رواية وليدة قلبي الفصل التاسع عشر 19بقلم فاطمة الصوفي


 

رواية وليدة قلبي الفصل التاسع عشر بقلم فاطمة الصوفي

مرت الايام سريعا وجاء يوم كتب الكتاب الذي انتظره سليم طويلا كان قلبه يهفو كلما تذكر ان ريم ستُكتب علي اسمه، أُمنية سنوات طويلة تتحقك أُمنية ولدت يوم كبرت حبيبتة ،من اول يوم رأها به وهو يشعر بالمسؤليه تجاهها ظل يعاملها وكأنها ابنته الي ان اكتشف ان حبه لها بعيد كل البعد عن الأبوة بدأ يراها تكبر امامه ويحاول اقناع نفسه بأنها ريمه صغيرته لا يمكن ان يفكر بها غير انها ابنته واخته الصغيرة حاول وحاول ولكنه في كل مرة يفشل وقلبه الملتاع في حبها يثور عليه ويحاربه بقوة انهكته، ظل عقله يخبره بأنها طفلة وقلبه يرفض الانصياع لذلك مؤكدا انها حبيبته مُنذ ان رأها ومنذ ان ولدت وهي وليدة حبه وعشقه ،تذكر ذلك اليوم والذي كان نهاية حيرته وهو يعترف لنفسه واخيرا انه يحبها
#فلاش باك
نظر اليها بسعادة وهي تقف امام قالب حلوي كبير و يحتفلون بعيد ميلادها السادس عشر في جو عائلي رائع
اطفأت الشمع ثم نظرت اليه بحماس و سعادة :
فين الهدية بقى انت قولت بعد مانطفي الشمع
نظر اليها بتسلية وهو يضحك بقوة :
مش يمكن نسيت اجيب مثلا
نظرت له بعبوس رقيق وهي تحتضنه وهي ترفع عينيها لتواجه عينيه بسبب طوله الفارع :
بابا سليم مستحيل ينسي هدية عيد ميلاد ريمة صح
نظر اليها بحنان وعشق يرفض الاعتراف به وهو يخرج شيء من من وراء ظهرة :
ده بابا سليم ينسي اسمه ولا ينسي عيد ميلاد ريمة
نظرت ريم له بسعادة وهي تقفز عندما وجدت في يده مفتاح سيارة :
جبتلي عربية بجد ،هي فين تعالي ورهاني يا سولي يلا بليييز يلا
ضحك لسعادتها وهو يجزبها من يدها ويُريها هديتها والتي كانت عبارة عن سيارة حمراء باهظة الثمن ذو موديل حديث وجميلة
نظرت له بسعادة وهي تحتضنه بحب ومشاعر طفولية بريئة نمت داخل قلبها منذ الطفولة :
شكلها جميل خالص يا سولي ربنا يخليك ليا ،عايزة اجريها وحياتي يا سليم يلا
-انسي انك تسوقيها ،انا جايبلك سواق هيبدأ شغل من بكرة
نظرت له بتزمر ولم تعترض فلو انقلبت رأسا علي عقب امامه لن تجعله يغير رأيه ..
رفع وجهها اليه وهو يتأملها بحنان وباليد الأخري يخرج من جيب جاكيته علبة مُخملية زرقاء
شهقت ريم بسعادة وقد ذهب تزمرها ادراج الرياح ،وهي تضع يدها الصغيرة علي فمها:
انت جبتلي هدية تانية؟
سليم وهو يفتح الهدية ويخرج منها سوار ماسي خطف انفاس ريم من جماله:
وريم هانم يجلها هدية واحدة بردوا
ضحكت بسعادة وهي تتأمل الأسوارة
:جميلة اوي
رفع يدها اليه وهم بألباسها اياه عندما وجد سوار فضي اللون في معصمها لا يتزكر انه اهداها اياه :
ماما اللي جابتلك الأسورة دي يا ريم ؟!
اجابته بسهولة:
-لا ده عاصم زميلي في الكلاس جبهالي عشان عيد ميلادي
نظر اليها بعدم تصديق وغيرة وقد تشنج فكه من العصبية وهو يقول لها بصوت هادر :
انتي اتجننتي زميلك ايه يا هانم يجبلك هدية بتاع ايه انتي اتعبطي
نظرت له بخوف وزهول ودموعها ملأت عينيها
امسك يدها بقوة المتها وهو ينزع السوار بعصبية ويُلقية ارضا ثم دعسه بقدمه وهو مازال يعتصر معصمها وهي تبكي
-سليم ايدي لو سمحت

