رواية وليدة قلبي الفصل الثلاثون 30 بقلم فاطمة الصوفي


 رواية وليدة قلبي الفصل الثلاثون بقلم فاطمة الصوفي


لطمت صدرها بقوة وهي تقول برعب :
يالهوتي يا ستي ده الحاج عبد الرحمن يجطع خبري
رمقتها نوارة بعصبية وهي تقول بصوت منخفض:
بجولك ايه يا مخبلة يلي اسمك جواهر انتي ،انتي تسمعي كلامي بدون نجاش وبعدين مانا جولتلك محدش هياخد باله من حاجة
نظرت لها المدعوة جواهر بخوف :
طب افرضي الحاجة ابوكي سأل عليكي هجوله اييه
تأفأفت الأخري بضجر منها قبل ان تقول بثقة:
ابوي ما سألش علي من ساعت ما جينا من مصر هيسأل علي دلوجتي، ماتبجيش غبية اياك
-طب طب جدر يا ستي راح يزور سليم بيه وشافك اهناكه
رمقتها بنفاذ صبر :
جري ايه يا هبابة البرك انتي بتجفليها في وشي اكده ليه
انكمشت جواهر وهي تقول بخوف:
ياستي اني خايفة عليكي
-لا ماتخفيش يا حزينة اكده ولا اكده ابوي مش هيكلمه واصل وده اللي اني واثجة منيه ،وبعدين لا ليه في جراية جرايد ولا ليه في الفرجة علي التلافزيون هيعرف منين اياك ان سليم متصاوب
تحدثت جواهر بريبة:
طب جدر حد جفشك من الغفر اللي برا هتعملي ايه
ردت نوارة ب لامُبالاة وهي تشيح بيدها:
اني مرتبة لكل حاجة بطلي جر انتي بس
توقفت جواهر عن مجادلتها فالجدال معها بدون فائدة، ولكن قلبها يرتجف من الخوف،فلو علم عبد الرحمن سيقتلها لا محالة ولكن ليس باليد حيلة..
************
رمقته بحنق وهي تحاول اخذ الهاتف من يده عنوة :
اف يا سليم بقي انت مش بتزهق من الشغل سيب التليفون ده من ايدك انت تعبان
ابعد يده عنها وهو يمنعها من اخذ الهاتف قائلاً:
حاضر يا روحي ثواني بس
متط شفتيها بحنق وهي تنظر له :
طب انا عايزة اقولك حاجة
نظر لها باهتمام :
نعم يا حبيبي
دارت بعينيها في الغرفة تتأكد من انهم بمفردهم قبل ان تخفض رأسها وتهمس في اُذنه:
الدكتور قال مفيش الا مُرافق واحد يبات معاك وانا عايزة ابات ممكن تقول لماما كوثر انها ماينفعش تبات معاك عشان علاجها
ضحك علي كلماتها وهو يقول:
يا جزمة عيزاني اكدب علي ماما
حاوطت وجهه بكلتا كفيها وهي تتحدث معه بتروي ومحايلة وكأنه طفل تحاو اقناعه :
يا روحي دي كدبة بيضة صغننة
فقال ليُشاكسها:
طب ايه رأيك بقي اني هقولها علي الكلام ده
شهقت فاغرة شفتيها وهي تنظر له بعدم تصديق :
تصدق انك فتان
رفع كلتا حاجبيه :
انا فتان!
دلفت كوثر في هذة اللحظة تحمل بعض الأكياس فقامت ريم بوضع يدها علي فم سليم وهي تنظر له برجاء قابله هو بنظرات مُتسلية

