رواية اصقلها شيطان الجزء الثانى الفصل الخامس5 بقلم سماح سماحه

 


رواية اصقلها شيطان الجزء الثانى الفصل الخامس بقلم سماح سماحه


مرت الأيام سريعًا حتى أقترب موعد الذكرى السنوية لموت سدرة أو لنقول أختفائها كما يرددا هارون وخالتها دومًا فهما الوحيدان اللذان لم يصدقا أنها ماتت ولن تعود، وضع هارون جام تركيز في العمل حتى يتوقف عقله عن التفكير فيما حدث وجلد ذاته في كل وقت، كما وضعت ميسرة وحسان همهما في رعاية الأطفال وتعويضهم وتعويض نفسيهما عما حرما منه فوجدا السعادة الحقيقية بين تلك البسمات النقية والوجوه البريئة التي لم تدنسها مطامع البشر بعد، وفي أغلب الأيام كانا يبتا في الدار لأنشغالهما في تنظيم أمور الدار والعمل على أكمال متطلبات الأطفال على أكمل وجه، خلال تلك الفترة تقرب حمدي وسهيلة من بعضهما فقد بدأت سهيلة في الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة ناحية حمدي حيث وجدت فيه السند الحقيقي والمحب الوفي بعدما ساندها في مشكلتها ووقف بجوارها حتى تأكد أن ذلك البغيض التي ظنت أنها قتلته مازال حيًا يرزق ولم يتقدم بشكوى ضدها وأرسل له حمدي رسالة عبر حارسه الشخصي يحذره فيها بعدم التعرض لسهيلة أو أي أحد من أفراد عائلتها حتى لا تكون نهايته هذه المرة على يد حمدي نفسه، شجعت سهيلة نفسها على المضي قدمًا في حبه خاصة بعد أن طلبها للزواج، وقررت الذهاب برفقته للأسكندرية لطلب السماح من والدتها فقد تركت المنزل بدون علمها بعدما حرضها شريف حبيبها الخائن على الهرب لكي يتزوجان سرًا بعد أن رفضت والدتها طلبه للزواج من أبنتها فهى تعلم من ما يقال عنه في وسطهم أنه غير ملتزم أخلاقيًا ولا يصلح للزواج أو تحمل المسؤولية، وفي صباح أحد الأيام ذهب حمدي لهارون لكي يخبره بسفره إلى الأسكندرية لمقابلة والدة سهيلة، طرق بابه ودخل وعلى وجهه ابتسامة عريضة.
- صباح الخير يا هارون باشا.
رفع هارون حاجبه ونظر له متفحصًا.
- صباح الخير يا حمدي بيه، مش عوايدك تيجي متأخر وكمان فرحان تقريبا كدا نموسيتك بمبي وشكل مزاجك رايق على الأخر النهاردة.
رفع حمدي يداه ثم انزلهما بسعادة.
- لازم أكون رايق وفرحان كمان أخيرًا لقيت الأنسانة اللي قدرت تخطف قلبي وتعرفني طريق الحب الحقيقي.
أبتسم هارون ونهض من جلسته خلف المكتب.
- انا بجد فرحان عشانك قوي يا حمدي أخيرًا لقيت اللي تلمك من السرمحة هنا وهناك وكمان هترحم خالتي من محايلتك عشان تتجوز.
ضيق حمدي عينيه وقال مازحًا.
- بس متقولش لقيت اللي تلمني دي البنات هما اللي زي النحل عليا أعمل لهم أيه يعني.
ضحك هارون ساخرًا منه.
- ملمومين عليك زي النحل لأنك ملزق.
أشار حمدي له محذرًا.
- هارون بلاش هزارك الماسخ ده وخصوصًا قدام المزة بتاعتي.
ضحك هارون عليه تعبيراته الكوميدية.

يُقال ذاتِ يوماً يقع كائن من يكُن في هيام الحُب ها أنا الكائن في حُب معشوقي وقعتُ تخطيت تلك المشقات معكَ وتلك المتاعب معكَ وتلك الآلآم معكَ ها أنا اليوم معكَ اسأل...
