رواية وليدة قلبي الفصل الثالث و الثلاثون33 بقلم فاطمة الصوفي


 رواية وليدة قلبي الفصل الثالث و الثلاثون بقلم فاطمة الصوفي

وانى ترهبنتُ عن جميع النِساء ما عداكِ، وإِن كانَ حُبكِ سيقتُلنى فمرحباً بالموتِ في هواكِ
************
اقترب منه محاولاٍ تقبيل يده قائلاٍ بتوسل:
ابوس يدك يا سليم بيه مش كفاية خربتلي حالي ومحتالي وجبت اراضينا الأرض، سيب ابني وحياة كل غالي عندك
ارتسمت ابتسامة مُستهزءة علي فمه قبل ان يقول بنبرة جليدية:
ابنك عندي لحد مايتربي وتحمد ربنا انه لسه عايش
قال حامد وهو مازال يُمسك بيدِ سليم:
لا يا سليم بيه ارجوك اني ماليش غيره ده اني اموت وراه طوالي لو جرالة حاجة
سحب سليم كف يده منه بعُنف وهو يقول بفحيح:
ده انا هبقي قدمت خدمة كبيرة للبشرية كلها لما اخلص من نسلكوا الواطي
-اني طمعان في كرم اخلاجك صدجني اني هبعده عنيكم ومش هاتشوف خلجتنا واصل
نظر له للحظات قبل ان تصدر منه قهقهات رجولية ساخرة:
تبعدوا عني!!
علي اساس ان انا ماهعرفش امحيك وامحيه من الدنيا كلها قالولك اكتع
حرك رأسه بزُعر وهو يقول بنبرة مُهتزة :
ده مجنون والله مجنون ده معاه شهادة مُعاملة اطفال ده اني لولا كلام الناس كان زماني راميه في السراية الصفرة
انحني سليم قليلاٍ قائلاٍ بفحيح:
سيبلي انا بقي المهمة دي انا هاوديهولك
-حرام عليك يا سليم بيه
رمقه سليم بشراسة :
حُرمت عليك عيشتك انت هاتعمل الشويتين دول عليا يا خرفان انت قالولك جاي تتكلم مع عيل
-ما عاش ولا كان اللي يجول علي حضرتك عيل اني بطلُب منك الرأفة
امسك سليم احد الملافات امامه وهو يقول بجدية:
انا محترم سنك لحد دلوقتي وسايبك تهاتي انما كلمة كمان هاتطلع منك هخليك ماتشوفش ابنك طول عمرك
************
في قصر الحداد غرفة ريم
وضعت يدها علي شفتيها وهي تنظر له بأندهاش :
يعني انت واميرة فيه بينكوا حاجة يا خالو
تنهد بضجر وكأنهُ يوصل لها انه ليس باليد حيلة:
اعمل ايه صعبت عليا كل يوم مرقباني ده انا مابقتش عارف اعيش حياتي طبيعي بسببها كل ما اروح مكان الاقيها في وشي لأ وقال ايه وصلت بيها البجاحة انها تعملي فضايح قدام الموظفين عشان اوافق اتغدى معاها تخيلي قالتلي هاتقولهم اني بتاجر في الهيروين لو رفضت بجد صاحبتك دي مش طبيعية
كانت تُنصت له بأنبها وذهول وقد صدقت كُل ما قاله بسهولة
نطقت بعدما انهي كلماته تلك:
بجد مش قادرة اصدق اميرة تعمل كده للدرجادي بتحبك يا خالو
هز رأسه وهو يُبرز شفتيه دليل علي امتعاضه:
جيل مهبب، ربنا يعافينا الحب ده بهدلة
حركت ريم رأسها بشدة :
لا يا خالو بس اميرة مؤدبة هي اكيد بتحبك بجد ارجوك اديها فرصة
نظر لها عاقداً حاجبيه دلاله علي تفكيره:
انتي شايفة كده يعني؟
اومأت موافقة:
ايوه انت مش هتلاقي زي اميرة يا خالو بجد محترمة وكويسة جدا
حرك كتفيه بلامبالاة :
هفكر هي علي العموم مش بطالة يعني
انقدت ريم عليه تُعانقه بسعادة:
بجد انا فرحانة اوي عشانكوا
بادلها نادر العناق وهو يقول بتحذير:
اياكي ياريم تقولي لحد دلوقتي خالص

ابتعدت قليلاٍ تنظر له بأبتسامة:
عيب يا خالو طبعاٍ عمري ما اقول لحد خالص
ربت علي رأسها قائلاٍ:
جدعة يا حبيبة خالو
ذمت شفتيها بعد لحظات وهي تقول بحزن طفيف:
بس انا زعلانة اوي عشان اميرة ماحكتليش انا هاخد موقف منها علي فكرة
برقت عيني نادر زعراً قبل ان يرفع رأسها في مواجهته:
لا لا اياكي تقوليلها حاجة
عقدت ريم ما بين حاجبيها وهي تقول بتعجب:
هي كمان ماكنتش عيزاني اعرف!
