رواية انثى بدون رحم الفصل الرابع عشر14 بقلم خديجة السيد


 

رواية انثى بدون رحم الفصل الرابع عشر بقلم خديجة السيد



"حتى وإن كان المكان يحويك هذا لا يعني أنك تنتمي إليه." ..🖤

خرج من المرحاض و الفوطه حول خصره واستمع إلي حديثها بصدمه واحس بتوتر شديد ..

قالت نبيل بفرحه: ايوه يا سيلا مبروك يا حبيبتي اخيرا هابقى جده ..! 

تطلعت فيه مطولا بدهشة لتقول بحزن وغيره فقد اعتقدت بأنه سوف يتزوج عليها أو متزوج بالفعل وهي الحامل لترد بألم : بس أنا مش حام...

ليتقدم منها سريعًا قائلاً بعد أن تتحدث و أخذ الهاتف منها: ايوه يا بابا لا لا ما فيش حاجه احنا كويسين بس سيلا مكانتش عاوزاك تعرف دلوقت حاجه عن موضوع حملها .. لا عشان لسه ما قالتش لمامتها ..مش انا قلتلك ما تقولش .. طب تمام حصل خير سلام ..

أغلق الهاتف ونظر إليها بتوتر ملحوظ لتهتف بغضب مفرط: ما تسكتش انا عاوزه تفسير حالا من اللي سمعته من باباك ومنك ..مين دي اللي حامل .. ! 

تلجلج كريم و أردف: اهدى يا سيلا وانا هفهمك 

طاحت بعصبية وهتفت بحده :طب ما تفهمني مستني ايه ..! 

صمت ولأول مرة ينعقد لسانه فقال بنبرة هادئًا : طب اسمعيني كويس بابا مش ساكت وكل شويه يسالني مراتك مش حامل ما فيش حاجه جايه في السكه وانا اقوله لسه

الموضوع بدري بس هو مش ساكت لدرجه قال لي روحوا عند دكتور تكشفوا ليكون في عيب في حد منكم لقدر الله .. و أنا بقيت عامل زي التائه مش عارف اعمل ايه ؟؟ انا بحبك بجد يا سيلا ومش هسمح لحاجه تفرقنا عن بعض ثاني .. وفي نفس الوقت مش عارف اعمل ايه ومش عاوز احرم بابا من ان يكون لي حفيد 

نظرت له هامسه ببعض الألم : فقلت تتجوز من ورايا وتحطين قدام الامر الواقع .. وكده انا هسكت لما اعرف انها حامل .. بس للاسف حسبتها غلط يا استاذ عشان انا مش هاسكت 

هتف كريم بنفاد صبر و ضيق: قلتلك 100 مره انا مش هتجوز عليكي ليه مش عاوزه تصدقيني 

تسألت سيلا بضيق شديد: امال مين اللي حامل ؟؟ والطفل ده هيجي منين وباباك هيكون جد ازاي ؟؟ 

أبتلع ريقه بتوتر قائلاً: لا ما هو ما فيش حد حامل 

سيلا بحده:أنت عاوزه تجنني .. امال ليه قلت لباباك أني انا حامل 

كريم بجدية :عشان احنا هنبني طفل ..! بس الموضوع هيفصل سر بيني وبينك بس 

صمت مريب ساد في الغرفة الا من صوت أنفاسها لاهثه أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت:مش فاهمه ؟؟ 

كريم باستئناف : مش انتي كان نفسك تتبنى طفل انتي كتبتي في الجواب كده يوم فرحنا .. و انا جاءت لي فكره هحقق الامنيه دي ليكي .. انا هنا مش جاي لشغل ولا حاجه ذي ما إنتي فاكره ..

شهقت بقوة و همست بعدما استعادت وعيها من حديثه ليكمل قائلاً :انا اتفقت مع دار الايتام أني انا عاوز طفل في خلال سبع شهور يكون لسه مولود .. والطفل ده هيكون إبنك يا سيلا و هربيه على اساس انه ابننا وكل الناس هتفكر كده حتي بابا 

نظرت إليه بعينين جاحظتين بعدم تصديق وقد أجفلت عينيها قليلًا بينما تابع حديثه بتلعثم : ما لو قلتله لبابا مش هيرضى اكيد ومش عايزه اسمع كلام من ناس كل شويه عن مشكلتك عشان انتي كمان تنسيها .. انا قلت لبابا انك حامل دلوقتي في ثلاث شهور وهنفضل هنا بأي حجه لحد ما سبع شهور يعدي ونرجع لبابا بالطفل .. و طبعا مامتك لازم تعرف الاتفاق ده عشان منكشفش 

تنفست بحدة و صمتت لدقيقتين ثم أردفت: ومين قالك اني هوافق علي الهبل ده كله من غير ما تاخذي رايي من الاول ...