- هههههههه في واحد عاقل يقول المزة بتاعتي دا أنت فاضلك كتير قوي على ما تعقل.
أشار له حمدي بلامبلاة.
- سيبك من دا دلوقتي وخلينا في المهم، انا كنت جاي اقولك أني رايح أسكندرية بكرة.
عقص هارون حاجبيه متعجبًا!.
- ليه هو مش انا بلغتك أن أنا اللي هروح أخلص الشحنة من الجمرك لأني محتاج أخد أجازة يومين أريح فيهم أعصابي من ضغط الشغل.
هز حمدي رأسه بنفي.
- ومين قالك أني رايح أخلص الشحنة، أنت خليك في طريقك زي ما كنت مخطط، لأن انا رايح اقابل مامت سهيلة ويدوب مجرد الزيارة ما تنتهي على خير هرجع على طول.
أندهش هارون من تسرع حمدي في أتخاذ قرار مصيري مثل قرار الزواج.
- مش شايف أنك متسرع شوية ولازم تفكر كويس في قرارك ده عشان متظلمش البنت معاك.
هز حمدي رأسه بنفي.
- لا يا هارون انا فكرت كويس قوي قبل ما أخد القرار ده وأستخرت ربنا كمان والحمدلله حاسس براحة كبيرة قوي.
اومئ هارون متفهمًا لكنه وجب عليه أن يقدم له النصيحة فأقترب منه يربت كلى كتفه.
- تمام يا حمدي بس خلي بالك لازم تعرف أنك بمجرد ما فكرت ترتبط بسهيلة تنسى اي حاجة حصلت ليها أو معاها قبل ما تعرفك ولازم تحط ماضيها ورا ضهرك عشان ميتكررش معاك حكايتي مع سدرة في أول جوازنا.
أغمض حمدي عينيه متمنيًا أن تزول غمة أبن خالته وأخيه وصاحبه الوحيد وأن يجد من تعوضه غياب سدرة.
- عارف يا هارون كل اللي قولته وحاطه في حسابي كويس قوي وأتعلمت الدرس من تجربتك وأن شاءالله سدرة ترجعلك قريب أو ربنا يعوضك باللي تملى حياتك من تاني.
هز هارون رأسه بشدة.
- مفيش واحدة هتقدر تاخد مكانها مهما كانت هى مين، أن شاء الله سدرة عايشة وهترجع تملى حياتي تاني.
أومئ حمدي بابتسامه عذبة.
- أن شاء الله يا صاحبي.
ربت هارون على ذراعه برفق.
- قولي هتروح اسكندرية أمتى ممكن لو نتفق نطلع من هنا سوا.
زفر حمدي بقوة وخرجت أنفاسه طويلة.
- المفروض نطلع بدري لأن زي ما أنت عارف الحكاية وسهيلة خايفة من مقابلة والدتها وخايفة متتقبلهاش تاني وتطردها فلازم نروح بدري عشان أحاول أقنعها أن سهيلة أنضحك وغصب عنها صدقته لأنها صغيرة ومعندهاش خبرة في الحياة.
أبتسم هارون وكم تمنى بداخله لو يعود به الزمن لكان فعل مع سدرة ما يفعله حمدي الأن مع حبيبته.

- أن شاء الله ربنا هوفقكم وهتنجحوا في أقناع مامتها طول ما حبكم صادق وطول ما أنت واقف سند في ضهرها.
أنهى حمدي حديثه مع هارون وخرج من مكتبه يهاتف سهيلة يطلب منها أن تعد نفسها نفسيًا من أجل مقابلة والدتها وعليها أن لا تخاف أو تحزن مهما كانت نتيجة مقابلتهما تلك فهو لن يستسلم حتى تسامحها والدتها وتتقبلها مرة أخرى وسط عائلتها الصغيرة، مضى اليوم وجاء الصباح وفي ساعته الأولى كانت سيارة هارون تلتهم المسافة الفاصلة ما بين العاصمة ومدينة الإسكندرية وجلس هارون في مقعدها الخلفي يراجع أوراق تلك الشحنة المتحفظ عليها في ميناء الإسكندرية، نظر له السائق عبر المرأة الأمامية يسأله.
