رواية مافيا من نوع اخر الفصل الرابع عشر14 بقلم راوية طه

فقد علم أن أوسلو يخطط الآن لواحده من أقوي الصفقات في تاريخه مع دانيال أدراعي واحد من أهم رجال الأعمال في العالم و يُصنف كأغني فرد في القارة الأفريقية ، و هذا يعني إذا تعاون مع أوسلو فا بسهولة يتمكن أوسلو من السيطرة علي الشرق الأوسط أجمع إلي جانب طبعًا أجزاء من القارة الاوروبية و هذا ما ) لم يسمح بيه دوناتو أبدًا فكيف يسمح له بفعل شيئ

كهذا .

بعد أن كان تحت تصرفه و يمكن أن يسيطر عليه و يتحكم فيه مثلما يشاء أصبح الآن هو مصدر الخطر الوحيد علي إمبراطويته العزيزة ، إذا نجح أوسلو في هذه الصفقة يعني ضياع سيطرة دوناتو عليه و علي

الجزء الشرقي من العالم دون مبالغة

كانت الأدخنة تملئ الغرفة و أيضًا تلك الرائحة العفنة التي تخرج من الغرفة بسبب هذه المشروبات اللعينة

التي يشربها دوناتو بإستمرار .

لتدخل عليه مساعده الأولي و يده اليمني فريال و هي تسير بكل عملية وتجلس علي الكرسي الذي يجاوره و

هي تردد بكل هدوء : دوناتو إحنا لازم نلاقي حل .

لكن الآخر لم ينتبه لدخولها من الأساس فكان شاردا فكل ما يحدث و تلك المصائب التي تصيب مملكته

لتصرخ فيه الأخري بصوت عال : لا ركز معايا كدة وفوق أنا حرفيًا ضحيت بكل حاجة عشانك و عشان الإمبراطورية الوهمية بتاعتك دي لكن أن في الآخر تبقي قاعد زي التمثال كدة مش هيمشي

معايا

و كانت كلمتها تلك هي سبب إنفجاه بيها لينهض سريعًا ملقيا ما بيده ممسكًا بعنقها بقوة و هو يضغط عليها

بكل ما لديه من قوة و هو يردد بكل غضب :

لا تقومى باخراج المسرحية وتقومي بدور الضحية

أيتها اللعينة فا معظم العمليات التي نقوم بها تكون من تخطيطك أنت مثلما قومتي بتلك المسرحية الهابطة

بأن أوسلو قام بقتلك حتي تهربي من طفلك .

بينما الآخري تحت يديه كانت تحاول أن تبعده عنها بأي طريقة حتي تحاول النجاة بحياتها و التي يحاول هذا المجنون أن ينهيها الآن وبسبب غضبه الذي أعمي

البصرة

لكن

أوقفه عن فعلته تلك عندما سمع صوت تصفيق قوي

يأتي من خلفه ليترك تلك التي كادت تختنق بين يديه لتسقط الآخري أرضًا و هي تلهث تحاول سحب أكبر

كم من الأوكسجين إلى رئتيها حتي تصدق أنها لا تزال

حيه و هذا اللعين لم ينتهي منها بعد .

بينما دوناتو فقد ألتفت ليري من الذي يصفق بهذه

الطريقة في مملكته الخاصة.  

وجده هو بثقته و تكبره الذي لا يمكنه التخلي عنه أبدًا جالسا علي أحد الكراسي ممسكا بيده كأس من الكؤوس التي كانت علي طاولة و قد بدأ بالفعل بإحتساء إحداهم لكن قد ظهر الإنزعاج علي وجهه و

هو يردد بتقزز :

لا أستطيع التصديق أن دوناتو ماركوس واحد من أغني أغنياء العالم لا يتمكن من شراء نبيذ بطعم جيد يستطيع لساني تقبله

ليحاول هنا دوناتو السيطرة علي أعصابه ليعود و

يجلس بكل هدوء و هو يردد بكل برود :

بحق الجحيم ماذا تريد يا أوسلو لما لا تنهي إنتقامك الآن حتي نرتاح من لعبة القط و الفأر تلك

لكن أوسلو لم يكن منتبة له من الأساس فكان ممسكا 

هل تعلم يا دوناتو أنني أعشق جلد الذات و ما يؤلمها

۲۱

لكن اوسلو لم يكن منتبة له من الاساس فكان ممسكا

بكوب النبيذ ويشرب منه ولايزال علي يظهر علي

وجهه التقزز ليهتف محادثا دوناتو :

ليشير بسبابته علي دوناتو وفريال و هو يردد بقوة :

) و الفضل يعود لكم يا أصدقاء .

