رواية بنت الوادي الفصل السادس 6 بقلم سلمي سمير

  


أنا لست دمية جميلة.ولا العوبة بين يديك، أنا لست كباقي البشر،فأنا فتاة غير اعتيادية، فتاة نعم ولكن استثنائية؛ لأنّي طموحة وأميرة على نفسي وملكة على عرش ذاتي وقناعتي هي كنز كبريائي.
بشقة فريد في لندن
غيرت فرحه ثيابها ببجامه حريرية من التي اعطاها اياهم فريد الغريب انها مقاسها كانها ابتاعت لها،
كان ملمسهم الناعم مدعاه لشعورها بالراحه وبعض الاسترخاء الذي تنشده كي تفكر فيما فعلت وما سوف تفعل حتي تعود الي اهلها،
خرجت من الغرفة واخذت تبحث عن المطبخ شاعرة بالجوع والارهاق وبعض الالم،
كانت الشقة انيقه وفخمه مزينه بمجموعه من التحف بشكل ارعبها خوفًا من ان تمسهم ويحدث ما لا بحمد عقباه وتتحطم، اخذت تتجنب تلك الاشياء في بحثها حتي عثرت علي المطبخ
فتحت الثلاجة لطنها كانت خاليه وكذلك اغلب ضرف الحزانات، امسكت معدتها شاعرة بالم الجوع، فهي لم تاكل من وقت فطارها بالامس وكثرة  الاحداث التي مرت بها جعلتها تعزف عن الزاد
عادت الي الغرفة وتمددت علي الفراش كي تنام لعلها تنسي جوعها وتهدا المها فاليوم كان طويل من اول دخول فريد بها الي سفرها 
فجاة سمعت جرس باب الشقة، انتفضت بخوف، وخرجت من غرفتها، دنت من الباب وقالت:
مين اللي بره وعايز مين
رد عليها الطارق بلكنه عربية متعثرة:
انا جو مستر فريد بعتني ليكي بطلبات البيت، الطلبات انا هحطها قدام الباب استلميها بليز،
بعدها سمعت خطواته تبتعد فتحت الباب فرات عدد كبير من الشنط اخذتها بسرعه ودلفت الي الشقة ووضعتها علي الطاولة، وفتحت الشنط كي تعرف ما بهم، تهللت اساريرها فقد كان طعام وفاكهه لكن اكثرهم معلبات لم تستطيع قراءة اسماءهم لعدم اجادتها الانجليزية الا من بعض الكلمات القليلة!
حين ياست مع معرفة اسماء الأطعمه اخذت حبات من التفاح والموز واكلتهم تسد بهم جوعها، وعادت الي الغرفة وتمددت لكي تريح جسدها المنهك؛
*************
بالمشتشفي  الاستثماري بمصر،
كان عويس يصرخ ويولول علي ابنته التي فقدها :
اه يا بنتي  يا ضي نور عيني اللي ضاع يافرحتي اللي اتكسرت، يا عمري اللي ضاع معاكي بضياعك مني
كان الطبيب يحاول مواساته دون جدوى، فطلب منه الهدوء حتي لا يزعج المرض، اخذًا بيده كي يساعده علي النهوض، فتشبث به عويس بقوة، وفجاة انهار وارتخي جسده ووقع منها ممددًا علي الارض
حاول الطبيب اسعافه لكنه لم يستجيب الي كل محاولات افاقته، فطلب من طاقم التمريض سرعة نقله الي غرفة الرعاية ووضعه علي اجهزة الانعاش،
تسارع الطبيب والطاقم الطبي الذي كان معه بعمل صدمات للانعاش القلب، في محاولة اخيرة لأنقاذه
