رواية حرية مقيدة الفصل السابع7 بقلم شهد السيد


 

رواية حرية مقيدة الفصل السابع بقلم شهد السيد



ضغطت على تلك الزجاجة الصغيرة التى بحجم كف يدها، دموعها المترقرقة بعينيها البندقية تضغط على شفتيها المطلية بلون وردي هادئ شابة للونهما الأساسي،  تنظر للثوب الأبيض البسيط التي ترتدية من المفترض أنه بخصوص زواجها، لاكنها تراه كفن لقبرها. 

لماذا يحدث كل هذا بها ما سر تغيير والدها المفاجئ معاملتة الحادة التي تأتي على هيئة أوامر غير قابلة للنقاش أو للرفض، ماريونت صغيرة يحرك خيوطها، ووالدتها غير معارضة لتلك الزيجة لأنها كما تقول

"أي يعيبة مال وجمال ومفيهوش عيب وموافق أنك تكملي تعليمك ولو على بنتة ف عمتها مهتمة بيها ومش هتحسي بوجودها"

ضغطت على الزجاجة أكثر ودموعها تحارب للهبوط رفعت عيناها تبعد الخصلتين المنسدلتان على وجهها وباقيهم مجموع بهيئة كعكة منظمة.

عزمت أمرها تفتح الزجاجة بأصابع مرتشعة لتجد الباب يفتح ودلفت نسرين:
_أي ياتاج بتعملي أي كل دا إحنا جهزنا من بدري مستنينك تنزلي.!

أخفت الزجاجة بيديها تحرك عينيها بعيدًا حتي لا تري دموعها وحمحمت تستعيد نبرة صوتها التي خرجت مملؤة بالحزن والخيبة:
_كنت..كنت بودع أوضتي.

جلست نسرين بجانبها تحتضنها تبث بداخلها الطمئنينة:
_ياحبيبتي ما انتِ وقت ما تحبي تجيلنا هتيجي اوضتك هتفضل مقفولة زي ما سبتيها هترجعي تلاقيها.

لم يقل خوفها وقلقها بل زادوا، سيطرت على دموعها تنهض بجمود تنظر لنفسها بالمرأة:
_كفاية تأخير عن كدا.

نهضت نسرين توافقها الرأي وهبطت وتاج خلفها تنظر للمنزل بقلب خاوي خطواتها ثقيلة كأنها تخطوا نحو قبرها، لا تعلم متي صعدت لسيارة والدها الذي تألق ببذلة رمادية كـحال والدتها التي أرتدت ثوبًا لامع يليق بزفاف أبنتها، ولا تعلم متي وصلوا أمام ذلك القصر الأسود الذي أصبحت تشعر به يضيق عليها رغم مساحتة الشاسعة.

مرت عيناها على الحرس الواقفون كالتماثيل الحجرية ممسكين بأسلحة ضخمة تشابة قوة بنيانهم، عقلها وشعورها وقلبها جميعهم متوقفون لأ شئ سوي دموعها التي تحارب للهبوط بغزارة حتي تفقد بصرها.

سيارتها واقفة كما تركتها، لاحت على وجهها أبتسامة حزينة مؤلمة عندما رأت تولين واقفة تمسك بيد سندس ترتدي ثوب أبيض متسع لاق لسنها الصغير مرصع بفصوص صغيرة من الجزء العلوي وطوق من الورد على خصلاتها الذهبية أعينها معلقة على السيارة بنفاذ صبر.

أخذت نفس عميق وحل برأسها سؤال واحد.!!
لماذا.؟
لماذا تزوج بها، هي ليست بالحمقاء لتظن بأنه تزوجها عن حب وهي لم تمكث بمنزلة سوي مدة قصيرة لم تتعدي الخمسة أيام ورأها بهم ثلاث مرات.
سؤال أحتل عقلها حتي سبب لها تصدع.

هبطت تتمالك زمام أمور جسدها الذي أعطاها أشارات بأنه سينهار أرضًا.

وجدت جسد صغير يرتمي بأحضانها يصيح بأسمها بسعادة غامرة ظهرت به.
ضمتها لها بيد وباليد الأخري تربت على خصلاتها لتنظر لها تولين بلطف وزمرد عيناها ملتمع من سعادتها:
_وحشتيني أوي ياتاج.

أنحنت تطبق قبلة رقيقة على خصلاتها تخرج الحديث بصعوبة تحاول رسم أبتسامة على وجهها:
_وانتِ كمان.

