رواية بنت الوادي الفصل الثالث عشر13 بقلم سلمي سمير

  


حدقت فيها كاثرين بارتباك وتجمد فريد مكانه ونظر اليه بتساؤول مريب:
فرحه بتقولي فرحه،مش ممكن اللي في بالي
صمت لبرهه وضحك بسخرية ورد علي جيسي:
لا طبعا اكيد كاثرين هتودعها وانا معاها اتفضلي يا كاثي نودع فرحه قبل ما نمشي، 
رحبت جيسي بهم من جديد واخذتهم الي غرفة الاطفال وقالت بحنان:
حبيبة قلبي نايمة زي الملاك، اول مره تنام براحه كده، الظاهر فريد حسسها بالأمان اللي بتفتقده، بحرمانها منك ومن ابوها، رغم محبيتنا ليها، 
ابتلعت كاثرين ريقها بصعوبة بالغها وذعر داخلي تملك منها، وتقدمت الي داخل غرفة الأطفال وقبلت طفلتها وضمتها الي صدرها بحنان
فتحت سامتنا عيناها وابتسمت لها وقبلتها مع منحها ابتسامه بريئة، نظرت خلفها ،وأشارت الي فريد الذي كان ينظر إليهم بريبة، كي ياتي هو الآخر حتي تقبله
تقدم منها فريد وحملها من والدتها وضمها اليه وقال:
هرجعلك تاتي يا فرحه بس المرة الجاية هتجي معايا وهتعيشي في حضني ومش هنتفارق تاني ده وعد
أغمضت الطفله عيناها ونامت علي كتفه، فمددها علي فراشها ونظر الي جيسي وقال:
ليه قلت فرحه مش سامتنا، هي ليها اسمين، وايه سبب تسميتها باسم عربي مش اجنبي
ضحكت جيسي وربتت علي كتفه كاثرين الصامته بصدمه من وقت ذكر اسم فرحه وقالت:
بصراحه مش انا اللي سمتها فرحه، خالتها جاكلين
قالت إن ده اسم صديقتها اللي ماتت وبالذات ان البنت ليها ملامح شرقيه، بما ان والدتها أصلها عربي
طلبت منهم الخروج حتي لا يزعج وجوده طلفتها وطفلة كاثرين واكملت حديثها مع فريد بعفوية:
بصراحه جاكلين كل ما بتجي تزورها بتصر تناديها فرحه، لدرجة بقيت اقول عليها فرحه زيها في أوقات كتير، بالذات انه اسمها الحقيقي، 
هز فريد راسه بتفهم وقال لكاثرين بصوت خافت:
فرحه وجاكلين، ياتري تعرفي ايه تاني عني يا مدام ومخبياها عليا، بس برافو عليكي بتعرفي تتصنعي البراءة كويس، بصراحه تنفعي ممثله
رمقته كاثرين بذعر وتجسدت علي محياها ملامح الارتباك والخوف وعدم الراحه بسبب نبرته صوته التي تحمل التهديد وردت عليها بتوتر:
مش. فاهمه تقصد ايه، مين فرحه ومالها جاكلين 
ما قلت ليك أن ليا اخت من الاب
ثم ايه كلامك الفارغ عن اني بمثل عليك، هخدعك بتاع ايه، اصلا مفيش حاجه بينا تلزمني اقولك عن كل حاجه في حياتي بالتفاصيل
غامت عيناه بشر وجذبها اليه وقال فجأة مغيرًا وجهة الحديث بطريقه تسير الشك والريبة:
مش يلا بينا قبل الليل ما يدخل والشبورة تعذر الرؤية، والطريق طويل 
ابتسمت لها جيسي بمودة وكذلك ستيف وقال:
فعلا مستر فريد السفر بليل خطر لان الطريق بيمر بجبال، عكس وانتو جايين الافضل تسافرو دلوقتي
شكرهم فريد وسبق كاثرين علي السيارة وطلب منها أن تلحقه، تاركًا لها مساحه كي تودع صديقتها،
عانقتها جيسي وهتفت بصوت خافت:
مستر فريد شخص راقي جدا وحنون وعنده كاريزما بصراحه انت اصابك التوفيق في اختياره
انا واثقه انه هيكون زوج محترم لكي واب حنون لبنتك، فكري واوعي تضيعيه منك، ده اللي هيعوضه عن كل اللي عمله فيكي ابو بنتك
