روايه الحق الفصل الثاني بقلم صهيب
ألو..ألو..عمرو انت معايا؟
رديت وانا لسا مش مستوعب الي انا سمعتو:
-أأأأيوا يأستاذ صلاح ممعاك .
-بكرة تيجي الشغل في معادك ومش هقبل بأي تقصير ولا حجج فارغة والا مش هيحصل كويس،تمام!!؟
-تمام يا صلاح باشا.
قفلت مع استاذ صلاح وانا مش قادر اصدق أو اصلا استوعب الي حصل، يعني ايه سيد انتحر، اومال انا كنت قاعد مع مين امبارح طول الليل، انا متاكد ان انا مكنش بيتهيقلي او حاجة ، سيد فعلا كان معايا امبارح، دماغي وجعتني اوي من التفكير، انا لو كملت كدا هتجنن.
استعذت بالله من الشيطان الرجيم، ودخلت الحمام اتوضي عشان اصلي صلاة الضحى، وبعدين غيرت هدومي ونزلت اقعد علي القهوة عشان اعرف افكر.
وصلت للقهوة وشديت كرسي وقعدت، وسرحت وانا مستني القهوجي يسالني هشرب ايه.
خرجني من سرحاني صوت حمودة القهوجي وهو بيسالني بصوت عالي:
-اؤمر يأستاذ عمرو تشرب ايه؟
هتلي شاي سكر برة يا حمودة.
وقعدت استني الشاي الي اتاخر، يترا الي حصل دا معناه ايه، وايه تفسيرو وهل هو اصلا ايه تفسر منطقي ولا لا، انا طول عمري مش بصدق في العفاريت والكلام دا، بس مش لاقي اي تفسير منطقي يفسر اني قضيت الليلة الي فاتت بتكلم مع حد ميت، فوقت من افكاري علي صوت حمودة وهو بيقول بسرعة:
-احلي كوباية شاي لأحلي استاذ عمرو .
-شكرا
اخدت كباية الشاي وحطيت معلقتين سكر وقلبت وشربت بق، لسا بردو بالي مشغول بالي حصل، فجأة حسيت بحد بيخبط فيا من ظهري بقوة لدرجة أن كوبايه الشاي كانت هتقع من ايدي،
لفيت وانا بزعق بغضب :مش تحاسب ي....مكملتش كلامي ودا لأن لساني اتعقد من الصدمة، ودا لاني لقيت الشخص الي زقني دا هو....سيد!!، ايوا هو سيد بنفس ملامحو ،قولت وانا بتأتأ:
-س س سيد انتت حي !!
فضل ساكت كام ثانية ومردش عليا، ثواني مرت عليا ببطئ شديد حسيت كأنهم ايام مش دقائق،وبعدها قال ببطئ بصوت عميق ومرعب :الحق لازم يبان.
قالي كدا وهو رافع صابعو السبابة في وشي زي ما سيد كان بيعمل وهو حي،ايدو كانت محروقة ولحمو بيقع وكانت ريحتو شياط، بصيت علي وشو لقيتو ببتحرق تدريجيا منغير ميبقي في نار تتسبب في الحرق دا، كنت بترعش من الخوف وكنت هصرخ عشان حد ينقذني، الحمد لله اغمي عليا وخلصت من الرعب دا.
-استاذ عمرو...يأستاذ
دا كان صوت حمودة القهوجي...فتحت عيني ببطئ لقيت نفسي قاعد علي كرسي من كراسي القهوة ولقيت حواليا ناس كتير،ولقيت حمدوة في قدامي وفي ايدو كباية ماية ،سالتو وانا لسا مش في كامل وعيي: هو ايه الي حصل.
-قال : انا كنت بودى المشاريب لتربيزة جمب تربيزة حضرتك،لقيتك فجأة قومت وقفت وبتتكلم كانك بتتكلم مع حد،ووفضلت باصص بصه واحد معاه حشيش شاف ظابط داخل عليه، وبعدها اغمي عليك ،مالك يا استاذ عمرو في ايه.
