رواية بنت الوادي الفصل السابع 7 بقلم سلمي سمير

  


لا تعلق روحك الفانية بالخلود،  فالافضل الا تتعلـــق بشــيء، في هذا الكون فــكلنـــا ذاهبــون، وإن أحببــت حــب بصمـــت فلا داعــى للجنـــون،

و لا تتحـــدث عـــن كرهــك للبعـــض، فربمـــا فــي داخلهم حبـــاً لك فــي قلبهم يخفـــون، فمـــا الحيـــاة ســـوى مطـــار، قادمــون منـــه ومغـادرون.


من داخل المستشفي الاستثماري

************

ثار فاروق ووصل غضبه علي فرحه عنان السماء لانه اعتبرها سبب في وفاة عمه ابيه الروحي الذي عوضه فقده لابيه منذ كان طفل صغير فاقسم ان يبحث عنها ويقتلها حين يعثر عليها كي يريح روحه عمه في مأواه الاخير


نهره صبحي البوتب وقال له:

ذنبها ايه البنيه، غلبانه وتاهت ربنا يرد غيبتها، ده بدل ما تدور عليها وتبرد قلب انها واخواتها عليها،

كل اللي همك تقتلها وترد كرامتك، مش حال انت خطيبها وعارف اخلاقها كويس


وضع فاروق يده علي راسه وبكى بحرق قلب:

الكارثة اني عارف اخلاقها وطبعها الحامي، وده مش هيشفع ليها في بلدكم، بالعكس هيطمع الناس فيها وهيستفز اي راجل انه يكسرها وكله بسبب جمالها،

علشان كده باكد ليك بنت عمي ضاعت وياعالم يمكن اتقتلت، او اتخطفت وانكتب عليها الحرام


رفع راسه ونظر اليه بحسرة وانكسار واكمل:

ولو قلت يمكن ربنا وقعها مع ناس تتقي الله فيها،

 كان زمانها رجعت فرحه مش جاهلة دي متعلمه، وعارفه بلدها وتقدر تروح اي قسم وتبلغ او يوديها اللي لقاها لأي قسم ووقتها هيرجعوها البلد

مدرستها كانت قدام المركز يعني سهل ترجع لبيتها؛


عاد ووضع يده علي راسه واخذ يردد بحسرة:

اه يا بت عمي يا فرحه وانطفي قنديلها قبل اوانه، صدقني يا عم صبحي البندر مش غريب عليا وياما شوفت فيه ، علشان كده انا باكد ليك لو بنت عمي تاهت تبقي راحت خلاص، علشان كده  ابوها مات من حسرته عليها؛

لاما تكون هربت من الجواز مني، وفي كلتنا الحالتين الموت نصيبها ده لو مكنتش اتقتلت ورمو جتتها،


تنهد بقوة زافرًا حزنه والمه الجاثم علي صدره وقال:

دلوقتي مقدميش غير حل من اتنين لادفنها لو كانت اتقتلت او اسيح دمها واحفظ شرف عمي


وصرخ فجاة بعويل حسرة ووجع علي خسارتها:

اه يا قلبي عليكي يا فرحه حسرتي عليكي وعلي نصيبك اللي انكتب عليكي يا غالية يا بت الغالي


هز صبحي راسه بحزن عميق سكن بداخلها علي تلك الشابة الجميلة التي كانت النظرة في وجهه ينشر البهجة والسرور في النفوس وقال:

كلام موزن وسليم، بس يمكن عربية خبطتها وفي المستشفي، قوم ندور عليها في الاقسام يمكن حد مبلغ عن وجودها وان شاء الله ربنا هيعترنا فيها وهتكون بعزتها وشرفها ، مش فرحه اللي تفرطت بسهوله، ولو حصل الموت عليها اهون


انتعش الامل في قلب فاروق ونهض والحماس يشتعل بداخله للبحث عنها لعله يعثر عليها  في مستشفي او احد عثر عليها ولم يستدل علي شخصيتها، فاخذ بيدها وقال:

يلا بينا وادعي ربنا يعترنا فيه واردها لامها واخواتها اللي مش حمل صدمتين باختفاءها وموت ابوها