لتنهض هنا فريال و هي تنظر لأوسلو بقوة و هي تردد

بغضب :

عايز أي يا أوسلو من غير لف و دوران .

ضحك هنا أولسو بكل ما لديه من قوة هاتفا : صدقًا يا إمراة لا أصدق أن لديك فتي مثل عدي

المسكين .

سوف تشعرين بشفقة عندما تشاهدين ما شاهدته

ليقترب منها و هو يهمس في إذنها :

سيفجرها الآن .

فهو من قام بتربية أوسلو هو من خلق هذا الوحش الذي أمامه لهذا هو متأكد أن أوسلو قد أتي إلى هنا حتي يلقي

قنبلة ما تجعله يريد قتله في الحال .

لیسند دوناتو ظهر هو هو يهتف بثقة :

) أخبرني ما لديك يا أوسلو أنت تعلم أن وقتي ثمين

لا يمكنني السماح لك بالجلوس في قصري كل هذا

الوقت .

لذا إن كان لديك قنبلة و تريد تفجرها فجرها الآن و كلي أذان صاغية

لينهض أوسلو علي وجهه إبتسامة خفيفة و يردد بكل

طيبة :

لا يوجد ما شيء مهم أريد أخبرك به يا دوناتو و للحق أنا أريد الرحيل الأن من هذا المكان اللعين

و لا يسعني الإنتظار حتى أعود إلي قصري حيث

الراحة و الإسترخاء .

ليلتفت هنا و قد أوشك علي الرحيل

لكنه

توقف مكانه

و كأن الزمن قد توقف من حوله

وجدها

نعم هي

تدخل القصر اللعين

هو يعلم أنها تعيش مع أخيها لكنه لم يعلم أنها تعيش

هنا وسط تلك القمامة

لاحظ تلك الدموع العالقة في لؤلؤتين الخاصتين به كاد أن يركض إليها و يضمها إلي قلبه و يخفف عنها ، يفهم سبب تلك الدموع لكنه تماسك حتي لا يشكل أي

خطر عليها.

تجهز للرحيل و أتجه إلى باب القصر و قد أوشك على الخروج لكنه إستدار فجاة وقام بنداء علي دوناتو .

ألتفت له دوناتو ليتسأل : ماذا تريد يا صغيري أوسلو هل تريد أن أعطيك بيرلا ؟ مثلما طلبتها مني سابقًا ؟ لكنني قمت بدعس علي وجههك البغيض و طردك من

قصري

هل تذكر هذا اليوم يا صغيري ؟

لتظهر هنا إبتسامته الشيطانية علي وجهه.

ها أنت يا دوناتو قمت بإحضار أوسلو و شياطينه .

واحد

دون أي تردد كان ممسكا بسلاحه ضاربًا به بعض التحف الفنية التي في القصر و التي هو متأكد أن لها

مكانه خاصة لدي دوناتو .

ليرحل بعدها لكنه ألتفت لينظر إلي دوناتو بكل تحدي و هو يردد :

هل تعلم يا دوناتو أن زوجتك تلك الوردة المسكينة التي تزوجتك رغمًا عنها لم تكن وحدها عندما

إخطتفاها .

ليأخذ هنا دوناتو وضعية المستمع و قد بدأ قلبه بخفق من شده رعبه و خوفه من سماع كلمات أوسلو

القادمة

ليكمل هنا أوسلو حديثه و علي ثغره لاتزال تلك

الإبتسامة الشيطانية :

فقد كانت تحمل معها باقية ورد كاملة في أحشاءها

قمت أنا بتقطيعها بكل إستمتاع .

ليس هذا فقط و قمت أيضًا بتصور ما كان يحدث

حتي تشاهده هنا في قصرك .

مثلما فعلت في عدي يا معلمي .

ليتابع بعدها حديثه بشغف و إستمتاع هاتفا : 

ألا تعلم أن عند العرب مقوله تقول :

كما تدين تدان .

و ها هي الصدفة قمت يا معلمي بتسديد دينك بهذه

السرعة .

كل شعور لعين قد شعر به المسكين غدي سوف تشعر

بيه مثله تماما

ليفتح الباب ويغادر القصر تاركا دوناتو في حال صدمة مما سمع

لكنه أفاق عندما سمع صياح فريال بإحضار طبيب سريعًا ليري أخته الغالية ساقطة مغشيا عليها في

صدمة مما سمعت .

