رواية تزوجت مدمنآآ الفصل الثالث عشر 13 والفصل الرابع عشر 14 بقلم نوران شعبان



رواية تزوجت مدمنآآ الفصل الثالث عشر 13 والفصل الرابع عشر 14 بقلم نوران شعبان 






❤️تزوجت مدمناً❤️

👇البارت الــ13ــ14👇

صمتت حياه ثوان، و فتحت الباب الحديدي وهى تدلف و تغلقه مرة ثانية.! 

وسط صدمة كريم.. 

سارت بخطوات واثقة وئيدة حتى باتت أمامه مباشرة.. 

و كريم رافعا حاجباه مصدوما من سلاستها و يسرها ذاك.. 

و فجأة.. القت بنفسها في احضانه العميقة.! 

صدم أكثر حتى كادت شفتيه السفلى تلامس الأرض.! 

تعلقت به أكثر، لم تنتظر ان يطوق خصرها و يرفعها عن الأرض.. بل تشبثت هى بعنقه رافعة بدنها للأعلى.. 

مستنشقة نسيمه الذكوري كأنها كانت في صحراء ظمأة ووجدت بئر عذب.. 

همست جانب أذنه بحرارة لاسعة 

" انا هرد عليك دلوقتي و ابدأ دراما.. بس حضنك وحشني! " 

صمتت ثوان تتنهد في احضانه، و همست ثانية بجملة مائلة للسخرية.. 

" سيبني اخد حصتي من حضنك، و انا هديك حصتك من النكد متقلقش.! " 

إبتسم بحنو بالغ، وهو يطوق خصرها و يضمها بشهوة اكبر، مربتا على شعرها الطويل الكثيف.. 

كان يتمنى لو تتيح له الفرصة لتتجسد أمامه ويقبض على عنقها عاصرا إياه بين كفيه، او يمسك بمؤخرة رأسها و يرطمها في تلك الجدران التي صارت تلازمه مؤخرا .. 

و الآن هى امامه، سالمة آمنة خالية من اي عاق.. حتى انها مترامية في أحضانه بلهفة.! 

كان عناقها كالسحر، بل لا ليس كالسحر.. بل ان مفعوله كال" هيرويين " و أقوى ايضا منه.! جعله مغيب تماما عن اي شئ.! 

إبتعدت بعد لحظات وهى تعدل من هندامها، و وقفت بشموخ متبدلة الملامح مئة و ثمانون درجة.! 

" دلوقتي نقدر نتكلم .. حضرتك المدعو " كريم أحمد " كنت بتقول ان انا " حياه صديق " بهيمة و السبب كالآتي " مبستعملش مخي و بستعمل قوتي.. " 

احب اقولك يا سيد انك غلطان تماما.. انا واحدة مشيت الخطة كلها من واحد للا نهاية بعقلي و أفكاري الرزينة الخبيثة.! 

خصوصا اني لو استعملت القوة مع شخص بسم الله ما شاء الله طول بعرض فردة دولاب واقفة قدامي.! كفك لوحده اد سقف وشي بالنص الفوقاني،، اكيد هطلع من المعركة مهزومة هزيمة ساحقة.! 

بس انا بقى مش جبانة، انا عارفة إن وجودي معاك هنا ممكن يؤدي لموتي او إعاقتي او تشويهي، ورغم كدة واقفة قدامك بكل ثقة و ثبات و عزيمة.!! و حتى لو فيها روحي انا مستعدة استغنى عنها في سبيل علاجك و إتمامه على أكمل وجه.! " 

كان كريم ينصت لها بإهتمام، و لجتها الدفاعية أضافت لمسة لقاعة المحاكمة.! 

- اقترب منها مباغتة، فزعت بسببها وهى تتراجع للخلف.. و ظل هو يتقدم صوبها، و تتأخر هى خطوة للخلف .. 

" تقدري تقوليلي إذا يا استاذة " حياه صديق " ليه متمسكة بعلاجي اوي كدة.؟ مع ان الدنيا مليانة مدمنين .. ليه مصرة عليا انا بالذات رغم اني عذبتك و اهانتك.؟! " 

انهى جملته لتجد نفسها محاصرة بين ذراعيه و الحائط .. 

كان قريب لدرجة لفح أنفاسه صفحة وجهها الملساء .. 

رمشت عدة مرات و صدرها يعلو و يهبط أثر ذلك القرب .. 

