رواية الاعمي الفصل الثالث عشر13 بقلم فريدة الحلوانى


 

رواية  الاعمي الفصل الثالث عشر بقلم فريدة الحلوانى

❤الفصل الثالث عشر ❤

لم يبيت في منزله بالامس بل ذهب يجلس في مكانا بعيد داخل سيارته ...يتذكر حبيبته الاولي و الاخيره ...الفتاه الصغيره التي كان يراقبها سرا في طريقها لمدرستها الثانويه ...الي ان اتته الفرصه ليحادثها و يعترف لها بعشقه لها ...اكتشف انها ايضا تحبه في صمت و لما لا فهو ابن الجيران حلم فتيات القريه وقتها ...ظلت علاقتهم سرا لمده سته اشهر الي ان قرر خطبتها ...كانت تقص كل شيء لاختها الوحيده ..و لكن من طيبه قلبها غفلت عن نظرات الحقد التي كانت تنظر لها بها ...تركتها تحلم و هي ...رسمت خطتها الحقيره و تحركت اسرع مما يجب ...و في اليوم الذي كانت تنتظره ذينب و تحلم به طيله الشهور الماضيه ...تجهزت و تزينت علي اساس انه سياتي لطلب يدها من والدها ...و لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ...وجدته يطلب يد اختها توحيده ...صدمه حلت عليها افقدتها النطق ...لم تعاتب ايا منهما ...كتمت جرحها بداخلها و فقط....اما هو كان مغيب تماما ...برغم الغصه المتحكمه في خافقه و شعوره ان هناك شيئا خاطيء الا انه كان مسلوب الاراده ...تزوج تلك الحقيره في خلال شهر ...و من بعدها تخاصمت مع ذينب و منعتها ان تدخل بيتها خوفا من ان تكشف الحقيقه و تعرفه انه كان يحبها هي ...لم يتقابل معها الا في المناسبات العائليه ..كان يتعذب من نظرات الخذلان و القهر التي تملأ عيناها و توجهها له ..و لكنه حقا كان يجهل سببها ....مر اكثر من خمس سنوات لم تتزوج فيهم ذينب الي ان تقدم لخطبتها هذا النزل وقتها فعلت توحيده كل ما في وسعها حتي يوافق ابويها عليه لدرجه انها ساعدته سرا باعطائه اموالا ليجهز غرفه نوم في منزل امه كي لا تطول فتره الخطبه ...الي ان اصبحت ذينب زوجته وقتها ارتاحت قليلا ...لم تهتم بما تعانيه تلك المسكينه بل ظلت تعنفها اذا اشتكت منه ...و استمرت ايضا في تجديد السحر لزوجها الي ان جاء اليوم الذي اكتشفها فيه بعد ان كان عائد الي المنزل في وقتا مبكر و سمعها تتحدث مع ذلك الدجال لتتفق معه علي ميعاد التجديد

عاد من ذكرياته المؤلمه و هو يمسح دمعه هربت رغما عنه ...و لكن حينما التفت لجانب الطريق وجد محبوبته تمشي مثل الاموات و لكن ما جعل قلبه يعتصر الما هو علامات الضرب الظاهره علي وجهها ....اراد ان يهبط من سيارته ليحادثها و يطمأن عليها .....و لكن.هو لم يعترف لها بالحقيقه حتي الان فهو في نظرها خائن ...ضحك عليها و تسلي بها ثم خطب اختها ...لتعيش بوجع الغدر طيله عمرها ...برغم انها تحاول التعامل بشكلا عادي الا انه يشعر بالمها و بداخله اضعافه

لم يستطع تمالك حاله فهبط سريعا ووقف امامها وهو يقول : هو الي ضربك كده صح

نظرت له بقسوه و قالت لتذكره : صباح الخير يا جوز اختي 

نظر ارضا حتي لا يصرخ بها و يسمع العالم انه مظلوم ...و لكن في الوقت الحالي لن يستطع فعلتها ...عاد بنظره لها و قال : انتي رايحه البيت عندنا

ذينب : توحيده مكلماني من بدري عشان اساعدها في لم حاجه دهب قبل ما الشوار يطلع بعد الضهر بس كنت مستنيه الصيدليه تفتح عشان اخد مسكن واقدر اكمل اليوم

محمد : طب تعالي اوصلك احنا طريقنا واحد انا كمان راجع البيت

نظرت له بالم و عتاب ثم قالت قبل ان تغادر : عمر ما كان طريقنا واحد ...و لا هيكون...يا جوز اختي

