رواية أباطرة الغرام الفصل الرابع عشر 14بقلم اية محمد رفعت


    رواية أباطرة الغرام الفصل الرابع عشر بقلم اية محمد رفعت

غمغم أسر بحنقٍ وهو  يتطلع نحو قميصة الذي تلوث بالمثلجات:
_  آسفة إيه وزفت إيه التي-شرت باظ... 
توقف عن الحديث ولُجم لسانه ما أن رأى الواقفة أمامه، ليردف بصدمةٍ:
_  رودينا!
ابتسمت رودينا برقةٍ، ورددت بصوتٍ هادئ:
_  إزيك يا أسر عامل إيه؟! 
رمقها بنظرةٍ لم تفهمها، ثم أجابه بصوتٍ مقتضب:
_ أنا الحمد لله تمام، أخبارك إيه؟! 
اجابته رودينا ببسمة ظهر بها بعض المكر: 
_أنا كويسة جدًا أنا كنت مسافرة مع جوزي بس هو راجع مصر 
رجع في طيارة قبلي وأنا كان المفروض بعده بشهرين عشان الحمل وكدا بس مقدرتش اقعد من غيره ثانية واحدة نزلت بعده بساعتين. 
حرك رأسه بسخطٍ على طريقتها التي لم تتغير، وهتف بتهكم:
_ والله حمد لله على السلامة.
أجابته رودينا بدلالٍ:
_  الله يسلمك.
علق أسر بسؤالٍ ساخر:
_ على كده بقى جوزك ده غني جدًا؟!
شعرت رودينا بتوترٍ من سؤاله، ولكنها اجابته محاولة اظهار الثبات:
_ آه جدًا يا أسر. 
سخر آسر من اجابتها، ليكمل بازدراء:
_ أكيد يعني هو أنتِ هتتجوزي أي حد لازم تتجوزي فلوسه الأول. 
اتسعت عين رودنيا من كلمات آسر الجريئة، لتردف بضيقٍ:
_ أنت بتقول إيه؟ 
شعر آسر بانجرافه خلف مشاعره، ليردف في ايجاز:
_ ولا حاجه أنا سعيد إني شوفتك. 
علقت رودينا بسخطٍ:
_ بجد مش باين يعني؟!
*********
_ هو الزفت ده اتأخر ليه؟!
قالها عصام بحنقٍ،  في حين حرك خالد رأسه بيأسٍ منها، ثم وجه حديثه نحو سها مرددًا:
_ أنا عارف روحي يا سها شوفيه لو لقتيه عامل أي كارثة ولا كأنك تعرفيه.
نهضت سها تردد بقلقٍ: 
_ربنا يستر.
تمتمت رودينا بكلماتٍ خبيثة:
_ لسه زي ما أنت يا أسر وسيم ومتغيرتش. 
أضاف أسر بسخريةٍ:
_ وغني بردو.
فهمت ما يرمي له،  لتردف بكلماتٍ كاذبة محاولة تبرير موقفها:
_ أسر أنا...  
تقدمت سها نحو آسر تتطلع نحو رودينا بتعجب،  ثم قالت موجهة الحديث لآسر:
_ خالد بعتني أشوفك اتأخرت ليه! 
ابتسم آسر لها بحنو، يردد ببسمة صادقة:
_ تعالي ياحبيبتي. 
ملأت الدهشة وجهها ولكنها تقدمت منه لتقف جواره،  فلأول مرة يصبح حنون لتلك الدرجة معها وينعتها بـ حبيبتي، توقفت فجأة تتأكد من رغبته بالاقتراب، لتردف بدهشةٍ:
_ أنا!!
حرك رأسه في ايجابية، يردد بحبٍ:
_ آه تعالي.
تقدمت نحوه حتى أصبحت جواره ليردف آسر بفخرٍ وهو يشير إليها:
_  أحب أعرفك سها خطيبتي. 
شعرت رودينا بضيقٍ شديد، ثم قالت اقتضاب:
_  بجد مبروك.
 ثم أضافت بحقد بين كلماتها:
_ مبروك مش كنت تعزمنا دا إحنا كنا أصدقاء
اجابه آسر ببرودٍ:
_ اسف نسيت بس وعد مني هعزمك على الفرح يالا يا حبيبتي عشان متأخرش. 
أخذ سها خلفه التي لا تعلم سر رقة آسر معها،  وما أن  وصل حنى على هتاف خالد المتسائل:
_ فين الحاجة اللي أنت رايح تجبها!
اجابه آسر ببرود:
_ واقعوا.
اعتلى وجه عصام الضيق، يؤدف بغيظٍ:
_ نعم ياخويا إزاي مش فاهم عيل صغير أنت. 
نفخ آسر بحنقٍ، يتمتم بكلماتٍ منفعلة:
_ يوه بقولك إيه قوم هات لخطيبتك اللي هي عايزاه أنا مش خدامك.
كاد عصام أن  يزجره بقوةٍ،  ولكن قاطعهم صوت معتز متمتمًا ببسمة صغيرة:
_  سها إزيك. 
تهللت اساريرها، وصافحته ببسمة متسعة:
_ معتز أنت بتعمل إيه هنا؟! 
اجابها بهدوءٍ، يبادلها الابتسامة: 
_بتغدا أنا ومراتي.
حركت سها رأسها بايجابية، ثم قالت بتعجبٍ بعدما تذكرت حديثه عنها:
_ إيه ده أنت مش قولت هي هتيجي كمان شهرين عشان الحمل!
