رواية لأجلك سأزهو (كامله جميع الفصول) بقلم الشيماء محمد



رواية لأجلك سأزهو الفصل الاول 1 بقلم الشيماء محمد





(١)
عملت منشن لصحبتي علي منشور بيتكلم عن العلاقات " التوكسيك" زي ما بيسموها بس في نفس التوقيت لقيت حد بعتلي طلب صداقة وبعتلي رسالة على " الماسنجر" وانا من عادتي مبردش طالما ولد أو راجل، بس لفت نظري الإسم 
"زاهي محمد" وقفت قدام الإسم دقيقتين تلاتة أربعة لحد ما لقيت نفسي دخلت الصفحة أتأكد إنه هو وفعلاً طلع هو!
- كنت معجبة بيه أيام الجامعة وكان باين عليا خصوصاً إنه طول سنين الكلية كنا تيم مع بعض وليدر للدفعة احنا وكام شخص بس ولا مرة حقيقي اتكلمنا سوا غير في حدود حتى عمرنا ما سجلنا أرقام بعض-
 قعدت أقلب في الصفحة شوية لقيته اتغير ما احنا بقالنا فترة طويلة مشوفناش بعض!
 -هو أخد امتيازه في القاهرة وأنا روحت المنصورة كل واحد على حسب أقرب مكان ليه-
 فوقت من شريط الذكريات على صوت رسالة وصلتني، كنت عارفة إنه هو..فتحت الرسالة لقيت مكتوب فيها " ايه إلي أنتِ عملاه ده يا هاانم ، يعني ايه تعملي إشارة لصحبتك تقوليلها ديه حياتنا أيام الجامعة حرفياً!!
أنتِ عارفة كام شخص شاف التعليق؟! عارفة كام شخص دخل سخف؟! عارفة كام ولد في الجروب أصلاً!؟ 
زمانهم دلوقت ما صدقوا وعاملين يبعتولك طلبات صداقة".
 قعدت أقرأ الكلام وأنا مستغربة في ايه هو ماله أصلاً محموق ليه؟!
 ملحقتش أفكر لقيت رسالة تانية منه بتقول" أنا عارف إنك قريتي الكلام وطنشتي يا نرجس بس بكرة هنشوف موضوع التطنيش ده.." 
 وسكت مبعتش تاني، فكرت كتير أوي هو قصده ايه هو ليه ظهر دلوقت ما أنا كنت خلاص ده أنا كنت بتعافى من تجاهلوا ليا ومن عدم اهتمامه بمشاعري حتى عجرفته ووقفته مع البنات وتعامله الوحش معايا، حتى لو هو مكنش بيحبني بس على الأقل يحترم مشاعري إلي هو عارفها كويس!
 نمت من تعب التفكير عشان تاني يوم لازم أنزل المستشفى آه ما أنا اشتغلت في المستشفى إلي أخدت فيها الإمتياز اشتغلت في قسم الأطفال وأحياناً بدخل عمليات ما أنا دكتورة باطنة
 قمت تاني يوم على المعاد بكسل شديد، أول ما دخلت المستشفى لقيتها مقلوبة معرفش ايه إلي حصل وملحقتش أفهم يادوب دخلت لقيتهم بيقولوا اجهزوا بسرعة وكله يلبس الإسكراب والبالطو ونقف في ساحة المستشفى عشان نستقبل وفد الدكاترة إلي جاي من القاهرة..هنا بقا فهمت ده إلي بيحصل كل كام شهر إنه المستشفى بتيجي حملة من أكبر مستشفيات القاهرة تختار أكفأ وأشطر الدكاترة عشان يبقا ليهم فرصة للشغل في مستشفى " الزاهي" أكتر مستشفى بتستقبل حالات وبتعمل عمليات بالمجان شغلها كله نضيف وهي قديمة خالص مبنية من زمان جدًا ومقرها الأصلي اسكندرية لكن ليها فرع في القاهرة وفرع في بورسعيد والفرع الرابع كان بيتبنى من فترة في المنصورة وتقريباً خلاص هيفتتحوها.
