رواية أباطرة الغرام الفصل الخامس عشر15 بقلم اية محمد رفعت


    رواية أباطرة الغرام الفصل الخامس عشر بقلم اية محمد رفعت

(الفصل الخامس عشر) 
نطقت سها بحنقٍ:
_ سبني! 
أغلق أسر الباب بعنفٍ، عيناه اللتان تشتعلان غضبًا منها، في حين صرخت به سها مجددًا:
_ أنت عايز إيه أخرج برة!!
تطلع لها في برودٍ يتمتم:
_ لأخر مرة بسألك كنتي فين؟!
رفعت سُها حاجبها باستنكار، تردد بصوتٍ ساخط:
_ وأنت مالك من أمتى الإهتمام ده؟!
حدجها بنظراتٍ محذرة قبل أن تنفلت أعصابه يردد:
_  ما تختبريش صبري يا سها كنتي فين  لحد دلوقتي...
ارتفع صوته بأخر كلمة ونفذ صبره :
_  انطقي!
صرخت سُها ألمًا، تحاول إزالة يده التي كانت كقبضة حديدة لم تتزحزح: 
_أنت مالكش حكم عليا أنت فاهم!
استمع لتلك الكلمات وجُن جنونه، يردد بحدة:
_ كده طيب.. 
صفعها بقوة على وجنتها الرقيقة يردد بصوتٍ قاسي:
_ يا أنا يا أنتِ النهاردة مش هسيبك إلا لما تنطقي أنا دورت عليكي في كل حتة في الفيلا عندكم وفي الكافية اللي بتقعدي فيه كنتي فين احسنلك.
لم ترضخ له سُها، تردد بصوتٍ ساخر:
_ دا إيه الاهتمام ده  بس  يا أسر حبيبة القلب مش هنا عشان إنك تتظاهر بالاهتمام ده.
رد بكلماتٍ غاضبة، حانقة:
_  اهتمام إيه و زفت أنتِ ناسية إنك خطيبتي وبعد كام شهر هتبقي مراتي.
دفعته بكامل قوتها، تصرخ به بانهيارٍ، تردد بصوتٍ منخرط بآلام:
_ وأنا خلاص يا أسر مش عايزاك خلاص فاض بيا زهقت زهقت من إنك على طول بتهني وأنك مش حاسس بيا ليه أنت محبتنيش زي ما أنا حبيتك، أنا كنت بتمني كلمة واحدة منك حلوه بس، غيرت لبسي وشكلي عشانك عشان  تعرف أن أي حد ممكن يبقى جميل بس القلب والطبع عمره ما كان عند أي حد أنت لسه بتحبها يا أسر   بالرغم  كل اللي عملته فيك وبتحبها بس خلاص اتفضل دبلتك اهي  أديها لواحدة تانية تستحق أسر الدالي  وأنا  همشي من هنا بعد الخطوبة  ومتخفش مش هقول حاجة لخالي هقوله إني هرجع الفيلا عند مامي لأنها طلبتني.
  وسقطت على الأرض تبكي بعنفٍ، تشعر بتوقف دقات قلبها من شدة الألم، شعر أسر بعدم قدرته على رؤيتها هكذا، فغادر الغرفة سريعًا، يسير شاردًا هل فعلت كل هذا لأجله! كيف لم يلاحظ هذا الحب المكنون بداخلها؟!،  اصطدم بـ عصام دون قصد، ليرتفع صوت عصام ببعض التعجب:
_ مش تفتح يا غبي. 
لم يشعر به أسر بل ظل مكملًا طريقه في حين أمسك عصام كتف أسر قبل أن يتركه متمتمًا وهو يدقق النظر به في قلق:
_أسر أنت كويس؟! 
تطلع نحوه كمن غرق ببحرٍ لا نهاية له ووجد طوق النجاة،  عاد عصام يتسأل من جديد في حيرة:
_ مالك ؟!
