رواية خريج سجون الفصل السابع بقلم ياسر عوده
روايه خريج سجون ( الجزء السابع )
توقفنا قبل كده لما عرف زين ان زهره تبقى مرات الحاج عبدالسلام .
عدى كام يوم على زياره زين لبيت الحاج عبدالسلام بس مقدرش ينسى المفاجأه ان زهره حببته بقت مرات الراجل اللى هو شغال عنده ، زين كان حاسس ان دى مش نهايه الحكايه بالعكس كان متأكد ان المشاكل يدوب ابتديت .
الحاج عبدالسلام تعب اكتر وبقى مش بيتحرك من سريره ، وطبعا بقى يروح زين لبيته علشان يتابع معاه الشغل ، زين كان بيحاول ميقعدش فى بيت الحاج عبدالسلام كتير ، يدوب يخلص الشغل ويمشى بسرعه مكنش عاوز يدى نفسه او يدى زهره فرصه انها تتكلم معاه ، هو كان مبين انه مش فارق معاه زهره بس الحقيقه لسه حبها ساكن جوه قلبه ، بس خوفه انه يخون الراجل اللى خيره مغرقه كان مخليه بيهرب من زهره على قد ما يقدر .
ده زين طيب زهره نحب نفهم موقفه ايه ؟
طبعا كان فى فرق سن كبير اوى بين زهره والحاج عبدالسلام ، وهى لسه صغيره وجميله ، وهو راجل عجوز ، طبعا كان بيحاول يعوض الفرق ده بالفلوس اللى كان مغرق بيه زهره ، بس لما زهره شبعت بالفلوس بقت تدور عن الحب اللى نقصها ، ولما ظهر زين تانى فى حيتها كل مشاعرها اتجددت ورجعت تحب حببها الاولانى زين .
فى مره من المرات لما كان زين عند الحاج عبدالسلام ، وخلص شغل وسابه وخرج علشان يمشى ، لقى زهره وقفه قدامه .
زهره : ازيك يا زين ، انت بتتهرب منى ؟
زين : واتهرب منك ليه ، هو فى بينى وبينك حاجه ، انتى مرات صاحب الشركه اللى انا شغال فيها .
زهره قربت خطوتين من زين وقالتله : كويس ان انت فاكر ان انا مرات صاحب الشركه ، يعنى سهل اوى اطردك منها .
زين : اللى عوزه تعمليه اعمليه ، وحاول زين يمشى ويخرج من الفيلا بس زهره مسكت فى دراعه وقالتله وهى مقربه منه : مقدرش اعمل كده ، ازاى اخليه يطردك واحرم نفسى انى اشوفك يا زين .
زين حس انه هيضعف ، علشان كده اتعامل بغضب ، ومسك زهره من درعها وزقها بعيد عنه وقالها : احترمى اسم الراجل اللى شيلاه ، الحاج عبدالسلام ميستهلش اللى انتى بتعمليه ده ؟
زهره : هو مش ملاك اوى زى ما انت فاكر ، انت عارف فرق السن اللى بينى وبينه قد ايه ، دا انا يدوب قد بنته .
زين قرب من زهره اوى ، بقى بينه وبنها كام سنتى ، سعتها هى فرحت وحست انه خلاص رجع لحبها ، ولفت ايديها حولين رقبته ، بس هو قلها : عرفه يا زهره ، عشر سنين فى السجن كنت متخيل نفسى ظالم وانتى ضحيتى ، بس دلوقتى بس عرفت ان ربنا بيحبنى علشان دخلت السجن ومتجوزتكيش ، مهو وحده زيك تعمل كده فى جوزها اللى معيشها احسن عيشه تبقى وحده خسيسه ، ياعالم انا لو كان حصلى حادثه او اتشليت وبقيت عاجز سعتها اكيد كنتى هتعملى معايا زى ما بتعملى دلوقتى مع جوزك ، انا قرفان منك اوى .
ومسك زين بدراعات زهره اللى حولين رقبته ونزلهم من على رقبته وزقها بعيد عنه ، فوقعت زهره على الارض ، ومشى وسبها بس قبل ما يخرج من الفيلا شاف نرمين كانت وقفه وشافت كل اللى حصل ، بس زين موقفش ومشى راح لشغله .
طبعا زين طول اليوم مش طايق نفسه ، اى حد يتكلم معاه كان بيرد عليه بعصبيه ، حتى رفاعى صحبه كان بيكلمه فى شغل زين اتعفرت عليه وقاله : جرى ايه يا رفاعى ، مش عارف تعمل حاجه من نفسك ، هو انت خلاص خت على الراحه ومش عارف تشتغل .
