رواية الجزار (جميع فصول الرواية كاملة)بقلم حسن الجندي


 رواية الجزار الفصل الاول بقلم حسن الجندي

ظهره قليلا للوراء، وأخذ يتمطى ويحرك رأسه يمينا ويسارا، ليعيد العضلاته النشاط، بعد ساعات العمل، التي قضاها خلف هذا المكتب في مراجعة الحسابات ومتابعة أعمال الموظفين الذين يديرهم بصفته رئيس حسابات شركة (n.m group)‏ المتخصصة في استيراد الحواسب الآلية ...

أخرج هاتفه المحمول وابتسامة ترتسم على وجهه وهو يشعر بسعادة وهو يجري تلك المكالمة، والتي بمجرد أن رفع الطرف الآخر السماعة، قال بصوت من قال بصوت خفيض، وابتسامته تزداد: " لقد انتهى عملي يا حبي حبيبتي، وسأكون في المنزل بعد

ساعة على الأكثر، أحبك يا مالكة قلبي " ثم أغلق الهاتف، ونظر حوله، ليتأكد من عدم وجود شخص قريب منه كي لا يفقد هيبته أمام موظفي الشركة. بعدها قام بغلق الدفاتر والملفات وتأكد من دخول بعض الملفات إلى الخزانة الصغيرة في مكتبه في نفس الوقت سمع طرقات على الباب ففتح الطارق الباب، ليظهر رجل ضخم
الجثة، أشيب الشعر، يرتدي نظارة طبية أنيقة، وذو لحية خفيفة تميز وجهه مع النظارة التي يرتديها. كان الرجل مبتسما ابتسامة بسيطة، وهو يدخل المكتب (آدم) الذي حياه باحترام شديد ودعاه للجلوس بعيدا عن المكتب قائلا:

- " أهلا سيادة المدير، تفضل "

رد عليه الرجل الوقور ببساطة قائلا:

- كم من مرة قلت لك لا تقول كلمة سيادة المدير هذه

مرة أخرى، يا بني أنا أعتبرك كولدي تماما، فلماذا تلك ‏laz‏

الألقاب ؟ "

ابتسم (آدم) بخجل، وقال لمديره :

- " كما تريد يا أستاذ (عماد)، ولكن هل هناك شكوى

في العمل، أو خطأ وصلك الأيام السابقة؟ " قهقه الرجل ضاحكا وهو يقول:

- " وهل زيارتي لك تعتبرها نذير شؤم لهذه الدرجة يا

(آدم)؟ لا تخف يا بني جئت اليوم لأبلغك بخير اتفق مجلس الإدارة عليه وديًا، وسيتم تنفيذه بداية من الشهر القادم، بخصوص الصفقة التي أشرفت عليها منذ يومين

شبكة الاتصالات العالمية

لا تقول كلمة سيادة المدير هذه من مرة قلت لك

مرة أخرى، يا بني أنا أعتبرك كولدي تماما، فلماذا تلك الألقاب ؟ "

ابتسم (آدم) بخجل، وقال المديره :

- " كما تريد يا أستاذ (عماد)، ولكن هل هناك شكوى

في العمل، أو خطأ وصلك الأيام السابقة؟ "

قهقه الرجل ضاحكا وهو يقول:

- " وهل زيارتي لك تعتبرها نذير شؤم لهذه الدرجة يا

(آدم)؟ لا تخف يا بني جئت اليوم لأبلغك بخير اتفق مجلس الإدارة عليه وديًا، وسيتم تنفيذه بداية من الشهر القادم

بخصوص الصفقة التي أشرفت عليها منذ يومين "
محمدت ملامح (آدم) من الرعب وهو ينظر للمدير بترقب

ولكن المدير أكمل قائلا:

" لقد تقرر زيادة مرتبك بصفة دائمة خمسمائة جنيها من الشهر القادم، مع إعطائك نسبة %٢% من أرباح أي صفقة تقوم بها منفردًا لصالح الشركة "

اتسعت ابتسامة (آدم) وهو ينظر للمدير شاكرا إياه على كل هذا، وأخذ يتخيل ما يمكن أن يحققه من صفقات، وكيف

سيسعد هذا زوجته عندما تسمع الخبر الليلة .
الثلاثاء ٢٠٠٧/١٢/١٤ الساعة ٦ مساء)

ارتفعت ضحكة الملازم أول (محمود) وهو يستمع لتلك النكتة البذيئة التي يقصها عليه زميله (عادل)، بالرغم من انشغالهم بإحدى القضايا التي ظلوا يعملون عليها لأسبوع وخصوصا بعد التوصل لمعلومات هامة بخصوص أحد أخطر المحرمين ولكن مازال حس الفكاهة يسري بينهم، وهم يجلسون بين الأوراق، وقد ارتدى كل منهم ملابسا عادية

بحكم عملهم في إدارة مباحث أمن الدولة .
فجأة انفتح باب الغرفة، ليدلف منه شاب قوي البنيان، طويل، ذو شعر أسود وعيون زرقاء ووجه وسيم

- "استمع لضحكاتكم من قبل دخولي الغرفة، هل تلقون

النكات ؟"

2 عال، وابتسامه قال الرائد (حسن) تلك العبارة بصوت مشرقة، فقصوا عليه النكتة، فضحك بصوت عال، ثم عاد وجهه للحدية وهو يقول بعد أن جلس على أحد مقاعد الغرفة

" والآن اللواء حمدي الصريطي) شخصيا يتابع ملفات القضية، وعلم أن هناك أحد المنفذين لعملية التفجير قد تم القبض عليه واعترف ببعض الأسرار، وهو الآن يطلب تقريرا عن اعترافاته على مكتبه بعد ساعة من الآن "

نهض (محمود) وهو يقول:

" سأذهب الآن لإحضار ملف التحقيق، الذي تم أول

أمس، وأقوم بتلخيصه. ستكون عندك الورقة بعد نصف ساعة

على الأكثر "

خرج (محمود) من الغرفة، في نفس الوقت الذي تثاءب فيه

(حسن) وهو يقول مخاطبا زميل (محمود)
" ماذا عن المعلومات التي أعطاها لنا منفذ العملية... هل

قادتنا لشيء؟" - " بعد استمرار التحريات أمكننا أن نتوصل لاسم ثلاثي

وراء أغلب الأحداث، ويبدو أنه المخطط الرئيسي داخل مصر ولكن هذا الاسم ينطبق على ثمانية أفراد داخل مصر "

...

وقف (آدم) يتأمل الخاتم الذهبي في صندوق عرض إحدى محلات الذهب وهو يبتسم، فقد كان ينوي شراء هذا الخاتم لزوجته بعد أن يقبض مرتبه في آخر هذا الشهر، أي بعد أسبوعين، وقد علم أن سعره لا يزيد عن ستمائة جنيها؛ ولكن الوضع سيختلف فيمكنه أن يشتري هذا الخاتم الآن والخمسمائة جنيها الزيادة في مرتبه من الشهر القادم

ستعوضه عن النقود التي سيدفعها الآن .

ارتفعت عيناه لأعلى وهو يتخيل تلك اللحظة التي سيعطي فيها لزوجته الخاتم، وكيف سيرى السعادة على وجهها... خفض عينيه، وزادت ابتسامته، ولم يفكر كثيرا، وفتح باب المحل ليدخل.. 

الثلاثاء ١٤ / ١٢ / ٢٠٠٧ ( الساعة ٦:٣٦ مساء)

- " لا وقت لدي لأضيعه يا حضرة الرائد، قل لي سريعا ما

حدث مع المتهم "

نطق اللواء ( حمدي ( العبارة، وتبعها بأن أراح ظهره للوراء وهو ينظر للرائد (حسن)، الذي يقف أمامه منتصبا، والذي

قال بثبات:

- " بعد أن تم اكتشاف وجود قنبلة زمنية في فندق (....)

