رواية تزوجت مدمنآآ الفصل الثالث والعشرون 23 والفصل الرابع والعشرون 24بقلم نوران شعبان




رواية تزوجت مدمنآآ الفصل الثالث والعشرون 23 والفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نوران شعبان 



❤️تزوجت مدمناً❤️

👇البارت الــ23ــ24👇
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أصابت حياه رجفة تسير تدريجيا في جميع أنحاء جسدها وهى تستمع لصوته العذب في تلاوة القرآن .. 

أتما الصلاة، نظر لها بطرف عينيه ليجدها تتأمله بولهان و عشق .. 

إبتسم بخفة وهو يستدير و يقترب منها ،، يطبع قبلة عميقة اعلى جبينها ،، قبلة زلزلت جدران فؤادها .. 

كريم وهو يستند بذقنه على رأسها -: بتبحلقيلي كدة ليه.؟ كنتي فاكراني مش بصلي صح.! 

حياه بتردد -: لأ بس أصلي اول مرة اشوفك بتصلي.! و كمان متمكن في القراءة و صوتك حلو في القرآن فأستغربت شوية.؟! 

صمت لدقيقة ،، و أسترسل بصوت رخيم هادئ .. 

" عملت غلط كتير في حياتي ،، و شفت كتير .! نفسي أكفر عن الحاجات دي كلها و أعيش حياه طبيعية.! " 

إبتلعت حياه ريقها بتوتر و ألتزمت الصمت .. 

~~~~ 

أحست بحرارة الشمس تداعب جفونها،، فتحت عينيها ببطئ وهى تجلس متأففة من الضوء الذي فسد رحلة نومها .. 

وجدت كريم يقف أمام المرآة يعدل من حلته الرسمية لعمله .. 

حياه -: كريم.! إنت بتعمل ايه.؟ 

كريم -: زي ما انت شايفة.! بلبس و هروح الشغل.! 

ازاحت الغطاء عنها وهى تهتف مستنكرة -: شغل.؟ شغل إزاي دلوقتي انت لسا مكملتش علاجك.! 

كريم بسرعة -: حياه انا زي القرد قدامك اهو و بتحرك و بعمل كل حاجة مش محتاج لعلاج 

حياه ساخطة -: يعني ايه مش محتاج لعلاج يا كريم و لما رجلك حالتها تسوء و نرجع للصفر تاني .!! 

إقترب و طبع قبلة خفيفة على ثغرها -: انا مش هتحرك كتير يا دوبك بس ابص على الجو ماشي ازاي ممكن متخافيش انت.؟ 

حياه -: يا كري .. 

قاطعها بقبلة أخرى ،، و أبتعد وهو يمسك بالسترة الخارجية متوجه للخارج .. 

" قولت متخافيش بقى.! انا مش هتأخر لو عوزتي تروحي في حتة روحي بس ابقى كلميني.! " 

زفرت بضيق بعد ان صارت بمفردها، أمسكت بهاتفها لتتصل بشخص ما .. 

" لا مش معقول.! اخيرا الهانم كلفت خاطرها و اتصلت.؟ ليه جيتي على نفسك كدة يا حياه.؟! " 

ضحكت حياه بخفة وهى تجيبه بحرج 

" معلش بقى يا دوك مشاغل .. " 

" مشاغل ايه يا اختي الي بعداكي عن علاجك.؟ في مشاكل أهم من انك تعبانة و لازم تتعالجي.! لا و يا برودك اتصل بيكي علشان نبدأ العلاج تقوليلي استنى شوية محسساني أننا رايحين رحلة يا تافهة .! " 

حياه -: يا دوك جوزي بيبقى جنبي و انا مش هعرف ارد قدامه.!! ما انت عارف الي فيها يعني.! 

تنهد الجانب الآخر بضيق " برضه مش ناوية تقولي لحد على مرضك.؟ هتتعبي أكتر .. هتتعبي لما تلاقيكي لوحدك بتكافحي في طريق طويل عريض مليان عقبات و مصاعب يا حياه.! " 

حياه بلهجة كوميدية -: متقلقش انت بس يا أبو شعر ابيض يا جميل .! 

ها أجيلك امتى انا كريم رجع الشغل و هعرف ازوغ براحتي.! 

" من دلوقتي لو حبيتي، تعاليلي عالمستشفى و نتكلم براحتنا.! " 

حياه " تمام خمساية و هكون عندك يا دوك.! " 

أغلقت حياه الهاتف، نهضت بتثاقل لتتأمل هيئتها في المرآة .. لا شئ جديد في شكلها سوى أعينها المنطفئة الذبلانة .. 

