رواية أرض زيكولا الفصل السادس عشر 16 بقلم سندي





رواية أرض زيكولا الفصل السادس عشر 16 بقلم سندي


دق قلب خالد , و انتفض بقوة , و كل من يامن و إياد هكذا , و سألها خالد على الفور : - فين ؟!

فجذبته من يده : - هيّا ..ثم انطلقت , و يدها تمسك بيده , 

و تبعهما يامن و إياد , و أسرعوا بين الزحام , 

و اصطدموا بالكثير من الناس .. 

و كلما سبّهم أحد ابتسموا له و أكملوا عدوهم , 

و خالد يسأل أسيل عن الرأس و لكنها تبتسم 

و تطلب منه أن ينتظر قليلاً .. 

ثم يواصلون تحركهم بين الزحام , 

و مازالت يداهما متشابكتيّن .. 

لا ينفصلان سوى كى يمر أحد الأشخاص بينهما , 

و ما يلبث أن يمر حتى تتشابك اليدان مرة أخرى .. 

و يامن و إياد يسرعان خلفهما , 

و يزيحان بأيديهما من يقابلهما .. 

لا يريدان أن يفقد بصرهما خالد أو أسيل .. 

حتى خرجوا من السوق إلى أحد الشوارع الأقل زحاماً , 

و أسرعوا إلى نهايته .. 

تقودهم أسيل و مازالت صامته لاتريد أن تتحدث .. 

و خالد يتبعها ,و قلبه يدق و أنفاسه تتسارع .. 

حتى وصلوا إلى الطرف الغربى للمنطقة الغربية , 

و لم تكن هناك سوى بيوت قليلة أغلبها ليست بفخامة مثيلاتها من البيوت الأخرى بتلك المنطقة و قد ظهر سور زيكولا , 

و ارتفاعه الذى يصل إلى خمسة طوابق 

فتوقّفت أسيل وحاولت أن تلتقط أنفاسها .. 

ثم أشارت أمامها , و قالت:- أنظر هناك .. 

فنظر خالد أمامه , و نظر معه يامن و إياد .. 

يبحثون عن رأس بذلك المكان فلم يجدوا شيئاً 

حتى سألها خالد :- فين ؟!

فابتسمت أسيل , و مازالت أنفاسها سريعة :- إنه ليس رأس تمثال كما خُيّل إليك و إلينا .. إنه رأس آخر تماماً .. 

فاندهش و نظر مجدداً , و لكنه لم يفهم ما تقصده حتى نطقت : - خالد .. أنظر إلى سور زيكولا ذاته ..

فنظر الثلاثة إلى سور زيكولا 

الذى كان يبعد عنهم قرابة المائة متراً .. 

فسألها خالد : - أتقصدين ما أفكر به ؟!!

فابتسمت :- نعم .. 

ثم أكملت :- أنظر إلى سور زيكولا فى تلك المنطقة , 

و أنظر إلى مساره , و كيف تم تصميمه .. 

ثم تابعت , و خالد ينظر إلى السور يتأمّله :- لم أنم بالأمس , و قرأت كتابك , و بدأت أفكّر بكل كلمة به , 

و حاولت أن استخدم ذكائى كى أجد هذا الرأس .. 

و لكننى لم أصل إلى شئ .. 

حتى شاء القدر أن أداوى عجوزاً مريضة 

بعدما غادرتما اليوم .. 

و أخبرتنى صدفة أن طبيعة تلك المنطقة الصخرية تحكمت 

فى بناء سور زيكولا , كما أخبروها القدامى .. 

و هنا بدأت أفكر من جديد .. 

فقاطعها إياد :- نعم .. إننى كنت سأخبرك 

بأن أرض المنطقة الغربية على هيئة مثلث 

يحيط بها سور زيكولا, لولا أن قاطعتنا الطبيبة ..

فأكملت أسيل : - نعم يا خالد .. إنها المنطقة الوحيدة فى زيكولا التى شُيّد بها سور زيكولا كضلعى مثلث .. 

بينهما زاوية منفرجة.. ثم صمتت , و أكملت : - أنظر إلى تلك الزاوية يا خالد بين ضلعى السورالضخمين .. 

إن كنا نراها نحن زاوية من الداخل .. 

