رواية بنت الوادي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سلمي سمير

  


.بكت عيوني لآلام الفراق، فردّد قلبي الحزين والالم باحتراق، فغيابهم ضربة موجعة للقلب، لا يبرأ عن النزيف فكيف للقلب أن ينساهم وبالروح عشقناهم

_______

دلفت كاثرين الي احد الغرف الخالية وأجرت اتصال وانتظرت الرد الذي أتاها بسؤال مباغت:

ها وصلت مع فريد لحد فين وامتي هتسميه ونخلص منه، كاثي اوعي تنسي نفسك معاه زي ما عملتي سابق مع ابو بنتك، وقتها فريد مش هيسمي عليكي

وهينتقم مني فيكي لاني حرمته من ابنه


تنهدت كاثرين وارتجفت أوصالها خوفًا من رد فعل جاكلين وقالت:

جاكي مش هقدر  اني اسم فريد، بس اوعدك انسيه وجودك ووجود ابنك، لكن غصب عني  مش هقدر اقتل روح زي هو ما قتل فرحه، لكني اوعدك اقتل رجولته وحلمه وعلمه اللي بيضحي بالغالي علشانهم


ردت عليها جاكلين بنزق وضيق:

مفيش فايدة هتفضلي طول عمرك ضعيفه، اتخيلت بعد اللي شوفته بحياتك تتغيري، 

اوك كاثي بس بحذرك جو لو وصل خبر عنه لفريد انا هنسي علاقتي بيكي، وهختفي من حياتك للابد 

انا معنديش استعداد اتخلي عن ابني فاهمه ،،،،،


تنهدت كاثرين بعدم راحه شاعرة بالخوف من اختها ومن تهديدها لها وقالت:

وعد جاكي فريد مش هيعرف عن جوزيف حاجه، 

الخوف كله من اليو يعرف عن سامنتا، وقتها هحتاج فريد يكون داعم ليا فهمتي جاكلين


لم تقتنع جاكلين بحجج كاثرين الواهية، وايقنت ان قربها من فريد وخوفها عليه انجذاب تنكره،

فردت عليها بتحذير اخر مع تهديد أشد:

اوك كاثى، مش همنعك تكسبي دعم فريد لكن بحذرك

فريد ملهوش اولاد من فرحه فاهمه،


ردت عليها بطاعه:

اوك جاكلين، فرحه ماتت من غير ما يكون ليها بيبي

ماتت يوم خيانته ليها وخلصت حكايتها

اظن كده تمام جاكي، ولعلمك فريد مش اتكلم عنها خالص، ولا بيشك اصلا اني اعرف عنها حاجه

هو متدرب زي اي متدرب لكن منفتح ووقح بعض الشئ لكنه جاد جدًا في دراسته وعلمه اللي بيعشقها وبيتقن عمله بإخلاص متناهي

علشان كده بقولك نقطة ضعف فريد علمه وعمله،

وهو ده رهاني عليه بأني اخسره حلمه في انه يكمل رسالته وينال الدكتوراة، وده عنده اقوى من الموت


سمعت تصفيق قوى علي الطرف الآخر وردت اختها عليها يتهكم:

بس حاسبي وانت بتوقعيه تقعي انت في هواه، فريد انسان مشاعره جياشة ومتطلب وعلاقته بيكي لو  خدت الشكل ده مش هتقدري تهربي منه 


ضغطت كاثرين علي شفتاها بغيظ من نفسها، فهي تعلم جيد.اذا ما تم بينهم لقاء حميمي ستكون اسيرته للابد، وسترضخ الي رغباته  باستسلام اخذت نفس عميق وردت علي اختها بتحدى:

حتي لو حصل هخليه يندم عمره كله، جاكي سلام دلوقتي، اتاخرت علي شغلي

***************

أغلقت معها الاتصال وعدلت من هندامها واستعادت رباطة جاشها ، وخرجت من الغرفة بخطوات واثقه الي مكتبها الذي احتله فريد،

دلفت فراته مازال عاكفًا علي البحث الذي أمامه، رفع نظره عن أوراقه حين تشمم عطرها الانثوى المثير، وقال بشقاوة:

حضورك مثير بيشد الانتباه، بقولك ايه رايك تتعشي سوا النهاردة، وبعدها تجي تقضي الليلة معايا، ونخرج بكره نقضي ألويك اند  مع بعض بره المدينه


ارتسمت ابتسامه ساخرة علي وجهه وردت عليه:

اقضي الليلة معاك الا هو ازاي لا طبعا،اظن احنا لسه في مرحلة تعارف يا فريد وكمان مش هينفع انا هسافر النهاردة علشان الحق اقضي اليوم مع بنتي


القي فريد ما بيده علي سطح المكتب ونهض من علي مقعده وعانق خصرها وجذابه عليه:

يبقي تمام نتعشي سوا وتسافر مع بعض، نفسي اتعرف علي بنتك، ياتري شبهك ولا شبه والدها،


جفلت من تودده اليها وابعدت يده عن خصرها والتفت اليها وقالت بحدة:

هو انت سحبت كلامك مش قولت هنعطي فرصنا أنفسنا نعرف بعض الاول قبل ما تتطاول عليها وتتخطي حدودك معايا، ولا انت مش عند كلمتك


ضحك فريد بسخرية وجذبها اليه ونظر الي شفتاها بتمعن وجالت عيناه بشمولية علي صفحة وجهه ناصعة البياض الناعمه كنعومة كبشرة الاطفال،ثم نزل  بعينها علي فمها اللوزى وشفتاها الخمرواتان، وعيناها الزرقاء كزرقة صفاء البحر، 

ظل يتأملها فترة وباحد.اصابعه ملس علي شفتاها فجأة اعتصرهم بين أصابعه وقال بغيظ:

طيب اعمل ايه كل حاجه فيكي بتشدني ليكي وباني لتذوق رحيق شفتاكي وإتملك جسدك المثير


ابتعد عنها وعدل من هندامه واغلق البحث الذي كان يشتغل عليها وقال بهدوء مربك:

اوعدك اصبر لحد ما نتخطي كل مرحلة زي ما انت عايزة،  لحد ما تثقي فيا وتشعري في علاقتي بيكي بالراحه التامه اللي بعدها هتكوني ملكي برضاكي، اتفقنا يا بنت مدينة الضباب


ابتسمت بحيرة من قدرته علي كبح جماح مشاعره نحوه، التي شعرته بها من تلامس أصابعها لشفتاها برغبة حتي انه اعتصرهم كانه يقبلها بشغف واشتهاء،

اخذت نفس عميق ومنحته ابتسامتها رقيقه، لكنها جفلت حين رأت نظراته الغامضه اليه وشروده بعدها،

ارتبكت وسألته بحيرة:

مالك فريد في حاجه مضايقاك, حساك مش معايا


لاحت شبه ابتسامه حزينه علي طرف ثغره وقال:

مفيش بس افتكرت مراتي اللي بعيد عنها من فترة


ابتلعت ريقها بصعوبة وسألته بقلق من أن يكون يقصد فرحه فسألته:

ولما هي وحشتك اووي كده ليه مجبتهاش معاك هنا،

او نزلت زورتها، ثم ايه فكرك بيها 

معقول احساسك بالذنب لانك خنتها برغبتك فيا


غامت عيناها بشر وجذبها فجأة اليه وهمس:

اناعمري ما كنت خاين يمكن خذلتها مع من كانت زوجتي الاولي لاني مقدرتش احبها واكون ليها الزوج رغم وعدى ليها باني هحميها واعوضها تخليها عن أهلها علشاني، وبقيت انا كل دنيتها، للاسف بعد كل ده  اتخليت عنها وقت مرضها علشان زوجتي الثانية

حبي الحقيقي، حتي لما ماتت مكنتش جنبها


فجأة دفن راسه في جيدها يتشمم عطرها:

ده اللي عايزك تفهميه كويس يا كاثى، ولعلمك انت ليكي منها شبه كبير من زوجتي الثانية بس عمرك ما هتكوني هي، لانك مختلفه عنها كليا،

لون عينك وبيضاء بشرتك وجسمك النحيف، لكن فيكي كتير من روحها اللي خلتني عشقتها ومشتاق ليها اضمها واعيش في جنتها نعيم الحياة،