وقفنا كلنا منتظرين الوفد وطبعاً احتفالات وورد وترحيبات وتسقيف حار من الكل، وأنا واقفة بملل عاوزة أنام أصلاً!
 لحد ما لفت انتباهي صوت خلاني برقت عيني ودماغي اشتغل فيه طبول الحرب وهو بيقول " أهلاً بيكوا يا دكاترة معاكوا د زاهي محمد، حفيد عيلة الزاهي بس من النهاردة هكون د زاهي زميلكم هنا عشان أنا هفضل هنا بنفسي شهرين عشان نشوف أشطر وأمهر الدكاترة منكم وإلي تستحق إنها تشتغل هنا في المستشفى، وكمان عشان تلاقي فرصة شغل أفضل في مستشفى الزاهي كمصدر دخل تاني ليها بسبب تفوقها وتقديرها للعمل، من النهاردة هيبدأ تقييم كل قسم وكل دكتور مننا هنشرف على الأقسام بنفسنا وهندخل العمليات كمان وهنكون زملاء وهبدأ بنفسي أنا هكون مشرف على قسم الأطفال كُله"
قال آخر كلمة وهو بيبصلي وبيضحك بلؤوم عشان عارف إني أنا في القسم ده وإنه كان حلمي إني أدخله.. 
 صدمة وتوهان ده إلي كنت حاسه بيه وسؤال واحد في دماغي ليه!!
 فوقت على صوته جنبي وهو بيقولي" مش قولتلك بكرة نشوف حل للتطنيش ده يا نيرو"
 محستش بنفسي وصوتي بيعلى وأنا بزعق فيه وبقوله " أنت عارف إني مبحبش اسم الدلع ده!! بتقولوا ليه ولا هو أي حرق دم وخلاص، وبعدين يا دكتور يا محترم أنا وأنت مفيش بينا حاجة تخليني أعبرك أصلاً - لقيته هيتكلم ويرد عليا- رفعت ايدي قدام وشه وكملت: نرجس إلي كنت تعرفها في الجامعة خلصت يا يا زاهي، ولا أقولك معلش المقامات لازم تتحفظ يا د/ زاهي، لو هيستمر أمر الشغل مع بعض بالوضع ده يا حضرتك تطردني يا أقدم أنا استقالتي، لأنه احنا لسه مبدأناش أصلاً ومن أولها حصل خناقة.
 قال كلمة واحدة بكل برود: خلصتِ؟! يلا روحي على شغلك يا د نييرو
وسابني ومشى
وقفت أبص في خياله وأسئلة كتير في دماغي ليه دلوقت؟!
ازاي جه هنا؟ وازاي مأخدتش بالي من اسم جده الزاهي أيام الجامعة؟! ازاي بجد الف ازاي في دماغي، لكن عرفت دلوقت سبب عجرفته وسبب حب الدكاترة وتميزهم ليه واختيارهم إنه يبقا دائمًا في تيم الليدرز والطلبة المتفوقين وإنه يبقا هو القائد..اتنهدت على غبائي إني ما لاحظتش كل ده رغم إنه كان قدامي بس للأسف كنت مركزة في دراستي أكتر من أي حاجة مشغلنيش هو من عيلة مين عشان كنت بقول لنفسي إنه ده مجرد إعجاب وهينتهي رغم إني حقيقي حبيته وكنت عارفة إنه مستحيل وعشان كده كنت بذاكر دائمًا بإجتهاد ومن غير قصد بقيت ملفتة في وسط الدفعة حتى هو كنت بشوف نظرات إعجاب كتير منه لما كنت بقول أو بقترح فكرة والكل يشيد بيها وتعجبه وبرغم النظرات ديه إلا إنه كان بيقول : فكرة حلوة، مش بطالة، كويسة. 