اجلي حنجرته وقد اصابه التوتر لعدة ثوانِ قبل ان يقول في عقله ان من تجلس امامه هي ريم ابنة اخته ويمكنه ان يتحكم في عقلها بكلمتين
فنظر لها بثبات قائلاً:
عيب يا ريم ماتكسفيهاش بقي هاتروحي تقوليلها ايه يعني انها بتجري ورايا ورامية نفسها عليا
قالت ببراءة شديدة:
لا عادي اصلا انا واميرة مفيش بينا الحاجات دي
اشاح بوجهه عنها وهو يقضم شفتيه محاولاً ايجاد فرصة للهروب من هذا المأذق مُفكراً في وصلة "الردح" الذي سيتلقاها من اميرة ان علمت كلمة واحدة من ما قاله
فنظر لها ملامح عصبية زائفة وهو يقول:
انا اصلاٍ غلطان اني بكلم عيال
شهقت معترضة وهي تقف قبالته :
انا مش عيال يا خالو ماتقوليش كده
عقد ساعديه وهو ينظر لها بتزمر:
لأ عيلة عشان احكيلك سري وتروحي تفتني
حركت يديها دلالة علي الأنفعال:
بس انا ماقولتش انا كنت لسه هاقول
-خلاص ماتقوليلهاش خالص ده سر ولو عرفت انك قولتي تبقي عيلة ومعفصة كمان
ناظرته بحنق وهي تُدبدب بقدميها:
مش هقول وماليش دعوة بيكوا اصلا
امسك وجهها بين راحتيه وهو يهاودها قائلاٍ:
يا ريمة يا حبيبتي ماقصدش بس يرضيكي صاحبتك تقول علي خالك فتان وعيل
نظرت له بأقتناع وهي تومئ علي كلامه موافقة:
فعلا ممكن تقول كده، انا هسكت لحد ماتيجي هي تحكيلي بنفسها
قبل وجنتها بأنتصار :
ايوه هي دي ريم الكبيرة العاقلة بنت اختي
**************
في المساء علي طاولة العشاء
جلست ريم تنظر لسليم وهو يأكل بصمت مُتجاهلاٍ اياها تماماٍ
فوضعت يدها تحت ذقنها تُفكر بطريقة لجزب انتباهه
امال نادر رأسه عليها وهو يقول في اُذنها بهمس :
اعملي نفسك تعبانة
رمقته ريم بطرف عينيها وهي تُشاركه الهمس:
تفتكر هايصدق
قال وهو يضع الشوكة في فمه:
جربي انتي هاتخسري حاجة
-طب اعمل ايه اقول دماغي وجعاني؟
نظر لها بحنق وهو يقول:
دماغك وجعاكي ايه اسكتي انا هتصرف

نظر نادر لسليم خفيه ثم صمت للحظات قبل ان يلتفت لريم مرة اخري قائلاٍ بنبرة مذعورة:
ريم مالك يا حبيبتي ايدك بترتعش كده ليه
نظر له الجميع قلقاً بينما وقف سليم بزُعر متوجهاً لموضع جلوسها وهو يتفقدها برُعب:
ريم انتي فيكي ايه ردي يا حبيبتي مالك
غمز لها نادر وهو يحاول ان يقول لها شيئاٍ فحركت هي شفتيها بصمت وكأنها تتسأل ما الخطوة القادمة
فزفر بحنق من غبائها قبل ان يقول بخوف مصطنع مُستغلاً قلق سليم عليها :
انتي عنيكي مالها بتبربش كده ليه شكلها هيغمي عليها
ففهمت ريم علي الفور ما يُريدة والقت رأسها علي صدر سليم تدعي فقدانها للوعي
تعالت دقات قلبه هلعاً وهو يراها فاقدة للوعي بين يديه
حرك يده علي وجهها بذُعر وهو يقول :
ريم حبيبتي فيكي ايه
حملها سريعا وهو يتوجه بها للأعلي صارخاً بهم بأن يستدعو الطبيبة
بينما قدم نادر شفتيه بتأنيب من حالة سليم فهو لم يظن انه سيبلُغ هذا الحد من القلق من مُجرد اغماء