وخرج الاثنين يبحثان عنها، بلا امل لانها مع زوجها الذي اقنصها من حياتها البسيطة الي حياة لا تعلم عنها شئ ، 

ومرت الايام وعاد فاروق الي البلد واقام العزاء لعمه

وعاهد زوجتة عمه بالبحث عن فرحه دون كلل او ملل حتي يعثر عليها لو بعد حين،ووقتها سيكون مصيرها بيدها، لاما يدفنها بجوار عمه او يتزوجها كم عاهده ان كانت مازالت ببراءتها وعفتها، 

*************** 

في انجلترا

بعد مرور شهر علي سفرها، اعتادت فرحه علي حياتها مع فريد الذي كان يغيب عنها طوال اليوم  واوقات كان باليوم او الاتنين ، كانت تخاف من جلوسها لكنها استسلمت الي قدرها

اما فريد فقد اعتزلها تمام ملتزمًا بوعده لها،  اما هي فقد اختارت دور الخادمة لنفسها غير مقتنعه بكونها زوجته، لهذا كانت تعمل كالخادمة من تنظيف البيت وتجهيز طعامه، رغم انه كان لا يتذوق اكلها الذي كانت تقضي اليوم بطوله في تجهيزه، 

ذات يوم عاد من الجامعة ودلف الي غرفته واتاه اتصال دولي فرد بسرعه:

ماما حبيبتي وحشتيني اخيرا فتحت فونك


ردت عليه والدته بحزن عميق وصوت مكتوم:

حييبي يا فريد انت كمان وحشتني اوي، المهم طمني عليك وعلي اخبار، وقولي عمك او بنته حد منهم اتصل بيك، 


رد عليها بايجاز :

لا يا ماما عمي ماتصلش، سوسن بس بقالها كام يوم بتتصل بيا، لكن قلقي عليكي خلاني قفلت معاها بكون ما ارد، قلت اطمن انك بخير وبعد كده اكلمها،  المهم انت صحتك اخبارها ايه، وليه طولت عند طنط فاطيما المرادى، وبلغيني هتجي امتي انا لسه فاضل لي ست شهور علي مناقشة الرسالة


اخذت امتثال نفس عميق والطبيب امامها يحذرها من اطالة المكالمة فقالت بضيق:

مش عارفه يا فريد، ممكن كمان اسبوع اواتنين، المهم عايزه اسالك عن حاجه

انت طلقت فرحه ولا لاء، 


صمت فريد برهه واجاب بهدوء:

لا مطلقتهاش اطلقها ازاي وانا راجع من سهرتي الساعة اربعه الفجر وسافرت سابعه

بتسالي ليه وصح طمنيني والدها عمل ابه لما عرف بجوازي منها اكيد فرح


ارتبكت امه توترت بحسرة غير قادرة غلي مواجهة ابنها من اختفاء زوجته التي تحمل اسمه، واصبحت وصمة عار عليه اذا اصابها مكروه، لكن كيف لا تخبره وهي مسؤوله منه امام القانون فقالت:

بالعكس ابوها مات محسور عليها وخطيبها بيهدد بقتلها لما يلاقيها، انا مش عارفه اعمل ايه يا فريد

بالذات ان البنت مفقودة من يوم جوازكم


طال صمت فريد وسال والدته بحيرة:

يعني ايه مفقودة، مين قالك الكلام ده وابوها مات ليه، معقول بسبب جوازها مني ولا لانها اختفت زي ما بتقولي، انا عايز اعرف مين قالك ان فرحه مفقودة ممكن تفسريلي يا ماما


بدا الجهاز الذي يظبط نبضات قلبها يشير الي معدل أسرع عن المعتاد مهددًا بخطر اصابتها بنوبة قلبيه نتيجة توترها الزائد  مما استدعي تدخل الطبيب وسحب الهاتف من يدها واغلاق الخط وقال:

 اهدي يا مدام امتثال انا قولتلك حالتك صعبه وانت استخفيتي بالتعليمات، مش فاهم انت عايزه تدخلي في غيبوبة جديدة ولا ايه احنا بنتقدم خطوه وانت مصره نرجع تاني من الاول، وكمان سفر ايه انت علي الاقل قدامك ثلاث شهور  علي الاقل،لما اسمح ليكي، تركبي طيارة او تتعرضي للضغط السفر والترحال


