رواية أباطرة الغرام الفصل الثالث عشر 13بقلم اية محمد رفعت


    رواية أباطرة الغرام الفصل الثالث عشر بقلم اية محمد رفعت

في مكتب عصام..
صب تركيزه على هذا الحاسوب وهو يرتدي نظارته الطبية ما أن يداهمه صداع الرأس المزعج، ولج خالد إلى الداخل، فرفع عصام عينيه له وسأله وهو يحرك أصابعه بحرفية على الحاسوب الخاص به:
_ ها وصلت معها لإيه؟!
سكت ملامحه الذهول، يحرك فكه ناطقًا بسؤالٍ:
_أنت عرفت منين إني وصلتلها؟  المدة اللي حددتهالي لسه مخلصتش!
ابتسم  بمكرٍ، ثم هتف بثقةٍ:
_ أمال أنا اخترتك ليه عشان عارف إنك ساعة بالكتير وهتوصلها، ها فين الملفات؟!
تنحنح خالد بتوترٍ، يجيبه بخفوتٍ:
_ أحم لسه معها. 
استرسل عصام أسئلته متابعًا عمله: 
_ ليه مش أنا قولتلك أدلها اللي هي عايزاه!
وضع يده على مؤخرة رأسه يجيبه بتوترٍ يزداد: 
_ما هي طلبت بس... 
نظر له عصام بتعجب، يردف بدهشة:
_ بس إيه ياخالد أدلها اللي هي عايزاه!
عوج خالد فمه بسخطٍ، يجيبه ببسمة باهته: 
_ بس هي طلبت حاجة مستحيلة.
نفذ صبر  عصام، يردد بحنقٍ:
_ في إيه يا خالد..  قولتلك أدلها أي مبلغ تطلبه!!
_بس هي مش عايزة فلوس. 
_ أمال عايزة إيه؟! 
قالها عصام بدهشةٍ،  في حين استرسل خالد  حديثه بصوتٍ متوتر:
_ عايزة.. 
ثم همس مستطردًا:
_البوص.   
نظر عصام  نحو خالد بعدم فهم،  وردد بحيرةٍ:
_ مش فاهم تقصد إيه؟! 
رمقه خالد بنظرة جابته جسده بطريقةٍ نجحت بايصال مضمونها إليه، ففهم ما يقصده ليضرب على سطح المكتب بعنفٍ يهدر بانفعالٍ:
_يا بنت الـ****.  
ثم استطرد بوعيدٍ تشتعل عينيه بشرارٍ حاد:
_  الو***خة! بني آدمة قذرة إزاي تطلب كدا!
برر خالد موقفه أمام عصام، يردد : 
_صدقني هي اللي طلبت كدا حاولت اتسير معها على أي مبلغ بس مصممة على كدا.
نظر له قليلًا،  ثم تمتم بغموضٍ:
_ اوك وأنا موافق... بلغها بموفقتي النهاردة بالليل.
_ نعم؟!
قالها خالد بصدمةٍ،  في حين أكد  عصام حديثه متمتمًا: 
_زي ماسمعت.
حدق به خالد قليلًا، ثم أردف بتوجسٍ: 
_ناوي على إيه يا ابن عمي!
ابتسم بشرٍ يجيبه بغموض:
_ ولا حاجة هعرفها مين هو عصام الدالي.
_ مش مطمنلك ربنا يستر.
ضحك على أثر ما قاله خالد، ثم ردد بصوتٍ جاد خالي من المزحٍ: 
_سيبك أنت كنت جاي ليه؟!
اجابه بهدوءٍ، وهو يتطلع نحو الساعة: 
_عشان اقولك إني ماشي.
قطب عصام جبينه بدهشةٍ، متمتمًا:
_ بدري كدا ليه؟!
حرك رأسه بايجابية، يجيبه ببسمة تعلو ثغره:
_ في شوية حاجات نقصين ياسمين هروح معاها.
تذكر عصام ندى التي بقيت أكثر من المعاد المحدد لينتفض من مكانه وكأنه رأى شبحًا، ركض نحو غرفة التي بها معشوقته، وما أن فتح الباب حتى وجدها تغفو على الأريكة، ضحك بخفوتٍ حينما رأها تحتضن الكتاب والحلوى مثل الأطفال، ليتقدم منها في محاولةٍ سحب الكتاب بهدوءٍ، وهو يردف يحنو:
_ ندى حبيبتي قومي عشان نخرج.
اصدرت ندى صوتٍ منزعج:
_ اممممم.
اردف بتعجبٍ:
_   أممم إيه قومي يالا.
دفعت يدها في الهواء تتمتم دون وعي:
_ بس يا ياسمين بقى الله أمشي عايزة أنام. 
_  ياسمين مين أنا عصام!