- هنروح الفندق الأول ولا هنطلع على المينا طوالي يا هارون بيه؟.
رفع هارون عينيه عن الورق ينظر له.
- لأ هنروح المينا الأول الورق دا لازم يروح عشان يلحقوا يفرجوا عن الشحنة والعربيات بتاعتنا تلحق تحملها قبل معاد الشغل ما ينتهي.
أومئ له السائق بتهذيب.
- تمام يا هارون بيه.
ظل هارون يتفحص الورق بعناية إلى أن تأكد منه جميعه ثم وضعه بداخل ملفه الأحمر ولعدة دقائق شرد في ذلك اللون فهو نفس لون الملف الذي بسببه ضاعت سدرة من يده، فأمسك به وضغط أوراقه بين يده بغضب ولولا تداركه لنفسه لتقطعت أوراقه، وضعه بعنف داخل حقيبته وأغلقها عليه لكي لا يتذكر ما حدث مجددًا، وبعد أنتهائه من التخليص الجمركي لشحنته وتأكده من بدأ تحميلها في السيارت التي ستنقلها لمخازنه غادر الميناء بعد أن أذن لصلاة العصر منذ وقت قصير وذهب للفندق لكي يريح جسده من عناء السفر واليوم بأكمله، وبالفعل مجرد ما أن لامس جسده الفراش حتى غطى في نوم عميق لم يفق منه سوا ليلًا، نهض يأخذ حمامًا باردًا يعيد له حيويته، بعد أنتهائه نزل لأستقبال الفندق لكي يتناول عشاءه ثم غادره بعد فترة قصيرة يتمشى على البحر قليلًا يستنشق هواءه النقي وبينما هو يسير شاردًا لفت نظره تلك السيدة البسيطة التي أفترشت جزء من كورنيش البحر تصنع به مشروبات ساخنة لهؤلاء البسطاء الذين خرجوا من منازلهم يجلسون منتشرين هنا وهناك يخرجون همومهم مع أنفاسهم وكأنهم يشكون همومهم للبحر، جلس هارون على مقربه منها وطلب منها أعداد مشروبًا له.
- لو سمحتِ يا مدام ممكن تعملي ليا كوباية شاي مظبوطة؟.
نظرت له السيدة بتعجب من هيئته التي يغلب عليها طابع الثراء لكنها أبطنت دهشتها وصنعت له الشاي بصمت وذهبت تعطيه إياه.
- أتفضل يا بيه الشاي المظبوط.
أبتسم لها هارون وهز رأسه برفق.
- شكرًا تسلم إيدك يا.......
نظرت له السيدة بخجل.
- أم مراد بيه.
أومئ لها هارون بابتسامة حانية ثم أمسك الكوب يرتشف منه متلذذًا بطعمه فهو صنع بحرفية تدل على أتقانها لصنعه، نظر لها.
- الشاي مظبوط جدًا حقيقي تسلم إيدك.
شعرت السيدة بالأرتياح ناحيته فهو يبدو عليه الطيبة والتواضع برغم فخامة ما يرتديه، أبتعدت عنه بعدما منحته إيمائة رضا عما قاله وجلس هارون على السور ينظر للبحر مستمتعًا بمنظره مع الشاي فذلك مزيج يجلب السعادة لبعض محبي النقاء والصفاء النفسي، دق هاتفه فوجده حمدي فأغمض عينيه يلوم نفسه لعدم مهاتفته حتى يطمئن عليه وعلى نتيجة مقابلته مع والدة سهيلة، أجاب عليه مبررًا.
- أكيد زعلان مني لأني متصلتش عليك وعندك حق تزعل بس حقيقي بعد التعب اللي شوفته في المينا روحت الفندق نمت محستش بنفسي، المهم عملت أيه طمني.
زفر حمدي بقوة يخرج الحزن الذي تملك منه.
