رواية مافيا من نوع اخر الفصل الحادى عشر بقلم راوية طه
هل يوجد حب في قلب فيصل ؟
كانت تلك الجملة تخرج من فم تلك الواقفة علي باب
الغرفة بكل حماس و خفة ظل .
ليلتفت لها الآخر لينظر من الأبلة الذي يقول جملة كتلك
فهو ليس بفيصل إذن هي تحادث من ؟
ليأخذ وضعيه النوم علي السرير حتى يجعل تلك البلهاء
ترحل من أمامه لا يريد أن يتعامل مع البشر .
يريد أن ينعزل عنهم لا يريد أن يُصاب بخيبة الامل مرة
) أخري .
في المرة الأولي تلقي الطعنة من والده العزيز في ظهره و الآن ينتظر الطعنة من أي شخص قد يراه
أمامه .
حزین و مكسور علي حاله لا يمكنه إلي هذه اللحظة أن يصدق ما فعله والده به
تلك الجملة اللعينة تردد في عقله كل لحظة و كل
ثانية :
والدي هو سبب عجزي .
رغما عنه بدأ بالبكاء حاول قدر الإمكان أن يخفض صوته لكن لم يجدي رغمًا عنه أصبح يبكي كالطفل
الرضيع
باكيا علي خسارة قدمه و عافيته
باكيا علي ما فعله والده معه
باكيا علي كل ما مر به .
لا يسطيع تحمل ما حدث له والدته قد أخبرته في صغره أن الحياة دروس و كل دقيقة تمر علي الإنسان يجب ان يتعلم منها درسا .
ليبدأ بالبكاء بصوت عال و هو يردد كطفل :
هذا الدرس صعب للغاية يا أمي.
لا أستطيع تحمله هذة المرة .
لا يمكنني يا أمي . أقسم أنه بدرس قاسي .
ليبدأ بالبكاء بطريقة أعنف و أعنف هو لا يصدق ما
حدث له
قدمه و حياته و والده
) خسر جميعًا
للحق
قد خسر كل شيء .
ليبدأ بصراخ هنا :
لماذا يا أبي
لماذا
ماذا فعلت لك يا أوسلو سارتيش لتكون سبب عجزي
ماذا فعلت لك
ليبدأ يردد بصوت حزين مكسور علي حاله : كنت سوف أبتعد فقط عن كل أعمالك المريعة تلك كنت أريد أن أعيش في سلام مع أحلامي البسيطة
أعيش في سلام بعيد عن الدماء و الجثث
ليأخذ نفسًا محاولا أن يهدأ : كل أحلامي أن أعيش في سلام و هدوء مع فتاة قد أختارها لي قلبي لتكون من ضلعي لتكون لي سكنا و
أما لأطفالي .
لتنظر له بحزن وشفقة علي ما واجه هذا الشاب الذي لا يزال يبدأ حياته
قد ذكرها بحالها كثيرًا كانت مثله فاقدة الثقة في البشر أجمعين لولا منير في حياتها لكانت أنهتها منذ زمن
بعيد .
) أخذت قرار في صميم قلبها أنها سوف تكون خير عونًا و سندا و رفيقًا لهذا المسكين الذي قد تعرض لأسوء
أنواع الخيانة من الممكن أن يتصورها بشر .
خيانة الأب لإبنه .
لتقترب من هذا الباكي و هي تردد بخفة محاولة
الصمود و عدم البكاء مثله :
مجاوتش علي سؤالي يا راجل !
هل يوجد حب في قلب فيصل ؟
لينظر لها الآخر بتعجب فهي تسأل عن فيصل و هو
ليس بفيصل إذا لماذا تسأله ؟
ليسئلها بتعجب من سؤالها المعتاد هذا له و قد ظهر
التذمر علي تقاسيم وجهه :
من هو فيصل يا فتاة ؟
أنا لست بفيصل .
و هنا و هي لم تستطيع أن تتمالك نفسها من الضحك
بصوت عال للغاية.
لتبدأ بالضحك من كل قلبها علي سؤاله هذا و علي أنه
لم يفهم أنها تداعبه فقط .