قالها محاولًا كتم ضحكته، استيقظت  وهي تفرك حدقتيها:
_ عصام أنت اتأخرت كده ليه كل ده نص ساعة! 
شعر بأسفٍ نحوها، يردف بكلماتٍ معتذرة:
_ آسف حبيبتي أنا نسيتك خالص من كتر الشغل
اتسعت عين ندى من صراحته القوية أمامها، فهمست باستنكار:
_ نسيتني وبتقولها في وشي كدا!! 
عض على شفتيه يردد بتبرير:
_ ندى أنا هنا مش بركز إلا في الشغل.. بس أنا دلوقتي متفرغ ليكي يالا نخرج.
عقدت يدها إلى صدره، تردف باقتضاب:
_ لاء.
_ لاء  تبقي لسه زعلانة! 
حركت ندى راسها بطفوليةٍ متمتمة:
_ ايوة. 
ابتسم عصام، يهتف: 
_وأنا هصلحك.
صفقت ندى بيدها،  تردد بسعادة:
_اشطا 
اشمئز من الكلمة، فردد بحنقٍ:
_ ندى حبيبتي  متقعديش مع الزفت أسر. 
عبست ملامحها بضيقٍ ثم قالت بحزنٍ:
_ ماشي يعني مش عايز تصلحني! 
_ أكيد يا قلبي.
قالها عصام  بهدوءٍ،  في حين استرسلت ندى بثقةٍ:
_ يبقى تنفذ طلباتي. 
تعالت ضحكاته بشدة،  في حين قطبت ندى جبينها بدهشة،  تتساءل بحيرةٍ:
_ ايه بتضحك ليه؟!
نظر لها بثقةٍ، ثم اجابه بغرورٍ:
_ عصام الدالي بس هو  اللي بيطلب وبيأمر جاية أنتِ بتأمريني آسف بس هحاول اتعود. 
نهضت من مكانها تشعر بغيظٍ من طريقته،  وتمتمت بحنقٍ:
_ كدا طب أنا مش هكلمك تاني.
_ خلاص طلباتك ؟!
قالها محاولًا  التراجع كي لا تتركه،  في حين وضعت سبابتها أسفل ذقنها ثم قالت ببسمة متسعة عندما وقع اختيارها على شيءٍ تريده:
_ تعلمني إزاي ادفع عن نفسي.
باغتها عصام بسؤالٍ مندهش: 
_ليه؟!
اجابته ندى بصوتٍ مغتاظ:
_ عشان أحمي نفسي من أمثالك.  
قهقه عاليًا جراء كلماتها،  ثم علق بصوتٍ ماكر:
_  امثالي!! اوك موافق بس ايه المقابل؟!
رفعت حاجبيها بدهشة،  تردد باستنكار:
_ يعني أنت اللي مزعلني وكمان عايز مقابل!!
حرك كتفه بالا مبالاة، يردد ببرودٍ : 
_خلاص خالي خالد يعلمك. 
حركت رأسها نافية، تردد بتصميم:
_ لا أنا عايزة  البوص اللي يعلمني. 
جلس على الأريكة باريحية، يكمل تناول الحلوى، مرددًا بخبثٍ:
_ بس البوص مش بيعمل حاجة من غير مقابل.
غمغمت ندى بغيظٍ:
_ قول عايز كام وخلصني!
قال عصام بضحك:
_ 10ج عشان اركب تاكسي أروح. 
رمقته ندى بنظرةٍ مغتاظة، ثم قالت بضيقٍ:
_ أنت بتتريق؟!
_ وأنتِ اللي بتهزري كام إيه يابنتي أنتِ ناسية أنا مين!
قالها باستنكار من حديثها،  لتردف ندى بنفذ صبر:
_ طب قول أنت عايز إيه وأنا موافقة عليه. 
همس اليها فدفعته بغضب: 
_ ايـــــــــه  يا قليل الأدب.
رد عليها بخبث: 
_ ماهو ياخد بالغصب يا تديني برضاكي وتسيبني اعلمك يمكن تعرفي تدفعي عن نفسك من امثالي.
_  لا مش موافقة
_ كدا أما أنتِ مش قد كلامك بتوافقي  ليه.
_ أنا قد كلامي ونص. 
_ مش واضح!   
_ خلاص أنا موافقة. 
عصام اقترب منها بشدة وهي ترجع للخلف 
عصام وهو يهمس في أذنها:
_ أول قاعدة متوافقيش على حاجة إلا لما تعرفي هي إيه. 
ندى بتوتر:
_ إحنا مش هنمشي كفاية كدا اتأخرنا!
رفع احد حاجبيه بسخرية، وأشار لها: 
_ اوك يالا. 
**************
_ أنت يا زفت أنت قولت لأبو لهب؟!