بالجيزة الساعة العاشرة والنصف مساء يوم السبت الماضي، وتم وقف عملها، راجعنا شرائط المراقبة لآخر أثنتي عشرة ساعة، وعثرنا على الشخص الذي قام بوضع القنبلة في الملهى الملحق بالفندق. تم القبض عليه يوم الأحد الساعة السادسة مساءً في أحد المقاهي التي تردد عليها، وقد اعترف أنه عن طريق قد تلقى عرضا بإيصال تلك القنبلة الاتصال الهاتفي بها من بوابة الفندق، حيث يستحيل كشفها لأنها والدخول صنعت من رقائق بلاستيكية ومواد كيميائية.. ثم قام المتهم بتثبيتها تحت أحد المقاعد، وتشغيلها ليبدأ التفاعل، حيث كان مقررا انفجارها الساعة الثانية عشر، وكل هذا مقابل مبلغ خمسين ألف جنيها. وعن طريق هذا المتهم توصلنا للمهندس

الذي قام بتركيب القنبلة، واعترف أنه لا يعلم أي شيء سوى
أن هناك ثلاث قطع يجب تركيبهم، وقد دخلوا مصر عن طريق ثلاث بلدان والمواد الكيميائية التي استخدمها أيضا تم جلبها من الخارج، وكل هذا وجده في داخل شقة مجهزة بمدينة نصر، وتم إبلاغه أيضًا عن طريق الهاتف مقابل وضع ثلاثمائة ألف

جنيها في حساب شخصي باسمه.

تم الذهاب لعنوان تلك الشقة، وبعد التحريات، قادتنا الشقة لعدة أسماء وأرقام هواتف وحسابات بنوك، وكل هذا في النهاية

قادنا إلى اسم شخص واحد، هو نهاية طرف الخيط .. "

- " من هو ؟ "

- " لا نعرف. ‏اسمه الثلاثي آدم محمد عبد الرحمن) "

الثلاثاء ١٤ / ١٢ / ٢٠٠٧ (الساعة ٦:٣٨ مساء)

وقف (آدم) أمام العمارة حديثة الإنشاء، والتي لم يتم تجهيز ولا شقة بها إلا شقته دخل من باب العمارة، وأخذ يصعد درجات السلم بلهفة وشوق كي يصل للطابق الرابع، التي تكمن شقته به.

وقف أمام الباب يلتقط أنفاسه، ثم وضع المفتاح في ثقب

الباب بهدوء، كي يفاجئ زوجته الحبيبة بدخوله. فتح الباب

ببطء كي لا يحدث صريرًا، ثم دلف إلى الشقة على أطراف أصابعه، وهو يغلق الباب بلا صوت ثم يسير ليبحث عن

زوجته في الغرف.

فجأة شعر بمن يطوقه من الخلف بحنان فانتفض لحظة من الفزع، ليسمع صوت (بتول) زوجته وهي تضحك بمرح من فعل زوجها. حاول أن يتحرر من يدها، لينظر . يدها، لينظر لها، لكنها احتضنته بشدة، وأراحت رأسها على كتفيه من خلفه، فهدأت

حركته وهو يقول بحب:

- " اشتقت إلى هذه اللحظات طوال اليوم "

أغمضت (بتول) عينيها وهي مازالت تريح رأسها، وقالت

برومانسية

وأنا اشتقت لك طوال اليوم يا حبيبي. لماذا تأخرت نصف ساعة كاملة عن موعدك؟ كدت أموت من اللهفة

عليك. "

هنا تحرر (آدم) من يدها التي تحيط بخصره بلطف، ثم اعتدل ليصبح أمامها، وقرب وجهه من وجهها ليقبلها على خديها بحنان، ثم يقبل يدها، وتبع ذلك بأن أخذها في أحضانه للحظات.
" هل تسمح أميرتي بأن تغمض عينيها الجميلتين

لحظة؟"

ابتسمت (بتول) وهي تضحك له، ثم أغلقت عينيها، فنظر هو لها، ثم أخرج من جيبه العلبة التي تحتوي على الخاتم، وفتحها، وقربها من وجهها، ثم طبع على خديها قبلة أخرى، ففتحت هي عينيها، ورأت الخاتم، ففرحت، واحتضنته سريعا

وهي تقبله وهو يقول:

" لقد منحتني الإدارة من الشهر القادم زيادة في مرتبي

خمسمائة جنيها، غير نسبة %٢% من أرباح أي صفقة أقوم بها منفردا، فقلت في نفسي إن أحق إنسان في هذا العالم بتلك المكافأة لك." واليوم، تلك هو أنت. الهدية تعبير بسيط عن شكري لك

الثلاثاء ١٤ / ١٢ / ٢٠٠٧ (الساعة ٧ مساءً) رشف (حسن) آخر رشفة من كوب الشاي الساخن، الذي وضع أمامه، ثم نظر للرائد (صبري) ليستمع لباقي كلامه فأكمل (صبري) قائلا:

- " وبعد أن انتهينا كما قلت لك من تشابه الاسم

الثلاثي مع طفلان، ورجل تعدى السبعين فاقد البصر، وشخص

ميت من ست سنوات يحمل نفس الاسم، بقى أمامنا شخصان
حملان اسم (آدم) محمد عبد الرحمن الأول يعمل في شركة ‏n.m group) لاستيراد أجهزة الحاسب الآلي وقطع غيارها، وقد تزوج منذ عامين ونصف، وأنجب طفلة صغيرة منذ عام.. السن خمسة وعشرون عاما، يسكن في إحدى ضواحي المرج (الخصوص) في منطقة منعزلة نوعا ما، تدرج في عمله في وقت قياسي من محاسب صغير في الشركة بعد تخرجه إلى أن قدم دراسة لإدارة الشركة عن تطوير نظام المحاسبات بطريقة تجعلها تنفق نصف التكاليف في المراجعات والتنظيم، وبعد موافقة الإدارة على المشروع وتطبيقه، نجح (آدم) في إثبات نفسه، وتمت ترقيته بسرعة غير عادية بسبب تقديمه مشروعين آخرين في العام الذي يليه، لتطوير نظام الحسابات بطريقة عبقرية، مما جعل (آدم) يصل المقد مدير حسابات الشركة في وقت قياسي من بداية عمله. تزوج بعد تخرجه مباشرة من بنت عمه، التي ارتبط معها بقصة حب منذ الصغر، ليس له سجلات في أقسام الشرطة، اشتهر بحسن السير والسلوك "

أخرج (حسن) علبة سجائره، ثم أخرج سيجارة وأشعلها، وهو يدعو (صبري) لأن يكمل:

- " الثاني لا نعلم عنه شيئًا إلا أنه يبلغ من العمر ثمان وعشرين عاما، وأنه سافر الإمارات مع والده بعد وفاة والدته، منذ أن كان في السادسة، ثم عاد مرة أخرى لمصر وحيدا في العشرين من عمره، واعتمد على ميراث تركه له والده في الإنفاق على نفسه. وقد تميز في إجادة مجموعة لغات أوربية الحبه الشديد لتعلم اللغات. وهذا حاليا ما أمكننا العثور عليه، فلا تعلم مكان إقامته الحالي، بعد أن انتقل من محل إقامته ولكننا تحاول تتبعه."

في تلك اللحظة، سمع الاثنان صوت . دقات على على باب باب الغرفة ثم دخل شاب متوسط الطول، ممتلئ قليلا، وهو يقول بانفعال: - " هل توصلتم لهذا الذي يدعى (آدم) ؟ هناك أوامر عليا

بأن يكون داخل الإدارة الليلة بأي شكل." نظر (حسن) و (صبري) إلى بعضهما، ثم لهما، ثم تكلم (صبري)

بخيبة أمل قائلا:

2

- " عثرنا على اثنين.. الأول بعيد تماما عن الشبهات والثاني أعتقد أنه هو هدفنا ولكننا سنحتاج إلى يوم آخر،

لنكمل تحرياتنا عنه كي نجده.