***********
وضعها علي الفراش بحرص وكأنها ستُخدش قبل ان يلتفت لهم وهو يقول بصراخ:
انا مش قولت حد يطلب الدكتورة
رد نادر بتروي مُحاولاٍ اثنائة عن فكرة استدعاء الطبيبة لكي لا تُكشف خطتهم :
هي بس اغمي عليها عشان ماكلتش حاجة من الصبح مش محتاجة دكتورة
قالت كوثر القلقة مؤيدة كلام نادر:
فعلاٍ هي ماكلتش حاجة خالص
نظر لهم سليم بأتهام وهو يقول:
وانتوا كنتوا فين انتوا عارفين ان جسمها ضعيف ازاي ماتجبروهاش تاكي
نظرت كوثر لريم بقلق قائلة:
يا ابني قولت كتير مابتسمعش كلامي خالص
استغل نادر الفرصة لمصالحتهم قائلاٍ بتأثر زائف :
طول النهار مش بتاكل وبتقولي عايزة سليم يا خالو كله بسببك يا سليم لو بنت اختي جرالها حاجة مش هسامحك
لم يُعره سليم انتباة وهو يُمرر يده علي ملامحها بقلق وقد الهاه خوفه عن ملاحظة يدها المضمومة او شفتيها المُرتعشتين فقط عندما يتعلق الأمر بها يفقد عقله
اخرج الهاتف من جيب جاكيته وهو يقول بحسم:
انا هتصل انا بالدكتورة
ارتعبت اوصال ريم فلو علم سليم انها تدعي الأغماء سيُعاقبها اكثر وبدلاً من ان تتحسن الامور بينهما ستتأذم
فتأوهت بخفوت وهي تضع يدها علي رأسها تتصنع التعب هامسه بأسمه بنعومة:
سليم
نظر لها بلهفة وهو ينحني عليها :
حبيبتي انتي كويسة حاسة بتعب
نظرت له بمسكنة وهي تجزبه لها اكثر لتعانقه:
كويسة عشان انت معايا
نظر لها نادر وهو يضيق عينيه هامساً :
كويسة طول مانت معايا!
اه يا قادرة وانا اللي فاكرها هبلة
احتضنها سليم بقوة وهو يقول بقلق:
حبيبتي حاسة بأيه نروح المستشفي نطمن
نفت برأسها بقوة سرعان ما انتبهت علي فعلتها تلك فقالت بهمس في اذنه:
كل التعب راح عشان بقيت في حضنك
رفع نادر حاجبيه وهو يسترق السمع لهما قائلا:
والله انا اللي طلعت اهبل
رفع سليم رأسه مقبلاً جبينها بخوف:
طب نطمن بس انا عارف انك مش بتحبي المستشفيات بس انا معاكي
حركت رأسها بنفي وهي تعود لأحتضانه:
لا انا عايزة افضل جمبك بس
احتضنها بدوره قائلاً بعتاب:
ينفع كده ياريم ماتكليش طول النهار يا حبيبتي وتقلقيني عليكِ كده

نظرت له بحزن حقيقي هذة المرة وهي تقول بنفس نبرة العتاب:
بجد قلقان عليا
امسك بوجهها بين راحتيه يُزيل دموعها :
انتِ بتسألي ده انتي عمري كله يا حبيبتي
ابتسمت بين دموعها وهي تُقبل باطن يده :
بجد ياسليم يعني انت بتحبني
آلمته نبرة الشك في سؤالها فهو بجفائه معها هذة الايام جعلها تشك في مقدار حُبه بينما هو يكفيه ان تكون امام عينيه ليتنفس
قبل عينيها بعشق قائلا بنبرة هائمة:
ماتشكيش ابدا في حبي ليكي لأنه عمره ما هيقل ابدا في يوم ده انتي النفس اللي بتنفسة يا قلبي
قاطع وصلة عشقهم كلمات نادر الممتعضة:
ايه الافورة دي وايه جو الاعضاء البشرية ده
انتي قلبي وانتي فشتي!!و..
