رواية خريج سجون الفصل الرابع بقلم ياسر عوده
روايه خريج سجون ( الجزء الرابع )
توقفنا قبل كده لما كان بيفتكر زين ايه اللى حصله قبل دخوله السجن .
الاول اذكر الله وصل على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين .
عدى يومين على خروج زين من السجن ، مكنش بيعمل حاجه خالص ، قاعد فى بيت صحبه رفاعى ، حتى رفاعى راح اشتغل فواعلى بيشيل الاسمت والطوب والرمل وكل لوازم البناء ، شغلانه متعبه جدا .
لما زين قعد مع رفاعى قاله : عاوز انزل اشتغل معاك يا رفاعى .
رفاعى : تشتغل ايه يا زين ، انا بشيل اسمت ورمل ، دى شغلانه متعبه اوى يا صحبى ، وانت مهندس قد الدنيا ، ازاى تشتغل الشغلانه دى ؟
زين : ايه يا رفاعى ، انت ناسى انى لسه خارج من السجن ، مين هيشغل واحد وش سجون مهندس فى شركته ، وانا مينفعش اقعد كده فى البيت زى الحريم ، انا محتاج اشتغل .
رفاعى : اللى تشوفه يا صحبى ، بكره انزل معايا وهكلملك المعلم راضى ، دا المقاول اللى شغال معاه ، انا كنت سمعه امبارح بيقول عاوز ناس تساعدنا فى الشغل ، احنا بنبنى خمس عمارات لشركه كبيره بتاعت مقاولات .
زين : تمام على البركه ، بكره انزل معاك الشغل .
تانى يوم راح زين مع رفاعى لمكان شغله ، وقابل المعلم راضى وقاله رفاعى : دا زين يا معلم راضى ، كان عاوز يشتغل معانا .
راضى : تعرفه يا رفاعى ؟
رفاعى : دا ابن عمى يا معلم ، واكتر من اخويا ، اضمنه برقبتى .
راضى : تمام خده معاك عرفه يعمل ايه .
زين : تشكر يا معلم .
عدى اسبوعين على شغله مع رفاعى ، طبعا فى الاول الموضوع كان صعب عليه اوى ، بس مع الوقت اتعود على الشغل ، خصوصا انه مهندس معمارى .
فى يوم لما روح زين ورفاعى وكانو قعدين قال رفاعى لزين : انت فهمت الشغلانه بسرعه اوى يا زين ، دا اكنك مولود فى الشغلانه .
تبسم زين وقال : مش اوى كده يا رفاعى ، هى شغلانه متعبه بس سهله .
رفاعى : صحيح كنت عاوز اسألك ، انا بشوفك واقف تبص على الورق الكبير اللى محطوط على مكتب المعلم راضى كتير ليه يا زين ؟
زين : دى رسومات العماير يا رفاعى .
رفاعى : وانت تعرفها منين يعنى ، بتفهم فيها .
ضحك زين وقال : يخربيت عقلك انت ناسى انى خريج هندسه معماريه ، يعنى اكيد طبعا بفهم فى الرسومات دى .
رفاعى وهو مبتسم : اتصدق نسيت ، معلش صحبك غشيم بقى .
زين : انا كمان نسيت يا رفاعى انى مهندس .
اذكر الله وصلى على الحبيب .
رفاعى : لو كنت نسيت مكنتش هتقف تبص على الرسومات دى .
تبسم زين وقال : يمكن ، بس اللى لفت انتباهى ان الرسومات فيها حاجات زياده عن الحقيقه .
رفاعى : يعنى ايه مش فاهم .
زين : بص ، فى عواميد وسملات موجوده فى الرسومات ومش موجوده فى العماره .
رفاعى : طيب وايه لزمتها يعنى ، محطوطه فى الرسومات ليه ؟
زين : انا فى الاول قارت بين الرسومات والحقيقه لقيت انها حاجات كماليه ، للتجميل مش مؤثره اوى فى العماره .
رفاعى : انا مابقتش فاهم حاجه ، يعنى هى ملهاش لازمه ليه محطوطه ليه فى الرسمه ؟
تبسم زين وقال : لما فكرت فيها ملقتش غير حل واحد ، الحجات دى محطوطه علشان تزود التكلفه ، يعنى يحاسب صاحب العماره عليها وهو معملهاش اصلا .
رفاعى : يا ابن النصابه يا معلم راضى ، طيب تفتكر يطلعله كام من الموضوع ده ؟
زين : خمس عمارات كل عماره عشرين دور وكل دور لو خد فيه خمس الاف جنيه حوالى كده 500 الف جنيه .
رفاعى : يخربيتك يا راضى ، كل ده .
زين : اومال انت فاكر ايه ، بس قولى العمارات دى بتاعت مين .
رفاعى : الحاج عبد السلام صاحب شركه المقاولات .
زين : عارف راضى ميقدرش يعمل كده من غير مساعده حد .
رفاعى : ازاى يعنى ؟
زين : اى شركه لازم يكون فيها مهندسين علشان يطابقوا الشغل قبل ما يستلموه ، واى مهندس هيشوف العماير دى هيعرف ان فيها سرقه وممكن سعتها يتسجن راضى ، بس اكيد هو مظبط اموره مع مهندس الشركه دى .
