رواية بنت الوادي الفصل الخامس 5 بقلم سلمي سمير

   


كل ما بداخلي تحطّم وتبعثر، أصبحت أشلاء تناثرت فوق صفحات البحر، ربما الخوف من المجهول يسكنني، وتلك الدمعات تأسرني، لقد فقدت إحساسي بالأمان وثقتي بالأزمان.والعهد مع بني الانسان،
فصرت أتمنى أن أسكن عالماً بعيداً، عالماً لا أشعر فيه بالبشر،بل أشعر معه بنسمات الصباح والليل وأحاديث الشجر ومداعبة قطرات الندى للزرع في الحقول؛
نظرت فرح الي فريد الجاثم بجوارها عاري الجسد بالم وحزن، سحبت نفسها من جوارها وانحنت تلملم ثيابها الممزقه وسترت بها جسدها المستباح من زوج سيطرت عليها رغبتها فنقد وعد والدته معها، وفرض نفسه عليها واتاخدها زوجه له دون اردتها؛
جلست في احد الاركان تبكي نفسها وتطلم خدها بحسرة والم لما سيكون عليه حالها بعد ما غدر بها فريد وصار زوجها و لي امرها
تذكرت والدها الذي سياتي اليها اليوم لياخدها الي البلد كي يكتب كتابها علي ابن عمها العاشق لها،
وتسالت كيف ستواجه ابيها بعصيانها لها وموافقتها علي الزواج من ابن الهانم؟!
وهل سيوافق عليها فاروق بعدما اصبحت لرجل غيره
عندها تاكدت بخسارته له ولطمت خدها بحسرة:
يافضيحتك با فرحه ياسواد عيشك وايامك  وسنينك الجاية يا فرحه ياكسرت قلبك يا فرحه اه
استيقظ فريد علي صوت نحيبها نهض من فراشها وارتدى روبه ودنا منها وسالها:
ممكن اعرف انت بتعيطي ليه وقلباها مناحه، علي الصبح، ايه حصل لكل ده
نظرت الي الفراش فرات اثار براءتها التي اغتالها، فعادت الي نحيبها ولطم خدودها :
يافضحتي يافضحتي يارب خدني او ارحمني برحمتك يارب
جدبها فريد من ذراعها لكي تقف  امامه وقال بغيظ:
انت هبله فضيحة ايه، انت مراتي بشرع الله، واللي حصل بينا شئ طبيعي بين اي زوجين، 
وعمتنا انا هريحك، وهتصل بعادل دلوقتي واطلقك
مش ده اللي كنتي عايزة
تركها واستدار فامسكت فيه فرحه باستماته وصرخت بهلع ورجاء:
تطلقني بعد اللي حصل، يانصيبتي، طيب اقول لابويا ايه ولخطيبي، مين هيصدق.اني شريفة لما تطلقني بعد ساعات من دخولك بيا
امسكها بعنف من كتفاها وهزها بغضب و غيظ:
خطيبك بتقولي لجوزك خطيبك، انت هبله ولا عبيطة ولا شكلك كده، استغفر الله العظيم يا رب ع الصبح
بقولك ايه شوفي انت عايزه ايه علشان اخلص منك
ارتجفت من نظراته الغاضبه إليه وضغطه علي كتفاها بقوة فحاولت سحب نفسها من بين يداه كي تبتعد عنه وتتلاشي غضبه لكنها لم يتركها فقالت:
هو طلب واحد اللي عايزاه منك وهشيل جميلك فوق راسي طول العمر، ابويا بالكتير قبل الظهر هيكون هنا كلمه وعرفه ان جوازي منك كان  خدمه ليكم، وبسبب الخمر اللي طفحتها حصل اللي حصل وبقيت مراتك، وبعدها طلقني بس الاول تشهد علي برائتي
نظر فريد الي ساعته  ضحك بتهكم ورد عليها :
يعني انت عايزاني انتظر والدك اللي هيجي علي الساعه  ١١ او ١٢ علشان افضح نفسي قدامه باني شربت خمره وابرره ليه سبب جوازي منك
طيب يا حلوة عايز اقولك، ان الساعه ١٢ دي لازم اكون في الحرم الجامعي  بانجلترا بصدق علي تقديم رسالة الدكتوراه بتاعتي اللي اتحدد ليها ميعاد من ثلاث شهور ولولا الوصية اللي كان شرطها اتجوز قبل ما ابلغ ال٢٥ انا مكنتش نزلت مصر من اساسه