فهى - فى التوقيت ذاته - الرأس من الخارج .. 

رأس المثلث .. 

فصاح يامن- بعد أن تركهم , 

و اقترب من السور الضخم -: أنظروا ..فاقترب الثلاثة منه فأشار إلى رسمة صغيرة منحوتة بجدار تلك الزاوية , 

و أكمل : - توجد رسمة لشخص ما .. 

و لكنى لا أعرف من هو ..

فرد خالد فى لهفة بعدما تذكر شيئاً ما :- الرسمة .. 

أنا شفت الرسمة دى مرة قبل كدة .. 

الرسمة دى تشبه رسمة نفس الرجل الغنى 

اللى كانت فى السرداب , و كنت عايز أصوّرها .. 

و من بعدها حصل انهيار السرداب .. 

فتحدّث يامن مبتسماً : - هذا دليل أن ما قالته أسيل صحيح .. فدق قلب خالد بقوة , و تحدّث بصوت هادئ : - نعم أعتقد أن أسيل على صواب .. وجود تلك الرسمة هنا يؤكّد ذلك .. 

لابد أن صاحب الكتاب من نقشها , و أدرك أنه لن يعرفها إلا شخص عبر سرداب فوريك .. 

شخص سعى بكل ما لديه كى يصل إلى حل لُغزه , 

و يستحق الوصول إليه , و لكنى لم أكن اتخيل أن يكون الرأس رأسَ مثلثٍ ضلعيه سور زيكولا ذاته !!

ثم نظر إلى أسيل : - أنا بشكرك يا أسيل 

لأنك استخدمتى ذكاءك , و قدرتى توصلى لحل لغز 

كان صعب إنى أحلّه لوحدى .. 

فسألته :- خالد .. لماذا لا أراك سعيداً بوجودنا الرأس 

التى نبحث عنه ..

فصمت قليلاً ثم أجابها :- إن اللغز يقول إن الباب أمام الرأس مباشرة .. 











ثم أكمل : - هذا يعنى أن باب السرداب خارج هذا السور .. فصمتوا جميعاً كأنهم لم يفكروا فى ذلك , و زالت فرحتهم , حتى نطق إياد : - علينا أن نغادر هذه المنطقة الآن .. 

إن حراس سور زيكولا لا يحبون أن يتواجد أحد بالقرب منه .. 

و هم يمرّون بين الحين و الآخر ..

*

ابتعد الأربعة عن سور زيكولا , 

و وقفوا مجدداً على بعد قرابة المائة متراً منه .. 

و قال يامن : - إن كان باب ذلك السرداب خارج سور زيكولا فلماذا ذكر صاحب الكتاب أن من يريد أن يعود إلى بلده فليمر أولاً بزيكولا ؟

فردت أسيل : - حين قرأت الكتاب بالأمس , 

ذكر صاحبه أن سور زيكولا لم يكن قد اكتمل بناؤه 

حتى وقت قريب من كتابته لكتابه .. منذ قرنين .. 

ثم أشارت إلى سور زيكولا و أكملت :- ربما كان هذا الجزء هو الجزء الأخير الذى تم بناؤه .. 

بعدما استغرق الكثير من الوقت , كما حكت لى العجوز 

عما تعرفه .. 

ثم نظرت إلى خالد : - هذا يعنى أن صاحب الكتاب حين ذكر أنه عاد إلى وطنك ثم جاء إلى هنا مجدداً قد وصل إلى ذلك المخرج قبل اكتمال بناء السور .. 

ثم ذكر أنه لم يغادر بعدها .. 

- ربما كان لحبه لزيكولا كما كتب ذلك .. 

أو لاكتمال بناء السور ... 

فزاد ذلك من اللغز تعقيداً , و لكنه ترك تلك الرسمة دليلاً قوياً لمن يصل إلى هنا .. 

ثم صمتت فتحدث خالد , و ظهر اليأس على وجهه : - ده معناه إنى لازم انتظر تانى يوم زيكولا .. 

و أخرج يوم فتح باب زيكولا , و أقدر أوصل لمخرج السرداب من خارج زيكولا .. 

فقال إياد : - هذا مستحيل يا صديق ..

فرد خالد ,و تبدّل يأسه إلى توتر : - لماذا ؟ 

فرد إياد : - إن الأرض ممهدة داخل زيكولا , 

و هذا نتاج قرون طويلة من عمل أهلها .. 

