رواية وليدة قلبي الفصل السادس والعشرون بقلم فاطمة الصوفي
هوي بيده علي وجنتها بقوة وهو يقول بغل :
وطيتي راسي وطيتي راسي يا بنت الكلب خلتيني جاعد في نص هدومي جدام سليم وامه
نظرت له بزُعر وهي تحاول ان تبتعد عن مرمي يديه :
ياابا اني بدافع عن حجي في جوزي اااه
صرخت من اثر يدة الخشنة التي هوت علي وجنتها بعُنف :
جوزك مين يبنت الرفضي اشحال ماكنتِ عارفة سبب الجوازة اييه بتحطي عينك علي راجل متجوز يا جليلة الرباية
وضعت يدها مكان الصفعة وهي تقول بحُرقة وحقد:
متجوز ولا لاه وومهما كانت سبب الجوازة دي بس هو جوووزي
انقد عليها عبد الرحمن بالصفعات وهو يتزكر كلمات سليم وكوثر وكيف شعر بالخذي والحرج :
-يبنت الكلب يا عديمة الكرامة حتيطي راسي في الطين واني اللي طول عمري راسي مرفوعة جدام الخلج كُلاتهم
- اه يا با سيبني بالله عليك هموت يابا اني عملت اكده عشان هو جوزي ما..اااه
قطع كلامتها بصفعة اخري وهو يُمسك خصلاتها بعُنف ويقول مُستهزئاً:
بردوا هتجول جوزي !!
طب ارتاحي بجى لأن سليم طلجك رسمي وورجتك هتوصلك في اي وجت
برزت عيني نوارة بصدمة قبل ان تلطم خديها بقوة :
يا نصيبتي يا نصيبتي طلجني يعني ايه ارجوك يابا جولي انك بتجول اكدة عشان اللي عملته وان سليم ماطلجنيش
القي بها ارضا وهو يقول بأشمأزاز :
انتِ من ميته كرامتك بجت معدومة اكده مستعدة تفضلي مع واحد مش شايلك من ارضك وعيحب واحدة تانية انتي مصنوعة من ايه انتي مستحيل تكوني بتي اللي اعرفها ابدا
لم تستمع نوارة لكلامة وهي تستمر بالنواح والصراخ وهي لا تتخيل ان فرصتها في الحصول علي سليم ذهبت ادراج الرياح
لم يُشفق عليها والدها وهو يُكمل بغل :
لاه ومش اكده بس ده اني هاخدك البلد وهجوزك اجل غفير عندي انتي ماتستحقيش اللي اني بعمله عشانك
اقتربت منه وهي تحاول تقبيل يده وهي تقول بتوسل :
لاه يابا وحياة الغاليين عندك ماتعمل فيا اكده ماتكسرنيش بالطريجة دي
نفض يدهها وهو يقول بحسم :
اني خدت جراري خلاص انتِ زي اعمامك عجربة مالكيش الا واحد صعيدي يشكمك ويمشيكي عالعجين ماتلخبطيهوش
*************
علي الجانب الأخر
ظلت جامدة في حضن سليم لا يظهر علي معالم وجهها اي رد فعل علي ما نطق به بخلاف قلبها الذي يدق بعنف وسعادة كانت نبرتهُ صادقة من دون ان تسأل كوثر او اي احداً اخر هو لن يكذب ولكن رغم سعادتها بأنه لم يقم بخيانتها مازالت تلك الغصة في حلقها كالعلقم فقد خدعها وكذب عليها جعل امرآة اخري تنعم بحقوقها وتحمل اسمه الذي تملُكة هي، لمذا يتعامل معها وكأنها طفلة لا يحُق لها معرفة شيء عنه او سؤاله عن اي شيء وبالمُقابل هو يعد انفاسها
انتظر سليم اي رد فعل منها علي كلامه ولكنها ظلت صامتة تستند برأسها علي صدره بجمود رفع رأسها في مُقابل وجهه وهو يحاول ان يتبين من معالم وجهها تأثير ما قاله لكن لم يظهر شيء لدرجة انهُ ظن انها لم تسمعه ،حدق بها بقلق وهو يقول بأستفسار:
ريم انتِ سمعتي انا قولت ايه ؟
نظرت في عينيه مُباشرتاً بملامح جليدية :
لو كنت مستنيني بعد كلامك ده اقوم احضنك واقولك خلاص يا حبيبي ماحصلش حاجة تبقي غلطان انت بعد كلامك ده اثبتلي ان انا ولا حاجة بالنسبالك بتتصرف من دماغك ولا كأن فيه حيوانة متجوزها ومن حقها تعرف عنك كل حاجة ،بديت شهامتك ورجولتك عليا كأني حاجة رخيصة ولا ليا لازمة عندك
حدق بها بصدمة متي اصبحت حبيبته هكذا لقد ظن انها بعد سماعها للحقيقة ستعود الأمور لمجراها وستتفهم لما اقدم علي هذا الفعل ، هل تقول انها لا شيء بالنسبة له لماذا اذا يشعرُ بأن قلبه قد كُسر بمجرد ابتعادها لعدة ايام قليلة !!