ارتفع صوت الذي دخل الغرفة وهو يقول بغضب:

- " قلت لكم إنه يجب أن يكون هنا الليلة، ألم تفهموا؟

أقول أوامر عليا "

کاد (صبري) أن يرد عليه بغضب مماثل، ولكن (حسن)

أخرسه بإشارة من يده، وقال بهدوء: - " الليلة سيكون عندك المدعو (آدم) محمد عبد الرحمن)...

لا تشغل بالك "

قالها بهدوء، وشبح ابتسامه يرتسم على وجهه.

***

الثلاثاء ١٢/١٤/ ٢٠٠٧ الساعة ٧:٢ مساءً) 2 - " ها أكمل ماذا حدث بعد أن قال لك المدير إن

لك

% من أرباح الصفقات، ولكن أكمل كلامك وأنت تأكل يا حبيبي .

كانت الفرحة بادية على وجه (بتول) وهي تقول تلك العبارة في حين أنها في نفس اللحظة كانت تجلس (آدم) على المقعد وهو يبتسم لها مما تفعله، ثم جلست بجانبه، وأمسكت

الملعقة، ووضعتها في طبق الأرز، لتطعمه إياها ...

- "كافي أو (بتول) كافي"

قال (آدم) تلك الكلمات بصعوبة، وهو يضحك و(بتول) مصممة أن يأكل ملعقة الأرز من يديها، وفي النهاية تركها تضع الملعقة بفمه ليمضغها وهو مازال يضحك، ولكن (بتول) وضعت قطعة من اللحم في فمه بسرعة، وهي تكاد تقفز من

مكانها من الفرح قائلة:

- " هيا هيا أكمل كلامك "
بصعوبة تكلم (آدم) والطعام مازال في فمه:

- " قال لي بأن الإدارة ستصدر قرارا يمكنني من الخروج من

الشركة قبل انتهاء ساعات العمل عن طريق تقديم طلب إذا كان الأمر يتعلق بصفقة أقوم بمتابعتها أو أعقدها، وبعد شهرين ستصرف لي مكافأة ضخمة بسبب صفقاتي، أما الأرباح

فس تسلمها في شهر أغسطس من كل عام. وضعت (بتول) في فمه قطعة من اللحم مرة أخرى، وهو

يضحك محاولا الرفض وهي تصر وتقول:

" - " ألم أقل لك منذ زمن إنك عبقري يا عمري "

كانت (بتول) تمسك بملعقة الأرز وتقربها من فمه، ولكنه أمسك يدها الممسكة بالملعقة بيده بلطف، ثم نظر إلى عينيها، وانحنى برأسه وقبل يدها، في حين أنها أمسكت يده الممسكة بيدها، وانحنت وقبلت يده هي الأخرى، مرت لحظات صمت قطعها صوت (آدم) الحاني قائلا:

- " لم أكن سأصل لشيء لولا وقوفك بجانبي كل تلك السنوات منذ فتحت عيني على الدنيا وأنت أمامي.. بجانبي...

أشعر بدفء جنانك وبعطر أنفاسك.. أمتع لحظات حياتي كانت يوم أن تلمس يدي يدك ونحن ذاهبان للمدرسة، وأتعس

لحظاتها عندما كنا نفترق في نهاية اليوم."

فجأة تركت (بتول) الملعقة، وهي تقفز من مقعدها بخفة

ظل، قائلة:

- " انتظر هنا ولا تتحرك، فقد وحدت مفاجأة جميلة وأنا

أنظف الشقة اليوم."

لم تكد تنهي عبارتها، حتى جرت ناحية غرفة النوم للحظات، ثم عادت وهي تحمل مجموعة ضخمة من الأوراق وألبومات صور كثيرة، وضعتها جميعا أمامه، بعد أن قامت

بإزاحة أطباق الطعام من أمامه على المنضدة.

" وأنا أنظف ما فوق دولاب الملابس، وجدت صندوقا

قديما مغلقا، وتذكرت أننا أحضرناه معنا إلى الشقة عندما انتقلنا، ونسينا أن نفتحه، فقمت بفتحه، ووجدت جميع الخطابات والكروت التي كنت ترسلها لي منذ كنا أطفالا،

وألبومات الصور التي جمعتنا."

كان (آدم) متشوقا حقا ليرى الألبومات، فأمسك أحد الألبومات وفتحه، فوجد في أوله صورة لمجموعة أطفال لم

يتعدوا سن الرابعة، وخلفهم آباؤهم يضحكون.

- " هل تتذكر أيام المرحلة الابتدائية يا ابن العم "

شرد (آدم) لثوان وهو يقول:

" نعم أتذكر حتى قبل أن تدخل المدرسة، عندما كنا

تلعب جنبا إلى جنب."
أراحت (بتول) رأسها للوراء، ونظرت باتجاه السقف وهي

تقول:

- " وأنا أيضاً أتذكر عندما كان والدي يوصيك أن لا

تحرك عينيك من علي ونحن نلعب صغارًا. هل تتذكر ونحن في السادسة، عندما قام (عادل)، الطفل الذي كنا تلعب . معه بقذفي

بحجر في وجهي؟"

ضحك (آدم) وهو يتذكر الموقف قائلا:

- " لحظتها لم تذهبي لوالدك، بل أتيت لي، ودخلت غرفة

نومي وأنت تبكين، وتروين لي ما حدث. قمت أنا من على الفراش، ونزلت إلى الشارع بسرعة حتى وصلت المنزل (عادل)، ووجدته يلعب تحت المنزل، فقفزت عليه وأنا أكيل له

اللكمات والركلات، وهو مذهول لا يفهم ماذا حدث. "

أكملت (بتول)

- " بالرغم من أن عمرك لم يتعد السادسة؛ ولكن بسبب

ما فعلته فإن (عادل) قد شحت رأسه، وظلت الكدمات ظاهرة

لأسابيع، والألم لا يفارقه ."

ضحك الاثنان، في حين نظرت له (بتول) وهي تقول: لن تصدقني لو قلت لك إنني اعتبرتك والدي منذ ذلك اليوم، كنت أنظر لك كأنك كائن خرافي، قد جاء من

الحكايات، التي ترويها لي أمي، ليحميني." " وأنا كنت أنظر إليك كابنتي، التي أخاف عليها.. ثم

تحول ذلك إلى شعور بالحب عند ذهابنا للمدرسة الابتدائية، وأنا أسير كل يوم بجانبك كي نصل للمدرسة، ثم نعود مرة . أخرى لمنزل العائلة كي نأكل سونا 22

- " كنت أرفض أن أتناول الطعام بدونك، وكثيرا ما كنت أبكي . عند غيابك مع والدك في أي مكان، وأنتظرك كي أ ع والدك في أي ‏a‏ أتناول

الطعام معك."

أمسك (آدم) بأحد الخطابات التي على المنضدة وهو يقول: - " وفي السنة الرابعة تجرأت وأعطيتك أول رسالة حب

صارحتك فيها بمشاعري، وفي اليوم التالي انتظرت ردك أثناء سيرنا إلى المدرسة، ولكنك ظللت صامتة طول الطريق، وأنت تسيرين بجانبي، حتى وصلنا إلى باب المدرسة. وتوقفت فجأة،

وأحمر وجهك، ونظرت إلى الأرض، وقلت (أحبك)، ثم جريت فجأة إلى فصلك قبل أن ألحقك."

قالت (بتول) بعتاب

- " كنت في قمة الخجل وأنا أقول هذه الكلمة يا (آدم). 

ولكن هل تعرفين.. وجهك لحظتها كأنه وجه ملاك

يبتسم في خجل."

ابتسمت (بتول) ثم قالت:

- " هل تصدق أننا تربينا في منزل واحد، كنت لا أكل إلا

في حضورك، لا أبتسم إلا لك، لا أتحدث . إلا معك، كنا نعامل بعضنا كأننا أزواج منذ الصغر، وكان الجميع يعرف أننا

سنتزوج في يوم من الأيام. "

قال (آدم) لها بسرعة

‏m‏ - " وكان الزواج منك هو أ ، هو أمنيتي الوحيدة في الكون."

