رواية اصقلها شيطان الجزء الثانى الفصل الثالث3 بقلم سماح سماحه


 

رواية اصقلها شيطان الجزء الثانى الفصل الثالث بقلم سماح سماحه


ذهب حمدي لمخفر الشرطة حيث يوجد زاهر وباقي رجاله وحاول مقابلته وبعد عدة محاولات مع الضابط المسؤول عنه وافق على الأ يخبر أحد لأنه سيتحمل ذلك على مسؤوليته الشخصية ففي القضايا الكبيرة مثل قضية زاهر تمنع زيارة الغرباء عن المتهم ولا يسمح لأخد سوا المحامي الخاص به فقط، وهيئ الضابط مكان خاص بعيدًا عن العامة لتتم المقابلة به ثم تركهما وخرج من الغرفة لعدة دقائق قليلة كما أخبر حمدي مسبقًا، وقف حمدي وفي نيته أجبار زاهر على الأعتراف بحقيقة ما حدث لسدرة ووجه له وابلًا من الأسئلة كانت الإجابة عليهم من زاهر تتلخص في ضحكة ساخرة ثم توقف وهو يشير له شامتًا ينهي أي أمل لديه أن تكون سدرة مازالت حية.
- أيوه أتقتلت ومش بإيدي مع أني كان نفسي أموتها بأيديا دول قدام هارون نفسه لكن للأسف هى سبقت وأختارت تموت بعيد عن عينه يمكن كانت حاسة باللي هيجرالها وأشفقت عليه من تأنيب الضمير.
أشار له حمدي وعيناه تلمع بعبرات متحجرة.
- أنت كداب سدرة مامتتش سدرة لسه عايشة وأنت عملت اللعبة دي عشان تساوم هارون عليها بس أحب أعرفك أن هو مش هيرحمك فاهم ولا انا كمان ولولا وجودنا هنا وأن الراجل اللي دخلني ليك هينضر في شغله لو مسيتك بأذى كان زماني مخلص عليك وخنقك بإيديا.
أرتفعت ضحكة زاهر وألتمع الشر بعينيه.
- فوق يا حمدي أنت تخلص عليا انا ههه، أنت متقدرش تعمل كدا عارف ليه لأن طول عمرك ضعيف وتابع لهارون تنفذ أوامره وتقضي له مهمامه اللي مش فاضي ليها، معقولة هتصدق نفسك وتعيش الدور وتفتكر روحك بقيت سوبرمان.
لم يستطع حمدي التحكم في غضبه بعدما استفزه ذلك البغيض وأنقض عليه يسبه وهو يكيل له اللكمات والأخر يضحك بشر وكأن تلبسه شيطان مريد جعله لا يشعر بالألم.
- أخرس يا حيوان يا مجرم يا حقير، انا هقتلك وأخلص الناس من شرورك.
تعالت ضحكات زاهر ونظر لحمدي بغضب بعدما استطاع أن يمسك يديه.
- لو كنت فاكر أن بالكام بوكس دول هيموتوني فتبقى غلطان لأن انا لو موت فانا هموت من الضحك عليك بس.
زمجر حمدي بغضب ونجح في تخليص يديه من زاهر وقام بلكمه في فكيه مرة أخرى يفجر الدماء منه أكثر فلم يكفيه الدماء التي لونت أسنانه وشفتاه ولم يتركه الإ حين دخل عليه الضابط وكبل يديه من الخلف يشل حركته جيدًا وصاح فيه بعتاب.
- كدا يا حمدي دا اللي أتفقنا عليه.
أنتفض حمدي عدة مرات حتى تركه الضابط لكنه وقف في وجه حائلًا بينه وبين زاهر فصرخ به بغضب.
- سبني يا عبدالرحمن سبني أخلص عليه الحقير ده.
هز عبدالرحمن رأسه بنفي وصاح معترضًا.

يُقال ذاتِ يوماً يقع كائن من يكُن في هيام الحُب ها أنا الكائن في حُب معشوقي وقعتُ تخطيت تلك المشقات معكَ وتلك المتاعب معكَ وتلك الآلآم معكَ ها أنا اليوم معكَ اسأل...
- اسيبك عشان تضيع نفسك في .......... زي ده أهدى يا حمدي دا ميستهلش حتى تنرفز نفسك بسببه وبعدين هو مصيره معروف وأخرته قربت والأنتقام منه يكون أفضل بالقانون.
