رواية أرض زيكولا الفصل التاسع 9 بقلم سندي

 




رواية أرض زيكولا الفصل التاسع 9 بقلم سندي



تسارعت ضربات قلب خالد , 

و انتفخت عروقه بدمائه حين سمع العجوز 

ينطق بـ سرداب فوريك و أرض أخرى غير زيكولا .. 

و سأله فى لهفة :


- سرداب فوريك ؟!!


رد العجوز :- نعم .. اتذكّر هذا الاسم جيداً ..


سأله مرة أخرى :


- و الكتاب كان بيتكلم عن أيه فى سرداب فوريك ؟


رد العجوز فى هدوء :- لا اتذكر يا ولدى .. 

كان هذا منذ وقت طويل   


خالد :- و الكتاب كان كامل ؟ .. مكتمل ؟


العجوز :- نعم يا ولدى ..


خالد و قد بدا متوتراً :


- فيه منه نسخة تانية ؟


رد العجوز :- لا اعتقد .. إننى لم أر كتاباً يتحدث عن ذلك السرداب إلا ذلك الكتاب ..


خالد :- و ألاقى الرجل ده فين ؟ .. هو موجود فى زيكولا ؟ .. 


أجابه العجوز , و قد اندهش من أسئلته الكثيرة :


- لم أر هذا الرجل إلا مرة واحدة .. قد يكون هنا فى زيكولا , و لكنه ليس بمنطقتنا .. و قد يكون خرج منها .. لا أحد يدرى ..


و سأله :


- لماذا أنت مهتم إلى هذا الحد .. هل تحب الخيال ؟ 


رد خالد :- أنا لازم ألاقى الكتاب ده ..  

الكتاب ده الأمل الوحيد لى لما أخرج من زيكولا .. ثم سأله :


- تقدر توصف لى الرجل اللى اشتراه ؟ 


فصمت العجوز و كأنه يتذكر :


- كان رجلاً عادياً .. كان طويلاً مثلك , 

و كان ذا كتفين عريضين مثلك أيضاً .. 

و كانت لهجته وقتها غريبة أيضاً .. 


خالد :- مثلى ؟ .. هل تذكر اسمه ؟


فابتسم العجوز :


- إننى اتذكر اسمى بصعوبة .. 


فهمس خالد إلى نفسه :


- طويل .. و جسمه يشبه جسمى .. و لهجته غريبة .. 

و كان بيدوّر على كتاب سرداب فوريك .. معقول يكون هو ؟


فقاطع تفكيره العجوز :


- لماذا الصمت ؟ أين شرد ذهنك ؟


رد خالد :- لا .. مفيش حاجة .. 

أنا محتاج اشترى أقلام و أوراق ..


ابتسم العجوز:- بالطبع يا ولدى .. لك ماشئت ..


 


***


 


اشترى خالد بعض الأوراق و الأقلام التى احتاجها .. 

كانت الأوراق سميكةً بعض الشئ تميل إلى الصُفرة ..  

أما الأقلام فكانت اسطوانات خشبية رفيعة ذات سن مدبب , 

و بداخلها خزان صغير للحبر .. 

و اشترى معها زجاجة من الحبر الإضافى .. 

و انصرف عائداً إلى البحيرة , 

و تفكيره لم يتوقف لحظة واحدة منذ حديث هذا العجوز .. يسأل نفسه :


- معقول يكون الرجل اللى اشترى الكتاب هو والدى ؟! ..


ثم يعود لنفسه :


- ليه لأ ؟ الكل كان بيقول إنى طويل زيّه .. 

و إنى عريض برضه زيّه .. و كمان نزل السرداب .. 

و كلام العجوز , و إن لهجة الرجل كانت غريبة .. أكيد هو ..


ثم نظر إلى السماء :


- معقول يكون لسة عايش هو و أمى .. 

معقول أشوفهم بعد السنين دى كلها .. هنا .. فى زيكولا ؟!!


