رواية فى بيتنا غريب الفصل الثالث عشر 13 بقلم رقية وائل

 


 رواية فى بيتنا غريب الفصل الثالث عشر بقلم رقية وائل

مسك منصور إيد ريحانه و مد إيده مسك إيد صالح وضمهم على بعض وقال : اوعدونى .. اوعدونى أنكم هتتجوزوا !
ريحانه اتصدمت من كلام أبوها 
منصور بص لريحانه : متستغربيش ء أنا عارف أنك بتحبى صالح يا ريحانه من وانتى صغيرة .. 
و صالح بيعزك و متأكد أنه هيشيلك فى عيونه 
وافقى ، خلينى اسيبك وأنا مطمن أن فيه راجل فى ظهرك ساندك ..
الكلام اتلعبك على شفايفها ، كإنك جبت كل مشاعرها و ضربتها فى الخلاط ، و قلبها بيتمز'ق بين طمأنه أبوها و بين هواه هو ! 
بين حبها للى شافت على إيده الدنيا ، و بين دنيتها الجديدة إلى سراج عيشها فيها .. !
قبل ما افكارها تترتب ، و تعرف ترد ، كان صالح مسك إيدها جامد وقال : نوعدك يا عمى ، بس تقوملنا أنت بالسلامة !  
ريحانه جسمها اتنفض من ضغطته على إيدها و كلامه
منصور بصلها و قال : ريحينى يا بنتى .. ريحى قلب ابوكى ، قولي أنك موافقة 
بلعت ريقها و بصت لصالح لقته مستغرب منها يكاد يكون متضايق ..
بصت على ابوها ولمحت نظرات الخوف و القلق ..
غمضت عيونها و فيه دمعه نزلت منها ، وقالت بصوت حاولت تخليه طبيعى على قد ما تقدر : موافقة.. موافقة يا بابا .
إبتسم منصور و بص لريحانه و قال بتعب و تقطيع كأنه بيطلع آخر نفس : كده .. أنا أقدر .. اسيبك و أنا مطمن .. خـ خلى بالك من فاتن ، حبو بعض و كونو سند لبعض .. 
ثم توقف عن الكلام 
إيده وقعت .. و الجهاز صفر و اترسم الخط المستقيم الخالى من التعرجات ، إلى دايما بيبقى إشارة على انتهاء الرحله .. انتهاء الألم ، و توديع الاحبه إلى الامل بلقاء قريب فى مكان افضل ..
ريحانه بصت بصدمة .. 
السكوت عم المكان ، قربت منه و هى بتمسك وشة بإيدين بتترعش : ب بابا .. بابا ! بابا رد عليا .. باباا ..
(فى الخارج )
سراج كان واقف مع الدكتور 
و كان بيتكلم معاه بجدية وهو بيقول : طب منقدرش ننقله مستشفى تانية احسن ، أو نسفره برة ؟ 
الدكتور : للأسف لا .. دقايقة بقت معدودة ، مكنش فى إيدينا حاجة نعلمها يا سراج بيه دا عمره
سراج جز على سنانه بأسف ، و هز راسه وهو بيقول : ونعم بالله .. ربنا يستر . 
استأذن الدكتور و مشى .. أما سراج فسند على الحيطة و طلع سيجارة من جيبه
فاتن : ممنوع التدخين هنا .. 
سراج : مش هولعها .. باخد دماغى على قده ، علشان القلق إلى عندى يخف !
فاتن ملحقتش تستغرب من كلامه ..
علشان سمعت صريخ جاى من عند ريحانه 
الممرضات و الدكاترة جريو على جوه 
وصالح بصعوبة شديدة عرف يبعد ريحانه عن ابوها 
جم الدكاترة و عملوله فحص اخير علشان يشوفوه تبع عالم الأحياء ولا الامو'ات ، علشان فالاخر يهزوا راسهم بأسف و يغطو وشه و هما بيقولوا : البقاء لله !
ريحانه بقت تعيط بشدة وهى بتقول : ليه .. ليه سبتنا ليه يا بابا .. ليه دلوقتى ، أنا .. أنا محتاجاك ، أنا مكنتش عايزاك تقابل ماما بالسرعة دى ، كنت بدعى كل يوم تعيش معانا العمر كله ، ليه .. يا ربىى صبرنى على فراقه .. إنا لله وانا إليه راجعون .. 
كانت بتعيط بحرقة و هى بتشوفه للمره الاخيره .. فاتن 
جت وقفت جنبها وبقت تعيط و هى بتدعى لابوها و ليهم ..
سراج فضل واقف بره .. 
قلبه بيو'جعه على ريحانه ، لكن مكنش فى إيده حاجة تخفف ألمـ'مها ، مفيش وجع يتقارن بو'جع الفراق .. 
مفيش عذر يقدر يخفف . 
بصعوبة خرجت ريحانه من عند ابوها و أول ما شافت سراج ، وقفت قصاده وقالت بدموع .. : بس ء أنت قولتلى أنه هيكون كويس .. 
أنت ليه كدبت عليا .. ليه عشمتنى بحاجة مش هتحصل .. لي.. 
قاطعها سراج وهو بيحضنها ، و بيمسح على شعرها كأنها طفله صغيرة ، بيقول بخفوت : آسف .. كان نفسى يبقى كويس ، كان نفسى متتألـ'ميش بس أمر الله نافذ ، ربنا يرحمه .. ربنا يرحمه . 
فضلت ريحانه تبكى فى حضنه لحد ما انهكها العياط و معدتش قادرة تتنفس 
و صالح كل ده منزلتش عيونه من عليها 
عايز يشهدها منه بس عارف أن الوضع ميسمحش 
صورتها وهى فى حضن غيره ، مفارقتش خياله 
كان حاسس بغضب شديد مش قادر يبرره ! 
( بعد كام يوم ) 
خلصت اجراءات الدفن و تم العزاء ..
و سراج كان قاعد معاهم .. 
مهانش عليه يسيب ريحانه لوحدها ، هو مش بيآمن عليها إلا مع نفسه 




