رواية وليدة قلبي الفصل الثانى و الثلاثون بقلم فاطمة الصوفي
توقف السائق امام مبني الشركة الأم بينما نظرت هي الي المبني بتردُد تتذكر اخر مرة قد اتت بها الي هُنا وفي اليوم ذاته اعترف لها بالحُب للمرة الاولي، كم اشتاقت للحديث معه وكم سأمت من تجاهله ومُعاملته لها ببرود ووجوم حتي عندما حاولت اسفتزازه بمُخالفة اوامرة لم يُعلق وكأنها لم تعد تعنيه!!
تنهدت بحزن دفين وهي تتذكر اصرارة علي الخروج من المشفي بل ومزاولته للعمل بعد ايام بسيطة من خروجة رغم اعتراض الطبيب لذلك ولكن متي استمع سليم لكلام احد غير عقله
ترجلت من السيارة وهي تحاول تمالك حالها فقد قررت بعد اسبوعين كاملين من الجفاء والمعاملة القاسية من طرفه ان تُبادر هي بالصُلح، كيف لهُ ان يملُك قلباٍ قاسياً بهذة الدرجة التي تخوله لتجاهلها كل هذة الايام وبالمُقابل هي لا تتحمل ان تبتعد عنه ولو ليومٍ واحد
لا يأتي الي البيت الا نادراً ويتجنب رؤيتها وكأنها اصبحت لا شيء بالنسبة له، كَم هو شعور سيء وقاسي ان يتجاهلك احبُ الناسِ لقلبك اصبح تذكُره يُثير داخلها حالة من الشجن والألم
**************
توقفت امام مكتبه وهمت بالدخول عندما اوقفها صوت مُساعدته :
ريم هانم انا اسفة لحضرتك سليم بيه عنده اجتماع مع الأنسة دانا وقالي مادخلوش حد
جحظت عيني ريم قبل ان تتوحش نظراتتها وهي تُفكر انه يجلس مع تلك الشمطاء بمُفردهما فأندفعت لغرفة مكتبه تفتح بابها بقوة غير ابهه بمُنادات نهي عليها
حال دخولها التفت لها اربعة رأوس من بينهما سليم الذي نظر لها بذهول وتلك الشمطاء دانا ورجلين اخرين
قضمت شفتيها بخجل وهي تتجنب النظر لهم قائلا بصوت مُنخفض:
اسفة
بينما وقف احد الرجُلين يتطلع بها بأنبهار قائلاً بلُغة عربية ركيكة وهو ينحني نصف انحنائة:
ما هذا الجمال يا الاهي انني اُحيي الجمال العربي من خلالك جميلتي
توسع بؤبؤ عينيها من كلماته وبدون شعور حولت نظراتها لسليم فوجدته ينظر للرجل بوحشيه قبل ان يهب واقفاً وهو يهدر به بصوت شرس غير مُهذب بالمرة:
انت بتقول ايه يابن الكلب انت
تراجع الرجل خطوة للخلف بخوف وهو يقول بتلجلج:
سيد سليم انا فقط امدحُها
اقترب منه وهو يُمسكه من مُقدمة ملابسه ويقوم بهزه بعُنف:
روح امدح امك يا حيلتها
كاد الرجُل ان يختنق وهو يحاول ابعاده:
سيد سليم ارجول هذة ليست طريقة للحوار
زادت قبضت سليم شراسة قبل ان يهبط عليه بضربة رأس جعلت الرجل يصرخ الماً
بينما نظرت له دانا بصدمة وهي فاغرة الفاة فمن المُستحيل ان يكون هذا هو ذاك الرجل الوقور الراقي الذي كان يتناقش معهم في العمل مُنذ قليل حاولت الخروج من صدمتها وهي تقترب منه بحذر قائلة بصوت خائف:
سليم لو سمحت سيبه ماينفعش كده
التفت لها سليم يرمقها بنظرة قاتله قبل ان يُفلت الرجل من يده بعُنف:
قولي لضيوفك ان الصفقة اتلغت ومفيش زفت وياريت تطلعيهم قبل ما افقد اعصابي
قال له الرجُل الأخر بذهول :
ألم تفقدها بعد يا رجُل!!