***
في المساء كأنت سيلا تجلس خارج المنزل في الجنينه لتهرب من الحديثه معها في ذلك الموضوع وهو ينظر إليها بصمت من الداخل الشارفه لينزل إليها لابد أن توافق فهو جهز كل شئ ولا يريد أن لا يخرب مخططه ..." 

تقدم منها وتنهد بشفقه علي حالها واتجه اليها واحتضنتها بحنو يهديها وقال بصوت هادئ :لازم توافقي يا سيلا ما فيش حل غير كده .. وبعدين هو انا بعمل كل ده ليه مش عشان نكون مع بعض و....

قاطعته وهي تتنهد بصعوبة : لا مش هينفع ده اسمه غيش وبعدين افرض باباك عرف هيكون موقفه ايه ساعتها قدامي ولا اي حد من اهلك انت مفكر الموضوع كده هيفضل سر بيننا وما حدش هيعرف أني ما خلفش .. ولا حد عرف كنا هنأ ليه، ناقص كمان تقوللي ابقي حطي مخده عشان ما حدش ياخذ باله .. 

قال بحنق وبدأ يفقد صبره: اه يا سيلا لو وصلت لكده اعملي كده .. انتي مش عاوز تساعديني ليه ؟؟ مش نفسك يبقى ليكي طفل مش دي امنيتك من زمان 

نفت برأسها معارضة : لا يا كريم مش هينفع .. صعب 

صمت ولم يجيب مسح علي خصلاتها برفق وقال بلين: سيلا اهدي يا حبيبتي واسمعيني ..دي حياتنا احنا الاثنين بس .. وما حدش لي دعوه بيها.. وما حدش يقدر يتحكم فينا .. على فكره لو عاوزه كل الناس تعرف ان احنا هنتبنا طفل مش هيفرق معايا .. بس انا مش عاوز حد يمس كرامتك بكلمه .. 

ساد الصمت مجددا حتى قاطعها بصوته الهادئ :احنا هنعمل اللي قلتلك عليه ولو ما حدش عرف كويس وهنربي الطفل كانه ذي ابننا بالضبط .. ولو حد عرف بالصدفه .. هيكون خلاص ما لوش دعوه بينا واتحط قدام الامر الواقع .. اتفقنا 

لم يدع لها الفرصة الحديث أساسا ما كانت لتقدر علي الرفض فقد فتح جروح، و التأمت جروحها وهي في حضنه ثم استسلمت له !!

***
بعد مرور عدة أشهر ......" 

= مبروك حضرتك حامل في الشهر الرابع 

وقفت تنظر إلى الطبيبه بصدمة .. هي حامل .. حامل بدون زواج .. كيف ستتصرف ..؟! يجب أن تتصل به والد الطفل في الحال .. يجب أن تخبره بكل شيء ويجب أن يتزوجها بأسرع وقت لكن هو من رحل وتركها من الأساس ..

لتتذكر ماحدث عندما كأنت باامريكا لتتحدث بخوفٍ: ا..ا.. مراد انا شاكه اني حامل 

لينتفض من مكانه وهو يهتف بعدم تصديق :حامل ..! حامل ازاي يعني يا روبي ..؟!"

ردت عليه بعدم تصديق مما يقوله :حامل يا مراد ايه متعرفش يعني ايه حامل ..؟! .. انت نسيت اللي حصل بيننا .. قولي دلوقتي هتتصرف ازاى ..؟! انا اهلي لو عارفه هتبقى مصيبه 

صمت قليلاً وهو يفكر بضيق شديد من هذا المازق الذي أصبح فيه وقال بجمود: اسمعي إنتي لازم تتاكدي الاول لو طلعتي حامل فعلا لازم اللي في بطنك ده ينزل ..؟! 