أجابت بصوت مبحوح 

" عشان انت بس الي تلزمني .. انا عايزاك إنت مش هما .! " 

حدق ببؤبؤي عينيها مشتاقا، و أبتسم 

" بقالي كتير متفرجتش على الفيلم ال3rd في عينيكي .! " 

تفننت الإبتسامة على ثغرها، تشيح بوجهها بعيدا حتى لا يرى مدى السرور من ذلك القرب في عينيها.. 

قالت و لازالت تنظر بعيدا 

" احنا المفروض نتخانق و تعذبني بقى و كدة، انا عاملة حسابي في كام علبة هيموكلار زيادة .!! " 

رفع رأسه عاليا بضحكة أذابت قلب حياه تماما، كادت تبكي مقسمة على إبداع الخالق في تلك الضحكة .! 

( انا عن نفسي لما بتخيل الضحكة بذوب انا كمان اقسم بالله تخيلو و ذوبو كلكوا بقى ❤) 

تصاعدت دقات قلبها أكثر و أكثر كأنها في سباق بليون كيلو متر .! 

و حدقت به بنظراتها التي صارت مؤكدا نظرات شهوة و لهفة مئة بالمئة .! 

توقف عن الضحك و اقترب ثانيا، و لم تتوقف تضارب دقات قلبها قط .! 

طوق خصرها بذراعيه، و صوب بصره لثغرها الوردي الصغير .. وهو يقترب رويدا رويدا .. كأنه يسد جوع عيناه قبل ان يسد جوع شفتاه .. 

و حياه تنظر لنظراته، تتمنى و بشدة ان يقبلها .. هى تنتظر تلك القبلة على احر من جمر .! 

و اخييرا..! لبى طلبها وهو يلمس ثغرها بخفة، لتتحول الخفة لعمق، و العمق لعنف و قسوة .. و تعود للخفة ثانية و هكذا استمرت الدائرة .! 

يطبق على شفتيها، ووجهها، و عنقها حتى تمادا الأمر لأكثر من تلك الحدود .! 

و حياه صامتة، تشعر بألم لا تعلم بسبب دقات قلبها العنيفة ام ذلك القرب الحميم الذي تشهده اول مرة.. 

ام عنف كريم معها أحيانا.! 

وقفت بأنامل قدمها على قدميه .. 

و ببطئ تحاوط قدماها بقدميه، ملتصقة به أكثر و قدمها تتحسس قدمه من الأسفل حتى الركب .. 

رفعها و مازال يقبض على شفتيها، متوجها للفراش القابع في الغرفة .. 

و عادت ككرة القبلات و لكن بتمادى حميمي أكثر .. 

استغلت حصاره في عنقها، وتسللت يداها لأزرار قميصه الأبيض 

هتفت متعجبة جانب أذنه 

" انت لسا بنفس القميص من أسبوع.!! كنت حطالك هدوم في الحمام على فكرة ..! " 

ربما لم يسمعها اصلا .! هو فقط صعد لمستوى رأسها مسكتاا إياها بقبلة سطحية و عقله مشغول مع كف يده العابث بسترتها المنزلية الخفيفة 

~~ 

انتزع من فوقها فجأة، وهو يجلس على الفراش شاردا .. 

مدت حياه كفها على ذراعيه، و معالم الدهشة تكسو وجهها 

" مالك.؟! " 

زفر بضيق وهو يصيح غاضبا 

" مينفعش،، مينفعش..!! " 

حياه مستفهمة 

" ايه ده الي مينفعش.! " 

فرك كف يده في شعره بغل وهو يصيح 

" امشي، سيبيني و امشى زي ما كنتي متجيش.!! " 

وقفت حياه مصدومة، و صاحت هى أيضا به 

" ايه الي امشي و اسيبك ده ما تفهمني في ايه.؟! " 

صرخ بها 

" مينفعش تضيعي مستقبلك مع واحد زي !!! " 

صمت ثوان وهو يدور في الغرفة قائلا بمرارة 

" احنا مش هنكمل مع بعض .. أنت من سكة و انا من سكة تانية خالص موازية ليكي، عمرنا ما هنتقابل .! 

انتي مثقفة، ناجحة ألف شخص يتمناكي.. 

قصاد كدة انا واحد مدمن، فاشل، انطوائي مريض .! 

احنا مش هنكمل، يبقى حرام تضيعي عذريتك و.. و جزء من مستقبلك مع واحد شبهى .! " 

حدقت به حياه غير مصدقة لما يتفوه به، و صاحت أيضا وهى تقف أمامه 

" كريم ايه الي انت بتقوله ده.؟ انت واعى للكلام الي بتقوله مصدقه اصلا.؟!! 