وجدها زاهر الفرصة المناسبة كما طلب منه المحامي الخاص به، فهو قد طالبه بأصابة نفسه بجروح خطيرة حتى يستطيع تقديم طلب لتحويله للعلاج في المشفى ومن هناك سيضع خطة لهروبه خارج البلاد، فضحك زاهر على حديثهما وقال ساخرًا.
- ههههههههه، سيبه يا حظابط يجيب أخره وزي ما قولت انا كدا كدا ميت خلينا نشوف سبع البورمية دلدول هارون البنا دا يقدر يعمل أيه.
صاح حمدي بغضب وقد تملكه الجنون وعزم على أنهاء حياة ذلك البغيض حتى وأن كان الثمن حريته، واستطاع الأفلات من الضابط والأنقضاض على زاهر يلقيه على الأريكة يعتصر عنقه بيديه .
- انا هعرفك دلوقتي مين انا وأيه اللي أقدر عليه.
أبتسم زاهر وخرج صوته متحشرجًا بسبب ضغط حمدي على أحباله الصوتية.
- جاي تتشطر عليا بدل ما كنت تتشطر على هارون وتاخد منه حبيبتك اللي كان السبب في موتها.
نزلت كلمات زاهر على مسامعه ثقيلة تعريه وتكشف الحقيقة الذي ظل طويلًا ينكرها حتى ظهرت بادية عليه يراها الجميع بوضوح، وهنت قوته قليلًا بسبب ألم قلبه فأستطاع عبدالرحمن ومعه أحد العساكر من تخليص زاهر من بين يديه ثم أمر عبدالرحمن بأقتياده لمحبسه مرة أخرى بينما ظل يقف محتضنًا حمدي حتى يمنعه من الوصول له ثانيًا، ثم تركه وهو يشير له.
- انا اللي غلطان يا حمدي للأسف مش أنت، كنت فاكرك أقوى وأعقل من كدا ومتخليش واحد زي دا يثير أعصابك أنما أنت بسبب عصبيتك خليته نجح في استفزازك وكنت هضيع نفسك وضيعني معاك كمان.
هز حمدي رأسه بأسف ونظر لعبد الرحمن.
- انا أسف يا عبدالرحمن غصب عني فقدت أعصابي، كل المصايب اللي وقعت علينا الفترة دي كانت بسببه، منظر هارون وهو مصاب مش بيروح عن بالي وهيفضل على بالي وهفضل ألوم نفسي عليه لأني سمعت كلامه وسبته يروح لوحده.
أومئ عبدالرحمن متفهمًا.
- انا عارف اللي حصل ليكم بسببه أنت ناسي أني كنت مع المقدم طاهر وهو بيخطط مع هارون ومعاك عشان نقدر نوقع المجرم ده، وعارف كمان أنك حاسس بالذنب ناحية هارون بس صدقني دا نصيب وقدر ومهما خدت حذرك فالحذر مبيمنعش قدر، حاول تتمالك نفسك أنت عليك مسؤولية كبيرة شركاتكم وشغلكم كله فوق راسك ودا اللي هيخلي هارون يلومك بجد لو قصرت فيه.
زفر حمدي بقوة وخرجت نبرته غاضبة من بين أسنانه.
- عارف يا حمدي عارف بس غصب عني كل ما أفتكر اللي حصل معانا بسببه وكمان كلامه الحقير زيه ببقى عايز أمسكه من زمارة رقابته أخنقه لغاية ما روحه تطلع على إيدي.

أغمض عبدالرحمن عينيه يعتصرهما بقوة وهز رأسه.
- كويس أنك مدخلتش شرطة زيي يا حمدي كان زمانك قاتل كل مجرم تقبض عليه، فاكر أيام دراستنا سوا لما كنت ديمًا تقولي انا عايز أبقى ظابط وانا زعلت لما أنت خرجت من الكشف الطبي بس حقيقي دي أحسن حاجة حصلت لك مكنتش هتعمر كتير في الشغلانة دي.
نظر له حمدي بطرف عينه ثم لكمه برفق في صدره.
- مش وقت استظرافك يا حبيبي ماشي، يلا انا رايح المستشفى أطمن على هارون وبقية العيلة.
أبتسم عبدالرحمن ولكز حمدي أيضًا برفق.
- يا أخي روح يلا من هنا ومشوفش وشك دا تاني دا أنت كنت هضيعني وضيع نفسك بقى في ظابط يبقى بالتهور والعصبية دي، ولما توصل المستشفى ابقى طمني على هارون وأن شاءالله هاجي أخر اليوم أشوفه بنفسي.