لا تصدق أن حبيب روحها الوحيد تمكن من قتل وردة رفيقتها الوحيدة في هذه الحياة البائسة التي تعيشها

كان جالسا علي فراشه ممسكًا بمشروبه الخاص يشربه بكل إستمتاع و متلذذا بطعم الشوكولاته الذي يدخل علي قلبه قبل فمه يفكر في حديثه مع عمه و الذي سأله كيف له أن يسمح للغرباء بالجلوس في منزله دون أن يعلم من هم ؟

ليقرر أن يذهب و يتعرف علي كل من في المنزل من تلك الفتاة التي أتي بيها في تلك الليلة الملعونة إلي هذا الفتي الذي أتت به نيللي غارقا في دماءه .

لهذا أتجه إلى غرفة الطبيبة ياقوت و هي جارتهم منذ مدة طويلة ليطرق علي الباب بتهذيب لينتظر منها أن

تفتح الباب و ترد عليه .

لتمر دقائق قليلة لتفتح الباب وتظهر امامه الطبيبة

ياقوت و هي تردد بتسأل :

خير يا حمزة بيه أقدر أساعد حضرتك ازاي ؟ ليستأذنها بالدخول للغرفة لتسمح له بدخول و تغلق

الباب بعدها

ليتجه هنا حمزة للجلوس علي أحد الكراسي الموجودين في الغرفة بينما الطبيبة قد ذهبت و وقفت

أمامه لتتسائل:

خير يا حمزة بيه .

ليرفع هنا نظرة و يسئلها بتوتر قد ظهر علي صوته : ) أنا بس يعني كنت عايز أعرف .... الناس إلي في القصر

العيانة ...... حالتهم عاملة ازاي ؟

لتتفهم ياقوت سؤاله و تبدأ بشرح حاله كل منهم فبدأت بالفتاة التي قد أتي بها منذ فترة للقصر و هي

مرور:

البنت إلي حضرتك جيتها معاك القصر إسمها روبي

للأسف معرفش عنها حاجة

بس هي كان باين عليها تعذيب جامد .

لتجد أن ملامحه لاتزال جامدة لتكمل حديثها :

و برضو الشاب المدبلج و راجل غريب كدة و ست

معاه

ليقاطعها حمزة بتعجب من هذا اللقب :

مدبلج ؟

لتضحك ياقوت بكل صوتها و هي تردد من بين

ضحكاتها :

أصله بيتكلم عربية فصحي و إحنا منعرفش أسمه أي

فا طلعنا عليه لقب مدبلج بس كدة .

لتتابع :

دة يا حبه عيني مدغدغ خالص و ممنوع عن الحركة أساسًا بسبب أني شاكه أن العمود

الفقري تضرر وخايفة يُصاب بشلل نصفي أو كلي .

ليشعر حمزة بشفقة تجاه هذا الشاب و يتحدث بجدية

لكن الحزن علي طبقه صوته و هو يردد :

طب أطلبي من كل أنهم يروحوا الأوضة بتاعت الشاب المدبلج دة عشان أتعرف عليهم

يعني عيب يبقوا في بيتي و معرفش هم مین .

هذا وقحا جدا

دي كاكاها

ليغادر بعدها و يترك الغرفة بينما الأخري قد بدأت بفك حجابها و نقابها لتلتفت وتجد من يقف و هو ساند بجزعه علي باب الشرفة والغيرة تظهر في نظراته لتضحك بغفوت علي نظراته تلك لكنها تقرر التجاهل

عقابًا على تدميره لمقتنياتها الشخصية .

لتتجه بعدها لتشرب بعض الماء متجاهله نظراته التي

تكاد تحرقها من غيرته .

بينما الأخر يجدها تتجاهله ليذهب إليها و يمسكها بقوة

من ذراعها و هو يردد بغيرة :

لا حلو الضحك إلي كنت بسمعه ده بجد

) لترد عليه الأخري و الحزن ظاهر علي وجهها :

أبعد عني يا منير أنا مخصماك

ليظهر التعجب علي تقاسيم وجهه و هو يسئلها :

مخصماك !!!

ليتركها ويمسح علي وجهه وهو يحاول أن يهدأ من

غضبه و هو يردد :

ياقوت يا حبيبتي إحنا متجوزين يعني زوج و زوجة مش عيال في ٣/٤ خت منك مصاصة بتاعتك لولا الظروف و الأكشن إلي أحنا فيه كان زمان إبننا في ١/١ بيضرب العيال و يثبتهم و يأخد سندوتشات

بتاعتهم كمان . لتضحك بخفوت علي تشبيهاته تلك لكن تظهر العكس و

أنها لا تزال غاضبة منه

لنظر لها الأخر بحنق و هو يردد و نظرات الخبث في

عينيه :

خلاص أنا عرفت هصالحك أزاي .

