أحتاج إلى الهدوء جداً، ففي داخلي ضجيج مدينة من الحنين، وفي قلبي أشلاء حكاية ممزقة، وفي عيني ملح بكاء ألف ليلة وليلة.
كان هذا حال فرحه التي رات نفسها بين شقي رحا، بين حياتها التي اختارتها وبين حياة ابيها الذي اصبحت علي شفير الهاوية،
لقد اكتشفت أصابة ابيها بمرض القلب واحتياجه الي تغير صمام وحالتها في تدهور مستمر
لهذا اسرع في تزويجها حتي يتركها مع رجل يعيلها
بدات تري تضحيات ابيها التي لم تكن تفهمها وقتها، جاليا امامها، من خدمه امها في عزبة الهانم، او عدم مقدرته علي العمل في الغيط، والاكتفاء فقط بالاشراف الذي جعل راتبه ضعيف لا يكفي طلباتهم،
وتاكدت ان هذا سبب قبوله ان تخدم هي الاخري لكي يحصل علي المال الذي يستطيع بها تجهيزها،
بكت وبكت حتي نحر قلبها من الحزن عليها وقالت:
اه يا بويا سامحني لاني شفت المال اغلي مني عندك لكن دلوقتي فهمت وعرفت اني ظلمتك
والواجب عليا اردلك حقك فيا، انا روحي مش اغلي منك، وعمري قليل قدام ساعه من عمرك ،
رفعت عيناها الباكية الي امتثال هانم وقالت بحسم:
مقدرش يا ست هانم ارفض طلبك بعد كرمك عليا وعلي ابويا، بس استخلفك بالله، ابنك يطلقني قبل ما ابويا يجي ياخدني، وكمان تعمليله العملية، اخواتي لسه صغيرين ومحتاجين ليه
لم تصدق امتثال حصولها علي موافقتها احتضنتها بقوة سعيدة بما انجزت، واخذتها من يدها الي مرحاضها الخاص وقالت:
ادخلي خدي حمام واتجهزي زمان الميك اب ارتست جاية هتعملك الميكب، متقلقيش ابني مش هيشوفك ولا هيعرف انه انت عروسته لانه ممكن يرفض بعد اللي عملتيه معاه امبارح
بس لازم اللي هيجو ياخدو منك الوكالة والمحامي يتاكد من وجودك اتفقنا يا فرحه
تنهدت فرحه بحزن والم وقالت:
اللي تقولي عليه هنفذه حاضر، بس توعديني ان ابنك يطلقني، كتب كتابي علي فاروق بكرة ومش عايزه فضايح ليا ولي لبويا اللهي يسترك
مسدت علي ظهرها وكفكفت دموعها التي تذرفها بغزارها حزينه علي حالها وقالت لها تطمئنها:
اطمني بعد ما يستلم الميراث اوعدك اخليه يطلقك هو كده كده مسافر الصبح بدري يعني مفيش وقت
بعدها للطلاق، يلا ادخلي خدى حمامك علي ما اشوف المحامي جهز كل حاجه ولا لسه؛
دلفت فرحه الي الحمام وشعرت بفقرهم الشديد امام كل ما تراه امامه من ثراء وبذخ فقد كان الحمام يعج بالروائح والكريمات باحدث الماركات من منظفات الجسم والعناية بالبشرة والشعر
اشياء لم يخطر لها علي بال ان تراها او تستخدمها يوما، وفي لحظة اصبح كل هذا متاح لها
امام كل هذا تناست حزنها وما هي مقبله عليه من تضحية، واستمتعت بما اتاح لها من بزخ لن تعيشه فيه مره اخري
****************
كانت سعادة امتثال لا تضاهي احد بعدما شعرت بقرب، حصول ابنها علي حقه في ميراث ابيها الذي كاد ان يحرم منه بمؤامرة من عمها الطماع،
نزلت الي الهول وطلب من كل الخدم الاسراع في التجهيزات لان مراسم كتب الكتاب والزفاف علي وشك البدء،
وبعدها اتصلت بعادل كي تطمئن علي ابنها وعلي ما طلبته منه فاجابها:
متقلقيش يا طنط فريد موده بقي تمام، بعد ما اتقابل مع اصدقائنا في الجامعه، ساعة زمن وهنكون عندك
