رواية احببت قاتلا أمي (كاملة جميع الفصول) نورا أحمد

 





رواية احببت قاتلاً أمي الفصل الأول 


انعقدت جلسة النطق بالحكم في قاضية قتل أحدي رائدات الأعمال وصاحبة كُبري شركات استيراد وتصدير المواد الغذائية يوم الثامن والعشرين من فبراير الساعة العاشرة صباحًا وجميع الحاضرون من أقارب وعشائر الضحية والقاتل، يجلس أقارب الضحية بالركن الأيسر من القاعة ومنتظرين القصاص من القاتل وبالأخص أولاد المقتولة نار الإنتقام تحرق قلوبهم ويريدون ذبح القاتل ولكن لن ولم يشفي جرحهم بذلك ونظرتهم ترمي بسهام الغلط والحقد على جميع منْ يقف بجوار القاتل ويُساند وعلى الرغم من ذلك ابن المقتولة يضع يده لقبض على قلبه منتظرًا ومترقب النطق بالحكم والأفواه تهمس بكلمات تكاد تفهم سوف ينال الإعدام فلا مفر من الموت فقد تم القبض عليه في جرم المشهود ولكن الخوف متلبس لسبب لن ندري ما هو بعد!؟.،وعلي حين الأخرين جالسين على الطرف الثاني من قاعة الجلسة منتظرين حبل النجاة لذلك المتهم الذي يقف مرتجفًا خلف القبطان ومُتذكرًا تلك الدماء التي مُلطخة بثيابه والسكين المُلقي أمام أقدامه عند دخول أحد الجيران علية ...... ، فقد حان الوقت الراهن واللحظة الحاسمة لنطق بالحكم عندما دخل القاضي وجلس على كرسيه ويُبدو علية الوقار والهبة رغم صغر عمره أشار بيده لرجل يقف على باب المدخل مُتحدثًا .

-نادي على القاضية.

-القاضية رقم ٦٤٢٣ جنايات الجيزة   

- بعد مشاهدة الفيديوهات التي تم تفرغها من كاميرات المراقبة قبل وبعد جريمة القتل ومراجعه الطب الشرعي والأدلة الملموسة التي قدمت لنا حكمت المحكمة على المتهم زين محمد عبد الغفار المتهم بقتل صفية عبد التواب بالبراءة لعدم وافية الأدلة وعدم مطابقه بصماته بالتي وجدت رفعت الجلسة.

هتفت ابنتها بكل قوتها كيف القاتل برئ!، ما هذا الظلم برئ رغم القبض عليه في الجرم المشهود؟!،

فلا أترك على قيد الحياة يا قاتل أمي وإن كانت المحكمة حكمت بذلك فلن أقبل وسوف أقتلك بتلك اليد التي صفعتك من قبل تتذكر تلك اليد؟ وبصقت على وجه وتركتة بعد محاولة أحدهم فض ذلك الاشتباك، بحيث لا يحكم على بدخول قفص الإتهمام نتيجة سب وقذف

حمد زين ربه انه قد نجأ من حبل المشنقة وكان يؤلم حالة عندما سمع صوت ينبعث من أحدي الشقق أثناء زيارته لصديقة، فلم يترك أحدهم يستغيث به وإن كان عدو له.

سار لحين وصل لمصدر الصوت وجد آمراة في الأربعين من عمرها ملطخة بدماء وثيابها ممزقة وتنزف وكأنها تصارع أنفاسها الأخيرة حاول مساعدتها بكل الطرق لكن دخل علية أحدهم وهو يمزق تلك البلوزة؛ محاولًا سد النزيف ظن أنه القاتل حيث زين خاف بشدة وحاول الهروب من ذلك الموقف حتى لا تصب علية أصابع الاتهام ولكن قد أصبت علية وقبل أن تصعد إنفاسها الأخيرة لربها كانت أخر كلمة قالتها :إبراهيم خد الفلوس وهرب الحقه، مريم لازم تعرف إبراهيم ظلت تلك الجملة عالقة بذهنه إثناء محاولة الهروب عندما شاهدة احد الجيران لكن أمسك به من قميصه وظن انه القائل وحتى ضربة ضرب مبرحًا.