عقدت كوثر حاجبيها بريبة:
ايه ده انت حاطة ايدك علي بق سليم ليه
هزت رأسها بقوة وهي تجيب بتلعثم:
لا يا ماما ان انا بس ب بعمله مساج في وشه
نظرت لها كوثر بتعجب :
مساج ايه اللي في الوش ده يا بنتي
-ها.... اه نوع مساج جديد
صدحت ضحكته تحت يدها بسبب حديثها الساذج
فرمقته ريم بحنق قبل ان تنزع يدها من علي فمه وتقوم بتربيع ساعديها وتوجه انظارها للجانب الأخر بتزمر
بينما هو تأمل تعبيراتها الحانقة بعشق وهو يشكر ذلك الحادث الذي ارجعها لحضنه فبعدها عنه كأن يفوق عشرات المرات ذلك الألم الذي شعر به عندما اُصيب بذلك الطلق النارى
قطع استرسال افكارة صوت كوثر الحانق :
علي فكرة عمتك ونورا زعلانين جدا انت مش سامحلهم بزيارتك، طب الناس الغريبة قولنا ماشي انما عمتك تمنعها ليه
-يا ماما انا مقصدش اي حاجة بس وجودكوا كلكوا لا هيقدم ولا هيأخر حاجة يعني
وضعت الحقائب علي المنضدة وهي تقول بقلة حيلة:
الجدال معاك مش نافع اصلا انت دماغك ناشفة
وجه انظارة اليها بحب :
خلاص بقي ماتزعليش وبعدين ايه ده كله ماكنا نطلب الأكل من برا ليه تتعبي نفسك
اقتربت منه تُقبل خده وجبينه بحب :
لازما تاكل اكل صحي يا روح ماما وانا عارفة انك مابتحبش اكل المستشفيات
ابتسم بمحبة وهو يُقبل يدها بتقدير:
ربنا يديمك في حياتي يا حبيبتي
لمعت عيني كوثر بدموع وهي تنظر له بتأثر :
كنت خايفة اخسرك يا روحي كنت هموت وراك لو كان جرالك حاجة، انت كل حاجة في حياتنا يا ابني سندنا وضهرنا مالناش غيرك بعد ربنا، ربنا مايحرمناش منك ابدا
ترقرقت الدموع في عيني ريم هي الأخري قبل ان تعض علي شفتيها محاولة عدم اخراج شهقاتها
فوزع سليم نظراته بينهم وهو يقول بمواساه محاولاً التخفيف عنهم وكأنه ليس هو من يحتاج لرعاية:
طب مانا كويس قدامكوا اهو ليه الدموع دي كلها انتوا مش بتشبعوا عياط
ثم تابع بصرامة مُصطنعة عندما لم يجد رداً منهُم:
علي فكرة بقي كده ماينفعش انا هطلب ادم دلوقتي يوديكوا القصر ومش عايز حد يزورني لحد ماخرج من هنا
نظرت ريم له بصدمة واستنكار ودموعها تهبط كالشلال وهي تميل برأسها علي الجانب الأيمن من جزعة :
لا يا سليم وحياتي لا مش هعيط خلاص بس ماتعملش كده ارجوك خليني معاك
قالت كوثر بصرامة رغم دموعها:
ومين هايسمحله الأستاذ اصلا انت دايما قرارك من دماغك كده مستحيل ومش هتحرك من هنا لو علي موتي
نظر لها بقلة حيلة وهو يمسد علي رأس ريم التي تبكي علي كتفه:
بعد الشر عليكي يا ماما ماتقوليش كده ،بس انا اتحسنت وانتوا مش مبطلين عياط كده مينفعش
تمسحت ريم في كتفه وهي تقول بحزن:
سليم انت متخيل ان احنا كنا هنخسرك انت مستوعب ده
-بس ماحصلش ياروحي يبقي ليه العياط بقي
وجهت ريم انظارها لكوثر وهي تقول بحنق:
ماما ابنك ده هايفضل مُتحكم كده حتي وهو تعبان بجد زهقت
قرب رأسها منه وهو يُقبل رأسها بحنان قائلاً بهمس :
هتسكتي ولا اقول لماما انك بتشجعيني اكدب عليها

قضمت شفتيها بغيظ مخفي سُرعان ما تحول لمكر وهي تنحني عليه موجهها عينيها في عينيه فبادلها الأخر النظر بهيام قبل ان يتأوه بألم وهو يشعر بأسنانها التي غرذتها بوجنته
ابعدها عنه بغيظ وهو يضع يده علي وجنته يُمسدها :
يبنت المجنونة
تحدثت كوثر بصرامة :
ريم انتي مش شايفة سليم تعبان
لم تُجبها وهي تشيح بنظرها في الجهه الأخري تحاول كبت دموعها
فأكملت كوثر بتأنيب وصوت حاد بعض الشيء :
ينفع كده ،ده هزار بردوا قدر كان اتحرك كده ولا كده وتعب دلوقتي بسببك
نظرت ارضا وهي تؤنب حالها فكوثر مُحقة تماما فهذا ليس الوقت المُناسب للمُزاح معه بتلك الطريقة
بينما نظر سليم لوالدته بعتاب ثم قال لريم بحنو وهو يمد يده لها :
تعالي يا ريمة
لم تُجبه وهي تنظر للجانب الأخر تُخفي دموعها
فتنهد وهو يحاول مُسايستها:
طب انا عايز انام
رمقته بطرف عينيها وهي تقول بجفاء مصطنع:
طب ماتنام هو انا مسكتك
رد عليها بنبرة عاشقة:
اتعودت انام في حضنك ممكن يا ريم هانم تتكرمي وتحني عليا وتيجي بقي
تظاهرت بقلة الحيلة وهي تقترب منه محاولة ان تُظهر له انهُ ليس لديها خيار اخر، نظرت ارضاً بجمود مُصطنع ثم رفعت عينيها في مُقالته قبل ان تشهق مُتفاجأة ف أثر عضتها علي وجنته ظاهر بشدة فشهقت وهي تضع يدها علي ثغرها ببُكاء:
سليم انا اسفة انا مقصدش
قاطعها بحنو وهو يدفن رأسها في عنقه :
ششش انا كلي فداكي يا ريمة ماتعيطيش
رفعت رأسها عن عنقه واقتربت منه تقبل وجنته عدة مرات بأعتذار وقد ملأت الدموع وجهها:
انا اسفة انا غبية اسفة
ابتسم ابتسامة بسيطة :
بس انا استفزيتك الأول انا اللي اسف
ضحكت كوثر عليهم وهي تقول بمرح :
يعني اخرج انا منها بقي
ابتسم لها واحتضن ريم بصمت وبدأ يشعر بتعب سُرعان ما اغمض عينيه وراح في سبات عميق
*************
في شركة الحداد جلس ادم امام بعض الحُراس الذين عينهم للتقصي عن الحادث
تحدث احد الحُراس:
جبنا كل الكاميرات اللي محاوطة المكان يا باشمهندس
تحدث ادم بحزم :
ووصلتوا لأيه مفيش حد منهم ملامح وشه باينة
تحدث الحارس بجدية:
لا ياباشا كلهم كانو مُلثمين بس فيه كاميرا كان ظاهر فيها بوضوح نمر العربية وعرفنا ان العربية دي تبع مُحافظة سوهاج حتي المُلثمين كانوا لابسين جلابيب صعيدي
وقف ادم بأستغراب:
طب وسليم هيكون ليه اعداء هناك ليه

