توقفنا قبل كده لما اتقابلت نرمين مع زين علشان تحكيله حكايتها مع الحاج عبدالسلام .
الاول اذكر الله وصلى على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين.
زين : انتى عوزه تقولى ان الحاج عبدالسلام عاوز يجوزك ابن اخوه علشان يبعدك عن كل حاجه ؟
نرمين : مش بس كده ، هو عاوز يستولى على كل ميراثى ، واتفق مع ابن اخوه تيمور على كده ، وحتى مراته زهره كل همها ازاى تدايقنى وتكرهنى فى البيت علشان اسبهولها ، اللى هو بيت امى اصلا .
زين : يعنى ايه الكلام ده ؟
نرمين : فاكر اليوم اللى شفتنى فيه بزعق للجنينى ، عارف كنت بزعقله ليه ؟
زين : ليه ؟
نرمين : امى كانت بتحب الجنينه دى او ، وبتحب نوع معين من الورد وزرعاه ومهتميه بيه ، وزهره تعرف انى مستحمله اقعد فى البت ده علشان افضل اشوف جنينه امى قدامى ، علشان كده خلت الجنينى يخرب فيها وكل ليوم بلاقى فى ورد متشال ومتقطع من الجنينه ، ولما كنت بسأله كان بيقول معرفش ، مع انى عرفه ان هوه اللى كان بيقطعهم ، وعلشان كده كنت بزعقله لما انت شفتنى .
زين حس بالاحراج من نفسه علشان اجبر نرمين تعتذر من واحد كان بيتعمد يأذيها .
نرمين : انا عارفه ان انت ممكن تكون مشكك فى كلامى ، بس انا معايا دليل هيخليك تتأكد من كل حاجه قولتها .
زين : دليل ايه ؟
طلعت نرمين ورقه من شنطه ايديها وادتها لزين وقالت : ده اعلان وراثه بيسبت ملكيتى فى الثروه كلها ، طبعا لما امى ماتت عبدالسلام كن عامل حسابه يبقى الواصى عليا علشان انا مكملتش واحد وعشرين سنه سعتها ، بس امى كانت كتبت وصيتها ان عمو فريد المحامى هو اللى يكون واصى عليا .
زين : مين فريد ده ؟
نرمين : كان صاحب بابا ومحامى للعيله من زمان ، والوحيد اللى بثق فيه من الناس اللى حوليا ، ولولا وجوده كان زمان عبدالسلام ضيع كل حاجه منى وخدها .
زين : طيب وليه المحامى بتاعك مفصلش ورثك عن فلوس الحاج عبدالسلام ؟
نرمين : عمو فريد محامى شاطر ومعرفه كتير ، بس ميفهمش حاجه فى شغل المقاولات ، وعبدالسلام ديما بيعمل لعبه تخلينا منقدرش ننفصل عنه .
زين : لعبه ايه ؟
نرمين : اللى فهمته انه لما بيتعاقد فى اى مشروع او شغل بيكتب شرط جزاء اكبر من تمن المشروع باضعاف ، وطبعا الشرط باسم الشركه ، يعنى وقت ما نفصل نصيبه عن نصيبى انا اللى هتحمل تكلفه الشرط علشان مابفهمش فى الشغل وسعتها هخسر معظم فلوسى .
زين : دى مش دماغ بنى ادم ، دى دماغ شيطان .
نرمين : اومال انت ليه فاكر منعنى انزل الشركه واتعلم الشغل ، انا دخلت كليه الهندسه قسم معمار مخصوص علشان ابقى قريبه من مجال شركتى ، بس عبدالسلام معجزنى .
زين : انتى شكه ان على ابنى ، انتى عرفتى ازاى ؟
نرمين : انا مش شكه يا زين ، انا متأكده ان على مش ابن عبدالسلام .
زين : ايه اللى مخليكى متأكده ؟
نرمين طلعت ورقه تانيه من شنطتها وادتها لزين وقالت : علشان عبدالسلام مابيخلفش اصلا ، والتحليل اللى معاك بتقول كده .
زين : التحليل دى اتعملت ازاى ؟
نرمين : لما عبدالسلام اتجوز ماما ورغم انها كانت اكبر منه بس كان عاوز يخلف منها وخصوصا لو ولد علشان يقدر يستولى على معظم فلوس ماما ، بس لما الحمل اتأخر راح وعمل تحليل وكانت النتيجه انه عنده عقم ، وانا خدت التحليل دى من غير ما يعرف .
زين : يعنى زهره كدبت عليا ، طيب ليه عرفت الحاج عبدالسلام امتى وازاى اتفقوا على انهم يخدوا ابنى ؟
نرمين : معرفش ، فجأه ظهرت زهره وجبها البيت وقال انه متجوزه من فتره وانها حامل ، طبعا هو ميعرفش انى عرفه انه مش بيخلف .
زين : انتى عوزه منى ايه ؟
نرمين : بص يا زين انت وانا لينا حق عند عبدالسلام وزهره ، انت ليك ابنك وانا ليا فلوسى ، وانا مش فهمه فى الشغل بس انت بقالك فتره وبقيت دراع عبدالسلام اليمين ، يعنى فاهم كل حاجه ، انا عوزاك تساعدنى .
