رواية وليدة قلبي الفصل الرابع و الثلاثون34 بقلم فاطمة الصوفي


 رواية وليدة قلبي الفصل الرابع و الثلاثون بقلم فاطمة الصوفي


دخل غُرفتها مُتسللًا كالمُراهقون بينما كانت تقف هي في شُرفة غُرفتِها تتحدث في الهاتف فقاده الفضول للأستماع الي مُكالمتِها فوقف خلف باب الشُرفة يتصنت كاللصوص
سُرعان ما استوعب ما يقوم به وهو لا يُصدق افعاله انهُ يُصبح في سن الخامسة عشر عندما يتعلق الامر بها ستُصيبه بالجنون لا محاله
ابتسم وهو يستمع لمُكالمتها مع صديقتها
ريم بصوت حالم وهي تضع الهاتف علي اذنها مُسنده اياه بكتفها وتُقلم اظافرها في الوقت ذاته:
صدقيني الحُب ده حاجة جميلة خالص
صمتت للحظات تستمع للطرف الاخر وهي تقول بقهقهة اُنثوية اطاحت بقلب ذلك العاشق :
ليه كده يا ميرو والله خالو طيوب
استمعت لصوت اميرة الحانق:
اه طيوب اوي ده قليل الذوق تخيلي راح لبابا مكان شغله عشان يطلب ايدي منه ف بابا بيقوله شوفتها فين يقوله بروحلها الجامعة كل يوم
عادت ضحكات ريم الرقيقة تتعالي وهي تقول بصوت مختنق من الضحك:
خالو ده كيوت اوي بجد
صدرت ضحكة مستهزئة من اميرة وهي تقول بصراخ واستنكار:
كيوووت!!
قولي مصيبة بلوة ده انا بابا كان هيخلص عليا بسببه تخيلي بابا يقوله مش موافق غير بعد ماتخلص دراستها يروح قايله يعني يرضيك افضل ماشي معاها كده من غير جواز لو كان ده يرضيك فانا ماعنديش مانع
وقع المبرد من يد ريم من كثرة الضحك وقد ادمعت عينيها وهي تقول بصعوبة:
اكيد اُنكل ابراهيم علقك
قالت اميرة بصوت مُغتاظ :
علقني !!..دول بيعاملوني في البيت كأني مُعتقلة اسرائيلية اسكتي
حاولت ريم كبت ضحكاتها وهي تقول بجدية:
طب نتكلم جد يا ميرو بقي، انتي مفيش في قلبك اي مشاعر لخالو
ردت عليها اميرة بصوت عصبي لتُداري ارتباكِها:
مشاعر في عينه الكداب الغدار رايح يقولك اني كنت بجري وراه الله يرحم وقفته قدام الجامعة كل يوم بالساعات عشان يشوفني
-لا لا يا اميرة ماتحسسنيش ان انا السبب
ضحكت اميرة اخيرا وهي تقول لها بمرح:
هو ازاي خالك ده مش عارف ان انتي اصلا مابيتبلش في بُقك فولة وفتانة
عقدت ريم حاجبيها بغضب:
انا مش فتانة
-اه اه صح انتي ابعد ما يكون عن الفتنة يا حبيبتي
صاحت ريم بها بحنق:
اميرة
فقالت اميرة:
خلاص خلاص نغير الموضوع ها يا ستي عاملة ايه مع سليم
تحولت نظارات الغيظ في عينيها الي نظارات عاشقة وهي تقول بحالمية:
سولي ده روحي وقلبي وحياتي كلها
قالت اميرة بصوت مُشابه:
هيييح ربنا يوعدنا يارب بقي مش عارفة الواحد مابيكراشش عليه ناس طبيعية وجنتل مان
ليه دايما يا ولاد معفنين يا متخلفين عقليًا زي خالك كده
تكلمت ريم بأعتراض وبعض الغضب:
بت انتِ ماتجبيش سيرة خالو كده
وصلها صوت اميرة المُمتعض وهي تقول بسخرية:
ياست ربنا يبارك في هبله
قالت ريم بتذمر وحنق:
انا مش هرد عليكِ اصلًا اقفلي
لم تُمهلها الوقت للرد وهي تُنهي المُكالمة معها مُلقية بالهاتف علي المقعد امامها بأنفعال قبل ان تصدر منها شهقة فزعة بسبب تلك اليد المُعضلة التي حملتها وكأنها لا تزن شيءً علمت من اللمسة الاولي وعناقة الحنون الذي لامس روحها انهُ سليم فقالت بصوت خافت ناعم بِه بعض الدلال:
بابي
تكلم سليم بهمس بجانب اُذنها:
يا روح بابي
ابتسمت بحُب مُرجعة رأسها للخلف تستند علي كتفه
فتحرك وهو يحملها ليجلس علي المقعد التي كانت تجلس عليه قائلًا بهمس مرح وهو يُمرر يده علي ملامحها بحنو:
بقي سولي ده روحك وقلبك وحياتك كلها
نظرت له بعينين براقتين قائلة:
انت سمعت
اقترب منها بحنان مُقبلًا وجنتها :
اه سمعت
ارتكذت برُكبتيها علي المقعد مُقتربه منه تحاوط وجهه بكفيها قائلة بعشق وهي تُقبل ملامحه :
عادي اصلا اسمع كده كده الدنيا كُلها عارف اني بحبك
اطربت قلبهُ بكلِماتها وقد اصابتهُ بتخدر في كاممل حواسه فاحتضنها مُقتربًا منها قائلًا بتسؤال وعينين لامعتين وانفاسه تلفح صفحات وجهها:
بتحبينى قد ايه
ابتسمت بعشق وهي تتطلع لخضراوتيه بتية:
مش عارفة بس اللي انا عرفاة ان انا بعشقك
اغمض عينيه وقد تسرب احساس دافئ جميل الي اوردته وكأنها روت روحه الظمأنة لقُربها بكلماتها تلك

تكلم بعد لحظات مصوبًا عينيه في عينيها لتُربكها نظراته قائلًا بصوت مبحوح من فرط المشاعر:
مهما وصل حجم حُبك ليا عمره ما هييجي ربع حبي ليكِ يا ريم وده اللي انا مُتأكد منه، انا بحبك اكتر حتي من نفسي لو خيروني بينك وبين اي حاجة هختارك وانا مغمض لأنك ملكتي اغلي حتة جوايا
ثم قام بتقليص المسافة فينهُما مُمسكًا بكف يدها الناع واضعًا اياه علي قلبه وهو يقول بصوت خافت:
مالكة قلبى
ابتسمت لهُ بعشق دافنه رأسها في عُنقه تستنشق رائحته التي ادمنتها مُرسله لهُ زبزبات اصابت قلبهُ بالرجفة مُقررًا ان يُنفز تلك الفكرة المجنونة التي خطرت له من جراء قُربها، مُتبعًا جملة
"ضعهم امام الأمر الواقع"
**************
في اليوم التالي
كانت كوثر جالسة في بهو القصر تحتسي كوبً من القهوة مُمسكة بالجريدة اليومية عندما استمعت لرنين الهاتف المُزعج يصدع في المكان فخلعت نظارات القراءة مُمسكة بهاتفها لتجد ان المُتصل هو ادم فردت بحنان :
ادم ازيك يا حبيبي عامل ايه
رد ادم سريعًا:
ازي حضرتك يا طنط معلش كنت عايز اسألك عن دعوات الفرح انا كتبت كل المدعوين اللي نعرفهم فلو حضرتك عايزة تزودي ناس معارفك ياريت تبعتيلي اسمأهم عشان اطبعلهم كروت دعوة
كانت تستمع لهُ بأندهاش وهي لا تفهم اي كلمة من كلامه
قالت بأستفسار:
انت بتتكلم عن ايه يا ادم مش فاهمة
اتاها صوت ادم المُتعجب من سؤالِها قائلًا:
يا طنط دعوات فرح سليم وريم
فغرت شفتيها ذهولًا وهي تقول بصدمة:
فرح مين!!