و لكن خارجها , خارج هذا السور .. 

تختلف الطبيعة عن هنا كثيراً - إن زيكولا هى غرب عالمنا .. لا توجد بلاد أخرى فى هذا الاتجاه الغربى .. 

أو على جانبيها الشمالى أو الجنوبى .. 

إن جميع البلدان توجد شرق زيكولا فقط ..

- لم نسمع يوماً عن أحد مر بجانبها على الإطلاق .. 

و يقولون أن الأرض بجوارها تختلف بين الجبال العالية , 

و الكثبان الرملية , و الرمال المتحرّكة .. 

هذا يعنى الهلاك لكل من يفكر فيما تفكر فيه.. 

- لم و لن يمر أحد بجانبها .. 

ثم جلس بمكانه , و أكمل :- لهذا لا تخشى زيكولا أى هجوم من البلاد الأخرى سوى من اتجاه الشرق , 

و الذى يحميه سور زيكولا القوى .. 

ثم صمت , و تابع : - وجود الرأس خلف هذا السور 

لا يعنى سوى شئ واحد ... 

أنه قد حكم عليك بالبقاء هنا طوال حياتك .. 

فظهر الغضب و الحزن على وجه خالد , 

و نظر إلى أسيل:- أخبرتك أننى حين أجد الرأس 

سأبحث عن شئ جديد ..كنت أعلم هذا .. 

إنها دائرة أدور بها .. ليس لها نهاية .. 

ثم جلس , و وضع رأسه بين يديه : - لابد من وجد حل .. لابد .. و وضع يامن رأسه بين يديه هو الآخر , 

و حدّث نفسه : - الباب أمام الرأس .. 

حتى أسيل ظلت تتحرك جيئةً و ذهاباً , 

و تحدّث نفسها : - عليكِ أن تكملى تفكيرك يا أسيل .. معرفتك للرأس ذاتها لم تكفِ .. إنك من أذكى أذكياء زيكولا .. لابد و أن تجدى حلاً ..أما إياد فظل ينظر إلى السور , 

و يُقلّب نظره بين أركانه .. 

حتى نهض خالد , و أشار إلى السور : - لابد أن أخرج .. 

لن أمكث هنا و أعلم أن عودتى إلى وطنى 

خلف هذا السور .. 

ثم نظر إليهم : - إن الكتاب يقول أنحت فى الصخر .. 

- هذا يعنى شيئاً واحداً فسألته أسيل :- ماذا ؟ 

فأجابها :- أن أنحت فى السور ذاته .. 

و أعبر إلى السرداب عن طريقه .. 

فسأله إياد متعجباً مما قاله : - تنحت فى السور ذاته ؟!! .. تريد أن تجعل مخرجك من زيكولا سور زيكولا ذاته ؟!! .. فأجابه خالد فى هدوء : - نعم .. هل يوجد حل آخر ؟ 

فأجابه اياد :- إنه ليس بالحل يا صديق .. 

إن فكرت فى ذلك , فلن تنتظر يوم زيكولا حقاً .. 

لأنك ستقتل على الفور .. ألا ترى هؤلاء ؟! 

ثم أشار إلى مجموعة من الجنود يسيرون فى صفين , 

و يرتدون دروعاً , و يحملون سيوفاً بأيديهم :- إنهم حماة سور زيكولا .. لا يفارقونه .. مهمتهم فقط أن يحموا هذا السور .. ثم أخذ نفساً عميقاً , و أخرجه :- هنا فى زيكولا ربما تقتل كى تعيش .. تسرق كى تأكل .. تفعل ما تشاء .. 

إلا شيئاً واحداً .. 

فقاطعه يامن : - أن تخدش سور زيكولا .. 

ثم أكمل إياد : - ربما نقش صديقك صاحب كتابك 

تلك الرسمة و قتلوه .. 

فتحدّثت أسيل : - خالد إن سور زيكولا أهم رمز هنا .. 

حتى إن تركك الحراس تفعل ذلك .. 

فلن يتركك أهالى تلك المنطقة ..

إنهم يؤمنون أن سور زيكولا من أسرار قوتها , 

و لن يسمحوا لأحد أن يقترب من قوّتهم .. 