أردفت بعصبية شديدة : انت بتقولي ايه؟؟ أنت لازم تتجوزني ولا كنت بتضحك عليا

أجابها بسرعة وتوتر : لا طبعا يا حبيبتي بس ما كنتش عامل حسابي انك تبقى حامل دلوقت .. انتي نسيتي جماعتنا ودرستنا ثم أنا لو اتجوزتك هنصرف منين بس .. الفلوس اللي بابا بتعتهالي علي القد 

سألته مصدومة فردت عليه بفتور : انت جايه تفكر في الكلام ده دلوقت بعد ما بقيت حامل .. امال وعدتني وقلتلي انا بحبك ومش هسيبك .. انت لازم تتجوزني حالا 

ابتلع ريقه بتوتر وقال : اه طبعا يا حبيبتي .. هتجوزك اكيد .. بس لما اقول لي بابا عشان يجي معايا وأنا بتقدملك 

هتفت روبي بتسأل بشك: هتقولله أمتي 

مراد بكدب: أنا هسافر لمصر النهاردة بالليل و هراجع كمان اسبوع .. وساعتها هتفق مع باباكي نحدد معاد الفرح بأقرب وقت ..."

أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت بخوف: بسرعة يا مراد ، انا لو حامل فعلا معناها اني حامل فحوالي ثلاث شهور لازم نكون اتجوزنا

زفر نفسا قويا ثم قال بهدوء : تمام يا حبيبتي ، متقلقيش كله تمام ..؟! 

و رحل مراد وفات اكتر من شهر ولم تعرف عنه شئ و رجعت إلي مصر حتي تسأل عليه لكن لا تعرف عنوان لي هنأ في مصر و اليوم ذهبت إلي الطبيبه لتعمل اختبار حمل رغم أنها شاكه في حملها وفكرت مثله أن تجهض الجنين لكن خوفها منعها .." 

رجعت روبي إلي المنزل وجلست على سريرها بشرود تفكر فيما حدث ؟؟ هل اخطأت حينما استعجلت وأقامت علاقة مع مراد ..؟!
لا تعرف ماذا تفعل الآن ؟؟ هناك شيء في داخلها يجعلها لا تثق فيما قاله هل سيتزوج بها ..؟! هل سيفي بوعده لها ..؟! لكن كيف وهو اختفاء ولم يوجد له أثر هنأ ..!! لتفكر بأن الحل الوحيد أن تبحث عنه في أمريكا حتي يتزوجها قبل أن يكتشف أهلها ...؟! 

أتسعت نبيل عينيه وهتف بحده: نعم تسافري ثاني امريكا مش كنا خلصنا من الموضوع ده ؟؟ يا بنتي ما تدرسي هنأ وخلاص 

أجابته روبي بتوتر: يا بابا ما أنا جربت هنا و ما فهمتش حاجه اكمل هناك احسن .. عشان اخذ شهاده كبيره

اومأ نبيل برأسه متفهم ثم قال : طب يا بنتي يعني هفضل لوحدي هنا مش كفايه اخوك ومراته إلي سافروا وما مرجعوش من ساعتها 

روبي بأرتباك قائله: معلش يا بابا بس ده مستقبلي 

قال نبيل بستسلام : هاقولك ايه سافري ...!! 

***
تجلس سيلا في حضن زوجها وهي تقرأ كتاب عن "تربيت الاطفال حديثه الولاده" وكريم يوزع قبل علي عنقها .. كأن جالس علي كرسي في الشرفه وهي بحضنه ترتدي فستان أحمر لطيف قصيره جدآ ليهتف بضيق مصتنع: على فكره انا كده هابتدي اغير .. انتي قاعده على طول تقري في كتب عن الاطفال .. غير الهدوم اللي كل يوم بتنزلي تشتريها و كل ده ولسه ما جاش .. آمال لما يجي هتعملي ايه .. 

أبتسمت سيلا علي حديثه فهي قررت أنه تفعل بنصيحه والدتها مثل ما قالت لها والدتها حين اتصلت بيها لتخبرها أنهما سوف يتبنى طفل ...! 

= انتي اتجننتي يا سيلا .. بقي في واحده تعمل اللي انتي بتعملي مع جوزي ده .. يعني هو بيحبك ومستعد يعمل اي حاجه عشانك وأنتي تعملي كده و ترفضي أنه يتبنى طفل وانك تبقي أمه مش كأن نفسك في كده من زمان .. بدل ما تحمدي ربنا عشان رازقك بزوج زي ده .. اعقلي يا سيلا و بطلي جنان مش ممكن ربنا بيعوضك خير .. وبعتلك اهو جوز كويس وطفل كمان ..! مضيعيش الفرصه اللي ربنا بعتهالك عشان يعوضك بجد ..؟! 