أولا انا مراتك، مش عشيقتك و مواعدني حضرتك مراتك قدام كل العالم مراتك .! 

ثانيا لو انت من سكة و انا من مليون سكة تانية هيسيب مساري و اميل إليك .! سامعني حتى لو فضلت مدمن انا هفضل جنبك مش هسيبك .! 

بالنسبة بقى لأن مفيش امل نكمل مع بعض .. انا قررت ان الأوضة دي هندنها بمبي لبنتنا الأولى ان شاء الله وهندخلها المدرسة الي على اول الشارع .! " 

أكملت بسخرية " قال مفيش امل قال انا اختارت مدارس الولاد خلاص يا حبيبي يعني اتدبست اتدبست .! " 

كريم -: واخدة الحياه بسهولة اوي انتي.! مش عاملة حساب لأيي حاجة.؟! 

إقتربت منه و حاوطت وجهه 

" أيوة مش عاملة حساب لحاجة و مش هعمل، طول ما انت ما معايا انا هبقى مرتاحة .! " 

اشاح بوجهه بعيدا وهو يرجع للخلف 

" حياه ابعدي انا قايد لوحدي اصلا و مش ناقص ضعف.! " 

ظلت تقترب منه وهو يحاول ان يتسمك في أفعاله أكثر .. 

و لكن لم يستطع، دفعها بعنف على الفراش و جثى فوقها ملبيا طلب مشاعره و مشاعرها .!! 

~~ بعد وقت ~~ 

وضعت رأسها على صدره العاري براحة و سكون .. 

همس كريم وهو مغمض العينان 

" عارفة.. لو كنت قابلتك من زمان، كنت ادمنتك بدل الهيرويين .!! " 

~~ 
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
البارت الــ14
وضعت رأسها على صدره العاري براحة و سكون .. 

همس كريم وهو مغمض العينان 

" عارفة.. لو كنت قابلتك من زمان، كنت ادمنتك بدل الهيرويين .!! " 

رفعت رأسها .. تحدق به و بجفنيه المغلقتين .. رفعت نفسها لمستوى رأسه مستنشقة زفيره المنتظم .. 

تحسست صدره بحركة دائرية وهى تهتف بإغراء جلي 

" احنا فيها،، إدمني .! 

إدمني بدل كل حاجة.. حتى الأوكسجين ادمني بداله .!! " 

لحظات مرت عمل بها كريم بنصحيتها، إقترب بوجهه أكثر منها محاصرا زفيرها بوجهه .. و لم يستطع البقاء ، تناثرت شظايا هدوءه ليعود معها في قبلة حميمية تليها ليلى أحر .! 

~~ 

كلاهما جاهلان كم مر من الوقت و هما في تلك الغرفة، ينامان اثنان و الحب ثالثهما، و الشهوة و اللهفة رابعهما .. 

قلما يشعر كريم بنقص جرعة المخدرات .. و أنه على وشك مرحلة الصياح و الصريخ، فيصب غضبه و انفعاله كليا في حياه التي ترحب بذلك و بصدر رحب .! يقتحمها و تتجاوب معه دون ادني تردد .. 

و لكن مؤخرا أصبحت حالته أفضل بكثير، لا يشعر برغبة في الصباح .. لا تشغل باله في الأصل ذاك الذي كان يدمنه .! 

~~ 

إستدارت محاوطة ما ظهر من بدنها بالملأآه المخبصة بدماء عذريتها .. 

أنخفضت لتمسك بقميصه الملقى على الأرض بإهمال، وفورا لبسته بإهمال اكبر وهى تتوجه للطعام القابع على الأرضية .. 

" ما جوعتش.؟! " 

هتفت بها وهى تعود للفراش حاملة صنية الطعام .. 

كريم وهو يحدق بها -: مبقتش بجوع اكل، بقيت بجوعك انتي.!! 

حياه وهى تأكل -: مزهقتش.؟ متعبتش طيب بقالي حوالي يومين في حضنك.! 

إقترب كريم مقبلا عنقها 

" ياريتكك تفضلي العمر كلو.! " 

تسلل كفه حتى كاد يتخلص من القميص التي ترتديه.. إلتوت بين ذراعيه متأففة 

" استنى اكمل اكل طيب انا جعانة .! " 

تخلصت من بين ذراعيه و إعادت القميص كما كان .. 