لم يذق طعما للنوم بعدما قضي ليلته يمازحها تاره و يذيقها من عشقه تاره...و تاره اخري يشرح لها ما يحدث بطريقه مبسطه حتي غفت فوق زراعه ...ظل يملس فوق شعرها بحنان و يقبل راسها كل فينه و اخري ...لم يغفو بل ظل مستمتعا بما يفعله الي ان اشرقت شمسه بعد ان قررت تلك القطه ان تشفق عليه و تستيقظ من ثباتها العميق ...فتحت عيناها و جدته بتلك الحاله ...ابتسمت بعشق و قالت : انت صحيت ..صباح الخير ...قبلها بحب و قال بفرحه : صباح كل حاجه حلوه ادام انتي في حضني يا دهبي ...بس انا لسه منمتش

حاولت الاعتدال الا انه منعها وهو يقول برفق : خليكي مريحه لحد ما تفوقي

نظرت له بحزن و قالت : انت مش بتعرف تنام جنب حد

عقد حاجبيه و بعد ان فهم مقصدها ضحك بصخب ثم قال : يا روحي هو انتي اي حد انتي حبيبي ...انا بس محبتش اضيع لحظه محسش بيكي فيها و انتي جنبي ...قعدت جنبك كده مستنيكي تصحي عشان شمسي تطلع تنور يومي لا دنيتي كلها 

ابتسمت بفرحه و قالت : بجد يا جواد ..انا كل ده

ضمها بتملك عاشق و قال : انت اكتر من كل ده يا دهبي ...باختصار انتي رديتي في جواد الروح بوجودك جنبه بعد ما كان عايش ميت ...خليكي جنبي اوعي تبعدي مهما حصل ...اغمض عينه و اكمل بنبره غامضه : مهما يحصل او مهما اعمل افتكري اني بعشقك ...اوعي تسبيني يا دهب ...اوووعي

جلس مكانه علي راس طاوله الطعام و بجانبه تجلس دهبه و لكنه سحب المقعد لتكون ملتصقه به تحت نظرات فاطمه التي نهشت الغيره صدرها و فرحه امه و ابيه ...اما احمد الذي عاد بالامس فكان ينظر لها باعجاب واضح مما جعل زوجته تلاحظ و تدمع عيناها قهرا ...اما فارس و مصطفي فقد غمز الاول للاخير و قال بمزاح : انت هتقعدها علي حجرك يا درش و لا ايه

مصطفي : كنت في جره و طلعت لبره و الله يابو الفوارس 

يعلم انهم يقصدونه هو و صغيرته الا انه لم يشغل باله ...بل مال عليها وهو يقول بعد ان وضع لها مكعبات جبن مستورد : حبيبي جبتلك جبنه كيري عارف انك بتحبيها 

همست له : شكرا 

حبيبه بلطافه و كانها امرأه كبيره :  هي دي مامي الجديده يا بابي دي حلوه اوي جبتها منين...بس انا احلي علي فكره هااااا

ضحك الجميع عليها و رد عليها ابيها بحنان : انتو الاتنين قمرات يا حبيبه ابوكي

عباس بغباء : و انت عرفت ازاي يابن اخويا ..و لا شوفت بتك من سنتين و لا عارف شكل مراتك الي امك اختارتها ....

صمت رهيب يشوبه الغضب 

شعر به الجميع ....و لكن ما لم يتوقعه احد ان ياتي الرد من تلك الخجله التي تتشبث بزراعه خوفا ممن حولها ...حينما شعرت بتشنج جسده بجانبها وجدت لسانها ينطق دون اراده منها وهي تتذكر قوله لها منذ قليل : خليكي قويه متخافيش من حد دوسي عالكل و انا في ضهرك

دهب : علي فكره بقي جواد كان مربيني و انا صغيره و عارف شكلي كويس و كمان العمي عمره ما كان عمي البصر ...الاعمي هو الي بيبقي اعمي البصيره لما يكون قلبه مليان سواد

قبل يدها امام الجميع ..اطلق مصطفي و فارس صافرات عاليه ...صفقت الفتيات الثلاث بفرحه عارمه ...كل هذا و هي تمسك ملابسه بقوه و  ترتعش ..لا تصدق انها فعلتها ...و كل هذا الاحتفال من اجلها ...اذا كانت امها الغاليه حاضره الان لكانت وبختها امام الجميع 

ابتسم لها و قال بهمس مشجع : هي دي دهبي القديمه الي مكنتش بتخاف من حد انا متاكد انها زهقت مالحبسه و قررت تتحرر من جواكي

ايمان : و الله يابنتي يسلم لسانك هو ده الكلام الصح

عباس بغيظ : مكنتش كلمه اتقالت تعملو عليها الفرح ده كله

فارس باستهزاء : دي طيرت جبهتك يا عمي مش قصفتها بس 

جواد : خلص يا فارس انت و مصطفي عشان العمال زمنهم علي وصول 

ماما دلال و البنات هيلحقو يفضو حاجتي قبل ما الناس توصل

ايمان : ايوه يا حبيبي بامر الله هنلحق مانا هساعدهم انا و البنات ..و دهب كمان

رد عليها بمزاح وقح : لا متتعبيش دهب اليومين دول خليها قاعده و تقولكم بس تعملو ايه