قلت وانا بحاول استعيد قوتي:للللا ممفيش أنا كويس...دفعت له ثمن الشاي الي مشربتوش من الأساس،روحت البيت، كنت خايف أو متردد اني اطلع واقعد لوحدي بعد الي حصلي انهاردة بس استجمعت شجاعتي وانا بقول: جرا ايه يا عمرو متنشف كدا هو عشان شوية تخيلات ولا هلاوس هتبقا زي العيال ولا ايه.
وبعدها طلعت البيت في شجاعة زائفة، والحمد لله اليوم عدي علي خير، علي الساعة 8 بليل كدا نزلت عشان الحق شغلي، استلمت الوردية من زميلي بتاع الوردية الصباحية الي مليش كلام كتير معاه يدوبك سلام بس،محصلش حاجة مش طبيعية، ودا لو استثنينا صوت الخبطات والخطوات الي جاية من جوا المشرحة، لان انا اتعودت علي كدا ودا بقي طبيعي بالنسبالي، حتي بالنسبة لحد بيخاف بسهولة زيي، لأن الاصوات دي بتتكر بشكل يومي لحد ما بقيت بالنسبالي زي صوت دقات الساعة كدا، وانا مسمعتش عن حد بيخاف من صوت دقات الساعة قبل كدا، وطبعا متجراتش اني ادخل اشوف جثة سيد تاني، كفاية الي بيحصلي، المهم خلصت الوردية ورجعت البيت كنت تعبان اوي وعايز انام وعشان كدا كنت شبه بجري في الشارع عشان اروح بسرعة، ودا عشان انا معنديش وسيلة مواصلات بسبب الحالةالمادية، واخيرا رجعت البيت، قلعت الجزمة وانا مستعجل ودخلت بسرعة اوضة النوم، ابتسمت في خبث وانا ببص علي السرير، دي هتبقي قصة حب ملحمية بين انسان وسرير، ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن ،ودا لأن بمجرد ما نمت وغمضت عيني، سمعت صوت عامل زي زمجرة الكلب، كان في اكتر من صوت زي ما يكون في مجموعة كلاب في الآوضة، وكان الصوت دا مكانش كفاية عشان يوقف قلبي من الرعب، كمان كان في صوت همهمات مش مفهومة ومعناها صوت صرخات آدمية كأنها لواحد بيمر باشد انواع العذاب الي ادميي ممكن يشوفو،فتحت عيني وبصيت حواليا بس الصوت وقف، وملقيتش حاجة خالص من الي كنت بسمعها، بس ايه دا، انا مش نايم علي سريري، انا نايم علي الارض!!، قومت من علي الارض وبصيت حواليا لقيت اني مش في اوضتي.
النور كان ضعيف وكمان انا عقلي كان مشوش عشان كدا مقدرتش اتعرف علي المكان الي انا فيه، ومن جانب من جوانب الأوضة سمعت صوت كركبة، ببص ناحية الصوت لقيت في سرير وفي حد نايم عليه ، قربت شوية عشان اشوف مين الي نايم دا، وشفتو، كان سيد، وقبل ما اخد اي رد فعل سمعت صوت دوشة جاية من المشرحة، جسمي كلو اتنفض لما لقيت سيد بيقوم من علي السرير، لسا هتكلم معاه لقيتو عدا من جمبي كاني مش موجود ومان رايح ناحية المشرحة، ندهتلو بصوت بيترعش: سسيد..سيد، بس ولا كانو سمعني، مشيت وراه ناحية المشرحة وهنا عرفت انا فين ، انا في الأوضة الي بقضي فيها الوردية بتاعتي،من كتر التوتر اتكعبلت في رجلي وعملت دوشة كبيرة وهنا سيد كمل مشي ولا كان حاجة حصلت، وصلت الاستنتاج ريحني نسبيا وهو اني في حلم ودا مش حقيقة، مشيت ورا سيد وانا دقات قلبي ممكن تسمعها من علي بعد 10متر من كتر الخوف،ولقيت باب المشرحة مفتوح والنور مفتوح، ودا مش منطقي لأن المشرحة مش بيبقي فيها حد أثناء الوردية بتاعتنا،لقيت سيد بيبص داخل المشرحة بطريقة كانو مش عايز لو حد جوا يعرف انو موجود،وفعلا كان في حد، أو للدقة اتنين، اتنين بيتكلمو جوا المشرحة، سمعت واحد بيتكلم بصوت مهزوز :انا خايف اوي يسعيد يالا بينا نمشي بالله عليك، افرض حد شافنا.