لتفيق علي صوته قائلاً بحنان: ساكته ليه ولا أنا خلاص اتركنت على الرف 

أبتسمت سيلا بحب وقالت مبتسمة: انا بحبك قوي يا كريم

ليسحبها ويحملها بخفة لتتعلق برقبته قائله بدلال وهي تلعب بازرار قميصه : رايح فين .. انا لسه مخلصتش قراء الكتاب 

كريم بحب و رغبه : مش مهم تعالي جوه وانا اوريكي واعلمك عملي 

وضعها علي السرير ونام فوقها يقبلها بعشق جارف ويده تعبث بفستانها بلمساته الحنونه كالعادة وازاح الثوب ببطئ وهو يقبلها ويترك علامات ملكيته ليوقف لحضتهم العاشقه ببحور عشقه تتذوق من حنانه 

***
كانوا كريم وسيلا يمشون على شاطئ البحر ممسك بيدها لتقول سيلا بشغف : انا لحد دلوقت مش مصدقه يا كريم معقول هيكون عند طفل لي يخصني انا لوحدي 

ربت علي كتفها بإبتسامة الصغيرة : ان شاء الله يا حبيبتي 

سيلا بتردد: هو والدك محاولش يتصل بيك عشان نرجع 

أومأ برأسه لها قائلاً: اكيد يا سيلا طبعا اتصل و مش مبطل اسئله .. بس المره دي قلتله الدكتور قالك ما ينفعش تتحركي و تركبي الطياره وانتي حامل .. وخطر عليكي وعلى الجنين 

أدمعت عيناها بمرارة عقد حاجبيه بقلق مستفهم : طب بتعيطي ليه دلوقت انا قلتلك ايه يزعلك ؟؟ 

همست بصوت حزين جدا تقول بدموع :
جمله وخطر عليكي وعلى الجنين وجعتني قوي يا كريم كان نفسي ابقى حامل واخلف بجد طفل ليك .. سامحني يا كريم 

نظر لها مبتسم بخفه ثم مالبث ان فهم ما ترمي اليه و سبب حزنها: طب بطلي هبل واسكتي بقى .. قلتلك قبل كده انا مش زعلان و راضي بكده 

قالت سيلا بلهفة : هو المفروض الطفل اللي هنتبناه ولد ولا بنت 

كريم بعدم اهتمام وقال: مش عارف يا حبيبتي .. هو هيكون على حسب اللي هيدهنا من الملجا 

تسألت سيلا بخفوت: وهما موافقين على كل طلباتك .. 

كريم بجدية : عادي يا سيلا إحنا هنتبنا .. وبعدين الفلوس بتعمل كل حاجه وسهل جدا .. ما تشيلش هم حاجه 

أبتسمت سيلا ونظرت إليه بعشق قائله: ربنا يخليك لي يا كريم .. انا بحمد ربنا بجد عشان عرفت راجل ذيك واتجوزته 

قال كريم لها بصوت مليئ بالحنان والرفق : 
اوعدك يا قلبى هخلى حياتك كلها سعاده وحب وهنا وعمرى ما هجرحك وهخلى البسمه مرسومه دايمآ على شفايفك

***
بعد عده أشهر ..." 

استيقظ كريم من نومه على دقات هاتفه ونظر على سيلا وهى نائمه فى حضنه بحب وارجع خصله من شعرها وراء اذنها وقبل خدها واجاب: الو مين معايا ؟؟ 

= استاذ كريم انا مدام هناء مدير الدار اللي حضرتك جاءتلها من شهور وقلتلها لو لقيت طفل لسه مولود اتصلي بيا عشان اتبناه 

اعتدلت فور في جلسته وقال: ايوه صح بس انا قلتلك بعد سبع شهور عاوز الطفل .. بس دلوقتي فات 5 شهور بس .. لسه فاضل شهرين ..! 

= استاذ كريم دي حاجه صعبه .. أنت عاوز طفل بالمواصفات اللي انت عاوزها في الوقت اللي انت طالبه مش سهل .. أنا بيجي لي اعمار اولاد كثير بس انت عاوز حاجه محدده ... الطفله عندي حضرتك هتيجي تاخده ولا لا .. قبل ما حد غيرك ياخذه

جز علي أسنانه بضيق شديد فهو حسب كل شئ حتي لا ينكشف لكن حديثها الآن معه سوف يغير كل شئ ولا يعرف ماذا يفعل ...! 