اخيرًا استجاب قلبه وعاد النبض اليه،
خرج الطبيب وطلب منهم مراقبته عن كثب ورفع تقرير عن حالتها كل ساعه لسوء حالة قلبه،
بعد ربع بغرفة الطبيب الذي كان يجري مكالمة اثناءه
 طرق عليه احدهم، سمح له الطبيب بالدخول، قطعًا محادثته الهاتفية وساله بحيرة:
في ايه يا جابر وابه الاوراق دي
رد عليه جابر وهو موظف بالحسابات:
اسف يا دكتور بس الحالة اللي دخلت الانعاش، الوضع معاها هيكون ايه، لان مطلوب تسدد مبلغ تحت الحساب ودي اوراق حجزه بالمستشفي وكشف حسابه 
تنهد الطبيب بهدوء واشار اليه بالجلوس ثم عاد واكمال  مكالمته، الي ان انتهي منها ورد عليه بحزم:
ضيف الحساب علي حساب امتثال هانم، لان الواضح ان الراجل ده من رجالتها، وهات الورق اوقعلك عليه
لاخلاء مسؤوليتك 
اعطاه الموظف الاوراق وقع عليها، ثم عاد واعطاه له نهض من خلف مكتبه وخرج معه لكي يطمئن علي حالة عويس 
دلف غرفة الانعاش وراي المؤاشرات لا تبشر بخير فقال للممرضة المسؤوله عن رعايته:
لو النبض انخفض عن كده  ابعتيلي الراجل ده محتاج عملية  زرع قلب علي وجة السرعه  لكن  للاسف الوقت مش في صالحنا لعدم توفر متبرع
زفر بضيق وخرج لم تمضي دقائق واطلقت احد الاجهزة انذار بتوقف عضلة القلب تمام 
عاد الطبيب مشرعا اليه وراي الطاقم الطبي يقوم بعمل صدمات كهربائية، لكنه لا تستجيب،حينها طلب منهم التوقف عن انعاشه ، ناظرًا الي جسده المسجي  باستسلام وقال بضيق :
كفاية كده  اتركوه يرحل في سلام، افصلو الاجهزة 
اعطي امره لفصل الاجهزة وخرج ليكتب بنفسه شهادة وفاة عويس الفلاح البسيط الذي مات  كدمًا وقهرًا علي ضياع ابنته الوحيدة قرة عينه
*************** 
في شقة فريد بانجلترا
انتفضت فرحه من غفوتها  القصيرة تصرخ بجزع:
ابويا حبيبي اه يا بويا يا حبيبي يا وجع قلبي  عليك
نهضت من الفراش وذهبت الي المرحاض غسلت وجهه واخذت تستغفر ربها وهي تبكي بحرقه جلست ارضًا وتقوقعت علي نفسها بخوف وهلع والم تتجرعه روحها علي حالها وحال ابيها من بعدها وقالت :
ياتري فيك ايه يا با ، قلبي وجعني عليك اووي، ياتري عرفت اللي حصلي وموجوع عليا ولا كارهني وغضبان مني لاني عصيتك وفضحتك قدام ابن عمي وحطيت راسك في الطين 
ظلت تبكي وتبكي بلوعه والم، فلم تلاحظ الظل الذي اشرف عليها من علياءه، لذلك  حين رفعت راسها وراته انتفضت وهبت واقفه فضمها الي صدره بحنان كي يحتوي حزنها وهلعها وسالها  باهتمام:
كنت سايبك كويسه ايه خلاكي تبكي تاني يا فرحه
صمتت برهه كي تسترد انفاسها المتسارعه وتنعم بالامان والهدوء في حضنها لبضع الوقت، 
رفع فريد راسها عن صدره ونظر الي عيناها الساحرة 
وابتسم في وجهه سائلًا:
ممكن اعرف العيون الحلوة دي بتبكي ليه
اانزلت راسها بخجل من عطفه عليها وقالت بخفوت:
مفيش شفت حلم وحش وصحيت علي قبضة قلبي، حسا ان ابويا مش بخير وفيه حاجة، وحياة الهانم عندك يا بيه اتصل بيهم يطمنوني عليه
اكيد وصل مصر وعرف اللي حصل واتقهر علبا ومني
ضمها فريد الي صدره بقوة،كي يحتوي قلقها وخوفها علي ابيها المكلوم فيها وقال بهدوء:
والدك ممكن يغضب عليكي، ويزعل منك وده حقه، لكن انت معملتيش حاجه حرام، انت اتجوزتي بشرع الله، هياخد وقته وبعدها هيتقبل اللي حصل،
المهم فطرتي ولا لاء، لاني بصراحه مفطرتش وجعان ما صدقت قدمت اوراق الرسالة وجيت افطر معاكي،  انا بعت ليكي كل الطلبات مع جو وصلتك
رفعت راسها عن صدره واخدت نفس عميق وقالت:
ايوه الطلبات وصلت، بس معرفتش فيهم حاجه غير الفاكهه واكلت حبتين ونمت تحب اجهزلك الفطار
اشار بيده علي بالموافقه ثم وربت علي شعرها بحنان وتركها وذهب الي غرفتها، اخذت نفس عميق شاعرة ببعض الراحة  ذهبت الي المطبخ الذي ووقفت فيه  حائرة بين المعلبات لا تعلم ماذا تفعل، 
خرجت من المطبخ وذهبت الي غرفتها فراته يخرج اشياءه من الخزنه ، ابتسم لها وقال بتعجب:
معقول لحقتي جهزتي الفطار، انت كده خارقه
هزت راسها بخجل وردت عليه:
لاء معملتش حاجه، المعلبات مش عرفاها بتاعت ايه
ضحك فريد بمرح، واخذ بعض متعلقاته وخرج معه وضعهم في الغرفة المقابلة، واخذ يدها ودلف بها الي المطبخ وقال:
دي كلها  اكلات محفوظه وسريعه التجهيز: دي مثلا بسلة وده فول وده انشوجة وشوربة خضار ، وده لحم مقدد  و..و...و..و ...و.  ..و.... و الخ
اخذ يعد لها  اسماء المعلبات وطرق الاستخدام، وحين لاحظ ارتباكها من كثرة الاشياء وعدم فهمها،
اخذ ورقع وقلم ودون علي كل علبة ما تحتوية،وقال: اظن كده احسن وكل ما علبه تخلص اكتبي انت علي العلبة الجديد محتواها لحد ما تعرفيهم لوحدك
بس سؤال يا فرحه هو انت مش متعلمه ولا جاهله فقط باللغة 
اندفعت فرحه مدافعا عن نفسها وقالت:
لاء يا بيه انا متعلمه، وخلصت امتحانات الدبلوم من اسبوع لكن لسه النتيجة مظهرتش، لكن دبلوم الزراعه مكناش بندرس فيها الانجليزي يدوب بعرف اكتب اسمي واقراء الحروف من ايام الاعدادية، 
هز راسه متفهما وقال وهو يكتب رقم علر ورقة:
فهمت طيب هنشوف حل للمشكلة دي بعدين، اسمعي الرقم ده  تتصلي بيه لو عايزه اي حاجة تخص البيت، دي رقم السوبر ماركت اللي بتعامل معاه، باستمرار
كل المطلوب منك اللي هيرد عليكي تقوليلي
( I want to talk to joo) فاهمه 
يعني اي ونت تو تاك تو چوو
جوو ده شاب مصري بس عايش هنا من سنين وهو اللي جاب ليكي الطلبات اتفقنا ،.