حرك معتز كتفه بعدم معرفته بمخطط زوجته، ليردف بتبرير:
_ أعمل إيه  أنا جيت هي ساعتين ولقيتها جاية ورايا.
_ معتز أنت روحت فين؟!
أرتفع صوت رودينا بتلك الكلمات،  في حين صاعقة هبطت على كلًا من خالد وياسمين ما أن  ظهرت هويتها،  نظر عصام لأخيه وفهم سبب اختناقه ولكن كانت المفاجأة هي زواجها من معتز،فاجابها بنبرته المحبة:
_  تعالي أعرفك سها بنت عمي 
ودي ياسها رودينا مراتي. 
مدت رودينا يدها نحو سها التي اردفت بحماس انقطع فجأة:
_ هاي أنا سها...
لاحظت سها نظراته المتجهة اليها، فبدأت تستوعب ما يحدث، هل كان يعاملها بحنانٍ زائف ألا تهمه لتلك الدرجة،  قاطع شرودها كلمات معتز القلقة:
_سها أنتِ كويسة؟!
فاقت سها من شرودها، تتمتم بصوتٍ واهن:
_ آسفة أهلا. 
أشار  معتز على باقي اسرتها متمتمًا ببسمةٍ  هادئة: 
_مش تعرفينا.
حركت رأسها بايجابية، تجيبه بصوتٍ متماسك:
_ آه طبعًا.. دا خالد الدالي ابن خالي ودي ندي اخته 
وده  عصام الدالي ودي ياسمين اخته.
صافحه معتز بترحابٍ شديد،وقال بفرحة: 
_أخيرًا قابلتك يافندم أنا سعيد جدًا إني قبلت حضرتك ياعصام باشا أنا بسمع عنك كتير وعن الإمبراطورية الكبيرة اللي حضرتك وعيلتك كبرتها في وقت قياسي ونفسي إني اتعامل مع حضرتك.
ابتسم   عصام بهدوءٍ ثم قال بمجاملةٍ:
_ متشكر أوي اكيد طبعا شرف لينا في المكتب في الوقت اللي تحبه.
حرك معتز رأسه في ايجابية، يجيبه بعدم تصديق:
_ دا شرف كبير من حضرتك.
شعرت رودينا بغيظٍ شديد ولكن كان يتغلف بسعادة من كونها سترى آسر مجددًا، تبتسم بمكرٍ عندما يسير بخيالها أنها يمكن أن تأثر عليه مجددًا.
تألم كلًا من عصام وخالد على ما يشعر به آسر،  فكلاهما ذاقا عذاب الفراق ، قالت رودينا لياسمين ببسمةٍ مخادعة:
_ إزيك يا ياسمين عامله إيه؟!
اجابتها ياسمين باقتضاب:
_ كويسة!
تعجبت ندى من طريقة رودينا لتتسأل بدهشة:
_ إيه ده أنتم تعرفوا بعض؟!
اجابتها رودينا سريعًا، قبل أن تتفوه ياسمين بالحديث:
_ أكيد أنا وياسمين كنا أصدقاء. 
رفعت ندى حاجبيها بدهشة ثم قالت وهي تتطلع نحو ياسمين:
_ بجد مقولتليش يعني يا ياسمين!
تدخلت رودينا مجددًا، تجيب ندى ببسمةٍ مزيفة:
_ بس أنا أول مرة أشوفك يعني أنا عارفهم كلهم عشان كنت صديقة سو أنتِ مش شوفتك خالص!
_ لأني كنت بدرس في امريكا. 
اجابتها ندى ببساطة،  في حين حركت رودينا رأسها بفهمٍ تردد:
_ ايوة عشان كده على العموم أنا اتشرفت بمعرفتك.
ثم نظرت نحو ياسمين قائلة بسؤالٍ ساذج:
_ إيه يا ياسمين مفيش جديد عن حياتك؟
_ مش فاهمة؟! 
قالتها ياسمين باقتضاب لا يزال بها،  في حين أكملت رودينا بمكرٍ:
_ يعني جواز كده يعني؟!
تعجبت ندى من صمت ياسمين وعدم اجابتها لها، لتجيب هي بهدوءٍ:
_ آه بكرة خطوبة ياسمين.
رسمت السعادة ببراعةٍ على وجهها تتمتم:
_ والله مبروك حبيبتي ومين العريس؟!
 اشارت ندى نحو شقيقها، تردف ببسمةٍ فخورة:
_ خالد أخويا. 
نظرت رودينا نحو خالد بمكرٍ متمتمة:
_ مبروك يا خالد.
اجابها خالد ببرود:
_ شكرًا.
اغتاظت رودينا من طريقته، لتنظر نحو ندى قائلة باستفهام: 
_وأنتِ يا ندى مخطوبة  أنتِ كمان!
حركت ندى رأسها بايجابية، تردد بسعادةٍ:
_  بكرة خطوبتي أنا وعصام ممكن تشرفينا على فكره أنتِ والأستاذ معتز. 
ابتسمت رودينا خبث، واردفت وهي تتمسك يد معتز:
_  أكيد حبيبتي صح يا ميزو.
اجابها معتز بهدوءٍ: 
_طبعًا دا شرف لينا يا آنسة ندى أننا نحضر خطوبة  عصام الدالي وخالد الدالي. 