لكنها في هذه اللحظة لم تنتبة أن ضحكتها تلك كانت ) مثل اللعنة التي تم إلقاءها علي هذا المسكين المصاب
علي السرير,
لترتسم تلقائيًا إبتسامة بلهاء علي وجهه
تدل علي أن هناك من تم لعنة بنجاح .
فهو قد لعن بضحكتها في هذه اللحظة لكنه غير مدرك
لهذا .
بينما الآخري قد هدأت أخيرًا من الضحك ثم نظرت له
لتنتبه لتلك الإبتسامة البلهاء .
لتتحدث بخجل من نظرته لها :
أنا آسفة جدًا أنا عارفة أن ضحكتي صوتها عال و
وحشه بس .
ليقاطعها الآخر وهو يردد بصوت حنون و لمعة قد
ظهرت في عينيه :
لا لا من هذا الأبلة الذي أخبرك بهذه الأكذوبة .
لتنظر له بتعجب قد ظهر علي تقاسيم وجهها ليكمل الآخر حديثه متانسيًا كل ما حدث من إصابته و خيانة والده حتي أنه تناسي أن تلك الفتاة مجهولة بنسبة له كل ما أستطاع معرفته أنها مصرية بسبب لكنتها تلك
ليس إلا ليردد بصوت حنون دافئ
ضحكتك تلك يا فتاة تكاد تكون أفضل ما سمعته أذناي
طوال ٢٥ عامًا الذي عشتهم في هذا العالم اللعين .
لتخجل الآخري من حديثه بتلك الطريقة لتحاول أن
تغیره قائله بمرحها :
قولي بقي يا عم المدبلج أنت أسمك أي ؟
لينظر لها بإبتسامة كانت قد أسرت قلبها الحزين : ساريتش ، إنجين ساريتش
تتحرك الأخري دون أن ترد عليه مظهره عدم الإهتمام
لتذهب وتفتح الستائر التي في الغرفة لإدخال
ضوء الشمس في هذه الغرفة الكئيبة لإدخال الطاقة
الإيجابية لهذه الغرفة البائسة
و تتجه بعدها لباب الغرفة للمغادرة فهي قد أنهت
مهمتها بنجاح و هو رسم الإبتسامة علي وجه هذا
المريض .
لكنه قاطع رحيلها و هو يسئلها بلهفة :
ما أسمك يا فتاة ....... و هل .... هل سوف أراك مجددًا في هذا المكان المجهول .
كادت أن ترحل دون أن تُجيب علي إجابته تلك ، لكن
توقفت و فتحت الباب مره آخري و هي تردد بخجل :
نيللي ، نيللي رضوان
و ترحل بعدها تاركه هذا المسكين و هو يقوم بندأ عليها بصوت عال حتي تعود له و تحادثه و تحبره متي
شوف يراها مجددًا .
لكن بلا فائدة
لينظر لأثرها يكل سعادة وهو يردد بشغف : يا عزيزي إنجين يبدو أن تلك المصرية قد نجحت في
أسرك بضحكتها تلك .
اه من هذه الضحكه التي تبدو كاللحن الدافئ وسط
اليالي الشتوية البادرة
ليضحك هنا بخفوت :
يبدو أنها بلهاء صدقًا فهي تظن أن ضحكتها سيئة
لا تعلم أن ضحكتها هي السبب في أن أبتسم بعد كل ما
حدث لي
يا الله من هذه الضحكة
F
لقت وقعت في عشق فتاه بسبب ضحكة و منذ المرة
الأولي .
أنت معتوة يا إنجين يا عزيزي .
سمع تلك الصرخات التي تأتي من الغرفة المجاورة له ليركض سريعًا لها متناسيا كل ما حدث
ليركض سريعًا في أرجاء المنزل إلى أن يصل المصدر الصوت ليكون هي
يا الله كيف له أن ينساها فهي لاتزال مريضة
يالله فيركض تجاها و يراها و هي تصرخ بكل ما لديها من قوة و هي تضع يدها علي عينيها مردده برعب : لا لا دم لا لا لا
لينظر حوله ليجد أن هناك هدية أخري قد تركها أوسلو علي الحائط و هي دماء والدته الغالية.