زين : اسعدك ازاى ؟
نرمين : انا دلوقتى سنى يسمح اشيل الوصايه من عليا ، وممكن اخلى عمو فريد يفصل فلوسى عن فلوس عبدالسلام وهتبقى ليك اداره الشركه والمشروعات لغايه ما اتعلم الشغل وندرها سوه ، والمقابل اننا نبقى شركه سوى .
زين : انا مش مصدق اللى بتقوليه ، وايه يخليكى تقبلى ان واحد يشركك فى فلوسك وحقك ؟
نرمين : فلوسى كده كده ضايعه مع عبدالسلام ، وهو عاوز يجوزنى لابن اخوه وياكل حقى ، يبقى اتحصل على نص فلوسه على الاقل بدل ما تضيع فلوسى كلها وعمرى كمان مع واحد مش بحبه وطمعان فيا .
زين : واشمعنا اخترتينى انا ؟
نرمين : انا عرفه ان انت خارج من السجن وانك اتحبست عشر سنين فى قضيه مخدرات ، وعرفه ان اخواتك اتنكروا منك ، وملكش صاحب غير عرفه اللى عرفته من السجن .
زين : عرفتى كل ده ازاى ؟
اذكر الله وصلى على الحبيب
نرمين : منا لازم اعرف كل حاجه عن الراجل اللى هسلمله فلوسى ، وزى ما قولتلك عمو فريد معارفه كتير وسهل عليه يجمع المعلومات دى عنك ، وكمان من ساعت ما شفتك فى الفيلا وانا برقبك وعرفت ان انت حد نضيف وهتساعدنى .
زين : مش يمكن بمثل ، او اروح اقول للحاج عبدالسلام على كل حاجه عرفتها منك ؟
نرمين : حتى لو حصل يبقى دفعت تمن اختيارى الغلط ، وكمان مش تفرق كتير لو عبدالسلام عرف انى عرفه كل حاجه ، هو اصلا لافف الحبل على رقبتى وخنقنى .
زين سكت ومتكلمش ، ونرمين كملت كلمها وقالت : هديك مهله تفكر يا زين ، بس لو سمحت متتأخرش عليا .
مشيت نرمين وسابت زين متلخبط ومش عارف يعمل ايه ، كل حاجه اتقلبت قدامه ، الراجل اللى اعتبره زى ابوه طلع ظالم ، وحببتى خدت ابنه منه وكتبته باسم حد تانى ، والبنت المتكبره طلعت مظلومه وطلبه مسعدته ، وفى وسط ده كله عقله مشغول على امه اللى ميعرفش ان كانت عيشه او ميته .
مر يومين وزين فضل زى ما هو ، مش عارف ياخد قرار ، وكان بيدور فى مستندات العقود للمشاريع علشان يتأكد من كلام نرمين فى حكايه الشرط الجزائى الضخم وفعلا اتأكد انها قالت الصدق وفى الاخر اتصل زين بنرمين وطلب يقابلها .
اتقابل زين مع نرمين وقالها انه موافق يساعدها ، وسعتها خدته علشان يقابل المحامى فريد ، وقعد معاه زين علشان يتفقوا على كل حاجه .
بعد ما خلص زين مع المحامى قاله : انا عاوز منك طلب يا استاذ فريد ؟
فريد : اتفضل ؟
زين : انا عرفت من نرمين ان انت ليك معارف وعلاقات كبيره .
فريد : ده حقيقى .
زين : فى حد عاوز اعرف مكانه .
فريد : مين ده ؟
زين : امى ، لما خرجت من السجن عرفت انها مختفيه من سنين ، وعاوز اعرف هى فين او حصلها ايه .
سكت فريد ومتكلمش ، وسعتها اتكلمت نرمين وقالت : لو سمحت يا عمو فريد حاول تساعد زين علشان يلاقى امه .
فريد : الموضوع مش سهل كده يا نرمين ؟
نرمين : بس انا عرفه ان انت هتعرف توصلها .
بص فريد لزين وقاله : انا هسعدك يا زين ، بس خليك فاكر نرمين زى بنتى ، ولو غدرت بيها انا مش هرحمك ، وسعتها امك مش هتعرفلها طريق .
زين : متقلقش يا استاذ ، انا نويت اساعد نرمين حتى لو امى مرجعتش .
فريد : من بكره هبتدى فى اجراءات فصل فلوس نرمين عن فلوس عبدالسلام .
فريد كان بيعمل كل اجراءاته فى سريه تامه ، واللى سعده على كده ان الحاج عبدالسلام كان تعبان ، وبعد مرور اسبوع تقريبا كانت المفاجأه ، كان يا دوب الحاج عبدالسلام ابتدت صحته تتحسن .
كان الحاج عبدالسلام ومراته وابن اخوه موجدين بالفيلا ، ودخل المحامى فريد ومعاه قوه من الشرطه ومندوب من المحكمه .
دخلت المجموعه دى كلها واتكلم مندوب المحكمه مع الموجدين وقالهم : انا معايا حكم من المحكمه بتسليم السيده نرمين ممتلكتها واولها الفيلا دى .
الصدمه كانت قاتله لعبدالسلام وزهره وتيمور كمان .