نظر خالد له يبادله الابتسامة الهادئة، مرددًا: 
_الشرف لينا إحنا. 
نهض معتز من مقعده يردد ناظرًا نحو زوجته:
_ طب مش يالا يا رودينا عشان ترتاحي من السفر.
نهضت هي الأخرى تجيبه بدلالٍ:
_ يالا حبيبي  باي.  
لم يجيبها أحد سوى ندى التي تعجبت منهم جميعًا:
_ باي.
غادر الأثنان، لتنظر إليهم ندى بدهشةٍ متمتمة بحيرةٍ: 
_في إيه يا جماعة مالكم؟! 
_ ليه عزمتيها!
قالها آسر بغضبٍ ممزوج بانفعالٍ شديد، اجابته ندى بدهشة لغضبه:
_ عادي يعني الكلام خد بعضه ومعرفتش أعمل إيه! 
علق ساخرًا بحدة:
_  والله ما تقومي تعزمي كل الكافيه بالمرة. 
انزعجت ندى من طريقته الحادة، وقالت بتعجبٍ:
_ في إيه يا أسر أنت بتكلمني كدا ليه! 
زمجر آسر بانفعالٍ:
_  أنا أتكلم بالطريقة اللي تعجبني!
نظر عصام نحو آسر يحذره بهدوءٍ:
_ أسر  خلاص ندي متعرفش حاجة.  
نهض آسر من مكانه يغادر المكان، في حين ارتفع صوت سها المتحشرج من الدموع:
_ هي دي ياعصام صح؟!
اكتفي بـ إيماءة صغيرة، ف حين هتفت ندى بعدم فهم:
_ أنا مش فاهمة حاجة ممكن حد يفهمني!
اجابها خالد بضيقٍ:
_ البت دي كانت حبيبة أسر السابقة يا ندى. 
اتسعت عين ندى بصدمةٍ، ثم قالت:
_ إيه!
تعالى صوت سها الباكي:
_ أنا استغربت هو بيعاملني كويس كدا ليه فهمت دلوقتي عن أذنكم أنا محتاجة أكون لوحدي شوية. 
حاول خالد ايقاف سها ولكن امسكه عصام يردد:
_سبها ياخالد روحي يا سها بس متتأخريش على القصر. 
غادرت سها المكان بألمٍ، لا تفكر الا بشيءٍ واحد لماذا لم ينجذب اليها ولو لمرة واحدة.. وكأنه لم يراها يومًا حتى بعد كل ما فعلته لتغير من شكلها وبالنهاية هو لا يراها من الاساس. 
************ 
_ أنا آسفة يا عصام والله ما أعرف أن هي.. 
قالتها ندى بها في ندمٍ،  فمنحها عصام ابتسامة صغيرة، وهمس بحنوٍ:
_  عارف يا حبيبتي متعتذريش.
علق خالد بأسى على ما يشعر به ابن عمه الآن:
_ أسر لسه مجروح  يا عصام. 
أدمعت عين ياسمين بحزنٍ، تتمتم بصوتٍ مختنق:
_ أنا كنت مصدقة أنه اتخطي الأزمة دي.
تنهد عصام بخنقٍ، ثم قال بصوتٍ هادئ: 
_حصل خير  يالا نرجع  .
*********
اقتحم محمد المكتب بطريقةٍ غريبة، افزعت أحمد منها ليتنفض بجلسته يتطلع نحو محمد الذي أردف:
_ ألحق يا أحمد ابنك أسر عامل كارثة كبيرة . 
قطب أحمد جبينه بدهشةٍ، ثم سأل بتعجبٍ:
_ عمل إيه تاني؟! 
أجابه محمد بهمسٍ وكأن هناك جريمة:
_ داخل القصر هادي جدًا جدًا 
وشافني ولا كأنه شايفني.
_ أسر وهادي يبقى مش مصيبة دي جريمة! 
قالها أحمد في استنكار،  ولكن قاطع حديثه مع محمد دلوف أفراد عائلة الدالي بعدما اختتمت رحلتهم بهذا الموقف المؤلم،  نهض أحمد سريعًا يخرج من المكتب بعدما لاحظ دلوفهم فقد ترك محمد الباب مفتوح مما ساعده على رؤيتهم، وتقدم نحو عصام يردف بقلقٍ:
_ عصام كويس إنك جيت!
قطب عصام جبينه، يردد بدهشةٍ:
_ خير يا بابا.
تدخل محمد بالحديث، يجيبه بصدمةٍ:
_ أسر أخوك بينه قتل حد وشوية والبوليس زمانه جاي.
اتسعت عين خالد، يعلق على والده باستنكار:
_ إيه اللي أنت بتقوله ده يا بابا! 
أكد محمد ظنه بـ آسر يشير نحو غرفته، مرددًا:
_ أسمع مني يا ابني أطلع شوف هبب إيه عشان نلحق نتصرف.
تنهد عصام باختناقٍ، ثم قال بسخطٍ: 
_مفيش داعي يا عمي أسر شاف رودينا.
جحظت عين أحمد بصدمةٍ، ليردف بأنفاسٍ مختنقة:
_ ايـه إزاي؟! 
حرك عصام رأسه بايجابية، يكمل حديثه بضيقٍ:
_ طلعت مرات معتز ابن عم سها.
_ آه صحيح هي سها فين؟!
قالها محمد بتعجبٍ من اختفاؤها،  في حين اجابته ياسمين بحزنٍ:
_ هي قالت مخنوقة ومحتاجة تكون لوحدها شوية. 
