رواية اصقلها شيطان الجزء الثانى الفصل الثانى 2 بقلم سماح سماحه

 رواية اصقلها شيطان الجزء الثانى الفصل الثانى بقلم سماح سماحه

لم يشعر هارون بمقدار حبه الكبير لسدرة الإ حين فقدها فبرغم تظاهره بالامبلاه لمكالمة زاهر الأولى الإ أن كان بداخله بركان مشتعل يكمن تحت رداء البرود الذي يلتحف به، وبعد علمه ببرائتها من تهمة الخيانة الذي وصمها بها ظلمًا تفجر ذلك البركان وأخرج حممًا ملتهبة تحرق روحه قبل أن تحرق عدوه وأقسم على استعادتها سالمة حتى وأن كلفه الأمر حياته، ثلاث ليال مضت على أختطافها قضاها ساهدًا يجافي النوم عينيه كما جافى الطعام والشراب معدته ولولا قوته الجسدية لأصابه الوهن لكن قوة الأنتقام والثأر تحالفا مع قوته البدنية وولدوا بداخله قوة هو نفسه كان يجهل بتواجده لديه، اليوم هو اليوم الموعود الذي أعطاه فيه زاهر الموعد الفيصل الذي سينهي فيه كل شيء مع تحذيراته الغير متناهية بعدم أبلاغ الشرطة حتى لا تكون زوجته الضحية، أحتاط هارون جيدًا ووضع خطة محكمة مع حمدي الذي كان بمثابة عينه الثالثة وذراعه الخفي فقد كان على تواصل مع أحد ضباط الشرطة السريين ينقل له كل ما يحدث دون أن يعلم أحد بذلك خاصة منار تلك الأفعى اللعوب الذي استطاع حمدي خداعها طوال الوقت وأظهار نفسه في ثوب الملتهي في أنهاء صفقات العمل لأنشغال هارون بأمر زوجته، وهكذا نجح الأثنان في التواصل مع الشرطة في سرية تامة وجاءت ساعة الصفر والتي سيلتقي بها هارون وزاهر في المكان الذي حدده الأخير بالقرب من منطقة صحراوية تبعد عن العاصمة بألالاف الكيلو مترات، وحين أطمئن زاهر لعدم تتبع أحد لهارون من خلال جواسيسه الذين تم زرعهم على طوال الطريق، بدأ في التواصل هاتفيًا معه مرة أخرى وأرسال موقعه له عبر خاصية تحديد المواقع من خلال القمر الصناعي، وصل هارون وداخله يضج بخوف عظيم ليس على نفسه بل عليها هى من ملكة قلبه كما ملك هو قلبها ولكنهما لم يهنئا بهذا الحب الذي أسرهما سويًا، وقف بسيارته أمام مستودع قديم حيث أشار له الموقع على هاتفه وخرج منها حاملًا في إحدى يديه حقيبة جلدية ويده الأخرى فارغة يرفعها عاليًا كي يظهر عدم حمله لسلاح كما طلب منه زاهر، حاوطه عدة رجال يشهرون أسلحتهم نحوه بينما أقترب أحدهم ناحيته ينتزع منه الحقيبة ويلقيها لأحد رفاقه وأقترب منه أكثر يتحسس جسده بيديه حتى يتأكد من عدم حمله لأي سلاح، ثم دفعه أمامه بغلظه بعدما ألتقط مدفعًا آليًا من زميله يأمره بالتقدم، دخل هارون لداخل المستودع فوجد زاهر يجلس في الوسط على مقعد خشبي وأمامه مكتب قديم يرفع ساقيه ويضع أحدهما فوق الآخرى عليه، تعالت ضحكات زاهر الشامتة حين وجده يدخل عليه مساقًا من رجاله، أنزل قدميه ونهض من جلسته وأقترب من هارون الصامت حتى الآن ثم مد يده يلكزه في كتفه ويحدثه بصوت ساخر.

- والله وجه اليوم اللي أشوفك فيه مذلول يا أبن البنا، كان نفسي فيه قوي اليوم ده من زمان وأخيرًا شوفته.