اجابه بشرودٍ:
_ أنا ظلمت سها أووي يا عصام  مكنتش حاسس بيها  أنا حتي مش عارف إذا كنت بحبها ولا لاء انا اتسببت في انهيارها!!
فهم عصام ما يرمي له، وردد بصوتٍ هادئ: 
_يعني لو أنت مش بتحبها ليه هتغير عليها؟ وليه بتخاف عليها؟ وليه طالع دلوقتي مهموم وحزين أما شوفت دموعها هو ده الحب يا أسر.
تأمل أسر حديث يكمل بحزنٍ:
_   دي هتسبني وتمشي!
فتح عصام فمه بصدمةٍ، ثم قال بحسرة:
_ هو ده اللي في دماغك أنها هتمشي يا بني حرام عليك بطل غباء الله يخليك. 
اشاح أسر بيده يردد بصوتٍ لا يحمل النقاش:
_   بلا غباء بلا زفت يالا قولي بسرعة أصالحها إزاي؟! 
حرك عصام كتفيه بلامبالاة يجيب:
_ شوف حد يساعدك.
قطب جبينه بتعجب، يتمتم بحيرة:
_ اشمعنا وأنت  متساعدنيش ليه؟! 
عبست ملامحه بسخطٍ، يردد بنبرة ساخرة: 
_أنا لسه جديد زيي زيك. 
عوج أسر فمه يردد بحسرة:
_   أمال بوص على إيه بقى!
انكمشت ملامحه بغضبٍ، يردد بحدة: 
_ وأنت اللي مقطع السمكة وديلها أوي أنا غلطان إني ضيعت وقتي مع واحد غبي زيك.
ألقى كلماته وانطلق نحو غرفة خالد.
******************* 
في غرفة خالد.. 
_  تعرفي إني بحبك. 
قالها خالد وهو مستلقي على الفراش يحرك قدميه بالهواء، في حين اجابته ياسمين قائلة:
_  عارفة.
عبست ملامحه بضيق، ولكن كرر المحاولة يردد بهيام:
_  اممم طب بعشقك.
ردت عليه  ياسمين بجدية في محاولة كتم ضحكتها :
_ عارفة. 
تلون وجهه بالغضب، يردف بعدما اعتدل من أعلى الفراش بغيظٍ:
_ طب تعرفي إنك بارده وأنا غلطان إني بكلمك أقفلي يا بت.
ضحكت ياسمين بشدة على طريقته، تردد بكلماتٍ من بين ضحكها:
_  الله يا خالد بتدلع عليك بلاش اتدلع.
تنهد خالد بحرارةٍ يردد بتمني:
_  افضلي اتدلعي كده لما تلقيني في اوضتك واعمل حاجات هموت واعملها.:
_   حاجات إيه دي؟!
قالها أسر وهو يدلف للغرفة يستمع للمقطع الأخير الذي قاله أسر، في حين انتفض خالد من أعلى الفراش يردد بفزعٍ: 
_سلامًا قولًا من رب رحيم.
حرك أسر رأسه بنفيٍ يردد ببسمة تحمل بطياتها البلاهة:
_ متخافش يا خالد دا أنا.
زمجر خالد بغيظٍ يزداد:
_ ما أنا متزفت عارف أن أنت وعشان كدا اتخضيت.
تحرك اسر ليجلس بأريحية، يردد:
_ سيبك بقى من اللي أنت فيه ده واقفل الفون وفوقلي.. ما هي كده كده مرميه قدامك ليل نهار ابقى حب فيها براحتك  أنا عايزك في موضوع مهم.
شعر خالد بتأزم الموقف، وردد بنبرة راجية:
_  أسر ابوس إيدك مش فايق للكوارث بتاعتك دلوقتي أنا عريس يا جدع خلي عندك دم.
حرك أسر رأسه بايجابية متمتمًا دون اهتمام بحديثه:
_   أسمع بقى عايز حاجه اجبها للبت سها أصلحها أصلها زعلانة مني جامد.