نظر لها وهو يستوعب مسكة ليدها بتلك الطريقة فتركها علي الفور وقد تركت يده علامه وانتشر اللون الأحمر في معصمها
تركها وصعد لغرفته بسرعة وعصبية وهي تنظر في اثره بزهول
......
شعر بأنه يريد قتل ذلك الصبي الصغير الذي تجرأ واهدي لريمة هدية ولم يرتاح الا عندما نقله لمدرسة اخري بعيدة عن حبيبتة نعم حبيبتة فقد استوعب سليم ماهية مشاعره تجاه ريم اخيرا ،وغيرته عليها التي تعدت غيرة اب او اخ ولم تكن سوي غيرة عاشق مُتيم بطفلة واعترف لنفسه ان تلك الصغيرة استولت علي قلبة وتوقف عن محاربة مشاعره تجاهها ، وبدأ يري ريم زوجة له ويتمني ذلك اليوم الذي ستُكتب علي اسمه بفارغ الصبر ..
#باك
افاق من زكرياته وهو ينظر لنفسه في المرآة وهو يشعر بأن وجهه يضوي من السعادة ولما لا فحبيبته ستُكتب علي اسمه اليوم
دلفت كوثر وهي تنظر اليه بعيون دامعة وسعادة لا توصف:
اخيرا شوفتك عريس يا حبيبي ياه يا سليم كنت بتمني اللحظة دي من ساعة ماتولدت
اقترب منها سليم واحتضنها بحنان وحب:
فرحان اوي يا ماما اوي اخيرا ريم هتبقي بتاعتي وعلي اسمي
نظرت له بدموع وهي تقول بمرح :
مين يصدق ان المفعوصة دي كبرت وبقت عروسة
سليم بضحك :
بس يماما لو سمعتك دلوقتي هتقولك انا مفعوصة يماما كوثر تمام شكرا وتقوم مقموصة وسيبالنا الحفلة واقعد اصالح فيها يومين
رفعت كوثر حاجبيها بمرح :
عشت وشوفتك بتخاف علي زعل حد يابن محمود
-وهي ريم حد بردوا
-ماشي يا حبيبي تتهنوا ببعض بس انا هبدأ اغير من ريم خلي بالك
قبل سليم يدها بحنان :يا روحي ده انتي الكل في الكل
-رينا يرضي عنك يا ابني ،يلا ننزل المأذون جه
دق قلبة من السعادة وهم بالنزول معها .
*********
تدور حول نفسها بذاك الفستان الرائع الذي يشبه فساتين الأميرات وقد ناسب بشدة قوامها المثالي بلونه السكري الذي لائم لون بشرتها ويعلوه حجاب صغير بنفس اللون وكم بدت جميلة بشكل مُزهل..
نظرت اليها اميرة بأنبهار :
ماشاء الله يا ريم ده انتي بقيتي فتنة اكتر بالحجاب
نظرت لها ريم بعينيها الجميلة وهي تقول بسعادة:
نفسي اشوف رد فعل سليم لما يشوفني بالحجاب اكيد هيفرح جدا
-يلا يا ستي ننزل وانتي تشوفي ردة فعلة
نظرت لها ريم بصمت سرعان ما تحول لتوتر :
خايفة
-خايفة !
خايفة من ايه يبنتي انتي عبيطة ؟!