~~~~ 
عند احمد والد كريم غرقان بوصلة زكرياته

جلس في المطعم ينظر حوله بإهتمام،، 

يترقب حضورها حسب الميعاد المتفق عليه .. 

تتضارب أفكاره حول الموضوع التي تريد الحديث فيه منذ ان اتصلت به في الصباح الباكر تطلب مقابلته لموضوع مهم و بمفرده .. 

لمح طيفها يهل كالبدر المنير من على بعد، وقف بإبتسامة وهو ينتظر قدومها .. 

بادلته الإبتسامة بأخرى مغترة، و رأس مشموخ مرفوعة .! 

هتف بترحيب وهو يرفع كفه مبتسما 

" انا اول مرة أشوف قمر بيطلع الصبح.! انا شكلي كدة هستوطي و اتجوزك بدل إبني .! " 

إبتسمت بغرور أكبر، و مالت برأسها قليلا وهى تتحدث بشيئ من المكر 

" إزيك يا أونكل أحمد.؟ " 

أحمد -: انا الحمد لله .! انت عاملة ايه يا بنتي.؟ 

إبتسمت بسخرية وهى تجيبه بإزدراء " كويسة " 

أحمد بسرعة وهو يشاور للمقعد : طب اتفضلي اقعدي واقفة ليه.؟! 

جلست حياه على المقعد واضعة قدم على الاخرى، اظهر جلوسها قدميها البلورتين العاريتين من اول الركب .. 

خلعت نظارتها الشمسية لترفعها لشعرها .. 

حضر النادل في ذاك الوقت قائلا بلهجة مهذبة 

" حضرتكوا تطلبوا ايه.؟! " 

أحمد -: تشربي ايه يا حياه.؟ 

حياه -: ليمون .! 

أحمد موجه بصره للنادل -: إتنين ليمون .! 

إنصرف النادل ليعاود أحمد البصر لحياه .. 

تنحنح أحمد بتوتر ، سعل مرتين قبل ان يستأنف 

" كريم مبقاش على بعضه من اول ما شافكك ،، ده هو الي أصر ان فسحة امبارح تبقى في المركب علشان تاخدو راحتكم و تتعرفوا على بعض اكتر .! " 

إبتسمت حياه بمكر وهى ترفع حاجباها متصنعة الدهشة .. 

أحمد -: و انا بصراحة مش على بعضي برضه، من ساعة ما كلمتيي و قولتي عايزة اقابلك علشان موضوع مهم .! 

هو كريم ضايقك في حاجة .؟ 

زمت شفتاها بسخرية و سبابتها تطرق على الطاولة بتسلية .. 

" لا خالص مزعلنيش،، ده حتى كلامه قليل جدا.! " 

أحمد بأسف مصطنع -: هو كدة من ساعة ما والدته اتوفت،، كان متعلق بيها و لغاية دلوقتي متأثر بموتها .. 

حياه -: اممم، على كدة بقى انت الي محتويه بعد وفاة والدته.؟ 

أحمد مسرعا -: طبعا ،..! انا طول عمري بحاول اعوضه عن غياب امه، عمري ما حرمته من حاجة.! 

صوبت نظراتها الثاقبة لبؤبؤي عينيه بحدة، وهى تسأل بمنتهى الهدوء .. 

" افهم من كدة إنك عارف كل حاجة عنه .. مش كدة.؟! " 

توتر أحمد أكثر و إبتلع ريقه بتوجس .. 

ابتسم بلطف وهو يغير مجرى الحديث .. 

" مقولتليش برضه، ايه الموضوع المهم .؟! " 

" ما هو ده الموضوع الي عايزاك فيه .! " 

هكذا اجابته ببساطة تلقائية،، لتستأنف موضحة 

-: تعرف ايه عن كريم .؟ 

تنحنح بمقعده و قد خرج صوته متحشرجا بعض شئ 

-: اعرف كتير يعني ده إبني .! إنت بتسألي ليه .؟ 

دقيقة ،، دقيقة سيطر عليها الصمت تماما .. و سيطرت نظرات حياه ذات الوميض الخبيث أيضا .! 

