رواية خادم الفصل الثالث بقلم كريم محمد
كانت جميلة ولطيفة ومتواضعة، حسيت أن قلبي بينبض بسرعه وقولت لنفسي
تفتكر وقعت في الحب !!؟
لا
بس هو الشعور مختلف وشها مألوف بالنسبالي، كنت حاسس اني عايز اقرب منها، عايز اعرف مين البنت الغامضة دي اللي حركت قلبي في فترة قصيرة وأعجبت بيها.
علي الأقل مش هقتلها دلوقت لحد أما افهم شعوري الغريب اتجاهاه
بس ليه أنا مهووس أني أعرف أكتر عنها !!؟
أسئلة كتير بتدور في دماغي ومفيش أي إجابة ولا سبب منطقي وأنا تعبت من التفكير عشان كده هقتلها وأسلم روحها.
قررت أقتلها باليل وهيا نايمه جهزت وخبيت السلاح اللي هستخدمه
وصلت بيتها بعد منتصف الليل كان الهدوء مسيطر على المكان خصوصاً أنها كانت وسط حقول زراعية دخلت ومكنش في أي صوت في البيت، أغلب الغرف فارغة، لكن وصلت لغرفتها وقربت من السرير، لفت نظري صورة علي الحائط ازعجتني، حسيت مشاهد كتير بتتعاد قدامي وذكريات وصور بشوفها جوه دماغي، صرخت بصوت عالي وأنا ماسك دماغي ومن كتر الألم حصلي إغماء
بدأت أحس بنفسي وافتح عيني كنت متربط ونايم علي الأرض مش عارف اتحرك بس أنا حاسس ان الغرفة دي مألوفة بالنسبالي، كان في صور تانيه لنفس الأشخاص فيها.
كان راسي بتألمني جامد، وفي اللحظة دي دخلت السيدة مرة تانية:-
- دلوقت بعد أما صحيت قولي ليه دخلت البيت ..!؟
"مش قادر اجاوب مخي كله مشوش لسه بشوف الصور وألام راسي بتزيد مش قادر أفهم لمين الذكريات دي"
= ممكن افهم منك مين الأشخاص اللي في الصورة دي؟ ممكن اعرف طيب مين الولد ده!؟
كنت بسأل بأصرار.
- ملكش دعوه من الأحسن أنك تمشي قبل أما اتصل بالشرطة.
"كانت بتفكني عشان امشي وحظرتني بطريقة تانية"
- لو فكرت تيجي هنا مرة تانيه هقتلك.
من الواضح أنها قوية، لكن حسيت من عينيها بلحظة ضعف أما سألتها عن الولد اللي في الصور.
قررت اراقبها وأشوف بتروح فين لازم اعرف كل حاجه، لاحظت أنها بتتردد علي مقابر وبتزورها كتير، اعتقد أنها فقدت عائلتها أو احبائها، قررت أنها أما تمشي هشوف مين الأشخاص دي اللي كانت بتزورهم.
لما سألت التوربي شاور علي قبرين جمب بعض كانت دائما تزورهم وتحطلهم زرع وورد.
"هنا قبر والدتي أعز وأغلي الناس لقلبي أعظم امرأة علي وجه الأرض"
أما التاني كان مكتوب عليه
"هنا قبر كارلوس، الأخ الشجاع الذي ضحي بحياته من أجل عائلته"
كنت بعيد قراءة الأسم مرة تانيه في بعض الأصوات والذكريات المربكة، كانت بتخليني أفكر اكتر.
مشيت وقولت أنا لازم اشوفها مرة تانيه وتقولي مين هما الأشخاص دي.
دخل الليل وكان الجو هادئ دخلت بيتها من غير ما يشوفني حد، لما دخلت مكنتش موجودة، أعتقد أنها لسه بره مرجعتش، قعدت في غرفة الضيوف عشان استناها.
كان كل تفكيري في الصور سرحان بحاول افتكر أي حاجه، بس هيا دخلت وأنا مش حاسس بيها، ضربتني علي دماغي فقدت الوعي.
صحيت كنت متربط في الكرسي وهيا واقفه قدامي بسكينه، كانت بتبص في عيني وقالت بصوت عالي:-
- أنا حظرتك قبل كده وقولتلك لو شوفتك هنا مرة تانية هقتلك.
= استني بعد اذنك أنا مش جاي عشان اضايقك أو اقتلك أنا عايزك تساعديني، أرجوكي.
- عايز مني مساعدة !!؟
وتفتكر هساعدك وأنا شايفه معاك سلاح أما دخلت أول مرة.
= ده سلاح بحمي نفسي بيه، أرجوكي تسمعيني، صور الولد ده أما شوفتها مخي افتكر ذكريات ومشاهد كتير كأني اعرفه أو شوفته مش قادر اعرف بس هيا محيرة جداً بالنسبالي.
- اه أنت شكلك مجنون صح !!؟
أنت تعرف أخويا!!؟
أنت بقي عندك كام سنه مثلاً!!؟
= عندي ١٨ سنه بس ليه بتسأليني..!؟
- عشان مستحيل تعرف أخويا اللي مات قبل ١٨ سنه.
= بس أنا مخي بيعيد قدامي ذكريات كتير بين الولد ده وبنت تانيه وكان بيحاول ينقذها من أيد راجل كبير.
- أنت مين وازاي عرفت الكلام ده.
= مش قادر افتكر أرجوكي ساعديني.
"مشيت وسابتني زي ما أنا، كان الوقت بيمر ببطئ وأنا مش فاهم راحت فين"
دخلت وفي أيدها ألبوم صور، قعدت قدامي وبدأت تفرجني علي صور ليهم أكتر حاولت افتكر هو مين قدرت أجمع بعض الذكريات حسيت وشها مألوف بالنسبالي لحد أما لقيتني بقول....
= سيلفيا...؟
كانت في حالة ذهول ومبتتكلمش، لكن كان في دموع في عينها.
= أختي سيلفيا..، أنتي صح...!!؟
افتكرت كل حاجه عن حياتي السابقة، أختي الصغيرة كبرت والدتي اللي تعبت عشانا ماتت، قلبي حزين جداً لما افتكرتهم مش عارف ازاي الذكريات دي مبقتش موجودة في دماغي إزاي نسيتهم.
كل حاجه زي ما هيا، إلا أنا بقيت أسوء شخص علي الأرض.