دلفت للمنزل عندما دلفوا جميعًا المنزل كعادتة نضيفًا مرتبًا يعمة الصمت، أتبعتهم صوب غرفة الجلوس وتمردت عيناها تنظر نحوه وهو يقف قبالة والدها، تألق ببذلة سوداء وقميصًا أبيض أشتد على جسدة الرياضي العريض يدية الضخمين ويدة اليسري الذي أرتدي بها ساعة باهظة سوداء ويدة اليمني الذي أمسك بها عود التبغ يدخنة ونظراتة الباردة متعلقة على والدها الذي يتحدث إليه بصوت منخفض لا يسمعه سواهم، لحيتة المهذبة وخصلاتة الكثيفة المصففة للخلف.

ستصبح زوجتة بعد دقائق.!
زوجة لمن يزعر قلبها عندما تتلاقي عيناها بعينة، تشاركة غرفة واحدة وفراش واحد.

أشار لها والدها بالدخول رغمًا عنها أصبحت تشعر بالمقت نحوة من الذي يفعلة بها، نظرت له للحظتين لتحرك رأسها بالنفي ببطئ، تقدم منها يسيطر على أعصابة يتحدث من بين أسنانة:
_يلا يا تاج المأذون جوة.

أبعدت يدها وابتعدت عنة قبل إن يمسك يدها وكأنها ملطخة بالطين وستلطخ ثوبها، الحقيقية التي لأ تراها بأن يدة ملطخة بالدماء وليس الطين، تحدثت بتمساك وهي تتحاشي النظر له:
_مش هدخل قبل ما أتكلم معاه الأول.
ضغط على أسنانة بنفاذ صبر:
_بعدين..
قاطعتة بحدة غير معتادة منها بحديثها معة:
_لأ مش بعدين مش هدخل غير ما أتكلم معاه، كفاية بقي.

تقدم يزيد منهم وعينية معلقة عليها وهي تتحاشي النظر له أستطاع قراءة حزنها بسهولة وإن كل ما يحدث بغير رضاها، تحدث بصوتة الهادئ:
_في أي.؟
لم ترفع عيناها نحوة وتحدثت:
_عاوزة أتكلم معاك قبل ما أدخل.

نظر راشد نحوه ليشير له بالدخول وأشار لها نحو غرفة مكتبة.
تحركت تقف أمام باب المكتب ليلحق بها وفتحة دلفت هي اولًا وهو خلفها بعدما أغلق الباب جلس قبالتها وأطفأ سيجارتة بعدما أنهاها وشبك أصابعة ببعضهم ينحني بجزعة العلوي للأمام ينظر لها وهى متهربة من عنينة تنظر لمحتويات المكتب.

طال صمتها لدقيقتين وبعدها تنهدت ورغمًا عنها نظرت له تحاول أستجماع الكلمات:
_أديني سبب واحد يقنعني أنك عاوز تتجوزني عشانة.

المعروف عنة أنه ينطق الصراحة حتي وإن كانت لاذعة ود بتلك اللحظة إن يقول"لحد ما أبوكِ يجيب فلوسي"
لاكنة طرد تلك الفكرة ينظر لعيناها مباشرًة بعدما وجد ثاني سبب دفعة لتلك الفكرة:
_عشان تولين حبتك ومحتاجة أم.
ثواني حتي ضحكت بأستهزاء وسخرية:
_عاوزني دادا يعني.!!
لم تتغير نبرتة الهادئة وحديثة الموزون المرتب:
_لأ، شفتك زوجة مناسبة وأم كويسة لبنتي والأهم أنها حباكِ.

أرادت أن تقول الكثير، لاكن الكثير لن يغير شئ اومأت تضغط على يدها بقوة من ثم نهضت لينهض هو أيضًا وغادر الغرفة وهي خلفة.

دلفت لغرفة الجلوس التي تغيرت كليًا بعدما وضعوا مقعدين مرتفعين باللون الأبيض بجوار بعضهم خلفهم زينة بسيطة باللون الأبيض، أمام المقعدين طاولة زجاجية مربعة أنيقة وعلى جانبي الطاولة مقعدين يجلس على أحدهم رجل بالعقد الخامس وعلى الأخر والدها.

أريكتين بالجانب باللون الأبيض بينهم طاولة صغيرة وبالجانب مقاعد من نفس تصميم الأريكتين يجلس على أريكة منهم سيدة التى أرتدت جيب تخطت ركبتيها مرصعة بالكثير من الفصوص على قماشها الأسود وسترة سوداء مغلقة بنفس تصميم الجيب وزينة للشعر تغطي نصفة"تربون" يخرج من أسفلة شعرها المصبوغ بالأصفر.

بجوارها سهر التي أرتدت ثوب أخضر ضاق على جسدها كالجلد الثاني يصل لقبل ركبتها بأنش واحد بفتحة صدر منخفضة وحمالات عريضة ووضعت مستحضرات تجميل كاملة وكأنها العروس.