حدق به في ذهول متمتمًا:
_  نعم وجيلي أنا اجبلك حاجة!
 نظر له ببراءة يجيبه:
_ ما أنا ملقتش إلا أنت كالعادة. 
مسح على وجهه بنفذ صبر، يحدثه بغيظٍ:
_  أرحم أمي مرة واحدة في حياتك.
شهق أسر بصدمة مزيفة، يدفع تلك الكلمات الغريبة:
_  اخص عليك راجل ناقص بتبعني عشان سوسو. 
تجمدت ملامح خالد بصدمة، يتسأل: 
_سوسو مين؟!
عوج أسر فمها، ثم اجاب بصوتٍ انوثي:
_ ياسمين يا خاين قولتلك طلقني أحسن لكن تخوني لا كله إلا الخيانة يا عمر.
رمش خالد عدة مرات، يحاول استيعاب ما يتفوه به، ليحدثه بذهولٍ:
_ عمر مين يا بن الهبلة... ولاه برة أخرج برة.
  دفع خالد أسر للخارج ثم ضرب كفه بالأخر متمتمًا: 
_ دماغي هتنفجر.. أمتى أتجوز بقى وأغور من وشك!
وجد خالد أن ياسمين لا تزال على الهاتف، فأسرع يمسكه ولكن دلف أسر يكمل حديثه بنفس النبرة الأنوثية: 
_ كده كده يا خالد ترميني  أنا وابنك اللي في بطني.
هدر خالد بعصبيةٍ مفرطة:
_ روح منك لله يا شيخ.
امسك بمزهرية يلقيها على أسر الذي تفادها سريعًا يغلق الباب.
أعاد خالد امساك الهاتف متمتمًا باختناق:
_  الو أنتِ لسه على الفون؟!
اجابته ياسمين بضحك: 
_آه  مش عارفة أسر بيعمل معاك أنت ليه كده؟!
ابتسم خالد في حسرةٍ، يردد بنبرة بائسة:
_   أسمعي يا حبيبتي  لو اتجوزنا متنتظريش عيال باللي أخوكي بيعمله ده قطعلي خلفي والحمد لله.
دلف أسر مرة أخرى يردد باستنكار:
_ اخص عليك اخص عرتنا.
ألقى خالد الهاتف زأسرع خلف أسر يردد: 
_جيت لقضاك تعالى!
ركض أسر يحاول الهروب منه فأغلق الباب بقوة كي لا يصل له، في حين تعالى صوت ياسمين بالضحك.
عاد خالد يمسك الهاتف من جديد، يستمع لصوت ياسمين الضاحك فاردف بغيظٍ:
_بتضحكي اضحكي ياختي اضحكي ما أنا اللي غلطان إني مستحمل الحيوان ده. 
استمع خالد لصوت طرقات من جديد، فأردف بصوتٍ حانق:
_ اقفلي يا ياسمين اقفلي ياحبيبتي.
اغلق الهاتف، يضيف بتوعدٍ:
_ استني عليا يا... 
 ورفع حذاؤه، ثم امسك بمقبض الباب وبسرعة فتحه كي يضرب الطارق ولكن تفاده بمهارةٍ عالية، ليردف عصام الذي كاد أن يتلقى الضربة:
_ إيه ده يا خالد أنت اتجننت!
لوى فمه بحسرةٍ، يجيبه بسخرية:
_هو اللي يشوف أخوك يا اخويا يفضل بعقله. 
تعجب عصام من رده، يردد بدهشة:
_ مالك يابني أهدي كدا.
تنهد خالد بتعبٍ، ثم قال بهدوء: 
_سيبك عملت إيه احكيلي؟!
جلس عصام بهدوءٍ، يجيب ببسمة ماكرة:
_  كله تمام والمستندات تحت في الخزنة مكتبي 
نظر له خالد باستغراب، ثم ضيق عينيه بشكٍ متمتمًا:
_ اوعى تكون آ... 