أفاقت سيلا من نومها وسألته بقلق: في حاجه يا كريم ؟؟ 

***
كأنت سيلا تسير بتوتر بشكل ملحوظ في المنزل حتي دخل كريم وهو يحمل الطفل بين يديه نظرت إليه برتباك وقالت: اا.اا خلاص ادوالك الطفل 

هز رأسه بالإيجابي قائلا بهدوء: ايوه خلصت كل الاجراءات كان لازم اخده من الدار .. مع اني كان لسه فاضل شهرين مش عارف هنعمل ايه 

أومأت براسها مبتسمة بخفه متسائلة وهي تختلس النظرات له: هو نوع الجنين ايه ولد ولا بنت 

أبتسم كريم وقال بحماس: ولد مش عاوزه تشيلي ..

هزت رأسها بالنفي سريعًا وقالت: لا لا خليه معاك طالما ساكت .. انت سميت ولا لسه 

كريم: آه كأن لازم اسمي عشان اطلعله شهاده ميلاد ..! 

تسألت سيلا بفضول: وسميته ايه ؟؟ 

هتف كريم قائلاً مبتسم : يزن .. لو مش عاجبك الاسم عايزه تغيري ممكن نغيره 

هزت رأسها برفض وهمست: لا كويس حلو الاسم .. يزن 

هز رأسه بالإيجابي بهدوء لتنظر سيلا إلي الطفل بين يديه مبتسمة بحب حتي انفجر في العياط مره واحده تسأل بخوفٍ: هو بيعيط ليه 

كريم بانزعاج: انا عارف يا سيلا ممكن يكون جعان خذي شيلي .. أو اعملله اكل 

صاحت به برفض هاتفًه سريعًا: لا لا مش هعرف وبعدين هاكله ايه ؟؟ 

كريم بأستغراب وقال متسائلا بدهشة: في ايه يا سيلا انتي خايفه تشيلي ؟؟ وبعدين مش عارفه تاكلي ايه اكيد لبن .. امال فين الكتب اللي قعتي تقرأ منها كل يوم 

صمتت قليلاً بتوتر قائله:هاه ما هو

تقدم كريم بجدية متعجبا من أمرها ثم تقدم نحوها و وضع الطفل بين يديها ..! 

أنتفضت قلبها من مكانه وشعرت بخوفٍ: ايه خد أنت حطيته ليه 

لم يجيب عليها وليهتم بالرحيل لتهتف سيلا بلهفة: لأ لأ كريم استنى انت رايح فين 

رفع يديه بها اكيس وقال: انا جبتله لبن و حاجات المشرفه هي اللي قالتلي عليها اروح اجيبها له.. خليكي ماسكه لحد ما اعمله الببرونه 

إلتزمت الصمت لدقيقة، وهي ترمقه بنظراتها متوترة وهو يبكي : طب خذ امسكه وانا هعمله اللبن .. وبعدين هو انت تعرف تعمل حاجه اصلا 

كريم بضيق: هاقرا اللي مكتوب على العلبه يا سيلا مش هغلب يعني .. 

قالت سيلا بلهفة والتوتر : يا كريم استنى عشان خاطري يووووه

صاحت فجأة و هى تتمتم بلهاث وقد هدا الطفل ونظر إليها : كرررررررريم 

اقترب منها بقلق وتسأل: ايه في ايه 

سيلا بصدمه: ده سكت 

احاطها كريم بذراعيه مقرباً اياها منه هامساً باذنها وعلى وجهه ابتسامه حب: ههه آه شكله حبك 

ضحكت بسعاده وهي تمرر يدها بحنان فوق وجنتيه بشغف وقد أدمعت عيناها لكن هذا المره بفرحه: شكله حلو اوي .. وجميل أوي وهو ساكت .. وبشره ناعمه جداً .. ولون عيونه جميله 

عقد حاجبيه بغيره مصتنع قائلاً: ايه يا حبيبتي انتي هاتعكسي قدامي ولا ايه 

شعرت سيلا بدقات تزداد وابتسمت له بحب ولي الطفل وهي تشعر بأن الحياة ستبتسم لها أخيرا ، وأن كل شئ سيعود علي ما يرام ، مسحت دموعها بسعادة.