صرخ بها آسر من المنبي أخر دور، في حين أجابه أيمن بصوتٍ مماثل كي يسمعه:
_ آه يا أسر بيه.
تعجب آسر من تأخره، وحك رأسه بدهشة، يردد باستفهام:
_ أمال اتأخر ليه  هيجلي ضربة شمس. 
استرسل أيمن حديثه بتعجبٍ:
_  مش كدا كدا حضرتك هتنتحر يعني مش فارقة.
أجابه أسر بغيظٍ:
_ يا غبي الصحافة لما تيجي تصورني تلقيني محروق.
وصل أحمد الدالي و شقيقه أخيرًا،  تقدم من المبني الموجود به  ليجده يحتسي بعض القهوة ويتناول طعام جاهز، ارتفع صوت محمد متمتمًا:
_ أسر أنزل يابني من عندك! 
تفاجأ آسر من صوت عمه، ثم نظر للأسفل يردف بسعادة:
_  عمي اتأخرت ليه؟!
اغتاظ أحمد من طريقته، ليردف بحنقٍ:
_ هو معاد عمل أنزل يا زفت.
_ بشروطي أنزل. 
قالها آسر بغرورٍ،  رفع أحمد حاجبه باستنكارٍ متمتمًا بحنقٍ يزداد:
_ بشروطك طب خليك عندك.
امسك محمد شقيقه، يردف بخوفٍ:
_ إيه الكلام ده يا أحمد الواد مجنون ويعملها.
ابتسم أحمد بغيظٍ، يجيبه:
_ ياريت.
_  شكلك عايزني أعمل اتصال.
قالها آسر بحيرة،  في حين تعجب محمد من حديثه، ليردف بدهشة:
_ اتصال إيه؟! 
اجابه بمكرٍ :
_ بالصحافة يجوا يصورني وأنا برمي نفسي واقولهم إنك السبب في انتحاري.
اشتعلت عين أحمد بغيظٍ، ثم قال بغضبٍ:
_  أنت بتهددني يا زفت ماشي.. أخلص شروط معاليك ايه!!
بدأ أسر يملي شروطه متمتمًا:
_ ايوة كدا اتعدل...
أولًا: شغل هنا لاء.. نو.. نو اوك.
همس أحمد بعصبيةٍ:
_ نونووا عليك ساعة يا بعيد.
أجابه محمد بموافقةٍ: 
_ماشي يا أسر مفيش شغل هنا.
اكمل أسر الباقي من شروطه:
_ ثانيًا العربية اللي أنا طلبتها تيجي.
_ لاء.
قالها أحمد باقتضاب،  في حين رمقه محمد بضيقٍ يردف بهدوءٍ:
_ حاضر يا أسر أنا هجبهالك.
استرسل آسر حديث الابله:
_ ثالثًا أبو لهب ده يتأسفلي عشان أهدر كرمتي لما مد أيده عليا.
جحظت عين  أحمد بصدمة، ثم هدر بانفعالٍ:
_  أنا اتأسفلك أنت يا حيوان 
أنا أحمد الدالي اتأسف مستحيل دا يحصل.
رفع أسر حاجبه، ثم تمتم ببرودٍ:
_ كده طيب أنت حر!
أمسك  أسر بهاتفه ليجري اتصاله،  في حين توتر محمد منه ليردف بتوجسٍ: 
_بيتعمل إيه يابني!!
أجابه  ببرودٍ:
_ بتصل بالصحافة والإعلام عشان يجوا يصوروا اللحظة التاريخية دي يا سلام انتحار أسر الدالي بسبب بخل أبيه.. حاجة تشرف وبعد معرفته بأن أبيه مدمن وتاجر مخدرات وأنه هيت..
نظر له بتوعدٍ يردد بصوتٍ كظم غضبه به:
_ ماشي يا أسر أنا آسف استريحت؟! 
حرك رأسه بايجابية، يكمل ببلاهة:
_ جدًا  الشرط الأخير. 
مسح أحمد على وجهه بضيقٍ، يتمتم بحنقٍ:
_ هو لسه في أخير. 
أشار  له آسر، يردف بصوتٍ عالي:
_ اركن على جنب يا أبو لهب الشرط ده لعمي. 
تعجب محمد من حديثه، ثم أردف بدهشة:
_ شرط ايه يا أسر؟! 
أجابه  بصوتٍ مترجي:
_ تخالي خالد ينيمني جانبه أصلي بخاف أنام لوحدي يا ميدو يا عسل أنت. 
علق محمد ساخرًا :
_ دا على أساس أنه بينام لوحده حاضر هقوله أنزل بقى يا بني الله يرضا عنك فضحتنا.
*************
_ هنية يا هنية. 
أتت تلك السيدة المسنة والتي تراعي شؤون عائلة الدالي،  تردد بهدوءٍ:
_ ايوة يا أسر بيه.