والاهم ان طيارتي ميعادها الساعه ٨ يعني خدمني فرق التوقيت الساعتين اللي بينا وبين انجلترا، لاني هوصل هناك علي  ١١, تقريبا ١ هنا، يعني من الاخر كدة تنسي خالص اني انتظر والدك
لكن تقدري تنتظري ماما لما ترجع وهي تشرح ليه، كل حاجه بنفسها لكن ان نو مقدرش مستقبلي هيضيع
انهارت راكعه امامه وبكت بحرقه علي كرامتها المسلوبة، وشبح الفضيحة التي يهدد ابيها وصرخت:
خايف علي مستقبلك وانت راجل، طيب ومستقبلي انا وشرف ابويا ملهمش عندك اعتبار، 
لبه لما فكرت ترضي نفسك مفكرتش فيا هيكون مصيري ايه واروح فين، حسبي الله ونعمه الوكيل فيك ربنا ينتقم لي منك يا فريد يا ابن امتثال،،،،
ضرب فريد يده كف بكف وحذبها كي تقف وقال بعصبيه ونفاذ صبر:
فرحه انا لحد دلوقتي مقدر اللي انت فيه لكن كلمة تاني اقسم بالله العظيم، لتشوفي مني اللي هبخليكي تكرهي اليوم اللي اتولدتي فيه
ارتعدت اوصالها من نبرة تهديده الغاضبة وقالت:
انت السبب عملت معاك معروف انت ووالدتك، وكان جزائي  ضيعتني وكسرت فرحتي وهتكسر ابويا وتفضحه قدام الكل، قولي اروح فين بعد ما تسافر وتسيبني  في مصيبتي دي
غمغم وربت علي شعرها الحربري وقال:
طيب خلاص، خليكي هنا لحد ما ماما ترجع، المشكلة انها بتقفل تليفونها طول ما هي مع طنط فاطيما لولا كده كنت طلبت منها ترجع وتحل الامور مع والدك ،
وللاسف معنديش وقت اسافر ليها الاسماعيلية ،
عادت فرحه للبكاء بنحيب وحرقه وقالت بالم:
اديك قلت اقعد هنا اعمل ايه  في غياب الست هانم واقول لابويا ايه لما بجي ياخدني علشان يكتب كتابي، ازاي ارفض، اقوله بنتك عاصية حطت راسك في طين واتجوزت من وراك، بعد ما اديت كلمه لابن عمها وحددت فرحها عليه؛
يامصيبتي يامصيبتي ياوقعتي السودة دي كان يروح فيها ابوس ايدك يا بيه انا مش هقدر علي حسرة ابويا،هو ده جزاء وقفتي جمبكم تضيعوني وتفضحوه
قبض  فريد علي يده بغضب وقال:
طيب بس اسكتي مش ناقص نكد، بس انا فعلا مش قادر اعملك حاجه انا قلت المال ده ملعون محدش صدقني، اسمعي عندى حل وحيد هو ده اللي قدامي، منه بحميكي ويأجل مواجهتك لوالدك لحد ما ماما ترجع  بالسلامة وتحلها معاه
امسكت يده وقبلتها باستجداء وسالته بلهفه:
ابوس ايدك الحقني بيه، انت مش متخيل ابويا لو عرف اللي حصل ممكن يجراله ايه او بعمل فيا ايه
ده غير فاروف واللي هيعمله فيا ، ده مش بعيد ان  ما سيح دمي 
غامت عيناه بغضب وامسكها  من ذراعها وهزه بعنف:
لا انت مجنونه رسمي، تبقي مرات فريد الديميري وبتفكري في ابن عمك وخايفه منه، شكلك عاشقاه 
هزت راسها بالنفي وقالت:
لا يابيه الحره مش بتعشق، لكن بترضي بنصيبها وقدرها وتطيع ابوها، وفاروق  ابويا اختاره ليا يكون نصيبي وكنت راضيه بيه، كفاية انه شاريني بالغالي انا كمان لازم اشتريه
المهم  حل ايه اللي عندك وهينقذني من اللي انا فيه
اخذ نفس عميق وتمهل طويلا في الرد ثم قال بحزم:
مفيش حل غير انك تسافري معايا انجلترا، بعيد عن كل حاجه هتحصل  هنا لحد ما ماما ترجع وبعدها ممكن اطلقك لما تظبط امورك مع والدك قلت ايه، 
حدقت فيها بذعر غير مصدقه عرضه عليه بالهروب من ابيها واهلها وكل حياتها والسفر معه، 