أخذ أحمد يحرك قدماه لليمين ولليسار بعصبية،، و يتمنى ان لآ يصيب ظنه ..! 

زفر بضيق محملقا بمحياها 

-: في إيه يا حياه.؟ سكوتك قلقني .! 

ضحكت حياه بتسلية خفيفة 

-: مالك بس يا اونكل .؟ شكلك خايف من حاجة.! لو مخبي حاجة قول انا كدة كدة بعرف كل حاجة فأعرف منك أحسن ولا ايه.؟! 

إحتدت نظرات أحمد و قبض على المنضدة بعنف و قد أحمر وجهه 

-: جرا إيه ايه يا حياه ما تخلي بالك من كلامك.! بتخوفيني يعني بتهدديني .! 

هبت حياه فجأة هى الأخرى، صفعت المنضدة وهى تقترب منه بصوت سميك لا يمت لصوتها الأصلى بصلة 

-: آه بهددكك .! بهددكك بإبنك مدمن المخدرات و انت عارف انه مدمن كويس اوي متحولش تكدب .! 

انا مش غبية سامعني.؟ انا اذكى منك انت و ابنك بمراحل .. فمتحولش تلعب معايا علشان صدقني هخليك تكره اللعب اوي .! 

قالت جملتها الأخيرة بغمزة شيطانية و مغزى كبير .. 

ليغمض الآخر عيناه بغضب و قد و خططت حياه الطريق لحصاره جيدا .. 

إبتسمت بمكر وهى تسترسل 

" كريم الظابط المبجل في مكافحة المخدرات مدمن مخدرات.! تتوقع ايه مصيره لو اتكشف. ؟ 

طب تتوقع ايه مصيرك انت رجل الأعمال العظيم لما يتعرف ان إبنه مدمن مخدرات.؟ " 

صمتت ثوان،، و أردفت بتساؤل 

" ليه معلجتهوش طالما أنت عارف موضوع ادمانه.؟ سايبه لغاية ما يتقبض عليه.؟! " 

طأطأ رأسه في الأرض هامسا بأسف 

" مش هقدر عليه.! لو واجهته هيسيبني و وقتها هيبقى بعيد عني و مش ضامن ممكن يعمل في نفسه ايه.! 

خليته قريب مني و اهو يبقى تحت عيني لغاية ما أفكر هتصرف ازاي .." 

حياه رافعة حواجبها " مممم ،، و طبعا فكرت فيا الدكتورة العظيمة الي تقدر تخرج ابنك من حالته .. 

ده غير طبعا اني بنت شريكك و صاحبك الي عايز تنصب عليه و تاكل فلوسه مش كدة ..؟! " 

إتسعت مقلتا أحمد بصدمة، و سرعان ما حرك رأسه لليمين و لليسار بنفي و كاد ان يتحدث .. قبل ان تقاطعه حياه بصرامة 

" قولتلك انا مش غبية و عارفة كل حاجة كويس .. 