أومئ هارون له ولم يبدي أعتراضًا بل أشار له برفق.

- تمام يا زاهر عملت اللي كان نفسك فيه وزيادة وأديني قدامك زي ما كنت بتتمنى ممكن بقى تكمل الأتفاق وزي ما انا وفيت بوعدي ليك وسلمتك الورق توفي أنت كمان بوعدك وتسلمني مراتي.


يُقال ذاتِ يوماً يقع كائن من يكُن في هيام الحُب ها أنا الكائن في حُب معشوقي وقعتُ تخطيت تلك المشقات معكَ وتلك المتاعب معكَ وتلك الآلآم معكَ ها أنا اليوم معكَ اسأل...

صدح صوت ضحكات زاهر مرة أخرى ورفع ذراعيه ثم أنزلهما وصاح متشفيًا.

- ياريت كان نفسي والله أكمل معاك الأتفاق عشان اثبت لك أني قد كلمتي لكن مراتك هى اللي أخلت بالأتفاق مش انا أصلها حاولت تهرب من الراجل بتاعي اللي كان واقف عليها حراسة ليلة أمبارح فقتلها للأسف، سوري يا هارون مفيش عندي حاجة أقولها ليك دلوقتي غير البقاء لله.

شلت الصدمة حواس هارون لبضع ثواني حتى أستوعب عقله ما نطقه ذلك البغيض وأتسعت عيناه بغضب يكسوها لون دمائه النافرة وهم بالهجوم عليه لكن قبل أن تخطو قدمه خطوة واحدة أنطلقت رصاصة الغدر نحو صدره أردته قتيلًا ووقع أرضًا فور أنطلاقها، تجلجلت ضحكات زاهر تعم الهواء ثم تمالك نفسه وأشار لرجاله وعلى وجهه ابتسامة متشفية.

- يلا بينا لموا كل حاجة هنا ومتسبوش اي دليل ورانا وخلينا نمشي بسرعة قبل البوليس ما يجي.

وأسرع نحو الخارج بعدما أخذ حقيبة الأوراق الذي أعطاه أياها حارسه وصعد لسيارته وأمر سائقه بالأنطلاق سريعًا وأنطلقت خلفه سيارتان دفع رباعي، ثم إمسك بالحقيبة يخرج الأوراق منها يتفحصها جيدًا لم يصدق عينيه حين وجدها الأوراق الأصلية فعلًا التي تدينه فقد صدق هارون في وعده له فهز رأسه بسعادة.

- أخيرًا قدرت أخلص منك يا أبن البنا وأسترد حريتي كمان، دلوقتي بقى مبقاش قدام الباشا اي حجة عشان يطلعني من كل التهم المتوجهة ضدي براءة وأرجع لشغلي وحياتي من تاني أو أقل حاجة يهربني برة البلد خالص.

وقبل الدخول لطريق العاصمة بعدة كيلومترات قليلة وجد الكثير من سيارات الشرطة تطارده هو وباقي رجاله وتومض اشارتهم لهك لكي يتوقفوا بسيارتهم دون مقاومة، عقد حاجبيه بخوف وأمر سائقه بعدم التوقف.

- متقفش يا سيد خليك ماشي على طول وزود السرعة.

نظر له سيد من خلال مرأة السيارة الأمامية معترضًا.

- بس دول الشرطة يا زاهر بيه ومش هيسبونا في حالنا، انا بقول نقف نشوفهم عايزين أيه؟

ضرب زاهر ظهر المقعد عدة مرات وهو يصيح فيه بقوة.

- هيكونوا عايزين أيه يا غبي عايزين يقبضوا عليا طبعًا أكيد الحقير هارون كان مظبط معاهم وراسمين خطة عشان يوقعوني، أوعى تقف فاهم وزود السرعة على أقصى سرعة.

أومئ له السائق على مضض وظل يقود السيارة بعدما أعطاها غيار لسرعة أكبر، وزاهر يتابع باقي رجاله من الزجاج الخلفي فوجد أن بعض الضباط تمكنوا من التصويب على أطار السيارتان فشل تقدمها ونزل العديد منهم للقبض على حرسه، أرتطم جسد زاهر فجأة بقوة في المقاعد الأمامية فنظر أمامه يصرخ بألم.