عبيد بغيظ مازح : و الله ما عرفت اربي 

جواد بضحك لاول مره : قول حاجه جديده يا حاج

طار قلب ابيه فرحا بعدما عاد ولده المرح بعد ان غاب عنه منذ سنين قال بعين دامعه : وحشتني ضحكتك يابني بقالي سنين مسمعتهاش ...ربنا يسعدك و تفضل الضحكه منوره وشك زي زمان

تأثر الجميع بهذا الحديث و لم يتدخل احد بين الابن و ابيه بل اكملو طعامهم بنهم و نفس مفتوحه وهم يستمتعون بحلاوه تلك اللحظه التي اثلجت قلوبهم

كانت توحيده تجمع اشياء ابنتها و هي متجهمه الوجه فسالتها ذينب بطيبه : مالك يا توحه شكلك زعلان ...في حاجه حصلت

نظرت لها بكره و حقد لم تمحوه السنين ..و لكن كعادتها تتلون مثل الحرباء ..مثلت البكاء و هي تقول : زعلانه عشان البت الي حيلتي خلاص هتسبني و تمشي ...حاسه انها اتخطفت خطف كده مني 

ابتسمت لها ذينب و قالت : ربنا يسعدها يا توحه اهو جالها الي يستاهلها انتي المفروض تفرحي ده البلد كلها ملهاش سيره الا سعد بتك و هناها عشان اخدت جواد التهامي ..ما شاء الله تبارك الرحمن شكل و مركز و عيله يعني كامل من كله 

توحيده بغل : بس ااااعمي ذنبها ايه بنتي العيله دي تعيش مع واحد ضرير افرضي جرالها حاجه هيساعدها ازاي و لا هيجيب اهله يساعدوها بدالو

ذينب بغضب مكتوم : استغفر الله العظيم ليه كده ياختي ده قدر ربنا و ممكن يحصل لاي حد فينا ...

ها قد جائتها الفرصه لتفتعل معها مشاجره لتمنعها من دخول منزلها مره اخري ...فاذا كانت قد سمحت لها قبل ذلك بزيارتها بسبب وجود دهب و بالتاكيد كانت تضمن ان زوجها لن يتحدث فيما حدث قديما ...و لكن الان فمن الممكن ان يقص لها ما حدث و هنا تكون المواجهه التي منعتها طيله السنوات الماضيه

نظرت لها بغضب و قالت بصراخ : انتي بتفولي عليااااااا 

ايوه كده اظهري علي حقيقتك ...انتي بتتمنيلي الشر اكمن ربنا كرمني براجل محترم و بيموت فيا و مش مخليني محتاجه حاجه ...غيرتك مني توصلك لكده ...انا خلاص فاض بيا منك ...من انهارده لانتي اختي و لا عايزه اعرفك و لا رجلك تعتب باب بيتي تاني ساااااامعه ....توحيييييييده 

تصنمت مكانها حينما استمعت صراخ زوجها وهو يقف امام الغرفه و ينظر لها بشر بعد ان راي تلك المسكينه تقف بزهول و عيناها تزرف دما بدل الدمع

بهت وجهها و ارتعبت ان يفشي سرها امام اختها و لم تجد كذبه تقصها عليه كي تنقذ الموقف

اما الاخري تحركت ببطيء تجاه الباب دون ان تتفوه بحرف فاعترض طريقها و هو يقول بامر جعل جسدها يرتعش رعبا من هيئته التي لاول مره تراه عليها : راااااايحه فين هااااااا....هتهربي تااااني ...هتسيبيها توجعك و تبعدك تاااااني

محمدددددد ...صرخت به تلك الحقيره حتي يصمت و لكن قد فاض به الكيل فاكمل بجنون : عايزه تسجنيني ....اناااا موافق ارحم من العيشه معاكي

ذينب ببكاء : صلو عالنبي بلاش تعملو مشكله بسببي انا اصلا تعبانه و كنت همشي

محمد بجنون : اخرررررسي ...بطلي جبن ...جه وقت الحقيقه يا ذينب ...لازم ابرأ نفسي قدامك حتي لو كان اخر يوم في عمري سااااامعه ...قص عليها كل ما فعلته اختها الحقيره بقهر رجلا ارغم علي حياه لم يتمناها ...و بعد ان انتهي اخرج هاتفه من جيبه و طلب رقما و حينما جائه الرد قال في عجاله : عبيييد تعلالي بسرعه البيت

عبيد بقلق : في ايه مالك

رد بعصبيه مفرطه : بقووولك عايزك دلوقت و بسرعه

تحرك عبيد خارج السرايا بهروله تحت استغراب الجميع وهو يقول : خمس دقايق و هكون عندك اقفل

اغلق معه و قال : عبيد جاي و هيحكيلك الي حصل و مين الي فكلي العمل الي بنت الكلب دي كانت بتعمله عشان تصدقي

صرخت توحيده بغل : ايوه انا عملت كده عشان انا الي حبيتك الاول و هي خطفتك مني ...انا ما اجرمتش انا خدت حقي منها ...

