رواية بطل من رواية الفصل الثالث3 بقلم سوما العربي


 

رواية بطل من رواية الفصل الثالث بقلم سوما العربي

الفصل الثالث

مرت دقيقة أو اثنان وكلاهما منصدم.. حاول إخفاء وكبت ضحكته... يتذكرها وهى تنهش لحم الفتاة امس.

رغم استياءه منها لن ينكر.... جميله جدا.

لكنه للان لا يستطيع إيجاد اى تفسير لوجودها هنا.

وهى متسعه العين... متسمره بموضعها... لاتستطيع التزحزح.

عينها تمشط ملامحه.. يجلس بهيبه ووقار... يرتدى قميص ابيض مشدود على صدره... يشمر عن ساعده فتظهر يده الغليظة التى يرتدى بها ساعه فخمه.

شعره اسود طويل و كثيف يضع به توق مختفى يرفعه عاليا.

انه اروع حتى من بطل الروايه التى قرئتها ليلة امس.

وقف بعد ثوانى فظهر طوله.. نظر لها نظرة ثاقبه وقال:مش انتى البنت بتاعت امبارح؟ بتعملى ايه هنا... جايه تكملى خناق؟

كل أحلامها سقطت أرضا كذلك روايتها تناثرت اوراقها.

كيف ستحيا دور البطله الخلوقه الجاده المهذبه الان... لقد مسكها بالجرم المشهود امس.

اغمضت عينها تشعر وكأن القدر متفق عليها.

حينما تجد بطل روايتها بل اروع منها لاتستطيع عيش دور البطلة.

فكرت قليلا ماذا ستفعل وتذكرت على الفور... بطلة الروايه كانت ذات طبع حاد.. كرامتها فوق كل شئ... لا تقبل اى إهانه أبدا.

لذا وعلى الفور رفعت انفها عالياً تقول بترفع:انا ماكنتش اعرف انك صاحب المكان لو اعرف اكيد ماكنتش جيت والشغل عندك مايلزمنيش. 

تتحدث وهى تغمض عينها منتظره القادم... يصرخ عليها بغضب والشر يتطاير من عينيه :انتى اتجننتى يا بتاعة انتى.. انتى عارفه انتى بتكلمى مين... انا ادم السانهورى... يعنى ماحدش يقدم يتكلم معايا كده.... انا هعرفك إزاى تتكلمى معايا كده. 

يترك مكتبه ويتجه إليها يقبض على ساعدها يسحبها خلفه وهى تصرخ به:سيب ايدى.... سيب ايدى يا حيوان انت اتجننت. 

آدم :وكمان بتشتمى.. انا هوريكى الحيوان ده هيعمل فيكى ايه... هعملك ازاى تتعاملى معايا. 

يلقى بها فى سيارته بغضب ويستقلها سريعا يغادر. 

طوال الطريق وهى تسبه وهو يقود بغضب عاصف حتى يقف بها عند إحدى المكاتب فتقول بزعر:ايه ده.. احنا بنعمل ايه هنا. 

آدم :عشان تتربى وتتعلمى الادب... اتحوزك الاول عشان اطلع عليكى كل الى عملتيه..... 

ووووووو لكنها.....تستفيق على منادتها يقول :انتى يا انسه...دى بينها هبله دى ولا إيه؟ 

رمشت بعيونها عدت مرات ببلاهه.. لابد من استشارة الطبيب.. هل اصبحت مجنونه برواياتها. 

لدرجة أنها تتصور أشياء لم تحدث... أدركت انها هامت بحلمها كثيراً. 

دارت باعينها فى المكان كالمجانين بالضبط... اذنها التقطت كلمته وهو يصفها بالجنون.. لا تستطيع لومه.. لا عين لها على النطق. 

تراه يجلس بهدوء يقول :انتى يااااا انسه انتى ولا اسمك ايه.. مش كنتى بتقولى ماشيه. 

اتسعت عينيها أكثر.. مابه هذا البطل.. بالأساس هل يقارن ببطل روايتها؟ 

مابه يجلس بهدوء.. بطل الروايه اما عصبى جدا.. او بارد جدا. 

لكن هذا... يجلس بهدوء وتروى... ينتظر الفتاه التى تليها كأنها لم تقل او تفعل شئ مهين له. 

آدم باسياء:يا انسه انتى كده بتضيعيلى وقتى... لو مش هتكملى الانترفيو لو سمحتي تتفضلى عشان الى بعدك تدخل احنا مش بنهزر هنا. 

اصابتها كلمته.. بالصميم. 

تقدمت بحزم قائلة :لا هكمل... احنا جامدين اوووى. 

رفع حاجبه ينظر لها باستخفاف فقد قرأها جيداً.. هى فتاه بسيطة اقل من عاديه تدعى القوة وهى اقل منها بكثير... يكاد يجزم انها ترتجف داخلياً الآن. 