***
بعد أسبوع ...." 

كأن نبيل يجلس بالشركة يعمل مع صديق له ويمضون عقدة ليقول عادل صديقه : مبروك يا نبيل علينا ما عيني كان نفسي كريم يبقى معنا واحنا بنمضي العقود

ابتسم نبيل وقال: معلش بقى يا عادل ما هو مشغول هناك في شغل مع مراته 

هتف عادل صديقه قائلاً: ما انا عرفت شفته في شرم الشيخ بالصدفه وفضلت انادي عليه بس ما سمعنيش 

نبيل بصدمه: شرم الشيخ ..! 

هز رأسه بالإيجابي قائلا بتأكيد: اه شوفته هناك مع مراته وكانوا شايلين طفل صغير .. شكل ابنهم .. مبروك يا نبيل ده اكيد حفيدك صح ..

قال نبيل بضياع: هاه .. ؟! 

***
في امريكا كأنت روبي تجلس في منزل صغير والدموع تنهمر من عينيها بغزارة وندم شديد عما فعلته في نفسها .. منذ أن وصلت إلى هنأ لا تفعل شئ تقريبا غير أن تبحث عن مراد لكن لم تلتقي به .. 

نظرت إلي بطنها البارزه فاهي أصبحت حامل في الشهر السابع لم تستطع أن تفرح فهذا الحمل قد جاء في وقت غير وقته و طريقه غير شرعية ..

الآن فقط أحست بما فعلته في نفسها لقد رخصت نفسها بالفعل لأنها واثقت في شخص مثل مراد ضحك عليها بإسم الحب وهي وقعت مثل الغبيه واستسلمت له ..

هتفت صديقتها: وبعدين يا روبي ناويه تعملي ايه انتي خلاص بقيتي على وش ولاده و لحد دلوقتي لسه ما لقتيش مراد شكله كده مش هتلاقيه وهرب 

أغمضت عينيــهِا بقوه بمرارة لتقول: انا هارجع مصر وسط أهلي لازم يعرفوا كل حاجه و يآرب يسامحنوا على اللي عملته فيهم وفي نفسي جايز يلاقولي حل ..! 

***
في منتصف الليل فتح كريم عينه بخمول ونظر جانبه ولم يجد سيلا جلس على السرير نظر حوله بأستغراب ونهض للخارج ..
وسرعان ما أبتسم بسعادة وهو يراها تجلس في الغرفه وتحمل يزن بين يديها اقترب منها وهتف: مش باقول لك شكلي هبتدي اغير .. كل ما اصحى الاقيكي مش جنبي واطلع ادور عليكي .. الاقيكي في اوضه البيه وحضناه 

تطلعت فيه و هى تتنهد بسعادة مقتربه هو منها وقالت بعتاب :بس يا كريم ما تقولش عليه كده عشان ما يزعلش 

عقد حاجبيه باستنكار وقال: يا سلام .. اللي يشوفك دلوقتي ما شفتكيش هو لسه جاي ما كنتش عايزه تشيلي خالص 

اجابته سيلا و هى تبتسم: كنت خايفه قوي مش عارفه ليه .. حسيت فجاه اللي مش قد المسؤوليه دي .. واحسن اعيش من غير اطفال

ابتسم كريم بحنان فور انحنى مقبلاً خدها بحنان وهو يتمتم: ما تقوليش كده انتي احسن ام في الدنيا ..

أبتسمت سيلا بحب قائله: وانت احسن زوج في الدنيا ... 

لتكمل وهى تعقد حاجبيها : وهو احنا أمتي هنرجع بقي .. نفسي ماما تشوفه هي كمان اكيد هتحبه زيي

هز رأسه بنفي وقال بجدية: لا مش دلوقت لسه شويه .. بصي إحنا هنستنى شهر ونرجع به ..ولو حد سالني نقول أنك خلفتي في الشهر السابع 

تسألت سيلا بتردد وقلق: هو أنت بجد معتبر يزن ذي إبنك 

هز رأسه بنفي وقال: لا طبعا 

نظرت له بحزن شديد ليقول هو مبتسم : هو ابني فعلا مش زي ابني ... زي ما هو ابنك انتي كمان 

أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت بمرارة: كريم انت مش هتفضل طول عمرك كده اكيد هجيلك يوم وتحن ويبقى نفسك في ولد من صلبك انت .. ولحد ما يجي الوقت ده ؟؟ تعالي وقولي أنت احسن بدل ما اعرفها من نفسي ومن اي حد بلاش توجعني 

تنهد كريم بيأس شديد من مخاوفها فقد مل بشده من ذلك لكنه يعرف ما الشعور الذي تحس بيه ليقول بحنان: ما فيش حاجه زي كده هتحصل يا سيلا 

قبل أن تنطق بـحرف لتسمع صوت هاتفه لتسأل بأستغراب: مين بيتصل علينا دلوقتي ..! 