وقف سليم بصمت وهو يقول ببرود لا يُعبر عن الحزن الذي يختلجُ جنبات صدرة :
تقصدي ايه بكلامك ده
-اقصد ان انا مش هرجعلك ومش هرجع البيت ده تاني
حرك رأسة عدة مرات وهو يميل عليها ويُمرر يده علي رقبتها الناعمة بخفة وهو يُحدق في عينيها بثبات تحت نظرات عينيها الخائفة من فعلته،حولت عينيها لموضع يده بتعجب سُرعان ما زاغت عينيها و غابت عن الوعي بسبب ضغطه علي عرقها النابض وهو يُحدق بها وفمه يُفتر عن ابتسامة مُرعبة :
اه وماله يا روحي براحتك خالص
ثم شملها بنظراته يتأكد من انها ترتدي ملابس مُناسبة وحملها بخفة وهو يحتضنها بحرص ويخرج بها خارج الغرفة
************
في الخارج جلس نادر وهو يحدق في اميرة بتسلية والأخري كادت ان يُغشي عليها من الخجل
-الا قوليلي يا اميرة
اجابته اميرة بصوت خافت وهي تتحاشي النظر اليه :
نعم
ابتسم نادر بتسلية علي خجلها وهو يقول بعبث:
هو انتِ مُرتبطة ؟
اشتعل وجهها من الحجل:
احم...لأ
-غريبة يعني الجمال ده كله ومش مرتبطة
-بصراحة ماليش في شغل المشاعر والاحاسيس ده
-اهو ده اغرب يعني صاحبة ريم ومالكيش في المشاعر دي ريم بنت اختي دي بتحب سليم من وهي قد كده
رفعت اميرة وجهه باستغراب :
وهو حضرتك عرفت منين انها بتحبه من زمان
ضحك نادر بقوة :
هي اللي قالتلي البجحة
-اكيد مصاحبها عشان ريم بطبيعتها كتومة ومش بتحكي حاجة الا للناس القريبين منها بس
لمعت عينيه بحُب لأبنة اخته:
ريم دي اختي وصاحبتي مش بس بنت اختي
ابتسمت اميرة بحزن :
-علاقتكوا جميلة اوي بجد كنت بتمني يكون عندي اخ ولد ونكون متصاحبين كده
حرك نادر حاجبية وهو يبتسم بعبث :
لازما اخ ماينفعش عمو نادر
عقدت حاجبيها بأستغراب :
عمو!!