نظر لها بتفحص وكسى وجهه الرسمية يتحدث بعمليه ومهنيه كأن شيئا لم يكن:هممم... فاطمه لطفى المحمدى.. 25 سنه.. متخرجه من كلية تجارة بتقدير.... ايه؟ مقبول؟؟!! 

ابتسمت بحرج.. تقديرها... ماذا تفعل هى؟

عاود الحديث يقول :ما علينا... انتى معاكى لغه.. انجلش وفرنش... حلو.. حلو مبدئيا... اهم حاجه تكونى شاطره فى الورد والاكسل.

تنظر له وهو يتحدث... تمشط وجهه وباقى جسده.. بطل وسيم... وسيم جدا.. لكنه مهنى وعملى جدا.. يبدوا انها لم تعجبه من اول نظره كما البطلات.. ماذا ينقصها.. هممم تبا... رموشها قصيرة وخفيفة... بطله الروايه كانت ذات اهداب طويلة وكثيف... ياللحظ... بالتأكيد هذا ماينقصها... لكن وما المشكله... هى دائما تضع الكحل الأسود خاصتها يزين رسمة عينيها الجميله.

قطع عليها شرودها وهو يزفر باستياء :استغفر الله العظيم يارب... يا انسه انتى على طول سرحانه... لو بتسرحى دايماً كده قوليلى عشان ابقى عارف قبل ما اوافق عليكى. 

حسنا.  يبدوا انه يحدثها منذ فتره وهى شارده كالبلهاء...طبعها ولن تشتريه.. يبدوا ان والدتها محقه وهى بالفعل لديها نسبه بسيطة من البلاهه واللامبالاة. 

خرجت من عنده وهى تصفق وتهلل... فرحه بوظيفتها؟؟ 

لا والله بل تردد :ويادبلة الخطووووبه عقبالنا كلنا... دلوونى على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه... النهاردة انا جاى لابوكى قالها وروحى راحت يانى... قالى ايه خدودك  كسفوكى.. لاااونهم برتقانى... 

-ياريت السندريلا الى لسه جايه من برا تخش تمسح المطبخ. 

كان هذا صوت والدتها تتحدث وهى تضع إحدى الطواجن بالفرن بعدما ألقت عليها نظره فاحصه. 

لما لا يتركونها مع حلمها هاا؟!همممم جيد لقب سندريلا هذا.. لما لا ينادونها به... ااااه من آدم وجمال ادم.. المدير والوسيم...لا لا لينتظر الوسيم قليلاً... الطعام أهم الان.. ماذا وضعت امها بالفرن ياترى. 

ولما تسأل ستذهب لترى بنفسها... همت بوضع يدها على المقبض العازل للحرارة... لكن شهقت بخوف وهى ترى يد عاليه وضعت على كتفها تقول :على طول كده همك على بطنك... ماهو جريك ورا بطنك ده هو اللي جايبلك الكافيه.

فاطمه :فى ايه يخربيتك فزعتينى... بشوف امك طابخه ايه. 

نظرت لها بغضب وقالت ببعض الحدة :انتى بجد ماشيه بربع عقل زى ما امك بتقول... انتى جايه من مشوار مهم ومصيرى  وطول الليل نخطط ونتكتك وانا قاعدة هنا مستنياكى فى الآخر الاقى ماشيه ورا بطنك.. انطقى يابت قولى. 

فاطمه :اطمن الأول ان الى فى دماغى مش صح؟ 

قلبت عاليا عينيها بملل وقالت :اووف.. لا صح.. امك عامله سمك. 

فاطمه :ليه كده ليييه ليه ها.. مش عارفين انى مش بحبه. 

خرجت عليا عن شعورها. شقيقتها غبيه غباء مستفز...رفعت عليها سكين المطبخ وقالت :انتى يابت مستفزه كده ولا انتى هبله ولا ايه ليلتك.. تعالى اقعدى احكيلى... لفقت ولا اى كلام.. ولا طلع عجوز. مكحكح ولا اييه. 

فاطمه :هييهىى.. ياريت... انيل... انييييل. 

عالية بفضول :ايه؟
فاطمه:جيس وات؟ ههههه.. طلع الراجل بتاع الخناقه. 

صدمت عاليا وضربت مقدمة جبهتها قائلة :يانهار نحس.. ده احنا كان شكلنا رادى اووى... ولا ولاد الشوارع. 

فاطمه :ولاد الشوارع انضف من شكلنا اقسم بالله.. احنا نهشنا لحم البت.. بس الصراحة... هى بنت حلال وتستاهل. 

عاليا :سيبك منها دلوقتي... احكيلى هااا..اتخانقتوا؟ ...الاجواء كانت مشتعله؟ماتنطقى.

فاطمه :انا خايفه اقولك عشان خايفه عليكى من الصدمة.

عاليا :لا قولى. 

فاطمة :هقولك.. مانا مش هتشل لوحدى. 