أغمضت كاثرين عيناها بالم وردت عليها من خلف ضباب كثيف يكتنف تفكيرها المشوش :
مظنش حد يقدر ينسيني اللي عمله معايا ابو بنتي . كفاية انه زرع فيا خوف كبير من كل الرجالة للاسف مبقاش عندى ثقه في حد
قبل أن تكمل رأت فريد يشير إليها كي تاتي، فتنهدت بخوف كامن وودعت جيسي علي عجل وذهبت اليه،
حاولت فتح الباب بجوار لكنه لم يفتح فسألته:
فريد ممكن تفتح الباب من عندك، مش عارفه افتحه،
رد عليها ببرود وصوت خالي من اي تعبير، بعدما ضغط علي احد الازرار :
اتفضلي افتح الباب دلوقتي
حاولت مره اخري، فتح الباب وجلست بجواره، لم تكد تستريح وانطلق بسرعه شديد، حتي انها شهقت من الصدمه وقالت :
في ايه هو احنا داخلين سباق، واحدة واحدة فزعتنا
لم يرد عليها وظل كابح جماح غضبه عليها الي ان نالها السأم من سكوته فصرخت به وياليتها ما فعلت
فقد كان علي طريق أحد الجبال، فردد الخلاء صدى صوتها فزعت وصرخت بذعر وامسكت ذراعه،
نزع يداه منها ورد عليها:
أهدى علي نفسك يا مدام علشان متشفيش مني وش مش هيعجبك وايدك خليني اكمل طريقي
بعدت عنه وعادت الي مقعدها وقالت بحنق:
انا مش فاهمه مين ادالك الحق تكلمني بالاسلوب ده او الطريقة دي، ايه بتحسب نفسك ولي امري
ضغط فريد علي فكه بقوة ولم يرد حتي لا تغضبه اكثر من هذا فيفقد السيطرة علي نفسه
لكنها لم تأثر السلامه وتصمت بل اخذت تعاتبه وتحاسبه دون مراعاة لغضبه المستعير في عيناه بشرارات من اللهب لا تهدأ
دفعته في كتفه بغيظ وثارت عليها بحدة:
اسمع انت توصلي ومش عايزه اشوف وشك تاني انت فاهم، اخرج من حياتي قبل ما ااذيك
انا انسانه حره اعمل اللي انا عايزه وللتاني مره بقولك مفيش حاجه تلزمني اتقبل سخافاتك
فجأة دلف الي طريق أحد الغابات واغلق السيارة 
وفرد المقعد الذي بجواره فصار جسدها كالنائمة
اصيب كاثرين بالصدمه مما فعل وقبل تستوعب ما حصل رأته يشرع في نزع ملابسه وقال:
يمكن مكنش فيه اللي يلزمك لكن بعد ما اقضي الليلة دي معاكي هلزمك بعلاقه دائمه
حاولت النهوض لكنها لم تستطيع بسبب أقدامها المحتجزه بين تابلوه السيارة والمقعد
نزع قميصه وبدا في البنطال، وهي تصرخ لكنه لم يعيرها اهتمام واخرصها بقبله قوية امتصت روحها وروح عنادها معها، وجعلها تستسلم اليه
ظل يقبلها الي ان إثارة رجولته، فدفن وجهه في جسدها واخذت يداه تداعب خصلات شعرها بتملك
وبدا بنزع عنها ملابسها
فصرخت وانكمشت علي نفسها وانهارت باكية:
ابتعد عنها فريد واخذ يهدأها وكفكف دموعها وقال وهو يرتدي قميصه ووغلق سحاب بنطاله:
أهدى كاثرين ارجوكي أهدى استحاله ااذيكي او اغصبك علي علاقه، 
انت خرجتيني عن شعوري لعصبيتك الزيادة، لكن مدام وصلنا لكده، انا عايز اعرف فين اختك جاكلين
طالعته بذهول وحاولت الهرب من نظراته بالبعد عنه لكنه أعاد المقعد الي وضعه وامسك وجهه بين يداه واعاد كلامه بلكنه غاضبة:
دليني علي عنوانها أو اتصلي بيها تبلغني اوصلها ازاي، ومش عايز كلام كتير
هزت راسها برفض وحاولت استماع شجاعته وردت عليه بحدة مصتنعه:
لاء واتفضل افتح الباب عايزه انزل،انا مستحيل اكمل الطريق مع انسان مجنون ومريض زيك