احتقن وجه أسر بغضبٍ، يردد بصوتٍ متضايق:
_ مش قولتلك بلاش بيه وتقولي سي أسر زي ما بشوف في التلفزيون. 
اومأت هنية في طاعة، تردد بصوتٍ متعجب من طلبه:
_ حاضر ياسي أسر.
ابتسم أسر في رضا عن حديثها، ثم قال بغرورٍ:
_ شطورة  أنا مبسوط منك عشان بتسمعي الكلام عشان كدا باقي اليوم أجازه والخدم كمان بلغيهم كلامي أصل مبسوط أووي أبو لهب اعتذرلي أخيرًا.
تعجب ممزوج بسعادة اتعلى وجه هنية، تردف بترددٍ:
_ بس يا أسر بيه الطباخين لسه بيحضروا الغدا.
_ أنا قولت إيه نفذي كلامي فورا.
قالها بحزمٍ،  في حين انطلقت هنية تجيبه بسعادة: 
حاضر يافندم.
حرك أسر رأسه في نفي، يردف بضيقٍ:
_ كده هزعل اعتذري فورًا.
حركت رأسها سريعًا تصحح جملتها:
_ آسفة ياسي أسر. 
امسك بسترته يهندمها،  متمتمًا بغرور:
_ بعشق الإعتذار شيء جميل، هنية قوليلي سها فين؟!
_ في المطار ياسي أسر بتستقبل ابن عمها.
قالتها هنية ببساطة،  في حيم اتسعت عين أسر بغضبٍ يردد بحدة: 
_ نهارها مش فايت أن شاء الله.. واضح كده يا أسورة  أن مش أبو لهب بس اللي عايز يتأدب في ناس كتير في القصر ده عايزين آدب أسوره لتعليم الأخلاق 
أما أشوف الشملوله اللي في المطار دي وبعدين أطلع لخلودة حبيبي.
***********
_ فهمت يا معتز هتعمل ايه؟!
قالتها سها بتأكيد على ابن عمها،  في حين نظر لها معتز بحسرةٍ، يردد بخوفٍ:
_حرام عليكي ياسها افرضي أسر خطيبك ده موتني!!
ضحكت بسخطٍ،  تردد بصوتٍ متهكم:
_ أسر قلبك أبيض دا لا بيهش ولا بينش.
وصل آسر إلى  المطار يفتح ذراعيه كالأبله يردد بصوتٍ عالي:
_سهـــــــــا.
بقى عدد من الناس يتطلعون نحو آسر باستياء من فعلته العشوائية،  يرددون بضيقٍ  "stupid"
وضع أسر يده على صدره وكأنهم يمدحونه، يجيبه ببسمة بلهاء:
_ ميرسي عارف أن جمالي مش عادي بس ملوش لازمة الإطراء ده لأني واثق في نفسي.
انطلق آسر يبحث عن سها بكل مكان حتى وجدها تجلس مع شاب يتناولان الفطور،  احتدت عين أسر ثم تقدم منها حتى لاحظته سها لتردف بصدمةٍ:
_ أسر إيه جابه هنا؟!
انتفض معتز من مكانه، يردد بخوفٍ:
__ياما فين؟!
نظرت له سها بحدة، تردد بغيظٍ: 
_أثبت يا ياض في ايه!
نظر له معتز بتوترٍ يتمتم بخوفٍ:
_ بيقرب علينا.
ابتسمت بمكرٍ ثم تمتمت بصوتٍ عالي خبيث:
_ معتز أنت وحشتني أووي يا حبيبي I miss you بجد
استمع آسر  لجملتها ليردف بحنقٍ دون أن تسمعه:
_And I will kill you.      
اشارت سها نحو آسر، تردف  بصوتٍ يتدلل أمامه:
_ أسر تعال أعرفك بميزو.
ابتسم لها ببرودٍ ثم قال بسخطٍ:
_  خروف ده ولا إيه؟!
رمقته بنظرةٍ مغتاظة ثم قالت بشيءٍ من البرود:
_ لا ابن عمي.
منحه بسمة باردة،  يمد يديه كي يسلم مرددًا بدون رضا:
_ والله ازيك!
حرك معتز رأسه يردف ببلاهة: 
_هاي. 
شهق أسر فجأة، يردد بصدمة مزيفة:
_ بت دا كلب مش خروف.
احتقن وجه سها بغضبٍ، تجيبه بضيقٍ: 
_كلب إيه بيقولك أهلا يعني.
منحه بسمة لا تزال باردة،  ثم نظر لسها بشرارٍ يتطاير من عينيه متمتمًا:
_ والله أهلا ياخويا... أمشي قدامي.
حركت رأسها  في نفي،  تردد ببراءة: 
_لا طبعا لازم الأول أوصل ميزو.