ابتسم عصام بخبثٍ، يردد بنبرة واثقة:
_ عيب يا ابن عمي دا أنت اللي فهمني.
رفع خالد يده يحك رأسه بتعجب، يتساءل بحيرة:
_ أمال أخدت المستندات إزاي؟!
اجابه ببساطة:
_ هي أدتهوني بنفسها وكمان هتنقلي أخبار أحمد السيوفي كلها.
جحظت عين خالد بدهشة، يلقي سؤالًا:
_  إزاي؟!  
تقدم خالد منه حتى جلس جواره يردد بحيرة: 
_لا فهمني  واحكيلي كل حاجة؟!!
*************** 
بغرفة سها...
شاردة بعالمها المؤلم، تريد الفرار من هذا الواقع، فمن عشقته تركها  لأجل مظهرها، دلفت ياسمين وإلى جوارها ندى، يتطلعان وجهها الشاردة بتعجب، حتى هتفت ياسمين:
_ إيه يابنتي كنتي فين اتأخرتي ليه؟!
تعجبت ندى من عدم ردها تتساءل بحيرةٍ:
_ مالك يا سها وإيه الشنط دي؟!
اجابتها سها ببسمة باهتة: 
_أنا خلاص ماشية يا ندى بس هحضر خطوبتكم الأول. 
حدقت بها ياسمين بنظرة مصدومة تردد بذهولٍ:
_  تمشي تمشي تروحي فين؟! 
تنهدت سها بحزنٍ، تجيب: 
_هرجع الفيلا.
اسرعت ندى في قلق:
_ ليه يا سها!!
ادمعت عين سها تجيب بألمٍ غائر:
_ أسر عمره ما حبني ولا هيحبني يا ندى!
حركت ندى رأسها في نفي، تردد ببسمة تحمل قليل من الأمل:
_ اديله فرصة. 
صرخت سها بصوت عالي :
_  ادتله ادتله كتير أوي يا ندى. 
تفاجأ كلًا من الفتاتان بردة فعل سها،  لتردف ياسمين سريعًا:
_ أهدي بس وان شاء الله كل شيء هيتحل
تلون وجه ندى  بحمرةٍ،  تمتلأ عينيها بدموع لأجل سها، تردد بحزنٍ ممزوج بدموعٍ:
_ متعيطيش يا سها هو أكيد بيحبك بس مش عارف يعبرلك.
ابتسمت سها ساخرة، تغمغم:
_ لا يا ندى أسر مش بيحبني ودي الحقيقة. 
شعرت ياسمين بألمٍ من حديثها، فهمست بحزن:
_ الموضوع ده ميتحلش كده.
حركت سها رأسها بنفيٍ متمتمة:
_  ارجوكم سبوني لوحدي شوية محتاجة أكون لوحدي.
حاولت ياسمين الحديث قائلة:
_ بس يا سها..
قاطعتها سها برجاء:
_ من فضلكم. 
**************
في غرفة خالد..
ردد خالد بذهولٍ ممزوج بفخر: 
_يا ابن الأيه عملتها إزاي دي؟!
حرك كتفه عصام يجيب بلا مبالاة: 
_بسيطة حطيت حباية من دي في كوباية الويسكي بتاعها وهي سافرت في دنيا تانية 
نظر خالد نحو قليلًا ثم قال:
_  دا الواحد يخاف من دماغك دي يا جدع إيه الدماغ دي. 
ابتسم عصام بشرٍ يغمغم: 
_هي اللي بدأت ياخالد لما فكرت أنها تعرف تطولني وتلوي درعي كده خدت الدرس كويس أووي  وعرفت هو مين عصام الدالي.  
ردد خالد بخوفٍ مزيف:
_ دا أنا أخاف أزعل أختك أسقط جثة هامدة..
علق عصام بسخطٍ:
_ جثه هامده بس!
تمتم خالد بصدمة: 
_هو في أسوأ من كده؟!