لم يُكمل كلامه بسبب تلك الوسادة التي القاها سليم بوجهه
فنظر له بضحك وهو يقول:
الحمد لله ان ماكنش فيه جمبيه فازة
ابتسم له سليم مستهزئاً:
مانت مفيش واحدة هاتعبرك اصلا عشان كده محروق من جواك
قالت ريم بأندفاع وبدون تفكير مُدافعة عنه:
لا يا سليم علي فكرة بقي خالو قمر ويتحب
ابتسم نادر ناظراً لها بفخر:
الاهي تنستري
اكملت ريم ببساطة:
ده اميرة صاحبتي بتحب خالو وعرفت ان خالو بيبيع هيروين وكانت بتبتذة عشان يخرج معاها
جحظت عيني نادر بصدمة من كلامها قائلاً بذهول:
الاهي تنفضحي
**********
-اخبطيني بحجر علي نافوخي يجيلي ارتجاج في المخ او اديني بيدك اللي زي لهطة الجشطة دي علي وشي عشان اتوكد انك بجيتي خطيبتي
شملتهُ نوارة الجلسة امامه بنظرة مُشمأزة وهي تحاول منع حالها من ان تنقض عليه لتشوه له وجهه ذلك السمج عديم الدم
ابتسم مُظهرٍ اصفرار اسنانه وهو يضع يده علي رأسه ساحباٍ خُصلات من شعره للأمام:
ايه يا جمراية يا فرسة انتي ،انتي مكسوفة مني اياك
تأفأفت بقهر وهي تتأمل هيئته الصغيرة الغير مُهندمة بالمرة وهي تُقارن بينه وبين سليم واي مُقارنة تلك ايجتمع القرد مع الأسد في جُملة واحدة
رقص حاجبيه بتلاعب وهو يقول بسماجة:
جري ايه ياست البنات للدرجة دي وجودي مشعلل في جلبك حريجة
همست بصوت خافت:
حريجة تمسك فيك ماتسيبكش الا اما تجيب اجلك يا بعيد
ثُم اكملت هي تقف ناظره لهُ بأمتعاض:
اني راحة علي جوضتي البيت بيتك
ظل يتأملها بهيام وهي تصعد الدرج واضعاً يده علي صدرة مُتنهداً وهو يقول :
وماله اتجلي براحتك يا نوارة جلبي
ثم ابتسم بثقة لا تليق مع حجمة قائلاٍ:
عارف انك عتموتي فيا يا مانجية مستوية انتي بس ومالةيحجلك الدلال يا دميل
************
بينما وقفت نوارة تستند علي باب غرفتها بقهر وهي تحاول كبت شهقاتها بقوة فوالدها وضع لها عقاب يصعب تقبله كيف له ان يزوجها لذلك الكرية مُحب النساء هل يُريد قتلها حية
*************
بينما في الخارج وقف عبد الرحمن واضعاً يده علي باب غرفتها يكبح جماح نفسه حتي لا يدلُف اليها يواسيها ويُطمئنها فهو من المستحيل ان يفعل بها ذلك لقد حزنت لدرجة انها نست ان عادتهم تنص علي عدم وجود فترة خطبة فلو كان ينوي ان يُعاقبها ذاك العقلب القاسي ويزوجها بذاك البغيض لكان زوجها فورا بدون مُقدمات..
فقط فعل ذلك لكي يُرهبها لا اكثر فبرغم كُل افعالها فهي ستظلُ ابنته الوحيدة وابنة معشوقته التي اوصتهُ بها وهي علي فراش الموت، ولكنها يجب ان تُعاقب وتحزن لكي لا تتمادي في اخطائها، يُدرك في مكنوناته انهُ من دللها ببزغ لشدة حُبه لها فقد خالف كل العادات والتقاليد الخاصة بعائلتهم وقام بأرسالها الي الجامعة لتتعلم لكي تُصبح زات شئن في نظر حالها علي الاقل وكان دائماً يتغاضي عن افعالها الغير مقبولة وتصرفاتها المغرورة تجاه العاملين بالمنزل ورغم كل هذا مازال موقناً انها تحمل بذرة خير وسيخرج تلك البذرة بيده..

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1