حاولت اشوف ايه الي بيحصل وهنا شفت منظر الشياطين هتشمأز من كتر بشاعتو، شفت دكتور سعيد ودكتور عصام الي شغالين عندنا في المستشفى بس مش دي المشكلة المشكلة انهم كانو.......... فاتحين بطن جثة وبيستخرجوا أعضائها.
رد عليه سعيد بصوت حازم:جرا ايه يعصام اهدا شوية يا اخي مقولتلك أن احنا بتاخد أعضاء من الناس الي ملهاش أهل بس، يعني استحالة حد يعرف وبعدين سيد نائم وعمرو في اجازة يعني محدش هيدخل المشرحة،وبعيدين.....
سكت سعيد ومكملش كلامو، ودا لانو سمع صوت حاجة بتقع عند باب المشرحة، والحاجة دي كانت سيد الي اغمي عليه.
صرخ عصام بخوف :قولتلك يالا بينا نمشي هنعمل احنا دلوق.....
قاطعو سعيد بقوة:ششششش اسكت خالص دلوقتب الواد سيد دا اكيد شاف الي احنا بنعمل عشان كدا أغمي عليه...احنا لازم نخلص منو قبل ميفوق ويفضحنا.
رد عصام وهو بيرتجف:يعني ايه قصدك هنقت...
-ايوا يذكي هنقتله.
-لا يسعيد دا مكنش اتفقنا .
-خلاص نسيبة يقوم ويبلغ عننا ونتسجن...ايه عايز تتسجن
ولا تعيش مدلع بفلوس الأعضاء دي.
مردش عصام عليه،كمل سعيد وقال:
-السكوت علامة الرضا يالا بينا...هاتلي جركن البنزين من العربية.
-انت هتعمل ا...
-روح وانت ساكت يالا
كل هذا يحدث وانا اشاهد من باب المشرحة ومش عارف أتدخل،يعني ايه يعني سيد منتحرش زي ما استاذ صلاح قالي، يعني هما الي قتلو عشان ميبلغش عنهم أنهم بيتجرو في الأعضاء...
قطع تفكيري عصام وهو جاي بيجري ومعاه جركن البنزين، وهو بيقول يتوسل :
-فهمني بس انتا هتعمل ايه يسعيد
-قال سعيد بشر:اقولك ..الواد سيد دا واد فاشل عندو 45 سنة ومتجوزش
ومعهوش فلوس وكمان شمام ايه الي يمنع أن واحد زيو ينتحر....بلع عصام ريقه بصعوبة وقال:مممفيش حاجة تمنع.
-خلاص احنا هنخلي الناس يفكروه انتحر ،هات الجركن دا وتعالا ورايا ،سعيد رجع كل حاجة بمكانها عشان محدش يعرف أن حد دخل المشرحة، وبعدها شال سيد علي ظهرو وخرج من المشرحة.
مشيت وراه كاني في قوة بتتحكم فيا ومش عارف اعارضها، لحد ما وصلنا الجنينة الخلفية.
حط سعيد سيد علي الارض وكب عليه بنزين وولع عود كبريت وولع في سيد وطلع يجري هو وعصام الي كان خايف وبيرتجف، الي حصل في الكام ثانية الي بعد كدا مش هيتمسح من ذاكرتي مهما عشت، ودا لأن سيد فاق من كتر الالم وابتدا يصرخ صرخات الم رهيبة تشبه الصرخات الي سمعتها في اوضتي، وبعدها قام وهو بيصرخ وجري نحيتي وصرخ صرخة عالية خلتني اغمض عيني واسد ودني بقوة،وبعدها فتحت عيني لقيتني نايم علي سريري في اوضتي،الحمد لله الحمدلله اخيرا صحيت من الحلم دا، فتحت نور الاباجورة الي جنبي وهنا شوفتو،
سيد .
سيد كان واقف قدام سريري بشكلو المرعب وجسمو المحروق، ثواني تقيلة من الصمت وبعدها لقيتو فجأة قدام وشي وهو بيهمس بصوت مرعب : الحق لازم يببان.