رواية العروسة الاسيرة الفصل الثانى بقلم فيوليت وينسبر
كان شريكا في الاعمال التي يمارسها غاردي ولكن هذه المرة الاولى التي التقيا فيها على انفراد كان يعيش في الخارج بمنى عن الجميع ويعتبر اكبر سنا من جميع اصدقائها وتكتنفه
هالة من الغموض.
كان معتدل القامة ومع ذلك يوحي بأنه شخص طيع عندما يهل عليها وكانت اسنانها تكز على شفتها السفلى بقسوة كلما وقع بصرها على الجانب الايسر من وجهه الذي لفحه سعير النار وكانت تغض بصرها عنه بسرعة وكأنما ترى في
وجهه صورة الشيطان وقد اقترنت
بها صورة الملاك
قال لها وهو يضغط على مخارج
الكلمات :
" ارجو ان تكوني متمتعة بصحة
" جيدة يا رافينا
اخشى ان لا يكون باستطاعتك
لقاء جاردي فهو موجود الان
بالخارج "
قال :
" ما جئت الا لرؤيتك "
نزلت كلماته كالصدمة المفاجئة وتفحصت وجهه المتعالي الذي يوحي بأنه كان ذات يوم يتسم
بالوسامة اما الان فتبدو الصرامة
القاسية في ملامحه واستطرد يقول :
" جئت عن قصد في هذه الساعة لانني اعرف ان وصيك سوف يكون خارج المنزل. في هذا الاصيل يمارس لعبة البولنغ مع صديقه القديم في
الجيش ايوين كيريو اليس كذلك؟
انني لا اكاد اعرفك يا سنيور دي
حكايات مع أروى
تصدير التركيز
كورزيو ! ولا اظن ان هناك شيئا
يمكننا ان نتبادل الحديث عنه "
وواجهته بنظرات مستقيمة كاستقامة شعرها الاحمر الداكن وثابته كثبات عينيها الخضراوين. قال وعلى شفتيه
ابتسامة ملتوية :
" ستعرفينني جيدا خلال لحظات "
" من فضلك دعينا نجلس والا
حكايات مع ، مع أروى
تصدير التركيز
واشار الى مقعدين عميقين فوقهما
وسادتين صغيرتين من الجلد وقال :
ظننت انك تودين الفرار مني "
وتوترت اعصابها وكان يحدوها حافز
قوي يدعوها الى ان تطلب منه
مغادرة رافنهول في الحال ولكنه اذ
التقى بصره بعينيها احست انه يقرأ
افكارها فقالت له بحزم:
" استطيع ان امنحك خمس دقائق
انني اعد الطعام وغاردي يحب ان
يتناول عشاءه في موعده "
" من فضلك اجلسي يا سنيوريتا "
امتثلت لطلبه وجلس هو بدوره
وتقاطعت ساقاه وسقط الضوء على حذائه الجلدي اللامع وكان سرواله وسترته من قماش التويد ويدل مظهرهما على حسن حياكتهما ولم يحمل معه سوطا مما يدل دلالة كافية على انه يثق بنفسه في قيادة الخيول والناس ايضا بلا سوط. وسألها :
" هل تسمحين لي بالتدخين؟
فأمأت بالايجاب وراقبته وهو يخرج سيكارا رفيعا من علبة جلدية اشعله بعود ثقاب وكاد اللهب يقترب من انامله قبل ان يلقي بالعود الى المدفأة التي كانت خاوية لأن فصل الصيف بدأ يزحف تدريجيا ويغزو
الطقس البريطاني.
اشعر دائما بالبرد عندما اجيئ الى
انكلترا فالشمس تشرق نادرا نسبة
الى بلادي "
" حقا يا سنيور ! "
ونظرت اليه بأدب دون ان تحدوها ادنى رغبة في ان تسأله من اين اتى وكانت تتمنى ان يفضي بما لديه ثم يرحل فقد ازعجها قدومه وقطع
عليها وحدتها وتمنت ان يرحل
بأسرع ما يمكن.
قال : مهلا سينيوريتا وتمالكي زمام امرك
واسألي نفسك لماذا قطعت عليك
خلوتك في عقر دارك؟ "
قالت بصوت بارد
" نحن غريبان وليس بيننا شئ مهم
" جئت اروي لك حكاية يا انسة
ولكن يبدو لي انك تريد ان اصغي
اليك"
قال :
برينين "
" انا منصتة اليك يا سنيور. من فضلك ابدأ قصتك "
" انا ارمل زوجتي الصغيرة دوناتا ماتت بعدما ولدت ابننا فكرست كل حبي لأبني الصغير دريستي. كان طفلا نشيطا محبا حنونا ومنذ ثمانية , عشر شهرا دهم سائق مخمور سيارتي حيث كان ينام دريستي في المقعد المجاور لي وولى هاربا وترك سيارتي
مقلوبة على ظهرها والنيران مشتعلة
فيها
"
وضعت رافينا يدها على خدها
وكأنها تتلقى صدمة عندما وقع بصرها على الندبة التي خلفتها النار على وجه مارك. وواصل حديثه
بخشونة : وقعت انا وابني في شرك داخل
السيارة وبذلت جهودا مجنونة لاحطم النوافذ لاحمل ابني بعيدا عنها ولكن... يا الهي لو ان المجرم توقف وساعدني لكان في وسع ابني
ان يعيش حتى اليوم "
ولم تستطع رافينا ان تتحمل التفكير في ان الطفل يموت بهذه الطريقة
فقالت: !أوه....لا "
واستطرد مارك يقول : انفجر خزان البنزين وتطاير
جسدي وهو يحترق ليسقط في حقل مجاور فأسرع العمال لاطفاء النيران. كانوا يعملون على مبعدة ولم يكن في وسعهم الوصول الى السيارة قبل انفجارها. كان السائق الطائشوحده الذي كان يستطيع ان يقدم لنا المساعدة. وامضيت عدة شهور في المستشفى بعدها رحت اقتفي اثر الرجل وعن طريق الكراج الذي اجرى الاصلاحات لسيارته عرفت ان اسمه رودري برينين الضابط في الجيش البريطاني والموفد في مهمة
خاصة الى قبرص "
وتألقت عينا مارك دي كورزيو بتأنيب مرير عندما استقرتا على
وجه رافينا ثم كساهما بياض اشاع
الشلل في شفتيها .
قال :ابن وصيك تسبب في موت ابني "
وكانت كلماته تملأ الغرفة ويشوبها
الالم والغضب ثم استطرد يقول: درستي كان في الرابعة من عمره
وهو اخر هدية حب قدمتها زوجتي لي ابني كان وريثي في ارضي وكان سيحمل اسمي من بعدي وموضع التشريف من اهالي ساردينيا لعدة سنوات. ان كلمة الشرف لها معناها لدى اهالي الجزيرة واعتقد انها تعني شيئا لرجال من امثال كولونيل