رواية وليدة قلبي الفصل العشرون20 بقلم فاطمة الصوفي


 رواية وليدة قلبي الفصل العشرون بقلم فاطمة الصوفي

 
20
وقف يُهندم ملابسة امام المرآة والأبتسامة لا تغادر شفتيه وهو يتذكر رقصتهم معا وعينيها التي اخبرته كم هي هائمه به لقد افقدته هيبته تماما وجعلته يُظهر جانبه العاشق علي الملاء ..
وضع عطره الثمين وغادر غرفته متوجها لغرفة تلك الكسولة التي لا تشبع من النوم، وكما توقع وجدها تغط في نوم عميق وهو الذي جلس طوال الليل يبتسم ببلاها ولم يستطع النوم وهو يفكر بها وبأبتسامتها ورقتها ، وهي تنام وكأن يوم امس كان يوم كسأر الأيام
نظر لها بقلة حيلة وهو يبتسم بحب ثم توجه لها وجلس يتأمل ملامحها الفاتنة ،واخذ يُمرر يده علي خصلاتها برقة يُقظها ويهمس لها يحنان:
ريم يا روحي يلا اصحي
تململت في نومتها بأنزعاج :
اممم
-ايه اللي امم اصحي ياريمة وحشتيني
فتحت عينيها وهي تنظر له بابتسامة نعسة :
سليم
مال وهو ينظر في عينيها بعشق:
يا عيون سليم
ابتسمت برقة وهي شبه مستيقظة تتأمل مظهرة المُهندم بهيام :
هو انت حلو كده ليه
ضحك بقوة علي كلماتها وهو ويُبعثر خصلاتها :
يابنتي اصحي بقى ارحميني
تمتمت بنبرة نائمة وهي تحاول فتح عينيها :
خلاص صحيت اهوه
مال عليها يحملها وهو يتوجه بها الي الحمام :
انتي مش هاتفوقي الا لما تترمي في البانيو وهو مليان ماية ساقعة
تعلقت في رقبته بقوة :
مش هاتعرف تفك ايدي
نزع يديها بسهوله وهو يفتح الدوش فنظرت له بزعر وهي تحاول التمسك به :
خلاص خلاص والله صحيت اهوه صحيت
نظر اليها وهو يرفع احدي حاجبية :
لا لا مش حاسس انك فوقتي لسه
-لا فوقت والله اهوه حتي شوف عنيا مش مغمضه خالص اهيه
نظر لعينيها بتيه وكأنه غريق وقع في امواجها ولم يستطع النجاة، لم يشعر بنفسه الا وهو يُقبلها بكل العشق الذي يستوطن قلبة مُتمسكا بها وكأنها سبيله للحياة .
نزلوا بعد فترة لتناول الأفطار وهو يُمازحها ويطعمها تحت نظرات والدته السعيده لسعادته ونورا الحزينة وثرية الغير مُكترثة بهم
انهي الفطور بعد فترة وقبل جبينها بحنان ورحل لعمله مضطرا
********
مر الوقت عليه ببطئ في العمل فاليوم كان ممل جدا بالنسبة له، يُريد ان يذهب للمنزل ويُمضي الوقت معها وهو يعانقها ويستنشق عبيرها ابتسم للفكرة وهم بأن يلملم اغراضة ويذهب للمنزل عندما دق باب مكتبه ودلفت نهي السكرتيرة
نهي برسمية:
فيه واحد عايزك برا يا باشمهندس