ذينب بصدمه و قهر : لييييييه ....ليه دانا اختك ...كنت بحكيلك كل حاجه و كنتي عارفه انا بحبه قد اااايه ...طب خطفتي حبيبي مني ...ليه ترميني لواحد ابن ستين كلب مطلع عيني و مسود عيشتي ...رفيق قالي انك انتي الي طلبتي منه يخطبني و دفعتيله فلوس كمان ....لحد دلوقت بيعايرني هو و امه و لما مصدقتوش و قلتله اختي استحاله تعمل كده انا هسالها ...ضربني و كسرلي دراعي ...ماهو مش عايز يخسر حنفيه الفلوس الي مفتوحاله ....مصعبتش عليكي و لا مره من كتر الضرب. و الاهانه و الذل و الجوع الي عايشه فيه ....طب انتي اتجوزتيه خلاص ...ترميني ليه فالناااااااار ....عملتك اااااايه ....ردددددي .....

وصل عبيد في تلك اللحظه و قال بغضب : يا ريت وصلت لكده و بس 

نظر الجميع له فاكمل : كل الي محمد حكاهولك صح يا ذينب و الي انا هكمله ليكي مش هيخطر علي بال ابليس ....اختك دي شيطانه و مدمرتش حياتك انتي و صاحبي بس لاااااا......

كان الوضع مغاير تماما في سرايا التهامي فقد احتلت البهجه اركانها و الكل يعمل بفرحه و نشاط مع الكثير من الزغاريط و الاغاني الصاخبه

اما صغيرتنا فكانت ضحكاتها تملأ جناح الجواد بعدما اخذت ايمان و هدي و حتي روان و جيهان يمازحنها بأحاديث النساء في مثل تلك المناسبات

خرجت الضحكات من قلبها ..نسيت خجلها...نسيت خوفها من التجمعات....حتي نسيت امها التي ستاتي بعد قليل و تنغص عليها ذلك اليوم الجميل.....فما عاشته هنا منذ الامس حتي الان اعاد لها شخصيتها المرحه الذي يشوبها العناد ...كانت هكذا وهي طفله الي ان اختفي جوادها من حياتها فتحولت الي ما هي عليه الان

مازحتها دلال قائله و هي تجمع الثياب الذي احضرها لها بالامس : جواد بيه طلع مش سهل و الله بصي جايب ايه امال باقي شوارك هيكون عامل ازاي

برقت عيناه و قالت بخجل : طننننط عيييب 

انطلقت ضحكاتهم الصاخبه تحت سمع هذا الجواد الذ يقف بالخارج وهو يتلظي علي جمر شوقه لها بعدسماع ضحكاتها التي اطربت قلبه....هل يتحمل ...لا و الله

ترك اخيه مع الرجال الذين يحملون الاثاث و دخل اليها سريعا ثم قال بغيره حارقه للجميع : اتلمووو شويه بقي انتو ناسيين الرجال الي بره

صمت الجميع برعب فاكمل بامر : تعالي يا انسه عايزه فالمكتب ....و فقط التف بجسده و اتجه الي غرفه مكتبه لينتظرها

اما هي تصنمت مكانها و لم تتحرك فنبهتها ايمان قائله : روحي يا دودو شوفيه عايز ايه يا حببتي

دهب بتيه : هو عايزني انااا

ضحكت هدي بخفه و قالت : هو في انسه غيرك يا دودو روحي يابنتي ده دخل دخله قطعتلي الخلف و الله

دلفت له وهي تفرك كفيها بتوتر و وقفت قبالته ثم قالت بصوت خفيض : نعم

جواد بجمود : اقفلي الباب 

اغلقت الباب و قبل ان تستدير بجسدها ناحيته كان يلصقها به و يصحقها بجسده وهو يحيطها بيداه التي اسندها فوق الباب ثم قال بجنون : ينفع صوت الي مالي الدنيا ده

دهب برعب : انا متكلمتش

ضغط عليها اكثر و قال بنبره خرجت من جحيم غيرته عليها : ضحكتي ...ضحكتي ضحكه حرقت قلبي ...لييييه حد يسمعها غيره هااااا ااااانطقي