ضحك فريد بسخرية وفتح لها الباب وقال:
اوك اتفضلي، وانا ماشي بس لعلمك الطريق ده جبلي
وعلي ما حد يوصل ليكي او يشعر بغيابك هتكوني موتي من الجوع والعطش، حتي الأشجار دي أغلبها سامه يعني مش هتفيدك، ده غير الدببه
هي هتنزلي ولا تتكلمي وتخلصيني لاني جبت اخري منك واتخنقت من حوراتك، 
فتحت كاثرين الباب ونظرت فيما حولها، فقد كانت غابة كثيفة وسط الجبال والطريق الجبلي طويل ولن يصل إليها أحد بسهوله والاتصالات لا تتم لعدم وجود شبكه، ارتجفت فجاة وعادت منكمشه في مقعدها برعب، لاحظ فيد انتفاضة جسدها كانها أصيبت بصدمه راف بحالها وضمها اليه
ظلت فترة تنتفض في حضنه برعشات قوية الي أن هدأت واجهشت في البكاء تعبير عن خروجها من حالة الخوف التي تملكتها
ربت فريد علي خدها وكفكف دموعها وطالع عيناها الجميلة فتنهد بقوة انحني فجاة يقبلها برقة وعذوبة
طالت قبلته اليها وتعمقت، لم يكتفي من حالة النشوة التي يعيشها معها إلا حين طوقته بذراعاها تطلب قربة والمزيد من احتواءه له باستسلام مغري
فاق فريد من رغبته بها واعادها الي مقعدها وتحرك بسيارته منطلقًا الي الطريق السريع مره اخري،
اسبلت عيناها بخجل بعد استلامها المهين له، لاحظ فريد حالتها، فلم يستغل ذلك وقال بهدوء:
انسي اللي حصل، وخلينا نتكلم بتحضر وهدوء
ممكن تبلغيني فين جاكلين
عدلت هندامها واستعادت ثقتها في نفسها وقالت:
عايز ايه من جاكلين، وايه ضايقك بانها اختي وظنيت اني بخدعك وامثل عليك، 
امتص فريد غضبه من تحايلها واستمرارها في خداعه وقال:
ليه سميتي بنتك باسم فرحه، وأما انت عارفاني ليه انكرتي معرفتك بيا، وياتري اختك دفعتك عليا ولا مين و ليه، ومين ساعدك ووضعك في سكتي
كل ده ومش عايزاني اتهمك بالخداع والتمثيل، ردي
بتخططو لايه بالظبط وفين فرحه
احتارت كاثرين بما تجيب فقد اكتشف فريد سابق معرفتها به، ورغبتها ورغبة اختها للايقاع به دون معرفة السبب، وهذا ما لن تسامحها عليه جاكلين،
لهذا اخذت قرار مواجهته قائلة بتحدى:
انت غريب اووي فريد، اللي يسمعك ويشوف لهفتك يقول فرحه دي حبك وعشقك الأوحد
مع انك معترف ليا أن زوجتك الثانية هي حب عمرك ومعشوقتك، بتدور عليها ليه دلوقتي وملهوف عليها ليه وهي بالنسبالك ولا حاجه، اوعي تنكري انت اللي قلت انها غلطه،، مين فينا بقي اللي بيمثل انا ولا انت،
نفس اعرف انت بتنافق نفسك ولا اايه بالظبط
اخذت نفس عميق وشجعت نفسها علي مواجهته بلا خوف. او اهتزاز يجعله بحكم سيطرته عليها:
ثم عايز ايه من جاكلين، اختي موجوعه من يوم موتها، واظن جيسي وضحت ليك انها هي اللي اختارت اسم فرحه لبنتي ، وانا سبق وقلت ليك انها في الريف الانجليزى بسبب صدمتها في موت صديقه ليها، كذبت بايه علشان تحاسبني عليه
أوقف فريد السيارة وصفق بإعجاب علي إتقانها في إلقاء الذنب علبه وقال لها بحقد:
لا برافو يا كاثرين، مقنعه جدا لا وعرفتي تقلبي الطاولة عليا بكل مهارة 
فجأة امسك ذراعها وضغط عليه بعنف:
علاقتي بمراتي شئ يخصنا سوء كانت الاولي او الثانية انا وهما وبس، محدش ليه دخل فيه