فقد أستخدم أوسلو دماء تلك الضحية المسكينة و أخذ
يرسم بعا علي الحائط.
لتفيق هنا تلك الفتاة وتجد كل تلك الدماء وحولها
لتفيق هنا تلك الفتاة و تجد كل تلك الدماء وحولها
تدخل في نوبة من الصراخ من رعبها من مظهر الدماء
المحيطة بيها .
ليتجه لها سريعًا و هو يضمها بحنان محاولا أن يهدأ من
روعها :
أهدي أهدي أنت في أمان يا هيلجا أطمني
لكن هو لم يكن يعلم أنه بنداءها بهذا الإسم قد أعلن
الحرب .
فعدما سمعت أنه ناداها بهيلجا ظنت أنها لا تزال تحت
رحمه هذا المختل المدعو أوسلو .
لتدفعه عنها بقوة و هي تردد بكل قوة و تجبر و
صراخ :
أنا مش هيلجا
أنا مش هيلجا
أنا مش الوحش إلى أوسلو عايز يخلقه أنا مش المسخ إلي أوسلو عايز يخلقه أنا مش هيلجا
لتسقط علي الأرض مغشيا عليها أثر الضغط الذي كانت فيه و آخر كلمة كانت قد خرجت من فمها بصوت
خافت : أنا وردة .
ليقترب منها بكل حزن و يحملها و يخطط لخطة سوف تقلب كل هذا لصالحه لترتسم هنا إبتسامة خبيثة علي
وجهه و هو يردد :
أنت وردة و أنت فعلا وردة .
ليحملها و يغادر تاركا كل شيء كما تركه أوسلو حتي لا
) يشك أحدًا أن كان هناك أحد قد دخل المنزل .
ليحملها و يضعها في السيارة و يتجه ليركب في كرسي
السائق و يمسك بعدها هاتفهه و هو يردد بكل خبث :
عايزك في خدمة يا شبح
كان جالسا علي الكرسي و أمامه مشروبه المفضل ليشرب منه بكل تلذذ و إستمتاع و أمامه كل تلك الأوراق يحاول أن ينهيها قبل المساء حتي ينتهي من تلك الصفقة سريعًا و يرفع رأس عمه في الأوساط
الإجرامية .
ليتردد أسم أوسلو سارتيش و حمزة سارتيش في المافيا العالمية بأنه لا يمكن قهر هذا الثنائي الذي يزيد
قوته و تجبره كل ثانية. ليضع الأوراق بإرهاق علي الطاولة التي أمامه مسندا رأسه علي الطاولة ليرتاح قليلا من هذا الألم الذي
يعصف ذهنه
لكن وقبل أن يغمض عينيه علي أمل أن يرتاح وجد من يقتحم مكتبه الخاص بكل قوة و هو يردد بصوت
عال :
حمزة يا عم أشقية مصر
ليرفع هذا المسكين رأسه وينظر لمنير بملل و هو يردد
بكل حنق :
أي حصل ؟
ما يحدث
ليقترب منير من المكتب ويجلس علي الكرسي و ينظر
لحمزة و يتسأل :
الله ميكس بكراميل يا حمزة !!
لكن ظلت نظرات حمزة كما هي باردة لا تظهر أي شيء سوا أنه عده ثواني و سوف يفتك هذا الجالس أمامه .
ليتوتر من نظراته ليحاول أن يتماسك ليردد بكل هدوء
مصتنع :
حمزة في ضيوف هيجيوا القصر هنا
ليتعجب حمزة من أمر هؤلاء الضيوف
ليتابع منير حديثة مكملا :
إبن خالتي وزوجته راجعين من السفر و عايزين مكان
فا عرضت عليهم يجوا و وافقوا .
لينظر له حمزة بغضب :
أي يا منير هو أي حد كدة بدخله القصر بتاعي
هو سوق ؟
ليحاول منير تجنب هذا القلق الذي سيطر عليه و هو
يردد بهدوء :
أي يا حمزة أخويا و في ضيقة مفهاش حاجة يعني .
ليمسك حمزة الكوب المجاور له و يلقيه علي الأرض
بكل غضب و شخط هاتفا :
منير كلمتي أنا بس إلي تمشي أنت فاهم و لا لا .
