بضيق: بعتلها ناهد وقالت تعبانه ومش عاوزه تاكل .. مش عارف ما لها من ساعه ما رجعت من بره وهي كده

هز رأسه وهتف قائلاً مؤكد حديثه: انا كمان لحظت كده .. اول ما ارجع من السفر هقعد معاها واشوفها 

نبيل متسائلا: انت مسافر عشان طلبيات المكن من إيطاليا 

كريم: ايوه يا بابا خالص اتصلوا بيا و حددوا المعاد هسافر انا وسيلا ان شاء الله يوم الاحد

***
بعد أسبوع كأن كريم يسوق السيارة وبجانبه سيلا الذي يبدوا عليها الحزن تسأل كريم بتردد: مالك يا سيلا في حاجه مضايقاكي يا حبيبتي 

تنهدت سيلا قائله بتسأل: كريم هو انت ليه مش عاوز تقول لباباك اني صعب اخلف ومعنديش رحم

هز رأسه بضيق و أجاب بجديه : عشان دي حاجه متخصش حد غيري انا .. كفايه انا عارف وراضي بكده 

ابتسمت بسخرية ونظرت إليه قائله بحزن: ولا عشان باباك مش هيوافق علي كده .. وممكن يجوزك 

تنهد كريم بيأس وصف السياره وتحدث : وبعدين يا سيلا هتفضلي لحد امتى تفكري كده، يا ستي انا مش هتجوز عليكي حتى لو بابا ذات نفسه طلب مني كده 

أدمعت عيناها بمرارة لتقول: كريم انا لو فضلت اتسفلك كتير مش كفايه .. انا عارفه أني انا انانيه باللي بعمله المفروض اني اوافق انك تتجوز و يبقي ليك أطفال ... بس أنا مش قادره والله مش هستحمل اشوفك مع واحده غيري .. ولو نفسك في اطفال أوي ومش عاوز تقول لي طلقني وانا...

هتف كريم بغضب: بس ما تكمليش ايه ! و تتكلميش على لساني انا مش عاوز اطفال ولا بفكر في الكلام ده خالص .. ويا ريت تقفلي على الموضوع بقى .. يلا بينا عشان ننزل وصلنا 

نظرت إلى الطريق وهتفت بتعجب وهي تسمح دموعها: ايه ده .. احنا فين ده مش المطار مش المفروض كنا هنسافر ايطاليا 

كريم بتوتر اخفاء : احم لا ما هما غيروا المكان .. وبعتوا مندوبين وهنمضي العقود هنا في شرم الشيخ 

سيلا بدهشة: شرم الشيخ ...! 

كريم بحده: ايوه يا سيلا يلا بينا بقى ...

***
واقفت سيلا تتسلط نظراتها فوقه بذهول إلي ذلك المنزل لا تعرف لحد الآن ماذا يفعلون هنأ لتفاجىء به ينحنى فوق جبينها يقبلها تمسه شفتيه برقة يقودها يهمس برقة فى اذنيها: عجبك ذوقي انا اللي فارش البيت كله

هزت سيلا راسها بالايجاب قائله بإبتسامة: اه شكله حلو .. طب هو الشغل هيكون امتى انا ما بقتش فاهمه حاجه 

لتشعر بانامله تمتد الى ذقنها يرفع وجهها اليه يهمس وعينيه تجوب ملامحها لترتكز فوق عينيها يهمس برغبه : تعرفي انك وحشتيني قوي 

أغمضت عينيــهِا بقوه عندما شعرت أيده تمتد و انامله الى ظهرها يقوم بفك الفستان التي ترتديه تلك الازرار باصابع خفيفة تكاد تلامسها حتى اصبح منتصف ظهرها عارى تسمع انفاسه تتعالى مع كل زر يقوم بفكه لينكشف امامه جزء من بشرتها بينما ترتفع اطراف اصابعه تلامس بشرة ظهرها برقة لتسرى القشعريرة

اخفض كريم وجهه الى عنقها يقبل بشرة عنقها المكشوفة له برقة يهمس بصوت اجش: تعرفى انك جميلة أوي انا لحد دلوقت كل ما اقرب منك بحس كاننا لسه متجوزين النهارده 

ليستمر فى تقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم لكنها حاولت الاعتراض ليسرع إليها يحتصنها بين ذراعيه بحنان يخفض شفتيه الى شفتيها يهمس امامهم : انا بحبك قوي سيلا .. ! 

حاوطت سيلا رقبته بخفه ونعومه فاخذت يبطء من تقبيله حتى تغلبت اخيرا على خجلها لتبادله قبلته علي عشق بكل ما استطعت به من خبرة لتغلب على خجلها هذا ليرفعها بين ذراعيه إلي الداخل لتظل منامتها علي الأرض ...

***

حل المساء وذهبوا لتناول العشاء في أحد مطاعم شرم الشيخ الشهيره جلس كريم مقابل سيلا بعد أن سحب الكرسي لها كرجل نبيل وطلبوا الطعام 

أخذ كريم يقطع الطعام إليها بحب ويطعمها فقد اعتادت على ذلك منه منذ أن تزوجها انتهوا من تناول الطعام ... 

بينما أشتعلت موسيقى كلاسيكيه في المكان ، قال كريم بابتسامة عريضة وهو يمد أيديه لها : سيلا .. تعالي نرقص ...

أبتسمت سيلا بسعادة ونهضت وضعت يدها على يده وأمسك خصرها بأحد يده وقربها نحو ويده الأخري تمسك بيد سيلا ويتحركون بانسجام علي انغام الموسيقى ..

خفقان قلبهما كأنت راقصه هي الأخري علي نغمات الاغنيه .. كريم كأن شارد في عينيها البراقه التي تطالعه فهو كأن العشق في نظراتهم لامع ...

***
بعد أسبوع وفي الصباح الباكر استمتعت سيلا إلي دقات هاتفها ونظرت جانبها لم تجد كريم لتسمع صوت صنبور المياه داخل المرحاض لتعرف بأنه يأخذ شاور ، لتنهض وترد على الهاتف بخمول: الو مين ؟؟ 

= ازيك يا بنتي انا نبيل عاملين ايه 

اعتدلت فور في جلستها : الو ازيك يا عمي عامل ايه احنا كويسين لو عاوز كريم استنى شويه هيكون معاك عشان بياخذ شاور 

نبيل برفض هاتفًا سريعًا: لا يا حبيبتي انا عاوزك انتي عشان ابارك لك 

عقدت حاجبيها باستغراب وقالت: تباركلي .. تباركلي على ايه ؟؟ 

هتف نبيل بسعادة بالغة : بصي هو كريم قال لي من يومين وقال لي ما اقولكيش مش عارف ليه .. بس انا مش قادر من الفرحه.. مبروك يا بنتي على حملك 

أتسعت عينيها بصدمه وهتفت بذهول: حملي ..! هو كريم قالك اني انا حامل ...؟؟ 

خرج كريم من المرحاض وهو يلف الفوط حول خصره واستماع إلي حديثها بصدمه واحس بتوتر شديد ..

قالت نبيل بفرحه: ايوه يا سيلا مبروك يا حبيبتي اخيرا هابقى جده ..! 

تطلعت فيه مطولا بدهشة لتقول بحزن وغيره فقد اعتقدت بأنه سوف يتزوج عليها أو متزوج بالفعل وهي الحامل لترد بألم : بس أنا مش حام...

رأيك في الفصل الثالث عشر عشان إستمر ❤️

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-