ما تفكّر به محال يا خالد .. محال .. 

فصمت خالد ثم صاح : - إيه الحل ؟ .. 

هل ستمنعوننى إن فعلت ذلك ؟ فصمتوا جميعاً .. 

حتى ابتسمت أسيل و قالت :- أنا لن أمنعك يا خالد .. 

و ابتسم يامن : - و أنا بالطبع لن أمنعك .. 

و لكن هؤلاء الحراس قد وُضعوا خصيصاً لحماية هذا السور .. و لا تستطيع حتى رشوتهم .. 

فصمت خالد ثم نظر إلى أسيل :- كم ستبقين 

فى تلك المنطقة ؟

فأجابته :- لدى الكثير من العمل هنا .. 

و يكفينى أن أعمل هنا .. سأبقى حيثما أشاء .. 

و أنت ؟

فأجابها :- أنا لن أعود إلى المنطقة الشرقية مجدداً .. 

سأظل هنا حتى أخرج من زيكولا .. 

ثم نظر إلى يامن فابتسم : - و أنا أستطيع أن أجد عملاً هنا .. و يكفينى أن أظل بجوارك , و بجوار صديقى إياد .. 

حتى تحدّثت أسيل: - يجب أن نعود إلى المسكن الآن 

حتى لا يرتاب هؤلاء الجنود بنا .. 

و هناك نستطيع التفكير بعد أن نتناول طعامنا.. 

فنطق خالد :- حسناً


عاد خالد و يامن و أسيل إلى المسكن المخصص لهم , 

و صاحبهم إياد .. 

ثم تناولوا طعامهم الذى أعده مضيفهم , حتى انتهوا منه فجلسوا ليفكروا من جديد , 

و نطق خالد يائساً : - وصولى للسرداب من خارج زيكولا مستحيل .. ووصولى له عبر سور زيكولا مستحيل .. 

ثم زفر زفرة قوية و صمت .. 

فابتسمت أسيل وقالت :- ستجد الحل يا خالد .. 

لن يضيع تعبك هباءً ..

و ابتسم يامن :- نعم يا خالد .. ستجده .. 

لقد قطعت شوطاً كبيراً .. لا بد و أن هناك حلاً .. 

ثم نظر إلى إياد : - يا صديقى .. إننى أعلم منذ صغرنا 

كم أنت بارع فى إيجاد الحلول .. فكّر معنا ..

فأكمل خالد إليه :- فكر معنا يا إياد .. 

إن وجدت الحل سأعطيك من ذكائى ما استنفذته فى تفكيرك .. فابتسم إياد :- حسنا سأفكر .. 

و لن اتركك حتى أجد لك حلاً .. 

ثم صمتوا مجدداً , و كل واحد ينظر إلى الآخر .. 

لا يجد ما يقوله , و أسيل تنظر إلى خالد .. 

تخشى أن تقول أنها لا تجد حلاً فيزداد اليأس بقلبه , 

و يامن يضرب برأسه , و يحدّثها : - فكرّى ..

حتى نهض إياد : - علىّ أن أغادر الآن ..

فسأله يامن مندهشاً : - أين تذهب ؟! 

فأجابه :- إن الشمس قاربت على الغروب .. 

سأترككم , و سأعود إليكم لاحقاً .. 

ثم نظر إلى خالد : - أتمنى أن أعود فأجدك قد وصلت 

إلى بابك .. ثم غادر , و ظل الثلاثة كما هم .. 

يفكرون , و الوقت يمر .. و خالد يقلّب فى كتابه .. 

يود أن يجد شيئاً يصل به إلى سردابه , و لكن دون جدوى .. حتى حلّ الظلام , و أُنيرت المنطقة الغربية 

و بيوتها بالنيران .. 

فنظر خالد إلى أسيل:- عليكى أن تذهبى إلى حجرتك الآن .. لابد أن تنالى قسطاً من الراحة .. 

ثم نظر إلى يامن :- و أنت أيضاً يا يامن , 

خذ قسطاً من الراحة .. لن يفيدنا إجهادنا اليوم .. 

لقد تعبنا بما يكفى .. سنستريح الآن , و نكمل تفكيرنا غداً .. فسألته أسيل :- و أنت ستنال راحة ؟

فابتسم خالد : - لا .. سأظل أفكر .. 

