رواية خريج سجون الفصل الثالث بقلم ياسر عوده
توقفنا قبل كده لما زين ملقاش حد يرحله بعد ما انطرد من شقه ابوه غير بيت صحبه رفاعى .
الاول اذكر الله وصل على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين .
زين كان فاكر انه هيقدر ينام بسرعه علشان التعب والارهاق اللى حسه فى اول يوم خروج ليه ، بس كل ده ممنعهوش يفتكر كل حاجه حصلتله وعمره اللى ضاع فى السجن ، ولازم نعرف احنا كمان ايه اللى حصل .
قبل عشر سنين من الوقت ده كان زين مستنى اليوم ده ، يوم نتيجه امتحانات الكليه ، وقبل ما يروح الكليه جاله اتصال من زهره .
طبعا محدش يعرف مين زهره هقولكم ، زهره دى حب زين الاول والاخير ، زين فضل يحب زهره اربع سنين ، وبعد محاولات كتير اقنع اهله انه يخطب زهره ويكتب كتابه عليها ولما يخلص دراسته يعمل الفرح والدخله .
زهره لما اتصلت بزين قالتله : مصيبه يا زين انا حامل ، انا كده هتفضح .
زين : متخفيش يا زهره ، احنا معملناش حاجه غلط ، انتى مراتى قدام ربنا وكاتب كتابى عليكى والناس كلها عرفه كده .
زهره : بس لسه معملناش فرح ، هقول ايه للناس ولاهلى ؟
زين : اهدى ومتقلقيش ، النتيجه بتعتى هتطلع النهارده وانا هروح اجبها ، وباليل هاجى انا واهلى علشان نحدد معاد الفرح وكلها كام يوم ونعمل الفرح والدخله ومحدش هيعرف حاجه .
زهره : انا كنت بفكر اتخلص من اللى فى بطنى يا زين .
زين : انتى اتجننتى اوعى تعملى كده ، انتى مراتى ، يمكن نكون غلطنا فى ساعه ضعف بس مش هنصلح الغلط ده بغلط تانى اكبر ، زهره مش عوزك تعملى اى حاجه فهمه ؟
زهره : حاضر .
بعد ما خلص زين مكلمته مع زهره راح كليته علشان يعرف النتيجه ، زين نجح بتفوق ، وحس بالفرحه ورجع لبيته بسرعه علشان يقول لابوه الاستاذ صادق يفرحه بان ابنه بقى مهندس ويكلمه فى فرحه على زهره .
لما وصل زين البيت لقى حاجه غريبه ، فى عربيات شرطه واقفه قدام بيته ، طلع لشقه ابوه بسرعه علشان يعرف فى ايه ، سعتها لقى مجموعه كبيره من رجال الشرطه بشقه ابوه وبيفتشوا الشقه كلها ، وشاف اخوه واخته وابوه وامه وهما خيفين اوى ، وقبل ما يسأل زين ابوه عن اللى بيحصل ، بص لقى ان رجال البوليس مخرجين كرتونه من تحت سرير الاستاذ صادق ومراته ، ولقوا فى الكرتونه دى مخدرات .
طبعا كان الاستاذ صادق المتهم الاساسى علشان هو صاحب الشقه ، فعلا طلب الضابط من رجاله الامساك بالاستاذ صادق علشان هيخدوه معاهم ، هيام وامها زينب بيسرخوا وبيعيطوا من المشهد اللى قدمهم لما شافو الاستاذ صادق هيروح منهم ، وحسن بيزعق ويقول ابويا بريء ، الحاجه دى مش بتعتنا ، اما زين فكان مصدوم ، الفرحه اللى كان شيفها من كام دقيقه راحت ، وحط عينه على ابوه لقاه مش بيتكم ساكت خالص ، سعتها زين عرف ان الكرتونه دى بتاعت ابوه فعلا .
الاستاذ صادق محولش يدافع عن نفسه حته ، استسلم لكل حاجه من غير ولا كلمه ، زى ما يكون عارف ان دى هتكون نهيته .
زين اتصرف بدون تفكير وقال لضابط الشرطه : اللى فى الكرتونه ده بتاعى يا حضرة الضابط .
اذكر الله وصلى على الحبيب .
وسط زهول من الكل ، والكل سكت ومحدش اتكلم ، حتى الاستاذ صادق اللى كان متأكد ان الكرتونه دى مش بتاعت ابنه قبل اعتراف ابنه ومحاولش يعترض على اى حاجه ، والكل قرر قبول التضحيه بزين بدل اب الاسره الاستاذ صادق ، كانوا عرفين ان لو ابوهم ضاع هما هيضيعوا .