انحنت رأس (بتول) في حزن وهي تقول: حتى بعد أن أنجينا (نور)، واكتشفنا أنني أعاني من ضيق بالشريان التاجي، وضعف في عضلة القلب، وأنني لن أنجب

ثانية، مازلت تحبني؟ "

مازالت أعشقك أيتها الطفلة، ثم أنت تضخمين الموقف، فلقد تحسنت حالة قلبك بعد أن انتظمنا في أخذ الأدوية. لا تفتحي هذا الموضوع مرة أخرى أيتها الطفلة الشقية، كي لا أعاقبك."

قال (آدم) العبارة السابقة بمرح، فقالت هي مرح متحدية لن تقدر . " .

ك

كينماستر

هنا ارتفع صوت يأتي من غرفة النوم لصراخ طفل صغير،

فقال (آدم) بلهفة:

- " هل استيقظت (نور) ؟؟ "

نهضت بتول) لتذهب إلى غرفة النوم، ثم خرجت وهي تحمل طفلة صغيرة تبكي، و(بتول) تحاول أن تضحكها، بالرغم من بكاء الطفلة إلا أنها بمجرد أن رأت (آدم) سكنت فجأة، فأخذ (آدم) يقوم بحركات بوجهه وهو يخاطبها، فأخذت الطفلة تضحك له، وهي تشير بيديها الصغيرتين نحوه، وتصدر أصواتا تختلط بضحكاتها، فأخذها (آدم) من (بتول)، وحملها

وأخذ يلاعبها ويلاطفها وهي تضحك له .

كانت (نور) تحمل ملامح أمها، بالرغم من صغرها، فشعرها الخفيف كان بلون أصفر ذهبي، وعيناها بلون أخضر

صافي، وذات وجه أبيض يمتلئ بحمرة الصحة.

3 جلس (آدم) وأجلس (نور) على قدمه ثم نظر إلى (بتول)

قائلا:

- " بإذن الله بعد أن أتسلم المكافأة، سأقوم بدفع مقدم سيارة صغيرة لنا، وعند تسلم الأرباح سنحاول أن ننتقل لشقة

أخرى في مكان أفضل من هذا المكان الموحش "

اقتربت (بتول) منه وهي تضع يدها على كتفه بحنان قائلة:
- " افعل ما شئت يا عزيزي.. المهم أن أكون معك في أي

مكان تذهب إليه "

...

الثلاثاء ١٤ / ۱۲ / ۲۰۰۷ (الساعة ١٠:٤٠ مساءً) المرآة تعكس مظهره المهيب والذي يفتخر به أمام الناس... طوله الفارع قسمات وجهه الحادة والوسيمة في ذات الوقت عينيه الزرقاوتين شعره المصفف بعناية أسود اللون، الذي ورث نعومته من والدته.. كان مثالاً للرجل في مخيلة النساء اللاتي قابلهن لم ترفض أي فتاة قابلها في صغره أن تصادقه؛ بل كانت تتمنى أن يتعطف عليها بنظرة، وخاصة بعد دخوله كلية الشرطة، زادت هيبته وزاد تعلق الفتيات به، فهو العريس المثالي، والرجل المطلوب لأي فتاة. لكن في داخله لم يشعر بالأمان لأي فتاة .. فكل فتاة قابلها لم ترفضه، حتى ولو طلب يخدش الحياء كانت توافق برضا .. هنا بدأ تفكيره يقوده إلى أن أي فتاة قابلها من الممكن أن تسلم له نفسها طواعية، فماذا سيحدث لو تزوج، وجاء رجل أخر وسلمت زوجته نفسها له طواعية؟ منها ما

ربما لذلك رفض الزواج حتى الآن، بالرغم من سهولة

التكاليف المادية، وإمكانية موافقة أهل أي فتاة عليه، فهو حاليا

ضابط بإدارة مباحث أمن الدولة متيسر الحال، يمتلك شقته الخاصة، والتي ورثها عن والده المتوفى، لا يعيش معه أحد باستثناء أمه التي انتقلت إلى الرفيق الأعلى منذ سنين فأصبح يعيش وحيدا - وسيم، لكن مع كل هذا وصل إلى سن الثلاثين بدون زواج، وكل هذا بسبب شكوكه في أخلاق أي فتاة

يقابلها.
أفاق الرائد (حسن) من شروده أمام المرآة ثم نظر نظرة أخيرة إلى القميص والسروال اللذان يرتديهما، وذلك المسدس المعلق في الحزام الجلدي تحت إبطه.. ارتدى (جاكيت) البذلة وتأكد من مظهره مرة أخيرة، ثم غادر الشقة وهو يتصل بزميله من هاتفه المحمول، كي يتأكد منه أنه سيقابله في الإدارة الآن، كي يتحركا الليلة للقبض على الشخص المطلوب من داخل منزله. ‏
الثلاثاء ١٤ / ١٢ / ٢٠٠٧ الساعة ١١:٥٠)

دفعة قوية لباب الشقة لم يتأثر .. دفعة أخرى أقوى بدأ التأثر، والتحرك من مكانه.. دفعة قوية مصراع الباب في جعلت جزء من خشب الباب يتحطم من ناحية المصراع، وأصبح المصراع . الباب على وشك الخروج من الباب.

هذه المرة أنت دفعة قدم من خارج الشقة، لينكسر الباب، ويفتح بعنف و (حسن) يدخل الشقة، وخلفه ضابطان يرتديان الملابس العادية، ولكنهما أقل منه رتبة. نظر (حسن) يمينا ويسارا بملل، ثم تثاءب، ومن خلفه ظهر ستة رجال ضخام يدخلون من باب الشقة المحطم، وينتشرون في الشقة بسرعة.

مد (حسن) يده في جيبه، وأخرج علبة السجائر، وتناول سيجارة منها، وهم بإشعالها، لكنه سمع صوت صراخ امرأة، يأتي من إحدى الغرف، ثم صوت رجل يتكلم بعنف، فأكمل إشعال السيجارة، وتوجه بخطوات بطيئة إلى الغرفة حتى دخلها، لتقع عيناه على فتاة شابة ترتدي قميص نوم، وتحاول أن تغطي جسدها بغطاء الفراش وشاب يرتدي سروال نوم وجذعه مكشوف، وهو يقف يحاول أن يدفع أحد رجال الذين

تمسكون به، وبيده الأخرى يضع يده أمام زوجته، في محاولة

يائسة منه لحمايتها من أيديهم.

كانت صرخات (بتول) مستمرة اختلطت بصرخات طفلة أنت من مكان ما، وبتول) مازالت تحاول أن تغطي جسدها، و (آدم) لا يكف عن محاولة فهم ما يحدث، وهو يصيح في الجميع بأن يبتعدوا عن زوجته، حتى تكلم (حسن) بعدم اهتمام

قائلا لآدم:

- " أنت المدعو آدم محمد عبد الرحمن؟ "

" !!! نعم أنا " -

أشار (حسن) لأحد الرجال الذين قد دخلوا الغرفة بيده إشارة ما، فاقترب بسرعة من (آدم)، ثم كال له لكمة عنيفة،

أطاحت به ليقع على الأرض. 3

هنا بدون وعي صرخت (بتول)، وقفزت من على الفراش متناسية الغطاء الذي يلف جسدها، والذي وقع وهي تحاول الوصول لآدم الذي وقع على الأرض، ولكن (حسن) تحمد في مكانه وهو ينظر إليها وهي تفرع لزوجها.

لقد اشتعلت في داخله رغبة في تلك الفتاة، شعرها الأصفر

الطويل الناعم، وجسدها المنمق وعينيها الخضراء، ووجهها 
الذي حمل جمالا لم يره من قبل، كل هذا مع ظهور أجزاء من

جسدها بدون قصد جعله يأخذ قرارا ...