ثم بحب مراتي الثانية أو الاولي شى يرجع ليا انا، محدش ليه يحاسبني لان ملناش علي قلوبنا سلطان، 
ثم سؤالي ليكي كنت تعرفيني لما قابلتني في المستشفي ولا لاء لعلمك 
حسيت بسبب نفورك مني وحدتك معايا، لكن كذبت نفسي، والأهم اللي بيحصل بينا طبيعي ولا متخطط ليه يا مدام كاثرين، انطقي
دفع ذراعها بعنف وغضب ساخطًا عليها وعلي إنكارها الدائم بعدم معرفته به رغم ثقته بانه تدبر لشئ ما 
خلف إنكارها هذا:
لم تجد كاثرين ما تقول امامه غضبه المتزايد وشكه في انها تخطط لشئ ضده، وكل هذا بسبب جيسي التي اتت علي ذكر اسم زوجته فرحه،
لكن الهروب ليس الحل لهذا قالت بتردد:
ايوه اعرف اسمك من كلام جاكي عنك لكن عمري ما اتخيلت تجي تدرب عندنا في المستشفي، اظنت انت اللي سعيت تجي، ازاي بقي خططت لكل ده
اما قربك مني بردك انت اللي سعيت ليه مش انا لو فعلا هديت وفكرت هتلاقي انت اللي بتجري ورايا
اسبل فريد جفناه بريبة وابتسم ابتسامه غريبة لا تنم عن شئ، فهو مقتنع بأنه من كان يسعي للتدريب في هذا المستشفي وايضا بملاحقة كاثرين بسبب رهانه مع سام، لكنه شعر بغرابة الموقف، 
رفع عيناه فجأة وقال لها:
مكنتش اعرف انك ذكية كمان رغم عفوبتك وعدم مقدرتك علي الكذب طلعتي كمان لماحه:
ماشي يا كاثرين اقنعتيني، لكن هنرجع لموضوعنا الاساسي، فين جاكلين وهاتي من الاخر
اتصلي بيها والديني اكلمها لو مش عايزه تقولي عنوانه اصلي مش هحلك
لازم اعرف فرحه فين ولو ماتت ماتت امتي وازاي 
اظن ده حقي كزوج ليها
هزت راسها برفض تام وقالت بتردد:
مش هينفع اتصل بيها لانها مش هترد، لانها عارفه اني معاك، ده غير هي مش طايقاك ومن يوم عرفت بشغلي معاك حذرتني منك، لكني مخدتش حذري
امسك ذراعه لثاني مره لكن هذه المرة أدماه من شدة عنفه وضغطه عليه وقال بحدة جلتها تخشاه بحق:
يبقي هتقوليلي هي فين، او حدد ليا معاها مبعاد،
لاحدد انا لي اليو ميعاد مع صغيرتك فرحه
صرخت كاثرين بصدمه قالت بلوغه وخوف:
لاء اليو لاء ارجوك ده هياخدها مني وبيتزني ويمكن يرغمني علي علاقه قذرة، دا كان املي من علاقتي بيك تكون سندى وقوتي 
اخذت نفس عميق كي تتمالك نفسها وخوفها، من القادم معه، فلقد استطاع أن يسيطر عليها ويتحكم بها كم يريد، بدل أن تدمره اقتنصها وسلط السيف علي رقبتها مهددًا اياها بابنتها، ردت أخبرًا:
حاضر يا فريد هرتبلك معاها ميعاد، بس ارجوك بلاش تعرفها انك عرفت بانها اختي هخلي لقاءكم صدفه جاكلين لو عرفت باني كلمتك عنها ممكن تبعد عني وتقاطعني للابد
ربت فريد علي شعرها وقال بهدوء وزهو المنتصر:
متقلقيش رتبي الميعاد وانا هخرجك بره الموضوع خالص، اظن كده اتفقنا
ممكن بقي تجي في حضني لحد ما نوصل، محتاج احتوي خوفك مني لانه ملهوش لزمه
انا وانت هتكون شخص واحد قريبا وبنتك من اليوم في مكانة حافظ ابني، وانسي اليو لانه لو فكر يظهر في حياتك همحيه
بعد كل ما حدث وتهديده الي ارعبها لم يكن أمامه إلا أن تخضع له حتي تتجنب اذاه، دنت منه فجذبها تحت جناحه وضم راسها علي صدره، 
تنهد بقوة وهو يتملكها شاعرًا بفرض كامل سيطرته عليها وهذا قد يوصله الي فوزه بالرهان علي صديقة 
سام وبنفس الوقت يتاخذها عشيقه له وقت ما يريد