تألم أحمد لما يمر به فلذ كبده، ليردف بحزنٍ:
_ يا حبيبي يا ابني مكنتش أعرف أن حاجة زي دي ممكن تأثر فيه كنت على طول بشوفه بيضحك ومش في دماغه الدنيا معقول حتة بت تعمل فيه كدا!!
أجابه خالد ببسمة ذاقت المرار:
_ الحب يا عمي بيعمل أكتر من كده اسأل مجرب ومتسألش طبيب.
تدخل عصام بسخطٍ:
_ إيه الأڤورة دي تعالى نطلع نشوفه
*************
طرقت ندى على الباب، تردف بصوتٍ عالي:
_أفتح يا أسر.
طرق خالد هو الأخر،  يردف بمرحٍ:
_ أفتح يا أسوره يا حبيبي. 
حاول عصام أن يمازحه، فتمتم بمرحٍ:
_ أفتح بدل ما اكسر الباب وأبوك يعلقني.
دقائق فُتح الباب ثم دلف يجلس بمكانه مجددًا،  في حين دلف الجميع يرون ملامحه المختنقة،  تمتم  خالد بمزاحٍ:
_ إيه يا عم دور الخائنة اللي عيشه ده.
امسكت ياسمين باحدى وجنتي آسر، تردف بنبرة مداعبة:
_ في حد بالحلاوة دي يا ناس يخراشي.
تدخل عصام سريعًا يردف بحزمٍ: 
_بس يا ياسمين هو أسر عيل دا أسر زين الرجال. 
لم يستجب لهم آسر، بل ظل ساكنًا لا ردة فعل له، ضيق خالد عينيه قليلًا ثم قال بمكرٍ:
_ أسوره مش هتيجي تنام في حضني دا أنا دخلت على النت وجبت حتة قصة واعدت أحفظ فيها عشان احكهالك.
تهلل سرير آسر سريعًا، ينظر له بسعادةٍ مرددًا ببلاهة: 
_بجد يا خالد. 
لوى خالد فمه بحنقٍ مزيف، ردد متمتمًا 
_بجد يا أخويا أما اشوف اخرتها إيه! 
تقدمت ندى كطفلة مذنبة، تنظر له بحزنٍ مرددة بصوتٍ طفولي:
_ آسفة يا أسوره والله ما كنت أعرف أن أم أربعه وأربعين دي كانت حبيبتك.
ضحك عصام ما تنعت به ندى رودينا، ليردف من بين ضحكته:
_ أم إيه! 
اشاحت بيده ندى نحوه تخبره بدلال :
_ بس بقى يا عصام الله مش شايفني بصالح أسوره حبيبي.
ضحك آسر على حديثها، ليفتح ذراعيه متمتمًا: 
_والله أنتِ عسل هاتي حضن بقى. 
تدخلت ياسمين قبل أن يحتضن ندى مرددة بحنقٍ:
_ على فكرة أنا أختك. 
ابتسم لها آسر يشعر بالسعادة لوجودهم، ليردف ببلاهةٍ: 
_ما أنا هحضنك أنتِ كمان تعالي. 
كاد أن يقترب ولكن اوقفه عصام يردد بحدة يعتريه غيرةٍ:
_ أبعد إيدك يا حيوان وأنتِ  أسوره حبيبي وداخلة بالاحضان!! 
حدج خالد ياسمين بنظرة مغتاظ، واضاف بحنقٍ:
_ ما تحترمي نفسك شوية. 
مطت ياسمين شفتيها بضيقٍ، تردد باستياءٍ:
_ هو أنا عملت حاجه دا أخويا وبقوله احضني الله.
_ احضنيني أنا أهوه تعالي.
قالها خالد ثم فتح ذراعيه،  ليضربه عصام على كتفه مرددًا بغيظٍ:
_  أحترم نفسك مش شايفني واقف قدامك.
علق آسر بسخطٍ: 
_شكلك بقى وحش أووي يا بوص.
أمسك عصام آسر من تلابيب ملابسه، ينظر له بأعينٍ حادة يردف بهدوءٍ أرعبه:
_بتقول حاجة يا أسر! 
شعر آسر بتوترٍ، ثم قال ببسمة مرتبكة:
_  حبيبي أنا أقدر ربنا على الظالم. 
دلف كلًا من أحمد ومحمد الغرفة، ليهتف أحمد ببسمةٍ راضية عن ملامحهم:
_ ها يا ولاد كله تمام.
حرك خالد رأسه يجيبه بحسرةٍ: 
_الحمدلله أتدبست في قصة احكيها للحيوان ده قبل النوم. 
كتم محمد ضحكته، يعلق من بين ضحكته:
_ يالا يا خالد عشان تبقى تتعلم تحكي لاولادك
رفع يديه بالسماء، ثم قال وهو يوجه نظره نحو ياسمين مرددًا:
_ يا كريم يارب.
ارتفع صوت آسر يوجه طلبه نحو والده:
_  بابا أنا عايز سرير في أوضة خالد الجديدة عشان ياسمين حرام تنام على الأرض
دُهش محمد من كلمات آسر الغريب، ليتسأل بتعجبٍ:
_ وهي هتنام على الارض ليه؟!
_أمال أنا اللي أنام على الأرض. 
قالها آسر باستنكار،  نظر له عصام بتعجب، يردد بدهشةٍ:
_ أنت هتنام معهم كما..