إقترب بتأفف وهو يشرع في الطعام معها 

" طب هاتي الطفح ده عشان جوعت.! " 

كانت حياه توليه ظهرها، لم تنتبه انه تسحب حتى بات خلفها مباشرة .. أمسكت بقطعة جبن بيدها وهى تلتوح لتطعمه إياه، و لكن تصادم الجبن بوجه كريم مباشرة.! 

شهقت حياه بفزع 

" ايه الي جابك ورايا.؟ عجبك كدة اديك لبست الجبنة.! " 

سبها كريم خفية، وهو يغمض عيناه ببأس.! 

إبتسمت حياه بخبث وهى تمسك بصحن الجبن وتدفعه دفعة واحدة في وجه كريم .! 

أطلق هذه المرة سبائب علنيا .. 

ضحكت وهى تحاول الإسراع و الابتعاد عنه و لكن كف يده كان أسرع.. قبض على شعرها وهو يمسح شظايا الجبن على وجهه منثرا إياه على وجهها.! 

لم تقتصر على الجبن فقط، بل أمسك جميع أصناف الطعام وهو يلقيه فوق وجهها و شعرها غير مباليا بصياحهها و صدمتها .! 

حياه ببكاء طفولي مصطنع 

" يلعن أبو غبائك على أبو الي يهزر معاك.! كدة.؟ شعري زمانه باظ من المربى منك لله.! " 

لمح كريم قميصه التي ترتديه ولأول مرة ينتبه له، صاح شاهقا 

" ايه ده قميصي .!! اقلعي قبل ما يتبهدل اقلعي .! " 

صاحت حياه حانقة 

" بقى همك على القميص مش عليا.! طب اهو .. اهو " 

مسحت حياه وجهها و شعرها بالقميص، و كريم يحاول جذبه منها، أمسكت بالطعام وهى تثأر لشعرها، ساككبة شظايا المحتويات على كريم.! 

قفذت حياه على الأرض، قبل ان يسحبها كريم من قدميها ساقطة على الأرض و كريم فوقها .. 

حياه متآوهة -: أييييييي ضهري يا اخي حرام عليك .! قووم بقى انا بقيت صورة على الأرض.! 

كريم -: مش هقوم لأ انا مرتاح كدة.! 

حياه وهى تحاول التقاط نفس -: مش قادرة اخد نفس، هتخنقي يخربيت اهلك ! 

إبتعد كريم قليلا لتأخذ قسطا من النفس ، و عاد ثانية يتمدد فوقها 

حياه بصياح -: عمودي الفقري انهار ابوس إيدك وسع.! 

وقف كريم ثوان يحدق بها، قبل ان تعتلي نظرات الاشمئزاز محياه 

" وشك عبارة عن جبنة و مربي و لانشون و طحينة، شكلك ميستحملوش بشر .! 

حياه -: روح شوف شكلك الأول بعدين اتكلم.! الزومبي بقو احلى منك تصدق.؟! 

حملها كريم بين ذراعيه -: طب تعالى بقى.! 

حياه -: موديني على فين سيبني هنا.! 

كريم و إبتسامة خبيثة -: هوريكي الزومبي على الأصل.! 

دخل كريم المرحاض، انزلها وهو يغلق الباب بركلة من قدمه.. 

~~ 

جذبها من تلابيب قميصه التي ترتديه لأحضانه لتلف بدورها يداها حول عنقه .. 

مرت الساعات و كلاهما يجلسان في مسبح المرحاض الصغير، تاركين المياه تنهمر عليهما.. 

~~ 

وقف يحدقها بنظراته المرارية 

" و آخرتها.؟ هتفضلي حابسة نفسك معايا كتير.؟! " 

حياه وهى تتنهد 

" ليه بتقول كدة.! ما احنا كنا ماشيين كويس.؟! " 

كريم -: علشان دي الحقيقة، انتي عايزة تمشي و خايفة اجي وراكي و اهرب من حصارك صح.! 

حياه -: انا مش عايزة امشي .. و مش خايفة انك تهرب، انا بس عايزة يعدي وقت مناسب عشان نعمل تحاليل.! 

كريم -: تاني زفت.. انا تعبت منك اكتر ما تعبت من المخدرات .! 

حياه -: كريم انا مش عايزة حاجة غير سلامتك، الادمان مش زي ما انت فاكر بينقلك عالم تاني و خلاص .. الادمان بيدمر جسمك، بيقتل عضو عضو فيه لغاية ما يتسلل لعقلك.. كريم الإدمان اخره الموت.! 