اما بالنسبه لشهادة الميلاد انا جبتها وكل شئ جاهز، واتفقت مع خالو سامح والمأذون، يعني اطمني ابنك النهاردة باذن الله، هيكون الوريث الشرعي لاملاك جمال الديميري حقه المشروع من ابوها حافظ بيه
انتفخت اودجتها شلعرة بالزهو من نفسها لانتصارها علي عمها الطماع الاستغلالي الذي كاد يسرق تعب زوجها وثروته من وحيدها فريد
انهت معه الاتصال بعدما اطمئن قلبها، واتصلت علي الميك اب ارتست تستعجلها حتي تهيئ فرحه للزفاف
بعد ساعه ويزيد وصل فريد مع اصدقاء الدراسة الذين حضرو خصوصي من بعثاتهم لحضور زفافه،
دلف الخمس وبصحبتهم عادل رحبت بهم امتثال بحفاوة وسعادة فقال لهم احدهم:
اسمعي يا طنط احنا ملحقناش نحتفل بفريد، فبعد اذنك بعد الزفاف هناخده ونسهر معاه بره احنا اتفقنا معاه علي كده ووافق
هزت امتثال راسها بانكار ورفض قاطع وقالت:
ازاي يا كارم مينفعش ،يعني بذمتك في عريس يسيب عروسته ليلة زفافه ويخرج يسهر مع اصحابه طبعا لاء احتفلو معاه هنا وخلاص،
ضغط فريد علي فكه بغيظ ومال علي والدته محدثها بصوت خافت غاضب:
ماما دي مش سوسن حبيبتي ولا ناسية انا هتجوز ليه حسبتيها جواز بجد، انا هخرج معاهم وبلاش جدال لاني عندى استعداد اخرج من دلوقتي اسافر واريح دماغي، ومرجعش تاني
ارتبكت والدته من حدته معها وتحديه لها ورفضه المستمر للزواج حتي يستعيد ميراثه وقالت بخنوغ:
ماشي يا فريد اخرج وافرح مع اصحابك زي ما انت عايز بس باريت متتاخرش، لانك هتسافر علي انجلترا بدري ولا ناسي
اخذ فريد نفسي عميق بارتباح ورد عليها:
لا ياماما مش ناسي وشكرا جدا لتفهمك، يلا يا شباب تعالو معايا ساعدوني في التجهيز للزفاف
صعد فريد الي غرفته مع اصدقائة وجلست امتثال مع عادل ترتب كل شئ، وطلبت منه يؤكد علي خاله سامح الحضور باكرًا، وقد كان
اما في غرفتها فكانت فرحه تجلس امامه الميك اب ارتست مستسلمه الي قدرها الغريب الذي كتب عليها
كانت الارتست تحدثها عن رقة جمالها ونعومة بشرتها واقسمت انها لا تحتاج الي تجميل فهي جميلة دون اي اضافات الا من رتوش بسيطه
لكن فرحه كانت في عالم اخر شارده وخائفه من المخاطرة التي قامت بها، في سبيل انقاذ ابيها
بعد مرور الوقت امسكت الارتسيت يدها ودنت بها من المرآه وقالت لها بانبهار وزهو بنفسها:
شوفي نفسك بقيتي ازاي وقوليلي رايك بصراحه
نظرت فرحه الي نفسها في المرآه وصعقت من جمالها الذي ابرزته خبيرة التجميل بكل دقه فكانت ساحرة كالاميرات الجمتها صدمة جمالها الاخاذ وسمعت والدة فريد تقول من خلفها باعجاب :
بسم الله ماشاء الله جميلة مرات ابني، اه يا فرحه لو كان ينفع وربي ما كنت فرطت فيكي
ايه يا بنتي دا انت ايه من الجمال، ربنا يبارك فيكي
ثم نظرت الي خبيرة التجميل و ووجها له الكلام:
اسمعي انا عايزة الطرحه اللي تغطي وشها تكون ثقيله، متبانش ملامحها من تحتها، وكمان الطرحه اللي علي شعرها ميظهرش منها شعره فاهمه
وافقتها الخبيرة وقالت بانبهار:
والله ليكي حق دي جمالها يسحر، البية هيتحسد عليها الافضل فعلا انك تداري جمالها
المهم تدخل تلبس الفستان وانا هظبط كل حاجه ليها
اطاعتهم فرحه وارتدت الفستان الذي كان انسيابي وناعم ورقيق عليها فسعدت به فرحه لانها لم تتخيل ان ترتدي مثله ليلة زفافها فقالت للهانم:
هو انا ممكن اخد الفستان ده ليا بعد الفرح، نفسي البسه لفاروق واوريه لاخواتي وامي وكل اصحابي
ابتسمت لها بامتنان لقناعتها ومطالبها البسيطة التي تدل علي رضاها التام بما قسم الله له وقالت بمحبة:
كل اللي نفسك فيه هحققه ليكي، بس تخلص الليلة واوعدك اني ارضيكي وافرح قلبك مقابل تضحيتك
قبل وضع طرحتها علي وجهه طلبت منها خبيرة التجميل ، التقاط صور لها لكي تضعها في البومات عملها الاحترافي، رفضت امتثال بشدة
لكن استطاعت الخبيرة اقناعها واكدت عليها انه لن تعرضها اللي بعد فترة، فوافقت وكذلك طلبت منها فرحه نسخه للصور التي ستلتقطها لها
علي السادسة مساءا كانت العروس والعريس علي اتم استعداد لحفلة عقد القران
وقد اتي المأذون واصرت امتثال يتم كتب الكتاب قبل وصول المحامي في السابعه حتي لا يعرف بان الفتاة قاصر ويشك في امر الزواج
جلس فريد علي الأريكة وبجواره المأذون الذي اخذ جميع بياناته واعطاه سامح بيانات العروس وشهادة التسنين التي اخرجها من الصحة،
وبدا المأذون في تلاوة بضع الايات، وبعدها طلب الوكالة للعروس،
فطلبت امتثال من عادل واحد اصدقاء ابنها بالصعود معها الي العروس لاخذ الوكالة
دلفت امتثال الي غرفتها بصحبة عادل وصديق ابنها ودنت من فرحه التي كانت تغطي وجهه كم طلبت
هي من خبيرة التجميل فسالها كارم :
احنا جايين ناخد الوكالة بتاعتك يا عروسه وكلتي مين باذن الله
اخذت فرحه نفس عميق وردت بصوت خافت حزين:
وكلت سامح بيه باذن الله
سمعت عندها صوت عادل يقولبفرح:
الف الف مبروك ربنا يتمم ليكم بخير يا مرات اخويا
خرج بعدها مع كارم فنهضت فرحه وهمت ان تنزع طرحتها من علي وجهه فقالت لها امتثال:
بتعملي ايه انت مجنونه، اصبري سامح بيه هيجي ياخدك تنزلي تحضري زفافك، وبعد الزفاف هتطلعي هنا وبعدها هتطلقي بس لغاية ما تطلعي هنا مش عايزه حد يشوف وشك فاهمه، لو ابني فكر يشيل عنك الطرحه ارفضي واعملي مكسوفه اتفقنا
هزت راسها بالايجاب، ولم تمضي دقائق وسمعت الزغاريد فعلمت انها تم عقد القران واصبحت فرحه زوجة رسمية لفريد حافظ الديميري
نزلت امتثال مسرعه لتهنئ ابنها اثناء دخول المحامي الذي صدم من اتمام عقد القرآن وظن ان حسن عم فريد خدعه وزوج ابنته له فقال بضيق:
الف الف مبروك يا فريد بيه، مدام تم كتب الكتاب كده اصبحت الوريث الشرعي لاملاك جدك
طالعها فريد بغيظ واستحقار، فردت عليه امثال بسخرية وانتصار :
ايوه يا استاذ سعيد يارب تكون جايب معاك كل الاوراق لتسليم ابني ميراثه، لانك عارف بكره هيسافر مع عروسته لشهر العسل واكمال دراسته
جلس المحامي بتهالك علي احد المقاعد وقال باستسلام وعضب من فكرة خداعه
طبعا يا امتثال هانم انا عامل حسابي، وكل الاوراق معايا جاهزه علي امضاء البية بس،
لكن الاول لازم اطلع علي عقد الزواج، ممكن اشوف العقد يا حضرة الماذون
اعطاه المأذون الدفتر فقراء اسم فريد وتاكد من شخصه ونظر علي اسم الزوجة وقال بتعجب:
فرحه مين فرحه دي، مش العروسة اسمها سوسن بنت عم فريد. بيه
غمغم فريد ورد عليه بنزق:
لا يا حضرة المحامي عروستي مش سوسن بنت عمي ، للاسف محصلش نصيب تحب تشوف العروسة بنفسك، انتظر ثواني خالها هيجبها دلوقتي علشان الزفة بس ياريت الاول تخلص الاجراءات نقل املاك جدي باسمي علشان مش فاضي بعدها
ابتلع المحامي ارياقه بصعوبة شاعرًا بالهزيمه النكراء علي يد دهاء فريد الذي من المؤكد اكتشف لعبته هو وعمه فلهذا اسرع في ايجاد عروس اخره وتزوجها ونفذ الوصية:
لم يكن امامه بد فاخرج اوراق الميراث من حقيبته وطلب منه التوقيع عليهم مع شهود من اصدقاء
تم زاجراءات استلامه للميراث ،اخذ فريد الاوراق واعطاها الي والدته وقال بحنق:
نفذت ليكي طلباتك ممكن بقي تخلصيني من المهزله دي، محتاح بعض الهدوء لتصالح مع نفسي
ارتبكت امتثال من حدته معها وقالت بقلق :
طيب اقعد مع عروستك في الكوشة شويا، لازم ناكد للمحامي ان جوازك حقيقي ليشك في الامر، وبعد ما يمشي طلق البنت واعمل اللي انت عايزه،
ضغط علي فكه بغيظ وضيق لكنها لم يرفض حتي لا بنكشف امرهم امام المحامي، وانتظر وصول سامح خال عادل الذي صعد الي غرفة والدته لتاتي بعروسه
لم تمضي دقائق ونزل سامح وفرحه تتباطا ذراعه
وابتسم الي فريد بسعادة وهو يغمر الي والدته وقال:
الف مبروك خلي بالك من عروستنا بقت امانه في رقبتك ومسؤوله منك من النهاردة
استلمها منه فريد وبدات الفرقة الموسقية تعزف موسيقي الزفاف واصدقائه من خلفه يهللون بصخب
وصل الي الكوشة التي حسدت عليها العروس في الصباح، فاصبحت هي موضع الحسد،
اجلسها فريد وجلس بجوارها والبسها دبلة الزواج وشبكة عروسها سوسن التي اعطته له امه كي يلبسها اياها، واخذ دبلته واعطاها لها لكي تلبسها له
اخذتها منه بيد مرتجفه وهي تري الاسورة الالماظ التي تلمع في يده وخاتمها الماس الذي يبرق ببريق اخاذ فجعل هذا تشعر بالدوار والخوف:
البستها الدبله بصعوبه لعدم قدرتها السيطرة علي اعصابها المتوترة ما ان انتهت علت الزغاريد
وبدات الحفله وظل اصدقائة يطلبون بالحاح كشف وجهه، وتقبيلها رفضت فرحه كثيرًا كم طلبت منها امتثال، لكن امام اصرار اصدقاء فريد اضطر لرفع الطرحه عن وجهه واخذ ينظر اليها كثيرا غير مصدق جمالها وانبهر بها فتنهد بقوة وقبل جبينها لينهي
من هذا الجدال الثائر بين الحضور لرؤية العروس
نكزه احد.اصدقاءه في كتفه وقال بسخرية:
ايه ده يا فريد مش حال انك عايش في انجلترا عايزين قبله رومانسية لملكة الجمال دي،بس قولي وقعت عليها فين دي يا نمس
غامت عين فريد وامسك يد صديقه وضغط عليه بضيق وغضب كامن وابعدها عنه:
يمكن عايش في انجلترا لكني راجل شرقي فاهم
وانزل الطرحه علي وجهه وقال:
جمال زوجتي ليا لوحدى وانا غلطان اني كشفته ليكم
اقترب منه عادل وقال بضيق:
طلعت من نصيبك با صاحبي، كنت لازم اتوقع كده مدام والدتك واثقه فيها بالشكل ده، عمتنا الف مبروك يا صاحبي ربنا يسعدك بيها
امسك فريد يده وقال لها بتعجب وحيرة:
مش فاهم بتتكلم عن ايه، انت كنت تعرف العروسة قبل كده، انا اول مره اشوفها
جفل عادل باستغراب ورد عليه:
كده فهمت لما سالتك عنها، ومردتيش عليا لانك متعرفهاش، بس خلاص يا صاحبي مبقتش تنفعني
يلا بقي النصيب، بس استاذ سعيد شكله بيخلص