منحه عصام بسمة خبيثة يجيبه: 
_جرب وأنت تعرف. 
ابتسم بتوترٍ يجيب: 
_على إيه الطيب أحسن. 
***********
 بغرفة أسر..
كان  يجلس يفكر كيف يصالح سها،  حتى قفزت احدى الأفكار بعقله يردد بحماسٍ:
_ بس هم دول اللي هيساعدوني.
************
في غرفة ياسمين..
تساءلت ندى بحيرة يعتريه حزن:
_ وبعدين يا ياسمين هنعمل إيه؟! 
اجابتها ياسمين باقتراحٍ:
_ إحنا نكلم عصام ونخليه يجي هنا عشان نفكر في حل دا لو بابا عرف إن سها هتمشي من هنا هيتأثر أووي. 
حركت ندى رأسها بايجابية تردد بتأكيد :
_ أوك كلمي عصام وأنا اكلم خالد يجي بردو ممكن يكون عنده فكرة نصالحهم بيها.
حملت كلًا منهما هاتفها كي تتصل بشقيقها، كي يأتي لها ويساعدهما بحل تلك المشكلة.
**********""
في غرفة خالد..
تمتم عصام بتوترٍ: 
_في حاجة يا خالد لازم تعرفها.
قطب خالد جبينه بتعجب، متسائلًا: 
_حاجه إيه دي. 
أخذ  عصام نفسًا كبير ثم قال بتردد:
_  بابا. 
تساءل خالد بدهشة أكبر:
_  ماله عمي.. 
كاد عصام أن يجيب ولكن قاطعه رنين الهاتف فما كانت سوى ياسمين المتصلة، تعجب قليلًا من رنين شقيقته بهذا الوقت ليردف بدهشة:
_إيه ده ياسمين غريبة!
اجاب سريعًا قبل ان ينقطع الاتصال:
_ ألو. 
اسرعت ياسمين تتساءل بتلهفٍ:
_ أيوة يا عصام أنت في القصر. 
اجاب عصام بايجابية:
_ آه ليه في حاجة؟!
أومأت ياسمين تجيبه سريعًا:
_ تعالى اوضتي  عايزاك في حاجة ضروري.
قطب عصام جبينه يتمتم: 
_حاجة إيه دي؟!
رددت بانزعاج:
_ أما تيجي هتعرف. 
تنهد بتعبٍ يجيب:
_ اوك جاي. 
انهى اتصال مع شقيقته، ونظر نحو خالد الذي ألقى بسؤاله:
_ كانت عايزاك في ايه؟!
حرك رأسه بنفيٍ، يجيبه بحيرة: 
_مش عارف بتقول حاجة ضروري.
ارتفع رنين هاتف خالد بعدما انهى عصام حديثه، دُهش هو الأخر من رنين شقيقته يردد:
_اي ده ندى! 
ثم اجاب سريعًا: 
_ألو.
اسرعت ندى بالحديث:
_ ايوة يا خالد تعالى في اوضة ياسمين في موضوع مهم لازم نتكلم فيه مستنياك. 
شعر خالد بريبة من حديثها ولكنه قال : 
_حاضر جاي.
نظر عصام له متسائلًا:
_  عايزاك ليه؟! 
حرك كتفه بعدم معرفة يردد: 
_بتقول موضوع مهم ربنا يستر  تفتكر غيروا رأيهم في الخطوبة. 
رفع حاجبيه عصام يجيب:
_ ممكن.
جحظت عينيه بشدة ، ثم قال بعنفٍ:
_ ممكن إيه دا أنا كنت قتلتها.
منحه بسمة ساخرة ثم قال وهو ينهض مغادر المكان:
_ طب يالا يا اخويا نشوف في ايه. 
************
في غرفة ياسمين..
أردف عصام بهدوءٍ:
_ موضوع إيه اللي مهم ده؟! 
اردفت ياسمين بقلقٍ:
_ سها هتسيب البيت!!
اجابها بهدوءٍ: 
_عارف.