- أاااااااااه وقفت ليه يا حيوان قولتلك متوقفش.

أشار السائق على سيارة الشرطة المتوقفة على بعد سنتيمترات قليله أمام سيارتهما، فقد استطاع أحد الضباط من تخطي سرعتهم وأيقاف السيارة أمام سيارة زاهر لأجبارهما على التوقف.


- مش شايف العربية يا زاهر بيه.

وقبل أن ينطق زاهر بحرف أخر كان رجال الشرطة يحيطون سيارته مشهرين أسلحتهم نحوه يطرقون على زجاج أبوابها بقوة ويأمرونه بصوت هادر بالخروج منها مستسلمًا رافعًا ذراعيه فوق رأسه، حاول المماطلة حتى يجد حل يمكنه من الخروج لكنه وجد كل محاولاته ستبوء بالفشل لذا ألغى نظام القفل بالسيارة وفتح الباب وخرج رافعًا يديه فوق رأسه كما أمروه، وصاح فيهم بأستعطاف.

- أنتم بتوقفوني ليه يا باشا انا معملتش حاجة؟.

أقترب منه الضابط وكبل يديه خلفه ظهر ووضع بها الأصفاد وهو يعدد له تهمه الكثيرة.

- كل دا يا زاهر ومعملتش حاجة، دي مش تهمة واحدة دول تهم كتير قوي من ضمنهم خطف أنثى ومحاولة قتل رجل الأعمال هارون البنا، دا غير تهم الأختلاس والاستيلاء على المال العام والمتاجرة في الآثار والأستحواذ على ملكية أراضي الدولة بدون أوراق قانونية، كفاية كدا ولا أقول الباقي، وخلي بالك في تسجيلات قانونية متسجلة ليك وأنت بتساوم هارون البنا على رجوع مراته مقابل المستندات اللي تدينك يعني مش هتعرف تطلع منها المرة دي يا زاهر يا مهدي.

بعد مدة ليست بقليلة كانت سيارة الإسعاف تحمل هارون وتتجه نحو العاصمة لأنقاذه قبل فوات الأوان، وخلف السيارة أنطلق حمدي بسيارته بعدما حدد مكانه من خلال موقع هاتفه وأسرع لمكانه حتى يرى ما به ولما لم يجيب على هاتفه وحين وجد جسده يفترش الأرض فاقدًا للحياة هاتف الضابط الذي كان يتواصل معه للقبض على زاهر وطلب منه أحضار سيارة أسعاف لأنقاذ هارون، ظل حمدي يلوم نفسه ويتأكله الندم لأنه استمع لهارون وتركه يذهب وحده، ضرب مقود سيارته عدة مرات وصاح بغضب.

- ياريتني ما سمعت كلامك يا هارون أديك ضيعت نفسك بتهورك، هقول ايه دلوقتي لماما وهى موصياني مسيبكش تروح لوحدك، ربنا يستر وتكون لسه بخير.

قطع صياحه الغاضب صوت هاتفه يعلو بمكالمة واردة من والدته فعلى ما يبدو أن قلبها قد شعر بما حدث وتريد الاطمئنان منه، تمالك نفسه وأجابه بصوت هادئ حتى لا يفجعها وتنتكس حالتها الصحية مرة أخرى.

- أيوه يا ماما.

إجابته زهرة وقلبها يخفق بخوف.

- طمني يا حمدي هارون جاب مراته ورجع بالسلامة.

زفر حمدي بقوة وهو يخبرها كذبًا.

- زاهر قدر يهرب قبل ما هارون ياخد سدرة والشرطة حاليًا بطارده وهارون مع المقدم طاهر ومش عارف أتلم عليه، أول ما أكلمه وأطمن هكلمك، وكمان ياريت متتصليش على تليفون هارون لأنه أتكسر منه وهو بيحاول يمسك زاهر قبل ما يهرب.

أومأت زهرة متفهمة.

- عشان كدا لما أتصلت عليه لقيته مقفول.