لم يكمل عصام  حديثه لينقض خالد عليه، فامسك بياقة قميصه يصيح بغضبٍ:
_ أسمع يا حيوان أنت أنا مستحمل قرفك ده بالعافية وأقول بكره هيتجوز ويغور بعيد عني عارف يا زفت أنت إن لمحت طايفك ده بالصدفة قدام  باب الأوضة بس هولع فيك سامع!! 
تمتم آسر ببلاهة على حديث خالد الحانق:
_  إيه ده يا جدع أنا مكنتش متصور إن حالتك صعبة كده.
دفع خالد آسر بعيدًا عنه ينفث بغضبٍ،  في حين ردد محمد بجوعٍ:
_ خالد يابني أطلب لنا أكل من برة عشان الأستاذ أسر عطى اجازة للخدم. 
مط آسر شفتيه بعبوسٍ، يجيبه:
_ الله كنت مبسوط يا عمي بلاش أبسط الناس معايا.
علق أحمد ساخرًا:
_   ماشي يا حبيبي أتصرف بقى أنا مش باكل الأكل اللي بيجي من برة. 
ابتسم عصام بمكر وتقدم نحو خالد يربت على ظهره مرددًا:
_ ولا يهمك يا بابا الشيف خالد هيقف يعملك أحلى بيتزا.
رفع خالد حاجبه باستنكارٍ، يردد بحنقٍ:
_ وأنت متعملش ليه؟!
_مش بعرف.
اجابه ببساطة شديد،  في حين تدخلت ياسمين تتسأل بدهشة:
_ إيه ده هو خالد بيعرف يعمل بيتزا!
اكد عصام حديثه، يردف بتلذذ متذكرًا طعمها:
_  أحلى واحد تاكلي من إيده بيتزا... يالا ياخالد وأحنا كلنا هنساعدك.
زفر خالد بيأسٍ، ثم تحرك نحو المطبخ يردد:
_ أما نشوف ياخويا.
**************
_ بصوا كده عشان نبقا متفقين خالد هيعمل المكونات الرئيسة وياسمين تفرد العجين وندي هتقطع المكونات وأسر هيقطع البصل. 
قالها عصام بجدية،  يوزع المهام عليهم،  في حين تلون وجه آسر بضيقٍ، يردف بغيظٍ:
_ اشمعنا أسر اللي يقطع البصل وأنت مش تقطعه ليه؟!
أشار عصام على نفسه بغرورٍ، يجيبه بدهاء:
_ ينفع البوص يقطع بصل؟!
عوج آسر فمه بسخطٍ، يغمغم بسخرية: 
_لا ياخويا مينفعش.
_ شوفت.
قالها عصام  ببسمةٍ خافتة،  ليتدخل خالد بتهكمٍ: 
_طب وجنابك هتعمل ايه؟!
_أنا هشرف عليكم.
قالها ببرودٍ،  ليعلق خالد بتهكم:
_ لا والله كتر خيرك.
بدأ الجميع بتحضير المكونات وما سيعملوا به،  في حين جلس كلًا من محمد وأحمد يتبادلان الحديث،  إلى أن  ينتهوا من تحضر وجبة الغداء. 
وقف آسر يزيل دموعه التي تنهمر بغزارة من تقطيع البصل،  في حين ساعد عصام ندى بتقطيع ما بيدها في مهارةٍ عالية أبهرتها، بينما تقدم خالد نحو ياسمين كي يرى ما فعلته بالعجين، لتتسع عينيه من عنفها مع هذه القطعة الصغيرة التي تمزقت، ليردف بصوتٍ صادم:
_  إيه يا ياسمين براحة ياحبيبتي مش كده!
نظرت ياسمين باستياء، تردد وهي تشير على العجين ببراءة: 
_أنا عملت حاجة ياخالد أنا بفرد اهوه.
ردد خالد بسخطٍ على ما يراه:
_ دا فرد ده دا !!
وضعت ياسمين يدها على خصرها تردد بصوتٍ حانق:
_هو أنا عشان اتكرمت واتنزلت وقولت اساعدك هتتأمر عليا دا أنا عمري ما دخلت المطبخ دا.
اشتعل وجه خالد بالغيظ، ليردف بحنقٍ:
_  طب كملي  بدل ما اتهور  عليكِ وأنتِ حلوة كدا.
_ كمل انت اللي بتعمله بدل ما اظبطك انا. 
قاطعهما عصام بهذه الكلمات وهو يستكمل تقطيع الخضروات بيده دون أن  يتطلع لهما،  عبست ملاح خالد بغيظٍ من عصام، وصاح بضيقٍ: 
_يا ساتر يارب شايفني إزاي! 
وضعت ندى يدها أسفل ذقنها تتمتم بانبهارٍ:
_ واوو أنت بتعمل كدا إزاي علمني؟!
حرك عصام رأسه نافيًا يجيبه بحنو:: 
_مش هينفع ياحبيبتي هتتعوري. 
عقدت ذراعيها لصدرها تردف بحزنٍ طفولي:
_ لا علمني.
تنهد عصام قليلًا فهي عنيدة بكل ما تحمله معنى الكلمة، فقال وهو يعطيها السكين يردف بحنانٍ ممزوج بحب:
_ أنا أقدر أزعل ملكتي تعالي يا روحي.