كريم بجدية: ده بابا .. لازم ارد عليه 

هزت رأسها بتفهم قائله وهي تنهض: طب تمام هاخش جوه .. عشان يزن ما يعيطش وباباك يسمع صوته 

أجاب كريم قائلاً: الو يا بابا ازيك عامل ايه 

= انا كويس المهم انت ومراتك وابنك ايه اللي لسه هيجي .. 

ليقول كريم باهتمام: ما تقلقش يا بابا كلنا كويسين .. وعندي كمان ليه خبر كويس هيفرحك

= خير ..! 

ليتابع حديثه قائلاً: الدكتوره قالتلي سيلا انها احتمال تولد كمان شهر .. في السابع وهنرجعلك على طول .. الو الو بابا 

أغلق الهاتف فجأة لتخرج سيلا علي صوته متسائلة بأستغراب: في حاجه يا كريم 

قبل أن ينطق سمع صوت طرقات علي باب منزلهم لينهض قائلاً: هفتح الباب واقولك

أتسعت عينيهم بذهول وانعقاد لسان كريم من الصدمه فـ والده يقف أمامهم و وجهه لا يبشر بالخير ساد صمت و فركت سيلا يديها بشدة و ارتباك ، تطلع نبيل في سيلا بشده والطفل الذي تحمله وقال بسخرية: ايه ساكتين ليه !! مش المفروض برده يا كريم مراتك هتولد بعد شهر امال مين الطفل اللي هي شيلاه دلوقتي ده .. وكمان فين بطنها اللي على وش ولاده 

جز علي أسنانه بصرامة وهتف بحده: انا عاوز رد لكل اسئلتي دلوقتي .. واياكم حد يكدب عليا عشانها هعرف الحقيقة .. يلاااااااا فهموني 

***
استقلت الطياره إلي مصر نزلت روبي منها وهي لا تعرف مسيرها وكيف ستوجه وسيكون رد فعل أهلها ..؟! 

لكن تعرف أنها أخطأت خطأ كبير ويجب عليها التحمل ، تتقدم نحو سائق تاكسي وتركب معه بعد أن قالتله عن العنوان ، وفي أثناء انشغال بالها بما سوف يحدث، وجدت احدى السيارات تتخطاه أمام السياره وفقد السائق سيطرته على المقود لتنقلب السيارة بها ...

***
= نعممممممم

لينتفض في جالسه واخذ ينظر اليهم بعدم تصديق مردد : يعني ايه ..مولوده من غير رحم ..!! وكمان عاوزه تضحك عليا وتجيبي لي عيل من الشارع وتقولي لي حفيدي 

هتف كريم بتحذير: بابا لو سمحت حاسب على كلامك .. سيلا ما ضحكتش عليك ولا حاجه انا عارف الموضوع ده من قبل ما اتجوزها .. وفكرت التبني فكرتي انا 

اخفضت رأسها بدموع حاره وهتف نبيل بغضب قائلاً :انت مجنون يعني انت عارف أنها مش بتخلف من قبل ما تتجوزها .. وبرده اتجوزتها ودبست نفسك في الجوازه منها 

هتف كريم بتلقائية وبدون تفكير: عشان بحبها ...! 

اردف نبيل بصوت ساخر : بتحبها ..! تصدق أنا شكلك اتسرعت لما وافقت انك تتجوزها .. ضحكت على حضرتك عشان تقع في غرامها وتتجوزها .. وانتي اما صدقتي طبعاً .. 

انهمرت منها الدموع والحزن بحرقه ليكمل هو بقسوة غير مهتم بالدموعها : وانتي ايه يا شيخه جبتي الجبروت ده منين عرفتي تضحكي عليه .. طبعا اما صدقتي حد يرضى بيكي وهو طول عمره اهبل وطيب .. يعني رضنا وسكتنا انك متجوزه مرتين قبل كده لا كمان مش بتخلفي 

كريم بصوت عالي: بابا

أردف نبيل بتلك الكلمات في عصبيه مُفرطة : بلا بابا بلا زفت .. كان لازم تعرفني بحاجه زي كده انت والهانم اللي جنبك .. انا عاوز عيل من صلبي مش عيل من الشارع مش عارفين أمه وابو مين ..