- " خذوه "

كانت (بتول) تجلس على الأرض بجانبه تحتضنه، وتكلمه كي يفيق من إغمائه، ولكن سبقتها أيادي الرجال، الذين تكاتفوا عليه وأخذوه منها، وهي تحاول التشبت به ومقاومتهم، حتى خرجوا به خارج الغرفة وهي تحاول أن تتبعه ولكن (حسن) قال لأحد الرجال الباقيين سريعًا:

- " خذوها هي الأخرى، فأنا لن أقدر على حرمان حبيبين

من بعضهما "

أمسكها أحد الرجال أثناء اندفاعها وراء زوجها، وآخر لفها بغطاء أخذه من على الفراش، وهي تحاول إبعاد أيديهم عنها.

أخذ (حسن) نفساً ضخما من السيجارة التي يحملها، ثم خرج بهدوء وهو يحدث أحد الضباط بجانبه، و(بتول) مازالت تصرخ، وفجأة كأنها تذكرت شيئا، والرجال يجرونها جرا، فأخذت تنادي بحرقة، محاولة الإفلات منهم: نوووور
ولكنهم لم يستمعوا لها، وجروها حتى خرجوا خارج الشقة، وأغلقوها .. ولم يبق في الشقة سوى صوت صراخ

الطفلة.

...

غرفة صغيرة هي تشبه غرفة النوم الصغيرة، ولكنها بلا أثاث تقريبا سوى مقعدين من الخشب، يجلس على أحدهما (حسن)، وعلى الآخر الرائد (علي)، ويقف خلفهما ثلاثة رجال ضخام، يرتدون ملابس مختلفة، وعلى الأرض (آدم ) ملقى، وأنفه محطم، وهناك آثار دماء قد جفت على وجهه، ويبدو أنه يفيق من غيبوبته. بالفعل عندما فتح عينيه، وتأوه، نظر بدهشة في البداية لحسن و (علي)، ثم تحولت الدهشة إلى

رعب، عندما تذكر الموقف وهو يقول:

نحن.

9

- " ماذا يحدث وأين أنا ومن أنتم ؟ "

قال (علي) بنيرات حادة

- " لا تسأل أسئلة أيها الكلب أنت هنا لترد على أسئلتنا لات" -

في حين ابتسم (حسن) لآدم، وقال بطريقة ودودة

- " صديقي العزيز أنت هنا داخل مباحث أمن الدولة،

وصدقني لو فعلت ما أقوله لك بهدوء، فسنكون أصدقاء في
المستقبل، وسترى كل الحب والعطف مني.. وإذا اخترت الطريق الصعب، وأردت أن تمارس دور البطل، فدعني أقول

لك شيئًا بسيطا ."

اقترب برأسه للأمام قليلا، وابتسامته تزداد، ونبرات صوته

تخرج صافية وهو يقول: 2 " كل الأفلام التي شاهدتها، وكل الأساطير التي سمعتها

عما يحدث هنا لا تظهر سوى 1 % مما يمكننا فعله يا صديقي.. يمكنني في خلال ساعة واحدة أن أرغمك على أن تكفر بوجود الله ببساطة، أو أجعلك تقبل قدمي كي تعترف بأي جريمة أطلبها .. كي أكون صريحا معك، أقول لك إن تقطيع الأطراف، وهتك الأعراض هو لعب أطفال بالنسبة لما

يمكن أن تراه هنا. فأنا بالذات رجل فنان، أحب الاستمتاع بعملي أثناء تأديته، ويمكنك أن تتأكد الآن من ذلك."

بعد أن سمع (آدم) تلك الكلمات، بدأ يتمالك أعصابه مرة أخرى وهو ينظر إلى (حسن)، ثم قال محاولا أن تخرج الكلمات من فمه بهدوء:

" تريدني أن أعترف بجريمة ما؟ ولما أنا ؟ " أرجع (حسن) رأسه إلى الوراء وقال بارتياح: - " نعم هذه هي طريقة الحديث التي أحبها بحق، يبدو أننا

سنتعاون بلا مشاكل.

نهض (حسن)، واقترب من (آدم) وهو يشير بيده قائلا بطريقته الودودة

- " بيني وبينك يا صديقي لقد وقعت في مشكلة، حادثة صغيرة في أحد الملاهي الليلية.. قنبلة من المفروض أن تنفجر، وضعها حاقدون على الأمن المصري، ولكن عين الأمن الساهرة أوقفت القنبلة قبل ميعاد انفجارها، وقبضنا على من وضع القنبلة في الملهى، وقد دلتنا التحريات إلى أشخاص كثيرين، ولكن المتحكم الأول بالعملية هو شاب مجهول الهوية، لا تعرف سوى اسمه وبعض المعلومات البسيطة عنه، والتي لن تمكنا من القبض عليه إلا بعد مدة، يا ترى هل خمنت اسم هذا

الرجل ؟ " .

ظهرت على عين (آدم) نظرة تساؤل، فأكمل (حسن) قائلا:

- " اسمه هو آدم محمد عبد الرحمن)، أليس شيئًا مميزا يا

" )بشر(

اتسعت عين (آدم) وقد فهم اللعبة، في حين قال (علي)

الذي كان مازال يجلس على المقعد اسمع أيها القذر.. سيتم تسجيل أقوالك في محضر

رسمي، وستعترف بأنك أدرت شبكة من تحتك - سنخبرك بأسمائهم - لوضع قنبلة في أحد الملاهي الليلية، وأنك فعلت ذلك من وازع ديني

تكلم (آدم) مفزوعا وهو ينظر إلى (علي):

- " هناك الكثير من الأخطاء في القضية بهذا الشكل، وحتى

لو قلت تلك الشهادة، فستصبح القضية ناقصة للكثير من

الأدلة، ثم لماذا أعترف بشيء لم أفعله؟ "

طقطق (حسن) بفمه في ضيق، ونظر إلى الرجال الواقفين فتحرك اثنان منهم بسرعة، وكيل أحدهما يد (آدم)، والآخر كال لكمة عنيفة إلى بطنه جعلته يصرخ من الألم، ثم لكمتين في وجهه، كل هذا وهو مازال على الأرض، حتى قام الرجل الذي كبل يديه خلفه، ورفعه ليقف وقد تراخي جسده ‏a.com‏

تماما.

حتى وقف أمامه وقال:

- " هل عرفت لماذا ستعترف بشيء لم تفعله؟"

بعد أن قال (حسن) تلك العبارة، أعطاه ظهره، ثم أخرج سيجارة وأشعلها، وأخذ منها بضعه أنفاس وهو يفكر، حتى نظر لآدم مرة أخرى وقال: " أنا أحببتك، ولذلك سأعطيك فرصة لتفكر قليلا، قبل

أن أتصرف بنفسي.. سأخرج الآن لساعة، ثم أعود إليك... أرجو أن تفكر جيدا، وخاصة وأنني سأجعل الرجال يهتمون

بك طوال تلك الساعة."

ألقى السيجارة على الأرض، في حين نهض (علي) من مكانه وهو يغادر الغرفة، وتبعه (حسن)، ولكن قبل أن يغلق الباب خلفه، وقف ونظر للرجال، وقال لهم بابتسامة:

. " لا تنسوا واجب الضيافة...

بمجرد أن انغلق الباب تحرك الثلاثة رجال بانتظام، فظل أولهم ممسكا بآدم، الذي ظل يحاول الإفلات منهم، أما الآخر، فقد أخرج من جيبه مطواة صغير، كان (آدم) كما أخذوه من غرفة نومه عاري الجذع لا يرتدي سوى سروال للنوم فقط. قرب الرجل المطواة من كتف (آدم)، وأحدث جرحا لا يزيد عن اثنين سنتيمتر به بهدوء وبحرفية شديدة، و(آدم) يصرخ ويتلوى، ولكن الآخر كان يكبله بإحكام. ثم قرب الرجل المطواة من موضع آخر في كتفه، وأحدث نفس طول الجرح

السابق، ويبدو أنه جرح سطحي.