نظرت دانا لريم بأتهام وبغض وهي تقول لسليم بتروي:
سليم الصفقة دي مُهمة وكبيرة وهنستفاد منها لو سم..
هدر بها بشراسة:
دانا خدي ضيوفك واطلعي برا مش عايز اسمع كلمة زيادة
توقفت دانا عن الكلام وهي تومئ بالموفقة:
تمام يا سليم
تحركت بغيظ وهي مازالت ترمُق ريم بكرة وامتعاض بينما تجنب الرجلين النظر لها خوفا من ذلك الهمجي
اما ريم فتجاهلتهُم وهي تنظر بطرف عينيها لسليم تحاول الخروج بهدوء من الغرفة ظناً انهُ لن يُلاحظها لترتعد اوصالها وهي تشعُر بيده تقبُض علي عنُقها وتسحبها ويده الاخري يُغلق بها باب مكتبه بعُنف
التفتت له وهي تنظر له برُعب
اجفل لثوانِ عندما التقطت عيناه نظرة التوسل في عينيها وبدأ بالتنفس بوتيرة سريعة وقلبه يخفُق بطريقة غير مُنتظمة بالمرة وقد تشنج كامل جسدة لمرأها، لمذا تتحكم به عينيها هكذا حتي انها من مُجرد نظرة اصابته بالضياع وكأنه هائم في بحر غُربتهم لما تمتلك ذلك القدر من البراءة والجمال لما عليها ان تكون بتلك النعومة والرقة المُفرطة اه منكِ حبيبتي ستتسببين بجنوني يوماً، ارتسمت ابتسامة خافتة علي جانب شفتيه وهو يتخيل ذلك اللقب "مجنون ريم" فأن كان الجنون هو حُبها فقد وصل للمرحلة الأخيرة منه
بينما تحولت نظراتها من الرُعب عندما لاحظت نظراته لها بتلك الطريقة
تأملت عينيه بتيه وقد فقدت الشعور بكُل ما يُحيط بها فقط تري دفئ عيناه وان حاول التظاهر بالبرود فأن سليم رجُلها الحنون يُحارب ذلك البارد ليظهر ظلت تُحدق بهما للحظات وهي تتسأل بداخِلها ككُل مرة تلتقي عيناها بعيناه..
ما لونهما اهما غاباتِ زيتون مُحاتطان بالعسل او ربما قذديٍر من العسل مُختلط ببعض النباتات الخضراء، لا لا هذا ولا ذاك انهُما يحملان ذلك اللون الكهرماني النادر، اختلفت الألوان والسحر واحد
همست بصوت ناعم تائه:
سليم
اخرجه مُناداتها بأسمه من حالته تلك فنفض رأسه بخفه محاولاً الهروب من سحر عينيها وقد نجح في استعاد جزء من سيطرته وهو يقول بصوت اجش صارم:
انتِ ايه اللي جابك هنا
رمقته بصدمة بسبب نبرته الجافة تلك فكيف يحادثها هكذا بينما عينيها دافئة ومُحبه
تكلم بعد لحظات عندما جاوبه صمتها:
ايه هستني كتير ولا ماسمعتيش انا قولت ايه
اخفضت عينيها ارضاً وهي تقول بخفوت:
انا عايزة اتكلم معاك
اولاها ظهره وهو يغمض عينيه بقوة بسبب صوتها الناعم ذاك
ولكنه حين تكلم قال بصرامة:
مش فاضيلك ده مكان شغل مش مكان للعب العيال
تحشرج صوتها وهي تقول بحزن:
سليم انت ليه بتعاملني كده، انا عملت ايه لكل ده ؟!