نظرت لها بجدية وهي تقول :
-مش عارفة حاسة اني لو نزلت وانا متوترة كده هتقلب علي وشي ،هيبقي شكلي وحش لو وقعت قدام ناس كتيرة كده صح؟
وسليم هيضحك عليا وانا مش هتجوز واحد بيضحك عليا انا هفركش كتب الكتاب ده
نظرت لها اميرة بصمت لعدة ثواني ثم انفجرت ضاحكة عليها :
بت انتي مش معقولة بجد انا سعات بشك في ان سليم مزور بطاقتك مستحيل تبقي ٢٠ سنة عقلك وتفكيري مايديش اكتر من ٤ سنين حقيقي
نظرت لها ريم بغضب :
علي فكرة انتي سخيفة عشان انا بقولك علي اللي مخوفني وانتي بتضحكي عليا ماتكلمنيش تاني
فغرت اميرة فمها :
انتي هتعيطي ولا ايه اهدي كده الناس مستنية تحت وهتبوظي الايلاينر وهيبقي شكلك عرة بجد
رمقتها ريم بحنق وادارت وجهها للجهة الاخري
اقتربت منها عندما احست ان الموضوع لا يقتصر علي كونها متوترة :
-فيه ايه يا ريم حاسة ان فيكي حاجة مش مجرد توتر
التفتت ريم لها واحتضنتها وهي تحاول ان لا تزرف عينيها الدموع :
خالو قالي انه مش جاي وعنده شغل وانا كنت بتمني انه يبقي وكيلي حتي معاذ ابن خالتي علاقته مع سليم وحشة جدا ومارضيش ييجي وكلمني بأسلوب وحش في الموبايل مش عارفة ليه وخالتو قالتلي انها هتيجي الحفلة بس لسه ماجتش ممكن معاذ يكون اقنعها ماتجيش حاسة ان مليش حد
احتضنتها اميرة بحنان وهي تحاول ان تُخرجها من هذة الحالة :
يا حبيبتي يا ريمو ازاي مالكيش حد مش انا اختك وماما كوثر اللي كل شوية تدخل تعيطلنا من الفرحة وتطلع تاني دي مش زي مامتك وسولي اللي تحت ده مش كان كل حاجة في حياتك علي قولك يبقي ازاي مالكيش حد يا جزمة
نظرت لها بتفكير:
تصدقي فعلا تقريبا انا اللي عايزة اعيط وبنكد علي نفسي
اميرة بضحك:
-انتي اول مرة تعرفي انك نكد يا روحي
شاركتها ريم الضحك قبل ان يقاطع مزاحهم دقات الباب وصوت مألوف اليها يتحدث بمرح من خلف الباب:
عايزة تتجوزي من غير خالو يا مجرمة
ريم بفرحة وزهول رقضت اليه وتعلقت بعنقه:
ناادر حبيبي انت جيت امال كنت بتضحك عليا وقولت انك مش جاي ليه
احتضنها بحنان وحب:
يا روحي انا اقدر ماجيش كتب كتاب بنتي
-واحشني خالص كنت خايفة ماتجيش يا خالو كنت حاسة اني لوحدي
-يا قلبي لوحدك ايه بس ده انا لو هجيلك مشي
ضحكت ريم بسعادة له ثم التفتت لأميرة التي تتطلع علي نادر بهيام من وسامته :
خالو اعرفك البيست فريند حجي
انتبه نادر لتلك الفتاة الخمرية الجميلة التي تحدق به :
هو القمر مش في السما ولا انا بيتهيقلي
احمرت وجنتي اميرة بخجل :
ازي حضرتك
اقترب منها نادر وهو يمد يده لها :انا نادر اخو ريم اكبر منها بسنتين ونص
ضحكت اميرة علي مزاحة وهي تمد يدها بأستحياء له وتشاركه المرح :
وانا أميرة صاحبة ريم في الحضانة
قاطعتهم ريم بمرح :
وانا ريم وكتب كتابي انهاردة
امسك نادر يدها بحنان وهو يقول بمرح :
طب يلا يا ست ريم علي تحت بدل ما هولاكوا يطلع ياكلنا

