رواية العروسة الاسيرة الفصل السادس6 بقلم فيوليت وينسبر


 

رواية العروسة الاسيرة الفصل السادس بقلم فيوليت وينسبر

لا حاجة بي الى وصيفة. انت تعرف انه ليس لدينا واحدة في رافنهول واني اعتدت ان ادبر اموري

بنفسي "

" انت الان في كازاتشيبريسو والموقف متغير. سوف اخبر رنزيو بأن يجلب فتاة صغيرة من فتيات القرية. انت البادروتشينا ولابد ولابد ان يكون لك وصيفه خاصة تهتم

بملابسك وتصفيف شعرك "

قالت له وهي تنظر اليه بنظرات

متحدية :

" الا يعجبك شعري كما تراه يا

" سيدي؟

" ستعيدينه كما كان بالامس وهو

تحت طرحة الزفاف وسوف ترتدين 
ثوبك المخملي الذي شاهدتك به حينما قدمت لتناول الطعام في رافنهول اول مره. هل احضرت

الثوب معك؟ "

وراودتها الرغبة في ان تخبره بانها نسيت الثوب في انجلترا وقبل ان تتفوه بكلمة سار مارك الى دولاب ملابسها وفتح ابوابه الكبيرة ورأت ثيابها منسقة على المشاجب وبدا لها
الثوب المخملي الذي رفعه مارك من

مكانه. واحست ان اصرار مارك على ارتداء هذا الثوب يعد تدخلا

سافرا في استقلالها الشخصي وارادت ان تنتزع الثوب من يديه

وان يدعها وحدها. قالت له:

" حسنا لن ارتدي الثوب "

وضع مارك الثوب على الفراش

وقال لها : سأكون في الغرفة المجاورة

وسأدعك وحدك حتى تستعدي لحفل العشاء الذي اعد خصيصا

لزفافنا "

توارت وراء الستارة وفضت ثيابها عنها وراحت تستمتع بدفء الماء الساخن الذي هدأ اعصابها

المضطربة وبعدما استحمت لفت جسمها في منشفة كبيرة وغادرت الحمام وسارت حتى وقفت امام منضدة الزينة وشد انتباهها علبة من القطيفة مفتوحة تحتوي على قلادة

زمرد مزينة بسلسلة

مرصعة بالماس. سرت رعدة في بدنها وخشيت ان يكون مارك دخل الغرفة اثناء استحمامها ليضع العلبة على منضدة الزينة وشاهدها من خلال الستارة الشفافة. وكلما فكرت قليلا وجدت انه من حقه ان يأتي ويخرج من غرفة نومها كما يشاء وان يقدم لها حلية اعجابا ورأت ان القلادة تتماشى مع خاتمها وثوبها

المخملي الاخضر وشعرها الاحمر . اشاحت بوجهها عن الهدية وارتدت ثيابها بيدين باردتين كالثلج وعقدت شعرها في تصفيفة كالتاج وسمعت

مارك مرة او مرتين يسير في الغرفة
المجاورة وثارت اعصابها عندما قرع الباب يستأذن في الدخول فأذنت له ودخل وهو يرتدي ثياب السهرة وبدا في قوامه الفارع رجلا بل سيدا

للمنصب

قال :

" اه ... انت مستعدة ... تقريبا ! "

وتطلع اليها من قمة رأسها الى اخمص قدميها فرأى بشرتها البيضاء تبرزها فتحة ثوبها المخملي وشعرها الاحمر الذي يزين رأسها وعينيها

الخضراوين كالزمرد في اصبعها.

واحست رافينا باغماءة خفيفة عندما رأت ومضة اعجاب من

نظراته .
تقدم مارك والتقط القلادة من

علبتها المخملية واستدار حتى وقف

خلفها وقال:

" دعيني اثبت القلادة حول عنقك

"

وتطلع الى المرآه وسلط بصره على

نظراتها واردف يقول:

" تعجبك القلاده يا رافينا اليس

كذلك؟
قالت بصوت بارد

" انها رائعة للغاية انها جزء من

ميراث العائلة وانا اخذته اليس

كذلك؟

فقال لها :

" انت اخذتيه لاني اعطيته لك.