التفت لها يرمقها بأستهزاء:
عملتي ايه؟...هو انتي بتعملي حاجة خالص لا سمح الله
هبطت دموعها دون ارادة منها وهي تتحدث بثقل:
انا كنت غيرانة عليك لما لقيت البنت دي بتحضنك كده انت ليه مش مقدر ده ليه مش مقدر اني لسه جرحي منك ماخفش لسه لحد دلوقتي مش قارة انسي انك اتجوزتها انت بتقول غرضك كان انساني طب لما الاقيها بتعيطلك وبتترجاك ترجعلها غصب عني هشك انها ممكن تصعب عليك وزي مابديت شهامتك الاول عليا هتبدي عطفك للمرة التانية
اصابته نبرتها المُهتزة والضائعة تلك في مقتل فأمسك كتفيها بقوة وهو يقول لها بثبات:
افهمي كلامي ده كويس وحطية حلقة في ودنك اللي بيحب بجد مستحيل يبص مجرد بصة لحد غير حبيبه واللي يعمل كده يبقي عمره ماحب وانتِ عارفة ومتأكدة انى بعشقك مش بس بحبك وعارفة ومتأكدة اكتر انى راجل مش اي واحدة تلفت نظري ولا تحرك شعرة فيا انا مش عيل عشان اي واحدة تحاول معايا هجري وراها مش عشان بضعف قدام زعلك وبصالحك وبعديلك هاتسوقي فيها، مش اي تأ تأنيث قدامي هتخليني اتعاطف معاها ولا اي دمعة تماسيح هتقدر تتحكم فيا انا مش قليل ولا ساذج عشان ادور اوزع مشاعر علي خلق الله وان كنت بتأثر من دمعة منك ف ده لأني بحبك انما غير كده مش انا الراجل اللي بيخلي عواطفة تسبقه او تتحكم فيه ابقي حاسبي علي كلامك قبل ماتقولية
رمقته بثبات وهي تقول :
طب وتسمحلها ليه اصلا تقرب منك انت مش عادل يا سليم دايما مقفل عليا ومانعني من اي حاجة شايفها من وجهة نظرك انها غلط وانا بسمع كلامك انما انا لو اعترضت تقولي انا راجل يعني ايه راجل انا شريكة حياتك مش جارية عندك لازماً تفهم ده
رفع حاجبيه متعجباً وقد اذهله كلامها بشدة:
جارية!
انتِ شايفة ان انا بعتبرك كده !!
حاولت ان لا تذرف الدموع وهي تقول بحزن:
سليم انا بحبك ودايماً بحس بالأمان بوجودك جمبي وعمري ماتخيلت حياتي من غيرك حتي قبل معرف انك بتحبني مكنتش شايفة غيرك لا في حياتي اعجبت بحد ولا بصيت لحد غيرط ولما انا كنت بعمل كل ده كنت انت بتصاحب بنات عادي وكانت اخبارك مالية المجلات عن علاقاتك، بتقول انك بتحبني من زمان ازاي وانت كنت بتبص لغيري عادي، بثق فيك اه بثق فيك بس كسليم اللي رباني سليم سندي في الدنيا بعد ربنا سليم الحنين اللي عمره مازعلني بس كسليم حبيبي لا مش بثق يا سليم مش قادر حاولت ومش قادرة صدقني
كانت عينيه مُذبهلة من حديثها فهي لم تتطرق لهذا الموضوع قبلاً لقد ظنها تغافلت او تناست ذلك بينما يصنع ذلك الموضوع فجوة بينهما مع مرور الوقت
ايقن بداخله انه من اوصلها لتلك الحالة، هو المُتسبب في ذلك هو من جعلها لا تثق به
رمقها بحزن وهو يقول:
كنت بهرب
نظرت له بتعجب وهي تُشير علي حالها:
كنت بتهرب مني؟
تجاهل سؤالها الأخير وهو يقول بصدق:
الموضوع كان بالنسبالي صعب صعب اوي ماتقبلتش مشاعري وحاربتها ازاي ازاي احبك بالطريقة دي وانا المفروض امانك ازاي افكر فيكي كده وانتي شيفاني حاجة كبيرة في نظرك عمري ماعترفت بمشاعري لنفسي وحتي لما اعترفت لنفسي اني بحبك حاولت اهرب من مشاعري لدرجة اني بقيت بقبل الدخول في علاقات كتيرة مع بنات حلوة يمكن واحدة فيهم تخليني انساكي بس المشكلة اني معرفتش وماكنتش سعيد بالعكس حسيت اني تعيس ايه لازمة ان البني ادم يبقي عنده قفص عصافير في ايدي وهو عايز العصفور البعيد اللي علي الشجرة
رمقته بعدم فهم وقد تلبسها حالة من الغباء:
مش فاهمة وايه الصعب في انك تقف قدامي وتقولي بحبك!!