**********
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
جلس يستمع الي كلمات المأذون بمشاعر كثيرة وهو ينظر اليها بزهول وانبهار فلم يتخيل ان تكون بهذا الجمال المُبهر ،هي زوجته وملكه عقله لا يستوعب كل هذا..
ظل يتلقي المباركات من هذا وذاك ومازالت عينيه معلقه بها بأندهاش وعدم تصديق قابلته هي بابتسامة عاشقة ،ظل يتأملها بعشق و هيام بها وبجمالها ،حبيبته وابنته ترتدي الحجاب وفي اسعد ايام حياته ان قلبة سيتوقف من فرط دقاته ،لم يرتاح الا عندما ترك الجميع واتجه نحوها يجزبها من وسط اصدقائها ويحتضنها بقوة وعشق كبيرين مع نظرات الزهول وعدم التصديق التي وجهت لسليم من رجال الأعمال والموظفون الذين يعملون لدية وهم يرون الجانب العاشق من رب عملهم الجاد
همس في اذنها وهو يستنشق عبيرها بعشق :
بقيتي علي اسمي وفي حضني وانتي مراتي انا حاسس ان قلبي هيقف من الفرحة ومش قادر اصدق
تمسكت ريم به وهي تحتضنه بدورها :
خلاص بقيت جوزي انا وانا مراتك انا حاسة اني بحلم يا سليم
نظر لها بعشق :
احنا مش بنحلم انتي بتاعتي ومكتوبة علي اسمي من يوم ماتولدتي وانتي بقيتي ليا
صدعت موسيقة رومانسية هادئة في الحفل وسليم يحتضنها ويرقص معها ومازالت عينيه معلقة بعينيها بعشق وكأنهما في كوكب اخر وحدهما
-بحبك يا ريم بحبك وهفضل احبك لأخر نفس في عمري
-وانا بحبك يا روح ريم وانهاردة اسعد يوم في حياتي كلها عشان اتكتبت بأسمك
ظل يراقصها بسعادة وعشق
ونظرات الهيام والسعادة واخري تملؤها الحسد والغيرة تنهال عليهم من كل اتجاه ،وكاميرات المصورين تلتقت تلك اللقتاط النادرة لأشهر رجل اعمال في الشرق الأوسط الذي لطالما عُرف بجديته وحزمة
***********
كان يقف ناظرا لريم بعيون دامعة وسعيدة وهو يتمني لو ان اخته الحبيبة حية لتشاهد ابنتها وقد كبرت واصبحت عروس.. عندما قاطع افكارة تلك اليد التي وضعت علي كتفه
التفت ليجدها اخته هناء تنظر له بدموع ورجاء :
ازيك يا نادر
نظر لها بجمود :
اهلا
-لسه مجاش الوقت اللي تسامحني فيه وتكلمني ده انا اختك يا نادر
نظر لها بقسوة وزكريات الماضي تنهال علي عقله:
وانا ماكنتش اخوكي لما كنتي بتعامليني اسوأ معاملة ممكن يتعامل بيها طفل وتكرهيني بسبب زنب مش بأيدي
نظرت له بحزن وألم:
انا اسفة يا نادر اسفة انا عمري ماكرهتك ومن جوايا دايما كنت بحبك وكأنك ابني حط نفسك مكاني كان صعبان عليا امي اللي طول عمرها شيلانا وفي الأخر اكتشف ان ابويا متجوز عليها وكمان مخلف عيل صغير ماقدرتش اعاملك كويس ماقدرتش ،حاجة جوايا دايما كانت بتمنعني
-ماتبرريش لنفسك انتي عارفة كويس ان ده عمرة ماكان زنبي ،شوفي رغم ان مني الله يرحمها كانت كارهه امي بس عمرها ماعملتني وحش دايما كنت بحس انها بتحبني وبتعوضني الحنان اللي كنت فاقدة من امي وابويا وانتي ،صبيتي كرهك علي طفل كل زنبة انه ابن راجل اناني اتجوز علي مراته وقهرها وست مستهترة كل همها الفلوس وبدل ماتعوضيني جفاهم كنتي بتزودي الجفا ،اياكي يا هناء هانم تدي لنفسك حق انك تندمي دلوقتي وفكراني هسامحك ..
رمقها بحزن وكرة ورحل حتي لا يفتعل مشكلة معها في حفل ابنة اخته ريم التي يري يها اخته الحبيبة والحنونة .
***********
امسكت هاتفها بغل وحقد وهي تري ذلك الخبر الذي تصدر عناوين الأخبار بالخط العريض "كتب كتاب رجل الأعمال الأشهر سليم الحداد ومشاهد من الحب يتبادلها العروسين "
-فاكرة نفسها هتاخده مني العجربة ماتعرفش مين نوارة بس انا هكون زي كابوسها الأسود ،نوارة ماتعودتش تسيب حاجة بتاعتها لحد هوريكي يا ملزجة ان ماسابك وجري ورايا مابجاش انا نوارة..

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1