انكمشت ملامحه باشمئزاز،  يردف باستنكار:
_ توصلي مين ياختي؟!! 
علقت سها ببراءتها الماكرة :
_ميزو يا أسر.
احتدت نبرات صوته،  يزمجر بعنفٍ:
_ طب غوري قدامي بقى بدل ما اجيبك من شعرك الحلو ده قدام سي ميزو بتاعك.
توترت سها من طريقته، لتردف حاملة حقيبتها:
_ اوك همشي باي ميزو هشوفك قريب.
أشار  لها بيده مبتسمًا: 
_مع السلامة ياسوسو.
علق أسر بغيرةٍ ظاهرة:
_ مش هتسلم عليا يا جعيزو.
صحح له معتز اسمه، متمتمًا بهدوءٍ: 
_ميزو يا أستاذ أسر. 
زفر أسر بغيظٍ، يجيبه ببرودٍ: 
_ميزو جعيزو اهي كلها أنواع خرفان.
مد معتز يده كي يصافح آسر ولكن ضغط أسر على كفه بقوةٍ جعلت معتز يتأوه من الألم:
_ آآه 
ترك يده يمنحه ابتسامة غل، يردد ببرود لا يفارق صوته:
_ مع السلامة ياحبيبي أشوفك قريب. 
ابتسم معتز بتوترٍ، يدلك يديه المتألمة، يجيبه بألمٍ: 
_إن شاء الله مش هيحصل.
****************
طرق خالد على الباب الخاص بمعشوقته،  التي كانت تجلس على الفراش تمسك باحدى الروايات تقوم بقرأتها،  ليرتفع صوتهاقائلة:
_ تعالي يا ندى. 
ثم استطردت حديثها بحماسٍ:
_ أما أنا يا ندى لقيت حتة رواية تحـــفه رومانسية جدًا.
_ آه طب اديني اسمها عشان اتبعها.
انتفضت ياسمين من مكانها ما أن استمعت لصوت خالد، ثم قالت بدهشة:
_ خالد أنت دخلت هنا إزاي؟!
اجابها خالد ببراءة مصطنعة:
_ من الباب وأنت اللي قولتلي أدخل. 
رمقته بنظرةٍ ذات معنى فهمها،  ثم استطرد حديثها بتعجبٍ:
_ طب أنت عايز إيه؟! 
نظر لها بدهشة ثم قال بسخطٍ:
_ أنت فقدتي الذاكرة ولا إيه ياحبيبتي؟! مش قولت هاجي معاكي.
خبط على جبينها،  قائلة  بتذكر: 
_آه تصدق أنا الرواية خدتني ونسيت أن خطوبتي بكرة. 
قطب خالد جبينه من تعلق ياسمين بهذه الرواية، ليتسأل بفضولٍ:
_ رواية إيه بقى؟!
_ أخرج يا خالد عشان أغير.
قالتها ياسمين ببرودٍ،  فأردف خالد ببراءة مصطنعة :
_ ما تغيري حد ماسكك.
حدجته ياسمين بنظرة حادة قائلة:
_ أطلع برة يا خالد.
_ والله هبص بأدب. 
_ بــــــــرة.
_ كده طب مش خارج.
_ أنت بتهزر.. ثم براحتك خليك مش هخرج 
_والله طب تعالي بقى. 
ركضت بالغرفة تحذره بانفاسها اللاهثة: 
_ أعقل يا خالد أصل أصوت وألم عليك الدنيا. 
اجابها بمكرٍ: 
_صوتي مفيش حد هنا.
تراجعت للخلف وهي تترجاه: 
_ خالد عشان خاطري أطلع برة.
رد عليها بغمزة: 
_اعتذري على طولة لسانك والاعتذار الحاف مش بقبل بيه أنا! 
رفضت طلبه الجريء قطعًا، فاردف بمشاكسة: 
_كده طب والله يا ياسمين أن مجيتي نفذتي اللي قولت عليه لأجيلك أنا وأنتِ عارفة لو أنا جيت بدل ما بكرة خطوبة بيقى جواز.
صممت على قرارها، وهي تشدد عليه بحرج: 
_ عديها بقى يا خالد!
لا يريد رؤية ارتباكها هذا، فقال بصوته الرخيم: 
_ ماشي يا ياسمين همشيها بمزاجي هنزل استناكي تحت متتأخريش.
****************
كان خالد بطريقه للاسفل، فتوقف حينما استمع لصوت سها تصرخ بشدة، فوجد آسر يجذبها من خصلات شعرها وهو يردد بانفعالٍ:
_ خشي يا حبيبتي.
خشيت ما سيفعله بها أن  دلفت،  وخاصة حينما جذبها من خصلات شعرها وهي أمام  الباب فماذا سيفعل أن دخلت برفقته، حركت رأسها بنفيٍ متمتمة: 
_لا مش داخلة الهوا حلو برة. 