رفاعى لما سمع زين وطريقه كلامه سابه ومشى ، مهو عمره ما شاف زين وهو بيكلمه بالطريقه دى ، حتى زين لما قال كده لرفاعى اضايق من نفسه اوى ، بس هو طول الوقت كان بيفكر فى زهره وتصرفتها معاه ، وكمان فى نرمين اللى شافت كل اللى حصل ومش عارف هتقول لابوها ايه .
زين بعد ما خلص يومه فى الشركه نزل علشان يروح ، هو كان اشترى عربيه صغيره تساعده فى مشاويره خصوصا انه بيلف بيها على مواقع الشغل فى المحافظات ، لما خرج زين من الشركه وركب عربيته مكنش عارف ان نرمين مستنياه بره الشركه ، كانت قعده فى عربيتها واول ما زين خرج وركب عربيته نزلت من عربيتها وفتحت باب عربيه زين وقعدت جنبه وقالتله : عوزه اتكلم معاك يا باش مهندس زين ؟
زين : مفيش مشكله .
نرمين : ممكن نقعد فى اى مكان علشان نعرف نتكلم .
زين : حاضر ، ومشى زين بالعربيه وطبعا طول الطريق كان عارف نرمين عوزه تتكلم معاه فى ايه ، اكيد فى اللى شفته وحصل قدمها بينه وبين زهره .
قعد زين هو ونرمين فى مكان ، واتكلمت نرمين وقالت : طبعا انت عارف انا هنا ليه يا باش مهندس زين ؟
زين : انا كنت عاوز اوضحلك حاجه يا باش مهندسه نرمين ، اللى شفتيه مش كل الحقيقه .
نرمين : اللى انا اعرفه صدقنى اكتر من اللى انت تعرفه .
زين : مش فاهم تقصدى ايه ؟
نرمين : جاوب على اسألتى الاول بصدق وسعتها هقولك اللى انا اعرفه اتفقنا ؟
زين : انا تحت امرك .
نرمين : انت تعرف زهره من امتى ؟
زين : من اكتر من عشر سنين ، زهره كانت مراتى .
تبسمت نرمين وقالت : اللى كنت شاكه فيه طلع حقيقه .
زين : انا مش فاهم حاجه ؟
نرمين : سبتوا بعض ازاى وانا هفهمك ؟
زين : انا اتسجنت ، وزهره طلبت الطلاق وطلقتها .
نرمين : هى زهره كانت حامل منك ؟
زين : انت عرفتى منين ؟
نرمين : علشان على ميبقاش ابن الحاج عبدالسلام ، هو فعلا ابن زهره ، بس مش ابن عبدالسلام .
زين : انتى بتقولى ايه ، زهره سقطت وهى حامل .
نرمين : كنت معاها لما نزل الجنين ؟
زين : لا كنت فى السجن ، بس هى جتلى وقالتلى انها نزلته ، وانا طلقتها بعديها .
نرمين : وصدقتها ؟
زين : وهى هتكدب ليه ، انا كنت كاتب كتابى عليها ، وهى بقت حامل منى ومكناش عملنا فرح ودخله ، وكنت هعمل الفرح بسرعه علشان الحمل ميظهرش للناس ، بس اتسجنت وسعتها كان لازم هى تتخلص من الجنين .
نرمين : شكلك معرفتش زهره كويس ، قولى يا زين ايه رأيك فيا ؟
زين : مش فاهم سؤالك ؟
نرمين : لا فاهم بس مش عاوز تتكلم ، انا اقولك انت شيفى وحده مغروره متكبره معنديش قلب خصوصا ان اول لقاء بنا شفتنى وانا ببهدل واحد كبير فى السن صح ؟
زين : كلامك صحيح .
نرمين : ديما مش كل اللى بتشوفه العين هى كل الحقيقه مش ده كلامك ، انا هحكيلك عنى يا زين وسعتها هتعرف الحقيقه كلها .
انت شايف الحاج عبدالسلام صاحب اكبر شركه مقاولات ، من زياده عن 20 سنه الحاج عبد السلام كان مجرد فواعلى بيشيل الرمل والاسمنت ، واتعرف على وحده ست اكبر منه وقدر يخليها تحبه ، هى امى صحبه الشركه ، ولما اتجوزها بقى الحاج عبدالسلام .
زين : هو الحاج عبدالسلام مش ابوكى ؟
نرمين : لا مش بابا ، هو اتجوز امى بعد ما بابا مات .
طبعا هو حاول يخلينى انسى بابا وهو يبقى ابويا ، بس انا مقدرتش انسى ، هو عوزنى اتجوز ابن اخوه ظابط شرطه زى ما قالك قبل كده ، مهو مش عوزنى اطالب بحقى ، انا نصيبى اكبر منه فى كل الثروه دى ، ميراثى من ابويا وحتى قبل ما امى تموت كتبت كل املكها باسمى انا .
yasser oda