دمعت عيناها رعبا و لم تستطع الرد عليه امسكها من خصرها ثم رفعها لتجابه طوله و التهم شفتيها في قبله ساحقه ليعاقبها علي ما فعلته به حتي تزوق ملوحه دموعها ففصلها و قال بهوس : قلبي اتحرق و انا سامع ضحكتك الحلوه دي و الرجاله ماليه المكان ...محدش له حق يسمعها غيره ...اعتصر جسدها بيده و اكمل بجنون : مش كفايه انهم قادرين يشوفوكي و انا لاااا ...ارحميني يا دهبي ...انا بتحرق من غيرتي عليكي ...بتجنن و انا مش شايف الناس. بتبصلك ازاي ...حافظي علي نفسك مني ...و عشاني ...انا خايف عليكي مني

دهب ببكاء : انا مقصدش و الله ...اول مره حد يهزر معايه كده ...اول مره حد ياخد راي في حاجه ...لا دول بياخدو راي في كل حاجه تقريبا ...فرحت و نسيت كل حاجه ...و بقيت اضحك من قلبي ...معرفش انك هتزعل ...اسفه

اعتصر قلبه حزنا عليها و لكن لم يلوم حاله فهو عاشق يموت غيره علي صغيرته فلتتحمل جنونه بها ...اهداها قبله رقيقه ثم فصلها و قال : مش هقدر احس اني غلطان ...بس ...لما سمعت ضحكتك افتكرتك و انتي فحضني من شويه و كنت هموت عليكي ...خلاص مبقتش قادر ابعد ...بس لما افتكرت الرجاله الي حواليا ...قلبي اتعمي زي عيني ...مبقاش شايف غير انهم بيتخيلو شكل الي بتضحك  ....و بيتمنوها ....ضمها بجنون و اكمل : و انتي بتاااعتي محدش له حق يتخيلك غيري ...انا بعشقك يا دهبي ...قولتبك استحملي جنوني بيكي....اسندها بزراعه ثم ملس علي وجنتها بيده و اكمل بهمس يشوبه الرجاء : هتستحملي عشقي المجنون بيكي يا دهبي ...و لا هتقولي تعبت ...و تبعدي 

كادت ان ترد الا انه اكمل بهزيان : بس اعرفي ان معندكيش حريه الاختيار علي فكره

نظرت له بزهول و لم تستطع منع ضحكتها التي خرجت غصبا من بين دموعها و عقلها لا يستوعب هذا الجنون ...من اين يترجاها ان تتحمله و كيف يسلبها حق الاختيار 

ابتسم و قال بغلب : بتقولي مجنون صح

هل يقولون انها طفله ...لا و الله من يحتويها بين يده الان اكبر طفل رأته عيناها ...سحبت نفسا عميق و اخرجته بتمهل ثم قالت بتعقل : لم بعدت عني ...انعزلت عن الدنيا عشان مكنتش عايزه فيها غيرك ...تفتكر لما رجعتلي حياتي ...ممكن اشوف غيرك

شوفني ببصيرتك يا جواد عشان تقدر تحس بيا ...و متقساش عليا ...ارجوك

جواد ....تاه جواد.....وقف عقل جواد.....خفق قلب جواد...ذادت نبضاته حد الجنون....دمه يغلي في عروقه و كانه جمرا ملتهب....ماذا حدث لك ايها السليط ...اخرستك ببضع كلمات ...و لكن ...تلك الكلمات احيت قلبك من جديد ...هل تفهم معناها ايها الاحمق 

تسرع حينما قال : انتي بتحبيني يا دهبي 

احمر وجهها خجلا و لم ترد و لكن قلبها الخافق الذي شعر به نظرا لالتصاقها به وشي بها فضمها بجنون و هو يوزع فوق وجهها قبلا كثيره يقول من بينهم : مش مهم ...متقولهاش .لوقت....

بحبك....هموت عليكي يا دهبي .....قطع وصله عشقه طرقا عالباب فزفر بحنق و رد بعصبيه : ننننننعم

ايمان بخبث : اتلم يا سافل و هات البت عشان ابوك اتصل و قال جايين فالسكه ...لم نفسك متفضحناش....و فقط تحركت و هي تبتسم بفرح ....اما هو ضحك بصخب وهو يقول بمزاح : امي دي قفشاني ديما 

دهب : كده ...فضحتني ...يعني هي عارفه انت بتعمل ايه

سيدق راسها ...سيقطع لسانها الذي اعتاد علي تلك الكلمات التي تثير اعصابه ...تحكم في حاله بصعوبه و قال بعد ان انزلها : دددهب روحي اعدلي نفسك قدام المرايه عشان مش عايز اتعصب عليكي

ردت بطفوله : يعني انت تغلط و كمان تتعصب ايه ده يا ربي

وضع يده في جيبه و قال : انتي بتكلميني و حاطه ايدك في وسطك صح

جحظت عيناها و قالت بزهول : عرفت ازااااي ...انت شايفني 

ضحك ...ضحك حتي جرحت احباله الصوتيه ...ماذا يفعل بها ....هدأ قليلا و قال : احفظيها ..اناااا ااااعمي ...بس عارف ان دي حركتك من زمان لما تقولي ..ايه ده يا ربي ...لازم بعدها تحطي ايدك في وسطك ...حبيت اتاكد ان بنوتي متغيرتش