نظر خالد سريعًا متمتمًا بذهولٍ:
_ نعم إزاي وليه؟! 
نظرت ندى إلى عصام ثم تساءلت:
_  أنت عرفت إزاي يا عصام؟!
اجابها عصام ببساطة: 
_أسر قالي.
أضافت ياسمين بقلقٍ:
_  بابا لو شم خبر هيضايق يا عصام سها ولميس بالنسبة له حاجة مهمة وهو بيعتبر نفسه ابوهم بعد وفاة والدهم وخصوصًا بعد ما عمتك اتجوزت.
عند ذكر ياسمين لاسم لميس نظرت ندى إلى عصام كي تري ماهي ردة فعله فوجدته لا يبالي، قفزت السعادة بداخلها  وايقنت أن حب عصام لها صادقًا.
تساءل خالد بحيرة:
_ طب هنعمل إيه منك لله يا أسر ميجيش من وراك إلا المصايب.
نظر له عصام بضيق، مردفًا:
_مش وقته ياسمين معها حق لو بابا عرف هيضايق وخصوصًا أنه.. 
قاطع عصام حديثه،  في حين علقت ندى بحيرةٍ:
_  أنه إيه يا عصام؟! 
اجاب عصام بتوتر:
_ أن أسر لسه عامل بلوة.
نظر خالد إلى عصام بغموضٍ فقد فهم أن هناك شيئًا ما لا يعلمه
حركت ندى رأسها بايجابية تضيف:
_ فعلًا عندك حق لازم نشوف  حل.
ارتفع صوت طرقت ومن خلفها تعالى صوت أسر: 
_افتحي يا ياسمين أنتِ قافلة عليكي ليه؟!
نهض عصام سريعًا، يردد بصوتٍ منخفض:
_ خالد أدخل بسرعه هنا.
تعجب خالد من طريقة عصام، يردد: 
_ليه يا عصام؟! 
أجابه  سريعًا بهمس عصام:
_ لو شافنا هنا هيعرف أننا بنحاول نساعده وأنا عايزه يعتمد على نفسه مرة واحدة في حياته.
دلفا الأثنان لغرفة الملابس المرفقة لغرفة ياسمين، في حين أغلقت ندى عليهما، واسرعت ياسمين كي تفتح الباب لأسر الذي اردف بسخرية:
_ إيه يا بنتي كل ده عشان تفتحي إيه ده ندى أنتِ هنا كويس أنا عايزك أنتِ كمان تعالوا اقعدوا هنا.
جلست كلًا من ياسمين وندى على الفراش، في حين سحب أسر مقعدًا يجلس أمامهما مرددًا:
_ بصوا أنا عايزكم تساعدوني أجيب هدية لـ سها عشان أصلحها 
نظرت له ياسمين بجانب عينيها بغيظٍ قائلة:
_  أنت عملت إيه عشان توصل للمرحلة دي؟! 
أجابها أسر بخزى:
_ غصب عني يا ياسمين هي اللي استفزتني. 
تسألت ندى بجدية:
_ أسر هو أنت بتحب سها؟!
حرك أسر رأسه بايجابية أسر يردد بصدقٍ: 
_باين كدا  أسوره واقع. 
ابتسمت ندى بسعادة تردف ببهجة:
_  كدا خلاص هنساعدك   إحنا هنظبطلك كل حاجة يا معلم.
حاول خالد كتم ضحكته في حين علق عصام بصوت منخفض:
_  معلم.. خالد اختك بتقول يا معلم.
أردف خالد بلامبالاة: 
_ عادي يا اسطا
اشمئز عصام من طريقته يردد:
_  شكلك ادبست يا بوص... منظرنا مسخرة أخرتها مستخابين في الدولاب  عشان الحيوان ده.
أضاف خالد بسخطٍ:
_  رؤساء  امبراطورية الدالي مستخبين في الدولاب خبر تحفة لو حد من الصحافة شم خبر.
