رواية خريج سجون الفصل الاول بقلم ياسر عوده
فى معظم الحكايات بيكون دخول اى شخص السجن هى نهايه الحكايه ، بس روايتنا بتبتدى بعد ما يخلص بطل الروايه فتره سجنه .
الاول اذكر الله وصل على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين .
احب اعرفكم بالمهندس زين ، النهارده اخر يوم ليه فى السجن ، طبعا هو والمجموعه اللى هتخرج بكره الصبح من السجن موجدين فى زنزانه واحده وبيحتفلوا بخروجهم من السجن ، طبعا مقضينها اغانى وفرحه ، ولو دخلنا الزنزانه هنلاقى المهندس زين قاعد مع صحبه وحبيبه اللى اتعرف عليه فى السجن اسمه رفاعى ، هو صاحب جدع ، بيصون العشره اوى ، وبيحب المهندس زين زى اخوه واكتر ، مهو عنده حق .
اصل زين من خمس سنين تقريبا نقذ حياته لما حاول اتنين مساجين قتل رفاعى علشان مرديش يديهم خرتوشه سجاير ، وكان هيموت فى ايديهم لولا ان زين اتدخل وقدر يضربهم ، ومن سعتها رفاعى مفارقش زين نهائى .
رفاعى : ايه يا زين سرحان فى ايه ؟
زين : عشر سنين يا رفاعى عدو من عمرى فى السجن ، اكيد كل حاجه اتغيرت .
رفاعى : متزعلش نفسك يا زين ، خلاص ايام الزعل مشيت ، اللى جاى ان شاء الله كله فرح .
زين : والله منا عارف ، انا خايف من اللى جاى ، عدت سنين ومعرفش حاجه عن اهلى ، محدش فيهم جه زرنى ، من ساعت ما ابويا مات ، امى كانت بتيجى تزرنى ، وبقالها كام سنه مجتش ، خايف تكون ماتت ومحدش جه يقولى ، قلبى محروق عليها وعلى اخواتى يا ترى حصلهم ايه ؟
رفاعى : يا زين انت شايل هم الناس كلها ومحدش شال همك ، بكره هتخرج ، المهم عنوانى معاك ولازم تيجى تزرنى ، ورقمى معاك انت ليك فى رقبتى جمايل كتير يا زين ، اخوك رفاعى صحيح فقير بس مستعد افديك برقبتى يا باش مهندس .
زين : هو انا مش قولتلك تبطل كلمه باش مهندس دى ، مفيش مهندس خريج سجون يا رفاعى ، وخصوصا لو كانت تهمته تجاره المخدرات .
رفاعى : لو جبتلى عشر عقول على عقلى علشان تقنعنى ان انت كنت بتاجر فى المخدرات عمرى ما هصدق ، انت زى الدهب يا زين ، ومينفعش الدهب يتحول لنحاس .
تبسم زين وقاله : يخربيت عقلك يا رفاعى ، اللى يشوفك بتتكلم كده يفتكرك مفكر كبير ، ميعرفش ان انت يدوب بتفك الخط بالعافيه .
رفاعى : افهموها بقى يا متعلمين يا بتوع المدارس ، العلم فى الراس مش فى الكراس .
ضحك زين وقاله : ماشى يا عم العالم ، يلا اتخمد علشان نصحى بكره بدرى ، عوزين ننسى حيات السجن دى .
فى اليوم التانى خرج زين من السجن بعد ما قعد فيه عشر سنين ، اول مكان فكر يروحه طبعا بيت ابوه ، راح زين ووقف قدام شقه ابوه وخبط على الباب ، على امل ان امه تفتحله الباب ، كان عاوز يحضنها ويقولها وحشانى يا امى ، وكمان يعاتبها انها بطلت تزوره من زمان ، بس مكنش ناوى يطول فى عتابه ، اكيد لما يترمى فى حضنها كان هينسى كل حاجه وحشه شفها .
اذكر الله وصلى على الحبيب .
اللى فتح الباب مكنتش ام زين او حته اخوه او اخته ، كانت وحده غريبه عمره ما شفها قبل كده ، طبعا كان الطبيعى ان الست اللى فتحت الباب تسأل زين وتقوله : ايوه حضرتك مين وعاوز ايه ؟
زين : انتى اللى مين ، انا معرفكيش ؟
فردت السيده وقالت : انت جاى تخبط على بيوت الناس وتسألهم انتم مين ؟
زين : انا زين ، وده بيتى .
فقالت السيده : زين مين ، وبتك ايه ، انت شارب حاجه ، ولا شكلك حرامى وجاى تتهجم على بيوت الناس وترمى بلاك علينا .
زين : انتى بتقولى ايه ، دا بيتى وبيت ابويا .