****************
مرت ثلاث ايام وكاثرين تفكر بطريقة ما تجعل بها جاكلين تحضر الي المستشفي دون أن تسير الريبة
الي ان لمعت في راسه فكرة صعبه وهي تعرضها الي حادث سير ، لهذا في صباح اليوم الرابع أثناء ذهابها الي المستشفي ألقت نفسها علي احد السيارات المغادرة للمكان ورغم أنها لم تكن سريعه لكن تسبب بكسر في ذراعها وبعض الرضوض الشديدة
أثناء حملها لادخلها الي غرفة الفحص طلبت من سام الاتصال باختها ضروري لاحتياجه اليها
خرجت من غرفة الفحص الي الرعاية الطبيبة لعمل الجبس لذراعها وتضميد جروحها
كانت كاثرين تتالم بشدة وتلعن فريد الذي كان السبب وراء أذية نفسها، لكن ما صدمه كان نظرات العتاب المتجسدة في عيناه فريد اليها حين خرجت من الغرفة الطبيبة، 
دلفت الي احد الغرف التي ستظل بها أثناء فترة مكوثها بالمستشفي لمتابعة حالتها ،
دخل فريد وراءه ومازالت نظرات اللوم في عيناه، خرجت الممرضة بعدم اطمئنت عليها واعطتها مسكن للألم، لكن فريد ظل ينظر إليها بدون كلام
حاولت كاثرين تلطيف الأجواء وقالت:
مالك نظراتك كلها غضب ولوم ليه، لعلمك جاكلين علي وصول، شوف بقي هتتعرف عليها ازاي
لم يرد عليها بإجابة تثلج قلبها من لقاء اختها بل ظل يطالعها بضيق الي ان اندفعت فتاة جميل شقراء تماثلها في العمر الي الغرفة فلم تلاحظ وجوده
والقت نفسها عليها وقالت بقلق بالغ واهتمام كبير:
حبيبتي طمنيني عليكي حصلك ايه، وليه من يوم ما رجعتي من زيارة فرحه مطمنتنيش عليكي وقوليلي عملتي ايه من الزفت فريد، 
قطع استرسالها في الحديث صوت ضحكه عاليه اتت من خلفها فالتفت ووقعت عيناها عليها
فحدقت به بذعر وقالت بدون انتباه:
فريد هو انت هنا.......
وضعت يدها علي فمها تخرص لسانها من التفوه بالمزيد فقد كشفت هي نفسها دون أن تشعر،
دنا منها فريد وقال بصوت غاضب:
ايوه انا الزفت فريد، ممكن اعرف الانسه تعرفني منين علشان تغلط فيا، الاهم شوفتيني فين قبل كده علشان تعرفي أن انا فريد، والأهم انا شفتك فين قبل كده ملامحك مش غريبة عليا 
ارتبكت جاكلين ونظرت الي كاثرين بذعر تريد منها مساعدتها من التخلص من هذا المازق الذي وقعت فيه، نكست كاثرين راسها ارضا هاربا من النظر إليها شاعر بالذنب لانها خانتها وفعلت ما فعلت كي تاتي بها الي هنا وتواجهه بعيدًا عنها بدل من لومها 
لم تجد جاكلين بد من مواجهته وقالت بحنق:
ايوه اعرفك لان كاثرين كلمتني عنك وعن مطاردتك ليها ممكن اعرف انت هنا ليه، 
صمت فريد برهه وراح بتفحصها كانه يحاول أن يتذكرها فقال فجأة وبصدمه:
لا مش حكاية اختي كاثرين، انت تعرفيني شكلنا، وانا عرفت السبب يا انسه جاكلين، 
انت صديقة فرحه مراتي، واخر واحدة خرجت معاها من المركز يوم اختفاءها
ياه انا دورت عليكي كتير اووي ويامحاسن الصدف اشوفك هنا، بس صدفه غريبة انك تكوني اخت كاثي
ارتجفت جاكلين بذعر من تذكرها له، فهو يعرفها جيدًا فقد رآها عدة مرات قليله لكنه تذكرها
وكان هذا أثناء حضوره لأخذ فرحه التي كانت تطلب منها إلا ترحل الا بعد وصوله
فكانت تنتظر معها وصوله وتسلمه اليه وحين تهم بالانصراف يصر فريد علي ايصالها، 