ازاي يعني مش فاهمة انت بتقول ايه سليم ماقليش اي حاجة عن الموضوع ده
عض ادم علي شفتيها وهو يُغمض عينيه بشده فمن الظاهر امامه انهُ قد قام بأفتعال مُشكلة بدون ان يقصد
حاول ان يتمالك نفسه وهو يقول بهدؤ:
هو اكيد كان عاملكوا مُفاجأة يا طنط وبعدين الفرح بعد اسبوع مش بكرة يعني
صرخت كوثر به بعصبية:
كمان بعد اسبوع صاحبك ده مش هايجبها لبر شكله هو فاكر نفسه ايه
وضع ادم يده علي وجهه بقلة حيلة فقد جاء ليُكحلها فأعماها
اقفلت الهاتف معه عندما لم تجد منه ردًا
تكاد تموت غيظًا من افعال ولدها المُتسلطة التي لم تعُد تتحملها هل وصلت بِه الجرائة لأن يُحدد موعد زفافه بدون علمها والأدهي بدون علم العروس نفسِها هل جُن ذلك الولد عديم الرباية
*************
وقف في حديقة القصر مُمسكًا بهاتفه يصيح بعصبية:
انتِ مش بتردي ليه يا هانم
رد عليه الطرف الأخر بعصبية مُماثلة والذي لم يكُن سوي اميرة:
بقولك ايه يا نادر انا مش طيقاك اصلًا بقي ده كلام يتقال لبابا
تحدث بجدية شديدة:
ولو ابوكي ماوفقش هعمل واقول اكتر من كدة يا اميرة
قالت اميرة بحدة:
انت بني ادم مش طبيعي وانا غلطانة اني عطيتك عوانه ووافقت انك تقابله من الاول القرار كله غلط اساسًا
تحدث بتوجس وهو يعقد حاجبيه:
يعني ايه يا روح خالتك؟!!
شهقت بقوة وهي تقول بغير تصديق:
روح خالتي!!
وعاملي فيها الخواجة اللي جاي من بلاد برا ده انت مولود في الوراق
ثم اكملت بحسم :
انا مش هوافق علي العلاقة دي يا نادر عشان انت حتطني في موقف زبالة قدام بابا عمري ماتحطيت فيه قبل كده انا مش هسكتلك ابدا وهاتشوف
ابتسم ابتسامة غير مُبشرة بالخير بالمرة وهو يقول بجدية شديدة:
ومش كده وبس ده انا هاخد بكرة عيل من الشارع واروح لابوكي واقوله ان ده ابننا واننا ضاربين ورقة عرفي من ٣ سنين وانا اشفقت عليكِ وحسيت بتأنيب الضمير وقررت استر عليكِ والمك واتجوزك
لم يأتيه اي رد منها فقد اصابها الذهول والحسرة علي توريط قلبها لها مع هذا المُختل
بينما اقفل نادر الهاتف في وجهها جاعلًا منها تصرُخ علي الجانب الأخر بغيظ:
عيلة قليلة ذوق كلهم
...
ظل يركُل حصي وهمية امامه وهو يتوعدها عندما رأي كوثر القادمة نحوة بعصبية فظن ان اميرة قد قامت بشكوته لها
-يبنت الجزمة انتِ لحقتي
بينما اقتربت كوثر منه بملامح لا تُبشر بالخير فقال لها سريعًا بدون ان يُعطي لها فُرصة للكلام:
دي كدابة يا طنط انا معملتش كده دي هي اللي مجنونة بتقولي تعالى زور امي عيانة وبابا مسافر الخليج ومامعناش راجل ولما خوفت علي شرفي وماردتش اروح حلفتلي بأيمانات الله لتتبلي عليا وتشوه سُمعتي انتي ازاي تصدقي عني حاجة زي كده اساسًا
نظرت لهُ كوثر بعدم فِهم ومازالت ملامِح الغضب تحتلُ قسماتِ وجهِها :
انت بتقول ايه اوعي تكون عامل مُصيبة انت كمان تبقي كملت
نظر لها وهو يُضيق عينيه قائلًا بأستغراب:
انا كمان!!