- زي ما توقعت مامتها رفضت أنها تسمع منها وتقريبًا طردتنا من بيتها.
أومئ هارون متفهمًا.
- دا شيء متوقع الست مجروحة ومش سهل عليها اللي حصل وأكيد مش هتسامح ما بين يوم وليلة لازم سهيلة تحاول تاني وتالت وعاشر ومليون لغاية ما تسامحها وأنت تكون معاها.
جاءه صوت حمدي خافتًا.
- أكيد هنحاول مع بعض لغاية ما تسامحها، المهم دلوقتي أنت فين سألت عليك في الفندق قالولي أنك خرجت كنت عايز أقعد معاك لأن سهيلة نامت.
سأله هارون مستفسرًا.
- أنتم لسه هنا مسافرتوش مش كنت بتقول هترجعوا القاهرة في نفس اليوم ؟!.
زفر حمدي بضيق.
- دا لو كان مامت سهيلة سامحتها أو حتى وافقت أن تستقبلها في بيتها تاني بس الموضوع أتعقد وسهيلة عيطت كتير قوي لغاية ما نامت من التعب، قولي بقى أنت فين انا مخنوق وانا لوحدي.
حاول هارون أمتصاص غضبه حتي يهدأ.
- تمام...... تمام تعالى ليا انا قاعد بشرب شاي على الكورنيش قدام الفندق بس بعده بشوية ناحية إيدك الشمال وأنت خارج منه هت........
وقبل أن يتم هارون وصفه للمكان وقع كوب الشاي من يده فقد أنتبته صدمة حين لمحها تأتي من بعيد تحمل بين يديها صنية عليها أكواب فارغة، تصنم في جلسته وفقد النطق بعد أن أخرست المفاجأة لسانه، ناداه حمدي كثيرًا حتى يأس من أجابته فأغلق الهاتف وذهب في الأتجاه الذي وصفه له، أقتربت الفتاة التي رأها هارون من سيدة الشاي تحدثها بحماس.
- أتفضلي يا خالتي دا حساب الناس اللي هناك دول ودا حساب الراجل ده ومراته لسه في تلاتة محسبوش لأنهم مخلصوش.
أخذت أم مراد منها النقود ووضعتهم في جيبها قائلة
- تمام أقعدي بقى يا حبيبتي أتهوي شوية وكلي ليكِ سندوتش وأشربيلك حاجة ساقعة ولا سخنة وانا اللي هودي المشاريب لو حد طلب تاني
أومأت لها الفتاة ووقفت تدور بعينيها بعشوائية في محيط المكان فوقعت عينيها على ذلك الرجل الجالس أمامها ينظر لها بقوة وصمت فهوى قلبها في قدميها وهى تنطق أسمه بهمس.
- هارون.
قرأ هارون شفتيها وتأكد من ظنه فمن تقف أمامه هى بشحمها ولحمها زوجته المفقودة، وقفت سدرة متخشبة في مكانها بعدما شلت الصدمة حواسها، أقتربت منها أم مراد تهزها كي تنتبه لها.
- أي يا سوسو مالك مبترديش عليا ليه؟.
ثم نظرت أم مراد حيث تنظر سدرة لهارون فسألتها.
- مين دا يا سدرة تعرفيه؟.
بقى كل من سدرة وهارون صامتين لا يريان الإ بعضهما وكأن الزمن توقف من حولهما، فصاح حمدي الذي جاء لتوه ينادي على سدرة بصدمة.
- سدرة مش معقول أنتِ هنا وأحنا قلبنا عليكٌ الدنيا في القاهرة، كان عنده حق هارون لما قال أنه أحساسه بيك ديمًا أنك عايشة ومموتيش.
أنهمرت العبرات من عيني سدرة وأستدارت تغادر المكان فكانت يد هارون أسرع من قرارها وأمسكت بها تسحبها ناحيته، صاح حمدي بصدمة مرة أخرى فور رؤيته لأم مراد.
- طنط نبيلة!.
فصاحت فيه أم مراد بغضب.
