رواية تزوجت مدمنآآ الفصل الثالث 3 بقلم نوران شعبان


رواية تزوجت مدمنآآ الفصل الثالث 3 بقلم نوران شعبان 




الفصل الثالث 
وعلى حين غرة قبضت على عنقه بكفها من الخلف وهى تقترب بجنون منه، نزلت بوجهها على وجهه، حتى اقتربت من شفاه.. 
استنشقته جيدا، جيدا كأنها تدرس الهواء الخارج من فمه.. 
كل هذا و كريم مصدوم من سرعتها و جرائتها تلك.! من أين اتت بتلك الجرأة لتقترب منه هكذا بهذه الطريقة.؟! 
لم تبتعد، ولكن اقتربت هذه المرة من أذنه وهى تهمس.. 
-" المخدرات مفعولها بدأ يروح، مش كدة.؟!" 
ابتعدت عنه وهى تحدقه باستحقار، تصوب له سهام خارقة لو رآها أحد في وعيه لخجل من دنائته.! 
و لكن في حالة ك حالة كريم، نظرات الاستفهام و الصدمة فقط الواضحة تماما على وجهه.. ظلت عيناه تطلق الاسئلة بدون ان يتحدث.. 
حياه ويدها تتوسط خصرها النحيف، و قدمها تتحرك بحركة تلقائية هزازة.. 
-: متستغربش، انا دكتورة.. يعني حركاتك دي كلها أقدر افسرها في ثانية.! الي مش قادرة اوصله أنهى بجاحة تخليك تيجي و انت قذر كدة.! يعني أضعف حاجة اضربلك اي نيلة قبل ما تيجي عشان متدفضحش قدامنا.! 
لم يتحدث كعادته دائما صامت، فقط تذكر والده الذي لازمه من الصباح مجبرا إياه بالتخلص من ذقنه و شعره الشاغب.. و ذهب معه أيضا لإنتقاء حلة فخمة تليق به.. حاول كريم كثيرا ان يهرب منه لثوان ليأخذ حصته من البودره و البراشيم وغيرها.. و لكن والده كان ملازما له كل الثوان.. 
شد على قبضته بعنف وهو يسب القدر الذي وضعه في مأزق هكذا، الآن هذه الفتاة الصغيرة بأمكانها التلاعب به و أعصابه كما تريد.. 
كمكعب يحتوي على مكعبات صغيرة تقوم بتشكيلها.! 
أكملت بإستفزاز و هى تحدجه بنظراتها النارية.. 
-: و كمان ظابط شرطة و قسم مكافحة مخدرات.! يا بجاحتك يا أخي.! بس صحيح 
" إذا كان رب البيت بالدف ضاربا، فلا تلومن الصغار إذا رقصوا..!! " 
أغمض عينيه بإستنكار، يحاول ترجمة بيت الشعر الملقى عليه.. 
أكملت هى 
-: و على كدة أبوك عارف انك محشش و بتضرب مخدرات.! 
بعد ثانية واحدة فقط، وجدت حياه كريم يقبض على عنقها بقوة، يكاد يعتصر رقبتها بين قبضته المتوحشة.. 
جذبها إليه من رقبتها وهو يهزها بشراسة محذرا.. 
-: جربي بس تفتحي بؤك بكلمة واحدة، ولا تحركي شفايفك الحمر دول و انا ادفنك إنت و ابوكي في الجنينة الي برا.! ( صمت ثوان قبل ان يسترسل وهو يجز على اسنانه ) و اكيد بما انك دكتورة عارفة ان الي بيشرب مخدرات مش بيبقى في وعيه و يقدر اوي يعمل الي هو عايزه.! 
وضعت حياه كفها على كفه المحيط بعنقها؛ محاولة ان تفلت منه، او تلتقط حتى أنفاسها..! 
تلون وجهها للزرقة وهو تختنق.. 
تركها كريم اخيرا.. سقطت على الأرض وهى تشهق ساعلة.. 
أنتظر ثوان لتسترد تلك البائسة أنفاسها، دنى لمستواها وهو يجذبها من شعرها بعنف.. 
-: و هتقبليني.! ماهو لو موفقتيش قدامي حلين، يا اقتلك.! يا اقتل ابوكي الحنين ده قدامك.! 
اومأت برأسها إيجابيا، وهى تحاول ان تمتص غضبه وتتكيف معه لتحوله لشخص هادئ.. هى لا تخشى ولكن هى تعلم جيدا ان الشخص الدمن بإستطاعته القتل دون وعي.! 
-: حاضر.! حاضر هوافق. ! 
خفف قبضته عليها شيئا فشئ، ربت على رأسها وهو يرتب خصلاتها المبعثرة.. قائلا 
-: شاطرة.! 
~~ 
رحل ذلك العنيف من المنزل اخيرا.. 
رحل بعد ان طلب يد حياه من صديق.. 
الذي لم يعارض، رحب به وبوالده مستشهدا على ذوقهم الرفيع و سمعتهم الفخمة.! 
* سابقا * 
عقدت حياه يديها تحت صدرها، و تجولت هذه المرة عيون كريم عليها.. 
تأملها بدون اهتمام و بنظرات حادة.. 
تنهد وهو يمسح أنفه من الجانبين بلهفة ورعشة، يحاول ان يكبت شهوته و رغبته في لحظاته المتبقية.. 
" طبعا حضرتك عارف احنا هنا ليه، انا جاي طالب إيد الآنسة اآ.. 
سعل كريم بحرج وهو يحاول ان يتذكر اسمها.. أخذ يسعل متحججا وهو يشيح بوجهه في حرج.. 
لمح من على بعد إطار ذهبي يغلف ورقة شهادة تقدير.. أغمض اعينه بشدة وهو يدقق النظر فيها.. 
صاح مرة واحدة بإندفاع ناطقا اسمها.. 
"حياه.!" 
" طالب إيد الآنسة حياه من حضرتك.! " 
أكمل والده 
-: و طبعا كل طلباتكو مجابة.! احنا لينا الشرف اننا نناسب عيلتكم.! 
صديق -: الشرف لينا احنا.! كريم ظابط اد الدنيا و راجل ملو هدومه، وأنا هبقى مطمن على حياه وهى معاه.! 
إبتسمت حياه بسخرية داخلها.. والدها الذي يفرض ان يكون صاحب خبرات و نظرات ثاقبة مغمى العينين.! بسبب أسباب سخيفة تتمثل في 
" عايز أشوفك عروسة قبل ما اموت، عايز اشيل احفادك قبل ما اموت.! " 
تنهدت بثقل على صوت ابيها المتساءل.. 
-: ولا انت ايه رأيك يا حياه.؟! 
نظرت حياه لكريم و اعينه الحمراء اثر ما يدمنه،، تنهدت وهى تحاول رسم ابتسامة لكسب ثقة كريم.. 
-: الي تشوفه يا بابا..!! 
هتف أحمد صائحا.. 
-: عال اوي.! يبقى نقرأ الفاتحة.! 
حياه بداخلها " و هو واحد زي ده هيبقى حافظ الفاتحة.! ده مش هيفتكر اسمه اساسا.!
يتبع...



 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-