عارفة أنك عايز تجوزني ابنك علشان الفلوس الي هتقبضها ورا أفانا ، و خصوصا بعد صفقة السرقة الي ناوي تنصب بيها على ابويا.. مش كدة.؟! " 

~~~~ 

انطلق أحمد واقفا و سبابته موجهة لحياه، قائلا بتحذير 

" بت انت احترمي نفسك .! بقى حتة مفعوصة زيك تهددني انا و تعملني لعبة في ايديها .؟ من أولها كدب و خرافات و فرض سيطرة.؟ 

كويس اوي اني عرفتك على حقيقتكك قبل ما اورط ابني معاكي .! " 

هبت حياه واقفة هى الأخرى قائلة مسرعة 

-: كلامك ده مافيهوش فائدة .! اقعد نتفاهم احسن بدل ما افضحكك انت و ابنك وتبقى سيرتكوا على كل لسان. ! 

وقف أحمد مكانه متصنم بعد ان كاد على وشك السير .. 

ابتسمت حياه بغرور و اردفت 

" أيوة كدة، اقعد بقى علشان نعرف نتفاهم .! " 

جلست حياه، و اتبعها أحمد .. 

وضعت قدم على الاخرى .. 

-: زي ما قولتلكك، انا أقدر كويس اوي اوديكوا في داهية و أستريح .. بس انا مش شريرة .! علشان كدة هخش معاك في صفقة .. 

-: صفقة ايه.؟ 

صمتت، تنهدت طويلا و أكملت -: 

صفقة زي صفقة شغلك بالظبط .. 

احنا الاتنين مستفيدين بس بنسب مختلفة ،، مع ان نسبة الاستفادة الأكبر هتبقى ليك بس مش مشكلة .. 

مش هكدب و لا احور عليك ، انا محتاجة حد اعمل عليه رسالتي الي توصلني للشهرة العالمية .. كنت أقدر ادور و اجيب اي واحد مدمن بس ابنك جالي من غير ما أبذل اي مجهود و انا اختارته و انتهى .. 

هتجوزه، و اعالجه، و اوقعهولك في غرامي كمان لو عوزت بس كل ده تحت مسمى علاج ورسالة .. 

صاح بها أحمد غاضبا -: إنت مجنونة .؟ انت عايزاني اتاجر بابني واضحك عليه.؟! 

حياه وهى تمسك بحقيبتها و تهم بالوقوف -: خلاص ،، مش لازم تضحك على ابنك بس متبقاش تزعل لما القنوات و الناس كلها تضحك عليكوا .! 

سلام ..! 

قبض أحمد على معصمعها مترجيا اياها -: طب اقعدي، اقعدي بس نتفاهم .! 

نظرت حياه بطرف عينها، وجلست وهى تزفر بضيق .. 

أحمد بلطف -: راعي شعوري،، انا أب.! و انت بتطلبي مني اضحك على ابني و اخليه رسالة ليكي.؟ 

حياه بازدراء و اشمئزاز واضح 

-: ابنك.؟ طالما خايف على ابنك اوي كدة اهملته ليه.؟ سيبته لغاية ما اتعلق بالمخدرات ليه.؟ مش عايز تضحك عليه.؟! ما انت اجبرته انه يتقدملي غصب علشان مصلحتك كدة مش بتضحك عليه.؟! بس حظك بقى وقع معايا، شيطانة متنكرة في واحدة ست. ! 

هم بالحديث فقاطعته .. 

-: شششش بقى كفاية صداع، سيبني أكمل الجملتين الي جية اقولهم و هسيبك تفكر .! 

ابنك كدة كدة هيتفضح،، يتفضح وهو مدمن ولا يتفضح وهو سليم و متعالج .. و خد بقى عندك إعلانات عن عزيمته و انه ضحية للأدمان وجو فكسان من ده.؟ 

متهيئلي العرض الي بعرضه عليك ميترفضش ..بس هسيبك يومين تفكر .. 

و انا بحذرك انك تلعب بديلك كدة ولا كدة علشان صدقني مش ابنك بس الي هيتفضح، هفضحك قبله بعد طبعا ما الشراكة الي بينك و بين بابا تتفض و تعلن افلاسك .! 

و بحذرك كمان تهوب ناحية بابا، انا ليا علم بكل حاجة بتحصل في الشركة واضح.؟!! 

انهت جملتها ليتقدم النادل بالمشروبات.. 

أمسكت حياه بكوب العصير و وضعته أمام أحمد بسخرية 

" اشرب ليمون يهديكك كدة .! " 

~~~~ 

~~~~ 

عاد " أحمد " من وصلة ذكرياته، تذكر بعد تلك المقابلة موافقته على عرض حياه .. 

كانت وجهة نظره الموافقة على عرضها حتى يتم علاج كريم، وبعدها يتخلص منها سريعا بطريقة واحدة .. طريقة الدماء .! 

تذكر أيضا عندما وضعت شروطها و خطتها، و ان هى من قررت قضاء شهر العسل بباريس لتتفرغ في مسئلة علاج كريم .. 

تذكر حديثهما بعد ان أخبرته حياه ان محسن علم بإدمان كريم ،، و بردها البارد تماما 

" يا سيدي متخافش كدة، هو كبيره يجي يقولك و انت وقتها راضيه بقرشين ده أقصى طموحه مش هيعمل اكتر من كدة .! " 

و لكن وقتها كان " صديق " جالس فاضطر أسفا باصطناعه الغضب و اتخاذ الموقف .. 

و بعدها تذكر حديثه أيضا مع حياه بعد حادثة المركب و شلل كريم المؤقت .. 

* فلاش باك * 

أحمد -: كويس انك لحظتي ان ابوكي موجود و إلا كنتي ودتينا في داهية.! 

حياه -: سبق وقولتلك اني مش غبية! انا عارفة كويس اوي انا بعمل ايه.! 

أحمد -: و خير، طلبتيني ليه.؟ 

تنهدت طويلا و أكملت -: 

جاية افتح صفحة جديدة، انا اتعلقت بكريم جدا .. وهو كمان اتعلق بيا.! 

انا مش عايزة لا رسالة ولا غيرها .. انا بس عايزة أعيش معاه من غير مشاكل.! 

صدقني أنا بحبه و مش عايزة غيره في الدنيا .! 