صمتت طويلّا وتذكرت ان فريد اصبح زوجها، حتي ان لم يستمر زواجهم لكنه هو الوحيد الان ولي امرها
ووجب عليها طاعته
فجاة تذكرت تهديد عمه بقتله فنظرت اليه وخافت عليه من مصير مجهوله حاولت والدته ان تحميه منه
فاصبح الان دوره هي حمايته من شر يحاق به، 
فكرت ان تصارحه بمرض امه، لكن كم قالت الهانم سيضيع مستقبله الذي يفضله عن ماله، ويواجه عمه الطماع الذي لن يتواني عن قتله كم اقسم
ظلت  الافكار تعصف بها بلي هوادة وفريد بانتظار ردها، الذي طال فطالعته بانكسار وقالت بتردد مقدمه حياته علي نفسها وسمعتها وسمعة ابيها :
الظاهر مفيش مهرب من اني اجي معاك، بس توعدني اول ما الست هانم ترجع بالسلامه، تكلم ابويا وتفهمه اللي حصل، وتخليه يسامحني 
هز راسه بتاكبد وقال بحزم:
طيب يلا غيري الملايات دي من الدم اللي عليها، وخدي شور واجهزي علي ما اشوف طريقة اضيفك بيها علي الجواز بتاعي، الساعه دلوقتي خمسه، لازم علي ٧ نكون في المطار، 
نظرت الي ثيابها الممزقه التي لا تملك غيرها وقالت:
بس انا معنديش حاجه البسها غير  هدومي اللي انت قطعتها، اعمل ايه واخرج معاك ازاي
غمغم بضيق ووضع يده علي ذقنه بتفكير وقال:
طيب ادخلي انت خدي شاور وانا هتصرف واشوف حاجة من ثياب ماما تناسبك يلا مفيش وقت
ترك فريد الغرفة ذاهبًا الي غرفة والدته فراي فستان زفافها علي الفراش وبجواره شبكتها التي البسها اياها وخاتم زواجهم  الالماظ فضحك بتهكم:
عمري ما شفت بنت ترفض الالماظ علشان الذهب، غريب امرك يا فرحه، لكن لذيذة وشهيه
وضع الفستان علي شماعه وادخله في خزينة ملابس والدته واخذ يبحث في ثيابها عما بناسبها، 
فاخرج بعض الثياب الداخليه ذو الماركات العالمية لم تستخدم، وبلوزه من الحرير تناسب جسدها الصغير 
وبنطال كاجوال يناسب كل الاعمار،
ثم اخذ شبكتها ووضعها في علبتها المخملية وحفظها في خزنته الخاصه، الا خاتم الزواج فاخذه معه،
واجري اتصال باحد اصدقاءه طالبًا منه انهاء كافة اجراء باضافتها علي جواز سفره باسرع وقت، 
عاد بعدها الي غرفته فراها غيرت الملاية ودلفت الي المرحاض فنادى عليها يخبرها بانه اتي له بالثياب، لكنه ام ترد عليه، فاصابه الهلع خوفًا عليها، فربما من ياسها وخوفها اقدمت علي الانتحار 
دلف مسرعا الي المرحاض فراها ممده في البانيو تبكي وتنعي نفسها بشرود  فسالها بقلق:
انت مش بتردي عليا ليه، ايه  مش سامعاني، وممكن  اعرف انت بتبكي تاني  ليه 
دلف مسرعا الي المرحاض فراها ممده في البانيو تبكي وتنعي نفسها بشرود  فسالها بقلق:
انت مش بتردي عليا ليه، ايه  مش سامعاني، وممكن  اعرف انت بتبكي تاني  ليه 
جفلت من دخوله عليها وهي عارية هكذا، وفحاولت ان تداري جسدها عنه بيدها وقالت بخجل:
والله ما سمعتك يا بيه، ولو ببكي غصب عني ببكي علي نفسي ونصيبي وكمان لاني موجوعه اووي 
دنا منها فريد وقد غامت عيناه بغموض ممزوج بالرغبة، ثم اخذت عيناه تجول علي جسدها العاري وتتفحص ثناياها باشتهاء وجوع الي ان سالها :
موجوعه ازاي  قصدك من علاقتي بيكي، ولا الم داخلي بسبب الاحداث اللي حصلت