ضحك فريد حين نظر وراي المحامي يعاني من ضيق حاد في التنفس واقترب منهم وبارك لهم مره اخره، فبعد رؤية جمال عروسته تاكد انها اختارها بعناية وليست عروسة للمصلحه لكي يورث
بعدها غادر المحامي محسور علي انهيار احلامه في الثراء بعدما امتلك فريد كل شئ
بعد مغادرته نهض فريد من جوار فرحه الصامته بسكون غريب وقال لاصدقاءه بمرح:
يلا يا شباب نكمل سهرتنا بره، خلينا نمتع نفسنا قبل الاشغال الشاقة اللي هتبدا من بكرة
اعاده كارم الي الجلوس بجوار عروسه وقال:
احنا نبقي اندال لو اخدنك من القمر دي، خليك معاها وتتعوض في ليلة تاتية يا زميل
رفض فريد بشدة اكمال الحفلة واصر عليهم قائلًا:
بقولكم ايه انا خارج اللي عايز يجي معايا اهلا وسهلا
امسكته امه من ذراعه ومنعتها من الانصراف وقالت بضيق من تصرفاته الرعناء وطلبت منه بهدوء:
طيب اصبر زف العروسه وامشي وانا هجهز الماذون علي ماترجع بس متتاخرش
اؤما لها فريد بالموافقة حتي ينتهي من هذه المهزلة كم يقول واخذ بيد عروسه الي داخل الفيلا، وصعد معها الي غرفته ادخلها اياها وخرج وتركها دون كلمه:
تنفست فرحه الصعداء لان الامور تسير كم وعدتها الهانم فتركت غرفة فربد وذهبت الي غرفة الهانم لتنزع فستان الزفاف والشبكة التي البسها لها ابنها
*************
استمرت الحفله الي منتصف الليل وغادر الجميع بعدها حتي الخدم، لكن لم ياتي فريد بعد
جلست امتثال مع فرحه التي تملك منها القلق لعدم رجوع فريد او حضور المأون لتطليقها
ربتت علي كتفها الهانم وقالت تطمئنها:
متقلقيش انا مش هنام قبل ما يرجع فريد ويطلقك
لازم يطلقك النهاردة طيارته ميعادها تسعه الصبح
تنهدت فرحه بعدم راحه وقالت:
انا كمان مش هنام قبل ما يطلقنا لو فيها موتي انت وعدتيتي، ياخوفي ابويا يعرف باللي حصل
ضحكت امتثال وردت عليها بهدوء:
متقلقيش والدك مش هيعرف حاجه، واليوم عدا علي خير، وزمان فريد جاي باذن الله
انتهت من حديثها ورن هاتفها برقم دولي فتحت الاتصال وردت بزهو:
اهلا يا حسن لسه فاكر تتصل تبارك لابن اخوك، ولا الحسرة بتاكلك لانك خسرت كل حاجه
سمعت ضحكه شريرة اتيا منه ورد عليه قائلًا:
بقي جوزتيه يا امتثال وحرمتني من ورثي، ماشي انت اللي جبتيه ليكي ولابنك، زمان كنت بمثل عليكي اني هقتله، لكن دلوقتي عيبقي حقيقع وابنك مش هتشوفيه تاتي وقبل ما يبقي ليكي حفيد هتدفينه
وبكل غل وغيظ قال:
اقسم بالله لاقتلك ابنك بايدى وخلي المال يعوضك عنه يا مرات حافظ
اغلق معها الاتصال وظلت امتثال تصرخ بلوعه وهلع خوفًا علي ابنعة الي وقعت مغشيا عليها،
ارتبكت فرحه ونزلت تبحث عن احد ينقذها لكن الفيلا كانت صامته ولا يوجد احد غيرهم، والبواب
امسكت الهاتف الارضي واتصلت بالنجدة هذا ما هداه اليه تفكيرها، فرد عليهم احدهم وابلغته بحالة الهانم وسقوطها مغشيا عليها:
بعد مضي ربع ساعة اتت عربة الاسعاف وذهبت فرحه برفقتها بعدما طلب منها البواب ذلك،
وصلت للمستشفي اخذوها منها وقامو لها بالاسعافات الاازمة وبعدها ادخلوها الي غرفة الرعاية لخطورة حالتها الصحية،
بعد اكثر من ساعة خرج اليها الطبيب وقال:
للاسف الهانم اتعرضت لازمة قلبيه حادة وهتفضل معانا فترة تحت الرعاية
لطمت فرحه علي خدها بجزع وهلع وقالت:
يعني ايه مش هتروح معايا طيب انا اعمل ايه دلوقتي، واروح فين
ربتت علي كتفها الطبيب وقال:
لا طبعا مش هتروح ومتقليش امتثال هانم شخصية معروفه، ومصاريف المستشفي تقدر تدفعها بعد ما تسترد صحتها،
هي فاقت حاليا ومصرة تكلمك، اسمعي انا هدخلك ليها زبارة خمس دقائق،
وياريت متخلهاش تتكلم كتير ماشي
اؤمات براسها بخنوع ودلفت وراءه، فرات جسدها متصل بالاجهزة والاعياء اخذ منه ماخذه
اشارت اليه الهانم كي تقترب منها، وقالت لها بخفوت:
فرحه روحي الفيلا واوعي تنامي قبل ما فريد يرجع ويطلقك، خليه يتصل بعادل وهو هيخلص اجراءات الطلاق، واسمعي اوعي تبلغيه اللي حصلي، ولو سالك عني قوليله اني روحت استجمع مع طنط فاطيما هو عارف لما بروح معاها بقفل تليفوني
اوعي يا فرحه يعرف اني محجوزه بالمستشفي، ممكن يضيع مستقبله وانا مش عايزه يواجهه عمه ويدخل في صراع معاه من تاتي
اوعديني يا فرحه انك مش. هتبلغيه ارجوكي
امسكت يدها وضغطت عليها وقالت:
اوعدك يا ست هانم حاضر ربنا يقومك ليه بالسلامه
صمتت فجاة حين اطلقت الاجهزة صفارة الانذار، دخل الطبيب مسرعا وعمل لها بعض الصدمات الكهربائية فعاد قلبها الي النبض من جديد،
اخرجها الطبيب وقال لها:
كفاية عليها كده احنا هنديلها مهدئ مش هتفوق منه للصيح، اتفضل انت مع السلامة ملهوش لزمه وجودك
خرجت فرحه من المستشفي واخذت تنظر علي الطريق بحيرة لا تعرف الي اين تذهب او كيف؟!
من حسن حظها مر بها ثلاث بنات من التمريض في طريقهم الي منزلهم بعد انتهاء ورديتهم
وسالتها احدهم باهتمام
مش انت اللي كنت مع مدام امتثال، مالك واقفه كده ليه، ومروحتيش
اجابتها فرحه بقلق وحيرة:
ايوه انا اللي كنت معاها، بس مش عارفه اركب ايه علشان اوصل الفيلا،
ربتت عليها الممرضة وقالت:
طيب تعالي معانا هنوصلك في سكتنا، انا كنت بروح الفيلا كتير ايام البيه الكبير علشان اديله الحقن
اطمئن قلب فرحه لها وذهبت معها، اوصلتها الي الفيلا كم قالت لها، وتركتها بعدما اطمئنت عليها،
كان ابن البواب نائم علي نفسه في انتظارها ما ان فتح لها الباب عاد الي والديه وتركها قبل ان تساله عن البيه اذا عاد ام لا
دلفت الي الفيلا الخالية مسرعا لعل فريد يكون قد عاد لكنه لم يعد بعد، ظلت تنتظره كتيرًا، بلا امل
فنامت مكانها واستيقظت فجاة بعد ساعه وصعدت الي غرفته ربما يكون عاد لكنه لم تجد
فاختارت ان تظل بغرفته حتي يعود وتحدثه في تطليقها ، الي ان غفت من ارهاقها علي فراشه،
عاد فريد قرب الرابعة فجرًا، صعد الي غرفته منهك القوي، دلف اليها ونزع ثيابه بصعوبة فقد احتفل به اصدقاء بشرب الخمر والمنشطات ظنًا منهم انها ليلة زفافه علي عروسه وليس تمثيل
لم يتسطيع فريد الرفض حتي لا يفشي سره لهم، لهذا اصبح مثار جدا بعد ما شربه من المنشطات
فعاد الي الفيلا لينشد الراحه والهروب من رغباته
القي ثيابه باهمال علي الفراش، فانتفضت فرحه ونظرت اليه وهو ينزع باقي ثيابه وصرخت به:
استني يا بيه اتت بتعمل ايه،
نظر اليه باستغراب ورؤية ضبابية من اثر الخمر وقال:
انت هنا بتعملي ايه، ايه فاكرة نفسك مراتي بجد، اتفضلي اطلعي بره
وقفت امام الباب ونظرت اليه بخوف وحيرة وقالت:
حاضر هخرج بس الاول طلقني الهانم بلغتني مش اسيبك قبل ما تطلقني وقالت تكلم الاستاذ عادل يخلص كل حاجه بعدها
غامت عيناه بسخرية وابتسم قائلًا:
اطلقك ليه، هو انا اتجوزتك بجد، وفين ماما راحت
ابتلعت ريقها بضيق لعدم قدرتها علي الكذب وقالت:
الهانم اه الهانم راحت تستجم مع فاطيما هانم، ممكن بقي تطلقني علشان اخلص الله
ضحك فريد واقترب منها وهو يتفرس في ملامحها وقال بضيق:
طيب اخفي من قدامي دلوقتي، انا سكران وشارب وطلاقي ليكي لا بجوز، لما اصحي ابقي اطلقك يلا
مع السلامه احسلك
هزت فرحه راسها برفض تام وقالت برجاء:
ابوس ايدك يا بيه، مينفعش ابويا جاي باخدني الصبح وهيكتب كتابي بكره علي ابن عمي، لازم تطلقني باي شكل دلوقتي
جذبها من يدها ودفعها كي تخرج من غرفته وقال:
قلتلك تخفي من قدامي انت متعرفيش اللي فيا، وجودك بيشوشر تفكيري وشياطين الارض بتلعب في راسي انفذي بجلدك واتفضلي بره
بعناد ناتج عن خوفها لعدم تطليقها جلست علي الفراش وقالت:
الله في سماه ما هخرج من هنا الا لما تطلقني، ده كان اتفاقي مع الهانم، وانا مش عايزه الفضايح لبويا اتصرف بقي وطلقني مليش فيه
ضحك فريد بتهكم، وذهب نحو الباب فظنت انها سيخرج ويتركها تتقاتل مع نفسها، فهرعت اليه لكي تترجاه فرفع اصبعه في وجهه محذرًا واعلق الباب باحكام وقال متوعدًا:
انت تخرصي خالص مش عايز اسمع صوتك، اقعدي هنا متتحركيش لحد ما اخد حمام يفوقني وبعدها نشوف موضوع طلاقك ده
اؤمات له بالطاعة فاخذ منشفته ودلف الي المرحاض، تنفست فرحه انفاسها ببعض الراحه، لانه سينفذ وعد والدته وسيطلقها كم اتفقت معها
لم تمضي دقيقة وعاد اليها وهو يلف وسطه بمنشفه كبيرة وسالها بحدة:
انت عايزه تطلقي ليه يا فرحه، معقول مش مبهوره بانك زوجه ليا وهتعيشي في العز ده
هزت راسها برفض تام ونكست راسها بخجل من صدره العاري وقالت:
لاء يا بيه مش مبهورة ولا يلزمني مالك، انا وافقت علشان انقذ ابويا واخدم الهانم اللي ياما مدت ايدها لينا بالخير، وخلصت خلاص
هي دي حياتي اللي اخترتها مش اللي فرضت عليا
دنا منها فريد فزاد ارتباكها وشعرت بانفاسه قربها ولم تقوي علي النظر اليه حتي لا تري جسده العاري ساخطه عليها لانه يقف امامها هكذا بلا حياء ،
فقال فريد بغموض حيرها :
ومين اللي قال انك دخلتك اخر الاسبوع
ابتلعت ريقها بصعوبة وارتجفت بشدة لاحساسها بقرب منها الشديد وقالت:
ابويا هو اللي حدد الميعاد مع ابن عمي وخاتم خطيبي في ايدي اهوه هديته ليا
امسك فريد يدها بحدة ونزع منها خاتم فاروق والقاها ارضا وقال:
اتت هبله تقلعي خاتم جوازي منك الالماظ علشان ده
انحنت فرحه ارضا لتاخذ خاتم خطيبها، فاحتضنها فريد من خصرها وضمها الي صدره باشتهاء وقال:
احب اعرفك حاجه يافرحه ،انت دخلتك مش هتكون اخر الاسبوع، لكن هتكون النهاردة ودلوقتي
ونزع عنها المنشفه التي تعطي نصفه الاسفل والقها علي الفراش ولتصرخ فرحه من منظره العاري،
فاخرصها فريد بقبله جائعة وجردها من ثيابها بعد مقاومة عنيفه منها لكنها لم تستطيع مجابهت رجل مثار فقال لها :
ياريتك سمعتي كلامي من اول مره وخرجتي لكن حظك الاسود، اني فقدت السيطرة علي نفسي
ل......؟!