و نظر إلى البحيرة , و سأل نفسه :


- طب لو كان حد تانى ؟


- و مين اللى هيشترى كتاب زى ده بأغلى سعر ..  

و هنا الناس كلها بخيلة ,  

و كتاب زى ده ملوش أى قيمة عندهم ؟


- ممكن يكون حد بيحب المغامرة .. 

عنده نفس الدوافع اللى نزّلتك هنا .. 

أو ممكن يكون حد نزل السرداب غيرك أو غير أبوك أو أمك ..


- لا.. هو أبوك ..


- لا .. حد تانى ..


- لا .. أكيد أبوك ..


 


يجلس أمام نار أشعلها على شاطئ البحيرة .. 

و يواصل حديثه إلى نفسه :


- مهما كان الشخص ده , سواء كان والدى أو غيره .. 

معنى إن الكتاب موجود إن الأمل أصبح موجود ..


- أكيد اللى كتب الكتاب ده , عارف ازاى أقدر أرجع لمصر تانى ..


ثم علا صوته :


- أنا لازم ألاقى الكتاب ده .. لازم ..  

حتى سمع صوتاً من خلفه :


- أى كتاب ؟ .. 


***


 التفت خالد حين سمع هذا الصوت , 

ففوجئ بأنها أسيل و قد اقتربت منه .. فنطق مبتسماً :


- أسيل ؟!


فردّت مبتسمة :- نعم .. ثم سألته بعدما جلست بجواره :


- هل تتحدث إلى نفسك هكذا دائماً ؟


فأجابها :


- أوقات .. بس أنا خلاص تفكيرى مش قادر يتحمل ..


أسيل :- لماذا ؟


- النهاردة اكتشفت إن فيه أمل أقدر أرجع به لوطنى .. 

بس أمل بعيد .. 


أسيل :- أى أمل ؟


- عرفت إن فيه كتاب ....


فقاطعته أسيل :


- مهلاً .. أتعلم أننى لا أعرف اسمك بعد أيها الغريب .. 

و تابعت مبتسمة :


- لم تخبرنى به المرة السابقة ..


فابتسم خالد :


- اسمى خالد .. خالد حسنى ..


فابتسمت :- خالد .. اسمٌ جميل ..


فتابع :


- اكتشفت إن فيه كتاب تانى كان بيتحدث عن السرداب 

اللى جيت منه ..


فسألته :


- أى سرداب ؟!!


فأجاب:- سرداب فوريك ..


أسيل :- فى الحقيقة أنا لا أفهم شئ ..  

لقد جئت اليوم كما أخبرتك أننى أود أن استمع إلى قصتك ..

 و كيف دخلت إلى زيكولا ..


فابتسم مداعباً لها :


- أيوة جيتى .. بعد شهر !! .. 


فابتسمت :


- نعم , كان شهراً مزدحماً بالعمل .. 

و لم يسمح وقتى أن آتى إلى هنا .. 

و لكننى دائماً كنت اتذكرك .. 

و لم أنس إنقاذك للفتى دون مقابل .. 

و كنت أعلم أننى سآتى إلى البحيرة يوماً 

كى استمع إلى قصتك .. 


فضحك خالد :


- كنت فى بالك ؟!!


 فأومأت برأسها :- نعم .. لم تغادر تفكيرى , لا أدرى لماذا ..


فزاد سروره .. ثم سألته :


- هل كنت تنتظرنى ؟


فأجابها :- أنا .. لا .. ثم ابتسم :


- الصراحة .. آه .. و كنت بدأت أفقد الأمل .. 

بس النهاردة كأنه يوم الأمل ..  

أعرف إن فيه كتاب موجود .. 

و إن أسيل الجميلة كمان هنا ..


فأحمرّ وجهها خجلاً و نظرت إليه :


- هيا حدثنى عن بلدك .. و عن هذا الكتاب الذى وجدته ..