مردداً بااشمئزاز :انتي لو كنتي بتحبي إبني بجد كنتي بعدت عنه .. مش تستغلي طبيته و توافقي على الهبل ده .. هو من حقه يخلف عيل منه هو .. مش من الشارع .. انتي كده ظلمه ..؟! 

نفخ كريم في ضيق شديد وقال بملل: خلصت اظن كفايه كده بقى .. كنت عارف انك لسه ما تغيرتش عن زمان وانا... 

قاطعته سيلا اخيرا متحدثت وهي تنظر لذلك الغاضب بعينان مليئة بالدموع: خلاص يا كريم مش هتخانق معاه عشاني .. باباك معاه حق في كل كلمه قالها انا برده زودتها قوي و اتمديت .. كان لازم ابعد عنك من الأول عشان مظلمكش ... انت من حقك يكون عندك طفل من صلبك انت .. انا ما كانش ينفع اتجوزك انت بالذات و اظلمك معايا .. هي مشكلتي انا من الاول ولازم ايشيلها لوحدي 

كريم بحده: بس ياسيلا انتي بتقولي ايه

نبيل باستئناف : لو فعلا حاسي أنك اتسرعتي دلوقت اتفضلي ابعدي عننا خالص وعن ابني 

اردفت بصوت باكي : معاك حق انا هامشي .. وياريت تطلقني يا كريم 

كريم بصدمه: سيلا 

رفع اصبعه مشيراً به في وجهها بعيناها حمراء مدمعه : بس انت .. يا ريت تاخدي الطفل دي كمان معاكي مش ناقصين بلاوي 

زمجر كريم بغضب: سيلا انتي مش هتمشي من هنا .. استنيني

بينما فاض بها الكيل لتتركه و رحلت فلا يوجد المزيد يمكن قوله، لا تدري علي من تضع اللوم..؟!، و علي من تعتب..؟!، يكفيها ما حدث، و لتكمل باقي أيامها بهدوء بعيداً عما يزعجها، حتي يأذن الله بالحل، و ينتهي كل ما يؤلمها لتصيح بقوة وألم : خلاص بقى يا كريم ده الحل الأنسب لينا .. حتى لو اتبنينا طفل برده محلنهاش حاجه .. احنا اتسرعنا ..! 

نظر نبيل له بتحذير وقال بينمـا هـرولت سيلا ناحية الدرج لغرفه المعيشه لتأخذ شنطه ملابسها : اسكت خالص وحسابك لسه معايا بعدين 

هتف كريم بلهجة حادة قائلاً: عرفت أنا ما كنتش عاوز اقولك ولا اعرفك حاجه ليه .. عشان عمرك ما هتتغير .. انا كنت بين الحياه والموت وبسببها رجعت ثاني للحياه كان ممكن اطلع من العمليه انا اللي مش بخلف وكانت هي هتكمل معايا حياتها عادي 

نبيل ببرود: بس انت بتخلف لكن هي لا .. دي كمان من غير رحم .. وانا عاوز عيل من صلبي .. وبعدين انا عارف مصلحتك اكثر منك 

استمتعت سيلا لحديثه وهي تخرج من غرفه المعيشه بألم لترحل من أمامهم سريعًا وهي تحمل الطفل خارج المنزل بهدوء ..! 

أبتسم كريم بسخرية قائلاً بألم: وانت من أمتي اصلا كنت تعرف مصلحتي و اي حاجه عني و تخصني .. انا كنت بموت قدامك و انت ولا دريان بحاجه .. مشغول بالشركه وشغلك بس 

فتح فمه لينطق لكن في نفس اللحظة رن هاتف نبيل برقم غريب ليجيب عليه فيأتي صوت أحدهم يقول بعملية : حضرتك والد روبي نبيل ؟؟ 

أجابه نبيل بتوجس : ايوه انا ، خير ..

= الانسة روبي عملت حادث وهي حاليا في المستشفى ***) 

لينتفض الاب من مكانه مرتجف بخوفٍ : روبي هي وصلت مصر أمتي ..؟! 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-