رفع راسه عن كتفها وقال بتملك:

كاني ممكن تسمحيلي اضمك لصدري يمكن احس روحها فيكي، انا مشتاق ليها ولعشقها بجد


اارتجفت كاثي باشمىزاز من رغبه بأخذها بديل لزوجتها المشتاق اليه، دفعته بقوة وصاحت فيها:

انت انسان مقرف، يعني ظلمت زوجتك الاولي علشان زوجتك الثانية حبيبة الروح  وحبك الحقيقي زي ما بتقول، ودلوقتي عايز مني اعوضك عنها

انت ايه واحد شهواني ولا جنس ملتك ايه بالظبط


شدها اليه بقوة كانها سيعاقبها ودفن راسه في جيدها ولثمه برقه وقال:

انا عاشق وبجنون، مش ذنبي ان الظروف فرضت عليا زواجي الاول، لكن اختياري كان زوجتي الثانية

صدقيني كاثرين، عشقي ليها جنون بموت الف مره في بعدي عنها لكني صابر علشان اعوضها عن غلطتي في حقها  بزواجي قبلها

وبالذات انها كانت موجودة في حياتي، وقريب مني لكني غبي غبي، وجوازي الاول  كان اكبر غلطه 

لكن انت البلسم اللي هيدويني من شوقي ليها، كاثي

كل اللي طالبة منك ليلة وصدقيني بعدها اوعدك انك انت اللي هتطلبي تكملي حياتك معايا

ولو محصلش وحسيتي بنفورك مني هبعد عنك بعد ما اعوضك بكل اللي تحتاجيه لحياتك  من بعدي


هزت راسها برفض غاضب بعدم تصديق:

انت ازاي كده بتقول بتحبها كل همك تعوضها وفي نفس الوقت عايزني وعندك استعداد.تنجوز عليها

انت مصدق نفسك ولا بتغالط روحك فوق يا فريد

انا مش سوسن ولا عمري هعوضك مكانها


فجأة امسك ذراعها بعنف وقال بغضب:

عرفتي منين أن اسم مراتي سوسن انطقي، 


جذبت يدها منه وقالت بثقه وهدوء وبلا تردد:

انت ازي تتعامل معايا بالعنف ده، ممكن كنت تسأل بهدوء، عرفت حكايتك من سام مش مصدقني تقدر تسأله وحذرني منك وقالي انك بتعشقها وعندك منها طفل بتحبه جدا،


لانت ملامحه وقال بهدوء حذر:

انا فعلا حكيت ليه حكايتي، بس مش فاكر اني ذكرت اسم زوجتي الاول أو الثانية

بس يمكن لانه كان عارف بأن سوسن بنت عمي،

 وهتجوزها، يمكن ده سبب انه قالك اسمها،


تركته وجلست خلف مكتبها وقالت بضيق:

يمكن عرف انك اتجوزتها، المهم سوسن مراتك حبك الحقيقي وحبيبة قلبك تشبهني في ايه


جلس امامها وقال:

اظن انا مقولتش انها تشبهيها لان مفيش حد يشبهك  يا قمر ، انا اتكلمت  علي روحك مش شكلك 

لكن بعد ما عرفتك اتاكدت أن مفيش لروحك مثيل،

المهم هتتعشي معايا ونقضي اليوم بكرة مع بعض بعد ما نزور بنتك، ولا هترفضي 

مع أن شايفه فرصه نتواصل فيها وتقرب من بعض


تنهدت كاثرين بقوة وقالت :

اوك موافقة فريد، بس  علشان عايزه افهم ازاي بتحب زوجتك وبنفس الوقت عايز تكمل معايا حتي لو وصلت لارتباط وزواج


نهض فريد.من مقعده ووقف بجوار مقعدها، وجذبها منه أوقفها امامه وقال وهو ينظر إليها بتحدى:

هيحصل يا كاثرين، وده ميمنعش عشقي لمرأتي وام ابني، لان انا راجل والشرع حلل اربعه، وبصراحه قلبي اختارك ومش هيتنازل عنك