هز حمدي رأسه وهو ينظر لهاتف هارون بيده بعد أن أضطر لأخذه وأغلاقه لحين الاطمئنان على هارون.

- أيوه يا حبيبتي عشان كده انا قولت أعرفك عشان متقلقيش، انا هضطر أقفل وأول ما أطمن هطمنك أن شاء الله.

تنهدت زهرة بحزن.

- ماشي يا حبيبي ربنا يطمنا قريب ويرجع سدرة بخير لينا من تاني.

أنهى حمدي المكالمة وألقى بهاتفه أمامه في مقدمة سيارته ونزلت دموعه حزنًا على سدرة التي طالتها يد الغدر وقطفت زهرة شبابها بدون ذنب أقترفته، فبأي ذنب تقتل تلك الفتاة الجميلة التي استطاعت أن تلفت نظره لها وتمتلك مشاعره بطيبتها ورقتها ومظهرها البرئ ولولا خوفه من ربه وأخلاقه التي تربى عليها لانتزعها من يد هارون وأبتعد بها لأقصى الأرض يعوضها به عما قاست من عذاب، وبرغم علمه بما فعلت الإ أن قلبه تلمس لها العذر فقد كانت مراهقة طائشة أوقعها حظها العاثر في طريق شيطان عرف كيف يتلاعب بها ويستدرجها لطريقه بعدما أصقل معتقداتها بأفكاره السيئة والمنحطة، هز رأسه بحزن وخرجت أنفاسه من جوفة ملتهبة تلهب قلبه وهو يقول.

- ربنا يرحمك يا سدرة لوكنتِ موتي فعلًا ولو لسه عايشة يبقى ربنا يحميكِ من كل شر ونقدر نوصلك قريب.

وصلت سيارة الإسعاف أمام المشفى واسرع المسعفين في حمل هارون والدخول به لأنقاذه وبعد مدة من وقوف حمدي أمام حجرة العمليات خرج الطبيب له ينزع غطاء رأسه الشفاف ويخبره بحالة هارون، تقدم منه حمدي وسأله بخوف.

- طمني يا دكتور محرم هارون بخير صح؟.

زفر الطبيب وهو يرفع يده أمام حمدي.

- هارون بيه أتكتب له عمر جديد والسبب دي.

نظر حمدي لتلك السلسة الذهبية والتي استقرت الرصاصة في وسط القلب المتدلي منها، فأتسعت عين حمدي بدهشة وأخذها من يد الطبيب يتفحصها فوجد ذلك القلب الذهبي يفتح عن نصفه الآخر لتظهر من داخله صورة صغيرة لسدرة مع والديها وصورة أخرى لها مع هارون، قبض حمدي عليها بقوة وأغمض عينيه متحسرًا على صاحبتها، ثم نظر للطبيب.

- يعني هارون كويس مفيهوش حاجة.

رفع الطبيب يده بأشارات تعبيرية.

- السلسة صحيح حمت هارون بيه من أنها تخترق جسده وتدخل لقلبه بس دا ميمنعش أن قوة الضربة كسرت عنده ضلعين وشرخت تلاتة تانيين وعملت نزيف داخلي لكن الحمدلله قدرنا نسيطر عليه وكمان عملنا عملية بسيطة لتثبيت الضلوع المكسورة بسلك طبي، هو حاليًا الحالة مستقرة وخرج على غرفة الأفاقة وشوية وهيروح على جناحه.

أومئ حمدي وهو يزفر براحة ومد يده يصافح الطبيب.

- بجد انا بشكرك يا دكتور محرم أنك طمنتني على حالة هارون.

أبتسم الطبيب له بكياسة.

- لا شكر على واجب يا حمدي بيه، بعد أذنك انا رايح مكتبي لو أحتجت حاجة انا هناك.

بادله حمدي الأبتسامة بأخرى لم تتخطى شفتيه.

- تمام يا دكتور أتفضل حضرتك.

ظل زاهر يغدو ذهابًا وإيابًا بقلق وخوف كبيران في تلك الغرفة الانفرادية التي ألقوه بها بمفرده منذ أن جاءوا به لهنا قبل عدة ساعات وحدث نفسه بشر.