ابتسم بسُخرية وهو يقول بنبرة زات مغزي:
وماله ماحضرتك ناضجة طول عمرك
عقدت حاجبيها بحنق وهي تقول :
تقصد ايه ؟
-اقصد ان انا مش شايفك حالياً وانتِ كبيرة كده ومقربة تتمي الواحد والعشرين سنة انك حد ناضج اساسا ما بال بقي وانتي مفعوصة مكملتش الستاشر
شهقت بأستنكار :
علي فكرة انا طول عمري عاقلة وناضجة وماسمحلكش تقولي عليا كده وماتبررش لنفسك انت اصلا عمرك ماحبتني
امسك ذراعها بقوة وهو يُقربها منه قائلاً بفحيح مُخيف:
فعلا بتحمل دلعك الزيادة وبتحمل لسانك اللي عايز يتقطع ده وبتحمل قلة ادبك وقلة ذوقك وهبلك اللي بيظهر سعات ده عشان مش بحبك صح
صمت للحظة ثم اشار لموضع قلبه وهو يقول بنبرة مّخيفة:
صدقيني لو ماكنش قلبي المُهزق ده واقع لشوشته في حبك انا كان زماني قاتلك ومتاويكي في مكان محدش هايعرفلك فيه طريق جُرة
كانت تستمعُ له وعينيها تتوسع بشكل لا يُمكن وصفه سوي انهُ شديد اللطافة بالنسبة له ابتسم بداخله علي تعبيراتها تلك ولكنه مازال عازماً علي تلقين درساً قاسياً لتلك الصغيرة المُتبجحة
خرجت من صمتها وهي تقول بدموع:
انا مش كل ده يا سليم
انا بس بحبك ومش بقصد اعمل اي حاجة من دي ده حتي خالو قالي اقلبي الترابيزة عليه وازعلي انتِ ولو ماجاش صالحك يبقي مش بيحبك بس انا ماقدرتش وجتلك انهاردة اهو
لا يعلم هل يضحك علي سذاجتها ام يميد غيظا من ذلك الحقير نادر
نظر في عينيها بثبات:
وانتي قولتيله ايه لما قالك كده
حركت رأسها بنفي:
قولتله لأ طبعاً
حرك يده علي ملامحها بدون ان يُظهر لها اي مشاعر:
شاطرة
تتطلعت هي به بهيام وشوق دون ان ترمش بعينيها حتي
بينما يشعر هو بقلبه سيخرج من مكانه من فرط دقاته
قطع نظراتهم دخول ادم للمكتب بهمجية :
سلي..