أومئ له حمدي بصمت وهما بالمغادرة لكنه عاد وأشار له محذرًا.
- لو جدت حاجة أو عرفت حاجة بخصوص سدرة عرفني في وقتها فاهم يا عبدالرحمن.
أشار له عبدالرحمن ملوحًا بيده.
- من غير ما تقول يا حمدي دا إكيد اللي هيحصل ويلا مع السلامة مش فاضيلك دلوقتي.
في طريق عودته للمشفى رن هاتفه فأمسك به حيث كان يضعه على المقعد المجاور له وأجاب على المكالمة فقد ساوره القلق عندما وجده رقم الطبيب المتابع لحالة هارون.
- خير يا دكتور محرم هارون جراله حاجة.
إحابه الطبيب وصوته يكسوه الهدوء مما جعل حمدي يشعر ببعض الطمأنينة.
- متخافش يا حمدي بيه هارون باشا بخير هو بس فاق وكان عايز يخرج من المستشفى بأي شكل لدرجة أنه ضرب دكتور العناية عشان حاول يمنعه، وانا أضطريت أسايره لغاية ما أدتله منوم في المية من غير ما يعرف لأن حالته الصحية لسه في مرحلة الخطورة وخروجه دلوقتي بيزود الخطورة دي.
تنفس حمدي الصعداء وتحدث بنبرة ممتنة.
- خير ما عملت يا دكتور وياريت تخليك مسيطر عليه أقل حاجة أسبوع لأني عارفه لو فاق مش هيقعد دقيقة واحدة وهيصمم يخرج عشان يعرف مصير مراته وأيه اللي حصل ليها.
أومئ الطبيب متفهمًا.
- تمام ودا اللي ناوي أعمله أن شاء الله، انا بس حبيت أعرفك باللي حصل.
أنهى حمدي المكالمة مع الطبيب وألتفت يضع هاتفه جانبًا ورجع ينظر لطريقه مرة أخرى فتفاجئ بفتاة ظهرت من العدم تعبر الطريق دون أن تنظر على جانبيها أولًا، حاول السيطرة على السيارة ودعس على كفة الفرامل بكل قوته مما جعل السيارة تصدر صريرًا قويًا نتيجة أحتكاك أطارتها بأرضية الطريق، ولكن المسافة بين السيارة والفتاة لم تكن كافية لتتوقف قبل أن تصطدم بها حيث أطاحت بها لمسافة قصيرة أمامها، هلع حمدي وأصابة الخوف على الفتاة ونزل سريعًا من سيارته يجري عليها وجلس بجوارها يتفقدها دون أن يحاول تحريكها فوجدها تتأوه من الألم وهناك بعض الدماء التي نزلت من رأسها، تسارعت دقات قلبه وحاول التحدث معها.
- أنتِ أيه اللي خلاكِ تعدي الطريق من غير ما تبصي بس، قوليلي حاسة بأيه عشان أقدر اساعدك؟.
نزلت دموع الفتاة وتحدثت بوهن
- أنت ملكش ذنب انا اللي كنت عايزة أموت نفسي.
هز حمدي رأسه بغضب وصاح فيها.
- وملقتيش غيري ربنا يسامحك.
تكاثرت أقوال المارة الذين تجمعوا من حولهما فمنهم من كان يلومهما ومنهم من كان يعظها بحرمة قتل النفس ومنهم من لم يرحم ضعفها وراح يقذفها بالباطل، فنظر لهم حمدي بغضب وصرخ بهم كي يصمتوا، ثم رجع يقترب من الفتاة يسألها.
- اسمعيني كويس انا هشيلك بحذر وأنتٍ ساعديني وحاولي متتحركيش كتير عشان أقدر أخدك للمستشفى.
حاولت الفتاة الأعتراض وطالبته بتركها تنزف حتى تموت لكي ترتاح مما أرق روحها لكن أعتراضها لم يدوم طويلًا حيث فقدت وعيها مما جعل حمدي يحملها ويضعها في مقعد سيارته الخلفي برفق وينطلق بها سريعًا للمشفى.