وسندس التي أرتدت ثوب أزرق من اللون البنفسجي الذي لاق لبشرتها وأبتسامتها الهادئة البشوشة التى تضيف جمالًا لأي شئ على قدمها تولين التي بدت جالسة بالغصب.

وجليلة المبتسمة بأتساع لأنها نالت مرادها وزوجتة مرة أخري.

جلست على أحد المقاعد المخصصين لهم على الطاولة وهو على الأخر وبدأت أجراءات عقد القرآن.

نظرت للمأذون وهو يتحدث وتارة والدها يردد خلفة وتارة يزيد يردد خلفة لم تستمع للحديث أصواتهم لا تصل لعقلها أغمضت عيناها بقوة عله يكون حلمًا أسود وتستيقظ لتجد حياتها كما هي، لاكنها فتحت عينيها عندما هتف المأذون بجملتة الشهيرة ونهض يصافحهم وغادر ومعة نادر الحارس الشخصي الذي كان أحد الشهود على عقد الزواج.

هتفت سندس بحماس وتشويق بعدما نهضت تضع أمامهم علبة مخملية زرقاء مربعة:
_لبسها الشبكة يلا، الفضول قاتلني أشوفها.

نظرت لتاج تكمل حديثها:
_من ساعة ما جابها محدش شافها خالص حتي ماما.

لم يعر حديث سندس أنتباهًا وأمسك العلبة يفتحها ليظهر طقم كامل من الألماس جعل أعين سندس يظهر بها بريق الإعجاب، أخرج الخاتم أولًا ونظر لها.

أكتفت بشبة أبتسامة مبطنة بالسخرية ورفعت يدها ببطئ تمدها نحوة، تشعر بأنة قيد من الحديد يكبلها وليس أسوار باهظ الثمن يوضع حول يدها، خاتمًا سلب روحها كما سلب أنفاسها مؤكدًا حقيقة زواجها منه، طوقًا من الجمر يوضع حول رقبتها ويغلق لم تراه سوا حبلًا لإعدام ما تبقي منها، إرتدت هي أقراط الأذن لتصفق سندس وجليلة ووالدتها بسعادة، لأ تعلم سر تلك السعادة الغريبة الصادرة منهم على ما يحدث.


أرتفعت موسيقى ليست بالصاخبة وسط سعادتهم العارمة، ونظرات الغل المشتعلة الموجهة نحوها من سهر التي ودت إن تغرز أظافرها برقبتها حتي تخرج روحها من جسدها تلك المحتالة الخاطفة التي أخذت شيئًا من حقها، نعم يزيد حقها.

نظراتها الخاوية مثبتة نحو اللاشئ التي تري به أحلامها التى أنهدمت أرضًا، حياتها الذي سيعم عليها السواد بمجرد ربط أسمها بأسمة، والدها الذي أصبحت تشعر نحوه ببوادر الكره لما فعلة بها.

دخل بدائرة سوداء محاطة بالدماء ومن يدفع حساب الدخول والتورط كان هي.

لم تشعر سوي على صوتة الذي أخترق عمق أفكارها، نظرت نحوة ببطئ تحاول الأصغاء لما يقولة.

نهض متحدثًا بهدوء بعدما أطفئت الموسيقي:
_يلا عشان نطلع.

أخفت عيناها التي ألتمعت بالدموع ونهضت ببطئ، أمسك بيدها داخل كفة الضخم بالنسبة ليديها الصغيرة، ودعهم وصعد وهي خلفة ممسكة بيدة، صامتة ومسالمة ياليتها تجرعت زجاجة السم قبل دخول والدتها.

فتح باب غرفتة ودلف وهي خلفة، أغلق الباب ونظر لها واقفة تنظر لجدران الغرفة والأثاث، ستمكث بغرفة أخري وعلى فراشها، لماذا أصبح حظها بهذا السوء الذي لم تقابلة يومًا.

خلع سترتة ورابطة العنق يلقيهم على المقعد الموجود بجانب الأريكة الأسفنجية يقابلة مقعد أخر من نفس التصميم، باليومين الذين مضوا تم تجديد جدران الغرفة كليًا بألوان الأبيض والذهبي كذلك الأثاث، تحدث عندما طال صمتها مشيرًا نحو الباب المغلق جوار الكومود:
_هدومك هتلاقيها هنا.

أومأت بهدوء وذهبت صوب الباب تفتحة ودلفت مغلقاة خلفها، غرفة واسعة بها بذلاتة الفاخرة وباقي ملابسة مرصوصة بأنتظام وأحذيتة منهم الرياضي ومنهم الكلاسيكِ، مكتب ذو أدراج أحتوي على ساعاتة وربطاط العُنق.