يعني مفيش حد اشتكالك ولا اتبلي زور عليا وقالك حاجة كده ولا كده
قالت بنفاذ صبر :
حاجة ايه يا نادر مش فيقالك شوفت سليم عمل ايه يا نادر شوفت البجاحة

اشار لها بأصبعه وهو يُكشر :
انا قولتلك ابنك ده ناقص رباية ماصدقتنيش
زجرته بعينيها التي تُخرج شرارات غاضبة
فقال مُصححًا:
-نا اقصد يعني عمل ايه تاني
-شوفت البجح محدد معاد فرحه بعد اسبوع من غير ما يعرفنا
عقد نادر حاجبيه وقد تلبسته حاله من الغباء:
فرح مين؟
تندهدِت بنفاذ صبر وهي تدور بعينيها بحثًا عن سليم:
مش وقت غباء يا نادر خالص بقولك حدد معاد فرحه هو وريم وطبع كروت الدعوة وانا اخر من يعلم دي حتي ريم ماتعرفش
برقت عيني نادر وهو يقول بعدم تصديق:
مش قولتلكم فجر محدش صدقني
دارت بعينيها في الحديقة وهي تقول بغضب:
هو فين البيه مش كان قاعد معاك في الجنينة
رفع كلتا يديه وكأن ينفي تُهمة شنعاء نُسبت اليه:
وانا اقعد معاه ليه دول هما دقيقتين بالعدد وجاله تليفون وراح في الجنينة الخلفية اكيد بيخطط لمصيبة تانية وماكنش عايزني اسمع المُكالمة
ضيقت عينيها متوجهها للحديقة الخلفية ونادر يُراقب تقدُمها بأبتسامة مُستمتعة ومُتشفية
دارت بعينيها تبحثُ عنه فوجدتهُ يقف عند شجرة كبيرة في الحديقة
وضعت كوثر يدها علي كتف سليم الذي يولي لها ظهره فاستدار لها بأستفسار عندما وجد ملامحها لا تُبشر بالخير
قال بتعجب:
في حاجة يا ماما؟
ردت كوثر عليه بصوت حاد:
ماما طب كويس انك فاكر اني امك واني لسه ماموتش
امسك كفيها بيد راحتيه وهو يعقد حاجبيه بأستفسار:
بعد الشر عليكي يا ماما ليه ده كله انا عملت ايه
لم تقل عصبية كوثر وهي تقول بصوت حاد مُنخفض قليلاً:
مش هسمحلك تتصرف من دماغك زي كل مرة ولا هسمحلك تعتبرنا جماد في البيت يا سليم انت شكلك محدش بقي قادرلك
-طب ممكن حضرتك تقولي ايه اللي مزعلك
قالت بأنفعال:
حضرتك كنت ناوي تقولنا امتي ولا كنت ناوي تبعتلنا انا ومراتك دعوات للفرح زي باقي الضيوف
برقت عيني سليم وهو يقول بصوت حذر:
حضرتك عرفتي ازاي
ثم اكمل ودقات قلبه تتقاذف :
وريم ..عرفت
ابتسمت كوثر بأستهزء قائلة:
لا طبعاً هروح اقولها ايه انتي مدعية علي فرح سليم وفرحك الاسبوع الجاي يا حبيبتي وانتي هتبقي زي الاطرش في الزفة
غرذ سليم اسنانة في مُقدمة شفتيه محاولاً كبت انفعالاته مُذكرا حالة ان من تقف امامه هي والدته
قال بعد لحاظات من الصمت وهو يضع يده علي خصلاته بارتباك خفي:
انا حبيت اعملها مُفاجأة
نظرت له كوثر بحنق وهي تشير بيدها بسُخرية:
لا يا شيخ يعني مش عشان هي مش موافقة علي الجواز دلوقتي
جاء نادر من خلفها قائلاٍ بسخرية:
تؤ تؤ مُفاجأة
رمقهُم سليم بغيظ قبل ان يقول بصوت حاد خافِت:
بقولكوا ايه مش عايز تريقة وصدقوني اللي هايقول لريم حاجة هيبقي ليا تصرف تاني معاه
ارتفع حاجبي نادر وهو ينظر لكوثر بأستنكار قائلًا بخُبث ليُشعل الأجواء:
يعني الام تربي وتكبر عشان ابنها يبقي شحط وفي الاخر يكلمها بأسلوب عديم الذوق ده اخص بخد اخص
ثُم اكمل امام عيني سليم المُغتاظة وهو يُشير له بأصبعه:
بس عايز اقولك حاجة خليك فاكرها طول عُمرك كما تُدين تُدان وبكرة ربنا هيرزُقك بعيل عاق فاسد وخلفة سؤ تخليك تلف حوالين نفسك وتدور وراه في الأقسام وبدل ما يخبي عليك معاد فرحه هيخبي عليك انه مُدمن ومتجوز عُرفي
لم يُعر سليم لكلامُه اهتمام بينما شملتهُ كوثر بنظرة فاقدة للأمل قبل ان تلتفت لسليم قائلة بجدية:
سيبك منه وخلينا في كلامنا مفيش اي افراح هتحصل الا بموافقة ريم شغل سلق البيض ده مش هينفع يا محترم
تنهد قليلاً وهو يقول بتروي وصوت مُتأثر مُيقتربًا منها يُعانقُها بحنان :
مش نفسك تشوفي اولادنا يا ماما
ارتسم شبح ابتسامة علي شفتي كوثر وهي تقول بحنين لهذا الشعور:
ها....ولادكم !