لم يجيبها.. ظل صامتا يحدق في الأرض .. 

إقتربت منه وهى تحتوي كفيه 

" انا بقيت جنبك، لحظة بلحظة معاك .. وقت ما تعوز تهرب من الواقع انا هخليك تنسى اسمك.! 

وعلى فكرة انت مش ملاحظ انك مبقتش تفكر في المخدرات بقالك فترة.! " 

كريم -: و أخرتها.! 

حياه -: فترة قصيرة جدا لازم تتغذى فيها، و تتأكد انك مبقتش تفكر في رجوعك للمخدرات .. و نعمل تحليل بسيط عشان نتأكد ان مبقاش في نسبة مخدرات ولو بسيطة في جسمك.! 

اومأ كريم برأسه عدة مرات، لتهتف حياه بسرور 

" يعني موافق، هتساعدني انك تتغلب على كدة.؟؟! " 

كريم -: ما انا قولتلك، انتي احلى من المخدرات.!! 

~~ 

فتحت حياه الباب الحديدي دون اي وسيلة ولا مفتاح على الأقل .. مما جعل كريم ينصدم صدمة قوية .. 

" ايه ده ايه ده.؟! فتحتيه كدة عادي من غير مفتاح.؟!." 

حياه -: وهو فين المفتاح اصلا.؟ 

كريم -: انتي بتسأليني انا.؟ 

حياه -: مكنتش قفلاه بمفتاح، اديني جاوبتك.! 

وقف كريم يحدق أمامه بصدمة، و حياه تخطو حول الدرج 

هبط الدرج بسرعة جلية وهو يحاول اللحاق بها 

" استنى هنا، يعني ايه مكنتيش قفلاه بمفتاح..؟! " 

حياه بإيجاز -: يعني انا كنت قافلة الباب بتاع الأوضة بس و فتحته بعد كدة، الباب الحديد مكنش مقفول.. بس انت دماغك مراحتش اني ممكن اسيبه مفتوح او ممكن تكون يأست في الحصار.. عشان كدة محاولتش تفتحه .! 

" كان بينك و بين انك تطلع خطوة واحدة.. بس عشان يأست مطلعتش.!! " 

لم يجد طريقا يشق حروفه فيه، فضل الصمت إذا .. 

وقفا أمام باب غرفته، حدقت به بحذر، و حاولت التحدث بحنو في نفس الوقت 

" انا رايحة اعمل اكل، لازم تتغذى عشان تكسب مناعة كويس.! خش ريح شوية لو تحب.. " 

إقتربت منه وهى تتحسس وجنته 

" إنت وعدتني إنك مش هترجع للإدمان تاني، و انا نادر لما بثق في حد .. متندمنيش .!! " 

تركته و سارت بعد ان اومأ برأسه إيجابيا .. 

~~ 

دلف لغرفته وهو يتأملها بشرود، و بعد وقت من شروده إتسعت مقلتيه وهو يتحرك بسرعة شديدة، توجه لركن بالغرفة و دنى ليزيل مربع السيراميك.. 

احتوى مجموعة الأكياس الصغيرة بكفيه، و هرول للمرحاض فورا يسكب جميع الأكياس دون تردد، و يترك المياه تنهمر فوقهما.! 

~~ 

كانت قابعة خلف شاشتها الإلكترونية تتابعه و السرور يحتل أقسام وجهها .. 

قفزت فرحة عندما وجدته يفرغ محتويات الأكياس في المرحاض .. 

إبتسامة ظفر تربعت على عرش وجهها وهى تتذكر عندما فضلت تعبئة الأكياس مرة أخرى بدلا من ان تتخلص منها، حتى لا تثير شكوكه و تفزعه بأنها تراقبه .. 

و الآن كل شئ يسير بنجاح، جيد .!! 

~~ 

" أسبوع .!!! " 

هتفت حياه بصدمة وهى تحدق بنتيجة الأيام على هاتفها .. 

حياه -: مش معقول.! انا كنت فاكرة أننا قعدنا يومين تلاتة لكن أسبوع مرة واحدة.! 