نظرت بالجانب لتري ملابسها التي لم تختار منهم شيئًا والدتها تكفلت بالأمر جلبت لها الأثواب والملابس الكاجوال والأثواب المكشوفة والقصيرة والطويلة كـأي عروس، هه تعتقد بأنها سترتدي أيًا منهم، هذة الأشياء ترتديها فتاة أختارت شريكها بنفسها ووافقت علية تحبة كما يحبها، أما هي.!!

ضحكت بأستهزاء وأمسكت بيجامة مكونة من ثلاثة قطع، أغلقت السترة لمنتصفها ووضعت الثوب الذي كانت ترتدية على العلاقة ووضعتة بجوار الأثواب الأخري وارتدت حذاء منزلي مريح وخرجت.

نظرت بالغرفة لم تجدة، دقيقة حتي كان يخرج من الشرفة بعدما فتح أول أزرار قميصة وقام بثني ذراعية، نظر لها لدقيقة وتحدث بهدوء شديد وهو يطالع هيئتها:
_ متناميش لحد ما أغير هدومي واجي.

نظرت للجهة الأخري تؤمي بالإيجاب ببرود وجفاء، ضغط علي يدة بنفاذ صبر ودلف يبدل ملابسة لتيشرت قطني باللون الرصاصي وبنطال مريح أسود. 

نزعت الطوق من حول عنها كذلك الأقراط والأسوار تضعهم بأحد أدراج المرأة،خرج ودلف للمرحاض يغسل وجهة بماية باردة ومرر يدة على شعرة يحركة بعنف للأمام وللخلف يطرد الأفكار السوداء من رأسة.

 رفع عينة للمرآة ليجدها واقفة خلفة وعيناها حمراء كالدماء تنظر له بالمرأة تهمس بأسمة، التفت سريعًا ليجدها تلاشت.

جفف وجهة وخرج يجلس على المقعد وهي جالسة على الأريكة بأنتظارة، أخرج سيجارة وأشعلها يأخذ منها نفسًا طويلًا من ثم زفرة ورفع عينة ينظر لها متحدثًا بجدية تامة:
_أنا عارف إنك مش موافقة على الجوازة من أولها لأخرها، إحنا قدام الناس اللى تحت دي متجوزين وهنتعامل قدامهم على أننا متجوزين، فترة لحد ما تولين تتم علاجها وهطلقك.

ضحكة ساخرة أرتسمت على وجهها تؤمي بالإيجاب مما أثار غضبة يهتف بحدة بعدما أمتدت يدة يمسك بفكها لتنظر نحوة يهتف بتحذير:
_لما أكلمك تردي عليا وتبصلي وأنا بتكلم عشان منزعلش مع بعض عشان أنا مبحبش التجاهل فاهمة.

نظرت لعينية تحاول الحفاظ على أهتزاز عيناها والرهبة التي أنتباتها عندما أقترب منها ولمسها ليهتف بحدة وقوة:
_فاهمة.
-فاهمة.
نطقت بها بنبرة هادئة منخفضة بعدما أغمضت عيناها للحظة خوفًا من حدة نبرتة، التعامل معة سيكون كـ فريسة تتحاشي الأسد.

نهض وتوجهة للفراش لتقترب وامسكت بوسادة صغيرة وغطاء من الأغطية الموضوعة بخزانة بجانب الشرفة ووضعتها على الأريكة أستعدادًا للنوم.

وجدتة ينهض من جديد وابعد الطاولة بعيدًا وارجع المقعدين الخلف ومد يدة أسفل الأريكة يسحب حبلًا سميكًا لتصبح الأريكة فراش.

نظرت نحوة بعد تردد دام لثواني من ثم هتفت بهدوء:
_شكرًا.

أومأ وذهب للفراش بعدما أغلق الأنوار واضعًا يد خلف رأسة والأخري على معدتة، تمددت تحتضن الوسادة بقوة تتكور حول نفسها كالجنين تشعر بنوبة خوف أصابتها وجسدها ينتفض فقدت السيطرة على زمام الأمور لتبدأ بالبكاء بصمت تخبئ شقهاتها بالوسادة ولا تشعر كم مر من الوقت وهي تبكي، تبكي بكل ما بداخلها.

حُسب عليها بأنها زواج من شخص تمقتة ترتعب منة وترهبة، والدها الذي تغيير معها كليًا من معاملتة الرقيقة الحنونة لأخري جافة حادة.

أرهقت عيناها من البكاء لتغمضهم تحاول الهروب من واقعها بالنوم، تمنت إن تنام ولا تستيقظ.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-