فصمت قليلاً .. ثم بدأ يتحدث :


- أنتى تعرفى إنى من أول ما دخلت إلى زيكولا من شهر .. و محدش يعرف أى حاجة عن بلدى .. 

حتى يامن صديقى كل اللى يعرفه 

إن بلدى موجودة فى الشمال .. 

و أنا مش عارف فين الشمال ده أصلاً ..


و أكمل :


- فى البداية كنت فاكر أهل زيكولا مجانين .. 

دلوقتى خايف اتكلم عن بلدى يفكرونى أنا المجنون .. 

ثم نظر إليها و سألها :


- أنتى هتصدقينى يا أسيل ؟


فابتسمت , و قد ضاقت عيناها :


- نعم .. أرى أنك صادق يا خالد ..


أكمل :


- أنا مش عارف فين زيكولا دى .. أو بيجانا اللى هى بلدك .. أول ما جيت هنا فكرت إن زيكولا من البلاد المعزولة 

اللى عمرى ما سمعت عنها .. 

زى البلاد اللى كنا بنشوفها فى التلفزيون ..


فقاطعته أسيل فى دهشة :- ماذا ؟


فضحك خالد :


- أكيد أنتى متعرفيش التلفزيون .. 

بس هشرح لك كل حاجة بعدين .. و تابع :


- المهم إنى كنت مفكّر إن زيكولا معزولة .. 

و إن أهلها معزولين , و ميعرفوش حاجة عن العالم .. 

زى الهنود الحمر كدة لما اكتشفهم كريستوفر كولومبوس ..


فقاطعته مجدداً :- من ؟!!


فضحك خالد :


- أقولك على حاجة .. اسمعينى و بس .. 

مش هتفهمى منى حاجة دلوقت .. ثم سألها :


- أنتى تعرفى مصر ؟


أجابته و كأنها تسمع الاسم لأول مرة :


- مصر ؟! لا أعرفه .. 


- طب تعرفى أمريكا .. الصين .. أفريقيا .. استراليا ؟!


- ما تلك الأسماء ؟!


- دى أسامى بلاد العالم بتاعى .. أنا بلدى اسمها مصر .. بنتكلم نفس لغتكم .. اللغة العربية .. 

بس بالعامية زى كلامى كدة ..


- أها .. و أين مصر ؟!


أجابها :- زى ما بسأل نفسى بالظبط أين زيكولا .. 

هتكون نفس الإجابة لينا ..


فسألته :


- هل هى كبيرة مثل زيكولا ..


فضحك و سألها :


- هو عدد الناس فى زيكولا كام ؟!


فابتسمت و وقفت و تحركت تجاه البحيرة .. ثم إلتفتت و ردّت :


- كثيرون للغاية .. قد يتعدى ثلاثمائة ألف .. 

هذا غير البلاد الأخرى .. آلاف أخرى ..


فوقف خالد هو الآخر :


- عدد سكان مصر فوق التمانيين مليون نسمة ..


فنطقت غير مصدقة :- ماذا ؟!!


فأكمل ضاحكاً :


- أمّال لو عرفتى عدد سكان بلد تانية اسمها الصين 

اللى عدّى المليار .. و لاّ عدد سكان الهند .. 

أقولك ..عدد سكان العالم بتاعى أكتر من ستة مليار نسمة ..


 


فنظرت إليه و بدأت تعد على أصابع يدها , و كأنها تتخيل العدد ثم سألته :


- و كيف يأكل كل هؤلاء الناس ؟


فضحك قائلاً :


- اطمنى .. كله بياكل ..


ثم سألته :


- و مصر بلدك .. جميلة ؟ .. تحبها ؟!! ..


ابتسم خالد ثم نظر بعيداً إلى البحيرة .. 

و صمت مفكّرا قليلاً .. ثم تنهّد و تحدّث :


- كان عندنا شاعر جميل اسمه صلاح جاهين قال :


على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا مصر عندي أحب و أجمل الأشياء

بحبها و هي مالكة الأرض شرق و غرب

وبحبها و هي مرمية جريحة حرب

بحبها بعنف و برقة و على استحياء

و أكرهها و ألعن أبوها بعشق زي الداء ...