سليم بعدم اكتراث :
مين ده يا نهي
-الراجل العمدة ده اللي جه قبل كده ده
نظر لها نظرة خاوية عندما علم هويته :
دخليه واطلعي انتي
-حاضر يا فندم
مرر يده علي وجهه بحنق فقد نسي امرة تماما
دلف عبد الرحمن بوقار :
ازيك يا ولدي
-اهلا يا عمي اتفضل
-انا اسف يا ولدي اني جيت من غير ميعاد بس الظروف
-عيب يا عمي ماتقولش كده ده مكانك
-تشكر يا ولدي ،انا جايلك انهاردة عشان اجولك ان ماهينفعش نأجل الجوازة اكتر من اكده اخويا طلبها لولده وبكل بجاحة حاول يهددني انه هيأذيها لو ماوفجتش ،وانت عارف نيتهم زين ، معلش يا ولدي بتجل عليك بس لازما تسافر معايا الصعيد في اسرع وجت نكتبوا الكتاب
نظر له نظرة خاوية :
حاضر يا عمي بس ماينفعش انهاردة سبني اوضب حاجتي واظبط اموري
نظر له عبد الرحمن بأسف واحراج :
اني اسف يا ولدي اناي عارف اني بضغط عليك بس ماليش غيرك اطلب منيه حاجة زي اكدة ،حتي ولو هجع من نظرك
-ماتقولش كده يا عمي انت الوحيد اللي بشوف فيك صورة ابويا الله يرحمة وعارف انك ماعملتش كده الا مضطر
ربت عبد الرحمن علي كتفه بحب وامتنان:
وهو ده العشم يا حبيبي
**************
نظرت له بدموع وهو يُجهز حقيبة السفر :
يعني ايه مسافر للشغل انت دايما بتقولنا قبلها بأيام جاي تقولنا وانت مسافر
ترك مافي يده والتفت لها يحتضنها بقوة :
اسف يا روحي هما يومين بس وهاتلقيني عندك وهبقي معاكي علي الواتس دايما
بادلته العناق وهي تتشبث به بقوة وتستنشق رائحة عطره بحب :
مانت هتوحشني مش عيزاك تسافر ياسليم طب خلي حد يسافر بدالك وخليك انت
نظر امامة بحزن وهو يقول لها بقلة حيلة:
ياريت ياريم ياريت كان ينفع حد يسافر بدالي ماكنتش هسافر انا ابدا
رفع رأسها له وهو يمسح دموعها :
خلاص بقي يا حبيبي مش هتأخر هما يومين وتلاقيني قدامك

تمسحت في صدرة بتزمر :
ماشي هما يومين بس
نظر في عينيها بعشق وأسف وهو يقول بلهفة :
اوعديني انك ماتزعليش مني ،اوعي في يوم تزعلي مني ياريم
نظرت له بعدم فهم ولكنها تمسكت به بعشق وهي تقول:
اوعدك يا حبيبي انا عمري اصلا ماقدر ازعل منك
*************
جلست تنتظر قدوم والدها وسليم بلهفة وقد حرصت علي ارتداء افخم ثيابها ووضع الزينة بشكل رائع لتنال اعجابه مازالت لا تُصدق انها علي بُعد لحظات من لقائه ..فاقت من شرودها علي استقبال الخادمة لوالدها وضيفة فدق قلبها بشدة وهي تنظر للباب بتلهف لتري سليم يدلف مع والدها بهيبة ووقار شديدين وكأنه رئيس لدولة ما ،هل هذا سيكون زوجها عن قريب!! سيُغشي عليها ..
-اتفضل يا ولد الغالي بيتك ومطرحك الدار نور
رد عليه سليم بصوته الرجولي :
منور بأهله يا حاج
تفاجيء عبد الرحمن بوجود ابنته في باحة الفيلا فنظر لها بتعجب:
ايه ده نوارة انتي لساتك مانمتيش لحد دلوك
نظرت له بخجل:
جلجت عليكي يا ابوي جولت انام لما توصل بالسلامة
-ماتجلجيش يا بتي ، تعالي سلمي علي سليم
تقدمت منهم بلهفة وعينيها معلقة به :
ازيك يا سليم بيه
نظر لها سليم بود :
ازيك يا نوارة ،بلاش بيه دي انتي زي اختي
رمقته بحنق مخفي وهي تقول بلطف مُزيف:
طبعا اكيد
-يلا يا ولدي اورك اوضتك اللي هتنام فيها
صعد سليم مع عبد الرحمن لُيرية الغرفة التي سينام بها
-ارتاح منيح بكرة اليوم هيكون مُتعب عشان هنبدأ تجهيزات الفرح
نظر له سليم بتعجب :
فرح مين يا عمي؟
احنا ماتفناش علي كده
-واه عايز تتجوزها من غير فرح
-لو سمحت يا عمي انا بعزك وعامل خاطر ان انت كنت صديق والدي وعمري ماكنت ناكر للجميل بس انا مش هعمل فرح الا في جوازي من حبيبتي ومراتي
نظر له عبد الرحمن بأستياء :
امال عايزني اكسر بخاطر بتي الوحيدة دي أول فرحة ليا