- أنت أيه اللي جابك ورايا لهنا، أنت أيه مش عندك دم ولا غبي مفهمتش كلامي، تلاقيها هى اللي بعتتك ليا تحايلني فاكرة أني هسامحها بس دا بعدها وبعدك.
أقترب حمدي منها يوضح لها أن قدومه لهنا هو محض صدفة لا أكثر، بينما وقف هارون متشبثًا بيدي سدرة ينظر لها وقلوبهما تقرع بقوة وكأنها طبول حرب، مد هارون يده يزيل عبراتها برفق، فأبعدت سدرة وجهها عنه وحاولت أفلات يدها منه لكن يده كانت ققيد أغلق عليها حتى كاد يدمي معصمها، فنظرت له وطالبته بتركها.
- سيب إيدي يا هارون.
فما كان منه إلا أن ضمها بقوة يستنشق عبير وجودها مرة أخرى وهو لا يكاد يصدق نفسه فمازال يشعر أنه داخل حلمٍ جميلٍ.
- أنت موجود بجد ولا دا حلم، قولي أنه مش حلم يا حبيبتي، قولي أنه مش حلم يا سدرة.
أنهارت سدرة في البكاء داخل حضنه فقد عاهدت نفسه أن تظل قوية لا يكسرها أو يهزها شيء، لكنه هو الوحيد القادر على زلزلة كيانها، أرادت الهروب منه حتى تقوى ويشتد عودها لكنها بمجرد رؤيته تداعت قوتها وأنهارت صلابتها، حاولت وحاولت حتى نجحت فى الأبتعاد عنه ثم دفعته من صدره بيديها وصرخت فيه.
- لأ مش حلم يا هارون دا كابوس وكابوس أسود كمان، انا مصدقت خلصت منك رجعت تاني ليه، رجعت عشان تعذبني وتتهمني بالخيانة ولا عشان تعرفني أني مليش قيمة عندك وعادي عدوك يخطفني ويموتني كمان.
هز هارون رأسه وعيناه تلمعان بالندم.
- لأ يا سدرة، لأ يا حبيبتي تعالي معايا وانا هفهمك كل حاجة.
أشارت له سدرة محذرة.
- أوعى تقرب مني فاهم، انا ولا عايزة أعرف حاجة ولا حتى أفهم منك أنت بالذات حاجة، كل اللي عايزاه أني أفضل في الحياة اللي أختارتها بأرادتي ولاقيت فيها نفسي وذاتي.
وقف بعض الناس من المارة وكذلك حمدي وأم مراد يشاهدون ما يحدث بصمت وقد تعجبت الأخيرة مما يدور أمامها ومن ذلك الرجل الذي تصرخ عليه سدرة وتعنفه ومن أين تعرفه، فأقتربت منها تضمها برفق.
- أهدي يا سدرة أهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدا.
أبتعدت عنها سدرة وتركت المكان تركض بعيدًا فلحق بها هارون حاولت أم مراد منعه وأمسكت يده بقوة.
- ياريت تسبها في حالها يا جدع أنت وأديك شايف أنها مش عايزاك وكرهه وجودك.
نظر لها هارون بغضب ثم أبعد يدها برفق.
- أنتِ مش عارفة حاجة ولا فاهمة أيه اللي حصل سبيني انا لازم ألحقها.
حاولت الأعتراض واللحاق به لتمنعه فوجدت حمدي يقف في وجهها يشير لها أن تتأنى.
- استني يا طنط انا هفهمك كل حاجة.
صاحت به أم مراد.
- أبعد عن وشي أنت كمان.
هز حمدي رأسه برفض وأصر على منعها.
- متخافيش على سدرة من هارون لأنه يبقى جوزها وعمره ما هيأذيها دا بيحبها وبيعشقها وبيدور عليها بقاله سنة.
أتسعت عين أم مراد متعجبة ونطقت بخفوت.
- جوزها؟!..... سدرة مقلتش ليا أنها متجوزة انا كنت فكراها بنت.
نظرت لحمدي تسأله.
- وليه هربت منه المدة دي كلها.