ابتسم سليم بخبث مُكملًا:
ولاد وبنات يتنططوا حواليكي ويقولولك يا تيتة
ظلت كوثر تتخيل ذلك الشعور بعينين حالمتين وهي تُفكر كيف سيبدو اولاد سليم
راقب نادر الموقف بفم فاغر قبل ان يقول بحنق:
طنط هو هيضحك عليكِ بكلمتين ولا ايه انتي مش قولتي انك هاتعلميه الادب
نظرت كوثر لهُ بتردُد لاحظهُ سليم علي الفور فتحدث بحُزن اجاد تمثيله:
وهو انا هتجوز ليه يعني مش عشان افرحك بيا وبعيالي
لمعت عيني كوثر بدموع وحنين وهي تتخيل قطعة صغيرة من سليم تركُض حولها
اخرجها صوت نادر المُزعج من تخيلاتها الجميلة
قائلًا بحنق وهو يُشير علي سليم :
ده بيحاول يأثر عليكي يا طنط اوعي تسمعي كلامة وموقفك يتهز
نظر له سليم بغيظ وهو يتوعد له بداخله
بينما التفتت كوثر اليه بصرامة وهي تقول:
اسكت يا ولد
ثم التفتت لسليم بحنان وهي تقول بعينين دامعتين:
ياه ده يبقي يوم المُني يا سليم مش مصدقة اني هعيش لليوم ده
احتضنها سليم بحنان وهو يقول :
ربنا يطول في عمرك لحد ماتشوفي احفادي كمان ياست الكُل
اومأت بسعادة وقد تبخر غضبها وكأنهُ ام يكُن وهي تُزيح دموعها، بينما ابتسم سليم بثقة وهو يُحاوط كتف والدته حاسًا اياها علي التحرك ناظرًا لنادر بتشفي جعلت الأخر ينظر لهُ بحقد طفولي لاعنًا اميرة بداخله ولكنهُ سُرعان ما ابتسم عندما طرأت لهُ تلك الفكرة عن اخبار ريم لتُفسد هي كُل شيء ويجلس هو بدون حراك مُدعيًا البراءة كالذئاب فأن كان هو ان يتزوج فسيحرص علي عدم زواج احد مُتبعًا مثل "انا ومن بعدى الطوفان"
************
في المساء جلس سليم في غُرفته مُمسكًا بجهاز الأيباد يُشاهد تلك الفساتين الرائعة من تصميم اشهر مُصمم ازياء في باريس حتي يختار احداهُم ليليق بأميرته عندما دخلت تلك الزوبعة وهي تصرخ به بقوة :
سليم هو انت شايفني رجل كرسي ولا شايفني فازة في بيتك
ترك سليم الجهاز من يده ونظر لها نظرة مُرعبة جعلت الأخرى تتلعثم في الحديث ولكن غضبها لم يهدأ:
ان انت بتبصلى كده ليه انت كمان مش عايزني ازعق لما اعرف انك بتخطط لفرحي وانا اخر من يعلم
لم ليظهر علي ملامحُه اي تعبير ولكنهُ حين تحدث خرج صوته هادئ ومُرعبً :
انتِ بتزعقي لمين كده
اجفلت للحظات وخافت من نبرته ولكنها تماسكت وهي تقول بثبات:
هو انت بس اللي مسموحلك تزعق فيا وانا لا حد قالك انك شاريني
وقف سليم قُبالتها بطوله الفارع فأحست هي بالفزع في قلبها وارتدت خطوتين للخلف
فأقترب هو منها ببُطء جاعلًا منها تشعر بالأرتباك وبتيبُس قدميها من الخوف بينما اقترب هو منها بشدة وهو ينحني ليكون بمستواها وانفاسهُ الغاضبة تلفح صفحات وجهها الحليبي :
الفرح هيتعمل في معادة وعلي الله اشوف منك اي اعتراض
استفزتها نبرته فقالت بصوت غاضب رغم خوفها:
علي جُثتي يا سليم ...