ابتسم واكدت علي فهم ما قال، فاصر فريد ان تردد وراءه الجمله حتي تعتاد عليها، فكررتها  فرحه مرار وتكررًا الي ان اجادتها وحين اطمئن قال لها:
يلا بقي نجهز الفطار، لاني جعان جدًا ومعنديش قدرة علي الصبر اكثر من كده
حدقت به فرحه بذهول وردت عليه:
لاء يا بيه انت تخرج تقعد بره وانا هجهزلك الاكل واجبولك، اتفضل  خمسه بس  ويكون الفطار جاهز
غامت عيناه بتساؤول غامض وقال:
انت واثقه علشان لو منفذتيش وعدك مضمنش اعمل ايه، بس متخافيش عقابك هيكون من النوع اللذيذ
تركها وخرج للافكار تعصف بها خوفًا من عقابها اللذيذ الذي ظنت انها سيكون علي فراش الزوجية بسبب نظراته الرغبة  التي رمقها بها
فاسرعت باعداد الافطار حتي تتجنب اي علاقة معه  رغم وعده السابق بعدم المطالبة بحقوقه الشرعية؛
***************
وضعت فرحه الافطار علي الطاولة ونادت عليه، خرج فريد وجلس علي مقعده وقال :
واو الاكل شكله يفتح التفس، يلا اقعدي افطري معايا
ارتبكت فرحه وطالعته بوجل وقالت:
لاء يا بية كل انت بالهنا والشفا، وانا هاكل بعدين
جذبها فريد واجلسها امامه وصاح فيها بعصبية:
عايز بعد كده لما اقولك علي حاجه تنفذيها بدون جدال  فاهمه ولا لاء،
مش فاهم انت ليه مصره تعصبيني عليكي 
نكست فرحه راسها ارضا وردت بخفوت:
حاضر يا بيه اللي تقول عليه هنفذه حاضر،
هز راسها بقلة حيلة وابتسم قائلًا :
مفيش فايدة دماغك ناشفه وهتتعبيني معاكي، 
 كلي يا فرحه يلا وخليكي مطيعه كده دايما مش عايز اسمع منك غير كلمة حاضر اتفقنا،
اؤمات براسها بالموافقة، وشرعت في الاكل وعندها تذكرت الهانم ومرضها فقالت تذكره بوالدته لعله يتصل يطمئن عليها ويطمنها علي ابيهة فسالته:
صحيح يا فريد بيه مين الست فاطيما ده اللي الهانم راحت عندها، وليه محدش يقدر يكلمها او يتصل بيها  وهي هناك اومال بتطمنو عليها ازاي 
رفع فريد راسها عن طعامه واجابها بسلاسه:
طنط فاطميا دي خالة ماما، ست كبيرة عايشه لوحده قدام شالية علي البحر، الجو هناك مدهش وشرطها اللي يزورها يكون جاي ليها بجد بدون ازعاج الاتصالات ، لانها بتكره  الهواتف اللي  بتضيع متعه  اللقاء مع الاحباب، 
علشان كده اللي بيروح ليها لازم يقفل تليفونه، وماما  لما بتحب تبعد عن الكل بتروح ليها وتستجم عندها فهمتي ليه ماما قفلت الفون، بطلي كلام كتير بقي وكملي اكلك ولا مش جعانه
ابتسمت في وجهها بارتباك بسبب شعورها، بانه لن يسال عن والدته لانه مطمئن عليها مع خالته الاي يزن انها هناك كم قالت له، فكتمت سر مرضها حتي لاتتسبب بازعاجه والغضب عليها  واكملت اكلها بصمت، بعد انتهاءهم من الافطار عاد فريد الي غرفتها ليجمع باقي اشياءه وقال لها قبل ذهابه:
بعد ما تخلصي اعمليلي فنجان اكسبرسو 
وقفت فرحه تنظر اليه بعدم فهم وفي اخر الامر سالته بارتباك وقلة حيلة:
يعني ايه يا بيه اللي انت عايزه ده
ضحك فريد بمرح ورد عليها :
ده نوع من القهوة، اقولك سيبك من الاكسبرسو وااعمليلي فنجان قهوة ثقيله  سكر خفيف 
ابتسمت فرحه وراحت تنفذ ما طلب منها، دلف هو الي الغرفة وبعدما انتهي من جمع اشياءه نزع ثيابه كي يغيرها بأخري, اثناء دخول فرحه التي وقفت مكانها وارتبكت بخجل من مظهره، فنكست راسها
لاحظ فريد ارتباكها فترك ما بيده ودنا منها فترجعت للخلف فامسك بذراعها وثبتها مكانها واخذ ما بيده ووضعه ع الطاولة ثم رفع ووجهه اليه وقال؛ 
مالك يا فرحه موطيه وشك ليه معقول مكسوفه مني 
هز راسها بالايجاب دون النظر اليه فابتسم، وضمها الي صدره العاري وملس علي شعر وراحت اصابعها تتخلل ضفائرها ففكتها فانسدل شعرها علي ظهرها بانسيابية وقال بمرح وتملك:
بس انا مش بتكسف منك، عارفه ليه لانك مراتي حلالي ومفيش كسوف بين الزوج وزوجته فاهمه،
واسمعي  انا مش عايز ك تضفري شعرك تاني، انت مبقتيش طفله انت زوجة، وزوجة لذيذة اووي كمان
واكمل  ما كان يفعل من توددها اليها فاذب حواسها  بحركت يده في شعرها، واخذ عيناه تحوم علي صفحة وجهه باشتهاء فتوردت بحمرة الخجل،
ثم نزل باحد اصابعه علي شفتاها المرتجفة من اثر لمساتها التي تدغدغ مشاعرها وتضعف مقاومتها وصغط عليهم بقوة واعتصرهم باصابعه وقال مغيرًا مجري الحديث كي يطفئ التهاب مشاعره نحوها:
ايه رايك تقصي شعرك وتخليه علي الموضة، اصله طويل جدا وصعب تتعايشي معاه كده
هزت راسها برفض قاطع وردت عليها باحتجاح جعل رغبته نحوها تثور وتسيطر عليه حين قالت:
لاه الا شعري ده تاجي وعنوان جمالي وووو
قاطعها فريد بقبله ساخنه التهم فيها شفتاها برغبة، شعرت معها فرحه بانه تناسي وعده وسينال منها، هذا ما شعرت به من حرارة قبلات الساخنه اليها، ففكرت ان تطلب منه الوفاء بوعده 
لكنها  فريد سبقها وحملها بين يداه وممددها علي الفراش الوثير وابتسم لها وهو يدثرها بغطاء خفيف:
نامي يا فرحه جسمك بيرتعش من قلة الراحة، انا هشرب القهوة واخد شاور وانام انا كمان سلام
تركها وانحني باخذ ثيابه التي القاها عند دخولها، وحمل فنجان القهوة وخرج من الغرفة بل واغلقها خلفه، لم تصدق فرحه بانه سيتركها دون نيل حقوقه الشرعية منها، بعدما قبلها بنهم واشتهاء جعل قواها تخور ، لكن ما جعلها ترتجف بشدة,  عدم ايجاد مبرر لكل تصرفاته معها، من حنانه  وعطفه عليه، وطريقته الحنونه التي  يعاملها بها عكس جفاءه معها اول يوم راها فيه في الفيلا
نهضت فجاة وجلست علي الفراش وتساءلت بحيرة:
ياتري يا بيه ايه اخرتها معاك و عايز مني ايه، بعد ما بقيت مراتك وخدتني معاك بره مصر، 
وياتري يا بويا حالك ايه بعد ما عرفت بالي عملته بجوازي من وراك اه بامرار ايامك يا فرحه؟!