لن يغمض لى جفن و رأسى تفكر بذلك المخرج .. 

إنه مصيرى يا أسيل .. 

فابتسمت :- حسناً .. و أنا سأظل أفكّر معك ..

فنظر إليها :- أنا لا أريد أن أزيد من تعبك اليوم .. 

أعلم أنك تريدين مساعدتى , و لكن لديك ِ عملك غداً , 

لا يجب أن تغفليه .. يجب أن تظلى طبيبة زيكولا الأولى .. فابتسمت أسيل , و كادت تتجه إلى حجرتها .. 

حتى دخل إياد فسأله يامن على الفور : - هل وجدت الحل ؟!

فسألهم أن يجلسوا .. 

ثم نظر إلى خالد : - حين خرجت من هنا , 

اتجهت إلى حيث كنا .. بالقرب من سور زيكولا .. 

ثم صمت , و أكمل : - لم أجد لك إلا ثلاثة حلول .. 

فنظروا إليه متلهفين .. 

فأكمل : - الحل الأول .. أن تظل فى زيكولا طوال حياتك .. - و الحل الثانى .. أن تنتظر حتى يوم زيكولا , 

و تخرج إلى مصيرك , و تحاول أن تصل إلى باب سردابك , 

و هذا يعنى هلاكك أيضاً ..

فصاح به يامن غاضباً : - هل جئت لتهزأ بنا .. 

نحن نعرف ذلك .. 

فابتسم إياد : - انتظر .. هناك حل آخر ..

فسأله خالد متلهفاً : - أيه هو ؟!

فتحرك إياد , و جلس بجواره , 

و تحدّث بصوت هادئ : - أن تعود إلى بلدك قريباً .. 

ثم أكمل بعدما صمت برهة : - و لكن بعد أن تفقد الكثير 

من ذكائك .. 

فسأله خالد :- ماذا تعنى ؟!

فقال إياد : - تعالوا معى ..


بعدها خرج الأربعة من دار ضيافة الطبيبة و مساعديها .. يقودهم إياد .. حتى وصلوا إلى حيث وقفوا منذ ساعات قليلة أمام سور زيكولا , و الذى قد لمع مع انعكاسات إضاءة النيران القريبة منه , و جعلت من ضلعيه و زاويته منظراً بديعاً .. 

كان لينال إعجاب خالد لولا انشغاله بمصير خروجه .. 

ثم نظر يامن إلى إياد , و سأله : - كيف يخرج خالد 

من زيكولا ؟!

فأجابه : - انظروا هناك ..

و أشار إلى بيت من طابقين يبتعد قليلاً عن بيوت 

المنطقة الغربية , و يقترب من سور زيكولا .. 

لا يفصله عنه سوى مائة من الأمتار 

ثم أشار إلى الجنود المتواجدين أمام السور , 

و سألهم أن ينظروا إليهم أيضاً .. 

فاندهشت أسيل : - أنا لا أفهم شيئاً ..

و تبعها يامن : - و أنا أيضاً .. 

و خالد مازال صامتاً 

حتى أكمل إياد : - حين تركتكم جئت إلى هنا .. 

و وقفت كما نحن واقفون الآن .. 

و لم أضع أمامى سوى أن يخرج خالد إلى باب سردابه .. خارج هذا السور .. مهما كانت التحديات .. 

حتى أصابنى العطش فذهبت إلى ذلك البيت .. 

و أشار إلى البيت مجدداً , و أكمل؛ كى أشترى منه كوباً 

من الماء .. 

- و هناك فوجئت بأن ذلك البيت لا يسكن به أصحابه الآن .. يعيش به خادمه بمفرده ..

أما أصحابه فهم من التجار الذين يبيعون بضائعهم 

إلى المدن الأخرى غير زيكولا , و خرجوا يوم زيكولا السابق , و لن يعودوا إلا يوم فتح باب زيكولا مع يوم زيكولا ..  











فقاطعه خالد :- أنا لا أفهم شيئاً .. 

ماذا يعنينا كل هذا ؟!! 