هناك قرط يتماشى معها ولكنك في الوقت الحاضر صغيرة على ارتدائه. اذناك صغيرتان وهما جميلتان في حد
ذاتهما ويجب الا نفسد جمالهما بأقراط ذهبية ثقيل. انت فاتنة وكل عرائس اسرة دي كورزيو ترسم لهن صورة ذاتيه في السنة الاولى من الزفاف وسوف استدعي الرسام ستيليو فابريزي ليرسم لك صورة " لم تجد رافينا اي جدوى من المعارضة ولو قدر لها ان تعيش في ساردينيا لتمنت ان تفجر الصخور التي يقوم عليها القصر والبحر الذي يقع تحته وفي هذه اللحظة راودتها الرغبة في ان تسبح ولكن خالجها شعور بالبكاء وهي تتقدم مارك وتخلف

وراءها غرفة نوم الزفاف.

اعدت مائدة العشاء وصفت عليها اطباق لحم السمان والفاكهة وكؤوس الشراب وفي وسطها وضعت الزهور وعلى ضوء الشموع اقبلت رافينا 
على تناول الطعام بشهية ولم ترفض كأسا ثانية قدمها لها مارك بعثت الدفء في جسدها واصابت عقلها بخمول وكان ذلك مقبولا مع الغربة

التي تحيط بها.

تحدث مارك اليها عن الجزيرة وتلريخها حتى تركا المائدة وتوجها للجلوس بالقرب من المدفأة وجلس
مارك على اريكة كبيرة بينما راحت

رافينا تصب له فنجان قهوة.

قال لها :

" الامسيات بدأت تميل الى البرودة

"

ناولته فنجان القهوة وهي تتجنب

لقاء نظراته وقالت له :

" احب النار انها تجعل الغرفة تبدو في صورة بهيجة

قال بالايطالية:

" حسنا "

وشعرت بنظراته تحدق فيها وهي تجلس على مقعد بمساند. سألها: " هل تبعث هذه الغرفة على

البهجة؟ " وتطلعت حولها وشاهدت الشموع مازالت مشتعلة ورأت لوحة جص
في السقف تصور عاشقين من العصور الوسطى تشابكت ايديهما والحوريات ترقص مع الهة الاغريق. كانت الغرفة تتسم بالوثنية مثل الرجل الذي يراقبها برأسه الاسود

الذي اسنده على ظهر الاريكة

الحمراء. قالت:

" لابد اننا نعيش في قرن اخر غير هذا القرن كأن الزمن توقف هنا وان ايام الثار والمبارزات وصيد الصقور

مازالت تعيش بيننا "

" هل ضايقك ذلك؟ ربما تمتين بصلة لتلك الايام. لديك سمة العصور

الوسطى التي قيل انها تعود تحيا على

بعض الوجوه. انها سمة من الكآبة

والحزن"

سألته : هل لي ان ابتسم يا مارك؟ "

وبينما كانت رافينا تسأله التقت بعينيه الحالكتين السواد. نزعة الثار بدأت تموج في اعماقه ولن يسلم شرفه حتى يدفع برينين ثمن موت دريستي ويطفئ لهيب الالم الذي يحرق قلبه وتحولت نظراتها الى النار واللهب الذي راح يسري في اطراف الحطب وفكرت ان تهرب من مارك
كان في متناول يدها اذ كتب لها رودري ذات مرة رسالة بعث بها من استراليا متوسلا لها والى ابيها ان يلحقا به هناك لانه اصبح يفتقدهما كثيرا ولكن نيوسوث ويلز كانت تبدو لها نهاية العالم وان

الرحلة منهكة لجاردي.

سألها مارك:

" هل ان قلقة على جاردي؟
انتابها توتر مفاجئ اليس غريبا ان مارك يقرأ افكارها. اجابت بصوت

يشوبه الالم :

" انا .. انا افتقده "

" هذا شئ طبيعي "

" اوه .... مارك "

واحست كأن سكينا يغوص في قلبها

واردفت تقول : " هل تهمك مشاعري.. وهل يقلقك
انني اشعر بالاسى لبعادي عنه..ان عزائي الوحيد هو وجود رودري معه "

" اذن رودري برينين موجود في

وخيم صمت مطبق عقب ان تفوهت بكلماتها وتطلعت الى مارك ورأت الشرر يتطاير من عينيه فقال:

رافنهول. انه برينين الذي توجهت
اليه لمقابلته عقب زواجنا مباشرة. وكان يجب عليك رؤيته كان من المحتم عليك تحذيره لكي يكون بعيدا

عن طريقي قال بيأس "

" اجل ارسل برقية وكان لزاما علي

ان اراه. كنت خائفة للغاية "

سألها : خائفة على عنقه الثمين؟ "

كانت عيناه تتألقان بوميض يجذبها | اليهما ويغرقها في بحرهما فقفزت واقفة على قدميها وفي قفزتها اقتربت حافة ثوبها من لهيب النار وتعلق لسان من السنة النر بحافته وعندما ادركت الخطر الداهم اطلقت صرخة ووجدت الماء

ينسكب من دورق زجاجي واحست
بیدین تمسکان بها وترفعانها بعيدا عن

النار.