 


ثم توقف و حدّثته أسيل و كأنها تريد المزيد :


- ماذا بعد .. أكمل ..


فضحك :


- لا .. أنا حافظ دول بس ..


فضحكت أسيل .. ثم أكمل خالد :


 


- العالم بتاعى بيختلف عن هنا كتير .. 

عندنا كهربا و إذاعة و تلفزيون .. 

و انترنت , و بنتعامل بالنقود ..


- ماذا .. ما كل هؤلاء ؟!


ردّ :- مش هتفهمى قصدى لو قعدت أشرح لك سنة كاملة .. بس إحنا عالمنا متطور إلى حد كبير ..


 فسألته :


- هل تعيشون بالفضاء ؟


- لا لا .. إحنا بنعيش على الأرض .. و عندنا ميا , و صحرا .. و بنات حلوة زى هنا ..  

فتغيّر وجهها ثم سألته على الفور بعدما تحدّث عن جمال البنات :


- و كيف جئت إلى هنا ؟ 


- كنت فى يوم زعلان .. فحب جدى يخفف عنى , 

فكلمنى عن سرداب تحت قريتى اللى اسمها البهو فريك .. اسمه سرداب فوريك .. 

و من أول ما حكى لى , و مش عارف أيه اللى حصل لى .. لقيت عندى رغبة قوية إنى أنزل السرداب ده , 

و اكتشف اللى فيه .. 


 


***


 


بعدها ظل خالد يحكى ما حدث له منذ نزوله إلى السرداب حتى وصل إلى تلك الأرض .. و قابل الفقيرين بالصحراء .. 

و تشبث بعربتها مع يامن .. و دخوله إلى زيكولا .. 

و علمه أن التعامل بها بوحدات الذكاء .. ثم نظر إليها :


 


- لما شفت العربات , و الأحصنة , و الدروع , و السيوف .. فكرت إنى انتقلت بالزمن فى الماضى .. 

بس فوجئت إن الجميع هنا بيقولوا إننا فى أواخر 2009 .. و ده نفس التوقيت فى بلدى ..


ردّت أسيل :


- نعم نحن على أعتاب عام ألفين و عشرة ..


أكمل خالد :- دى الحاجة اللى هتجننى .. 

و مش قادر استوعبها .. ازاى إحنا فى 2009 .. 

و حياتكم هنا بتقول إنكم من قرون ؟! .. و تابع :


- و لما اتأكدت من إن التعامل بالذكاء فعلاً مش كلام مجانين .. بقيت متأكد إن السحر هنا مسيطر على المدينة .. 

أنا خلاص مش قادر أفكر ..


فقاطعته :


- لا اعتقد أنك محق بهذا .. إن الحياة هنا هكذا .. 

لماذا لا تقول أن السحر يسيطر على بلدك أنت .. 

و يجعلكم تتعاملون بطريقة أخرى .. 

كيف تتعاملون بورق ؟! .. أرى هذا سحراً .. 

فى بلدى القديمة بيجانا كنا نتعامل بالمقايضة ..


رد خالد :- أيوة المقايضة حاجة طبيعية ..


أسيل :- هنا فى زيكولا التعامل هكذا يا خالد .. 

هل كانت عملة بلدك مصر فى كل البلدان ؟ ..


خالد :- لا .. كل بلد لها عملة ..


أسيل :- و هكذا هنا .. العملة الذكاء .. 

لست أنا أو أنت من فرضها ..


 


فصمت لحظات ثم قال :


- الواقع دلوقتى بيقول إنه اتحكم عليا إنى أفضل سنة كاملة فى زيكولا .. و نفسى السنة دى تعدى بأقصى سرعة .. نفسى أرجع لبلدى .. أرجع لحياتى الطبيعية ..