تقدم نحوها آسر، يردد بشرٍ:
_ بجد طب أطلعلك أنا بقى هخلي الحرس يتفرجوا عليك وأنت بتضربي مني شكلك هبيقي تحفه.
أسرعت سها نحو الداخل تحاول الهروب منه،فقيد حركتها حينما جذبها من شعرها مجددًا، ليصيح  بحدة:
_ بقى يا بت يوم ما تبقي مزة وحلوة كدا أول ما تشوفي نفسك تشوفيها مع ميزو!
حاولت الافلات منه، تصرخ بشدة: 
_ أبعد عني.. أبعد عني.
أمسك آسر بأذنه يردد بألمٍ:
_ ودني خرمتيلي الطبلة.. هطبل بأيه بس لقيت الحل تعالي. 
نزع أسر حزامه، يردد وهو يلف الحزم على يده:
_ أنا هربيكي.
تراجعت سها برعبٍ، تتمتم برعب:
_ أنت هتعمل أيه..أسر اعقل. 
رفع الحزام يستعد لضربها متمتمًا بغيظٍ:
_ خدي عشان تعرفي تقعدي مع ميزو براحتك. 
صرخت سها بألمٍ، تردف بهذه الكلمات لعله يتركها 
_آآه أنا آسفة مش هتحصل تاني. 
لم تجد من استجابة، فركضت بعيدًا عنه ولكن جذبها اليه وهو يصيح:
_ وأنا أقول البت سابت شعرها وبقيت مزة اتريكي سايباه عشان تمشي علي حل شعرك.
صرخت سها بألمٍ مجددًا، ثم لاحظت خالد لتتعلق به كطوق النجاة متمتمة:
_  الحقني يا خالد 
صدمة كست ملامحه وهو يرى ابن عمه بهذا الشكل،  ليردف بصدمةٍ يتقدم بخطواته نحوهما:
_أنت بتعمل إيه يالا سبها.
لأول مرة يزمجر آسر بغضبٍ ممزوجة بغيرةٍ، يجيبه بصوتٍ حاد:
_ لا يمكن البت بتستغفلني لبسه دبلتي في إيدها وميزو في رجليها  لازم اربيها.
_ سبها.
سحبها خالد بهدوءٍ يتمتم بهذه الكلمة،  في حين حاول آسر الامساك بها متمتمًا:
_ لا تعالي هنا.
ركضت سها بعيدًا عنه قبل ان تلقفه يداه،  ولكنها اصطدمت بأحمد أثناء ركضها ليهتف أحمد بألمٍ: 
_ مش تفتحي يا بنتي.
أختبأت سها بأحضان خالها، تردد ببكاءٍ:
_ الحقني يا خالو أسر هيموتني.
زفر أحمد بحنقٍ، يردف بضيقٍ:
_ كدا كتير أنا معتش ورايا إلا هو.
أفلت آسر نفسه من خالد يركض نحو سها متمتمًا بحدة:
_ أنتِ روحتي فين يا بت ايه ده أبو حميد أنت رجعت أمته!!
نظر أحمد إلى خالد الذي أتى يحاول امساك آسر، يردد من بين أسنانه:
_  خالد دخله جوه أنا  اللي فيا مكفيني ومش ناقص.
ربت محمد على كتف شقيقه، يهتف بهدوءٍ:
_ أهدى يا أحمد  يا هنية هنية. 
_ مش هترد عليك.
قالها أسر ببرود،  في حين سأله أحمد بتهكمٍ:
_ ليه إن شاء الله؟!
أجابه  آسر بمرحه المعهود:
_ اصل بعد عنك صوت المرأة عورة.
تدخل خالد سريعًا يعلق بتعحبٍ:
_ أنا جيت من الشركة مالقتش حد هنا يا بابا.
رد آسر بغرورٍ:
_ مش هتلقي حد أنا أديت الخدم كله أجازة النهاردة.
جحظت عين خالد بدهشة، يردد بصدمةٍ تعتري وجهه:
_ نعم ليه إن شاء الله؟!
_ لأني مبسوط.
كلماتان تفوه بهما كادتا أن  تصيبا الجميع بعلةٍ،  نظر له خالد بغيظٍ، يتسأل بتهكم:
_  بجد يعني إي حد مبسوط يدي الخدم أجازة.
أمسك أحمد رأسه بتعبٍ يردد باجهاد ظاهر:
_ آآه حد يموت الواد ده يا ناس حرام.
أشار محمد لآسر بأن يختفي من أمام والده، ثم أمسك أحمد يحاول مساعدته على الجلوس بأقرب مقعد، يهمس بتحذير:
_ أمشي يا آسر من هنا.
وضع آسر يده على خصره، يردف بضيقٍ
_ أمشي ليه أنا قاعد.