فى صباح اليوم التالى. 

جلست عاليا على طرف الفراش تتابع شقيقتها وهى تنهى ارتداء ملابسها قائلة :الحجاب ده مش لايق خدى الأحمر في اصفر احسن. 

نظرت فاطمة لما تشير عليه قائلة :لا برافو...فعلاً اشيك. 

عاليا بملل:اوووف... وانا هلاقى بطل احلامى امتى؟ 

فاطمه وهى تكمل ارتداء حجابها:انتى كمان عايزه بطل... انتى لسه بتدرسى. 

عاليا :الله وانا يعنى ماليش نفس زى باقى البنات... نفسى اقابل الى اكبر منى بكتير إلى هيشوفنى يكلبش فيا ويغير عليا مووت. 

فاطمه :حلوه الروايه دى... انا قريت منها كتير.. تصدقى لايق عليكى... وانت صغنن ياصغنن وبعيون ملونه انت. 

عاليا:ايوه انا حاسه بكده... انجزى النهاردة وخلصى بسرعه عشان تيجى تفننى معايا. 

فاطمه:حاضر... شكلى حلو. 

ألقت عليها نظره متفحصه وقالت :مزه... يالا اتوكلى على الله. 

خرجت فاطمه بثقة وذهبت باتجاه عملها الجديد. 

دلفت داخل مقر الشركة تنظر حولها بانبهار.. صرح كبير وعصرى.

صعدت الطابق الثاني حيث يوجد مكتبه.. وجدته يقف فى منتصف الردهه يقول :ماشاءالله... تأخير من اول يوم.. مش فى اجتماع دلوقتي يا انسه ولا ايه؟ المفروض تيجى قبلى وتجهزى الميتنج روم.

فاطمه:اناا.. هوااا. 

اخذ نفس عميق وقال بحياديه:هواا؟ اتفضلى لو سمحتى المفروض الميتنج يبدأ دلوقتي انا كنت رايح. 

فاطمه :اوكى. 

ذهبت سريعاً من أمامه لا تعلم ماذا ستفعل وكيف تحضر غرفة الاجتماعات... بالأساس هى لا تعلم أين توجد. 

ذهبت خلفه وحمدت ربها...وجدت كل شئ تقريبا مجهز.. الجميع حاضرون... وهو يجلس بهدوء يبدأ عمله. 

بصعوبة بالغة انتهى اول يوم عمل لها.... لأول مرة تشعر أنها حقاً وصدقا غبيه... لم تفهم اى شئ من المطلوب منها... حتى لم تستوعب شرح إحدى زميلاتها لها.. تأمل انه مع الوقت سيتحسن كل شئ على حسب حديث تلك الفتاة. 

جرت قديمها جرا تنوى الذهاب للبيت وتوبيخ عاليا... ستفرغ كل غضبها ومقتها بها.. هى صاحبه تلك الشورى العبقرية... وهو للان لم يعيرها اى اهتمام.. لم يتشاجر معها او يتعامل حتى بعجرفه وغرور... متى ستحلو الأحداث؟ انه يتعامل بمهنية واحترام...صبراً عاليا صبرا.. 

اما عاليا.. فخرجت من جامعتها بعدما انتهت من تناول الطعام... نعم الطعام وليس المحاضرات. 

تتحدث مع صديقتها قائلة :مادخلناش محاضرة دكتور سعيد... حاسه ضميري بيوجعنى سيكا. 

تحدثت صديقتها:انا مش عارفة ليه ادخل صيدلية.. انا عايزه اتجوز... ليه بقا صيدلة فرهده ووجع قلب. 

عاليا مؤيدة الفكره :وفلوس كمان وبالطوهات وادوات... مايجوزونا أسهل.. يالا انا همشى.. سلام. 

صديقتها:سلام يامزه. 

غادرت تعبر الطريق وهى تحتسى عصير البطيخ المثلج... مشروبها المفضل. 

تعثرت فى زيل ثوبها الطويل بوسط الطريق. 

اغمضت عينها وهى تستمع لصوت المكابح العاليه الخاصة بإحدى السيارات. 

ستصدمها... بالتأكيد ستصدمها... ماذا؟؟ 

لم تصدمها... فتحت عينيها مجدداً على صوت أحد الرجال يصرخ بغضب:مش تفتحى.. بهدلتى العربيه. 

صمت فجأة وهو يغوض ببحر عيونها الزرقاء. 

هى أيضاً صمتت... وكأن القدر يستجيب.. كأن ابواب السماء كانت مفتوحة صباحا وهى تتحدث مع فاطمه. 

فهى الان ترى أمامها رجل طويل... عريض.. يبدوا انه بمنتصف الثلاثين.. انه بطلها بالضبط وكما تصورت... بل اكثر.

هل سيحدث معها مثل شقيقتها ام ستحيا أحداث روايه حقيقية؟؟

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-