 


و عاد بظهره .. 

و أسنده إلى الأرض واضعاً يديّه خلف رأسه .. 

و نظر إلى السماء .. حتى نطقت أسيل :


 


 - قصتك غريبة بالفعل يا خالد .. 

و لو سمعها غيرى لظن أنك مجنون ثم ابتسمت :


- و لكننى أصدقك .. و لن اتركك حتى تحدثنى عن التلـ .. اون هذا .. فى القريب .. و لكن ليس الآن .. 


فابتسم ثم تذكر شيئاً و قام مسرعاً إلى جانب الشجرة .. 

و حدّثها :


- أنا عندى دليل ..


ثم عاد إليها .. و معه ساعة يده التى توقفت .. فسألته :


- أهذا التلـ فز ..ون .. ؟!!


فضحك خالد :


- لا .. دى ساعة .. بنحسب بيها الوقت ..


فنظرت إلى الساعة بدهشة :


- إنها عجيبة ..


فابتسم :


- لو كانت بتشتغل كنت قلت لك اقبليها هدية ..  

بس دى ملهاش قيمة دلوقتى ..


فابتسمت :


- إنك كريم ..


ثم نظرت إلى الساعة :


- كيف تقيس تلك الآلة الوقت ؟.. 

إننا هنا نقيسه بطريقة أخرى تماماً .. 

إنه عمل يقوم به أشخاصٌ , و يأخذون راتبهم ..


أجابها :


- فى الحقيقة أنا مش عارف هى بتقيس الوقت ازاى .. 

ثم سألها و كأنه يريدها أن تبقى معه مدة أطول و ألا تغادر :


- هو الوقت بيتحسب ازاى فى زيكولا ؟


أجابته :


- ترى ضخامة سور زيكولا .. 

كلما أشرقت الشمس حتى تشرق اليوم التالى يحسب يوماً .. و تُنحت علامة على السور .. 

ثم تمر سبعة أيام فتُنحت علامة أخرى للأسبوع ..  

و ما إن يأتى الشهر بعد ثلاثين يوماً حتى تُنحت علامة مختلفة .. و يأتى العام بعد إثنى عشر من علامات الشهور .. 

فتُنحت دائرة مميزة ..  

إنهم عمال كثيرون و لهم أجر لعملهم .. 

يُسمون (عُمّال الوقت) .. و أكملت :


 


- و لكن الغريب و الذى لاحظته .. 

أننا ندرك أننا فى نهاية عام ألفين و تسعة .. 

و هذا لا اعتقد أنه يتوافق مع عدد السنوات على السور .. 

و التى لا تكمل نصف هذا العدد من السنين ..  

و لكننى لا أشغل بالى بهذا ..


فقال خالد:


- زيكولا .. كل شئ غريب تجده فى زيكولا .. 


ثم أكمل :


- النهاردة بالصدفة عرفت إن فيه كتاب تانى 

عن سرداب فوريك .. و إن حد اشتراه من سنين ..  

و الكتاب ده بيمثل الأمل ليا .. و إنى أرجع لبلدى ..  

و تابع :


- الأكبر من كدة إنى حاسس إن اللى اشترى الكتاب ده 

ممكن يكون والدى ..


فصمتت أسيل و كأنها تفكر ثم قالت:


- إننى لم أسمع عن هذا الكتاب من قبل .. ثم سألته :


- ماذا ستفعل ؟ .. هل ستسأل كل شخص عن هذا الكتاب ؟


فأجابها :- أنا هدوّر على الكتاب فى كل مكان .. 

لازم ألاقى الكتاب .. 

أكيد الكتاب ده هو اللى هيجيب عن كل أسئلتى ..


فابتسمت أسيل :


- اتمنى أن تجده .. و أن استطيع مساعدتك يا خالد .. 

ثم نهضت :


- عليّ أن أغادر الآن .. 

لقد تأخر الوقت كثيراً , و لدىّ الكثير من العمل بالغد .. 