كانت قاعدة تحت شجره فى الحديقة و بتبص للاشىء 
جه سراج و قعد جنبها .. : قاعدة لوحدك ليه ؟
ريحانه مكنتش بتعرف تفتح قلبها غير ليه ، قالتله بالى فخاطرها بتلقائيه : أنا غلطانه.. مكنش ينفع أسيب البيت و أمشى ، ياريتنى كنت سمعت كلام بابا .. على الأقل كان زمانى قعدت معاه كام يوم زيادة .. 
تعرف حتى لما كنت عندك ، و اتصلت على فاتن
كان صوتها مختلف ، و قلقان ..كان لسه فى بداية التعب ، لكن أنا مهنش عليا أسألها فيه إيه ، أنا غبية .. أنا بنت وحشه و إنسانه إنانيه مش بتحب إلا نفسها و بس !
بصلها سراج و استناها تخلص كلامها كله و بعدين قال : بس أنا شايف عكس كده ، شايف ان ابوكى كان محظوظ ببنت زيك ، حنينه و طيبة ، متأكد أنه لو كان عايزك تعرفى كان زمانه اتصل عليكى بنفسه و قالك ..
لكنه كان عايزك مبسوطة مش اكتر ، و ما زال 
لو كان هنا كان زمانه مسح دموعك بإيديه " مسح دموعها إلى نزلت بصوابعة و أردف " زى كده 
بصلته بابتسامه حزينه ، و عيونها بيشكروه .. 
مكنتش عارفة كانت هتواجه ازاى كل ده بطولها .. لو مكانش ظهر فى حياتها !؟ 
فى نفس الوقت كان بيراقبهم صالح من شباك غرفته ، و الغيرة و الكره بيكبروا فى قلبه ناحية سراج يوم عن يوم ! 
( بعد يوم ) 
كان سراج فى الحمام بيرجع بتعب 
خرج بعد مدة و هو مش متوازن .. 
شتت تركيزه صوت رساله جاتله على الموبايل 
قعد على كرسى بإرهاق و طلع يفتح الرساله 
 كان لسه بيقرأ المكتوب فيها و ملامحه بتتقلب للحزن و الضيق .. 
لما ريحانه نتشت منه الموبايل بنكش وهى بتقول : ليه القلبه دى...... 
اترسمت على وشها الصدمة وهى بتقرأها 
كانت من بنت إسمها كلارا بتقول " هتيجى امتى ؟ .. أنا مستنياك و مأجله كل حاجة علشانك ، لازم اشوفك فى اسرع وقت .. حتى أنك وحشتنى أوى "

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-