هبطت ياسمين من الأعلى تردد بسعادةٍ:
_ خالد أنا جاهزة.
ابتسم خالد ولم ينظر خلفه، يردف بحبٍ:
_ اوك يا حبيبتي يالا.
نهض آسر يردف بسعادةٍ:
_ معاكوا.
أشاح خالد بيديه، يردف بغيظٍ: 
_بس يا بابا بس يا حبيبي.
نظر له آسر ببرودٍ، يردف ببسمةٍ باردة:
_ أنا مش بستأذنك دا أنا بعرفك.
زمجره خالد بحدةٍ من تدخله الزائد بحياته:
_ ولاه هتقعد يعني هتقعد يالا يا ياسمين.
اسرع آسر بالحديث قائلًا بمكرٍ:
_ ماهو أنا هعصبك وأنت هتضايق وهتضربني وأنا هفضل ارزل عليك وفي الآخر هاجي فخدني أحسن ما تتعب روحك.
نظر خالد بحسرةٍ ثم قال رافعًا سبابته بالهواء:
_  حسبي الله ونعم الوكيل فيك. 
علق أحمد بتعبٍ مما يفعله ابنه:
_ خالد الله يكرمك يابني عند أي تريلة و أحدفه.
حرك خالد رأسه بايجابية، يؤكد بحديثه: 
_أوعدك هبذل قصارى جهدي عشان اتخلص من الحيوان ده.
************
توجه عصام إلى أفخم محل لبيع الألماظ،  ولكن أثناء سيرهم لاحظت ندى نظرات الفتيات عليه وهمساتهم المستفزة،  فاحتقن وجهها بغيظٍ منهن،  قاطعه صوتٌ البائع  يردد بسعادة:
_ معقوله عصام بيه الدالي مرة واحدة المكان نور يافندم اتفضل. 
ابتسم عصام بمجاملةٍ، يجيبه: 
_المكان منور بيك ياجو. 
ردد يوسف بعملية: 
_شرف لينا زيارتك...  اقدر اساعدك في حاجة يا عصام بيه.
أجابه عصام بهدوءٍ:
_ ايوة عايز افخم طقم ألماظ عندك.
_حاضر يافندم.
قالها يتوجه نحو المكان المخصص لهم،  في حين ارتفع صوت ندى تتمتم بصوتٍ مختنق:
_  عصام.
_ نعم يا حبيبتي. 
_  أنت بتحبني؟!
دُهش عصام من سؤالها، ليردف بتعجب:
_ ده وقته يا ندى؟! 
قاطع حديثهما تقديم يوسف لعلبة من القطيف تحمل بداخلها مجموعة غاية بالجمال، تتميز برقةٍ:
_  اتفضل يا باشا
نظرت ندى نحو هذه المجموعة وانجذبت إلى احداها تردد بسعادةٍ:
_ الله عصام أنا هاخد ده لياسمين هيبقي تحفه عليها. 
تعجب عصام من تفكيرها، يردد بدهشةٍ: 
_بس إحنا جين عشانك أنتِ يا ندى!
حركت رأسها بنفيٍ، يعلو ثغرها ابتسامة صغيرة هامسة بحبٍ:
_ أنا مش عايزة حاجة... دا تحفة أنا شايفة فيه ياسمين.
ابتسم عصام لبراءتها،  وشعر بأنها  جنى من هذه الدنيا فتاة بقلبٍ من الذهب الخالص، نظر نحو يوسف مبتسمًا ثم قال:
_  خلاص جهزه يا جو.
حرك يوسف رأسه في ايجابية، يردد بعمليةٍ
_ حاضر يافندم أنا عندي طقم من ألماظ صافي تحفه فنية يا باشا
_ ومستني إيه وريني
قالها عصام بحبٍ، في حين احضر يوسف هذا الطقم يفتح علبته،  مدت ندى تلامسه بحبٍ في حين أشار  عصام ليوسف بأن  يحضره له،  حتى يصبح بداية لحبهما.
*********
_ واد يا خالد هاتلي آيس كريم. 
قالها آسر وهو يتأمل المكان حوله بغرورٍ،  في حين نفخ خالد بحنقٍ، يتمتم بضيق: 
_شغال عند  أهلك أنا.
وضعت ياسمين يده على فمها تحاول كتم ضحكته، في حين منحها خالد نظرة حادة مرددًا:
_ اخرسي مبسوطة أنتِ أووي 
تدخل  آسر بينهما، يردف ببرودٍ:
_ الله ومتبسطتش ليه مش اخوها حبيب قلبها طالع معها يتفسح.
وضع خالد يده أسفل ذقنه يردد من بين أسنانه: 
_الصبر يارب.
