روايه الحق الفصل الاول بقلم صهيب
تسلم يبو السيد.
قولتها لسيد زميلي في الوردية الليلية لحراسة المشرحة في مستشفى........ بالقاهرة،بعدما حدف لي سيجارة.
-قولتلو وانا بولع السيجارة: قولي بقا حصل ايه في الاسبوعين الي انا خدتهم أجازة.
-مفيش حاجه تستاهل تتحكي يعمور يعني، بس من اسبوعين كدا كنت
شغال بليل لوحدي....فجأة سمعت صوت صريخ جاي من
الجنينة الخلفية،جريت عشان اشوف فيه اي،وانا رايح
شميت ريحة حريق،واول ما وصلت اتصدمت لما شوفت
واحد مولع في نفسو،حاولت الحقو معرفتش..لحد ما عرفت اطفيه
بس كان بعد فوات الاوان، الراجل كان مات محروق.
قولت وانا مندهش:وبعدين.
قال بعد ما تف علي الأرض زي عادته:ولاقبلين،
أخدناه وحطناه في المشرحة ومن ساعتها وهو جوا محدش جاه يسال عليه حتي بعد مابلغنا البوليس،شكلو كدا مقطوع من شجرة زي حالاتي.
قولت له:طب تعالا وريهوني.
قالي: بس كدا، قوم معايا.
دخلنا عند باب المشرحة، وسيد قالي افتح الباب،
فتحت الباب ودخلت وسيد راح لدرج من ادراج المشرحة وقال
-الجثة في الدرج دا.
قولت وانا بفتح الدرج بتوتر من هيبة الموقف
-طيب متفتح يسيد هو لاز....
مكملتش كلامي ودا لأن عيني وقعت علي منظر من ارعب المناظر الي
شفتها في حياتي، جثة راجل محترقة بشدة ومشوهة بشكل مرعب ،
وبالرغم من كدا كنت قادر احدد ملامح شوية، وحسيت بإحساس غريب جدا
كاني شفت الراجل دا وهو عايش قبل كدا،بس مهتمتش كتير للاحساس دا وبعدها خرجت انا و سيد ورجعنا مكانا عشان نكمل الوردية، وقعدنا نتكلم في اكتر من موضوع بأنهماك، كنت انا ساعتها بدأت احس بالنعاس الشديد، انا في العادي مش بنام في الوقت دا،بس مواعيد نومي مش متظبطة مع مواعيد الوردية لاني لسا راجع من إجازة،
وعشان كدا قلت لسيد:بقولك ايه انا هروح البيت انام ساعين كدا وارجعلك،
قالي :يسلام يخويا،طب متنام هنا يعم هي مشورة وخلاص.
قولتلو: منتا عارف اني مش بعرف انام في أي مكان غير بيتي،
وكملت وانا بضحك:وخصوصا لوكان المكان دا جمب المشرحة.
ضحك سيد جامد وقال:ماشي يعم الخواف روح .
ضحكت معاه وودعتو ومشيت، وبعد مشوار مش طويل لاني ساكن جمب المستشفي ودا من الاسباب الي خليتني اشغل فيها بالذات،وصلت لشقتي الي انا ماجرها وعايش فيها لوحدي، فتحت الباب بالمفتاح وقلعت الجزمة
ونمت علي السرير بهدوم الشغل من كتر التعب،صحيت من النوم بعد وقت معرفش قد ايه،والي صحاني كان صوت رنة موبايلي كأنه بيزعقلي عشان ارد علي المكالمة،فركت وشي بنعاس وأنا بشوف مين المتصل، وبعدها انتبهت كويس لما لقيت المكالمة من استاذ صلاح مدير المستشفى.
-سلام عليكم يا استاذ صلاح.
-وعليكم السلام يخويا،انت فين وسايب المشرحة لوحدها كدا ازاي.
-معلش يا استاذ صلاح غصب عني اضطريت امشي وراحت علي نومة، وبعدين أنا مش سايب المشرحة لوحدها أنا سبت سيد هناك.
-سيد..سيد مين !
-سيد عبد الوهاب زميلي يا استاذ صلاح.
رد عليا بسخرية:يعني انت سبت سيد واقف علي المشرحة!!
-ايوا يا استاذ حضرتك بتتتريق ليه.
والي سمعته كان كفيل بأنو يخليني أفقد النطق، ودا لاني سمعت استاذ صلاح بيقول بتهكم :عشان سيد انتحر من اسبوعين،لقوه مولع في نفسو في الجنينة الخلفية للمستشفي...