فعل الرجل الممسك بالمطواة ذلك ما يقرب من عشرون مرة في يده وأكتافه وبطنه وضلوعه و (آدم) يكاد يموت من الألم الذي يحرق خلاياه العصبية وهو يتأوه في كل جرح يحدثه .
فجأة ابتعد الرجل الممسك بالمطواة، ليتقدم الرجل الثالث وهو يحمل في يده زجاجة عطر من المسماة بالعامية (كولونيا)، كانت زجاجة ضخمة، فتح الرجل سدادتها، وبدأ يغرق جسد (آدم) بها، شعر (آدم) أن هناك ناراً تشتعل في جروحه، فأخذ يصرخ ويتلوى، وعيناه مغرفتان بالدموع مما يشعر. كان الرجل يتفنن في تعذيبه فيصب العطر على بعض الجروح، وينتظر حتى يهدأ (آدم) من صراخه، ليصب فجأة على مجموعة أخرى

من الجروح .
استيقظت (بتول)، لتجد نفسها في غرفة ضيقة مظلمة، و شعاع من الضوء يأتي من نافذة صغيرة في ذلك الباب المعدني الذي يغلق الغرفة.

قامت، وأحست أن رأسها ليس متزنا، يبدو أن ضغطها مرتفع، لأنها أحست بألم خفيف في رأسها. جرت إلى الباب وأخذت تصيح أن يخرجها أحد.. ظلت تدق بيديها الرقيقتين بعنف، وتصرخ بلا جدوى.

لحظة.. هناك ألم يأتي من قلبها عندما تصرخ، لذا فقد هدأت، ولكن الألم لم يهدأ، صحيح أنه ليس ألما بالمعنى المفهوم، ولكنه يأتي للحظة وينتهي. جلست منهكة وهي تتذكر طفلتها الصغيرة، وتحاول أن تداري عوراتها بقميص نومها، التي مازالت به.

- " كم بقى في الغرفة حتى الآن؟"

قال (جلال) الكلمات السابقة ويرتشف رشفه من وهو ينظر كوب الشاي الموضوع أمامه في ساعته

كانوا يجلسون في غرفة واسعة، داخلها مكتبان، وبعض الأثاث، وجهاز تليفزيون متصل بدش، وبجانب كل مكتب حاسب آلي صغير. في حين أنه في إحدى أركان الغرفة جلس ثلاثة رجال، اثنين منهما يأكلان شيئًا ما من لفافة موضوعة على منضدة صغيرة أمامهم، وآخر يمسك بكوب من الشاي، ويبدو أنه انتهى من طعامه معهم مبكرا. الجميع يجلس على

مقاعد تشبه مقاعد (الأنتريه) وأمامهم المنضدة الصغيرة.

- " أعتقد أنه اقترب من الساعة."

قال (علي) العبارة السابقة بفم مليء بالطعام، فرد عليه

زميله (جلال)

- " تعتقد كم ساعة سيأخذ كي يعترف؟ " 
نظر (علي) إلى السقف مفكراً لثوان، ثم قال وهو يعاود

الأكل:

- " ساعة أو اثنين على الأكثر ."

ارتفع صوت (حسن) بسخرية، وهو لم يرفع عينيه عن

الطعام قائلا:

- " أراهن على أنه سيعترف بكل شيء قبل انتها ساعة 2

من الآن."

نظر (علي) و (جلال) له بدهشة بسيطة وقال (جلال)

ساخرا:

- " وما الذي يجعلك متأكدا هكذا "؟

رطب

- " ليس من شأنك "

قالها (حسن) وهو يبتسم مازحاً، فأخرج (جلال) من جيبه ورقة من فئة العشرين جنيها، ووضعها على المنضدة أمامهم،

وهو يقول بتحد:

- " أتراهن على هذا ؟ "

أخرج (علي) هو أيضًا بأطراف أصابعه ورقة من نفس

الفئة، وقال لـ (حسن)
وأنا أيضا أراهنك."

ابتسم (حسن) وهو يعتدل على مقعده، ثم يخرج منديلا

ورقيا من جيبه ليمسح به يده، وقال:

- " وأنا قبلت."

هنا قال (جلال) متسائلا:

- " ولكن ما فائدة اعتراف هذا الولد الآن، ونحن يمكننا أن

نصير بضعة أيام كي نقبض على الشخص الحقيقي؟"

نهض (حسن) ذاهبا إلى مكتبه، ليلتقط علبة السجائر،

ويشعل سيجارة قائلا :

- " أنت لا تعرف سبب إتيان الأوامر العليا بوجود (آدم)

الليلة بأي شكل. تلك الأوامر اعتدنا عليها قبل أن تنتقل أنت

يا (حلال) للإدارة منذ عام ."

عاد (حسين) مرة أخرى للجلوس أمامهم وهو يكمل

کلامه، موجها حديثه الجلال:

- " في بعض القضايا الكبرى، عندما يأتي أمر من الجهات العليا بأن المتهم يجب أن يكون الليلة بأي طريقة، فذلك يعني

أن خبر الجريمة قد تسرب للإعلام، وأنه سيذاع في اليوم التالي

مباشرا، وبالطبع لو أذيع الخبر بدون أن تكون المباحث قد توصلت للجاني، فذلك سيضع الداخلية في موقف محرج جدا، لذا فإنه يتم إظهار أحد الأفراد الذين يتعلقون بالقضية، ويصبح هو الفاعل، وينتشر الخبر على الوسائل الإعلامية في حين إنه يتم البحث عن الفاعل الحقيقي، ويتم التعامل معه بطريقة أخرى، ويظل الجاني الذي عرفته وسائل الإعلام هو الفاعل في

نظر الناس.

الطريقة الثانية، أننا نختار شاب إما يمتلئ ملفه بالسوابق، أو شاب تتناسب ظروفه مع نفس ظروف مرتكب الجريمة، ويتم إلصاق التهمة به كي يتم إسكات وسائل الإعلام، وهذا لا يحدث غالبا إلا كل سنتين أو بضعة سنوات "

هز (جلال) رأسه هدوء وهو يقول: - " إذن أنت اخترت (آدم) لتشابه اسمه مع الفاعل، وهو

سيكون الفاعل في نظر الإعلام والناس، وبالطبع ستتوافق الظروف، ليتم رسم سيناريو يناسب كونه الفاعل، ومن الناحية الأخرى أنت تبحث عن الرجل الآخر، لتغلق ملف القضية، ولكن بطريقة سرية"

- " بالضبط "

هنا نهض (علي) من مقعده وهو يقول بخمول: أعتقد أن هذا يكفي الآن، ويجب أن نذهب لآدم

كي نرى كيف ستكسب الرهان."

فتح (حسن) الغرفة، ليجد (آدم) ملقى على الأرض،

والجروح تملأ جسده، وأحد الرجال يجلس بجانبه، وهو يضع

على بعض الجروح بلاستر طبي بعد أن يطهرها، و(آدم) فاقد الوعي، لا يدري شيئا، وأحد الرجال يجفف العرق المتساقط منه، ويقوم بتطهير مجموعة جروح أخرى، ويمسح الدماء

المتجمدة بمنشفة صغيرة مبللة بالماء. بمجرد أن دخل (حسن)، اقترب منه أحد الرجال، وهمس

في أذنه قائلا: ود - " كما أمرت، قمنا بنشر الجروح داخل جسده، وابتعدنا

تماما تماما عن عن يديه ووجهه وقدمه وبعدها قمنا بإلقاء الكولونيا بتتابع مرة كل خمس دقائق، ثم تم ضربه في بطنه، وبعض الضربات البسيطة لوجهه وأعطيناه عشر دقائق، ثم نشرنا الجروح على ظهره، وقمنا بإغراقه بالكولونيا، ولكنه لم يتحمل، ويبدو أنه أصيب بصدمة أفقدته الوعي، فتوقفنا منذ ربع ساعة، ونحن الآن نقوم بتنظيف الجروح، كي نكمل بعد أن يفيق " 
هز (حسن) رأسه متفهما، ثم جلس، وتبعه (علي) و(حلال) على المقاعد - والتي أحضر أحد الرجال مقعدًا آخر كي يجلس عليه (جلال) في حين أمر (حسن) الرجال بأن يجعلوه يفيق.