بينما في المنزل المجاور كان قد أتجه له حمزة و معه حارسين و مأذون حتي ينتهي من هذا الحمل الثقيل

الذي علي قلبه .

ليذهب و يفتح الباب بمفتاح و يدخل و يجعل الرجال ينتظرون في غرفة المعيشة و يتجه للحجرة التي

تجلس بيها ملك ليدلف سريعًا دون أن يستأذن .

ليجد أن ملك مستلقية علي الفراش مغمضة الأعين و  

التعب ظاهر علي وجهها وهي تضع يدها علي بطنها التي قد ظهر بروزها بشكل حفيف فا هي الآن في

ببداية شهرها الثالث من الحمل .

ليتجه لها و يمسح علي رأسها بكل حنان و يقبل جبينها و يبدأ في إفاقتها

لتسيقظ هنا لتجده أمامها و هو ينظر لها بقوة بعينيه السوداء تلك جعلتها ترتعب من نظراته

لتسمعه و هو يأمرها بكل قوة : دقيقتين و تكوني جاهزة المأذون و شهود برة خلينا نخلص

لتؤمي له الأخري و هي علي مشارف البكاء لكنها تمسکت خوفًا من أن ينهرها و هو يردد أن هذا ليس

وقت مناسب للبكاء فهناك رجال ينتظرونها .

لتذهب سريعًا وتتجهز حتي تخرج و تتزوج من الوحش الذي أوقعت نفسها أسيرة له دون أن تنتبه لما

فعلت في نفسها .

تحاملت علي نفسها وتجاهلت علي الألم المسيطر علي جسدها لتخرج وتجده ينظر لها نظرات هي لم تفهمها

لكنها وجدته يشير بيده إلي أحد الكراسي .

أتجهت للجلوس علي الكرسي دون حديث

ليأمر حمزة هنا الشيخ في بدء مراسم عقد القرآن .

و تمر عده دقائق ويعلنهما الشيخ زوجا و زوجة .

و هنا قد أمر حمزة الجميع بأن يذهبوا و يأمر حاسه

الخاص بأن يدفع للشيخ المال الذي يريده .

ليلتفت بعدها لتلك الجالسة علي أحد الكراسي و تبكي علي حالها و حال طفلها

أتجه لها و وقف أمامها وقد أمعن النظر في حالتها

ليلاحظ كم أصبحت هزيلة و مريضة حتي أنه عندما أتت منذ قليل عندما كانت تدخل الغرفة كيف كانت لا تقوي حتي السير و كيف كانت تحاوط بطنها كانها

تحاول أن تحمي جنينها .

ليتسأل هنا بقوة :

أنت كنت لي عاملة الشكل الغريب دة و أنت داخلة الأوضة ؟ لي كنت محاوطه بطنك كدة ؟

لتجيب علي سؤاله بضعف : عشان أنا حاسه أن حمل دة مش هيكمل

جملة واحدة كانت كفيلة بسماع صوت تحطيم قلبه لا يمكنه وصف مشاعره عندما سمع كلماتها تلك حاول

التماسك و قم بتحدث أمرًا :

قومي يلا عشان هتيجي معايا البيت عندي .

لتؤمي له الأخري بضعف غير قادرة علي المواجهة و

الحديث نفذت أمره بكل هدوء .

لتمر دقائق قليلة و كان كلاهما يتجهان لمنزل حمزة

حتي ترتاح ملك من عناء التعب الذي تشعر به

ليدخل كلاهما المنزل و ينادي حمزة علي سعدية حتي

تقود ملك إلي حجرتها .

بينما هو الأخر قد أتجه إلى غرفته و عندما فتح باب الغرفة وجد هذا المستلقي علي السرير ممسكا بيده كوب من شاي و ممسكًا بكتاب و يقرأ فيه بكل شغف و يشرب شاي بكل هدوء و في الخلفية يسمع بعض

أغاني لكوكب الشرق أم كلثوم .

و هنا قد فاض بيه الكيل ليخلع حذاءه و يلقيه عليه و

هو يردد بغضب جسيم :

يخربيتك يا حمزة سايب مصايب دي كلها و قاعد

بتسمع ألف ليلة و ليلة .