امسكت ندى احدى الخضراوات تحاول تقطيع، تمتثل لتعليمات عصام التي يمليها عليها كي تصبح مثله، في حين هتف آسر وهو يبكي بشدة من هذا البصل: 
_  ناس هيصه في العجين والتقطيع وناس ليصه في البصل ودموعه.
****************
كان خالد يضع المكونات فوق العجين التي تم فردها، ثم قال وهو يضع القليل من شرائح الفلفل: 
_ياسمين اديني الكاتشب اللي جمبك ده. 
مدت ياسمين يدها كي تعطيه علبة الكاتشب،  ولكنها ضغطت عليها بعنفٍ ليتلوث تي-شيرت خالد به،  نظر خالد على ملابسه بصدمة وهدر بغضبٍ:
_ إيه اللي أنتِ هببتيه ده أنتِ مجنونة. 
وضعت يدها على فمها بصدمةٍ، تردد بصعوبة من بين ضحكاتها بعدما ادركت ما فعلته:
_ آسفة مقصدش. 
رفع خالد حاجبه بغيظٍ، ثم قال بحنقٍ: 
_والله طب تعالي بقى.
أمسك خالد بعلبة (الكاتشب)،  لتتراجع ياسمين بخوفٍ مرددة:
_ أعقل يا خالد. 
لم يستجب لها،  ثم قام بالضغط على علبة الكاتشب كي يصيب ياسمين ولكن تفادتها عندما هبطت للأسفل لتغرق وجه آسر، انتفض آسر بفزع لما سقط عليه، وهتف ببلاهة:
_   كاتشب جي منين ده؟! ادرك ما وقع عليه عندما تذوقه،  ثم استدار كي يرى من أين أتى هذا،  ليجد خالد يغرقه بالصلصة مجددًا  فغمغم آسر بضيقٍ
_كله كاتشب كده مفيش طحينة. 
أخرجت ياسمين لسانه باستفزازٍ، تردد بسعادة:
_ مجتش عليا.
رفع آسر حاجبه باستنكار، يردد بغيظٍ منها:
_ والله طب خدي بقا عشان تعرفي تطلعي لسانك حلو.
امسك بالدقيق الأبيض وأغرقها به لتشهق ياسمي بصدمة ثم  أحضرت علبة الصلصة لتغرق بها آسر،  عاد آسر ليغرقها بالدقيق ولكن تفادته ياسمين سريعًا ليغرق خالد بالدقيق، اتسعت عين  خالد بغضبٍ متمتمًا:
_ آه يا حيوان. 
ثم أخذ علبة كاتشب آخر وأغرق بها آسر، استدارت ندى ترى ما يحدث حولها لتجدهم بحالةٍ يرثى لها، ضحكت عليهم بشدة تردد بسخريةٍ:
_ إيه ده  شكلكوا مسخرة!
_كدا طب خدي بقى.
قالها خالد وهو يلقي عليها دقيق، لتشتعل عيني ندى بالغضب، لتمسك الطحين وتلقيه عليه، لتشتعل حربًا بالمطبخ الجميع يتنافسوا ويلقي على أخر أحد مكونات البيتزا، أمسك خالد يد ندى التي ترشهم بالطحين، ولكن توقفوا فجأة عندما  وجدوا عصام يتطلع لهم بذهولٍ، نظرات الخبث تبادلوها الأربعة، ثم تقدموا نحو عصام الذي تراجع للخلف يردد بتحذير:
_  لا اوعى حد فيكوا يتجننن.. الا هيجي جنبي هيندم..
لم يكمل جملته بعدما ضغطت ندى على علبة الكاتشب ليغرق وجهه بها،  ليتدخل آسر ببلاهة مرددًا:
_ كدا كدا هنضرب خد! 
ثم أمسك بالدقيق ليبدأ برش عصام به،  في حين اشتعلت عين عصام بالغيظ،  ليتقدم نحوهم قائلًا:
_كدا طب تعالى.
ركض خلفهم من جديد، تشتعل الحرب مجددًا ولكن بينهما البوص، ولم يلاحظ أحدهم احتراق البيتزا!
   *****
وقف محمد يضع يده على معدته مرددًا  بضيقٍ:
_ هما  بيعملوا إيه كل ده دا لو بيطبخوا فيل كان زمانهم خلصوا.
تحرك أحمد معه نحو المطبخ، يردد هو الأخر بحنقٍ:
_ أنا عارف تعالى نشوف في ايه!!
دلف الأثنان نحو المطبخ ولكن اتسعت عينيهم من هذا المشهد.. ياسمين تمسك بالكاتشب ترش به على ندى، في حين تلقي ندى عليها الطحين، ويتبادل خالد وعصام إغراق الأخر بالكاتشب، ويجلس فوق المطبخ يرشهم من الأعلى بدقيق، يردف بسعادةٍ: 
_هيه هيه البيتزا باظت.
فتح محمد فمه بصدمةٍ كست ملامحه،  في حين هدر أحمد بصوتٍ عالي كي يستمعوا له:
_ إيه اللي بيحصل هنا ده؟!
توقف الجميع فجأة،  يتطلعون نحو أحمد الذي ينتظر إجابة  لما يراه،  ليردف آسر بأسفٍ:
_ العيال مش عملينلك احترم يا أبو لهب.
رمقه بنظرةٍ مغتاظة ثم نظر نحو ابنته بضيقٍ يردف بغضبٍ:
_ الله الله إيه ده يا ياسمين؟!
اجابته ياسمين ببراءة:
_ دا كاتشب يا بابا.
