رواية خريج سجون الفصل التاسع بقلم ياسر عوده
توقفنا قبل كده لما جه مندوب المحكمه ومعاه فريد المحامى علشان يفصل بين ورث نرمين وعبدالسلام .
الاول اذكر الله وصلى على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين.
عبد السلام مكنش متوقع ان نرمين هتجلها الشجاعه انها تقف ضده ، كان متأكد انه مسيطر عليها تماما .
حاول تيمور تأجيل تنفيذ الحكم بس فريد محامى نرمين صمم على التنفيذ الفورى ، فعلا خلال ساعتين كان عبدالسلام ومراته وابنه بره الفيلا بعد ما خدوا متعلقاتهم الشخصيه بس .
الموضوع مخلصش على كده ده يدوب بيبتدى ، بس اللى خدم نرمين ان عبدالسلام مستحملش الصدمه وتعب واتنقل المستشفى ، وسعتها المحامى بتعها كمل بقيه اجراءاته ومنع اى حد ياخد اى ورقه من الشركه .
الحاج عبدالسلام دخل فى غيبوبه فتره ، وده اللى عجز تيمور وزهره وساعد محامى نرمين فى انه يرجعلها كل حاجتها .
الحاج عبدالسلام فاق من الغيبوبه بعد حوالى اسبوع ، وطبعا قاله تيمور على كل اللى حصل .
عبدالسلام : اللى انا مش فهمه ازاى نرمين تعمل كده ، هى عرفه ان هى عمرها ما هتقدر تشغل الشركه او توفى بالالتزامات وهتسبب فى قفل الشركه .
تيمور : انا عندى خبر مش كويس يا عمى .
عبدالسلام : قول يا تيمور ، كل حاجه راحت هيحصل ايه تانى ؟
تيمور : فى واحد ساعد نرمين ومشغل الشركه كويس .
عبدالسلام : انت بتقول ايه ، مين ده ؟
تيمور : اسمه زين .
عبدالسلام : زين ، ازاى ده ، الخاين بيعض الايد اللى اتمدتله .
تيمور : انا عوزك تخلى بالك من صحتك وتقوم بالسلامه علشان نعرف نتصرف .
عبدالسلام : كل حاجه راحت ، بس انا مش ههنى نرمين على حاجه ، هى وزين الكلب ده .
زهره : انا مينفعش نسيب حقنا يا حاج ، لازم نحرق قلبها زى ما حرقت قلبنا .
تيمور : متقلقوش انا هخليهم يقولوا حقى برقبتى .
من ناحيه تانيه ، زين استلم شغل الشركه وطلب من رفاعى يساعده فى الاشراف على المشروعات وفعلا حصل ، وكل حاجه مشيت بشكل طبيعى اوى ، بس بعد شويه ابتدت النصايب تقع على راس زين ونرمين .
فى يوم صحى زين على اتصال رفاعى علشان يقوله ان المصانع اللى بتوردلهم مواد البناء امتنعت عن التوريد ومن غير سبب .
سعتها فه زين ان المشاكل بداءت ، وان الحاج عبدالسلام ابتدى ينتقم منه ومن نرمين .
طبعا زين حاول يتفق مع المصانع دى انها ترجع تورد بس هما رفضوا ، وده علشان الحاج عبدالسلام وعدهم بانه هيعوضهم بالفلوس اللى عوزنها بس ميدوش شركه نرمين اى حاجه .
دى كانت اول مشكله ويدوب زين بيحاول يشوف طريقه لحلها ، بس النصيبه التانيه كانت مستنياه ، جه بلاغات ان الاراضى اللى بتبنى عليها الشركه ملك الدوله وانها متخده بوضع اليد ، طبعا دى كانت نصيبه كبيره فكل الاراضى دى كان معظم المشاريع بتعتها قربت تخلص .
اذكر الله وصلى على الحبيب
وبعدها بيومين كانت النصيبه التالته ، لما جت مصلحه الضرائب وفتشت الشركه ولقت ان الشركه متهربه من دفع ضرايب عليها من خمس سنين فاتو .
قعد زين مع نرمين والمحامى فريد يتكلموا فى كل المشاكل دى وقال زين : انا مش فاهم كل النصايب دى مع بعض ومره وحده طيب ازاى ؟
فريد : بالعكس ده طبيعى ، عبدالسلام ابن سوق وعارف ايه اللى يوجع ، علشان كده بعتلك كل المشاكل دى مع بعض علشان تقول جاى حرمت ونرمين ترحله مستسلمه .
نرمين كانت حطه ايديها فوق راسها مش مستوعبه الكوارث اللى حصلت ، وقالت : وايه العمل يا عمو فريد ؟
فريد : مشكله الاراضى ملك الدوله ومصلحه الضرايب دوول الاهم هنحاول نحلهم باسرع وقت .