~~~~ عودة ~~~~ 

وقتها تصنع الرضا و الابتسام، و لكن بداخله نار لن تنطفئ إلا بتحطيمها .! 

يكرهها منذ الوهلة الأولى بعد اللقاء.. و يتمنى كسر أنفها و تحطيم رأسها المشموخ دائما .! 

أمسك بالكوب أمامه و ألقاه بالأرض بعنف .. هامسا بين أسنانه التي تجز على بعض من شدة الغضب .. 

" و حياة كريم لأكون مخلص عليكي و اكسر رأسك المرفوعة دائما يا حياه .! 

و ان كان السرطان مخلصش عليكي .. فوعد لأنول انا شرف المهمة دي .!! " 

~~~~ 

كانت حياه بالمرحاض وقت سماعها صوت كريم يناديها من الخارج .. 

شهقت برعب وهى تبحث عن باروكة الشعر خاصتها لارتدائها سريعا قبل ان يراها كريم و لكن يبدو انها فقدتها بالخارج .. 

سمعت صوت قدماه تقترب من المرحاض .. 

وشعرت بتوقف الوقت عند لحظة نزول مقبض الباب .! 
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
👇24👇

كان كريم في طريقه لعمله، و لكن تذكر عدم احضاره لهاتفه فاستدار بالسيارة قاصدا المنزل مرة أخرى .. 

في نفس الوقت الذي تخلت فيه حياه عن شعرها المستعار متوجهة للمرحاض، خلعت ثيابها و وقفت أمام المرآه الضخمة تتأمل كم النحافة التي وصلت اليه مؤخرا .. 

سمعت صوت كريم من الخارج ينادي بإسمها، و الصوت يقترب شئ ف شئ .! 

وضعت كفاها على رأسها بتوتر و مقلتاها تتزوغان في المكان بحثا عن باروكة الشعر المستعارة ولكن ،، لم تجدها ..! 

زفرت بضيق وتوتر مع سماعها صوت كريم يقترب، لم تجد حلاً سوى ان تلُف فوطۃ حول رأسها و أخري تدفن بدنها به .. 

نظرت في المرآة نظرة سريعة، تضبط العقدة خلف رأسها بإرتجاف .. 

تقدمت بخطى مرتبكة نحو الباب، و في نفس الوقت فتح كريم الباب .. 

نظر لها طويلا صامتا، يتأملها فقط، حتى تحدث اخيرا 

كريم -: ايه يا حياه.؟ كل ده مش سمعاني.؟! 

حياه و شفتاها ترتجفان من الخوف 

-: ک کنت باخد شاور و مسمعتكش .! 

إقترب بهدوء منها متسائلا بشيئ من الخوف 

-: إنت كويسة يا حبيبتي.؟ 

إبتسمت بخفة لتخفي توترها 

-: أيوة يا حبيبي انا تمام.! انت ايه الي رجعك.؟ 

-: ولا حاجة .. بس نسيت موبايلي قولت ارجع أجيبه ،، عايزة حاجة.؟ 

اكتفت حياه بالإيماء نفيا.. و سريعا ما ودعها كريم بقبلة أعلى جبينها و انطلق لعمله ثانيا .. ووقتها فقط استطاعت حياه ان تشعر بالهواء يملأ رئتيها .. 

~~~~ 

بالساعة الثالثة عصرا،، يجلس رجل صاحب بشرة بيضاء صافية، و شعر من نفس اللون، يملك وقارا جذاب .. 

و بعد ثوان كانت حياه تطل هى الأخرى و تقترب منه، و بعد السلامات و الذي منه بدا الحديث كالآتي .. 

-: ممكن بقى منضيعش وقت اكتر من كدة و نبدأ علاج.؟ 

-: يا دكتور أرجوك قدر موقفي، انا محتاجة شوية وقت حتى على الاقل اتهيأ نفسيا للموضوع .! 