" مصدومة ليه.؟ مانتي كنتي قافلة الشباك و نهارنا ليل.! " 

حياه -: بس الوقت عدا بسرعة جدا.! انت عارف .. أنت كدة بالظبط 3 أسابيع قضتهم من غير مخدرات، و آخر أسبوع شايفاك متأثرتش بالغياب.. يعني بالكتير أسبوعين كمان تتغذى فيهم كويس و تلعب رياضة، و نعمل التحاليل عشان نتأكد و يبقى بح الموضوع ده.!! 

تنهد براحة و إبتسامة، و أمسك بكوب العصير يرتشف بعضا منه، يتلذذ بنكهته لأول مرة .. يشعر برغبة في القضاء على جميع أنواع الطعام ليتخلص من الكابوس المزعج سريعا.!! 

~~ 

مرت الأيام،، 

وقف أمام مرآته يتأمل هيئته التي تغيرت بسيطا مؤخرا .. 

غادر الشحوب و الذبول وجهه و حل مكانهما الجاذبية الخاصة به .. 

كان قد نحف كثيرا أيضا و لكن استطاع تعويض النحافة قليلا و أصبح عريض المنكبين أكثر.. 

ذقنه أصبحت مرتبة بدلا من الفوضوية الشغبة .. 

إبتسم بعذوبة عندما شعر بيداها تطوقه من الخلف، تحتضنه مستنشقة عطره الثمين.! 

~~ 

سحبها لتقف أمامه.. حدق بمقلتيها العاشقتين 

" مش قادر اصدق .. كل حاجة عدت هوا، اتعالجت، عملت التحاليل.. " 

تنهد براحة وهو يحتوي وجهها 

" و اخيرا الكابوس انتهى.. " 

أبعدها قليلا وهو يتأمل نفسه في المرآه 

" حاسس اني واحد تاني.. 

حاسس اني بقيت شخص إيجابي على عكس قبل كدة .. 

شايف كل حاجة حلوة.! اول مرة أشوف جمال السما و لونها .! 

..الفيلا الي قاعد فيها اكتر من شهرين و اول مرة احس انها غالية عليا اوي كدة، و مش عايز اسيبها .. بقيت بحس بدفا اول ما رجلي تعتب الباب.! 

شكلي.. حتى شكلي..!! " 

قاطعته حياه مغازلة 

" ايه..؟ اول مرة تلاحظ انك وسيم اوي كدة.؟! أحب اعرفكك انك طول عمرك وسيم .! " 

كريم رافعا إحدى حاجباه 

" ده انتي واقعة من زمان على كدة.؟! " 

حياه ضاحكة -: تقدر تقول كدة.!! 

تلاقت الشفاه في قبلة عميقة.. قطعتها حياه وهى تحضر السترة الخاصة بحلة كريم الرسمية .. 

إقتربت وهى تلبسه إياها.. 

" بابا و اونكل أحمد راجعين من السفر النهاردة، عايزة انزل اشوفهم بعد إذنك.! " 

كريم بحزم -: لأ.. 

إبتسم ثانية وهو يضمها -: هبقى اديكي رنة تجهزي و نروح مع بعض.! 

~~ 

مر الأيام بسرعة أكثر فائقة .. 

,,اسبوعان .! 

جلست حياه على المقعد تتأمل ستائر الغرفة المتهادية بفعل الرياح.. 

تملأ صدرها برياح الشتاء المحملة بقطرات المياه العذرية.. 

رغم حالة الجو التي تنشر راحة البال و طمأنينة النفس، إلا ان سؤال يترك إجابة مجهولة يتربع على فؤادها.. 

" حتى الآن لم ينطقها .. " أحبك.! ".. تلك الكلمة رغم مرور شهران على الزواج.. و مرور العديد من الليالي العاطفية و المواقف الطريفة بينهما إلا انه لم يبث تلك الكلمة البسيطة .! 

لم يحاوطها و يجذبها لأعناقه هامسا جانب اذنها برقة " بحبك.! " 

المشكلة لا تكمن في الكلمة فقط، و لكن شيطانها يوسوس دائما 

" هل يحبني كما أحبه.؟! " 

نظرت للساعة المعلقة.. مازال الوقت مبكرا على عودة كريم.! 

زفرت بضيق .. 

و تبدلت الملامح لحماس عندما طرقت في بالها فكرة الذهاب لكريم الآن.!! 

~~ 

" بردو مصممة متتكلميش..! " 

تفوه بها ببرود وهو يحدق بسلسلة المفاتيح الخاصة به.. 