علشان كده هصبر عليكي، بس اوعدك أن في الاخر حضني هيكون سكنك و ملجاك الوحيد


تركها وارتدي نظارته واكمل بحماس:

انا خارج دلوقتي عندى جلسه مع البنت اللي عرضتي علي ملفها ، أهلها وافقوا علي متابعة حالتها

نخلص معاها الجلسه، وعدى عليكي اخدك نتعشي، وبعدها نسافر اتفقنا

وافقت كاثرين علي مرافقت فريد علي العشاء والي زيارة طفلتها، لكي تعرف سر علاقته بزوجته الراحلة والآخرة التي مازالت علي قيد الحياة

***************

في المساء 

طرق فريد شقة كاثرين وانتظر قائلًا قبل أن تفتح له قراها في ثوب اسود جميل يعكس جمالها 

اخذ يدها وقبلها باحترام وسعادة بعدما رأي في أحد أصابعها خاتم الماس الذي أهداها إياه


اخذ بيدها وإدارها فأصبح ظهرها له وقال:

غمضي عينك واوعي تفتحي قبل ما اقولك


اؤمات برأسها فأخرج من علبة مخملية عقد من اللؤلؤ الابيض زين به جسدها وطبع قبلة عليه وقال:

ده هدية بسيطة لانك منحتي أمسيتي جمال بحضورك


فتحت كاثرين عيناها وانبهرت بجمال العقد وقالت:

وبعدين معاك انا قولتلك المال مش بيغريني، لكن انت قاصد تبهرني وتخليني احب نفس باللمسات الجمال اللي بتضيفها لحياتها بهداياك


ضحك فريد واخذ بيدها وأشار الي الخارج بأدب جم واخلاقيات الجنتلمان وقال:

لو ده السبيل لقلبك  أنا عندى استعداد اهديكي كل يوم هدية تبهرك وتضيف لحياتك الجمال والبهجه


أشارت بأحد أصابعه رافضه أن يكون هذا طريقته معها، وقالت بعدما استقلت المصعد:

لاء انت ملكش حل، ومصر تنتصر علي اردتي لكني بحذرك ممكن تفكر انك انتصرت عليا بهداياك لكني هتتصدمك بعدها بانتصاري عليك، 


خرجت من المصعد وقام فريد بفتح باب السيارة لها فجلست بالمقعد المجاور له وقالت بجدية:

اظن كفاية جدال يلا بينا نروح نتعشي ،احنا لسه عندنا سفر طويل، ولا هتكتفي بالعشا بس


تلقي فريد  يدها وضمها الي صدره بعدما استقل سيارته وأكد باستماته وحماس:

لا طبعا رجلي علي رجلك انا معاكي مكان ماتروحي حتي لو حصلت اسوق طول الليل


انطلقت السيارة ودخل أحد افخم المطاعم، وبعد وجبت العشاء طلب مراقصتها

وافقت كاثرين مرغمه بعد اصراره،  علي ذلك

أخذها علي البست وضمها من خصرها اليه وظل يراقصها وهو شارد، الي ان انتهت الموسيقي،

استغربت كاثرين صمته الطويل  فسألته بحيرة:

مالك فريد ساكت وفكرك شارد  من ساعة ما رقصنا، في حاجه حصلت، غيرت مودك


ابتسم ابتسامه خفيفه اختزل فيها التعبير عن كل مشاعره السلبية التي لم يفصح عنها وقال:

بفكر  نبدا السفر من دلوقتي ونزل في اوتيل للصبح،  ايه رايك. ها مقولتليش  صح هنروح فين


تناولت اشياءها من علي الطاولة وقالت:

مدام مصر نسافر دلوقتي يبقي توصلني الاول اغير  الفستان واخد معايا الهدايا بتاعتها، وبعدها نتحرك


وافق فريد علي هذا الترتيب اوصلها الي منزلها ورفضت أن يصعد معها، لانها لن أطيل المكوث،


ظل منتظر قرابة النصف ساعه، الي ان نزلت وهي ترتدي بنطال اسود وبلوزه من الحرير الابيض وعليهم جاكتب كارو خفيف 

وضعت الهدايا في الخلف وجلست بجواره وقالت:

اتفضل انا حاليا جاهزه للسفر، الي مقاطعة يوركشير


لم يبدى فريد اي اعتراض أو تعقيب وانطلق الي ان وصل للطريق الرئيسي  وقال لها:

تقدري ترتاحي لسه قدمنا أكثر من ثلاث ساعات سفر


تقلبت بتمثيل ومالت علي كتفه وردت بامتنان:

فعلا انا طول اليوم مرهقه  هربح  ساعه ولو تعبت من السواقه صحيني اكمل مكانك


ابتسم فريد بسخرية وقال:

متقلقيش عليا انا متعود علي السواقه لمسافات طويلة نامي انت واول ما نوصل هصحيكي


لم ترد واغمضت عيناها تريد أن تغفو لو قليلًا لكن من اين ياتي النوم والفكر مشغول بتصرفات فريد الودودة معها، من احترامه الجام لها

وعدم محاولته تخطي الحدود معها كم حدث بينهم في اول لقاء، مع ثقته في انها ستكون له في نهاية المطاف، وحدثت نفسها:

ياتري ثقتك  في انك هتكسب قلبي مصدرها ايه، سام حذرني منك وقالي علي رهانك معاه عليا

معقول خفت تخسرني بفرض نفسك عليا، علشان كده بتحاول تكسبني باللطف واللين


قطع حديث نفسها نداء فريد عليها باللحاح:

كاثي كاثرين، مدام مش قادرة تنامي ياريت تكلمني شويا عن نفسك، اظن انت عرفتي عني كتير


استسلمت الي رغبته في الحوار معها رفعت راسها عن كتفه ونظرت الي الطريق المظلم بذعر، تنفست بقوة، ثم بدات الحديث حتي تلهي نفسها بدل من التركيز علي الطريق حتي لا تشعر بالخوف وقالت:

تحب تعرف عني ايه، وانا هقولك اللي يهمك فقط


نظر اليه ثم  الي عيناها التي انعكس ضياء القمر فيهم فجعلتها تبرق كالقطط فقال:

كل حاجه مين ابو بنتك وليه اتخلي عنها وعنك، وانت ليه اتخليتي عنها التبني 

وياتري ليكي أهل واخوات ولا وحيدة زي،


اعتدلت في جلستها وابتلعت ريقها وقالت بحذر:

والدتي ماتت من سنتين تقريبا، كانت مهاجرة لبنانية وعاشت هنا من سن ١٨ سنه لحد ما قابلت بابا أثناء دراستها،  واتجوزو بعد حملها فيا بكام شهر،

لكن بعد ولادتي حصلت بينهم مشاكل كتير وانفصلو بعد سنتين، رجع بابا للنمسا واتجوز صديقتها اللي كان وعدها بالجواز قبل ماما، لكن ظهور ماما في حياته وقت دراستهم خليته ينساها وينسى وعده


اخذت بعض ارياقها واكملت حديثها:

وبعد.طلاقها لماما انقطعت عنا أخباره لحد من ثلاث سنين  بعد وفاة زوجته النمساوية رجع لانجلتر مع اختي الكبيرة ايوه مستغربش طلعت اختي الكبيرة،

دي اللي اكتشفته  بعد ما رجع لحياتي، أن علاقته مع صديقته في النمسا كان نتيجتها طفله

وسبب رجوعه لانجلترا هو أنه يجمعنا سوا، وفعلًا اصبح في ود بينا كبير وبالذات اني ساعدتها تتعلم اللغه لكنها أصرت تجيدها زيا وانضمت لمركز تعليم اللغه من سنتين تقريبا، هي دي حكايتي


رفض فريد الاكتفاءبذلك من معرفة حكايتها وسألها:

لسه مقولتليش عن أهم جزء مين ابو بنتك وليه اتخليتي عنها ولما انت عندك اخت ليه مخلتهاش هي تهتم ببنتك بدل عرضها للتبني وحرمان نفسك منها


تسارعت انفاسها فجأة ونكست راسها ارضا:

للاسف ده اسوء جزء في حياتي، اليو كان شخص لطيف اعترفت عليها أثناء تدريبي في بالمستشفي،