***************
في اخر النهار
استيقظت ريم من نومها بكسل نظرت بجانبها وجدت سليم مازال نائماً بينما لم تجد كوثر بالغرفة
قامت من مرقدها مُتذكرة عدم تناول سليم للطعام قبل نومه فاتجهت للحقائب التي جلبتها كوثر لتضع له بعض الطعام ثُم اتجهت له لتوقظه برفق :
سليم حبيبي ... اصحي يلا
همهم بنعاس فمررت يدها علي وجهه برفق وهي تُنادية بصوت رقيق :
يا سليم
فتح عينيه وهو يقول بأنهاك:
حبيبتي سبيني انام نعسان اوي
-لا قوم عشان تاكل الأول انت ماكلتش الا حاجات بسيطة من الصبح
تنهد بتعب:
مش قادر صدقيني خليها شويه كده
تركت الطعام من يدها وهي تتجاهل حديثه مُتقدمه منه ثم قامت بأحتضانه وهي تحاول رفع جزعه العلوي فضحك عليها بشده :
بتعملي ايه يا عصفورة انتي
ابتعدت عنه وهي تنفخ خديها بحنق:
اف انت تقيل كده ليه ،ايه كل العضلات دي
ضحك وهو يتحامل علي نفسه لتُسرع هي بوضع وسادة وراء ظهره
ريم وهي تعدل من وضع الوسادة:
ها يا سولي كده كويس
-اه يا حبيبتي تمام
احضرت الطعام وجلست امامه تُطعمه بيدها تحت نظراته الهائمة بها الي ان انتهت ونزعت الوسادة من وراء ظهرة برفق
ابتسم لها بنعاس:
محسساني انك بتتعاملي مع بيبي
ابسمت وهي تقترب منه تُمرر يدها علي وجنته بدلال :
احلي بيبي في العالم
قبل يدها التي تضعها علي خده بحنان ثُم اغمض عينيه مرة اخري بنُعاس
نظرت له بأستغراب فهو لم يكن يوما ينام لساعات طويله هكذا، ثُم رجحت ذلك للعلاجات التي يأخُذها
قامت مُتجهه للباب قاصدة كافيتريا المشفي لتجلب كوب من النيسكافية لها
**********
دخلت غرفته مُتسللة بعدما تأكدت من رحيل ريم التفتت ورائها تتفحص المكان ثم اقفلت الباب سريعا خلفها وجهت انظارها للسرير فوجدت مُبتغاها يغط في نوم عميق وقفت مكانها تتطلع اليه بهيام حتي وهو في هذة الحالة يبدوا جذاباً بل شديد الجاذبيه بعضلات صدرة الظاهرة من تحت الغطاء ولون بشرته القمحية وشعره المُشعث، حتي ذلك الشاش اضاف اليه جاذبية ورجولة خطفت انفاسها
اقتربت منه بخطوات مُتمهله محاولة عدم اصدار صوت
وضعت كف يدها علي عضلات صدره الصلبة تُمررها بِبُطء وهي تنظر اليه بتخدر وانبهار
اقتربت بوجهها منه بشدة تتأمل ملامحه لتلفح انفاسها وجهه
عقد هو حاجبيه بأنزعاج وهو يقول بصوت مُنهك:
بس يا ريم سبيني انام
ضغطت علي اسنانها بغيظ وهي مازالت تُمرر يدها بِبُطء علي صدره ففتح عينيه بأنزعاج سُرعان ما توحشت عيناه وهو يُمسك يدها بعُنف يُبعدها عنه قائلا بشراسة :
انتي بتعملي ايه هنا
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1