 فوقت من سرحاني على ايد حد بيشد البالطو بتاعي وكان زين إلي لما بصتله ابتسمت تلقائي لأني بحبه جدًا وأنا وهو صحاب مش مريضي لا ده " بطلي" زي ما بقولهم لقيته بيضحكلي وبيشاورلي أنزله نزلتله وهو حضني وباسني واداني وردة ومصاصة وقال: أنتِ وحشتيني خالث يا دكتورة/ نرجوستي عاملة ايه من غيري؟!، طاب أنتِ عارفة إني هبات هنا ٣ أيام عشان الجرعة ماما عند الدكتور وهو إلي قالها كده..استغربت شوية لأنه عمره ما بات قبل كده هو بياخد جرعة السرطان ويمشي
- زين مريض سرطان كان بيتعالج في ٥٧ ولما خلص علاج كانت المستشفى وفرت جرعات المتابعة للأطفال وكان في حوالي ٢٠٠ طفل من ضمنهم "زين" اتحولوا هنا بياخدوا الجرعة كل فترة"
أخدته من ايده وروحت لوالدته إلي جات قريب مننا ابتسمت وضحكتلي وحضنتني وقالتلي: وحشتينا خالص يا نرجس 
رديت عليها بإبتسامة: وأنتِ كمان يا نورا، بس ايه حوار التلات أيام دول.
 بصتلي وقالت لزين يروح يلعب مع أصحابه إلي في المستشفى ويجي كمان شوية الولد شدني تاني من البالطو نزلت لمستواه باسني ومشى 
 ضحكت على حبه اللطيف ده ليا وتعليقه بيا، ضحكت نورا وقالتلي تعالي نقعد قعدنا وقالتلي: د/ زاهي هو إلي طلب كل الأطفال إلي تحولوا مع زين عشان يفضلوا هنا ٣ أيام عشان يتابعهم ويعمل التحاليل اللازمة هو مخصش زين متقلقيش هو من أول يوم كان خايف ومقتنع أنه خف ومش عاوز ياخد الجرعة وأنتِ أقنعتيه إنه بطل ومحارب وإنه أشجع واحد في الكون وإنه دخل معركة واتصاب فلازم يتعالج للنهاية عشان يبقا قوي وهو بقا كويس نفسياً، فاكرة؟!
 ضحكت بخفة وقلعت نضارتي وقولتلها: طبعاً فاكرة مستشفى مقلوبة على طفل مختفي وأمه وبباه عمالين يعيطوا ويدوروا عليه لحد ما فتحت أوضة الحالات ولقيته مستخبي قعدت أتكلم معاه لما فهمت منه وأقنعته وخرجتلكوا بيه وسط استغراب الكل من هدوءه ولعبه معايا مع إنه من قبلها كان بيعيط! وقال إنه هياخد الجرعة لأنه بطل، ضحكت تاني ومن يومها وهو مصمم يجوزني أو إني أتجوز وأخلف بنوته يتجوزها هو..
 سمعت صوت من ورايا بيقول: شكله هيحصل قريب يا مدام نورا قصدي قريب هيكون زين بأفضل حال..
 كنت عارفة إنه صوته ملفتش لورا ولا اتحركت نورا ضحكت وقالت: يارب يا د زاهي.
 سلمت عليا نورا وودعتني ووصتني على زين قولتلها: عيب ده ابني وبطلي.
 جيت عشان أمشي لقيته قدامي خدت خطوة لورا كان عاوز يقول حاجه بس أنا مشيت وسيبته..
 قضيت اليوم بين الأطفال وزين إلي غيران عليا من كل الدنيا بس ميمنعش إنه محلي يومي والغريب إنه كل شوية يختفي ويجبلي وردة لحد ما بقا معايا يجي ٧ وردات 
بعد ما خلصت ولفيت على الحالات واطمنت عليهم روحت لزين قبل ما أمشي اطمن عليه أنا عارفة إنه والدته هتكون جاتله بس روحت لقيتها فعلاً نايمة مرضتش أصحيها، كنت عارفة إنه مستنيني قالي بتعب ونوم باين عليه: أخيراً!