***********""
في الخارج..
تساءل أسر بحيرة:
_   بس هتعملوا إيه؟! 
اجابته ندى بحماس:
_ أنا وياسمين هنختارلها فستان من على النت ونطلبه وبكرة يكون موجود وأنت بقى عليك الباقي.
قطب أسر جبينه بتعجب، مرددًا:
_   باقي إيه؟! 
حدق به ياسمين بصدمةٍ، ثم قالت بنفذ صبر:
_ إحنا اللي هنقولك كمان هتقولها إيه يا أسر أتلحح كدا كلمتين رومانسين بدل الدبش ده. 
في الخزانة.. 
علق خالد ساخرًا: 
_قولي لنفسك ياختي  والله أنا مش عارف مستحمل أختك دي على إيه! 
رفع عصام حاجبه باستنكار، ثم قال بخبث:
_ بجد خلاص أنت فيها مفيش خطوبة بكرة. 
حدجه خالد بنظراتٍ عنيفة، يغمغم بشرسة: 
_عشان كنت قتلتك وقتلتها قال  مفيش خطوبة قال.
تمتم أسر بغرورٍ:
_ ماشي دا أنا هبهركم. 
عوج عصام فمه بسخرية، يردد:
_ ربنا يستر.
تنهدت ندى ببعض الخوف زلكن ليس باليد حيلة، تردف :
_ أما نشوف هتعمل إيه؟!
ابتسم  أسر بحماس يردد:
_ كل خير إن شاء الله ومبروك يا ندوش مبروك يا سو مع إن والله العظيم  أنتم صعابنين عليا أووي. 
علقت ياسمين بتساؤل:
_ليه؟!
اجابها أسر ببلاهة:
_وأنتِ بذات ياسمين لازم تستحملي خالد.
شعرت ياسمين بقلقٍ شديد منه تردف:
_ ليه يا أسر ماله خالد! 
اردف أسر بأسفٍ: 
_بيشخر وهو نايم وجبان  جدًا دا يا بنتي كل يوم بيخليني أروح أنام معاه قال إيه بيخاف ينام لوحده و لما يتفرج على فيلم رعب يفضل مكلبش فيا طول الليل.
أمسك عصام خالد في سرعة قبل أن ينقض على أسر يكيله باللكمات العنيفة، واخبره بغيظ: 
_ سبني والله لأدبه الكلب ده  .
علق عصام بسخرية:
_ إحنا في إيه ولا في إيه يا خالد 
أكمل أسر كذبته مرددًا:
_ ولا أنتِ يا ندى ياعيني عليكي. 
تمتمت ندى بخوفٍ:
_ ليه؟! 
قال أسر بأسفٍ عليها: 
_عصام طول الليل بيشرب خمره وحشيش وبيضرب ترامادول انا كنت بشوفه هو أبو لهب بيقفلوا عليهم باب المكتب بالساعات وبيحششوا حاجة استغفر الله العظيم ولا المكتب قلبه كبارية اشي فيفي واشي نونه وجمالات ونوسه..
 أمسك خالد عصام سريعًا قبل أن ينقض هذه المرة على شقيقه يردف بغضبٍ جامح: 
_ سيبني يا خالد. 
علق خالد بلهجة ساخرة كالتي قالها عصام:
_ إحنا في ايه ولا إيه يا. 
تعالى صوت أسر بكذبة جديدة :
_ ولا لما تعرفوا أنهم هما الاتنين مدبرين مؤامرة لقتل ابوكي وأبوها عشان يستولوا على التركة هتعملوا إيه بقى؟!
نظر كلًا من عصام وخالد لبعضهما.. وفجأة كان الأثنان خلف مقعد أسر الذي لم يشعر بهما.
حاولت ندى أن  تنبه أسر بوجود وحوش مفترسة خلفه فبدأت تسعل..
قال أسر دون مبالاة بها :
_ أدلها مايه يا ياسمين معلش يا حبيبتي الحقيقة بتوجع بس كان لازم تعرفي.
