رواية خادم الفصل الثانى بقلم كريم محمد
بدأت اتجسد في طفل صغير كان لسه بيتولد
رغم دهشتي لكن كنت فرحان أني هتمكن من أني اعيش مرة تانية.
لكن سألت نفسي
"هما ليه هيدوني حياة جديدة..!!"
وقتها سمعت الصوت مرة تانيه بيقول
-" لأنك هتكون خادمي"
= خادم !!؟
- أيوه ده اللي أنا محتاجه منك.
مكنش فارق معايا حاجه وقتها بدأت أكبر والذكريات تتلاشي والزمن بيعدي سنه ورا سنه، نسيت كل ذكرياتي القديمة وحياتي اللي قضيتها مع أمي وأختي.
كنت الولد الوحيد لأبوايا أسرة مستقرة بتحبني، طفل مدلل جداً، كل طلباتي مجابه عمري ما تعبت في أي حاجه، الفلوس كانت كتير معايا، كنت بعمل كل اللي أنا عايزه سواء صح أو غلط، حياتي مكنتش عاجبه أبويا وأمي اللي دايماً كان نفسهم يشوفوني أفضل وأحسن، كنت كل مشكله بقع فيها كانوا بينقذوني منها، كان عندهم صبر كبير عليا وعلي مشاكلي.
بقيت شاب وأصبح عمري ١٨ سنه، كان ليا اصدقائي السيئين كنت دايماً بسهر معاهم واتعلمت منهم التدخين لدرجة أني بقيت مدخن بشكل مش طبيعي في السن ده، بس اتعلمت نوع جديد من التدخين أعشاب (حشيش) بتساعد علي الأرتخاء وهتخليني في مزاج جيد حبيتها وبدأت اشربها معاهم بأستمرار.
بعد سهره النهاردة كان في شعور غريب ومزعج، مش قادر أفهم دا حقيقي ولا هلوسة، بس أنا سمعت صوت كنت حاسس أنه مألوف بالنسبالي:-
- جه الوقت اللي هتكون معايا فيه وتديني اللي محتاجه منك مقابل حياتك دي يأما هاخد روحك بعد أما أعذبك.
"لسه مش قادر استوعب هو ده حقيقي ولا بسبب الهلوسة والتخيلات، حسيت بألم شديد في صدري مش قادر أخد نفسي بدأت اتخنق ووقعت علي الأرض وأنا بحاول أخد نفسي، شوفت كأن عينين حمره جداً قريبه من عيني ولقيت أيد بتتضغط علي رقبتي
شوفت وشه كان عنده ابتسامة سببتلي رعب ورعشة في جسمي كله"
- قلت أنك موافق تعمل أي حاجه في مقابل الفرصة اللي ادتهالك، عشان كده أنا عايز منك أرواح بقلوب طاهرة ونقية لو فكرت ترفض هخليك تعاني وتتألم للأبد.
أختفي بعدها، مش قادر اتحكم في أعصابي، أنا تبولت في هدومي.
كنت ماشي برتعش مش شايف، كل حاجه جمبي مشوشه، مش عارف افكر هو أنا هعمل إيه.
وصلت البيت، مفيش حد موجود، كان في ورقه موجودة مكتوب فيها:-
"يابني أنا وأمك سافرنا وسيبنالك البيت، حاولنا مساعدتك بكل الطرق بس انت خذلتنا، عملنا كل اللي نقدر عليه معاك لكن الأفضل أنك تعتمد علي نفسك أنت بالفعل مش صغير تقدر تتعلم وتعيش، أتمني اشوفك احسن وأفضل وتتعلم من الدرس القاسي ده، في فلوس موجودة عشان تقدر تشتري أكل.."
صرخت بصوت عالي مش فاهم ايه اللي بيحصل معايا ده، أنا عارف أني استحق ده لأني تعبتهم ومصدر ازعاج ليهم، بس ليه في التوقيت ده والوقت اللي محتاجهم فيه.
بدأت دموعي تنزل وانا بفكر ازاي هقدر اديله الأرواح اللي طلبها، ازاي اقدر اعمل كده !!؟
نمت من كتر التفكير، حسيت بأني نايم وسط مياه كتير، بدأت افتح عيني عشان اشوف مشهد بشع، أنا وسط بركة من الدم، ومكتوب جملة علي الحائط "أريد اليوم أول روح طاهرة"
كنت معتقد أني بحلم أو بهلوس لكن شكله حقيقة
نضفت المكان من الدم ولبست وأنا مش عارف رايح فين ولا هعمل ايه هل هقدر أجيبله الروح !!؟
حسيت بأحباط كبير وأنا بلف في الشوارع مش قادر الاقي حل، لحد أما شوفت بنت شغاله في محل فطائر، كانت نظرتها كلها حنان وشفقه بحالي.
كانت بتقرب مني
- أنت ليه حزين كده !؟
= حزين لأن ابويا وأمي سافروا خارج البلد وسابوني لوحدي ومش هقدر اشوفهم.
- مفروض تفرح أنهم موجودين وتقدر تشوفهم وقت تاني في ناس بتفقد أسرتهم للأبد، عايزاك تبتسم ومتزعلش.
بعدها طبطبت عليا وسابت الفطير ومشيت ورفضت تاخد حسابها وقالتلي أنها هديه منها ولو احتاجت اي حاجه تانيه هيا موجودة.
كانت مختلفه روحها تشبه الملائكة مش عارف ازاي ممكن اعمل كده وادي روحها للكائن ده.
فضلت مراقبتها من غير ما تحس بوجودي لحد أما انتهت ورديتها وبدأت تمشي من المكان، فضلت ماشي وراها لحد أما دخلت شارع مش موجود في حد، قربت منها ومسكتها وطعنتها من الضهر.
وبعد أما عملت كده هربت من المكان.
بدأت اعمل كده بأستمرار كل أما يطلب مني، كان كلهم أشخاص أصحاب نفوس طيبه ونقية، لكن مفيش أي مجال للرجوع أو اني اوقف تنفيذ المطلوب مني، خلاص اعتدت على الشغل وبقيت اسهل حاجه عندي القتل.
وأنا في رحلتي للبحث عن روح جديدة، شوفت احلي واجمل وارق بنت عرفتها في حياتي، كانت جميلة ولطيفة ومتواضعة، حسيت أن قلبي بينبض بسرعه وقولت لنفسي
تفتكر وقعت في الحب !!؟
لا، بس هو الشعور مختلف وشها مألوف بالنسبالي، كنت حاسس اني عايز اقرب منها، عايز اعرف مين البنت الغامضة دي اللي حركت قلبي في فترة قصيرة وأعجبت بيها.
علي الأقل مش هقتلها دلوقت لحد أما افهم شعوري الغريب اتجاهاه.