نكست راسها بخجل وقالت بصوت خافت:
بسببك اصل اصل،،،
لم تكمل كلامها بسبب قربه منها  بعد نزوله معها في البانيو بروبه وسالها باهتمام مبطن بالرغبة:
بسببي، انا سبب وجعك  قوليلي موجوعه ازاي
لم يمهلها كي ترد عليه واخذ يملس علي شعرها المبلول،ثم مال علي عنقها ونثر عليه قبلات صغيرها متفرقه، ارتجفت علي اثرها  وقالت بذعر:
مش قصدي بسبب اللي حصل، قصدي لانك هتبعدني   عن اهلي، وهكسر فرحة ابويا وامي  واخواتي، ده غير خطيبي اللي كان بيستني يوم فرحنا بفارغ الصبر، 
تجلي عضب وقتي علي محياه وقال بعصبيه:
هو انت ليه مش قادرة تقتنعي وتفهمي انك مراتي
اصابتها صدمه غضبه عليها وارتبكت، فابتسم فريد بسخرية وضمها الي صدره بقوة، ولثم ثغرها باشتهاء ونهم وراح ينثر انفاسه الساخنه علي جيدها الذي عاد وقبله بقبلات جائعة، وقال بشغف  تملكه:
مش عايزه تقتنعي انك مراتي، انا هقنع بطريقتي 
وفجاة حملها  بين يداه وخرج بيها من البانيو والمياة تسيل منه ومنها، خرج بها الي غرفته ومددها علي الفراش وتمدد بجوارها بعد ان نزع عنه روبه الذي تبلل عن اخره،
ارتجفت برعب وحاولت الهروب منه فقالت:
والنبي يا بيه سيبني انا لسه تعبانه من من ، انت مرحمتنيش طول الليل انا مش قادرة اتحمل تاني 
جذبها برفق من شعرها المبلول ولفه علي يدها كي تعود اليه وبمنعها من الهروب، فاقتربت منه مرغمه فالتهم شفتاها بالقبلات ساخنه جائعة  وقال:
محدش قالك مترديش عليا لما نديتك وخضتيني عليكي لتكوني عملتي في نفسك حاجة، ولا حد قالك تستفزيني بعدم اقتناعك باني جوزك ودايما شايله هما خطيبك بدون احترام لرجولتي، ولا حد قالك تبقي مثيرة ولذيذة وشهية اووي كده وانت عريانه بصراحه تتاكلي اكل،  ثم انا جوزك فاهمه وده حق من حقوقي الشرعيه عليكي، معقول عايزه تغضبي ربك برفضك ليا 
كانت كلمته الاخير فاصله بالنسبه لها في تعلم جيدًا غضب الله علي الزوجة العاصية لزوجها، فاسبلت جفناها باستسلام وسلمت له نفسها كي ياخذ منها ما يريد ، انتهي الكلام وعم الصمت بينهم الا من صوت انينها الذي زاده اثارة ورغبه فيها فانتهكها بلا رحمه 
ابتعد عنها بعدما اخذت ترتجف بانتفاضه قوية وقبل ان يسالها عن وضعها اتاه اتصال فرد بسرعه:
ها طمني عملت ايه،  خلصت ولا لسه 
رد عليه المتصل بمرح:
انت تأمر يا فريد بيه، كله خلص، والمدام نزلت علي الجواز بتاع حضرتك واتحجز ليها معاك علي نفس الطيارة، وكمان، نص الساعه هيكون في واحد بانتظارك بالمطار هيسلمك الجواز 
شكره فريد  واغلق معه الاتصال وعلت الابتسامة ثغره بارتياح ونظر الي فرحه المستسلمه الي قدرها بأنهزامية وقال:
الحمد لله قدرت اضيفك علي الجواز لحد ما اعملك جواز خاص بيكي،  يلا قومي خدى شاور سريع  وجبت ليكي طقم يناسبك مؤقتًا البسيه
رمقتها بنظرة منكسرة حزينة وقالت سائلة:
هو انا ممكن استلك سؤال وتجاوبني عليها بصراحه
هز راسها بالايجاب :
اكيد طبعا اتفضلي سؤال ايه وعن ايه
ابتلعت ريقها وترددت كثيرًا فيما ستقول لكنها حسمت امرها وقالت اخيرًا:
هو انت  هتاخدني معاك انجلترا ليه يا بيه، ياتري علشان اخدمك وابقي متعة لفرشتك، ولا تكفير عن ذنبك في حقي وانقاذي من الفضيحة،