حضنته وقعدت جمبه حكتله حكاية قبل النوم لحد ما نام بوسته ولقيت في ايده رسالة مكتوب فيها بخط بيحاول إنه يكون كويس" بطل نرجس" ضحكت ودمعت في نفس الوقت وبوسته وخرجت وعيني مدمعة لقيت زاهي واقف ساند على الحيطة جه وقف قدامي وسألني: في ايه؟! 
 قولتله ببرود: مفيش حاجة، حضرتك كنت عاوز حاجه؟!
 قالي: آه، أنتِ إزاي يا دكتورة تسبيني وتمشي الصبح؟!
 عليت صوتي واتعصبت: حضرتك مقولتش حاجة ولا وضحت إنك عاوز تقول حاجة، غير كده يا د لما تكون عاوز تتكلم يبقا تكلم الcrow كله مش أنا بس، رفعت صباعي من غير ما أحس ونغزته في كتفه وهو استغرب وانصدم في نفس الوقت وكملت: أسلوب الأمر ده مش هيمشي معايا ولا احنا هننفع نكون مع بعض في المستشفى ديه يا دكتووور.
واديته ضهري مشيت خطوتين لقيته بيقول: ليه مش هننفع؟! بتنسحبي يعني!! ولا خايفة تواجهي حبك ليا من تاني يا دكتورة!
وقفت بصدمة ودموع في عيني والتفت نص التفاته وبصتله من فوق كتفي وقولت بإستهزاء وبرود عكس النار إلي في عيني وقلبي: لو بتتكلم عن الحُب فواجهته وحرقني يا دكتور
ومشيت وسيبته وكتمت دموعي عشان معاه حق أنا خايفة من حبه تاني، وغضبي ده كله بسبب الموضوع ده! وهو عارف النقطة ديه كويس، روحت نمت نوم عميق لدرجة محستش إنه راح عليا الشغل غير لما ماما صحتني وقالتلي: إنه دكتور محسن رن عليا كتير وإنه تليفوني مقفول وإنه قلقان جدًا وكمان إنه مستغرب إني غبت من غير ما أرن عليه 
 بصتلها بتعب وقولتلها: معلش يا ماما جيت تعبانه إمبارح وتليفوني فصل ونسيت أشحنه أنا والله حتى نسيت أغير هدومي ونمت محستش بحاجة 
 قالتلي: ولا يهمك يا نرجس بس يا بنتي مصحتنيش ليه ولا قولتي لزياد يقولي الصبح إنك تعبانه.
 قولتلها: زياد كان بيذاكر يا ماما أنا سلمت عليه ودخلت نمت، وعارفة إنك بتنامي الساعة ٩ عشان علاجك أنا اتأخرت عشان اتمشيت شوية إمبارح 
قالتلي وهي بتطبطب على كتفي: ارتاحي النهاردة وبكرة أصلاً الجمعة يا نرجس معندكيش شغل 
 قولتلها وأنا بفتكر زين: لا يا ماما هكلم د محسن وأروح المستشفى ساعتين أشوف المرضى وأجي 
 قالتلي: زي ما تحبي أنا كده كده مش هعرف أخد معاكي عقاد نافع يا آخرة صبري
 خرجت وأنا صحيت اتوضيت وصليت ورنيت على د محسن كانت الساعة ١١ قولت: السلام عليكم 
 قالي: السلام عليكم يا نرجس فينك مينفعش كده تغيبي من غير ما ترني وخصوصاً إنه في حملة في المستشفى وكمان قافلة تليفونك وكله عمال يرن عليكِ محدش عارف يوصلك لولا أنا معايا رقم والدتك، وبعدين الحالات إلي تحت ايدك ديه مينفعش حد يستلمها، ده غير د زاهي من الصبح قالب الدنيا ومحدش عارف ماله.
 كنت متوقعة وصلة عتابه ديه لحد ما وصل لزاهي فعرفت إنها زايدة شوية لأنه هو كمان رن عليا وبعت في جروب المستشفى إنه أي حد هيغيب تاني بدون عذر هياخد جزا وهيبقا ليه إنذار وبعد كده هيطرد قولتله: أنا آسفة يا دكتور محسن أنا أقل من نص ساعة وهكون قدامك وبتابع الحالات وأي تأخير حضرتك ممكن تخصم اليوم النهاردة كله..