وبدأت علاقتنا تتطور بسرعه،

ماما رفضت العلاقه وأصرت ابعد عنه، لكني عنادت معها وتركت شقتها وعشت معاه

كان رومانسي وحساس لحد ما ظهر بابا واختي

وبدأوا يبعدوني عنه وساندو ماما بعد ما عرفو أنه سكير ومدمن وبيلعب قمار

لكني رفضت وباصرار غريب لحد ما ماما ماتت وسئبت الشقة ورجعت شقة ماما أدفن حزني عليها

فيها، وقتها ظهر اليو علي حقيقته وبالذات بعد ما عرف بحملي بدأ يبتزني ويساومني علي الجواز

لحد ما جردني من كل ميراثي من ماما وخد مجوهراتي ومدخراتي،وبردك رفض يتجوزني،

بابا حاول كتير يتصدي ليه، وكان الحل في اني ابلغ عنه وفعلا اتقبض عليه، واتسجن سنه، وقتها بعت ليا وطلب اساعده مكنش يعرف اني انا اللي بلغت عنه وقالي لو  ساعدته يخرج  هبنجوزني

فقلت ليه اني سقطت  البيبي ، وكل اللي بينا انتهي،


بعدها تعبت جدا لاني حاولت انزل الجنين ، لكن مقدرتش وفضلت فترة تحت الملاحظه والمستشفي هنا حرصت علي راحتي ومساعدته باخفاء كل شئ عني الحمل ،

لانه بعد ما خرج بقي زي المجنون بيدور عليا، علشان كده عرضت بنتي لتبني لانه لو عرف بيها هياخدها  مني وبيتزني بيها ،وبدل ما يزورها كل فترة هترحم منها للابد، ده مجرم وحقير،

فهمت ليه عرضتها لتبني، وأما اختي بعد عصياني لبابا والمشاكل اللي سببها ليهم اليو علشان يوصلي

بعدو عني وحاليا عايشه لوحدى في شقة ماما واختي عايشه مع بابا في الريف الانجليزى


نظر إليه  فريد بحيرة وسالها بريبة وشك:

غريبة اختك عايشه في الريف الانجليزي ليه ده افضل مكان لتربية الاطفال بعيد عن زحام المدينه

هي اختك غلطت غلطتك وعندها طفل بتربية ، علشان كده رفضت بنتك


ارتبكت كاثرين واشاحت بنظرها بعيد عنه وقالت:

لا طبعا بس اختي اتعرضت لازمه نفسها بعد موت صديقه ليها، والدكاترة نصحونا تبعدها عن جو المدينة، فكان صعب مع حالتها النفسية اديها بنتي، ده غير الخوف من أن اليو يوصل ليها ويعرف انها بتربي بنت  وقتها هيشك و سهل يثبت أنها بنته 


غمغم فريد بتعجب وتفهم موقفها لكنها عاد وسألها:

كده فهمت، طيب انت مطمنه للناس اللي معاهم بنتك وياتري هتقدري تسترديها ولا هما هيتكفلو بيها وتكون مسؤوليتهم لحد ما تكبر


ردت عليه كاثرين بثقه وراحه:

ايوه مطمنه ليهم جدا، لان الصدفه جمعتنا، بعد ما ولدت كنت محتارة اعمل ايه، وبالصدفه كان مستر ستيف ومدام جيسي كانو في المستشفي، علشان جلسات بنتهم لينا، وعرفت منهم أنها بتعاني من التوحد، والدكتور نصحهم تكون ليها اخت

الاب والام رفضو لان ليه ثلاث اخوه غيره لكنهم ذكور، والزوجه رفضه الحمل مرة آخره

فعرض عليهم تبني طفله تساعد في انخراط البنت مع اخواته، وقتها عرضت عليهم بنتي

والحمد لله بنتهم اتحسنت جدا مع وجود سامنتا، وهما متمسكين بيها واعتبروها بنتهم

الجميل أن مفيش اي اوراق قانونية بينا تمنعني من استعادة بنتي، لكن طبعا حاليا صعب بالذات ان  اليو بيطاردني وعايز يبتزني باي طريقة