قال مارك:

" ايتها الحمقاء الصغيرة !"

ولاح امتقاع لون وجهه تحت جلده

المحترق فبدت الندبات جلية

واضحه. واردف يقول :

" هل اعماك رودري برينين حتى

اصبحت لا ترين شيئا ابدا
وراحت يداه تعالجان الكدمات التي لحقت بها وكانت تنورة ثوبها المخملي بللها الماء واصبح غير صالح للارتداء. ولم تعد ترى سوى جانب وجهه المحترق والجحيم الذي

ذاقت به ذرعا وقالت معارضة لا

مدافعة :

" لا "

وكانت صرخة اطلقتها ضد الالم
الذي قتل شعور الرقة فيه وكل اتزان

في نفسه. وتركها ترحل عنه وادار

وجهه بعيدا عنها وقال لها: " خير لك ان تتوجهي الى الدور العلوي لتستبلي ثيابك المبتلة

وسألحق بك بعد فترة "

تركته واتخذت سبيلها عبر الصالة وارتقت الدرجات وارتجفت بردا عندما لمست اصابعها ثوبها المبتل الذي شوهه الحريق فلن يكون في

وسع مارك

يدع الرسام يمسك فرشاته ليرسمها وهي مرتدية هذا الثوب المشوه. انه سيجف حتما ولكن الحروق افسدته و شعرت بارتياح حينما وصلت غرفتها في البرج وخلعت الثوب. كانت اغطية الفراش مطوية وعليها ملابس النوم فأرتدت ثيابها على ضوء المصباح والنار المشتعلة في المدفأة ثم جلست فوق مقعد مستدير وراحت تتأمل الوهج

الاخير للنار.

كانت هذه ليلة زفافها ... ولا جدوى
ان تسأل مارك امهالها حتى تعتاد عليه وعلى بيته.. اجفلت عندما سمعته يدخل الغرفة المجاورة ومع مرور الثواني ازداد قلقها وراحت تعبث بخاتم زواجها الذهبي الذي احست به ثقيلا في اصبعها وسمعت صوت سقوط مفتاح على المنضدة وحرير السرير الذي تم عن جلوس

مارك على حافته ليخلع حذائه

لم تستطع رافينا ان تبارح مقعدها حينما فتح باب الغرفة المجاورة فجأة ووجدته ماثلا امام عينيها في روبه الحريري الاسود وراحت تحدق فيه بعينيها الواسعتان وقد استحال لونها

الى صفرة اشبه بصفرة ثوبها . قال لها بينما شعرها الاحمر ينسدل

مسترخيا على كتفيها : " يجب الا تجلسي هكذا فالنار
ذوت تقريبا اقفزي الى فراشك "

ولكن رافينا لم تستطع التحرك من مكانها وبدت الغرفة يثقلها ظله حينما اقبل عليها ورفعها من فوق المقعد وحملها الى السرير ووضعها على الفراش واقترب بوجهه منها ورأت الغضب مازال يتطاير من

عينيه .

اصبح يعرف الان انها كانت بصحبة
رودري حينما اختفت من قاعة الاستقبال في يوم زفافها وانه لن يغفر لها ما فعلته قال لها وهو يجدل

خصلات شعرها الاحمر حول

عنقها :

" ايتها الساحرة الصغيرة "

انتابتها رجفة لم تستطع السيطرة

عليها لان رودري وحده كان يناديها
بعبارة الساحرة الصغيرة فأغمضت عينيها حتى لا ترى وجه مارك

|

المعذب في ضوء المصباح. قالت له

صائحة:

" اطفئ المصباح.. اطفئ المصباح "

وخيم الصمت... وسمعت صوت فرقعة ولم يكن صوت اطفاء المصباح

وانما صوت مزلاج الباب الذي
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1