بالفعل انتهى الرجال سريعا من مداواة جراحه، وأخذ أحدهم برش جرعات من الماء على وجه (آدم)، الذي بدأ يفيق ويفتح عينيه، فاجتمع الرجال يقفون خلف (حسن)، الذي

اعتدل في مجلسه قائلا بسخرية:

بعد - " أنت مازالت في الأرض يا (آدم)، لم تمت بعد. والآن أن أعطيتك مهلة للتفكير بذهن صاف، وإرادة حرة ... ‏azn‏ ما

هو قرارك؟"

كان (آدم) يتحسس جروحه . التي ملأتها ! لاصقات الجروح

وهو ينظر لحسن بغل، ويقول:

" أنت تريد أن أعترف بأني المدير لعملية تفجير؟ "

رد (حسن) ببساطة

..نعم"

فقال (آدم)

- " وبالطبع سأحاكم على تلك القضية، وأدخل السجن."
لا تخف.. لن تزيد عقوبتك عن عشر سنوات على الأكثر لو تعاونت معنا، في حين أنه يمكن أن تصل إلى الإعدام

لو ظللت تنكر هكذا.

رد (آدم) بدهشة قائلا:

- " أنكر ماذا؟ "

‏ww‏ - " أنك فعلت ذلك فعلا أنت لا تفهم في كل الحالات ستكون أنت المتهم.. هذا شيء مفروغ منه. ولكن يمكنك أن تكون متعاونا، فتربح حياتك وحياة أحبائك، أو جاحدا،

ابتسم (حسن) وهو يقول:

فتخسر كل شيء."

ثم أضاف قائلا: ‏Hazy‏ قائلا

- " وفي كلا الحالتين أنا سأري

ظل (آدم) صامتا لحظات، فنفخ (حسن) في ملل. هنا تحرك أحد الرجال بسرعة ناحية (آدم)، وظل يصفعه على وجهه وقفاه، و (آدم) يحاول إبعاد يده والرجل يصفعه بسرعة،

و (آدم) يصرخ.

ظل الحال هكذا دقيقتين حتى تراجع الرجل، ووقف مرة أخرى خلف (حسن) و (آدم) مازال يحمي وجهه، خائفا أن تأتيه صفعات أخرى.
صديقي حتى الآن.. أنا لم أبدأ بعد، وصبري بدأ ينفد"

نهض (علي) من مجلسه، واقترب من (آدم)، الذي وضع يديه أمام وجهه في خوف، فركله (علي) على وجهه بعنف، مما جعل رأس (آدم) يرتطم بالأرض، وفي تلك اللحظة وضع (علي) حذاءه على وجه (آدم)، محبراً إياه أن يظل وجهه على

الأرض، وحذاء (علي) فوقه وهو يقول:

- " أنت الذي اخترت الطريقة القادمة في ‏ww‏ في التعامل یا ابن

الكلب."

تم نظر إلى الرجال وهو : يقول لهم.

م

- " اجعلوه يحصل على بعض المتعة. "

خرج أحد الرجال من الغرفة، وتوجه أحدهم إلى (آدم) ليكيله، في حين نادى (حسن) على الثاني، وقال له شيئًا في

أذنه، ليخرج الرجل الثاني هو الآخر ...

- " صديقي العزيز.. أرجو أن لا تأخذ الذي سيحدث الآن بمحمل شخصي بيننا، فهذا عملي كما تعرف، وأنت

رأيت أنني عرضت عليك أن تنفذ ما أقوله، ولكنك تحاول

التهرب."
أخذ (آدم) يحاول التملص من الرجل الذي يكبله، ولكن الضعف الذي غزا جسده جعله لا يمتلك القوة، لذلك فأخذ

يصبح في وهن:

- " ماذا ستفعل أيها الحقير؟"

دخل في تلك اللحظة الرجل الأول، وهو يحمل عصا مدينة وأعطاها لحسن، والذي ضحك بمجرد أن أمسك بها، في

حين مال (جلال) عليه مبتسما وهو يقول همسا:

- . " الوقت ينفد، ويبدو أنك ستخسر الرهان."

فنظر إليه (حسن) ضاحكا، وقال:

- " ستعرف حالا أنني سأكسب الرهان."

سمع الجميع صوت فتاة تصيح من ! الخارج، وتبكي، وصوت خطوات تقترب من الغرفة، حتى دخل الرجل، وهو يسحب في وتغطي بكفها جسدها يده (بتول)، التي تحاول أن تتملص . الذي ينكشف أجزاء منه أثناء سيرها، وهو يمسك بيدها

اليسرى، ويجرها جرا

- "بتول؟؟؟"

قالها (آدم) والغضب والدهشة يجتمعان على وجهه، ثم أخذ

يصيح:

" لماذا أحضرتها أيها القذر؟"

زاد تملصهن الدرجة أنه كان سيفلت من الذي يكبله، مما جعل الرجل الآخر يسرع في مساعدة زميله في تكبيله، في حين أن (حسن) لم يتحرك من موضعه، وقال بهدوء: - " مدام (بتول) أتيت بك الآن لتشاهد عرضا لذيذاً،

سيستمر لدقائق أرجو أن : تستمتعي به، كما كما ستستمتع نحن." لم ينظر (حسن) لبتول، التي تقف خلفه، ولكن زميلاه أخذا يتأملا جسدها بالبهار، ولكنهم أخفوا ذلك، ونظروا باتجاه (آدم)، الذي ظل يصرخ، والرجلان يجبرانه على النوم على يخلع سرواله في عنف، في حين أعطى (حسن) بطنه، وأحدهما العصا المدينة لأحد الرجال، والذي أخذها، واقترب من ...)آدم( الرجال.com‏

بعد عشر دقائق، كان (آدم) ملقى على الأرض يبكي، وهو

منكس الرأس، و(بتول) تقف تداري عينيها، وهي تبكي بحرقة.

لم يلحظ أحد أن (حسن) قد وقف منذ بداية الأحداث،

والجميع ينظر إلى (آدم)، لم يلحظه أحد وهو يدور حولهم،

ويقف في أحد أركان الغرفة ليس ليشاهد (آدم)، ولكن ليشاهد (بتول). أخذ يتأمل تفاصيل وجهها بصبر، خصلات شعرها الأصفر الناعم تتناثر على جبينها وعلى كتفيها، عينيها الذي يشع اللون الأخضر منهما مضيئا وجهها الأبيض، شفاها الصغيرة، حتى حبات العرق على جبينها تعطيها جمالا وأنوثة طاغية، في حين أن قميص النوم الذي ترتديه، ويظهر كل جسدها تقريبا، كان يثيره بشدة. كانت تطلق صرخات وهي تداري وجهها مما ترى، وتبكي بحرقة، ولكنه لم ينتبه لكل هذا.. هو يريدها بأي طريقة كانت، ولن يتحمل أكثر من ذلك.
كان الرجال قد  انتهوا مما يفلعلوه بآدم، والذي جلس منكس الرأس، فأدار (حسن) عينيه بعيدا عنها بسرعة، كي لا يلاحظ أحد ما أنه ينظر إليها، وسار حتى وقف أمام (آدم)،

وقرب وجهه منه قائلا:



- " يمكنني أن أعيد هذا العرض أمام زوجتك ألف مرة لو أردت وأنا رجل مثلك، ويمكنني أن أفهم شعورك في تلك

اللحظة يا عزيزي."

سکت بكاء (آدم) ورفع رأسه التي كان ينكسها، وعيناه

مغرقة بالدموع إلى (حسن)، ثم أخذ نفسا عميقا بغضب،

وفجأة بصق (آدم) في وجهه، وقبض على رقبته بيديه. ولكن
حسن) لكمه في أنفه بعنف، وهو يتراجع بغضب، ويمسح أثار البصاق من على وجهه في تلك اللحظة تقريبا، دخل إلى الغرفة العميد (عمر)، ولم يتكلم، وظل يشاهد ما يحدث، فيبدو

أنه على علم بما يجري في الغرفة.