علق أسر بسخطٍ:
_ أنت جاي تتوب هنا قوم اطلبلنا أكله حلوة كدا وآيس كريم بالفانيليا.
أشاح خالد بيده، ثم عقدها إلى صدره، يردف باقتضاب:
_  أطلب لنفسك.
_ كدا يا أبو نسب اخص عليك.
قالها أسر ببلاهة،  في حين كرر خالد جملته كي لا يهجم على أسر يكيله بالضرب: 
_الصبر يارب.
تدخلت سها تردد بتهكم:
_ عندك حق يا خالد اللي يشوف البني آدم ده محتاج فعلًا الصبر.
نظر لها بغيظٍ ثم قال بطريقةٍ مماثلة لطريقتها: 
_والله اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش وأنت بتصوتي شبه العرسة ألحقني يا خالد. 
ضحكت ياسمين بشدة،  في حين ارتفع رنين هاتف خالد، فاجب متمتمًا
_الو إيه يا عصام؟! 
_ لا لسه مروحتش.
_ آه في كافي** 
_اوك  مستنيك.
محادثة بسيطة حديثت بينه وبين عصام في حين تسأل آسر بتعجبٍ:
_ عصام جاي؟!
_آه. 
اجابه خالد باقتضتب،  ليردف آسر ببلاهة:
_ طيب أطلب الأكل بسرعة 
اصل ميت من الجوع بعد أما هنية مشيت... ودخلت المطبخ مش عارف حتى ألف لنفسي شندوتش. 
أشمئزت ياسمين من الكلمة، ثم نطقت تصححه له:
_ اسمه سندوتش مش شندوتش.
أشاح بيده يردد:
_ مش مهم المهم أنا جعان. 
*************
 وصل عصام إلى الكافية، ليجد الجميع يجلس إلى جزار خالد العابس، ضحك عصام متمتمًا: 
_دا مش خالد هنا لوحده 
بقى
أجابه خالد بتهكم:
_ أنا بعرف أخرج لوحدي طول ما  أخوك لزقلي. 
كتم ضحكته، يردف بمواساة: 
_معلش.
نظرت ندى نحو عصام متمتمة برقةٍ:
_ عصام.
_عيون عصام.
قالها بصوتٍ هامس،  لتردف ندى بطفوليةٍ:
_ عايزة آيس كريم.
حرك عصام رأسه بايجابيةٍ، يردف بحبٍ:
_ بس كدا... أسر قوم هات وتعالى. 
رفع آسر حاجبه باستنكار، يردد بحنقٍ:
_ الخدامة الفلبينية بتاعت أبوك أنا. 
رمقه عصام بنظرةٍ حادة ثم قال بنبرةٍ مخيفة:
_ بتقول حاجة يا أسر.
نهض آسر بتوترٍ، يردف ببسمة متوترة:
_ لا ياحبيبي بقولك من عنيا الجوز وقلبي اللوز. 
شعر خالد بانبهار نحو عصام، ليردف بدهشة:
_ هموت وأعرف بيخاف منك كدا ليه وأنا مهما أعمل مش بيأثر.
هندم عصام في حلته، يردف بغرورٍ:
_ امكانيات يابني سيبك عملت اللي قولتلك عليه.
حرك رأسه في ايجابية،  متمتمًا بكلماتٍ لا يفهمها سوى عصام: 
_آه عرفتها إنك رايح بالليل دا كانت هتموت من السعادة بينها واقعة أووي يا بوص.
غمز خالد بنهاية الحديث،  ليردف عصام بغيظ:
_ احترم نفسك يالا في اي؟! 
اخرجت ندى علبة القطيف، تردد بسعادة:
_ سو شوفي جبتلك إيه وأنتِ يا سها.
نظرت ياسمين بسعادة، تتأمل هذا الطقم المبهر، تردد بحبٍ لها:
_ دايمًا يا ندى مش نسيانا بتفكري فينا قبل نفسك.
اشتعلت عين سها باعجاب، ترد بامتنان نحو ندى: 
_واووو ده تحفة شكرًا يا حبيبتي. 
تنهدت ندى براحة، تردف بمرحٍ:
_ الحمد لله سها أعجبت  بحاجة غير الأكل. 
ضحك الجميع على حديث ندى المرح، ولكن كان ذلك أسفل عينان تنتظر وقت مناسب لتنفيذ الخطة!
*************
سار آسر يحمل المثلجات للجميع،  ولكنه قبل أن  يصل للطاولة خاصتهم اصطدم بأحدهم لتسقط المثلجات على قميص آسر، هدر آسر بانفعالٍ قوي:
_أنت أعمى.
_سوري مقصدش. 
كلمات صغير لم يركز بها آسر بعدما علم بهواية الواقف أمامه،  يتتطلع بصدمةٍ كست ملامح وجهه، دون أن يردف بكلمة واحدة!! 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1