************
في اكبر الفنادق بالقاهرة التي يملُكها عائلة الحداد
ظلوا يتراقصون بخفة وكأن ارواحهم تهفوا حولهما من شدة السعادة يُعانق كُلً منهُما بالأخر وكأن حياته متوقفة علي هذا العناق ينظُر لها بعشق وهيام وهو لا يشعر بمن حوله فقد تُحاصرةُ عيناها وكأنه زاب في كوبً من القهوة الحلوة في جوً شديد البرودة مُدفئًا اوردته ومُنبهًا قلبه
ان اكبر احلامه واجمل اُمنياته بين يديه وكأن فرحة كُل اهل الأرض اجتمعت بقلبه وحدة، عصفورته جميلته ابنته وقطعة من روحه تقف امامه بالثوب الأبيض يشعر بالنشوة وكأنهُ اسعد رجال الأرض
من قال ان الأنسان لا يستطيع التحليق ومن اتهم عباس بن فرناس بالجنون ومن ذا الذي قال ان قانون الجاذبية لا يُمكن اختراقة ما تفسيرهم عن حالتهُ الأن لماذا يشعُر انهُ يُحلق في عالمً اخر غير عالمهم مُتبعًا قوانين اخري غير قوانينهم
وضع يدهُ علي خصرها المنحوت وقام بحملها كالريشة وهو مازال يُراقصها قائلًا في اذُنها وهو يُقبل وجنتها بعشق غير ابه بكاميرات الصحافيين التي تترصد لأقل التصرُفاتِ مِنه:
رجلك هاتوجعك من الكعب
ابتسمت بشغف وهي تتعلق برقبته تشعر بسعادة لا مثيل لها كيف كانت ترفُض هذة السعادة انها تشعُر وكأنها فراشة خفيفة بين يدي سليم بينما عينيها تمُر علي ملامحه ببُطء وهيام وكأنه تُعطي لكلِ جزءٍ حقة
اقتربت منه تقول في اُذنه بهيام وبنبرة خرجت وكأنها مُخدرة:
بعشقك
عانقها هو بدورة بقوة وكأنهُ سيطبعُها علي صدره بينما صدعت اُغنية شهيرة من احد الفناننين اللذي يحيُن الحفل
والحقيقي انك معايا وجمب مني دي الحقيقة ولا حلم وطال شوية والكلام الحلو ده بتقولوا عني يعني فعلًا دُنيتي رضيت عليا...وعد مني تعيش معايا سنين ما عشتش زيُهم احلامك اللي حلمتُهم.. انسي الحياة والدنيا دي وتعالي نهرب منهم مابقتش عايز ناس خلاص جالي اللي بيهُم كلُهم .....
يلي سايب ليا روحك ومأمني اللي فاتك من الحياة هاتعيشهُ بيا وفي عيونك الف حاجة مفرحني والحياة بتزيد جمال لو بصوا ليا.......يلي سايب ليا روحك ومأمني اللي فاتك من الحياة هاتعيشهُ بيا وفي عيونك الف حاجة مفرحني والحياة بتزيد جمال لو بصوا ليا
وعد مني تعيش معايا سين ماعشتش زيهُم احلامك اللي حلمتهُم انسي الحياة والدنيا دي وتعالي نهرب منهُم مابقتش عايز ناس خلاص جالي اللي بيهُم كلهُم
كان منظرًا باهرً بحق وكأنهم خرجوا من روايات الف ليلي وليلة وساعد علي ذلك فُستان ريم والذي اظهرها وكأنها اميرة من اميرات العصر الملكي بينما سليم وكأنهُ فارس ايراني بالغ الوسامة واقعً في عشق الأميرة ومُتمسكًا بها وكأنها حلم وسينتهي
نظرت لهم كوثر بدموع فرحة وهي تشعُر بالسعادة تتسرب لأوردتها بينما تعالي تسفيق وتصفير نادر ودموعه تتسابق للنزول مُتمنيًا ان تكون روح شقيقتهُ الحبيبة مُرتاحة وتراهُم الأن
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1