-هتقتل الست وتهرب يا حرامي منك لله لما فعلت ذلك، دي ست طيبة والجميع يشهد لها بالاحترام وخدومة جدًا.

-بالله ما عملت حاجة أن كنت نازل من عند عبد الله صديقي من الدور السابع وجدت باب الشقة مفتوح وتستغيث.

-الاسانسير شغال لما تنزل على درجات السلم، ولما حاولت الهرب عندما رأيتني؟

-هو تحقيق بقولك مش انا القاتل، شخص اسمة ابراهيم القاتل.

لكن بدون أي فائدة تم الاتصال بالشرطة وحضرت ومعهم عربة الإسعاف وتجمع الناس أمام العمارة على صوت الصراخ من النساء عندما شاهدن ذلك المشهد البشع ونزل عبد الله ليجد زين مقيد بقيود الحديدية وجهه شاحب من الخوف والفزع، كان عبد الله غير مصدق ولا مستوعب ذلك جري على صديقة ولكن حاول الضابط منعك من الاقتراب منه فهو القاتل رد عليه بصوت شديد :كيف يكون القاتل وكان عندي وما هي إلا دقيقة نزل منها من عندي، برئ القاتل هرب كدا.

-اخبرهم يا عبد الله أني كنت عندك لا أحد يصدقني.

سحبه الضابط وضعه في سيارة الشرطة وانطلق إلى مركز الشرطة وسيارة الإسعاف ذهبت بالجثة إلى المشرحة لأخذ تقرير الطب الشرعي. كانت تلك السيدة ليس لها غير بنت اسمي مريم خريجة كلية الصيدلة منذ شهر تعرف تلك الفتاة بخفة الدم والوجه المشرق صاحبة الظل الخفيف فتاة كما قال عنها الكتاب بائعة السعادة

تلك الليلة التي قتلت فيها أمها كانت في نزهة مع أصحابها بعد أن انتهيت من فترة التدريب اليومية لها وأثناء عودتها وجدت تجمع الحشود وأمها على عربية الاسعافات يحملها رجال سيارة الإسعاف قلبها يرتجف من الخوف والقلق فلم تكن تعلم انها أمها المقتولة لحين اقبل عليها بواب العمارة بوجة حزين.

-البقاء لله يا دكتورة مريم، ربنا يصبرك.

-ماذا حدث يا عم محمد ماذا تقصد، لما كل ذلك التجمع؟

-أمك اتقتل واتمسك القاتل وأشار علية بإبهامه.

انصدمت وسقطت على الأرض ومغشية عليها من هول تلك الخبر الذي بمثابة صاعقة الموت. لكن قد ساندها أحدي الجيران قبل ان يلامس جسدها الأرض ومازالت واعية لما حدث فلم تجد غير الثور على زين وهو مقيد بقيود الحديد وتفرسه كالأسد يفترس فريستة قائلة وهي ممسكة قيمصة تمزيقه.

-ماذا فعلت لك يا مجرم لما فعلت ذلك؟

-يا آنسة والله لم اقتلها بل وجدتها مغشي عليه والدماء تسيل وكنت محاولة إنقاذي لها السبب في اتهامي ، بدليل قد أخبرتني أحذرك من شخص اسمه إبراهيم يا آنسة 

كانت مغيبة وغير مستوعبة ما تقوله ولا تعي ما تقوله غير جثة أمها أمامها والقاتل أمها ورغم ذلك كان زين يتعاطف ويعذر مريم وما فعلته به.

لكن كل ذلك حدث والجميع يشهد الموقف ولا يوجد أحد في صف زين حتى صديقة كان عندة ذرة شك في أن يكون القاتل.

زين في سيارة الشرطة والجثة على المشرحة، عندما دخل زين مركز الشرطة قد تعامل بكل قسوة وبشعة وكأنه حثالة لا قيمة لها، فلم يسلم من الصول وضربة حتى يعترف بأنه القاتل وعندما دخل الزنزانة بين المجرمين الحقيقين فهذا يبدو على وجوههم من بعد الطعنات فالمرء يعرف من ملامحة وقد ينخدع الإنسان بشخص لكن نادرًا ما يكون الاستنتاج صائب في حقيقة البشر.