نهض فريد من جوارها وغامت عيناه بضيق، فتح خزنته واخرج منها ما يرتديه ورد عليها بامتعاض:
لا يا فرحه مش واخدك متاع لان جوازي منك مكنش هدفي اصلا، بس انا لسه منتشي من سهرة امبارح،  ، اسف لتطفلي عليكي،اعتبري اللي حصل بينا دلوقتي غلطه ومش هتكرر تاني، وعن نفسي انا متنازل عن حقي الشرعي فيكي، اظن كده  ارتحتي واطمنتي ،
ياريت بقي  تقومي تخلصي نفسك وتجهزي للسفر  لان مفيش وقت للكلام الفاضي ده، 
نكست راسها خجله منها ومن اسلوبها معه، فرغم كل شئ هي من قبلت الزواج به ولم يجبرها بل امه من سعت الي ذلك، والان هو زوجها وهذا حقه عليها دون الشعور بالاستعباد، غير انها فعلا خدامته 
فمن هي لتكون زوجة رجل مثله في مكانته، كل هذا كان بموج في راسها لتشعر بفداحة ما قالته
رفعت راسها لكي تعتذر منه وتوضح سبب ماقالت، لكنه كان قد غادر الغرفة وتركها وحدها مع افكارها،
نهضت من علي الفراش وسترت جسدها بالغطاء الذي كانت مدثرة به، وولجت الي المرحاض، تحممت سريعا وعادت الي الغرفة لتري الثياب التي احضرها
ارتدتها علي عجل، وقد تعجبت من احساس الراحه الذي تملك منها بسبب نعومة الملابس علي جسدها
بعد ان انتهت وقفت امام المرآة تنظر الي نفسها واستغربت مظهرها الانيق  في تلك الثياب الغريبة عليها والتي اظهرت تناسق جسدها وتسالت بسخرية:
معقول كان ممكن يجي يوم والبس اللبس ده لو اتجوزت فاروق، والله ما كان هيحصل، اه يا ويلي
فعلا هم يبكي وهم يضحك 
جلست علي الفراش تريح جسدها من الالم الذي  مازال يسري فيه، وراحت تجدل ضفائرة قبل ان تلبس طرحتها، 
دلف عليها فريد وهو في كامل اناقته ، وقد تجلت وسامته التي تضاعفت بعد ان هدات ملامح الغضب عنه طالعها باستغراب وسالها :
انت بتعملي ايه، 
ابتلعت ريقها وقالت :
بضفر شعري ضفاير قبل ما البس الطرحه علشان مايتفكش مني وينزل علي ظهري ويبان من الطرحه
هز  فريد راسه بتفهم وقال:
طيب استني 
خرج وعاد في يده بروكه وقال لها:
خدي البسي دي فوق شعرك، علشان تليق علي هدومك مقدرش اطلب منك تقلعي طرحتك، لكن البروكة هتحل المشكلة، 
ولما نوصل انجلترا، هختار ليكي ملابس تتناسب مع حجابك متقلقيش  
انبهرت بتحفظه وتدينه الشديد رغم حياة الثراء التي يحياها فتاكدت ان والدته احسنت تربيته، وما اكد لها ذلك رفضه تقبيلها امام اصدقاءة وانزال الخمار علي وجهه مره اخري بعد تغزلهم بها،
لهذا لم ترفض طلبه. ثقة بانه لن يجبرها علي ترك حجابها دليل عفتها ونقاءها،
بعدما انتهت اطلق فريد صفير  اعجاب وقال:
كده بقيتي برنسيسة بجد، زي بنات المدينة، يلا بينا
اخذها وخرج واغلق الفيلا الخالية، لعدم حضور الخدم للان واستقل سيارته واجلسها بجواره، مر علي البوابة واطلق صفير التنبية 
خرج اليه البواب وقال لها وهو ينظر الي فرحه باستغراب  وحيرة:
ايوه يا فريد بيه حاضر هفتح البوابة اهوه، بس 
هو انت خلاص مسافر بالسلامة دلوقتي
رد عليه فريد بايجاز:
ايوه ياعم صبحي، كنت نفسي اسلم علي ماما بس مفيش وقت اتاخرت ، المهم لما ترجع بالسلامه خليها تكلمني ضروري، سلام
انطلق بسيارته بعدما فتح صبحي له البوابة واغلقه خلفه واخذ يضرب يده كف بكف، متعجبًا من امره 