فأجابه :- انتظر .. أنا أعمل فى تلك المنطقة 

منذ سنوات عديدة , و أعلم جيداً خفايا تلك المنطقة و أرضها .. سأخبركم سراً نعلمه نحن من نعمل بتكسير الصخور هنا : - إن العمل هنا فى تكسير الصخور ليس بصعوبة 

العمل فى المنطقة الشرقية .. 

إن الصعوبة هنا تكمن فى الطبقة الخارجية من الأرض فقط .. أما إن تجاوزت تلك الطبقة يكون الحفر بها 

و تكسير صخورها ليس صعباً على الإطلاق.. 

فلمعت عينا خالد :- تقصد ؟!

فأكمل إياد : - نعم يا صديق .. 

إنّ هذا البيت أقرب مكان إلى زاوية سور زيكولا .. 

و إن كانت زاوية هذا السور , أو رأسها كما تحب أن تسميها .. هى التقاء ضلعى سور زيكولا .. 

بالطبع ستكون أضعف نقاط الجزء العميق منه .. 

ثم ابتسم , و أكمل :- و إن كان سيمنعك حماته 

من الاقتراب منه .. 

فأنا أعرف من يستطيعون أن يحفروا لك نفقاً ببراعة .. 

من ذلك البيت إلى أسفل ذلك السور .. 

حتى تخرج إلى سردابك دون أن يشعر حماته 

أو أهل منطقتنا بشئ .. 

ثم قال :- أعلم أننى هكذا خائن لزيكولا .. 

و لكنك صديق صديقى الحميم .. 

فصاحت أسيل : - إن هذا جنون ..

و صاح يامن : - نعم .. إنك مجنون يا إياد .. 

فأشار إليهم , و رفع كتفيه : - هل هناك من حل آخر ؟! 

ثم نظر إلى خالد : - لن تأتيك تلك الفرصة مجدداً .. 

إن عاد أصحاب هذا البيت فلن تستطيع دخوله على الإطلاق .. أما ذلك الخادم حين استدرجته فى الحديث 

أخبرنى بأنه قد يعطى البيت لمن يعطيه مائتى وحدة 

حتى يوم زيكولا حين يعود سيده , و من معه .. 

فصاح يامن:- مائتى وحدة ؟!!

ثم سأله خالد , و قد تجاهل صيحة يامن :- و من يحفرون النفق ؟

فأجابه إياد :- أعلم ثلاثة من العمال الماهرين .. 

قابلتهم من قبل , إنهم بارعون فى تلك الأعمال .. 

إنه عمل يحتاج إلى براعة , 

و قد يتجاوز معهم حفر هذا السرداب عشرين يوماً .. 

هذا لأنهم سيعملون نهاراً فقط حتى لا يسمع ضجيجهم أحد 

مع ضجيج السوق .. 

و لكن عليك ألا تنسى أنهم سيأخذون أجراً إضافياً 

مقابل صمتهم .. 

ثم صمت , و أكمل :- قد يأخذون ثلاثمائة وحدة .. 

فقاطعه خالد :- أنا ممكن أحفر معهم , و أوّفر أجر عامل , و كذلك يامن

فابتسم :- كما أخبرتك .. إن حفر النفق يحتاج 

إلى براعة نفتقدها .. و أعتقد أنهم لن يريدوا مساعدتك لهم .. لن يوّدوا أن يشاركهم أحد أجرهم .. 

إنهم سيأخذون الثلاثمائة وحدة .. سواء عملت معهم أو لا ..حتى تحدّثت أسيل , و نظرت إلى خالد : - خالد هل جننت ؟!! .. مائتى وحدة , و ثلاثمائة وحدة ؟! .. 

تفقد خمسمائة وحدة من ذكائك ؟ !!!

فصمت خالد , و لم يجبها .. 

حتى نطق إياد : - لم أجد إلا هذا الحل أيتها الطبيبة .. ثم ابتسم : - يمكنك الآن أن تعرفى كم استنزفت 

من ذكائى اليوم .. 

عليكِ أن تخبرى به صديقك كى يعوّضه لى ..

فحدّثه خالد مبتسماً : - حسناً يا إياد .. 

سأعطيك ما تريد كما وعدتك .. 

ثم نظر إلى أسيل مجدداً , و قال فى هدوء : - أسيل .. 

أريدك أن تخبرينى , كم امتلك من وحدات الذكاء الآن ..

               الفصل السابع عشر من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-