اعترف زين قدام النيابه انه صاحب المخدرات اللى كانت موجوده ، واتحكم عليه بالسجن عشر سنين ، ولما جه الاستاذ صادق علشان يزور ابنه فى السجن سأله : انت ليه عملت كده يا زين ؟
زين : انا لما بصيت فى عنيك عرفت ان المخدرات دى بتعتك ، ومكنش قدامى غير انى اعترف على نفسى علشان تطلع انت من التهمه دى .
صادق : انت كده ضيعت نفسك ومستقبلك ، انا مش عارف ازاى سكت لما انت اعترفت على نفسك ؟
زين : انت سكت علشان عارف ومتأكد انى اتصرفت صح ، انت مش حمل السجن والبهدله ، بس عاوز اسألك انت ليه عملت كده ، ليه تاجرت فى المخدرات ؟
صادق : المخدرات دى مش بتعتى ، انا بس كنت حططها عندى .
زين : يعنى ايه ، ازاى تعمل كده ؟
صادق : يا ابنى انا موظف ، ومهيتى يا دووب بتأكلنا وتشربنا ، تفتكر ازاى صرفت عليك وعلى اخواتك وعلى تعلمكم ، انت دخلت كليه الهندسه ، واخوك دخل كليه الطب ، واختك اللى لسه بتتعلم ، كنت هجيب منين يعنى ، انا كنت مديون لطوب الارض ، كان عليا فلوس لناس كتير ، ولما جه واحد وعرض عليا اشيل مخدرات عندى وهيدينى مرتب شهرى كبير ، فى الاول رفضت بس بعد كده وافقت غصب عنى ، ولما الموضوع مشى ، ومتمسكتش سعتها كررت الموضوع مره واتنين وعشره ، وكل ما اقول دى اخر مره مقدرش ، انتم مصارفكم كانت بتزيد واتعودتم انى محرمكمش من حاجه ، دا انا جبتلك عربيه صغيره لما طلبتها ، وكتبت كتابك على زهره وانت لسه بتتعلم ، تفتكر موظف زيى هيجيب كل ده منين ، اما ابقى مرتشى او هشتغل فى الممنوعات .
زين : كل اللى قولته مش مبرر علشان تأكلنى انا وامى واخواتى من الحرام ، بس مش انت السبب لوحدك ، كلنا مشتركين معاك ، كان لازم نفهم وضعنا المادى كويس ، على العموم اهو انا بدفع التمن اهوه .
صادق : انا هعترف على نفسى ، حرام تضيع مستقبلك ونفسك بسببى .
زين : مابقاش ينفع يا بابا خلاص ، هو حد من اخواتى وامى عرف الحقيقه ؟
صادق : امك عرفه بس اخواتك مقدرتش اقولهم .
زين : كويس انك مقولتلهمش حاجه ، عاوزهم يفتخروا بيك زى ما طول عمرهم شيفينك ، وقول لامى انها مهما حصل متجبش سيره ليهم ابدا ، مش عاوز مستقبل اخواتى يتدمر ، لما اخوهم يتسجن الناس هيقولو ان اخوهم فاشل ومجرم وهينسوا ، بس لو عرفوا ان انت صاحب المخدرات سعتها محدش هينسى ابدا والعار هيفضل ملاحق اخواتى طول العمر .
بعد ما اتفق زين مع ابوه انه هيبقى هو المجرم فى نظر اخواته والناس عاش ايام صعبه فى السجن ، بس الاصعب لما جتله زياره تانيه بعد زياره ابوه بيومين ، المرادى كانت من زهره .
زهره : انا مش مصدقه ، انت يا زين تعمل كده ؟
زين : حقك عليا يا زهره ، انا عارف ان انتى اكتر وحده مظلومه فى القصه دى .
زهره : كويس انك عارف ان انت ظلمتنى ، طلقنى يا زين .
زين : وهتعملى ايه فى ابنى ؟
زهره : اللى كان فى بطنى نزلته .
زين : ليه كده ؟
زهره : انت اخر واحد يكون ليك الحق انك تعاتبنى ، طلقنى يا زين بدل ما ارفع عليك قضيه طلاق وانت عارف انى هكسبها .
زين : انتى طالق يا زهره .
بعد سنتين من سجن زين جاتله امه علشان تقوله ان ابوه مات ، طبعا الاستاذ صادق مات من كتر حزنه على ابنه الكبير اللى ضيع مستقبله وعمره ، ومحدش كان بيروح يزور زين فى السجن من خواته ابدا ، امه بس اللى كانت بتزوره لغايه ما انقطعت امه عن زيرته هى كمان .
كل الاحداث اللى فاتت كان زين بيفتكرها وهو بيحاول ينام فى اول ليله خرج فيها من السجن ، لسه قدامه مشوار طويل ، لسه مستنيه تعب وشقى كتير ، مهو مش هينفع يعيش عاله على صحبه رفاعى .