ومدتهوش فرصة يتكلم وقولتله: مع السلامة
 حسيت إنه ضميره أنبه إنه طلع زهقه فيا مع إنه لو في وقت تاني مكنش هيقول حاجه وكان هيلتمس العذر ورغم معرفتي إنه مش بإيده لأنه حالياً أكيد المستشفى كلها قايمة "على قدم وساق" زي ما بيقولوا
 لبست وروحت دخلت مكلمتش حد وكنت شايفة نظراتهم وعارفة إنهم بيقولوا وقعتها هتبقا طين من د زاهي!
دخلت مكتبي لقيته قاعد كأنه عارف إني جاية 
 متفجأتش بيه وحطيت شنطتي على المكتب وقولتله بإبتسامة: صباح الخير يا دكتور.
رد بإستهزاء: قصدك مساء الخير يا دكتورة!
اتنهدت وقعدت قدامه بتعب وكان التعب باين على وشي وقولتله: زاهي 
 بصلي بصدمة غريبة كأنه أول مرة يعرف إنه ده اسمه وقالي بإستغراب: نعم!
 قولتله بتعب: ممكن ناخد هدنة أنا مش عارفة إحنا في ايه ده احنا بقالنا يوم بس يوم واحد!!
معرفش لو قعدنا أكتر من كده ايه إلي هيحصل الحملة بتاعة المستشفى بتاعتكوا كلها على بعضها شهر أو اتنين وتنتهي وأعتقد كل واحد هيروح لحاله يبقا نختصر الطريق على الكل عليك وعلى نفسي، اه كنت معجبة بيك زمان وخلاص الموضوع انتهى، أنا مش عاوزة يبقا جوايا كم الغضب ده أنا كنت هاديه وأنت ظهرت فجأة اتلغبطت واتلبخت أكيد لازم يحصل كده ما أنا بنآدم، أخدت نفس طويل وحسيته بيستوعب أغلب كلامي لسه وكملت: خلينا نبدأ من جديد كأننا منعرفش بعض أنا دكتورة تحت إشرافك وأنت صاحب المستشفى إلي شغالة فيها لكن شغل القط والفار ده هيتعبني 
 سكتْ وهو كان ساكت وسند ضهره على الكرسي حط ايده على خده وقالي بهدوء مريب: موافق، وبما إنه أنا صاحب الشغل في مؤتمر في المستشفى في اسكندرية هيبقا ٣ أيام حضرتك هتكوني معانا فيه أنا ود آدهم ود منال ود جمال، قولتله: مؤتمر ايه؟! 
 قالى مؤتمر للطب النفسي وبما إنك دكتورة أطفال قولنا روحي تستفادي وعلى فكرة ده اقتراح د محسن وأعتقد هو كلم والدتك فهمها الوضع ود منال هتبقا معانا متقلقيش هي ود جمال وأعتقد د جمال ده أستاذك يعني متقلقيش، قال آخر جملة بخبث.
  رديت عليه برفعة حاجب: مش قلقانة يا دكتور مش أول مرة أروح مؤتمر بس أول مرة أروح في مكان بعيد بس
 قالي بنبرة مكر وهو بيسند على المكتب: ما أنا عارف يا دكتورة.
 سكت بقلة حيلة منه قولتله: وبعدين يا دكتور؟! بصلي بعدم فهم، ابتسمت وقولتله: ممكن تخرج عشان أغير هدومي عشان المرضى!!
 افتكر إنه في مكتبي باين من صدمته وبعد كده قام وقف عند الباب وقالي: مقولتليش عذرك وسبب تأخيرك النهاردة يا دكتورة؟!
 رديت عليه بهدوء من غير ما أبصله وأنا بخرج الإسكراب والأدوات من شنطتي: كنت مرهقة شوية وصحيت متأخر أنا كان المفروض أستأذن من بدري بس أنا رنيت على د محسن قولتله يخصم النهاردة..