أظن أننا تحدثنا بما يكفى لحديث شهر كامل ..  

ثم أكملت , و هى تسير :


- و لكننى أحببت هذا الوقت معك يا خالد .. 











***


 


غادرت أسيل , و ظل خالد يقظاً ..  

يفكر كثيراً ثم يقطع تفكيره بابتسامةٍ 

حين يتذكر حديثه مع أسيل .. 

و ظل هكذا حتى أشرقت الشمس دون أن يغفو له جفن .. فاتجه مسرعاً إلى مكان عمله .. 

و كعادته قابل من يأخذون منه الوحدتين مقابل حمايته .. فآثر أن يعطيهم الوحدتين .. ثم وجد يامن فنادى عليه :


- يامن ..


رد يامن :- أهلا خالد ..


- عايز منك طلب .. عايز اشترى حصان ..


 فسأله فى دهشة :


- حصان ؟!!


- أيوة


- لماذا ؟!!


 


فلم يجد مفرّاً إلا أن يخبر يامن بالحقيقة .. 

و أنه يريد ذلك الحصان كى يبحث عن الكتاب 

فى جميع مناطق زيكولا .. 

حتى بدا يامن و كأنه لا يصدقه .. 

و لكن هذا لم يشغل بال خالد .. 

و طلب منه أن يدّله على مكان لبيع و شراء الأحصنة .. 

حتى نظر إليه يامن متجاهلاً قصته :


 


- إن هذا سيكلفك كثيراً .. ربما يكلفك مائة و خمسين وحدة ..


رد خالد :


- أنا موافق ..


فتابع يامن :


- خالد .. هذا سيأخذ من مخزونك الكثير ..


خالد :- مش مهم .. المهم إنى ألاقى الكتاب ..


يامن :- حسناً كما تريد .. 

سأخبرك أين تجد مكاناً تبتاع منه حصاناً قوياً ..  

و لكن أين ستبحث ؟ .. 

نحن هنا فى المنطقة الشرقية حيث باب زيكولا 

و أرض الاحتفال و صناعة الطوب .. 

هناك أربعة مناطق أخرى غيرنا .. 

المنطقة الشمالية , و المنطقة الجنوبية ,  

و المنطقة الغربية ,  

و المنطقة الوسطى التى يوجد بها الحاكم .. 

و كل منطقة تختلف عن الأخرى و عن منطقتنا ..


 


فأجابه : أنا هدوّر فى كل مكان .. لازم ألاقى الكتاب .. 

أو اللى اشتراه ..


فسأله يامن :- و عملك ؟!


رد خالد :- عندى مخزون كبير زى ما قلت ..


يامن :- خالد .. أخشى أن تقترب من مخزونك كثيراً 

فتندم على ذلك ..


 خالد : - ده أمل مقدرش اتركه .. 

عرفنى بس منين اشترى حصان ..


يامن :- حسناً .. و لكن ماذا إن وجدت الكتاب .. 

و لم تجد به ما ينفعك .. 

و قد أنفقت الكثير من ثروتك , 

و جاء يوم زيكولا ؟! .. 


أجابه خالد :


- لو جه يوم زيكولا .. اعتقد إن هيكون فيه كتير أفقر منى .. و أنا واثق إنى بالكتاب ده هقدر أرجع لبلدى .. 

حتى لو فقدت أكبر قدر من الذكاء ..


فصمت يامن قليلاً .. ثم قال :


- و لكنك نسيت شيئاً هاماً لا تعرفه .. 

إن نجحت فى ذلك و فقدت جزءًا كبيراً من ثروتك ..  

ستعود إلى وطنك كما خرجت من هنا .. مريضاً .. 

لست ذكياً على الإطلاق ..

لن يميزك عن غيرك سوى شيء واحد .. 

فسأله خالد متعجباً :


- إيه هو ؟


رد يامن :


- الغباء يا صديقى ..

              الفصل العاشر من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-