تنهد وهو يقترب بمقعده للمكتب الخاص به 

" طيب .. بما انك مش عايزة تعترفي شحنة المخدرات لمين،، يبقى انتي الي هتلبسي القضية يا عنايات .!! " 

" و المصحف الشريف ما اعرف حاجة عنها حاجة يا باشا.!! ان شالله اتشل قدامكك لو بكدب.! " 

هتفت بها السيدة الاربعينية " عنايات " بهلع وهى تدنو أمام مكتبه بذل .. 

تتصنع انها على وشك البكاء و تدعى الظلم .. 

قبض بالقلم الحديدي على سطح المكتب بقوة .. يرمقها بنظرات الاحتقار 

" انتي هتمثلي عليا.؟ فاكراني عيل بريالة يا روح امك.؟! ما احنا عارفين الي فيها.! أحمدي ربنا أننا لاقينالك حاجة تستري بيها نفسك بدل ما كان زمانك باملاية البيضا لغاية دلوقتي .. و لا إيه.؟! ثم انت كدة كدة لابسة قضية آداب قولي مين الي لفق شحنة المخدرات ولا عايزة آداب آداب مخدرات .؟! " 

ركضت المدعوة ب" عنايات " نحوه بلهفة متصنعة الغلبة 

" ابوس إيدك يا باشا ارحمني .. أحب على رجلك انا مليش دعوة بالمخدرات .!! " 

كانت تتحدث وهى تركع أمامه تحاول تقبيل قدمه.. 

دلفت في ذلك الوقت حياه التي كانت مشرقة المحياه بإبتسامة واسعة، و لكن تبدلت الملامح تماما عندما وجدت ذلك الوضع أمامها..!! 

تسمر كفها على مقبض الباب مصدومة.. 

فزع كريم و هب واقفا فور رؤيتها .. 

كريم متسعة مقلتاه -: حياه.!! انتي ايه الي جابك.! 

لم تجيبه حياه، فقط كورت قبضتيها بعنف ضاغطة على فك اسنانها السفلي بغضب، و داخلها تحترق 

وجهه بصره نحو " عنايات " التي لازالت على وضعها تنظر بلؤم لكليهما .. 

" قومي انجري من هنا.! " 

" صااااااابر " نده بعلو صوت ليدلف الشاويش الخاص بها بعد ثوان.. 

" خدها على الزنزانة.! " 

قبض الشاويش على ذراع عنايات يجرها للخارج 

" و هات معاك واحد قهوة .. ( ثم وجه بصره لحياه ) تشربي ايه.؟ " 

لم تجيب حياه ثانية، حركت قدماها بعصبية و عيناها يتدفق منها صوت الإنذارات .. 

كريم -: هات واحد قهوة و واحد لمون.! 

انصرف الشاويش و معه عنايات .. التي نظرت لها حياه بإحتقار بينما مصمصت عنايات شفتيها بإزدراء .. 

~~ 

جلسا " أحمد " و " صديق " يتناجيان في شتى الأمور .. 

سمعا صوت طرقات سريعة على الباب .. 

فتح صديق الباب ليقف و علامات الاستفهام على وجهه.. 

" اإحم.. هو ده بيت أستاذ أحمد الراجي .؟! " 

صديق -: أيوة، مين حضرتك.؟! 

" انا محسن .. معرفة أستاذ أحمد، هو هنا.؟! " 

صديق -: اه هنا، اتفضل .! 

دلف محسن للداخل حسب إشارة صديق .. 

تهللت اسارير أحمد عند رؤية محسن.. 

و بعد الضيافات و المجاملات المعتادة.. مسح محسن العرق المتصبب من وجهه بتوتر .. و جهز الكلمات المناسبة 

" أستاذ أحمد .. انا حاولت اوصل لحضرتك كتير و اتصلت بيك بس تليفونك كان خارج الخدمة .. لسا راجع من الشركة بلغوني العنوان .. " 

~~ 

أحمد -: انا غيرت رقم تليفوني من مدة و نسيت اكلمك اعذرني،، بس خير في حاجة.؟! 

استجمع محسن رباط جأشه، و تنهد مرة أخيرة قبل ان يكمل 

" في باريس .. من شهر تقريبا او اكتر حضرتك عارف طبعا ان أستاذ كريم و مراته كانه هناك .. و،، و كنت تقريبا انا بس الشخص الي يعرفوني هناك .. 

و و مرة استاذة حياه كلمتني بتستنجد بيا ان كريم تعبان و حالته خطيرة.. " 

أحمد -: كريم تعب.؟ محدش جاب سيرة عموما كمل .. 