أشار لها حمدي على مقعدين بجوارهم.
- ممكن تتفضلي هنا وهحكيلك كل حاجة.
نظرت له أم مراد بضيق فهى ترتاب في أمره منذ أن جاء برفقة أبنتها الهاربة صابحًا لطلب عفوها والسماح عنها، لكنها مضطرة لسماعه حتى تعلم ما في الأمر وجلست وجلس حمدي بجوارها وبدأ يقص عليها ما حدث خلال الفترة الماضية وسرد كذلك قصة تعارفه بأبنتها إلى أن جاء بها لهنا.
لم تبتعد سدرة كثيرًا فقد لحق بها هارون سريعًا وأمسك بها يوقفها أمامه، حاولت سدرة التملص من بين يديه والهروب لكنه عجزت أمام قوته الجسدية فصرخت بها كي يتركها.
- سبني يا هارون بقولك سبني.
ضمها هارون من ظهرها لصدره وأمسك يديها يقيد حركتها.
- أسيبك دا انا ما صدقت لقيتك، مفيش حاجة هتقدر تبعدك عني تاني فاهمة.
صرخت سدرة بهياج.
- انا بكرهك، بكرهك ومش عايزة أشوفك تاني، أبعد عني أنت مينفعش تلمسني كدا لأني مبقتش مراتك خلاص.
أقترب هارون برأسه من رأسها وتلامست وجنتيهما بلمسة أرسلت القشعريرة لكامل جسديهما وهمس لها بخفوت نجح في أثارة مشاعرها.
- انا رديتك في اليوم اللي أتخطفتي فيه وبعد ما عرفت أنك بريئة.
هدأت سدرة قليلًا ونظرت له من طرف عينها.
- أه طبعًا عشان عرفت أني بريئة ردتني صح، أنما لو معرفتش كان زمانك لسه مطلقني، لكن انا اللي مش عايزاك يا هارون وحتى لو ردتني فانا هرفع عليك قضية طلاق ولا خلع.
زمجر هارون بغضب.
- بقى كدا يا سدرة عايزة تخلعي هارون البنا بذات نفسه دا أنتِ بتحلمي.
أجابته سدرة بعناد وأصرار.
- أه هخلعك ومش هقعد على ذمتك يوم واحد فاهم.
أومئ لها هارون بسخرية.
- تمام حقك بس من هنا لغاية ما المحكمة تحكم ليكِ أنتِ مراتي وهتفضلي معايا وتحت طوعي فاهمة.
ضربت سدرة الأرض بقدميها تحاول الفرار منه دون جدوى.
- أنت بتحلم عمر ما في سقف هيجمعنا تاني يا هارون فاهم.
تركها هارون ولفها يمسك معصميها بيديه وقرب وجهها من وجهه يحدثها ببحة وعلى وجهه أرتسمت ابتسامته الجذابة ترسل بها لعالم اللاوعي.
- وحشني اسمع أسمي منك جدًا ياريت متبطليش تقوليه تاني.
أهتزت أوصالها وكادت تهوى كما هوى قلبها وعقلها في غياهب حبه لكنها أبطنت ما تشعر به وصرخت في وجهه.
- انا بكرهك، بكرهك ياريت ما قبلتك تاني.
لم يحرك هارون ساكنًا وأجابها بابتسامة حالمة.
- وانا بحبك وبعشقك وكنت بدعي ربنا أنه يرجعك ليا بالسلامة تاني والحمدلله أنه أستجاب دعايا.
ثم زفرة بقوة وقال بنبرة يشوبها الجمود.
- ودلوقتي آن الأوان أننا نرجع لبيتنا تاني يلا بينا.
وئد هارون كل محاولات سدرة بالهرب منه وأخذها رغمًا عنها للفندق ومن هناك أخبر سائقه بالأستعداد للرجوع مرة أخرى إلى القاهرة وبالفعل نجح في السيطرة عليها وأعادها حيث كان ينتظرهما الجميع بعدما أخب ثمرهم هارون عبر الهاتف أنه وجدها بالصدفة في الاسكندرية
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1