ابتسمت بفرحه و قالت : انت صح ....و فقط ...وقفت امام المراه تعيد وضع حجابها الذي افسده ذلك ....السافل ...ثم خرجت معه لتري ماذا ستفعل 

بعد قليل امتلات السرايا بالعمال الذين يحملون الاثاث الجديد و بعض اهالي القريه الذين حضرو للمساعده بعد ان اتي محمد و عبيد بشوار العروس و معهم تلك الحيه التي برغم ان حياتها انقلبت رأسا علي عقب بعد ان انكشفت حقيقتها امام اختها و عبيد الذي كان يعلم بكل شيء منذ البدايه ....الا انها اتقنت تمثيل الفرحه ..و ادت دور ام العروس علي اكمل وجه و كأن شيئا لم يحدث....و لكن نظراتها الغريبه لابنتها لاحظتها تلك الصغيره بسهوله فتشبثت بزراع ايمان التي تقف بجانبها فانتبهت لها و قالت بحنان : مالك يا دودو

دهب بهمس : خايفه ...اصل في ناس كتير و انا مش بحب كده

ربتت علي يدها و قالت بحنو : لازم تتعودي يا حببتي خلاص انسي العزله الي كنتي فيها و بعدين انا جنبك مش هسيبك لحظه

ردت عليها بطفوله و رجاء : بجد 

ابتسمت لها و قالت : اه بجد دي وصيه جواد يا دودو قالي يا ماما متسبيش دهب لحظه 

ابتسمت بفرحه و تحاشت النظر لامها التي تجاورها فاطمه و ينظران لها بتوعد ...ماذا سيحدث اذ اجتمعت عقربه و حيه رقطاء ...الستر يا ستير

مرت الايام المتبقيه بسرعه البرق فقد انشغل الجميع فترتيب عش الزوجيه و لم يخلو ذلك الوقت من مشاكسات جواد لصغيرته و كانه عاد مراهقا من جديد ...فقد اقامت هي و امها في السرايا كما طلب جوادها من قبل ....حتي كان من المفترض ان يذهبو الي منزلهم قبل يو الحناء بليله و لكنه اصر الا يتركو السرايا الا يومها و قد ارسل معهم امه و هدي و برغم جنون فارس نظرا لبيات حبيبته لدي دهب الا انه اضطر ان يتحمل بعدها تلك الليله من اجل اخيه الغالي فقد طلب منه ذلك نظرا لخوفه علي دهبه من ان تحزنها تلك الحيه التي يقلقه صمتها المريب

و الغريب فالامر ان توحيده لم تعترض بل لم تحتك بدهب و لم تغضبها في تلك الفتره كل ما كانت تفعله هو النظر لها بوعيد ارعبها

تجمعت النساء في منزل دهب للاحتفال بيوم الحناء كما المتعارف عليه ...و حينما ارادت توحيده ان تهتم بتنظيف جسد ابنتها مثلما يحدث مع العرائس وجدت ايمان ترفض رفضا قاطعا و هي تقول : لااا متتعبيش نفسك جواد جايبلها صاحبه اكبر بيوتي سنتر في مصر جايه دلوقت هيا و بنتين عشان يجهزو دهب من كله 

جنت توحيده و قالت : ازاااي يعني ...انا لا يمكن اسمح ان بنتي تتكشف علي حد غريب ...كان المفروض ياخد راي الاول

ايمان بتجبر : هو اتفق مع دهب و اظن دي حاجه تخصهم واحد عايز يدلع مراته ايه الي يزعلك ..و بعدين الحاجات الي في دماغك دي بقت موضه قديمه و بلدي اوووي يا توحه ...دلوقت في حاجات جديده بيشتغلو بيها ده غير الماسكات و الحمام المغربي ...حاجات كتير محدش فينا هيفهم فيها

وقفت تغلي كالمرجل ثم قالت وهي تجز علي اسنانها : عاجبك الكلام ده يا ست دهب دانتي كنتي في جره و طلعتي لبره ...هتسيبي الغرب يشوفو جسمك

ايمان بغضب : ايااااكي تفكري تنكدي عالبت ساااامعه ...مش هسمحلك تكسري فرحتها ...شردت بعيدا و قالت : دي امانه في رقبتي ...و اذا كنت فرطت فيها قبل كده دلوقت لااااا ...نظرت لها بقوه و اكملت : طبعا فهماني ياااا ...توحه 