زين في الزنزانة معقود في ركن على الأرضية خائف من الأشخاص المجرمين بعد صفعة أحدهم بقلم على وجة ليسقط مغشي عليه وقلبة يرتجف يدعو الله النجاة من تلك الغرفة ويقع اللؤم على نفسة والعتاب من مساعدة غيرة، مضيت تلك الساعات وكانت لا تنسى من ذاكرته لحين نادي علية أحد العساكر بعد الفجر في الساعة الخامسة.

-قم يا زين محمد عبد الغفار حضرة الضابط عايزك.

قام زين مع العسكري وهو يتعثر في خطواته وكأنه قد نجأ من هؤلاء الأشخاص وهدومة مبعثرة ومتسخة جدًا ورائحتها لا تطاق من العرق وشعرة هاش وجسمك مكسر من ضرب الناس له وكل ذلك وعيون مريم عالقة بذهنه ونبرة صوتها وهي تصرخ في وجه. فقد مر بموقف يشبه ذلك عندما ماتت أمه أثرت وقعة عن طريق الخطأ من السلم أطاح بحياتها فهي كانت ملاذه ومأمنه ولكن لا اعتراض على قدر. آفاق على قول الضابط لها. لكاتب يكتب أنه في تمام السادسة صباحًا من تاريخ اليوم اكتب التاريخ قد حضر المتهم في قاضية قتل السيدة ريهام محمد عبد الحميد في شقتها وشهادة الشهود بأن المدعو زين محمد عبد الغفار القاتل،. 

-ماذا تقول في السؤال الموجة لك بشأن قتل السيدة ريهام؟ 

-لم اقتلها والله ما قتلتها وجدتها مقتولة. 

-ما سبب وجودك في مسرح الجريمة؟

-كنت في زيارة لصديقِ عبد الله في الدور السابع. 

-ولما لا تستخدم الاسانسير وهي موجودة في الدور الخامس؟

-سمعت صوت مهموس كشخص يستغيث والباب مفتوح ودخلت انتقادها ولكن نفذت أنفاسها الأخيرة. 

-وماذا تفسر وجود أثر الدماء على ثيابك. 

-والله كنت أحاول انتقادها ما قتلتها. 

وماذا تفسر وجودك بصمات على المنضدة المجاورة لغرفة النوم. 

-كنت احضر قطعة من القماش الموجودة عليها بحيث أوقف النزيف. 

دخل ضابط الشرطة ومعه ورقة كانت التقرير من طبيب الطب الشرعي من خلالها اثبت طعن السيدة ريهام عدة طعنات خلفية وأثار باقية في يدها في محاولة مقاومة الخلوص من ذلك القاتل بعد محاولات عديدة في الصد والدفاع عن نفسها. 

وبعد الاطلاع عليها تبين وجود أثر بصمات لشخص مجهول الهوية وليس لها سجل جنائي، فقرر وكيل النيابة حبس المتهم زين محمد عبد الغفار تلاثة أيام على ذمة القاضية، أخذ العسكري زين الحبس وهو يجره كأنها القاتل الفعلي وكان حسرة في عيون زين على حالة بأن يمكث مع المجرمين ، دفعه بقوة لحجرة كاد يسقط على وجه لكن ساعدة شاب في الثلاثين من العمر في عمر مقارب لزين ويبدو علية من ثيابة وحديثة أنه من أسرة كريمة نظر إلية سيف بصدمة غير مستوعب فتلك الملامح قد مرت علية من قبل لكن أين لا يدري؟ 

-تفضل اجلس هنا ولا تتكلم مع أحد فهنا ذئاب بشرية تفرسك وتكون فريسة كل ليلة ما لم تظهر شجاعتك. 

-كيف؟ 

-إياك وحذاري من أن تبدو أمامهم ضعيف يبدو عليك أنك هادي الطباع لكن في كل شخص جانب شر نحتاج إليه أحيانا عندما نكون في وسط الشر. 

-لما تخبرني ذلك؟ قد تبدو مألوف لدي لكن لا اتذكرك. 