-: شوية وقت.؟ هو لعبة في ايدك يا حياه تتحكمي فيها وقت ما تعوزي. ! ده علاج فاهمة يعني ايه علاج.؟ و كمان مش اي علاج ده كانسر يا حياه كانسر .! 

لم تجد حياه شيئا تقوله، فقط وضعت رأسها بين كفيها بقلة حيلة.. 

اقترب الشخص الآخر منها، وربت على شعرها بحنو ابوي 

-: يا حياه، ده انت بنتي الي انا مخلفتهاش.! 

فاكرة لما كنت صغيرة.؟ كنت إي مشكلةة تقابلكك تيجي تحكيهالي و تاخدي رأي فيها.! 

عشر سنين.! عشر سنين و انا كنت ليكي المدرس و الصاحب و الأب كمان،، تيجي لما تكبري تنسي كل ده و تتصرفي كأنك عايشة لوحدك في الدنيا دي.؟! 

اندفعت حياه بإرتعاش وصوت مبحوح حزين 

-: لأ، بالعكس اوي بقى يا اونكل شريف .! انا في الموقف ده بالذات مش بتصرف بأنانية، انا فكرت كويس جدا قبل ما احدد وقت علاجي و انا مش عايزة اتعالج دلوقتي، انت متعرفش كريم لو عرف ممكن يحصله ايه.! او بابا الي قلبه تعبان وأي صدمة شديدة عليه هتخلي حياته في خطر .! 

انا قررت يا اونكل مش هقول لحد علي مرضي و مش هتعالج دلوقتي مش عايزة مش عايزة انا حرة .! 

-: و مفكرتيش ليه انك لما تأخري علاجك هتتعبي اكتر و إنك لما تتعبي ده بردو هيأثر على ابوكي وجوزك ها ليه مفكرتيش في كدة.؟ 

زفرت حياه بضيق واشاحت بوجهها بعيدا 

-: أرجوك كفاية بقى، انت بتضغط علي كدة .! 

وقف " دكتور شريف " راميا حياه بجملة ختامية 

-:إنت حرة يا حياه بس انا موجود، وقت ما تفكري تبدئي علاج كلميني .. 

~~~~ 

عاد كريم من عمله مساءا،، كالعادة ندهه على حياه لكنها لم تجب.. 

بحث بعينيه عنها في أرجاء المكان ليجدها نائمة على المقعد أمام التلفاز .. 

ضحك بحب على هيئتها الطفولية، فهي كالطفل الذي غفل أمام التلفاز ليلا لتأتي والدته و تحمله مرة ثانية لغرفة نومه .. 

وهذا ما فعله كريم بالضبط، حملها بين ذراعيه و توجه للأعلى .. 

اراحها على السرير برفق تام، ورغم ذلك شعرت به حياه و فتحت جفونها ببطئ.. 

ابتسمت فورا عند رؤيته أمامها، و مدت برقة كفها تملس على وجنته الخشنة هامسة برفق 

-: وحشتني..! 

لم تتركه يتحدث هو الآخر و يعبر عن اشتياقه، بل تشبثت بعنقه جيدا قائلة بإلحاح 

-: خليك جنبي.! 

حاول كريم الفكاك بهدوء هامسا بعطف 

-: طب هغير هدومي و اجيلك.! 

-: توء توء توء .. خليك جنبي.! 

-: يا حياتي والله انا جنبك بس أغير هدومي بس !. 

-: خليك كدة، نام كدة حلو.! 

ظلت تلح عليه بصوت ناعس و تتشبث بعنقه، وهو يحاول الفكاك دون جدوى .. 

رقد جانبها على الفراش محتويها داخل ذراعيه بنفس ملابسه .. 

" كريم .! " 

سمع صوتها يهمس بإسمه بعد دقائق .. 

فاجابها تلقائيا بنعاس " هممم " 

رفعت رأسها له ناظرة بنصف عين 

-: لو موت، اوعى تتجوز بعدي انا بحذرك .! هغضب عليكك و قريني هينتقملي انت حر .. 

كانت في البداية يبادلها نظرات النصف عين الزائغة، ثم تبدلت للدهشة و الاستنكار .. و اخيرا قهقهه بخفة مترتلا 

-: نامي يا حياه، نامي الله يهديكي. !! 

~~~~ 

#يتبـــــــــــــــع......


 


 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-