- قسمًا بالله لو ما أتصرفت يا باشا وطلعتني من هنا ليكون عليا وعلى أعدائي اه ما هو انا مش هكون كبش فدا لطمعك وأنانيتك، انا كدا كدا رايح في داهية ومش هسيبك تتهنى أنت بتعبي وشقايا دا لولا تخطيطي مكنتش كسبت الملايين دي كلها يا قاسم باشا ولو كنت مفكر أن منصبك كاوزير هيحميك من السجن والعقاب فانا عملت حسابي وكل الورق اللي يدينك مع مراتي وانا مفهمها هتعمل أيه لو أتقبض عليا، وكويس أني كلمتها قبل ما أجي على هنا عشان تنهض تتصرف.

وبقى هكذا يدور حول نفسه تارة ويحدث نفسه تارة أخرى حتى دخل عليه أحد العسكر يكبل يديه ويسحبه خلفه لحجرة المحقق لكي يبدأ استجوابه في تلك التهم الموجهة إليه، وظل زاهر ينكر ما أنسب إليه مع أصراره على تبرئة أسمه وأتهام هارون بتلفيق تلك التهم له، وعندما يأس المحقق من أخذ أعتراف صريح منه أمد حبسه خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيقات حتى يجلب محامي للدفاع عنه ويتم التأكد من صح المستندات التي تدينه ليبث في أمره بما ينص عليه قانون العقوبات.

أخبر حمدي والدته بما حدث حقيقةٍ بعدما ذهب لها في قصر هارون وأخذها للمشفى حتى تكون بجواره لكي يتابع هو ما حدث مع زاهر لحين أسترداد هارون لعافيته مرة أخرى، كما أرسل أحد الحرس لديهم لجلب ميسرة وحسان للمشفى حتى يطلعهم على ما حدث لكي لا يظلا مشغولا البال، وكما توقع أنهارت ميسرة وفقدت وعيها فور معرفتها بما حدث مع سدرة وأسرع حمدي يطلب من طاقم التمريض أسعافها حتى لا تتدهور حالتها وجلس حسان على أحد المقاعد فاقدًا للحس لما يدور حوله فهو لا يستطيع استيعاب أن سدرة قتلت ولن يراها ثانيًا، حاول حمدي التحدث معه لأخراجه من حالته تلك لكنه لا يستجيب لأي مؤثرات وكأن عقله في وادي ٍ أخر، هز حمدي رأسه بحزن على ما ألت له الأمور وجلس بجوار والدته يهدأها فقد كانت تبكي منذ معرفتها بما حدث لسدرة وهارون، في صباح اليوم التالي وفي غرفة هارون تململ في فراشة حيث بدأت حواسه في استشعار الحياة مرة أخرى، وبعد عدة دقائق كانت عيناه تفتحان يطالع بهما سقف الغرفة وظل لدقيقة يستوعب ما فيه وأين هو وحين تذكر أخر ما حدث معه أنتفض من نومته لكن ألم صدره الكبير جعله يرتد للفراش ثانيًا فأمال رأسه للجنب وطالع زر الجرس الموجود بجانب الفراش وأمد يده يضغط عليه عدة مرات، لحظات وكانت ممرضة تدخل عليه الغرفة وعندما وجدته قد استعاد وعيه ذهبت مسرعة لأحضار الطبيب المتابع لحالته ورجعت برفقته ومعهما عدة ممرضين أخرين وبدأوا في معاينته والاطمئنان عليه، فبادر هارون الطبيب بسؤاله.

- انا هنا من أمتى يا دكتور؟.

نظر الطبيب له نظرة خاطفة ورجع مرة أخرى يتابع مؤشراته الحيوية على الجهاز الطبي بجواره.

- أنت هنا من أمبارح يا هارون بيه.

تلك المرة لم يكترث هارون لألمه وأنتفض ينزع عنه تلك الكبسولات الطبية الملتصقة بصدره وهو يصيح.

+

- أيه، انا لازم أطلع من هنا فورًا

الفصل الثالث من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1