-ألم تتذكر يا زين صديقك في المرحلة الابتدائية قبل ان ترحلوا من المنطقة السكانية من المعادي. 

-أنت، أكيد أنت مالك صح؟ 

-نعم يا صديقي مرت السنين ونلتقي هنا في تلك الحجرة المتسخة ذات الجدران الأربعة التي تفيدنا عن العالم الخارجي، قد طاحت بينا الدنيا لأسفلها. 

-لكن أخبرني لما أتيت هنا؟ 

-قد اتهمت ظلم في قتل سيدة ويشهد الله اني برئ لكن الشهود وبصمتي موجوده في الأدلة الجنائية..... 

-كف جريمة قتل، كيف حدث ذلك. 

بدأ زين يقص ويحكي كل التفاصيل منذ أن خرج من منزلة لحين زار صديقة عبدالله وصوت الصراخ الذي سمعه وإنقاذ السيدة التي اتهم فيها ظلما وكل ذلك ومالك غير مستوعب ولا مدرك تلك الجريمة البشعة فهو يعلم مصيره إذا لم يعثر على القاتل الحقيقي وظل مالك يتحدث مع زين، وأثناء حديثهم

.. حاول أحد المجرمين فرض قوته الإجرامية على زين وإن يكون أضحوكة الليلة لهم وخادمهم ويلبي كل طلباتهم لكن تصدّ له مالك بوجه شرير وتهديدًا لهم في من يحاول التعرض لزين يكون صلعوك هنا ولا أرحمه فذلك الرجل ليس مثلكم وضيفي وأخِ ومن يتعرض له فقد توعد بمصيره من الآن وحفر مقبرة له قد رأي ذلك المجرم التي توجد أثر مصائبه على وجه إلى ورا خطوات متعثرة حتى التصق بالحائط جرا مسك مالك وجه بين كفه؛ حيث خاف منه والحاضرين ولا سيما زين فقد اخاف من مالك فلم يكون يعرف عنه غير هادئ وخجول جدًا فكان شخص انطوائي ومنعزل في المرحلة الابتدائية لكن سبحان مغير الأحوال قد غير الزمان فيه الكثير والكثير ممَّا أثار فضول زين في معرفة سبب دخول مالك السجن، وانتظر ان يعود ويجلس بجوارة فبعد أن أخاف الجميع منه وقام بفتح علبة السجائر بياخد منها سيجارة وقام بتولعها لكن لم يشرب منها؟!

كان الدخان يطير منها ولا يقربها من فمه، عندما جلس بجوار زين جالسًا كأنه أسد يقعد في مملكته وعاد إلى هدوئه مرة أخرى، قد تتعارك وتتصارع الأفكار في ذهن زين غير مستوعب تلك الشخصية التي تتحلى بالصدفه وضدها في نفس ذات الوقت ليعود من شروره على صوت مالك.

-ماذا أصابك ، إلى أين شردت، أم أكون أخافتك؟

-حقًا تبدو مختلف تمامًا كل الاختلاف عمَّا كنت في السابق لست مالك الخجول والانطوائي الذي كان يعطي حقيبة السندوتشات هدية كل يوم للوغد في الفصل، ماذا أصابك وماذا حدث والأهم من كل ذلك كيف دخلت السجن ما هي الجريمة التي ارتكبتها؟

-الزمان أجبرني على التغير والشجاعة وإن لا أرى حقي يهدر أمام عيني بعد أن مات أبي أمامِ ولم أستطيع الدفاع عنه وقتها؟

-مات أبوك؟

- نعم توفي مُنذ حوالي خمسة عشر عام بعد رحليكم من المنطقة بأربعة أعوام تقربيا قد مات برصاص غدر من أحد الأقارب.

-مات مقتول وعلى يد أحد أقاربكم كيف أخبرني؟

-لا داعي لتلك الحكاية لا أريد أن اتذكرها.

-فلا أثقل عليك لكن أخبرني لما دخلت هنا؟

-لا تقلق غدًا سأخرج كنت ضربت بعض الأوغاد مُنذ أسبوع عندما رأيتهم يتحرشوا بإحدى الفتيات في الشارع المار ولا احد يقترب دخلت ودفعت بكل قوتي عندها حتى كان مصيري هنا. 