زين : انا مش فاهم ازاى الحاج عبدالسلام كان شغال وممشى الشركه من الاول .
فريد : طبعا بالهدايه والرشوه ، هو دفع فلوس علشان الدنيا تمشى معاه ، واكيد دفع فلوس تانى علشان يوقفها دلوقتى .
نرمين : طيب منعمل زى ما هو عمل يا عمو .
فريد : لا يا نرمين انا مليش فى السكه الغلط ، انا بمشى كل حاجه قانونى .
زين : وهتوصلنا بالقنون لفين يا استاذنا .
فريد : اللى فيه الخير يقدمه ربنا .
بعد ما كل واحد روح بيته ، زين فضل يفكر فى كل اللى حصل ، عمال يفكر هيعمل ايه ، وفى الاخر اتصل بنرمين وطلب منها يقابلها بكره فى مكان هادى ، واتصل برفاعى علشان يجيله بكره فى نفس المكان .
لما اتقابل زين مع نرمين ورفاعى وعرف نرمين على رفاعى قال : رفاعى احنا وقعين فى مشاكل كتير ، ولازم نحلها بسرعه .
رفاعى : ايدى على كتفك .
بص زين لنرمين وقالها : لو فضلنا نستنى القانون بتاع الاستاذ فريد المحامى اعتبرى ورثك ضاع .
نرمين : عندك حل يا زين .
زين : اللى يخلى الحاج عبدالسلام يلاقى الناس اللى توقف مشارعنا ، اكيد يخلينا نلاقى ناس تمشى المشاريع .
نرمين : مش فاهمه حاجه ؟
رفاعى : انت عاوز ناس شمال تمشى الدنيا صح يا صحبى ؟
زين : الله ينور عليك ، كنت عارف انك هتفهمنى .
نرمين : ودول هتوصلهم ازاى يا زين ؟
زين وهو مبتسم وباصص لرفاعى : مش انا اللى هوصلهم .
رفاعى : متقلقيش يا باش مهندسه ، انا مشيت غلط كتير ، وبشم ريحه الشمال من على بعد ، انا هتصرف .
زين : الله ينور عليك ، عوزه تروح المصالح الحكوميه اللى شغلنا معاها ، وتدور على الموظف المناسب اللى يسهل امورنا .
رفاعى : سهله ومش مستهله ، بس هيطلبوا فلوس كتير يا زين .
نرمين : اللى يطلبوه موفقه عليه ، انا مستعده ادفع كل قرش من ورثى بس الشركه تفضل شغاله ، ومتزلش لعبدالسلام تانى .
زين : متخفيش يا نرمين ، عبدالسلام فاكر انه بيتعامل مع مهندسين ، نسى ان احنا خرجين سجون .
نرمين : وهنعمل ايه فى المصانع اللى مش عوزه توردلنا يا زين .
زين : متشليش هم حاجه الفلوس هتفتح اى طريق مسدود ، هندفع اكتر من اللى دفعه عبدالسلام وهنشغل الشركه تانى .
رفاعى : بس كده المهندسه نرمين هتخسر كتير اوى يا زين ؟
زين : الخساره هتبقى فى الاول بس ، ولما نخلص هنعوض كل خسارتنا .
نرمين : انا موفقه .
زين : رفاعى من بكره تنفذ اللى اتفقنا عليه .
رفاعى : اعتبره حصل يا زين .
زين : نرمين مش عاوز الاستاذ فريد يعرف حاجه عن الكلام اللى حصل هنا ، هو اكيد هيعطلنا بقيمه وشعراته دى ، وانا بصراحه معنديش استعداد اخسر قدام زهره وعبدالسلام ولازم ابقى اقوى علشان اقدر ارجع ابنى .
نرمين : متقلقش يا زين محدش هيعرف حاجه من اللى اتفقنا عليه .
معداش اكتر من خمس ايام وكان كل حاجه اتحلت ، وزى ما عرف الحاج عبدالسلام يسبب مشاكل لشركه نرمين بالفلوس ، بردو قدر رفاعى يحل المشاكل دى بالفلوس ، وحتى مشكله المصانع اللى بتورد مواد للشركه رجعت تورد تانى لما زين عرض عليهم سعر اكبر وعمل معاهم عقود جديده تلزمهم بالتوريد .
سعتها عرف الحاج عبدالسلام انه مش هيقدر يوقف زين تانى واتأكد ان زين مبقاش تحت ايده هو ونرمين ، وده اثر على صحته لدرجه انه دخل فى غيبوبه مره تانيه ، ومستمرش كتير فى الغيبوبه ومات الحاج عبدالسلام علشان يخلى تيمور وزهره هما اللى يكملوا مشوار الانتقام من نرمين وزين .