رفاعى : دا انت دماغك سم ، ايه الدماغ المتكلفه دى يا زين .
زين وهو مبتسم : وهنستفاد ايه يعنى ، خلينا احنا فى شغلنا .
رفاعى : انت بتقول ايه ، دى فرصتنا وجت لغايه عندنا .
زين : تقصد ايه ؟
رفاعى : اصبر انت بس ، اللى اعرفه ان الحاج عبد السلام بيجى يبص على الشغل كل فتره ويمشى ، ولما هيجى انا هكون مستنيه .
زين : ناوى على ايه .
رفاعى : متشغلش بالك انت .
رفاعى فضل مستنى لما الحاج عبد السلام يجى يشوف الشغل كالعاده ، وبعد اسبوع حصل ده ، جه الحاج عبد السلام وكان معاه المهندس اللى بيشرف على الشغل ، وطبعا لف عبد السلام وشاف الشغل وانبسط من شكل العماير ، وبعد ما خلص رجع لعربيته علشان يمشى يروح لشركته .
رفاعى كان بيراقب الحاج عبد السلام ومستنى الوقت المناسب علشان يكلمه ويكون الحاج عبدالسلام لوحده ، وفعلا حصل ده ، لما انشغل المهندس والمعلم راضى فى الكلام مع بعض وكان الحاج عبد السلام فى عربيته مستنى المهندس علشان يمشوا بص لقى رفاعى واقف قدامه وبيقوله : انا كنت عاوز اقولك على حاجه مهمه يا حاج ؟
الحاج عبدالسلام : انت مين ؟
رفاعى : انا خدامك رفاعى ، شغال هنا بشيل اسمنت ورمل .
الحاج عبدالسلام : خير يا رفاعى ، عاوز تقول ايه ؟
رفاعى : انت بتتسرق يا حاج .
الحاج عبدالسلام : انت بتقول ايه ، مين ده اللى بيسرقنى ؟
رفاعى : المعلم راضى يا حاج ، ومتفق مع المهندس بتاعك .
الحاج عبد السلام : انت عارف بتقول ايه ، ولا بتقول اى كلام ؟
رفاعى : يا حاج المعلم راضى بالميت كده سارق منك فوق ال 500 الف جنيه .
اتصدم الحاج عبدالسلام لما سمع الكلام اللى قاله رفاعى ، المبلغ كبير طبعا بس مكنش ينفع انه يصدق اى حد يقوله كده على طول من غير ما يتأكد ، سعتها قال لرفاعى : قولى ياض الحكايه دى اصلها ايه ؟
رفاعى : بص يا حاج الرسومات اللى معموله للعماير بتعتك فيها حاجات زياده عن الحقيقه ، والحاجات دى تعملها فوق ال 500 الف جنيه ، والمعلم راضى متفق مع المهندس بتاعك واكيد مديله نسبه .
الحاج عبد السلام : اسمع يا رفاعى ، الكلام اللى قولتهولى ده مش عاوز حد يعرفه ، وانا هجيب مهندس من بره شركتى يشوف الكلام ده ولو طلعت بتكدب ، هخليك تندم على اليوم اللى اتولدت فيه .
رفاعى : ولو طلع كلامى صح ؟
الحاج عبد السلام : ساعتها مكفأتك هتبقى كبيره اوى عندى .
رفاعى : تمام يا حاج .
مشى رفاعى وساب الحاج عبدالسلام قبل ما يحس اى حد بحاجه ، ونفذ اتفاقه مع الحاج عبدالسلام ومقلش حاجه لاى حد لغايه ما روح بيته اخر النهار مع زين .
اما الحاج عبدالسلام فلما وصل شركته ، اتصل بمهندس كبير يعرفه من زمن ، وطلب منه يروح لمكان عماراته الخمسه ويقارنها بالرسومات ولو طلع فيها اى غلط يعرفه على طول .
قد رفاعى مع زين وكان قلقان ، زين لاحظ كده وسأله : مالك يا رفاعى حصل ايه ، شكلك قلقان كده ليه ؟
رفاعى بص لزين وقاله : هو انت كنت شاطر فى الدراسه يا زين ؟
تبسم زين وقال : مش فاهم بتسأل ليه السؤال ده ؟
رفاعى : يا عم خدنى على قد عقلى .
زين : ايوه يا عم كنت شاطر ، قولى فى ايه ؟
رفاعى : هو انت متأكد من موضوع السرقه بتاع المعلم راضى ده ؟
بص زين لرفاعى وقاله : هببت ايه يا رفاعى ؟
رفاعى : بص احنا وحظنا بقى ، اما تضرب معانا ، او تطربق فوق دمغنا .
زين : انت كلمت الحاج عبدالسلام بردو .
رفاعى : يلا ننام يا زين والصباح رباح ، مهو لو انت طلعت خايب فى الدراسه سعتها انا وانت هنتعلق من رجلينا .
زين : طيب قوم نتخمد ، وبكره يحلها ربنا .