-كيف دفعت عنها اذيت أحدهم؟ 

-حسنًا أحدهم لديه كدمات ليست هينة وتحتاج لعلاج لكن اثناء الموقف تخيلت ان تكون سارة أو امي في ذلك الموقف. 

-صحيح ماما كيف حالها وسارة؟ 

-الحمد لله ماما بخير، وسارة قد تزوجت مُنذ سنة ونص والآن منتظرين قدوم ولي العهد. 

-ما شاء الله تبارك الله، معنى ذلك هتخرج غدًا. 

-نعم، قد دفع والد تلك الفتاة كفالة وغدًا سأخرج. 

-كيف أعثر عليك يا مالك، أريدك أن تخرج أهلي إني مظلوم. 

-لا تقلق لن اتركك وسوف اكون بجوارك، ولم يقترب أحدهم بعد خروج اعطي العنوان وسوف أخبر أهلك وأساعدك في إثبات برائيك. 

-كيف يا مالك؟ 

-لا تقلق لي معارف هيقدروا يساعدوني.. 

-لم تخبرني ما وظيفتك؟ 

-أعلم أنك تظن أني مجرم لكن ليت كذلك أن أشتغل محاسب في أحدي الشركات. 

-لم أقصد يا صديقي. لو حقًا صديقك لا تقلق سوف أثبت براءتك. 

بقى زين ومالك تحدثوا طيال الليل وكأن الزمان يعود بشريط حياتهم مُنذ افتراقهم صغار والليل أقبل بالهموم وساعات الليل تمر سريعة في حديث الأحباب، وكانت 












 الليلة فارقة في حياة الكل وقد تعلم زين درس من كنوز الحياة فلا يخدعه المظاهر مهما يبدو الإنسان شخص سوي فلابد من جانب مظلم وشرير يظهر وقت الضرورة وليس كل متهم برئ وكل متهم مجرم فالمجرمين الحقيقي يمرحون في الدنيا ولكن في الخفاء؛ لم تصل إليهم قيود الشرطة بعد لنفذ علية العدل ولكن في أي أرض تتطبق العدالة فلا عدل إلا عند رب العباد، وقلبة يرتجف فكيف يستقبل اهلة ذلك الخبر ولم يتبقى غير أيام على موعد زفاف اختة هدى، دماغة قد تنفجر من الأفكار ومن ينتظرة ويظل مالك يواسي صديقة ويطمن زين أن الأمور سوف تكون على ما يرام ولكن لابد من التخلي بالصبر والشجاعة حتى لا يذهب ضحية لجريمة قاتل هارب من العدالة وظل مالك يذكر زين بأن مقولة السيدة ريهام رحمة الله عليها إبراهيم يا مريم إبراهيم مجرم فمن المؤكد وراها لغز وليس من البعيد إن يكون ذلك القاتل الحقيقي لكن من هو إبراهيم وما صلتة بتلك الفتاة ذلك، بداية حل اللغز، وجود بصمات أخرى يؤكد ذلك، ويظل يفكر في ذلك لحين إنتهى الليل بظلامه الدامس ولم يغفل مالك وزين ثانية لحين بعثت الشمس إشاعتها من نافذة الزنزانة ليفيق الباقين ويدخل العسكري بطريقة قليلة الذوق والأدب لينادي على مالك بأنه إفراج. سلم مالك على زين وداع حار وهمس بأذنة بجملة تترد في ذهنة لا تبدو ضعيف أمامهم حتى لا تكون أضحوكة كل ليلة تحلى بالشجاعة وإن كان قلبك يفترس من الخوف والقلق وخرج بعد الوداع وبقي زين في الزنزانة وخرج مالك لدنيا التي لم يراها منذ اسبوع ليبحث عن عنوان مالك ويساعده كما وعده. فالرفيق ضهر تستند علية وقت الأزمات وليس حديث وخروجات من حين لأخر وعند الشدة تفلت يده فهذا يكون وغد وليس صديق. 

كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه مثال يحتذى به في الصداقة وليس لهم مثيل، فكان يتقوى بصحبة ولم يفارقه في الأزمات ومن هنا كان قول الرسول صلى الله عليه وسلم فلينظر أحدهم من يخلي، نعم المرء على دين خليلة فمن يصاحب مجرم فهو مجرم وإن كان مثال لأخلاق فلا بد من أن يترك الزمان بصمة وطباع علية. 

مع شروق الشمس وانبعاث إشاعتها الذهبية لتغطي على الظلم الذي حل بزين فالساعات تمر والأسرة قلقانه علية وأشد الحيرة من أن يكون أصابه مكروه فتلك المرة الأولى التي يغيب فيها زين بعيد عن أهلها كادت أمه تصاب بالخبل من تصارع الأفكار وقلقها الشديد ولم يذوقوا الطعام فقد أذاقهم غياب زين دون سابق إنذار بالمرار ودارت الأحاديث بين الأهل لكن دون جدوى و الساعات تمر عليهم أبط من حركة السلحفاة ولحين قربت الواحدة ضهرًا تدق عقارب الساعة يدوق معها الباب، فالقلب مشتاق لمعرفة ما حدث لابنهم لعله رجع ورده الله سالمًا غانمًا. 

-اسرعي يا سلوى، افتحِ الباب فالطارق أكيد زين. 

أسرعت سلوي نحو الباب دون ارتداء غطاء على شعرها؛ ظنًا ان الطارق زين لكن الصدمة عندما فتحت الباب وشعرها منسال على جسدها وترتدي بجامتها التي تبدو فيها طفلة على الرغم من تجاوزها العشرين لكن تبدو طفلة مازالت تلعب بلعبتها قفلت الباب بسرعة دون معرفة الطارق فهذا ما علمها إياه دينها الحنيف، ألا تكشف وتظهر مفاتنها لغير أهل ومن هو محرم عليها. 

-من الطارق يا سلوى؟ 

- ليس زين يا إمي بل شاب أخر بالباب لا أعلم ما يريد. 

-حسنًا، سوف اخرج له وادخلي حجرتك وبعد الآن لا تظهري هكذا دون التأكيد من الطارق. 

خرجت أمها وقلبها عاد خائب الأمل كانت تتمنى من الله أن يكون الطارق زين لكن... 

-من أنت، وماذا تريد؟ 

-ألم تتذكرني يا خالة؟ 

-بعتذر، لم اخد بالي. 

-لا داعي يا خالة لاعتذارك، أنا مالك كنت ساكن معكم في المعادي قبل رحيلكم. 

رحبت بهِ فقد تذكرت مالك والعلاقة الطيبة بأسرته الحميدة فكانت امه بمثابة أخت لها في غربتها عن أهلها كانت الوحيدة التي تلجأ إليها عندما تكون في حاجة لأي أمر ومكانتها محفورة في قلبها مهما طال الزمن فلا تتاثر العلاقات الصادقة التي تنبع من قلب صادق ومحب

-كيف حال أسرتك وامك يا مالك واختك سارة. 

-الجميع بخير الحمد لله يا خالة، لكن مجئ لسبب زين. 

تفضل بالدخول يا مالك فلا يصح وقوفك هكذا على الباب، دعنا نتحدث بالداخل، حينها دخل مالك ومنظر سلوى في عينه ويتنسم كانت طفلة حقًا، جلس بالصالون لحين حضر والد زين وأمه، وبدأ الترحيب بينهم حيث تحدث عن زين وتحولت ملامحهم لحزن وحسرة من حال زين، فغير مستوعبين ذلك. 

-فمن المؤسف عليه أن اخبركم بأن زين الآن في مركز الشرطة متهم ظلمًا بقاضية قتل سيدة.... 

-ماذا تقول، تمزح؟ 

-أعلم أن الخبر كالضربة القاضية لكن أرد أخباركم فيعلم مقدار قلقه عليكم، لكن هو صادق في كل حرف وبرئ من دم تلك السيدة وسوف اعمل على إثبات ذلك، ويسهل ذلك وجود بصمة لشخص مجهول. 

               الفصل الثاني من هنا 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1