السيده : انت لو ممشتش حالا من هنا ، انا هصوت والم الناس عليك واقولهم جاى تتهجم علينا وعاوز تسرقنا ، وهبلغ البوليس عليك .
هنا كان لازم زين يخاف ، مهو لسه خارج من السجن ، وملحقش يفرح بالافراج ، هيرجع السجن تانى بالسرعه دى ، سعتها قرر زين انه يمشى .
خرج زين من البيت ، فضل يبص حوليه فى الشارع ، بيدور على اى حد يعرفه ، بس معرفش حد خالص ، بس اخيرا لقى حد يعرفه ، عم بركه البقال ، راجل كبير موجود فى الشارع من سنين ، رحله زين وقاله : السلام عليكم ، ازيك يا عم بركه ؟
عم بركه : الله يسلمك يا ابنى .
زين : انت مش عرفنى يا عم بركه ؟
عم بركه : مش واخد بالى يا ابنى متأخذنيش ، العتب على النظر .
زين : انا زين يا عم بركه .
عم بركه : زين مين يا ابنى .
زين : انا زين ابن الاستاذ صادق .
عم بركه وباين على وشه الفارحه بعد ما افتكر زين وقال : الباش مهندس زين ، عامل ايه يا ابنى ، اخبارك ايه ، خرجت امتى يا زين ؟
زين : الحمد لله بخير يا عم بركه ، لسه خارج النهارده .
عم بركه : حمدالله على سلامتك ، والله يا زين مهما يقولوا ان انت صاحب الحاجه اللى لقوها فى شقتكم دى انا عمرى ما اصدق الكلام ده ، ازاى زين زينه الشباب ومهندس قد الدنيا يدمر شباب بلده بالهباب اللى اسمها مخدرات دى .
زين : خلاص يا عم بركه ، الكلام ده مبقاش منه فيده دلوقتى ، انا كنت عاوز اسألك على اهلى ، امى واخواتى حسن وهيام هما راحو فين ؟
عم بركه : امك محدش عارف هى فين علشان بقلها سنين مش باينه فى الحته خالص ، واختك هيام متجوزه وعايشه فى مكان مش فاكر اسمه ايه بصراحه ، واخوك الدكتور حسن قاعد فى شقتكم .
زين : امى مختفيه من فتره ، ومحدش يعرف عنها حاجه ازاى يا عم بركه ؟
عم بركه : انا لما سألت اخوك الدكتور حسن عن الست ولدتك قالى انها عايشه عند ناس قرايبكم .
زين : طيب الحمد لله ، اصل انا طلعت شقتنا قابلت وحده معرفهاش ، وخفت يكون اهلى سابوا البيت من فتره والست اللى فوق دى تعملى مشاكل .
عم بركه ضحك وقال : دى اكيد الست اسماء مرات اخوك يا زين ، هى اخلاقها صعبه شويه ، زى ما تكون مش عجبها حد ، وبتعامل الناس من تراطيف مناخيرها .
تبسم زين وقال : بسيطه ، هى بردو معزوره واحد داخل يقولها دا بيتى ، على العموم هروح مشوار وارجع يكون حسن رجع علشان هو وحشنى اوى .
عم بركه : على فين يا زين بس ، تعالى ناكل لقمه سوى .
زين : الله يبارك فى عمرك ، هروح المدافن بتعتنا ، هزور قبر ابويا واقراء عليه الفاتحه .
عم بركه : تعيش وتفتكر يا ابنى ، روح ربنا يستر طريقك .
مشى زين وراح يزور قبر ابوه الاستاذ صادق ، فضل قاعد قدام القبر يعيط ويتكلم مع ابوه وكانه قاعد معاه وسمعه ، فضل زين على الحال لغايه ما الليل هل عليه ، قام زين علشان يرجع يشوف اخوه حسن .
قبل ما يطلع زين لشقه اخوه حسن سأل عم بركه ان اخوه رجع ولا لاء وعرف منه انه رجع ، خبط زين على شقه الدكتور حسن وبردو فتحت مرات الدكتور حسن واول ما شافت زين قالتله : انت تانى ، لا دا انا المرادى لازم اطلبلك البوليس .
زين : اهدى شويه يا مدام اسماء ، انا ......
وقبل ما يكمل زين كلامه كان صوت اخوه حسن بيسأل مراته مين على الباب ، فقالتله : دا نفس الراجل اللى جه بالنهار بيقول ان الشقه دى بتعته ، شكله شارب حاجه يا حسن .
حسن : انا جايله خشى انتى .
خرج حسن علشان يشوف مين اللى بتتكلم عنه مراته ، بس شاف زين واتصدم ، طبعا عشر سنين غيرت من شكل زين ، ده غير دقنه الطويله وبهدله السجن اللى ظهرت عليه ، بس اكيد كل ده متخلهوش ينسى اخوه الكبير .