اهتزت بداخلها رعبا من تلك الكلمات التي فهمت. معناها علي الفور و لكن لن تخرج مهزومه ...تحولت في لحظه و قالت بحزن لتستعطف تلك البريئه : خلاااص استغنيتي عن امك يا دهب و اخدوكي مني ...و انا مليش غيرك غسلو دماغك عشان تكرهي امك حببتك الي ملهاش غيرك

كادت ان ترد عليها من بين دموعها المنهمره الا انها وجدت هدي تدخل عليهم و تقول بتهليل : الناس وصلو يا دودو ..حتي الست الحنانه وصلت ....انا وصتها ترسملك الحنه في الاماكن الي جواد وصاني عليها ...اعقبت قولها بغمزه وقحه مما جعلها تحمر خجلا و تضحك ايمان عليها ...اما تلك الحقيره نظرت لهم بغل و قالت قبل ان تتركهم و ترحل : احتليتو بيتي و كانه بيت ابوووكم 

احتضنت ايمان تلك الباكيه بحنان ثم قالت : كبري دماغك منها يا بنتي حقك عليا انا ...ابعدتها ثم نظرت داخل عيناها و قالت بقوه : انهارده حنتك يا دهب و بكره فرحك ...علي جوااااد ...الغالي ...الي محبش و لا هيحب حد قدك فالدنيا ...اساليني انا علي عذابه في بعدك ...ابني كان بيبكي بدل الدموع دم فحضني وهو بيتقطع من جواه و يقولي : مش قادر اتحمل يا ماما ...وحشتني...بس مش هقدر اقرب منها ...تخيلي واحد اطول مني و ظابط قد الدنيا يبكي زي العيل وهو بيشتكي لامه ...و انتي الي شوفتيه و عشتيه مكنش قليل يا بنتي ...انسي ...و افرحي اليوم ده بييجي فالعمر مره واحده ...مش بيتكرر تاني ..عيشيه بكل تفاصيله ...لانك لو فكرتي تركزي معاها و تزعلي ..هتعيشي طول عمرك ندمانه انك ضيعتي فرحت عمرك ...عشان حاجه متستاهلش ...نظرت بحنان و اكملت : فهماني يا قلب الغالي 

ابتسمت لها و اخذت تمسح دموعها و هي تشعر انها ولدت من جديد و بداخلها طاقه هائله تريد اخراجها علي هيئه رقص ..غناء ...صخب ..ضحك....ستفعل كل شيء يصبح ذكري سعيده لهذا اليوم ...لن تسمح لاحد مهما كان ان يسرق فرحتها و ينتزع منها ....عشقها ....ارتمت في احضان تلك الام الحانيه و هي تقول : ربنا يخليكي ليا ....يا ماما ...ابتعدت و قالت برجاء : ممكن اقولك يا ماما 

ضمتها ايمان بحب و قالت : احلي ماما سمعتها يا احلي دودو

مسحت هدي دموعها التي هبطت تأثرا بما حدث و حاولت المزاح قائله : يسلااام يا ست ماما يعني راحت عليا انا وولادك طب و الله لاقول لجواد انك عماله تحضني في دهبه ....

ضحكن معا تزامنا مع دخول العاملات اللائي ارسلهم جوادها ليهيأنها ليوم الزفاف 

بعد ان تعرفو عليها وجدوها متشبثه في ايمان خوفا و لن تجد بداخلها الجرأه علي كشف جسدها امامهم ...و في ظل محاولات اقناعها رن هاتف ايمان باسم غاليها فابتسمت و هي ترد عليه قائله : جيت في وقتك و الله

فهم عليها و قال : ادهالي 

اعطت الهاتف لدهب و بعد ان وضعته علي اذنها وجدته يقول بحنو : ادخلي البلكونه عشان تتكلمي براحتك يا ديبو

تحركت تجاه الشرفه فوجدته يقول : حبيبي احنا اتفقنا علي ايه ...انا مش هبعتلك حد يضرك يا روحي لو مش واثق فيهم مليون فالميه مكنتش بعتهملك و كمان هدي هتفضل معاكي مش هتسيبك...زفر بحنق و اكمل : مع اني هموت مالغيره عشان هيشوفو حاجتي بس معلش كله يهون عشان خاطر عيونك

دهب بهمس : بس انا مكسوفه اوووي يا جواد ...مبقتش خايفه اوووي بس هموت مالكسوف

ضحك بهدوء ثم قال بوقاحه : افضلي قولي جواكي انا بعمل كده عشان خاطر حبيبي ...مش انا حبيبك يا دهبي

احمر وجهها خجلا و قالت : جوااااد

نفخ بقوه و قال بجنون : يااااا بت خلي الكام ساعه الي فاضلين دول يعدو علي خير انا ماسك نفسي بالعافيه

دهب : اللله و انا عملت ايه

جواد بعشق : جواد بطريقتك دي بتجنني يا ديبو ...ببقي عايز اكل شفايفك الحلوه الي بتنطقها ...عرفتي عملتي ايه