ردت أخيرًا بارتباك وخوف من نظرات الغاضبه:
ايوه انا جاكلين صديقه فرحه، كنت بتدور عليا ليه
ابتسم فريد بغموض ماكر ودنا منها وقال :
اظن نسيب كاثرين ترتاح وتجي معايا اعظمك علي الغدا ونتكلم سوا ممكن
ابتعدت عنها بحدة وردت عليه بأشمئزاز:
لاء طبعا مفيش بينا كلام، لو عندك حاجه قولها كاثي اختي وعارفه علاقتي كانت ايه بيك وبفرحه
غمغم فريد بحيرة وسحب مقعد وجلس امامها وقال:
وماله معنديش اي مانع، اول سؤال فين فرحه 
ردت عليه وعينها لا تفارق كاثرين المتوترة:
فرحه بتسال ليه عن فرحه بعد ما اتسببت بموته،
فرحه ماتت يا فريد بيه
هز رأسه متفهًا فكل الدلائل تؤكد موتها، فعاد ووضح سؤال بشكل أكثر:
ماشي عارف انها ماتت، سؤالي الأهم ليه ساعدتها تهرب مني ، وماتت ازاي وامتي وفين دفنتيها 
تسارعت انفاسها وصب جاما غضبها عليه بعصبية مفرطه كانها هي من غدر بها وليس صديقتها:
انت ليك عين تسالني ليه ساعدتها، بعد ما اتجوزت عليها بنت عمك وخطيبتك اللي لولا فرحه كنت خسرت كل ثروتك لوالدها
كنت عايزها تعمل ايه وهي جاية تفرحك بحملها
وبدل ما تقضي ليلة تحتفل وتفرح معها بحملها
منك صدمتها صدمة عمرها
فرحه ماتت من الحزن وكسرت القلب وانت السبب
مكملتش شهرين بعد ما هربت مرضت جدا ودخلت في غيبوبة وماتت بعد سبع شهور ارتحت
اخذ نفس عميق ولم تتغير ملامحه أو تتبدل حزنًا عليه فهو كان يعلم بموتها وهذا ليس بجديد، لكن الغريب هو عدم اقتناعه بحديثهاعن موتها المأساوي
تنهد بقلة اهتمام وقال:
تمام قولتي اني ظلمته بجوازى من بنت عمي، وأنها لولا جوزي منها كنت خسرت ثروتي
مش ده اللي أخذته عليا، بس انا مظلمتش فرحه بالعكس كتير حاربتها لانها بتقلل من نفسها
وحاولت ادعمها وادعم ثقتها بنفسها، اشتريت ليها ثياب تناسب تدينها وكنت فرحان بيها شجعتها علي تعليم اللغة وقدمت ليه في المركز معاكي، ده كان ظلم ولا اهتمام وهي اللي بايدها خسرته
انت لازم تفهمي أن زواجي من سوسن عمره ما كان عائق في زواجي منها ابدًا ولا عمري كنت هقصر معاها، ليه حرمت نفسها من حياتها معايا 
علي الاقل كانت جربت الحياة معايا لوظلمتها كان يبقي ليها حق، 
بالعكس كنت هراعي ربنا فيها وبتضحيتها في سبيل حصولي علي ثروتي زي ما بتقولي ،
ياريتها واجهتني وكنت عرفت منها ليه خافت من سوسن وهي ليها نفس حقوقها ويمكن الافضلية ليها،
اخذ نفس عميق واكمل بحزن:
صدقيني لو حد اتظلم يبقي انا في حرماني من حقي باني اكون جنبها ارعيها واعدل بينهم مش تظلمتي وتهرب وتسيبني عايش بذنبها،
انا اللي اتظلمت منها يا جاكي لكن هي ظلمت نفسها
ومدام بتقولي انها ماتت فأنا عايز امانتها اللي معاكي
كان كلام فريد منطقي الي حد بعيد، فهو رجل وله حق الزواج، ولم يصدر منه ما جعلها تخاف ظلمه لها،
هل خافت من تسلط سوسن كيف وهو رجل بخاف الله، ولم يصدر ما يؤكد عكس ذلك
لانه لو أراد الحياة مع سوسن كان طلقها لكنه الي الان لم ينساها ويبحث عنها
هذا ما حدثت كاثرين نفسها به، وتالمت علي هجر فرحه له، فرغم عشقه لسوسن لكنه لم يهضمها حقها