مسحت ياسمين على وجهها بنفذ صبر، ثم قالت:
_ أسر بص وراك.
تمتم أسر بخوف:
_ أبو حنطة ولا أبو لهب.
ابتسمت له تردد وهي تشير خلفه: 
_أحسن حاجة تعرف بنفسك. 
استدار أسر فوجد كلًا من عصام وخالد يشتعلان من الغضب.
تمتم أسر وهو يتراجع إلى خلف: 
_صلوا على النبي يا جدعان دا شيطان ودخل بينا. 
أعاد خالد حديثه مرددًا:
_  بشخر وأنا نايم.
حرك أسر رأسه بنفيٍ، يسرع بتوضيح قبل أن ينقض عليه خالد:
_  لا دا أنا يا ياسمين واسمعي مفيش كلمة من دي حصلت.
تعالى صوت عصام الذي قال بنفس طريقة أسر:
_ طب مش كنت تيجي تحشش معايا وتاخد واجبك يا أسر لا أنا كدا زعلت إني معملتش معاك الواجب. 
ابتسم بتوترٍ يجيب:
_ وأنا مش عايز واجبات والله خيرك وصلني. 
امسك به عصام يردد بسخطٍ:
_ لا لازم تاخده دا واجب مش بيرجع تعالى بقى يا خفيف.
تلقى أسر ضربًا عنيف من كلاهما، في حين اضافت ندى بسخطٍ:
_ غبي عاملة أكح  عشان تبص وراك. 
تأوه أسر بشدة يردد:
_ آآه  أنا أعرف منين ياختي.. يعني أي حد يكح أبص ورايا على طول. 
ضحكت ياسمين عليه تتمتم:
_  معلش يا أسوره... بس حاول تبطل الفشر ده شوية.
نظر لها أسر ثم قال بجدية مزيفة: 
_بس أنا كنت بقول الحقيقة ياختي.. 
علقت ندى ساخرة:
_مكنش ده كلامك من شوية 
تأوه أسر مجددًا وهو يضع يده على وجهها كي يرى تلك الكدمات يغمغم بألمٍ:
_ آآه  دول استحالة يكونوا  بني آدمين  زينا لا.
علقت ندى بتشفي:
_  تستاهل.
ابتسم أسر وهو يحاول وضع الثلج على وجهه، يردد بضحك:
_  شوفتي عصام وهو بيشقطني لفوق.
ضحكت ندى بشدة، تجيب:
_ شكلك كان مسخرة. 
نهض أسر يمسك بظهره من الألم يردد بألمٍ:
_  طب أوعي ياختي أما اروح أغير هدومي.
*************
في غرفة عصام... 
شعر خالد بعجزٍ ما أن استمع لحديث عصام، هل يعقل أن أحمد الدالي عمه يحمل هذا المرض الخبيث، نظر نحو عصام يحرك رأسه بنفيٍ مرددًا:
_إيه إزاي مش معقول؟! 
اجابه بألم يعتصر قلبه:
_ هي دي الحقيقة يا خالد بابا عنده كانسر وهيسافر عشان يعمل العملية بعد أربع أيام 
وأنا عايزك تسافر معه أنا مش هينفع عشان الشركات وعشان ماما  والكل ميحسش بحاجة. 
ردد خالد بحزن تملك منه:
_ حاضر يا عصام هحضر  بنفسي للسفر مع بابا وعمي.
أكد عصام برجاء لأول مرة يشعر بخوفٍ:
_ ياريت يا خالد محدش يعرف حاجة و....
فُتح الباب على مصراعيه، يتطلع لهما بصدمةٍ، الدموع تغرق وجهه بألمٍ،  ردد عصام بصدمة:
_ أسر!
أسرع أسر محو مكتب والده، يحمل مشاعرًا كثير جميعها متضاربة متألمة، في حين ركض خالد وعصام خلفه يحاولان اللحاق به!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1