توقف عن الكلام وهو يرى ريم القريبة للغاية منه فتنحنح بحرج وهو يقول:
احم نهي مش برا ومعرفش ان معاك حد
قالت ريم بحنق بدون ان تلتفت له:
واديك عرفت
رمقها سليم بحزير بينما ابتسم ادم علي كلماتها بصمت
وجه سليم كلامة لريم :
انتي جاية مع السواق صح
قالت بتوجس:
اه ليه
تنهد وهو يقول :
طب روحي معاه وانا جاي مش هتأخر
رمقته بعدم تصديق :
بجد
اومأ برأسه وهو يقول :
بجد
خرجت من مكتبه وهي تُمني حالها بأنها ستُحادثه اليوم وسيتصالحا اخيرا
************
بينما في الداخل نظر سليم لأدم بجدية :
الرجالة نفذوا اللي قولت عيله
-ارضهم وبيوتهم جات الأرض
ابتسم سليم بصمت بينما تحدث ادم بأستفسار:
بس ليه عملت كده يا سليم يعني هو كده كده تحت اديك وحابسينه من اكتر من اسبوع ليه ماتخدش حقك منه بس زنبهم ايه اهله
تنهد سليم وهو يقول بجدية:
عشان اهله دول ولاد كلب كلهم من عينته ولازما يقفوا عند حدهم
************
وقف امام كُليتها ينتظر خروجها مُنذ ساعتين فلولا ان الرجل المُكلف بحراستها اكد له انها في الجامعة لكان رحل لمذا كل هذا الوقت في مُجرد مُحاضرة سخيفة ومملة تلك الفتاة غريبة الأطوار
بعد انتظاره لعدة دقائق اخري وجدها تخرج اخيرا من مبني كليتها فاتجه لها وهو يتظاهر بأنه رأها بالصدفة البحتة:
ايه دا؟!!!
نظرت لهُ بتعجب :
استاذ نادر حضرتك بتعمل ايه هنا
رمقها بذهول مُصطنع وهو يقول بصدمة مُبالغ بها:
انسة اميرة ايه ده انتي بتعملي ايه هنا وايه اللي موقفك قدام كلية التجارة
رفعت كلتا حاجبيها في مواجهته وهي تقول بعدم تصديق:
علي اساس ان حضرتك مش عارف اني بدرس تجارة
عقد حاجبية وهو يقول بتعجب مُصطنع:
وهعرف منين يعني كنت مكلف راجل لابس اسود في اسود وحاطت نظارة زرقة علي عنيه يراقبك مثلا
رمقته بعدم فهم وهي تقول:
انا اقصد يعني اني صاحبة ريم ومعاها في نفس الكلية عشان كده حضرتك المفروض تكون عارف
شهق بقوة وهو يضع يده علي صدرة بتأثر:
ريم في تجارة وانا معرفش اخص اخص عليكي يا بنت اختي يارتني كنت مُت قبل ماسمع منك الكلام ده يا اميرة يارتني كن مُت ياااه اخص لما الضربة تي.. استني استني اميرة بت يا اميرة رايحة فين
ركض ورائها بعدما تركته يتحدث ورحلت
ظل يُناديها وقد لفت بعض الأنظار لهُما فماذا يُريد ذلك الوسيم من اميرة
بينما لاحظت اميرة ذلك فألتفتت له توبخه بقوة:
استاذ نادر لو سمحت ذمايلي يقولوا عليا ايه حضرتك ماينفعش كده انت عايز مني ايه
توقف امامها يعقد ساعدية ويرفع احدي حاجبية :
علي اساس انك غبية بقي ومش عارفة بت دور الفتاة المُنكسرة مُدعية الطيبة ده مش عليا ده انت طلعتي سهُنة وعقربة من تحت تبن
رفعت اصبعها في مواجهته بتحذير:
اسمها ماية من تحت تبن يا استاذ نادر وبعدين انا ماسمحلكش
انزل اصبعها بقوة تأوهت هي علي اثرها بألم:
وانتي سبتي كل الكلام ومسكتي في التعبان والعقربة ليه ولا هما القرايب بيتحمقوا علي بعض
عقدت ساعديها بغيظ في مواجهته:
حضرتك بتقول الكلام ده كله علي اي اساس
-بقي يابت تعملي عليا دور الفتاة الخجولة وانتي دايرة تنصحي البت ريم بنت اختي نصايح تودي في داهية تستغلي طيبتها في اغراضك الدنيئة ولا اكمنها هبلة وهتصدقك
-انت بتقول ايه اصلا اغراض دنيئة ايه ونصايح ايه انت شارب حاجة يا استاذ نادر
التفت حولة وكأنها يتلصص قبل ان يُخفض رأسه قليلاً ويضع يده علي فمه ويقول بهمس وكأنه يوشي بسراً خطير:
بصي انا بستعبط اساسا من الأخر كده موافقة اعزمك علي الغدا برا ولا افضحك في الكلية واقول انك استغليتي بنت اختي وخلتيها مُدمنة هيروين
حدقت به بعدم تصديق وفاهها يكاد يُلامس الأرض من الصدمة
فحرك هو رأسه وكأنه ينتظر:
ها قولتي ايه
لم تُجب عليه ومازال جهها يحمل اثار الصدمة
فضيق نادر عينيه وهو يضع يده علي وجهه بتأثر ويقول بصوت مسموع:
اه يابنت اختي ي
قاطعته اميرة بذُعر:
شششش اسكت بالله عليك
رفت لها احدي حاجبية وفمه يُفتر عن ابتسامة واثقة:
ها هاتتغدي فين يا ميرو
*************
مُتسطحة علي فراشها بحزن تشعر انها اصبحت بلا روح حتي البكاء لم يعد يُريحها لقد نفز اباها وعدة ووافق علي خطبتها من اكثر شخص تكرهه وتبغض حتي النظر الي وجهه تقسم ان كان والدها نفز تهديده الأول لها وزوجها لأحد الغفر لما كانت لتحزن هكذا
ظلت تتذكر ذلك اليوم بحزن وانكسار
فلاش باك
-كنتي فين يا نوارة
التفتت له برُعب:
ابووي
ابتسم عبد الرحمن بألم وهو يقول:
منيح انك فاكرة اني بوكي
تلعثمت وهي تحاول ان تخترع كذبة أاخراج نفسها من هذا المأذق :
ابوي اني كنت ا
قاطعها رافعا سبابته في وجهها:
ششش مش عايز اسمع حسك واصل انتي خلاص عيارك فلت وفجرتي بجيت متوجع منك اي حاجة
هزت رأسها بعنف وهي تحاول التبرير فهدر بها بعُنف:
جولت اخرسي وماتبرريش اني عارف انتي جاية منين
بُهتت ملامحها وقد شُلت اطرافها من الصدمة
بينما ابتسم والدها بمرارة وهو يقول بنبرة مكسورة:
كسرتي ضهري ووطيتي راسي للمرة التانية بس المرة دي اني ماهمدش يدي عليكي ولا هجولك حاجة عشان اني جلبي من نحيتك خلاص اتجفل انتي من الليلة دي مانتيش بتي بس هخلص ضميري منك جدام ربنا وهرضي ضميري فيكي
اخرجتها كلماته من صدمتها فقالت بصوت خافت يكان يُسمع:
تجصد ايه يبوي
تهدلت اكتافه وهو يقول بحزن :
اجصد ان عبد الجادر ولد جعفر المُسلمي طلب يدك لما عرف بموضوع طلاجك واني وافجت
حركت رأسها بأستنكار وهي تقول بحزن :
لا يبوي ابوس يدك عايز تجوزني لواحد متجوز تنين غيري حرام عليك
رمقها بخذي وانكسار وهو يتجاهل كلماتها يخرج من غرفتها تاركاً اياها مُنهارة من البُكاء وللمرة الثانية يشعر ان كرامته قد اُهدرت علي يدها