استاء سليم من نبرته وحاول قدر المستطاع ان لا يتواقح معه:
دي مش فرحة اصلا لا ليها ولا ليا الجوازة كلها عشان اساعدها مش عشان احب فيها لاحظ يا عمي ان بمساعدتي ليك بغامر بعلاقتي ببنت عمي عايزني كمان اعمل فرح لغيرها قبل ماعملها هي فرح
نظر له نظرة بها عتاب ولوم :
- وانا مرضاش اضغط عليك كفاية جوي اني رميت بتي عليك
-تنهد سليم بقلة صبر :
عمي انت مش عارف اللي بعمله ده صعب قد ايه بالنسبالي ومستحيل هحط نفسي في الوضع ده لو كان حد غيرك ،انا ماعملتش كده الا لغلاوتك عندي فارجوك ماتخدش الموضوع علي اني بقلل منك او من نوارة
صمط عبد الرحمن لعلمة بأن سليم مُحق تماما فهل بعدما وافق علي مساعدته سيُنكر معروفة ويضغط عليه للقيام بما يفوق مقدرته
**************
مر اليومين التاليين ببطيء عليه لأفتقادة لحبيبتة ،تم التجهيز لعقد القران وجلس سليم نفس الجلسة التي جلسها مُنذ ايام ليعقد قرانه مرة اخري ولكن بأختلاف المشاعر فهناك كان سيطير فرحا وقلبة سعيد مُتلهف اما الأن يجلس برسمية شديدة وكأنه يوقع عقد عقاري لأحد البيوت ..
تلقي التهاني والمباركات ببرود وهو يتمني ان ينتهي كل هذا سريعا
**********
في اليوم التالي جلس يقود السيارة وهو ينظر للطريق برتابة شديدة غافلا عن تلك العيون الهائمة به لا تصدق ان شخص واحد يتمتع بكل هذه الوسامة ، هل احتكر الجمال والرجولة لصالحة ظلت تراقبة وتراقب عينية الحادة ونظراته علي الطريق وملامحة الجزابة ويديه وعضلات كتفه، انه فتنه متحركة لن تتركة لغيرها ولو كلفها هذا ان تُحارب العالم..
************
وقفت في شرفتها وهي تنظر لبوابة القصر تنتظرة بعدم صبر وقد اضناها الشوق بعدما غاب لثلاث ليالي سافر بهم لمتابعة فرع شركته في الامارات ،وقفت متلهفة لدلوفة في اي لحظة عندما استمعت لبوق سيارته فقفزت بسعادة وهي ترقض لتستقبله
لم تجعله يستوعب الأمر فقد قفزت تتمسك به وتتوق جسدة بيديها وقدميها :
حبيبي وحشتني اوي اوي
عانقها بقوه وبشوق :
يا مجنونة كنت هقع
رفعت رأسها وهي تقبله علي وجنته بشده :
مانت واحشني جد....لم تكمل حديثها عندما لاحظت تلك الفتاة التي تقف خلفه وترمقها بنظرات مُريبة :
مين دي ؟
نظر لها سليم نظرة غريبة وهو يقول :
دي نوارة تبقي بنت عم عبد الرحمن صاحب بابا الله يرحمه ماظنش تعرفيه
عقدت حاجبيها بتعجب :
وانت شوفتها فين مش انت كنت مسافر
تنهد بضيق لأنة مُضطر للكذب عليها :
مانا عديت علي الشركة الأول عشان عم عبد الرحمن قالي انها جايه تعمل انترفيو شغل وهي مالهاش حد في القاهرة عشان كده جبتها تقعد معاكم هي بنت واكيد ماينفعش تسكن وحدها
تركت ريم سليم واتجهت لها بود وهي ترحب بها :
اهلا بيكي يا نوارة البيت نور
صافحتها نوارة بود مصطنع وهي تحترق غيره منها :
اهلا يا حبيبتي الدار امنور اباهله
التفت ريم لسليم بحماس طفولي :
الله يا سليم دي بتتكلم صعيدي
ضحك سليم عليها :
اه يا روحي هي من الصعيد اصلها
ابتسمت ريم بحب وهي تتأمل ضحكة سليم غافلة كليا عن تلك التي ترمقها بكرة وتخطط لمحو تلك السعادة والحب بينهما



تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1