ليه هو حضرتك عندك كام سنة
مرر يده في شعره بخفة وهو يُجيبها :
٣٥ سنة
فغرت شفتيها بزهول :
بتهزر ده انت شكلك مايديش فوق ال٢٧
اجابها بغرور :
اه عارف انا بطبيعتي وسيم ومايبنش عليا سن
رفعت حاجبيها بتعجب من هذا المغرور الوسيم قبل ان تنتفض بسبب خروج سليم الحامل لريم الفاقدة للوعي فصرخت بزُعر :
ريم ريم فيها ايه
قال نادر بصدمة وهو يحاول اللحاق به :
عملت في البت ايه الله يحرقك خد يلا
لم يُعرهم سليم اهتمام وهو يخرج من باب الشقة سريعا
بحث نادر بقلق عن مفاتيح سيارته لكي يلحق به :
اقف يا مجنون انت البت فيها ايه
دلف سليم سيارته وامر منصور بأن يقودها سريعا
نزل نادر من البناية فوجد سليم قد اختفي فاتجه لسيارته يقودها بسرعة تجاوره اميرة القلقة علي صديقتها
**********
بعد مرور بعض الوقت توقف منصور امام قصر الحداد فترجل سليم من السيارة وهو مازال يحملها بين يدية
بحنان
دلف داخل القصر وهم بالصعود لغرفته عندما اوقفه صوت كوثر المزعور :
انت شايل ريم كده ليه هي حصلها حاجة
-ماتقلقيش يا ماما هي نايمة بس
رمقته كوثر بحنق:
نايمة ولا انت جايبها غصب عنه يا ولد
زفر سليم بقلة صبر :
لا مش وقت ولد ولا بت انا طالع
تابعت صعوده بعدم رضي :
ولد قليل الأدب
***********
دلف غرفته وهو يضعها علي الفراش بحرص وقد رقد بجانبها يحتضنها ويتأمل ملامحها الساكنة بعشق وهو يُقبل كامل وجهها بشوق شديد :
وحشتيني وحشتيني يا عمر وروح سليم حاسس ان روحي ردتلي تاني
دفن وجهه وجهه في تجويفة عنقها يستنشق رائحتها بهيام وكأنه مُدمن لم يأخد كفايته من الهيروين مُنذ فترة
يستطيع الأن النوم بسلام وهو يأخذها في حضنه ويشتم رائحتها العطرة
لم يكد يُغمض عينيه حتي انتفض من مكانة بعصبية عندما استمع لتلك الطرقات القوية المُزعجة علي باب غُرفته وصوت نادر يصرخ به :
افتح يلا افتح يا جبان عملت في البت ايه افتح بدل ماشرشحلك هنا افتح يا روح امك ..
التفت لكوثر الواقفه بجانبه:
لمو اخذة يا طنط كوثر
رمقته كوثر بحنق:
ولازمتها ايه طنط بقى
قام سليم بفتح الباب بقوة وهو يصرخ به بعُنف جري ايه يا عم هو انا خاطفها دي مراتي يا بني ادم
-مراتك تاخدها برضاها مش غصب عنها يا تور انت
حدق به سليم بحنق :
بقولك ايه ماتخلنيش امد ايدي عليك
لكذة نادر بقوة في صدره:
مد مد يا محترم مانت فجرت خلاص
صرخت بهم كوثر بقوة :
باااس انتوا الأتنين علي تحت
-يا ماما ..
-بلا ماما بلا زفت انزل انت وهو وانا هدخل لريم تعالي يا اميرة معايا
دلفت كوثر لريم بصحبة اميرة وهي تغلق الباب بوجه نادر وسليم الذين يتبادلون النظرات الحانقة
************
بحثت كوثر بعينيها عن ريم فوجدتها قد افاقت وهي تنكمش علي نفسها مُتخذة وضع الجنين وتبكي بصمت فأتجهت اليها بقلق تحتضنها :
حبيبتي اهدي ماتعيطيش يا روحي والله سليم مظلوم اسمعيه
تشبثت بها ريم بدورها وهي تقول بشهقات :
عرفت يا ماما بس علي قد ما فرحت انه ماخنيش حزنت ان انا بالنسبالة حاجة قيمتها صُغيرة لدرجة انه مايقوليش حاجة كبيرة زي دي
-سليم غلط يا ريم بس مش الغلطة اللي تبعدكوا عن بعض سليم بيحبك يا حبيبتي بلاش تخربوا الحب ده وتبعدوا عن بعض
-امال اعمل ايه يا ماما
تدخلت اميرة في الكلام وهي تقول بشر :
انتي تعلميه الأدب الأول دوخية وخليه يلف حوالين نفسه عرفية ان الله حق
ضحكت كوثر علي كلماتها:
لاحظي انك بتتكلمي عن ابني يا بنت
ضغطت اميرة علي شفتيها بخجل :
اسفة يا طنط بس انا متغاظة منه
ابتسمت كوثر وهي تقول بحماس:
بس انتي عارفة فعلا عندك حق مش هو ابني اهو بس الرجالة مالهمش الا كده انا عيزاكي تدوخيه يا بت ياريم
رفعت ريم عينيها بجهل لهما :
ازاي يعني اعمل ايه
تحدثت كوثر بتفكير :
ماتقلقيش انا هخليكي تفشي غلك فيه