ضحكت بهدوء و قالت : طب خلاص حقك عليا

جواد : حبيبي و الله حبيبي ...يلا روحي للناس الي مستنياكي دي انا قولت بس اكلمك عشان تطمني

دهب باستغراب : و انت عرفت منين اني خايفه

تنهد بعشقا خالص و قال : قلبي قالي ...يا بنت قلبي 

ها قد جاء اليوم المنتظر و طلت صغيرتنا بابهي صوره يمكنك ان تراها يوما ...بكي والدها فرحاا بها ...و حزنا عليها ....تجمدت توحيده مكانها بعدما راتها بكل هذا الجمال ....طار قلب ايمان و الفتيات فرحا بعدما رؤها بذلك البهاء 

اما جوادها فقد فعل لاجلها ما لم يخطر علي عقل بشر 

و الجميع تفاجأ بفعلته الا فارس و مصطفي الذين نفذو ما يريده 

قد خالف كل التوقعات بدلا من ان يرتدي حله انيقه مثل اي رجل في ذلك اليوم ...ارتدي جلبابا ابيض فوقه عبائه سوداء شفافه ...لف فوق راسه عمامه سوداء ....جهز فرسه بسرج من فضه جعل مظهره مبهر للغايه احضر جملا ووضع فوقه هودج ملكي جهزه خصيصا لها ....كان ذلك حلمها وهي صغيره 

حينما سمعو صوت الطبول و الاصوات الصاخبه خرجت هدي و جيهان الي الشرفه و حينما رأو هذا المنظر شهقو و دمعت عيناهم من الفرحه 

هرولت هدي الي الداخل وهي تقول بصراخ : مامااااا جواد جاي بالادهم و جايب هودج لدهب

تصنمت مكانها و عقلها لا يستوعب ما سمعت ...عادت بذكراها سريعا الي اكثر من سبع سنوات حينما كانت تجلس معه في الحديقه و قد احضر لها عروس بفستان ابيض كما طلبت منه قبل ان يسافر 

مازحها قائلا : لقيت لعبه عريس لابس بدله بس شكله معجبنيش 

دهب بجديه : احسن مش عيزاه لابس كده اصلا

جواد : ليه يا ديبو ما العريس لازم يلبس بدله

دهب : لا انا هخليك تلبس قفطان ابيض و تلف عمه سوده عشان شكلها احلي من البيضه و تركب حصان و كمان تعملي بيت كبير فوق جمل زي بتاع الملكه عارفو

نظر لها بزهول و قال : اه عارفو بس انا هلبس كده ليه

دهب بحنق : عشان انت عريسي يا جواد افهم بقي ...ايه ده بس يا ربي

عادت من شرودها علي ايمان و هي تبكي و تقول بفرحه عارمه : الله اكبر عليك يابني يحميك مالعين 

لم تصدق ما راته عيناها ...اما هو حينما سمع زغاريط النساء علم انها تقف في شرفتها ...رفع راسه تجاهها و كانه يراها و علي محياه اجمل ابتسامه رسمت علي وجهه يوما حتي ظن من حوله انه يراها

هبط بها والدها الي الاسفل و خرج بها حتي وصل اليه ...وجده هبط من فوق جواده و يقف امام الباب في انتظارها بقلبا لهيف

امسك كفها ووضعها في يده وهو يقول بدموع : انا سلمتك حتي مني يابني حافظ عليها ...ثم همس : و عوضها

رد عليه بنبره تقطر عشقا و الجميع يقف في سكون تام تبجيلا لهذا الموقف المؤثر : في قلبي و في دمي الي بتجري فيه ...و انت عارف

ابتسم الاب فرحا ...اما هو ...ماذا يفعل ....ضمها بحنو و هو يهمس لها قائلا : نورتي قلبي و دنيتي يا ...دهب الجواد

اعقب قوله بحملها و تحرك بها عده خطوات مع صوت فارس الذي ينبهه بذكاء لطريقه وهو يقول : الجمل قاعد بادب اهووو شكله خايف منك يا جواد ههههه

فهم علي اخيه و تحرك تجاه الصوت ...وضعها بتمهل داخل الهودج و قلبها يكاد يقفز من مكانه فرحا و خوفا ...انطلقت اصوات الاعيره الناريه ...و اصوات الطبول و الزغاريط بعد ان جعل الجمل يقف بها ثم صعد فوق جواده وهو محتفظا بلجام الجمل في يده 

بدأ الفرس يمشي بتمهل و حركات راقصه ببراعه فرحا بصديقه و هي تشاهد فرحته المرتسمه علي وجهه من الاعلي 

كان المشهد ....حقا رائع

ماذا سيحدث يا تري

سنري

انتظرووووووني

بقلم/🍓فريده الحلواني 🍓

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-