وهاتف الطبيب محرم وأعلمه بما حدث معه وطلب منه أنتظاره لكي يسعف تلك الفتاة قبل فوات الأوان، وفور وصوله اسرع الطبيب ومعه طاقم التمريض بفحصها جيدًا وعمل الأشعة اللازمة لها لتأكد من أن كان بها كسور، وجاءت نتيجتها سلبية حيث كانت سليمة الإ من بعض الرضوض والاحتكاكات البسيطة في جلدها، وجرح عميق في فروة رأسها أحتاج للتقطيب عدة غرز فقط، وبعد الاطمئنان عليها نقلت لغرفة عادية مع أعطائها بعض المسكنات والمضادات الحيوية لتسكين الألم الذي ستشعر به فور أستعادة وعيها، وفي ناحية أخرى من المشفى رقدت ميسرة صامتة لا تتحدث فقط عبراتها تنحدر من عينيها بصمت، وبداخلها تخبط وصخب حيث ظلت تجلد نفسها على مقاطعتها الطويلة لسدرة وتعنيفها الدائم لها كلما سمعت صوتها أو رأتها وكم تمنت لو عاد بها الزمن لساعة واحدة قبل نزول سدرة من منزلهم دون علمها لظلت تجلس بجانبها تراقبها وتمنعها من الخروج بكل ما أوتيت من قوة، دخل حسان عليها يجر قدميه بصعوبة وقد كهل مظهره وأنحنى ظهره وكأن فوقه هموم الدنيا كلها، نظرت له ميسرة وأنفجرت تبكي بصوتًا مرتفع يهتز جسدها على أثره، جلس حسان بجوارها يربت على ظهرها ويهدئ من روعها وما لبث أن بكى هو الأخر فخسارته لسدرة مفجعة أيضًا فهى خسارة أبنة تربت وترعرعت على يديه ولا تقل وجعًا وألمًا عن زوجته، لكنه تمالك نفسه وربت على ظهرها وتحدث لها يحثها على الصبر حتى تؤجر في مصيبتها، حاول وحاول كثيرًا حتى تعبت زوجته ونامت من كثرة بكائها وألم قلبها المكلوم، فنهض من جوارها وعدل من وضعية نومها حتى لا يتعب جسدها أكثر من ذلك، ثم دخل للمرحاض كي يتوضأ وظل يصلي كثيرًا وفي ختام كل صلاة يدعو لسدرة بالرحمة ولهما بالصبر.
مر اسبوع على الحادث تحسنت حالة هارون خلاله وبدأ الطبيب في تقليل نسبة المخدر الذي يعطيه له تدريجيًا حتي توقف عن مده به مما جعل هارون يستعيد كامل وعيه وعندما علم بكم المدة التي لزمها بالمشفى ثارت أعصابه وغضب من حمدي لأنه علم منه بأتفاقه المسبق مع الطبيب على ذلك ولولا تدخل الطبيب بينهما لكان ظل يضربه حتى أرقده مكانه، خرج هارون وفي نيته الذهاب رأسًا لزاهر لكي يجعله يخبره بمكان زوجته الحقيقي فهو لا يصدق أنها ماتت فشعوره بها مازال يخبره أنها حية وعليه الأسراع في أنقاذها و سيجعل ذلك الحقير يقر بمكانها أو سيرسله للجحيم بيديه، ولكن هذه المرة أنكر عبدالرحمن وجوده حتى لا يتكرر ما حدث قبل ذلك وأن كان استطاع السيطرة على حمدي فسيعجز عن ردع هارون فهو يعلم كم الغضب الذي يحركه، ظل هارون يدور حول نفسه ويتواصل هنا وهناك حتى نجح في تدبير مقابلة له مع زاهر وحين جاء موعدها وجد قضبان حديدية غليظة تفصله عن الوصول له، ود هارون لو أخترقها وأمسك بعنق ذلك البغيض يمتص الحياة منه، لكنها كانت أقوى مما تخيل فعلى ما يبدو أنهم وضعوا بها الكثير من أطنان الحديد حتى تبدو بتلك الصلابة، أحضر أحد العساكر زاهر للغرفة ثم فك قيده وخرج يغلق الباب خلفه، وقف هارون يناظره بأعين يقدح الشر والبغض بها مما جعل زاهر يضحك ساخرًا.
- أيه دا أنت لسه عايش وفيك نفس وانا اللي قولت زمانك نايم بتتعذب في قبرك.
زمحر هارون بغضب عارم.
- هنشوف مين اللي هينوم مين في قبره الأول يا............
أومئ زاهر رأسه متشفيًا.