نظر (حسن) لآدم بغضب وهو يقول:

2 - " إذن يا ابن (......) أنت الذي ستشاهد عرضا هذه

المرة."

أشار بيديه لاثنين . من الرجال قائلا:

رطب

طائرة نفاثة

- " امسكوه جيدا "

جرى الاثنان ليكيلا حركته هنا تقدم (حسن) بغضب حتى وصل إلى (بتول)، التي حاولت الرجوع وهو يتقدم ناحيتها، حتى اصطدم جسدها بالحائط، فصرخت، فأمسك شعرها، وسحبها بعنف فوقعت على الأرض، ولكنه ظل

يسحبها، وهي تتأوه وتصرخ.

أما (آدم) فقد فهم ما يحدث، وحاول أن ينهض ولكن أيدي الرجال منعته وهو يصرخ في (حسن) كي يوقفه. ولكن (حسن) جر (بتول) إلى منتصف الغرفة، وهي تتألم وتداري

جسدها .
وضع قدمه على بطنها ليمنعها من التحرك، وهي تصرخ وتبكي، وفي تلك اللحظة نزع الحزام الجلدي الذي يحمل مسدسه من تحت إبطه، وأعطاه للرجل الثالث، ثم نزع أزار قميصه بسرعة، وقام بفك حزام سرواله

(آدم) يصيح بأعلى صوته أن يتركها، ويتوسل إليه أنه سيعترف بكل ما يريد، لكن (حسن) لم يعد يشعر بما يفعله، ورفع قدمه من عليها، فحاولت الهرب، ولكنه نزل على الأرض، وكيل حركتها وهو يغتصبها بعنف. نهض (علي) من مقعده وهو يشعل سيجارة، ويقف بالقرب من (بتول)، التي حاولت أن تخمش وجه (حسن) بأظافرها، وهي تصرخ، ولكن ( علي ) وضع قدمه فجأة على ساعدها الأيمن، ليثبته في الأرض، ثم بقدمه الأخرى ثبت ساعدها الأيسر على الأرض، وهي تئن محاولة تحرير يدها من أقدام علي، الذي أخذ يضحك

وهو يستنشق أنفاس السيجارة . فجأة اتسعت عيناها، وزادت سرعة أنفاسها، وحاولت أن تقبض بيدها اليمنى على كتفها الأيسر وهي تتأوه بعنف

فتوقف (حسن) للحظات وهو ينظر إليها..

- " أزمة قلبية يا ابن الكلب، إنها مصابة بالقلب.. إنها

مصابة بالقلب."
ظل (آدم) يصرخ كالمجنون بتلك العبارة، ولكن (حسن) نظر له بسخرية، وأكمل اغتصابها وهي تتلوى بعنف وتصرخ وعيناها تتسع أكثر وأكثر، وهي تنظر لسقف الغرفة، وفجأة ارتعش جسدها لحظة، ثم انتفض، وخرج من فمها صوت مكتوم، ثم حبنت حركتها تماماً .

توقف (حسن) وهو ينظر لها، وعيناها شاخصة الأعلى، وفمها مفتوح وجسدها متصلب.. (آدم) ينظر لها وهو مكبل، وقد سكت تماما عن الحركة .. مرت لحظة صمت على الغرفة، وفجأة ملئت الغرفة بالحركة.. كان (آدم) ينظر لمن بالغرفة، وعلى عينيه ارتسمت نظرة هادئة، وهو يشاهد الجميع في حالة هياج .. (علي) ابتعد عنها وهو يجري، ويساعد (حسن) كي يقف من على جثة (بتول)، وآخر يصبح فيهم و (جلال) يقف وهو ينظر حوله غير مصدق، وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة.

9 جثة زوجته ملقاة على الأرض، وعورتها ظاهرة للجميع... يجب أن يداريها، يجب أن يداريها .. قال ذلك في داخله. كان الرجلان الذين يكبلانه قد تركاه وابتعدا غير مصدقين ما يحدث، و (عمر) يحدث (حسن) الذي ارتسمت على عينيه نظرة بلهاء وكأنة لا يدري ماذا فعل.

حاول (آدم) أن ينهض من موضعه، ولكنه فشل.. لماذا لا يستطيع أن ينهض؟ زحف على الأرض حتى وصل الجثة
زوجته، وغطى عورتها، ثم خلع سرواله ووضعه على نصفها السفلي. وضع يده على جبينها، ليمسح قطرات العرق التي تكونت، ثم نزل بأصابعه ليغلق عينيها، وأخذ يرتب خصلات شعرها، التي تناثرت وهو شارد النظر، في حين أن أذنه تلتقط

عبارات كثيرة.

- " ماذا فعلت أيها الغبي .. قتلتها."

- " اتركه الآن يا (جلال) فليس هذا وقته."

4 بحثت وسائل

- " ستصبح مصيبة إذا الإعلام عن المتهم،

واكتشفت احتفاء زوجته

- " وماذا ستفعل في تلك الجنة؟ "

رد (علي) قائلا بقرف

‏om سيلقيها الرجال في أي مزبلة.. ليست هناك مشكلة." بعد أن قال (علي) عبارته نظر للجثة بقرف، ولكن عينيه

اصطدمت بعين (آدم) الهادئة تنظر إليه، فصرخ فيه قائلا:

- " إلى ماذا تنظر أيها الغبي؟ ألا يكفيك ما حدث؟"

ثم هم بالانقضاض عليه ليركله، لكن (جلال) أمسك به في

آخر لحظة، في حين أن العميد (عمر) نادى أحد الرجال، الذين

ظلوا صامتين طوال تلك الفترة، وقال له: صابر)، خذ (لطفي) وألقوا بتلك الجثة في أحد مقالب القمامة بسرعة، وضعاها في جوال كي لا يلاحظها أحدهم إلا

بعد مدة."

ثم نادى على رجل آخر قائلا: - " ضعه في زنزانة ٢٦ بسرعة، قبل أن يفيق من ذهوله

هذا."

كان (آدم) يجلس كما هو، وهو يحتضن (بتول). وعندما أتى الرجلان ليسحيا منه الجثة تركها وعيناه معلقتان بها، وأحدهما يحملها والآخر يساعده، حتى خرجا بها من الباب. أمسك آخر بآدم، ورفعه من على الأرض، ولكن (آدم) لم يقاومه بل تركه يقوده، كان الجميع يتحدثون بعصبية، و(حسن) يجلس على المقعد، يدفن رأسه داخل كفيه، وملابسه مبعثرة، وقميصه مخلوع. لا يعرف لماذا شعر بأنه يجب أن يرفع رأسه فرفعها من بين كفيه.. لتصطدم عيناه بعين (آدم) وهو ينظر له، والرجل يقوده خارج الغرفة. 
الخميس ١٦ / ١٢ / ٢٠٠٧ ( الساعة ٥ مساءً)

- " أعتقد أنك هدأت الآن يا (حسن).

رفع (حسن) رأسه من الأوراق التي كان يطالعها على مكتبه إلى المتحدث، ليجده العميد (عمر) يدخل من باب المكتب وهو يبتسم، فنهض (حسن) من مقعده . متنا وهو

يصافح (عمر) قائلا:

- " البركة فيما فعلت يا سيادة العمي

جلس (عمر) على المقعد أمام الكتب:

- " هذا أقل ما يمكن فعله له الشاب ناجح مثلك يا بني، فتلك

ولكن الحمد الله قمنا باللازم." الحادثة كانت ستنهي مستقبلك، و

اسم حينما جعلت أحد المسجلين إرهاب يعترف بأنه هو المنفذ الحقيقي للعملية، وأن اسم (آدم محمد عبد الرحمن هو مزيف انتحله وزوره في بعض الأوراق. وبالفعل عندما عرضت وسائل الإعلام أمس أن التحقيقات وصلت لمن يدعى (آدم) قمنا نحن بإظهار هذا الشخص الذي اعترف بالتخطيط، وتم

- " بالفعل تصرفك كان غاية في العبقرية يا سيادة العميد

علق القضية."

تعليقات



×