رواية اميرة البحور الفصل السادس 6 بقلم كاتب مجهول

 

رواية اميرة البحور الفصل السادس بقلم كاتب مجهول

حكاية حبيب البصري #وأميرة_البحور
الجزء السادس

صار لحبيب كل ما يحلم به: قصر في حيّ الرّصافة ، وعبيد ،وبستان نخيل ،وسفينة في ميناء البصرة تجوب البحار من الهند إلى الصين ،لكنّه رغم ذلك فلم يكن يشعر بالسّعادة ،التي كان يجدها في حارته مع جيرانه ،و في دار أبيه الصغيرة التي تفوح منها رائحة الذكريات و بمرور الوقت بدأ يحنّ إلى الأيام الجميلة التي أمضاها في الواقواق، و سرح بخياله لما كان يصطاد السّمك مع بلال الذي يحبّه كأخيه، أو يسبح مع صديقته أميمة ، ولم يكلّف نفسه حتى إرسال هديّة لإسترضاءها ،فهي من تعب في جمع الجواهر من البحر، لشراء السّفينة ،وتساءل إن كانت هذه هي الحياة التي تمنّى أن يعيشها ،،و تذكّر أهل الجزيرة الذين يعيشون سعداء ،ورغم ما عندهم من خيرات فهم لا يأخذون منها إلا حاجتهم ولا يفكّرون في الرّبح ، ،وكان يرى الفقراء في أزقة البصرة ،يأكلون طعامهم، ويضحكون ،فيحسدهم على راحة بالهم .وأحد الليالي حلم أنّ أميمة تجلس على صخرة وسط البحر ،وتغنّي بصوت حزين، وقد جفّ جسدها الفضّي ،وتشقق جلدها ،وتقول :

لم تركتني ورحلت
يا ابن البصرة يا حبيب
لقد حزن قلبي
ولم ينفع فيه علاج
ولا دواء طبيب
سأموت إن لم تراك عيناي
روحي تناديك
فهل للنّداء من مجيب




إستيقظ الفتى وتعوذ بالله فلقد كان الحلم حقيقيا لدرجة أنّه شمّ رائحة البحر ،فبكى بكاءا عظيما ،وأيقظ أمّه، وطلب منها أن تعد أمتعتها للرّحيل ،فسألته مندهشة إلى أين يا إبني ؟ أجابها: إلى جزر الوقواق ،قالت :ومنذ متى أقدر على ركوب البحر ؟ ثمّ ما الذي دهاك لتطلب منّي ذلك في وسط الليل !!! أجابها : لقد رأيت حلما أفزعني ،كانت فيه تلك الحورية تموت، قالت :وما شأننا بها ؟ كان على أبيها أن يفكّر قبل أن يرفض زواجك منها !!! ردّ : عليها كفّي عن النّقاش وأسرعي بإعداد نفسك ، سنبحر في السّاعات الأولى للفجر ،قالت المرأة : وتجارتك، لمن ستتركها ؟ أجاب : سأقفل الدّكاكين لحين عودتي ،هذا إذا عدت !!! همّت أمه بالكلام ،لكنّها صمتت ،فهي تعلم عناد إبنها وإذا وضع شيئا في رأسه فلا أحد يثنيه عن ذلك في الفجر جاء العبيد ونقلوا أكياسا من التمر والزاد وكثيرا من الملابس والهدايا من الذّهب والفضّة ،ثم رفع البحارة الأشرعة وبدأت السّفينة تتهادى فوق الماء .
عانت أمّ حبيب كثيرا من دوار البحر ،وكانت غاضبة منه ،وطول الوقت وهي رابطة رأسها من الوجع ،وكلما رأته وبّخته على ضعف تدبيره ،فبعدما كان من أعيان البصرة ،ها هو يفسد كل شيئ من أجل حورية وجدها في البحر ،وليست من جنسه ،لكنّه كان يجيبها :وماذا ينفع المال يا أمّي دون سعادة ؟ لقد إعتقدت أنه بدراهمي يمكنني شراء كل شيئ لكني كنت مخطئا ،فلا يصحبني الناس إلا عن طمع ،ومن يحبّك يكون معك وقت الفقر ،لقد أحببنا بعضنا أنا وأميمة ،وكنت شريدا لا أملك شيئا ،وما دخل المال على قوم إلا أفسد ما بأنفسهم .
حين إقتربت السّفينة من الشّاطئ لمح حبيب النّار تشتعل في الأكواخ ،وسمع الصّرخات ،وكان القراصنة يمرّون بزوارقهم ،وينهبون كل ما يجدونه من طعام وحيوانات ،وفجأة لمح من بعيد بلال يدافع بشراسة عن نرجسة وأميمة ،وقد حاصرهم رجال يشهرون الحراب ،فصاح حبيب في عبيده : خذوا السّيوف ،وأنقذوا ذلك الولد والجاريتين !!! لما رآى الناس هذا المدد إنعطفوا على قطاع الطرق، وأشبعوهم طعنا ،وقاتل حبيب بشجاعة، وشق طريقه إلى أميمة ،وهو يصيح :لبّيك، لقد سمعت النداء من وراء البحار ،وجئت إليك !!! أمّا الحورية فلمّا رأته جرت إليه ،وهي تبكي وتشهق ،فضمّها إلى صدره وقال لها :هذه المرّة لن أبتعد عنك أبدا ...
...
يتبع الحلقة 7 والأخيرة

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-