خرجت زوجته وسالته بحيرة:
مالك يارجل بتبص علي عربية البيه كده ليه 
هز راسه باسف وحيرة:
اخر حاجه اتوقعه ان فريد بيه ليه في المشي البطال
ضربت  زوجته صدرها بكف يدها وصاحت :
مشي بطال ليه يا راجل بتقول كده، دا فريد بيه راجل محترم ومتدين ويعرف ربنا
هز راسه بعدم تصديق وصدمه وقال:
البيه كانت بايته معاه واحده من اياهم، خدها وخرج
ادلوقتي ، انا معرفش هو مش اتجوز امبارح فين مراته راحت 
دفعته في كتفه بغيظ وقالت:
حرام عليك ياراجل يا مفتري مش يمكن دي مراته، 
اشار بيده رافضًا تحليلها واردف قائلًا:
لاء مش هي ،دي واحده شعرها اصفر ولبسه لبس خوجاتي، لكن عروسته محجبه كانت قاعده معاها في الكوشة بطرحتها انت نسيتي ولا ايه
بس غريبة ان البيه مرحش يزور الهانم  بالمستشفي ويطمن عليها قبل ما يسافر،  وبالمرة كان جاب البت الغلبانه فرحه اللي بايت معاها من امبارح
تنهدت الزوجة بقلق وقالت:
اه فعلا زمانها يا كبدى علي لقمتها من امبارح، دي حتي ساعة الفرح انا مشفتهاش خالص  
صمت البواب برهه وقال:
فعلا كانت مش موجودة معانا ساعة ما الهانم طلبت منا نخرج ناكل ، وفجاة لقيتها بتصرخ طالبه النجدة قبل ما تجي عربية الاسعاف وانا بتفسي وصيتها تروح مع الهانم ، بارتني ما قولتلها تروح،
المهم تعالي ندخل ننام ساعتين قبل الخدم ما يجو ينظفو الفيلا بعد ليلة امبارح
اطاعته زوجته ودلفت معه الي غرفتهم واخذا ابناءهم  في حضنهم وناموا قريرا العين
*******************
بعد رحلة دامت خمس ساعات وصل فريد الي شقته الكامنه في احد البيانات الشاهقه بقلب لندن
دلف اليها حاملًا فرحه التي اغشي عليها مرتبن عند صعودها الطائرة وتحليقها، ومره اخري حين هبطت،
لدخلها غرفة نومها وقام بافاقتها،
فتحت عيناها واستغربت  اين هنا وكيف اتت، فسالت فريد :
هو احنا فين  بالظبط
نهض فريد من جوارها ونزع عنه جاكت بدلته وقال:
انت في مدينة الضباب تسمعي عنها ولا اقولك يعني ايه، عمتنا احنا في شقتنا بلندن 
اكمل فريد نزع ثيابه دون خجل منها وابدلها بأخري مريحه  تناسب الظهيرة فقال لها:
عندك هنا بيجامات نوم خفيفه كنت جايبها هدية لسوسن تقدري تلبسيها 
والاوضة دي بتاعتك من النهاردة، وهنقل كل حاجاتي الاوضة التاتية.لما ارجع،  معلش مش هقدر اوريكي. الشقة لاني اتاخرت ، تقدري تاخدي جوله وتتعرفي علي المكان بنفسك، او لو تعبانه خدي راحتك خالص، واتا  نازل  رايح الكلية سلام
تركها وخرج قبل ان ترد عليها، فنهضت من الفراش واخذت تتجول في شقته الانيقه وقالت :
الله دي جميله اوي، والله وانكتب ليكي تسافري بلاد بره يا فرحه وتعيشي مع الاجانب،
ثم تنهدت بقوة وتساءلت بالم وحسرة:
ياتري عامل ايه يا بويا، عرفت اللي حصل ولا لسه
********
هناك امام فيلا الديميري
كا يقف عويس و ينادى بصوت ضعيف:
يا صبحي انت يا ابو عيد فينك با راجل يا طيب
خرج صبحي من غرفته ورد عليها بترحاب:
اهلا اهلا يا عويس يا خويا، ادخل تعالي نورت مصر
فتح له الباب فدخل عويس واراح جسده المنهك علي المقعد المخصص له لحارسة البوابة وساله:
قولي يا ابو عيد هو فريد بيه  سافر ولا لسه، وامتثال هانم موجودة  ولا لاء، وطمني علي فرحه
ابتسم صبحي في وجهه وطلب من زوجته ان تاتي له بمشروب ليلتقط انفاسه، شكره عويس واعاد سؤاله عن ابنته ، فرد عليه:
بنتك بخير انت قلقان عليها ليه، اول ليلة باتت مع مراتي وفي حضن ولادى، لكن الليلة اللي فاتت باتت في المستشفي مع الهانم
انتفض عويس وساله بقلق:
مستشفي ليه حصلها ايه انطق يا ابو عيد طمني
بنتي جرالها ايه
ربتت علي كتفه وابتسم:
مالك كده  اتخضيت ليه، بنتك زي الفل لكن الهانم حصل ليها ازمه والاسعاف خدتها وبنتك ربنا يبارك ليك فيها  راحت معاها وباتت معاها ولسه مرجعتش
تنفس عوبس الصعداء وساله:
وفربد بيه كان فين ليه مرحش مع هانم هو او عروسته، واهل حافظ بيه الله يرحمه كانو فين
هز راسه بعدم معرفه وقال:
والله يا عويس يا خويا فريد بيه ده حكايته حكاية، كان امبارح زفافه وبعدها ساب عروسته وخرج مع اصحابه ومعرفش رجع امتي،
الغريب ان مراته اختفت بعد الزفاف ومحدش شافها، والنهاردة سافر مع بنت تانية، معرفش لو الهانم عرفت عمايل ابنها هيحصلها ايه، انا بفكر مبلغهاش وكفاية اللي حصلها
استقام عوبس من جلسته ورد عليه:
ربنا بهديه يمكن حصل حاجه مع مراته بعد الفرح، المهم اديني اسم المستشفي خليني اروح اطمن علي الهانم  واجيب بنتي واسافر لان كتب كتابة النهاردة
اخرج صبحي من حافظة نقودة ورقه مكتوب عليها اسم المستشفي واعطاه له :
خد دي الورقة اللي ادهالي بتاع الاسعاف، كنت هديها للبيه لكنه مسالش، ولا راح زارها حتي  قبل ما يسافر
تناول منه عويس الورقة وقرا العنوان،  وارجعها اليه مرة اخري وقال:
انا عارف المستشفي ده كان محجوز فيها البيه الكبير، والهانم الله يكرم اصلها،  كشفت عليها فيها وعملت ليا اشاعات وتحليل وكانت عايزه تعملي عملية كمان
يلا  انا اروح اجيب البيت وارجع اطمنك علي الهانم سلام
غادر عويس متوجها الي المستشفي التي ترقد بها الهانم، حين دخل الي الاستقبال سال عنه، فدل احدهم عن الطبيب المسؤول عن حالتها 
ذهب اليه عويس وساله:
السلام عليكم يا دكتور انا بسال عن امتثال هانم اخبارها ايه، والبنت اللي كانت معاها القيها فين
رفع الطبيب وجهه عن احد التقرير التي كان يقراها وقال له :
الهانم تعبانه جدا، بس  الحمد لله انقذناها من موت محقق، وحاليا هي  محتاجه للراحه والهدوء والبعد عن  التوتر،
اما البنت اللي كانت معاها مشيت لان الهانم في الانعاش وممنوع الزيارة وهي نفسها طلب منها تروح
وضع عويس يده علي راسه وصاح بجزع:
روحت ازاي، بنتي لا بتعرف تروح ولا تجي، وفي الفيلا قالو انها بايته مع الهانم، 
انهار ارض مصدوم بعدما معرفة مكان ابنته العروس التي الكل بانتظارها لحضور كتب كتابها وقال بلوعه: يانهار اسود  طيب بنتي راحت فين ،  واخذ يولول روحتي فين يا فرحة ابوكي ونور عنيه اه يا وجع قلبي عليكي، يا ضنايا ياتري انت فين من امبارح

ربت الطبيب علي كتفه مواسيا، فنظر اليه عويس وقال بقلب ملتاع وعيون تفيض بالدمع :
 بنتي تاهت يا بيه في زحمة مصر،  ضيعت  بنتي  بايدى اه يا كسرت قلبي عليكي يا بتي,؟!!
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1