 قالي بصوت عالي شوية: وأنتِ رنيتي على د محسن ومشوفتيش رناتي؟! وكمان بتتصرفي من دماغك
 وكلمتيه عملتيله حساب وأنا مليش لازمة!! 
 رديت عليه بهدوء وتعب: أنا شغالة عند د محسن يا دكتور زاهي غير حضرتك مينفعش مرنش عليه، وبعدين الموضوع مش شخصي أنا كلمت مدير المستشفى.
اتصدم كأنه لسه بيستوعب إنه اتسرع وإنه مكنش ينفع يقول كده وبعدها اتنحنح وحك رقبته بحرج شوية وهو بيقولي: هنسافر النهاردة على الساعة ١٢ يا نرجس اعملي حسابك هنعدي كلنا ناخدك.
قولتله تمام من غير ما أبصله وكانت دماغي وجعاني من الصداع وحاسه ببوادر إغماء
 جاهدت نفسي ولبست وخرجت ولفيت على المرضى والحالات، ودورت على زين كتير لحد ما لقيته قاعد في الجنينة لوحده وباين عليه الزعل فعرفت إنه مني قعدت جمبه قولتله: ينفع كده أدوخ عليك في المستشفى كلها وأنت هنا؟؛
 قالي: أنا زعلان منك متكلمنيش خالث
 قولتله: طاب حقك عليا المرادي عشان أنا كنت تعبانه
 قالي بعد ما بص عليا: هسامحك عشان أنا ماشي النهاردة ومش كاي غير يوم الإتنين.
 قولتله: مين إلي قالك كده؟!
 قالي: د/ زاهي هو إلي قال للكل إنهم هيجوا أما ترجعي أنتِ وهو من السفر عشان مؤتمن مهم 
ضحكت عليه: قولتله قصدك مؤتمر مهم 
 قالي: ايوه هو ده، وقالي إننا أبطال وإنه احنا هنعمل جيش قوي ضد المرض عشان احنا أقوياء وإنه لما نكبر هنبقا دكاترة ومهندسين وهنتجوز ونجيب عيال، أنا نفسي أبقا كدو يا د/ نرجوستي
 ضحكت بصوت عالي جدًا جدًا عليه لدرجة مجستش أنا ضحكت قد ايه ومقدرتش أكون جملة على بعض وأنا بقول: أن أنت مشش مشكلة يا زيينووو أقسم بالله 
 لقيت صوت زاهي من ورايا بيقول: ينفع كده، لفيت لقيته بيبصلي بغضب وبعدها بص لزين بهدوء وابتسامة قاله: مامتك مستنياك هي وباباك، لقيت زين حضني جامد وباسني وبعدها قالي استنى دقيقة وجاي اوعي تمشي وطلع يجري 
 برفع راسي ببص لزاهي لقيته بيبصلي بغضب وحاسة إنه هيجي يقتلني ولسه هيتكلم لقينا زين جه واداني بوكيه ورد صغير بس جميل ومعاه شنطة صغيرة فيها ميدالية جميلة مكتوب عليها "د/ نرجس" وبعدها قالي تعالي نزلت لمستواه باسني وقالي سلام يا أجمل دكتورة هجيلك تاني ومشي لحد ما اختفى من قدامي..
قومت من مكاني تحت نظرات زاهي المهددة لأني فهمت إنه جه على صوت ضحكتي العالية كان باين من الدكاترة إلي كانت بتتهامس في مكان قريب وهو بصلهم بتهديد فمشوا 
وأنا معدية استسلمت للإغماء ومحستش بحاجة غير إني ملمستش الأرض، فوقت بعدها بحوالي ساعتين فتحت عيني لقيتني في أوضة في المستشفى ود منال بتقفلي المحلول ولقيتها بتقولي بإبتسامة: ينفع كده يا نرجس تقلقي المستشفى كلها عليكِ ولا مامتك إلي لو عرفت هتقتلنا كلنا!!