- انا نومت مراتك في قبرها وكنت هخليك تحصلها لولا أن لسه ليك أجل، بس متقلقش هعملها تاني وتالت وعاشر ومش معنى أني محبوس هنا فا مش هعرف أطولك لأ انا ليا إيدين في كل مكان وهوصلك حتى لو كنت في قلب بيتك وعلى سريرك كمان.
أمسك هارون القضبان بيديه يهزها بقوة وهو يصرخ بكل قوته.
- أخرس يا حيوان يا حقير أنت أتفه من أنك تعمل حاجة وحقي وحق مراتي هعرف أخده منك بطريقتي، بس الأول لازم تعترف بمكان مراتي فاهم.
تعالت ضحكات زاهر ثم هز رأسه بلامبلاة.
- طيب وريني هتعمل ايه، وبعدين ليه مش عايز تصدق أن مراتك خلاص ماتت وبقت بح، عارف كان نفسي أقتلها قدامك بس حظك الحلو بقى اللي خلى الحقيرة مراتك الشمال حاولت تهرب فالراجل بتاعي سبق وقتلها هو بس مش مهم المهم أني حرقت قلبك عليها.
مد هارون يديه محاولًا بيأس الأمساك به لكنه كان بعيدًا عن مرمى يديه.
- أخرس يا حيوان مراتي أشرف منك ومن اللي خلفوك يا واطي إياك تجيب سيرتها على لسانك الوسخ دا تاني.
رفع زاهر يديه بحركات استعراضية مستفزة لهارون ثم غمز له بإحدى عينيه.
- مراتك أشرف مني أه ههههه مش دي اللي كانت بتلعب عليك أنت وعمك في وقت واحد دا غير ما وقعت حمدي كمان في غرامها، على العموم هى معدش يجوز عليها غير الرحمة وربنا يسترها على ولايانه.
فقد هارون أعصابه وصرخ به مهددًا إياه.
- أخرس يا ......... يا واطي إياك تعيد الكلام دا تاني فاهم واسمعني كويس انا مكنتش حابب الجئ للأسلوب ده لكن أنت اللي أضطرتني لكده صدقني لو معترفتش بمكان سدرة أو على الأقل بمكان قبرها لو كانت ماتت فعلًا انا هنتقم منك زي ما عملت وهتكون مراتك الضحية يا زاهر وهقتلها بإيديه زي ما قتلت مراتي.
أرتسمت معالم الصدمة والخوف على زاهر وما لبث أن أنفجر في الضحك بهستيرية ثم أشار لهارون بالذهاب.
- طب يلا ألحق بسرعة روح خلص عليها قبل ما ترجع في كلامك ولا ضميرك يصحى ههههههه.
ثم توقف عن الضحك وأتسعت عيناه بشر.
- انا راجل ما ببكيش على حرمة زيك وميهمنيش حد في الدنيا دي كلها غير واحد بس عارف مين؟.
أشار بسببته على صدره بكل ثقة.
- انا، ميهمنيش غير نفسي وبس يا أبن البنا شكلك لسه متعرفش مين هو زاهر المهدي، انا مبيتلويش دراعي ولا ليا نقطة ضعف واحدة وصباعي اللي بيوجعني مبعلجوش بقطعه فاهم.
عند هذا الحد طفح الكيل بهارون لكنه مجبر على مسايرته حتى يعلم بمكان زوجته مسح على وجهه متمالكًا نفسه.
- تمام طالما مبيهمكش غير نفسك فانا هعمل معاك ديل أنت تقولي على مكان سدرة وانا كفيل أني أخرجك من هنا قولت أيه.
صاح زاهر بغضب يشير بسبابته لهارون.
- لو خروجي من هنا هيكون على إيدك أنت فانا مش عايز أخرج دا أولًا وثانيًا مراتك ماتت دي الحقيقة اللي لازم تصدقها وتقتنع بيها وثالثًا ودا الأهم فخروجي من هنا مسألة وقت مش أكتر وزي ما أنت مهم وواصل فانا بردو واريا الأهم منك والواصل أكتر منك.
+
ثم رفع اصباعيه السبابة والوسطى يضعهما على جبينه بأشارة التحية والوداع.
- سلام يا أبن البنا معدش في كلام ما بينا يتقال.
ثم أتجه لباب الغرفة يطرقه مناديًا على العسكري حتي يصطحبه إلى مهجعه المؤقت من وجهة نظره بعدما أبلغه إحد رجال الرجل الكبير الذي يعمل تحت أمرته بقرب خروجه من هنا وتهريبه لخارج البلاد
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1