شعر فريد بمعاناتها وقدر تضحيتها بحرمان نفسها من ابنتها لإنقاذها من ابيها السيئ ، ربت علي كتفها بمحبه وقال لها:

كويس انك قدرتي تحميها، وان شاء الله هتستعديها 

بعد ما تستقر أوضاعك، اكيد معايا


فجأة أوقف السيارة ونظر الي احد الاوتيلات وقال:

احنا تقريبا وصلنا، هنكمل ليلتنا هنا والصبح نروح لأسرة مستر ستيف نطمن علي بنتك


وافقت كاثرين علي هذا الترتيب وخافت أن يحجز لهم غرفه واحدة علي انها رفيقته لكنه كان جنتلمان وحجز غرفتان واعطاها مفتاحها وقال:

اظن عشرة ميعاد كويس، نفطر وبعدين نكمل طريقنا

تصبحي علي خير كاثرين

قبل راسها بتودد بعد أن اوصلها الي غرفتها واطمن عليها، ثم تركها وذهب الي غرفته

استغربت كاثرين التزامه معها، فتاكدت انها يريد أن يكسبها لكن هل يستطيع هذا ما ستجيب عنه الايام

****************

في صباح اليوم التالي استيقظ فريد مبكرًا  وطرق باب غرفتها حتي تستيقظ لكي تتناول وجبة الإفطار معه،ردت عليها طالب منه أن يسبقها وستلحق به


ارتدي ثيابها وكانت ملابس محتشمه غير ثيابها في المستشفي كانها شخص آخر

طالعها فريد بريبة وتساؤول:

غريب امرك كاثرين اللي يشوفك كده يقول انك متدينه مع أن ثيابك في المستشفي، بتثير الرغبات


ضحكت بمرح وردت عليه مبررا:

غصب عني فريد ، انا فعلا متدينه بطبعي وبحب الثياب الملتزمه، لكن زي المستشفي الزامي للكل


اؤما لها بتفهم لاقتناعه بمبرراتها، نهض فجاة وقال:

خلصي فطارك علي ما ادفع الفاتورة وأسلم الغرف

I will pay the bill, in check out


وافقت كاثرين علي كرمه معهاوحرصه علي الا تشارك  معه في دفع فاتورتها، 

بعد ربع ساعه كانو في طريقة الي منزل أسرة ستيف

الذي استقبلتهم زوجته بحفاوة واحتضنت كاثرين بحب وموده وسألتها باستغراب:

انت بقيتي نحيفه جدا كده ليه، اوعي يكون قلق علي بنتك، اكيد انت واثقه انها في امان معانا


ضحكت كاثرين في وجهه البشوش وعانقتها:

لا طبعا بس يحافظ علي رشاقتي، المهم فين سامنتا 


نادت جيسي علي أبناءه الذين حضروا للترحيب بها

ومعهم اتت طفله جميله شعرها كسواد الليل وعيناها بنية اللون ووجه ابيض مشراب بالحمرا، ومبسمها لوزي صغير بلون الكريز،


قبل ان تأخذها كاثرين بحضنها اختطفها فريد الي حضنه وضمها بقوة فمالت البنت علي كتفه وابتسمت له وهي تلمس شعيرات ذقنه التي بدأت في الظهور


لاحت نظرة غريبة في عين كاثرين واخذت البنت منه وسألته بتعجب:

انت كده هتخوف البنت علشان انت غريب عليها ممكن افهم ليه عملت كده 


ملس فريد علي شعر الطفله وقال:

بنتك جميله كاثرين، ليكي حق تخافي عليها وتحميها من والدها، بس لعلمك البنت كانت مرتاحه معايا

وخير دليل انها بتميل عليا وعايزاني


وقرن حديثه بأن مد يده اليه فمالت عليه الطفله فحملها وجلس يداعبها 


جذبت جيسي كاثرين الي المطبخ وهي تقول:

سيبي الاولاد مع صديقك وتعالي نجهز الغدا، ستيف علي وصول وكمان في موضوع مهم عايزك فيه


تنهدت كاثرين بعدم راحه وذهبت معها بعدما استأذنت من فريد 

انهمكت جيسي في تجهيز الغدا وسألتها:

مالك كاثرين فيكي حاجه مش مظبوطه،نحفتي كتير حتي مكياجك بقي اوفر اووي ومين ده اللي معاكي صديقك اوعي تقولي انك هترتبطي بيه وهتاخدى سامنتا تعيش معاكم


زفرت كاثرين بتردد، ثم ألقت نظرها الي الخارج ورأت فريد يداعب طفلتها بتودد وحنان غريب، وايقنت انه سيكون اب حنون كم هو عاشق ممتاز،

عادت بنظرها وردت علي جيسي قائلة:

متقلقيش جيسي ده مجرد صديق بطمن ليه، المهم طمنيني الكشف الدور لسامنتا كان كويسه


اؤمات برأسها بحزن واخذت يدها واجلستها وجلست امامها وقالت بتوتر وتردد ملحوظ:

اطمني الكشف الدوري بتاعها ممتاز هي ولينا والحمد لله تقريبا مبقاش عندها مشاكل نهائي

بس انا وستيف كنا عايزنيك في موضوع مهم  تاتي وارجوكي فكري فيها قبل ما تاخد قرارك


شعرت كاثرين بالسوء وتوجست خيفا من أن تطلب 

منها اخذها لسامنتا مدام تحسنت حالة طفلتها

لكن كانت الصدمه فيما طلبته وباللحاح ،حين قالت:

كاثرين احنا عايزين نتبني سامتنا رسمي ونكون انا وستيف والديه القانونين، ارجوكي مترفضيش انا مقدرش اتخلي عنه، دي بقت في غلاوة لينا


لم تستوعب كاثرين طلب جيسي بالتخلي عن طفلتها، وقالت بلا تردد أو تفكير:

مستحيل مقدرش دي بنتي حته مني، مقدرش اتحرم منها اسفه جيسي مقدرش انت كده بترغميني أخدها معايا وانا حاليا مش مستعده ولا هقدر ارعاها


دمعت عيني جيسي وامسكت يدها برجاء وتوسل:

لا ارجوكي بلاش تاخديها خلاص، مش هتكلم في موضوع التبني تاني، بس ارجوكي متحرمناش منها


تنهدت كاثرين براحه وقالت:

شكرا جيسي وممتنا لرعايتك لبنتي، بس انا واثقه

 أن هيجي يوم واخدها علشان اربيها بنفسي


فجأة سمعا صوت صاخب بالخارج فقالت لها بمرح:

شكل ستيف جه واتصاحب مع فريد، تعالي نشوفهم


خرجت الاثنين واستغربي حالة الود بين ستيف وفريد رغم لقاءهم اول مره

وما زاد من حيرتهم هما حملهم للاطفال علي ظهورها ودخول سباق من ألاسرع في أصالهم الي السفرة

 لهذا طول جلستهم كانت  تتسم بالود والمرح

وظلت سامنتا في حضن فريد لا تفارقه رغم لعب كاثرين معها لكنها كانت لا تريد الابتعاد عن فريد الي ان نامت وحملها وطلب منهم أن يدخل بها الي غرفتها دلف معه ستيف ودله علي فراشها

مددها فريد وظل بنظر إلي ملامحها البريئة وقال:

يا بختي بيكي ان شاء الله عن قريب  امك هتكون في حضني، واوعدك انت كمان مش هتفارقها 

طبع قبله حانية  علي جبينها ثم ضمها الي صدره  بقوة قبل مغادرته غرفتها 


جلس بينهم وكانت نظرات كاثرين تلاحقه باستغراب

لتواضعه وهدوء نفسه وروحه المرحه عكس الانطباع الذي أخذته عنه اول مره وحذره منه سام


سرقهم الوقت الي ان نظر فريد الي ساعته وقالها:

كاثرين الساعه داخله علي السادسه ، الافضل نتحرك دلوقتي الا لو هتكملي معاهم بكره كمان


هزت راسها برفض ونهضت، هيأت نفسها للأنصراف

وعدلت من ثيابها وودعت جيسي وكذلك سيف ودع فريد وقبلت الاولاد وقبل ما تخرج نادتها جيسي وسألته بتعجب:

كاثرين  معقول هتمشي قبل ما تودعي فرحه....،؟!

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1