رديت بسرعة وأنا بعدل نفسي: اوعوا يكون حد قالها 
قالتلي: د محسن قالها إنك في العمليات وهتكلميها، لولا د زاهي لحقك محدش فينا كان عرف أصلاً، وكمان قولتلك ألف مرة يا نرجس لازم تاكلي وكمان الإرهاق غلط عليكِ لأنك لو تفتكري من كام شهر برضوا حصلك نفس الوضع!
بس على العموم د زاهي طلب نعملك تحاليل كاملة فشوية وهتلاقي صف ممرضات ودكاترة داخل عليكِ، قالتها بضحك وسابتني وأنا بحاول أستوعب هي بتقول إيه؟ وزاهي مين؟ وتحاليل إيه؟!
معداش دقيقة ولقيته فعلاً دخل حتى من غير ما يخبط، بصتله وسكت لحد ما حاول يقطع الصمت بس فجأته بسؤالي: أنت شاكك في ايه يا دكتور؟
بصلي بإستغراب وبدأ يفهم قصدي ايه واتنهد وقعد وقالي: نرجس أنتِ دكتورة وعارفة إنه مش طبيعي حالات الإغماء ديه وبرضوا مش طبيعي إنه دايماً رافضة تحللي ورافضة إنه تخضغي لفحص حتى، اه أنتِ مش بتعاني من أمراض معدية بس أنتِ في النهاية دكتورة وصحتك مهمة لأجل عيلتك ولنفسك ولمرضاكِ ولينا..
سكت وأنا بصاله ومتنحة ومش عارفة ولا لاقية كلام أقوله وعيني فيها خيط دموع مش فاهمة ليه!
قالي بصوت عالي شوية: نرجس أنتِ عارفة إنك عندك حاجة؟!
رديت بهدوء قولتله: لا 
قالي: هنعمل تحاليل يا دكتورة، ده مجرد إجراءات روتينية عشان نعرف سبب التعب ده 
لأول مرة مقاومش وأسكت لأول مرة أحس إني محتاجة أرتاح استسلمت للوضع وسكنت وهو ود محسن إلي دخل على آخر لحظة استغربوا وده خلاهم يشكوا إني عندي حاجة ..
عملت التحاليل وبعتولي أكل كتير خالص عشان أكمل التحاليل وقال لي بعد ساعتين النتيجة، بس أنا كان لازم أروح فاستئذنت وقولتلهم أخدها منهم قبل السفر بليل، أصر د محسن إنه يوصلني لكن زاهي رفض وقال إنه هيوصلني بحجة إنه بيته قريب..
ركبت معاه أنا ود منال لأنه كان عارف استحالة هوافق أركب لوحدي 
طول الطريق متكلمناش بس شيفاه متابعتي من المراية..لقيته شغل أغنية وأنا أصلاً مبحبش الأغاني فطلبت منه يقفلها وهو كأنه مستني يسمع صوتي فابتسم 
نزلت روحت نمت وعلى الساعة ١٠ صحيت أكلت وصليت وجهزت حاجتي..
وعلى الساعة ١٢ لقيت د منال بترن عليا فنزلت كان د آدهم قاعد جنب زاهي وأنا ود منال جمب بعض وجمبنا د جمال إلي أول ما شافني ابتسم وقالي: يا أهلاً بالي موقعة قلبنا 
ابتسمت لأنه كان أستاذي المفضل وما زال وقولت وأنا بقفل باب العربية بعد ما زاهي أخد مني شنطتي وشكرته وسلمت على الكل: والله يا دكتور لو أعرف إن تعبي هيخليني أشوفك كنت تعبت كل يوم..
قالي: لا تعب ايه ربنا ما يجيب تعب أنتِ تحاليلك كويسة عندك بس الضغط عاوز يعلى شوية وكرات الدم البيضاء تتظبط والحاجة تعملك أكل حلو كده وهتبقي تمام..
ردت د منال: أنا مش قولتلك يا بت يا نرجس تاكلي؟! والله شكلي هرن على أمك ترنك علقة..