) لينظر له منير هنا بغموض لثوان متسائلا :
يعني مخليهوش يجي ؟
لينادي هنا حمزة علي سعية بكل غضب :
سعدية ....... يا سعدية
لتأتي المسكينة ركضًا رغم سنها لتردد و هي تلهث :
أفندم يا حمزة بيه .
لينظر لها بقرف :
نظفي الإزازة دة و المكتب كمان عايزة بيلمع .
لتؤمي له الأخري بكل إحترام و ترد عليه بصوت
منخفض :
أوامرك يا بيه .
لتتجه للزجاج و تبدأ بتنظيفه تحت نظرات الشفقة و
القوة و الحزن الموجهه لها .
ليستعد هنا حمزة لترك الغرفة و الرحيل و هو يمسك
مشروبه الخاص
ليوقفه منير متسائلاً بغموض :
ها يا حمزة .
ليلتفت له حمزة و هو يردد بأسلوبه الغامض الذي قد
إعتاد عليه منير :
ماشي يا منير ينوروا القصر بتاعي
بس فترة قصيرة .
ليغادر بعدها الغرفة تاركا سعدية تنظف الزجاج و منير
ينظر لأثره بسخط
و فجاة
يمسك منير إحدي المزهريات و يلقيها علي الأرض
بكل غضب و يصرخ في سعدية و هو يأمرها أن تنظف
الزجاج دون أن يعلم حمزة بما حدث .
ليغادر بعدها الغرفة و هو يهمس :
بكرة أخل منك يا فافي و أبقي الكل و الكل .
لتنظر هنا سعدية لأثره بحزن و هي تردد : ربنا يعمل إلي فيه الخير ليكوا كلكم يا ولادي يارب و
يحفظكم .
كان جالسا ممسكًا بكاس ممتلئ بمشروب مما حرم
الله
جالسا علي كرسيه المطلي بالذهب الخالص بكل قوة و تجبر ناظرًا في تلك الشاشة التي أمامه يشاهد كل ما
يحدث الآن في قصر حمزة .
لينظر هنا بكل إستمتاع لمساعده الخاص هاتفا :
هل تري يا يافوز
هل تري ما آراه
لقد حققت مرادي
و أصبح طفل أخي الوحيد وتحت سيطرتي الكاملة
ليرتشف مره أخري من كوبه الممتلئ بالمحرمات مرددًا بثمالة ناظرًا لأحد الصور المعلقة علي الحائط الذي
أمامه :
هل تري يا أخي قد نجحت
استمتع بالتجربة الأكثر غامرة،.
صدقا
ها هو الآن صغيرك حمزة تحت سيطرتي الكاملة يا
محمود
ليرتشف مره آخري من الكوب لينهي ما فيه و يلقيه
بقوة علي الحائط و هو يردد بثمالة :
قتلتك يا أخي أنت وزوجتك و أنتهيت منكم
كان من المفترض أن يبقي أطفالك الثلاثة أحياء لكن
لم يقدر لأحد النجاه سوا حمزة .
أخذته و كنت سببا في جعله أحد رجالي .
ليقف في منتصف الغرفة : ها أنا ذا بعد أن أتممت مهمتي على أكمل وجه
و حققت حلمي و إنتقامي يا أخي العزيز .
ليجلس بعدها بإنكسار علي أحد الكراسي :
بسببك هذا ما حدث أنا لم أختر هذا الطريق يا أخي بسببك أنا أوسلو سارتيش
بسببك أنت
أنت وحدك
ليصرخ بعنف :
لهذا مثلما كنت أنت السبب في وجود أوسلو سارتيش
كنت أنا سبب وجود حمزة سارتيش.
و الذي سوف يصبح
الزعيم القادم الإمبراطورية سارتيش في الشرق
الأوسط.
بطبع بعد أن نتخلص من دوناتو مارکوس و نسيطر علي ايطاليا و المكسيك .
اه يا أخي العزيز التخيل وحده يقتلني.
فا تخيلي معي الواقع
الذي أصبح قريبا
قريبا للغاية .