_ هو أنا أعمى بتتهببي بيها ايه؟!
قالها أحمد بغيظٍ،  ليجيبه آسر ببلاهة:
_ بترش على ندى. 
حدجه أحمد بغيظٍ، ثم قال بحسرةٍ:
_ أخرس أنت... أنت يا عصام أنت اخص طب أسر ومجنون وخالد ممكن إنما أنت. 
ضحك آسر بشدة على ملامح عصام الحرجة،  ليردف أحمد بحدة:
_ وأنت ياحيوان بتعمل إيه عندك أنزل!
_ طب ما تطلع أنت. 
رددها آسر بمرحٍ معهود، ليزمجره بحدة:
_ أنت بتهزر!
عبست ملامح آسر بضيقٍ، ثم قال بتذمرٍ:
_ هنزل يا أبو لهب متزعقش صوتك بيعملي إزعاج ثم بتزعق ليه عادي خناقة بالكاتشب والدقيق.. عادي يعني.
تقدم محمد نحو ابنته يردف بفخرٍ:
_ ندوش حبيبتي هادية وكيوت ومعملتش حاجة. 
حركت رأسها في نفي، تجيبه ببراءة: 
_أبدًا يا بابا أنا معملتش حاجة بدقيق ولا بالكاتشب.
ربت على كتفها بحنو، متمتمًا:
_ جدعة يا ندوش. 
_  أنا استخدمت الطحينة.
أكملت جملتها لتكسر ابتسامة والدها،  في حين علق أحمد بنفذ صبر:
_  والله طب فين البيتزا يا شيفات؟!
أجابه آسر بضحكٍ:
_ أسكت أحسن لو جبتهالك مش هسيبك إلا لما تاكلها وممكن تروح مننا.
وضع عصام يديه على رقبته مرددًا بحرجٍ:
_ أنا بقول نطلب دليفري. 
أكد خالد حديثه: 
_وأنا بقول كدا برضو.
اشار محمد بيده، يردف بضيقٍ مغادرًا المطبخ:
_ ما كان من الأول!!
نظر عصام لساعته ثم قال يتحرك  نحو الأعلى: 
_ طب أنا هطلع أخد شاور بقى!
*****************
انتهى عصام من أخذ حمامه،  ثم ارتدى حلته الرسمية،  يهندم خصلات شعره بطريقة مميزة،  ثم ارتدى ساعته وغادر الغرفة بعدما نثر من العطر الخاص به،  كاد أن  يهبط للأسفل ولكن اوقفته ندى بعدما انتهت هي الأخرى من أخذ  حمامها:
_ عصام. 
استدار عصام لها مبتسمًا، يجيبها بنبرة هادئة:
_ نعم يا حبيبتي؟! 
_ أنت خارج؟!
سؤالٌ قالته بفضول،  فاجابها باقتضاب:
_ ايوة عندي مشوار مهم في حاجة؟!
حركت ندى رأسها بنفيٍ قاطع، مرددة بضيقٍ:
_ لا مش هتخرج وأنت كدا استحالة.
تعجب عصام من رفضها الغريب، ليباغتها بسؤالٍ مندهش:
_ ليه؟!
همست ندى بحنقٍ :
_ مجنونة أنا عشان اسيبك تخرج كدا عشان يحسدوك.
_ هم مين دول؟!
قالها ببسمةٍ ماكرة،  في حين رددت ندى بحنقٍ يزداد:
_ أنا قولت اللي عندي مش هتخرج وأنت موز كدا.
رفع حاجبه من طريقة حديثها، ولكن علت شفتيه ابتسامة تنعم بلذة الاستماع بحديثها، ليردد بمكرٍ:
_ أنتِ بتعاكسيني؟!
_  أنت بتغير الموضوع ليه!
قالتها ندى بضيقٍ منه،  في حين همس عصام بهدوءٍ بطياته حنو: 
_حبيبتي سيبك من اللي في دماغك ده هنا مفيش غيرك أنتِ أنا همشي عشان اتأخرت... باي.
زفرت ندى بيأسٍ ثم قالت:
_ باي.
*************
_ أحمد هي سها  اتأخرت كدا ليه؟! 
قالها محمد في قلق،  في حين بادله أحمد بالحديث بكلماتٍ مطمئنة:
_ زمانها جايه يا محمد.
اعتدل آسر في جلسته سريعًا ما أن  انتبها لحديثهما عن سها،  ليردف بتوجسٍ:
_مش سها في اوضتها!!
اجابته ياسمين بنفيٍ:
_ لا  برة وزمانها جاية
انتفض من جلسته، يردد بغضبٍ:
_ازاي سها برة لحد الوقت متأخر ده!!
تعجب خالد من غضب آسر الملحوظ، ليسرع بالحديث قائلًا:
_ أهدى يا أسر هي قالت عايزة تبقى لوحدها شوية.  
أشار محمد نحو ياسمين، يتمتم بهدوءٍ:
_ خلاص رني يابنتي عليها شوفيها فين وهتيجي أمتى.
اومأت برأسها في ايجابية،  تنهض كي تحدثها:
_ حاضر يا عمو. 
نهضت ياسمين تحدثها وما أن اجابة حتى رددت:
_ الو ايوة يا سها.... اوك ياحبيبتي متتأخريش وخالي بالك من نفسك.
نظرت لهم ياسمين بعدما اغلقت الهاتف تردد:
_ سها جاية في الطريق.