محسن -: وديته المستشفى .. 

محسن وهو يمد يده بمجموعة أوراق 

" و دي كانت النتيجة.! " 

أمسك أحمد بالأوراق بإستفهام 

" فيها ايه يعني.؟! " 

محسن -: الدكتور قال قدامي و قدام أستاذة حياه بصيغة مباشرة تماما ان كريم .. مدمن، مدمن مخدرات.! 

في ذلك الوقت كان صديق يدلف للغرفة حاملا كوب عصير واجب الضيافة .. 

وقف صديق مكانه يحاول استيعاب ما سمعه للتو .. 

و هتف أحمد غير مصدق 

" انت بتقول ايه انت.؟! انت اطخيت في عقلك يا محسن ولا ايه.؟! " 

محسن -: انا مش بخرف، انا سمعته بوداني وهو بيقول انه مدمن مخدرات ...و الورق دليل كفاية.! 

أحمد بصياح -: لا ده اسمه جنان .! انا أبني مربيه كويس ميعملش كدة ابدا ثم ده ظابط مكافحة مخدرات فاهم يعني ايه ولا مش فاهم.! 

محسن -: انا الي عندي قولته .. و اظن الدليل في ايدك انا مش هتبلى عليك يا استاذ أحمد .. و على فكرة مراته كانت عارفة من الأول و ساكتة.. تقدر تسألها بنفسك.! 

رحل محسن تاركا حالة أحمد و صديق تتخبط 

صديق بصدمة -: الكلام ده صحيح يا احمد.؟! 

أحمد -: مش عارف.. مش عارف يا صديق الورق بيقول كدة بس ،، بس اكيد في حاجة غلط.! انا هتصل بيه، هو مش بيخبي انا عارفه كويس.! 

~~ 

تقدم كريم ببطئ نحو حياه المتصنمة مكانها.. 

كريم -: واقفة مكانك ليه.؟ خشي ده إنتي ضيفة حتى.! 

أغلق كريم الباب و مد كفه على كتف حياه، التي انتفضت كأنها لدغت من حرباءة .. 

حياه -: بتضايفني.؟ فعلا انت ضايفتني بذوق عالي اوي.! 

كريم -: ممكن تقعدي و تهدي كدة عشان افهم حاجة بدل الألغاز الي بتتكلمي بيها دي.؟! 

حياه صائحة -: نتفاهم.؟ نتفاهم في ايه بقى ما صباح الفل.؟! 

انا رايح الشغل، انا راجع من الشغل، انا هتأخر شوية في الشغل .. 

اتاري شغلك الصرمحة و الوساخة .!! 

اندفع كريم محذرا -: حياه لمي لسانك احسنلك و اعرفي انتي بتقولي ايه احسنلك.! 

حياه -: بقول الي شفته، بقول الحقيقة.! 

كريم-: حقيقة ايه بس.! اقعدي بس اهدى شوية عشان نعرف نتكلم مفيش حوار بالطريقة دي.! 

حياه -: حوار بالطريقة دي.؟ عايزني اتكلم ازاي لما عرفت ان شغل جوزي الممجد الشريف عبارة عن نسوان و حاجة آخر انحلال.! اومال لو كنت اتأخرت شوية كنت شفت ايه.؟ 

مش مكسوف من نفسك و انت بالحقارة دي.! 

حاول ان يتحدث أكثر من مرة و في كل مرة تقاطعه حياه بحديثها .. 

صرخ بوجهها -: اخرسي بقى.! غبية و هتفضلي طول عمرك غبية .. 

ثم انتي محنوقة اوي كدة ليه انتي مالك اصلا.؟! علشان كام ليلة قضناها سوا هتفتكري انك تقدري تتحكمي فيا و تدخلي في حياتي.؟! 

لا فوقي لو فاكرة انك حاجة يبقى فوقي انا مفيش *** تمشي كلامها عليا سامعة.! 

طعنت كلماته فؤادها بسكين بارد .. 

شعرت بمدى سخونة فائق ينبعث من بدنها .. 

همست بصدمة -: كام ليلة.؟! انا مراتك. !! 

كريم بجمود وهو يحدق بوجهها -: مراتي بس ، يعني الي بيجمعني بيكي سرير وبس.! 

~~ 

اوباااااااااا  

كريم خبط في الحلل وبهدل المطبخ خالص  

ياتري ايه هيكون رد فعل حياة ؟؟!!! 

#يتبــع.....






 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-