***************
في البلد موطن فرحه
دلف فاروف علي زوجة عمه الدار وساله بقلق:
فين عمي يا مرات عمي، كان مبلغني علي الظهر هينزل يجيب فرحه من عند الهانم،  ادينا دخلين علي العصر وهو مظهرش، ايه معقول سافر من غير ما يقولي، طيب هيرجع امنه، احنا متفقين كتب الكتاب بعد المغرب ومبقاش في وقت
رفعت زينب  راسها  اليه ورمقته بعيون حزينه يملاءها القلق من القادم وقالت:
والله يا فاروق انا معرفش عمك فين، هو راح يشتري الشربات ومرجعش لحد دلوقتي ،وقلبي مقبوض عليه اووي اللهي لا يسئك روح شوفه عند البقال او اسال عليه مظنش راح للهانم يجيب فرحه 
لانه وعد عماد ياخده معاه والواد قاعد مستنيه اهوه
تعاظمت  نظرات القلق فيما بينهم، وخرج فاروق مسرعًا الي كل بقال بالبلد يسال عن عمه، حتي وصل به الحال بابلاغ الشرطة  عناختفاءه بعدما ياس من العثور عليه 
ومر اليوم الثاني والثالث والرابع ولا يوجد جديد او بوادر علي ظهور عويس، و
الي ان قرر فاروق الذهاب الي فيلا الهانم بمصر لكي يعود بفرحه الغائبة عنهم الي البلد حتي تشاركهم احزانهم   علي اختفاء ابيها
وصل فاروف الي الفيلا ودنا من البواب وساله:
السلام عليكم يا عم الحج، الست هانم هنا 
طالعها صبحي بريبة وقال:
لا الست هانم مش هنا، حضرتك مين وعايز ايه
ارتبك فاروق عند معرفة بعدم وجود الهانم، وتسال كيف سيطلب منهم خطيبته دون الافصاح لهم عن اختفاء عمه، لكن ليس امامه حل اخر فعاد وساله:
طيب فرحه هنا ولا مع الهانم، انا خطيبها فاروق
طالعه صبحي بريبة وقال:
فرحه هو عويس مخدهاش معاه وهو مسافر، وفينه عويس كان قايلي انه هيرجع يطمني علي الهانم بعد ما يجيب بنته  لكنه راح ومرجعش 
حدق فيه فاروق بقوة وامسكه من كتفه متشبثًا بالامل الذي لاح بان عمه بخير وساله بلهفه:
هو عمي عويس جه هنا تاني ياخد بنته، طيب هو راح فين والهانم خدت فرحه وراحت بيها فين
 اماني عليك طمني، احنا بندور عليه من اربع ايام،
جفل صبحي من سؤاله عن عمه وفرحه وقال:
لاحول ولا قوة الا بالله، هو عمك مرجعش البلد من ليلتها، ولا فرحه، دا حتي ما طمنا علي الهانم، هو  في ايه كل اللي يروح مش بيرجع تاني
بقولك ايه استني انا هخلي  مراتي تاخد بالها من البوابة وجاي معاك اشوف الهانم واعرف  منها ايه اللي حصل وبالمرة نعرف طريق عويس وفرحه
اؤما له فاروق  بالموافق ووقف ينتظره والحيرة  والقلق اخذا منه ماخذًا، علي عمه وابنته التي انقطعت اخبارهم، دون سبب مفهوم
عاد صبحي ومعه زوجته  التي رحبت بفاروق وقالت:
اهلا اهلا بالناس الطيبه، نورت مصر يا فاروق انا عرفتك من كلام فرحه عنك طول الليلة اللي باتتها في حضني مبطلتش كلام عنك وعن اخلاقك و حبك ليها،ربنا يعترك فيها هي وابوها ويتمم ليكم علي خير
شكرها فاروق ودعوتها الطيبه، وانصرف بعدها مع زوجها الي المستشفي التي ترقد فيها امتثال من ليلة زفاف ابنها التي تجاوزت الخمس ايام،:
وصل صبحي وفاروق الي المستشفي فسال علي غرفة الهانم فدلتهم احدي الممرضات علي غرفة الطبيب المسؤول عن حالتها،
طرق فاروق الباب وانتظر الاذن بالدخول،  وحين سمح له دلف الي الطبيب الذي نظر اليه بتساؤول:
حضرتكم مين واقدر اخدمكم باية
سارع صبحي بالرد عليه وقال:
احنا عابزين نطمن علي امتثال هانم، من يوم خدتها عربية الاسعاف مش عارفين عنها حاجه
طالعهم الطبيب بحيرة وقال:
وانتو مين قرابيها ولا من اللي شاغلين عندها 
اتي الرد من فاروق :
عم صبحي البواب بتاع الفيلا، لكن انا جاي اسال عن عمي عويس وبنته فرحه اللي كانت معاها
اخذ الطبيب نفس عميق وقال بتاثر:
فرحه هو انتو لسه معثرتوش عليها لحد دلوقتي ، الف خسارة كانت بنت بريئة وغلبانه
حدقت به فاروق بوجل وساله:
يعني ايه، هي فرحه راحت فين يا بيه، وعمي عويس عرف عنها ايه مخلهوش يرجع البلد من يومها
نهص الطبيب من خلف مكتبه وقال بحزن جلي:
فرحه جت هنا مع الهانم، ولما دخلت الانعاش طلبت منها المغادرة، ولما عمك جه سال عنها  زيك كده، ولما عرف انها موصلتس الفيلا، استنتج انها تكون تاهت لانه اول مره تنزل مصر  ومتعرفش تروح ولا تجي فيها،
اكد صبحي حديثه وايده قائلًا:
فعلا فرحه خرجت مع عربية الاسعاف  اللي خدت الهانم ومرجعتش من وقتها،  وانا اللي اديت اسم المستشفي لابوها عويس علشان بجي ياخدها ويطمنا علي الهانم،  لكن لا هو رجع ولا فرحه ،
الا هي الهانم  اخبارها ايه دلوقتي 
اخذ الطبيب نفس عميق وقال:
الهانم حالتها اتحسنت بس لسه في الانعاش والزيارة ممنوع، ممكن بعد اسبوع تكون تخرج من الانعاش
اندفع فاروق سائلًا عن سر اختفاء عمه، بقلق صدر اليه من ملامح الطبيب الحزينه وقال: 
افهم من كلامك ان فرحه تاهت  لما خرجت من المستشفي، طيب ابوها كمان تاه ياريت يا دكتور تقول الحقيقه، فرحه غلطت وعمي قتلها ولا حصل ايه، مهو مستحيل تختفي هي وعمي كده بالساهل
احتج الطبيب رافضًا الخوض في سيرة فرحه وقال:
انا معرفش حاجه عن فرحه، غير اني اصريت تغادر المستشفي لعدم جدوى وجودها، وللاسف عمك متحملش فكرة ضياع بنته، واصيب بازمة قلبيه حادة وبعد ربع ساعه مات، البقاء لله
الجمته الصدمه  واخذ صبحي يضرب يداه كف بكف،   في حين هز فاروق راسه بذهول وصرخ:
لاء عمي لاء مستحيل يكون مات، عمي مماتش قول انه تعبان وهيقوم بالسلامة
وفرحه هترجع لو فيها موتها هرجعها وادفنها بايدى لكن عمي يموت  لاء عمي لاء
ربتت صبحي علي كتفه محاولا احتواءه ومواساته في مصابه الاليم وقال:
اهدى يا ولدى في قضاءه رحمه، اجمد كده وشوف هنعمل ايه خلينا ندفنه وبعدها نشوف حكاية فرحه
ارتبك الطبيب وقال بجزع:
للاسف مش هتقدرو تدفنوه، لان المستشفي اخلت مسؤوليتها عنه بمحضر بالقسم وتم دفنه بمقابر الصدقة بعد ما قعد في ثلاجة الموتي ثلاث ايام، 
لم يستدل علي احد من اقربه، وكان صعب نسال الهانم عن مدي معرفتها بيه وابلغها بموته وهي في حالتها الخطرة دي
صعق فاروق لما قاله الطبيب بان عمه دفن بعيد عن اهله وبغير علمهم او دون القاء نظرة الوداع عليها
فصرخ بلوعه وغضب اطلق شره:
اه يا عمي اه يا عمي، مت غريب ووحيد، بسبب بنتك اللي  روحك فيها، وقلبي عاشق ليها 
الله في سماه بحق ما كسرتك وموتتك مقهور عليها وادفنت بارض غريبة، لاكون دايس علي قلبي اللي عشقها ومسيح دمها بايدى ودفنها جارك....؟!
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1