**************
ذهبت بخطواتٍ متلهفة كي تفتح الباب، وما أن وجدته بطلته الخاطفة أمامها، حتى أردفت بسعادةٍ:
_ أنا مش مصدقة إنك قبلت عرضي ووافقت.
اجابها عصام بمكرٍ:
_ هو الصراحة عرضك دا ميترفضش. 
نظرت له بسعادةٍ  فلم تتخيل يومًا انها ستحضر البوص لها،  تمتم فيفي باعجابٍ:
_ أنا أكيد بحلم صح!
دلف عصام للداخل يردف بخبثٍ: 
_ليه بتحلمي؟!
اجابته فيفي باعجابٍ يزداد كلما تأملته:
_ أنت كنت بالنسبالي  زي القمر اللي في السما  مستحيل حد يقدر يوصله. 
وضع يده بجيب سرواله يردف بصوتٍ رخيم:
_والقمر نزلك علي الأرض.
تقدمت منه فيفي كي تقف أمامه،  تردد بدلالٍ:
_ أنت أحلى من القمر بكتير.
رفع حاجبه، يجيبه بسخطٍ خفي: 
_بجد ممكن.
_لا مش ممكن دا أكيد.
قالتها وهي تحاول الاقتراب أكثر لعله يستجيب لها!!
***************
دلفت سها إلى  القصر بخطواتٍ متعبة،  تسير عبر الردهة نحو غرفتها ولكن توقفت فجأة ما أن  رأت نور خافت يضيء بجانب الردهة،  يجلس آسر على مقعد أسفله، وما أن رأها حتى أهدر بجمودٍ:
_ حمدلله على السلامه يا هانم ما لسه بدري!
اشاحت بوجهها بعيدًا تحاول مقاومة دموعها،  تردد سها بصوتٍ مختنق:
_ أسر بعد اذنك أنا راجعة تعبانة وعايزة أنام.
 كادت أن  تصعد ولكن قبضة قاسية ألتفت على شعرها، صرخت سها بألمٍ تتمتم بدموعٍ:
_ آآه سبني. 
زجرها آسر بحدة لم يسبق لها الظهور من قبل يردف بصوتٍ قاسٍ:
_ أما أكلمك متسبنيش وتمشي فاهمه واضح إنك علشان شايفاني بضحك كتير وبهزر افتكرتي إني سهل لا فوقي كله إلا إنك تهزي رجولتي دا أنا أقتلك كنتي فين لحد دلوقتي انطقي؟! 
فتحت سها عينيه اللتان تفيضان بالدموع، تردد بصراخٍ:
_ والله وكانت فين رجولتلك دي وقت ما الست هانم كانت بتمشيك علي مزاجها.
صفعها آسر بقوة جعلتها تسقط أرضًا،  ومنحها نظرة حادة قائلًا بانفعالٍ:
_  اخرسي ما عاش ولا كان اللي يمشي أسر الدالي وراه أنا بقي هوريكي الرجولة عامله إزاي تعالي. 
سحبها آسر بكامل قوته من خصلات شعرها إلى  الأعلى، اتطلقت صرخت سها بألمٍ،فركضت معه تحاول تخفيف من قبضته الحادة وما أن  وصل لغرفتها حتى دفعها بقوة لداخلها!
*******************
استيقظت ببسمةٍ حالمة على شفتيها،  تسحب الغطاء لتخفي جسدها،  تمسح وجهها لعلها تزيل أثر النعاس الذي داهمها،  نظرت جوارها على الفراش لتتسع عينيها  بصدمةٍ ما أن وجدت رجلا غريبا جوارها، وعصام كما هو يجلس على مقعد بعيدًا عنها: هتفت بتلعثم:
_ إزاي مين ده؟! 
اجابها عصام باشمئزاز:
_ متخافيش ده راجل من رجالتي ستر وغطي عليكي.
ثم استرسل عصام بمكرٍ:
_  أخرج أنت يا عثمان.
نهض عثمان يحمل ثيابه، يتوجه نحو الخارج، مرددًا: 
_حاضر يا باشا.
اشتعلت عين فيفي بغضبٍ جامح، تردد بحنقٍ: 
_أنت عملت إيه؟! 
اجابها عصام ببرودٍ: 
_ولا حاجة، أنتِ كانت حالتك صعبة أوي مهونتيش عليا اسيبك كدا.
ادمعت عين فيفي، تردف بصوتٍ متحشرج: 
_أنت إزاي تعمل كدا  أنت اتجننت.
بلحظةٍ كان شعرها بقبضة عصام الذي هدر بعصبيةٍ:
_ أسمعي يا **** أنتِ ****وأحقر من إني حتى اشغلك خدامة في قصري كل اللي حصل دلوقتي ده متصور صوت وصورة يعني يا فوفه  لازم تخافي من زعلي لأن زعلي وحش أووي فاخلصي الملفات والمستندات اللي اخدتيهم من مكتبي بسرعة. 
ترك عصام شعرها،  لتركض الأخرى تحضر الملفات سريعًا ثم اعطته إياها،  تردد بخوفٍ:
_ بس كدا أحمد السيوفي هيقتلني!
نظر لها باشمئزاز، يجيبها ببرودٍ:
_وأنا ميخلصنيش إنك تموتي عشان كدا يا حلوة لو عايزة تعيشي تسمعي اللي هقولك عليه وتنفذيه بالحرف الواحد!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1