قولتلها: لا والله خلاص حرمت قلبك أبيض..
وضحكنا أنا وهي واتجاهلت تماماً د آدهم وده إلى لاحظه زاهي وكان في عينه سؤال عن السبب لمحته لما رفعت راسي وبصيت في المراية 
- د آدهم كان قاعد مش طايق نفسه من تجاهلي وخصوصا إني قاعده وراه فمش قادر يلف حتى يتكلم معايا بسبب د زاهي-
وصلنا وارتحنا وبعد كده حضرنا المؤتمر كان الساعة ٢ الضهر كان لطيف بس أنا حسيت بملل فخرجت في الجنينة 
سمعت آخر صوت كنت أتمناه آدهم: هو أنتِ هتفضلي كده يا نرجس هتفضلي متجهلاني ومصدرالي الوش الخشب ومع الكل حلوة وبتضحكي 
لفيت ليه وقولتله: الزم حدودك اسمي الدكتورة نرجس ومفيش بينا كلام يا دكتور، احنا زملاء عمل ليك عندي السلام مع إنه خسارة فيك
لقيته بيقرب مني وهو بيقول: نرجس أنا بحبك والله!
رديت بصوت عالي: ب ب ب إيه يا دكتور أنت هتكدب على نفسك ولا إيه، ده أنت بجح أنت عارف أنا ممكن أقطع عيشك بس عشان خاطر والدك المحترم جه اترجاني سكت
قالي: أنا معملتش حاجة أنتِ إلي مكبرة الموضوع..
رديت بكل عصبية: مكبراه! آه فعلاً مكبراه لما حضرتك تلف حواليا عشان تكون عاوز تتقدملي لا والأدهى تيجي البيت وتجرجر راجل كبير وراك وتدخل بيوت الناس وفي الآخر يطلع ملعوب قذر منك عشان تعلن خطوبتنا والمستشفى كلها تعرف وبعد كده تسبني عشان تكسر مناخيري، اه أصل أنت دكتور متترفضش، مش ده كلامك للممرضة الزبالة إلي كنت على علاقة بيها يا دكتور ومحدش يعرف، تحب أقول كمان ولا أسكت!
لقيته وقف قدامي وهو بيقول بعصبية: أنتِ ايه؟! قولتلك غلطة وبحبك مش عاوزة تصدقي ليه عماله تعندي معايا، يعني أنتِ مش غلطانة لما المستشفى كلها عرفت إنك رفضتيني
رديت عليه: شوف حقيقتك القذرة بانت اهو أنت بتعمل كده رد اعتبار، عشان أنت حيوان ولا تصلح تكون دكتور..
لقيته بيقرب عليا وأنا عارفة إنه متهور ممكن يعمل حاجة بس أنا لمحت زاهي بطرف عيني وكنت عارفة إنه هيدخل ولسه بيرفع ايده وهو بيقول: بقا أنا حيوان ده أنا هخلي أيامك كلها زفت على دماغ..لقيته على الأرض وزاهي متعصب وبيقول: أنت بتقول لمين كده يا عيل أنت؟ مش هي قالت إنك حيوان تبقا حيوان وزبالة كمان، ده أنا إلي هخلي أيامك طين، لا وكمان عاوز تضربها، والله ما أنا سايبك 
ولقيت زاهي عمال يضرب فيه وأنا بحاول أبعده عن آدهم ود منال ود جمال جم لما لقونا اختفينا وأنقذوه من تحت إيد زاهي ومتكلموش لأنهم عارفين إيه إلي حصل بيني وبين آدهم وأخدوه ومشوا وأنا لسه ماسكة دراع زاهي وهو بيتنفس جامد وبعد ما هدى قالي بضحكة خبيثة: على فكرة هما مشوا من ساعة ممكن تسيبي دراعي
اتنحنحت بإحراج وأنا مصدومة..
#لأجلكَ_سأزهو
#الشيماء_محمد_

الفصل الثاني من هنا

 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1