حتي انها لم تجرب حتي تهرب منه وتتركه هكذا
نكست كاثرين راسها المًا عليه وارتبكت جاكلين كيف ترد عليها بعد كل ما سرده من حقائق حياته معها،
لكن ما وترها سؤاله عن الامانه فسألته:
أمانة ايه، فرح مكنش معاها اي حاجه لما هربت، 
ابتسم بسخرية وحزن عميق:
لا انت قولتي أن فرحه كانت حامل وماتت بعد ٨ شهور يعني ولدت فين ابني او بنتي يا جاكي هو
دي قصدى بالأمانة اللي تركتها معاكي 
كانت صدمه كبيرة له لم تستوعبها بان لقاءها بفريد سيجعلها يصل الي ابن فرحه يوسف، فقالت بدون تردد وحسم كي تقطع عليه خط الرجعه:
ايوه حصل خلفت بنت وماتت بعدها بيومين اسفه كنت اتمني اعذبك باني هاحرمك منها زي ما حرمت فرحه الحياة، لكن القدر كان رحيم ببنتها ورحمها من مرات ابوها وماتت بعدها 
ضغط فريد علي فكه بقوة ودمعت عيناه المًا:
بنت فرحه ربنا رزقها ببنت، مش عارف ليه اتخيلته ولد، ممكن تدليني علي قبرهم حقي اودعهم
عادت جاكلين ودمرت كل وسيله بينهم للطلب الغفران منها :
للاسف لانها مسلمه مكنش في مقابر اقدر ادفنها فيها علشان كده طلبت حرق جثتهم ونثرت رمادهم
صمت فريد طويلا وشعر بان الدنيا اسودت في عيناه
فجأة فنهض لكن جسده تهالك مره اخري علي المقعد
جرت جاكلين عليه فطلب منها كوب ماء
خرجت لكي تاتي له به فنظر إلي كاثرين وقال:
ارتحتي لما وجعتني اختك، يارب تكونو حصلتو علي انتقامكم، انا مش طايقك ولا طايق اشوفك انت او هي للاسف طلعتي ظالمه زيها
فجأة نهض وقرب منها:
اقسم بالله لادفعكم كل ذرة الم عشتها بسببك وانت اللي هتندمي أشد الندم مدام كاثرين
لم يمهلها كي ترد عليه وخرج مسرعا اثناء عودة جاكلين تحمل كوب الماء 
اخذت كاثرين تنادى عليها بلا فائدة فسألته اخته::
هو كان ماله مدام قدر يمشي كده، حصل ايه بينكم خلاكي منهارة كده وبتصرخي عليه
,
نظرت إليها والدموع تغرق وجنتاها:
ليه يا جاكلين وجعتيه كده، فريد مظلمش فرحه هي اللي ظلمت روحها بعدم ثقتها في نفسها وبمكانتها عندها، اتجوز عليها يمكن كان وعد وملزم بتنفذه، يمكن غلط معاها مدام كان عايش معاها هنا وبجوازه منها صلح غلطته ليه فرحه مصبرتش تفهم منه شكل علاقته بعد جوازه من سوسن
هي ظلمته وانت دبحتيه، اول مره اشوفه حزين ومكسور كده، ده اقسم يخليني اندم كانه بيحملني الذنب خايفه يحرمني من بنتي زي ما اتحرم من بنته
اه يا خوفي من اللي جاي 
عاد فريد الي شفته شاعرًا بالاتهاك والالم يحتل جسدها القي نفسه علي الاربكه وقبل أن يغمض جفناه أتاه اتصال من أمه تنهد بقوة وحدث نفسه:
أما يا امي كانك حسا بيا وبوجعي وباحتياجي ليكي
فتح معها الاتصال فشعر فجأة بالم يمزق صدره لا يعرف سببه فحدثها بصعوبة محاولًا تناسي الالم :
ماما حبيبتي طمنيني عليكي وعلي اخبارك
أتاها بعد صمت طويل صوت أمه الحزين يقول:
انزل يا فريد انزل مصر بسرعه 
سألها فريد بخوف بسبب صوتها الحزين وكأنه صدي لنفس الصوت سمعه حين نعت اليه خبر وفاة:
ماما في ايه مالك صوتك موجوع وحزين ليه اوعي
انتخبت امتثال بقوة وردت عليه:
ايوه يا فريد حافظ ابنك مات....؟!
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1