 تاففت امتثال من اوامر الطبيب التي لا تنتهي وقالت بجزع وذغر من فكرة غيابها عن ابنها طول هذه المدة، خوفًا من ان يطاله اذي عمه وقالت:

ارجوك يا دكتور انا هنفذ. تعليماتك، بس خلينا حتي اكلم ابنه واطمن عليه، انت كده بتحكم عليا بالموت مش كفاية مش هقدر اكون جمبه كمان اتحرم من اني اسمع صوته واكلمه


حك ذقنه بتفكير وقال:

لو حصل واتوترتي كده تاني مش عسمح ليكي باي مكابمه معاه وهضطر اتصل بيه واعرفه حالتك، انا التزمت بوعدي معاكي من اول يوم دخلتي فيه المستشفي، ومتصلتش بيه ابلغه زي ما طلبتي

 لكن معنديش استعداد اخسرك للغيبوبة تاتي بسبب خوفك عليه ، ها اتفقنا؛


هزت راسها بالموافقة وطلبت منه الهاتف الذي كان لا ينقطع ازيزه بسبب اتصال فريد المتواصل،

اعطاها الهاتف وحذرها من الانفعال ، تناولته بلهفه وردت عليه بارتباك:

معلش يا فريد الفون وقع مني وهنج، بقولك طمني عليك جهزت رسالتك ولا لسه ناقص فيها حاجه


اهمل فريد حديثها واعاد سؤاله قائلًا:

مين قالك ان فرحه مفقودة يا ماما ووالدها مات ازاي وامتي ارجوكي  متخبيش عليا


ضحكت بصعوبة كي تطمئن قلبه وتهرب من الاجابة وقالت بتوتر شديد جعل الطيبب يعيد تحذيره بنظرات عيناه الغاضبه اليه فاخذت نفس طويل كي تهدا نفسها واردفت:

محدش قال انا بس مغرفش هي فين من يوم جوازكم لاني سافرت وسبتها في الفيلا، والدها مات تاني يوم، لحد دلوقتي محدش سالني عن جوازك  منها ولاهي موجودة في الفيلا فتصورت انها مفقودة 

المهم طمني عليك وعلي رسالتك،  وليه هتتاخرت في مناقشتها مش كانت بعد شهرين


اخذ فريد نفس عنيق ينم علي الراحه وهم ان يبلغها بان فرحه معه لكن دخولها عليها  فجاة جعله يصمت حتي لا تعلم بانه يحدث والدته، حتي لا يضطر  لابلاغها بوفاة والدها حين تطلب منه ان يسال عنه

فاشار اليها بان تصمت الي ان ينهي المكالمة وقال:

كان في كذا نقطه طالبو ليها توضيح وشرح اكبر بعد ما سجلتها، مش مهم كل ده المهم عندى هتجي امتي محتاج دعمك وتشجيعك معايا يوم المناقشه 


اخذت والدته نفس عميق  وردت عليه بامل:

قريب يا حبيبي بس خالتي فاطيما تعبانه، ومضطره اسافر ليها تاتي، هحاول اتصل بيك كل فترة اطمن عليك بس تخطيف لانك عارفه بترفض نفتح تليفوناتنا واحنا معاها، المهم ركز انت في دراستك

وان شاء الله هعملك مفاجاة بحضوري


صمتت بالم وعادت وقالت بتاكيد وخوف يتملكها:

فريد خلي بالك من نفسك واوعي تدي مساحه لحد يدخل حياتك لحد ما ترجعلي بالسلامه، اوعدني


ضحك فريد من خوف امه المتزايد عليه حانه طفل صغير ورد عليها دون ان يوضح من هي:

حاضر يا حبي اوعدك،  المهم دعوتك  سلام


اغلق معها ونظر الي فرحه الواقفه بارتباك وخجل لانها اقتحمت عليه غرفته دون استاذان وقالت:

اسفه يا فريد بيه، بس خفت تكون نمت زي كل يوم


القي الهاتف علي المنضدة بجواره وبدا في نزع ثيابها فنكست راسها ارضًا  بخجل وقالت بتردد:

بردك مش هتتغدا، طيب انا هفضل كده اجهز الاكل واكله لوحدى طيب دوقه يمكن يعجبك عن اكل بره


ابتسم من خجلها منه الذي لم يتغير منذ زواجهم وقال  بهدوء مريب :

موافق اتغدي معاكي بس علي شرطين، الاول تبطلي تقوليلي يا بيه دي لانها بتعصبني، وتاني حاجه تقعدى تاكلي معايا وبطلي فكرتك عن انك خدامتي فاهمه


ابتلعت ريقيها وهزت راسها بالموافقه :

طيب اقولك ايه لو مقولتش يا بيه، انت مقامك عالي اوووي وانا غليانه اووي جمبك يا بيه


دنا منها دون ان يكمل ارتداء ثيابه، وجذبها الي صدره العاري وقال بصوت  خامل :

قولي يا فريد وبس، لو مخك ده استوعب انك مراتي مش خدامتي هتقوليها عادى زي ما بقول فرحه

مش فاهم رغم انك متعلمه ليه شايفه نفسك ادني مني وانت زوجة ليا كرامتك من كرامتي


لم تصدق اذناها كلامه الذي يدل علي انه انسان ذو اخلاق عالية كلما ضن الزمان بمثله،  رفعت عيناها ناظرة الي وجهه الوسيم فتلاقت بعيناه الناظرة اليه بغموض وشئ اخر لم تفهمه فارتجف جسدها بشدة فزاد فريد من احتواءه، ورفع راسها التي دفنتها في جوف صدره وقبلها برقه وعذوبة اذابتها بين يداه

ابعدها عن صدره وثبتها امامه قائلًا:

دي مكافاتك علشان هتسمعي كلامي وهتطعيني، يلا يا قمر جهزي الغدا علي ما اخذ شاور 


تركها فجاة فشعرت بان اقدامها هشه لن تتحملها فترنحت وسندت علي باب الغرفةكي لا تقع، فلحقها فريد وعانقها من ظهرها وقال بحرارة:

وبعدين معاكي انت مش بتساعديني احافظ كده علي وعدى، اتشجعي كده وكملي المشوار لسه طويل

علي فكرة، حاولت اتصل بماما فونها لسه مقفول، بفكر بعد الغدا اتصل بالفيلا يمكن تكون  سابت خبر ليهم هترجع امتي 


حديثه عن والدته جعل حواسها جميع تستيقظ واستدارت بين يداه وقالت بلهفه:

ياريت يا بيه قلبي واكلني اووي علي ابويا الله .....


سكتت حين رات نظراته الغاضبة اليها فانتبهت بانها عادت تكلمها كسيدها، فنكست راسها خائفه من ردة فعله وخجله من نفسها، ضغط فريد علي فكه بغيظ وابعده عنه بعد ان فك ذراعه من حوله وقال:

امشي من قدامي يا فرحه، علشان مزعلكيش، وانسي موضوع الغدا، انا مش محتاج خدامة 


عاد الي غرفته واغلق الباب في وجهه، لم تمر دقائق وسمع صوت تكسير بالمطبخ خرج مسرعًا فراها تفترش الارض ومغشيًا عليها


حملها ودلف الي غرفتها واخذ يضرب علي وجنتها لافاقتها الي ان فتحت عيناها وابتسمت له قائلة:

اسفه مقصدتش ازعلك بس لساني اتعود علي كده


جفف جبينها المتعرق بغزارة وقال:

 مش مهم ، ممكن اعرف حصلك ايه، ووقعت ازاي 


اخذت بعض ارياقها وقالت بتردد:

انا دخلت اجهز الغدا وقولت بعدها اجي اصالحك، فجاة  معدتي قلبت عليا، ولقيت الدنيا اسودت في وشي جيت ارجع محستش بنفسي


غامت عينه بريبة ونهض وساعدها ان تعتدل وقال:

طيب قومي البسي هتجي معايا اكشف عليكي ونعرف سبب الاغماء دي ايه لتكون حاجه خطر 


هزت راسها برفض ووقابت موضحا:

متقلقش يا ... اصل اصل مكلتش من امبارح نفسي كانت فازعه، بمكن علشان باكل لوحدى


امسكها من كتفها وذهب الي خزنتها واخرج ثياب جديدة قد ابتاعها لها لكنها لم ترتديها وقال بجدية:

خذي البسي ده بدون نقاش  علي ما اغير واجيلك 


اؤمات بالموافقة  دون اعتراض، اخذت تغير ثيابها، دلف عليها فريد بعد ان غير ثيابه هو الاخر واخذ بيدها وخرجا سويا،

استقل سيارته بعد ان اجلسها علي المقعد الذي بجواره، وانطلق الي المستشفي،

اخذوها منه بعد ان ملاء ملف  كامل بكل. بياناتها، وحين تاكدو من انه زوجها اضافوها علي حساب التامين الخاص به،

ظل بتلانتظار الي ان خرجت اليه علي كرسي مدولب

نهض بسرعه حين راها وسال الطبيب:

طمني عندها ايه 


ربت عليه الطبيب وطمئنه قائلّا بهدوء:

المدام محتاجة فحوصات واشاعات وتحاليل كامله احنا عملنا اللازمه بس مقدرش ابلغك بحالتها الا بعد ما استلم التحاليل والاشاعات 

تقدر تروح حاليا وبكرة تجي تستلم النتايج وتقرير كامل عن حالتها 


تفهم فريد حديث الطبيب الذي لا يسبق الاحداث وقال لها :

تمام شكرا ليك بكرة هجي استلمها وهعدي علي حضرتك تطمني 


اوما له الطبيب بالموافقة وغادر فريد وفرحه المستشفي وفي طريقهم الي شقته سالته:

هو انا عندى ايه يا ..وصمتت 


ضحك فريد بمرح:

مفيش فايدة اسمي فريد، اما عندك ايه، لحد دلوقتي معرفش لان هنا مش بيقولو حاجه الا بعد التاكيد، 

متقلقيش لو في حاجه كان الدكتور عرفني

المهم لما نروح تاكلي كويس وترتاحي وبلاش اهمال في صحتك انت امانه في رقبتي


طالعته عيناها بامتنان وتاملت ملامحه الهادئة وحسدت نفسها لمجاورتها له والعيش معه وتسالت مع نفسها بتعجب:

ازاي خطيبتك سابتك علشان المال، دا اكيد غبية اللي تفرط في راجل زيك، يابختها اللي هتكون من نصيب


وصحكت علي نفسها وقالت بتهكم:

ماهو مش  كل النصيب، ما انا مراته اهوه لكني مالقش بيه ولا بمقامه العالي هو فين وانا فين، هو السيد وانا بنت الراجل الأوجري عنده وبنت الخدامة

 فوقي يا فرحه واوعي تنسي نفسك وتقولي انك نصيبه وقتها هتتوجعي يا حزينه لما يشوف اللي تناسبه ويسيبك،


عادت من حديث نفسها علي صوته وهو يسالها:

مالك يا فرحه بكلمك مش بتردى،بتفكري في ايه


ابتسمت بخجل وقالت:

مفيش بس كنت نفسي افهم انجليزي زيك كده، واعرف الدكتور كان بيقولك ايه، بدل ما انا  كنت طور اللي في براسيمهمش فاهمه حاجه من كلامكم


ضحك بمرح وفجاة اوقف السيارة وترجل منها وفتح  الباب المجاور لها وقال:

طيب انزلي من حظك ده مركز لتعليم اللغة هحجزلك فيه ومن بكرة تبدا الدروس وهختار ميعاد يناسبني علشان اوديكي وارجعك اتفقنا


اتسعت ابتسلمتها وتهلل وجهه بالفرحه وقالت:

وانا اوعدك اكون من المتفوقين واطلع الاولي عليهم اصلي كنت شاطرة وسوسه مذاكرة ولهلوبة


ضحك فريد بمرح وعلت ضحكاته  من حديثها العفوى والتلقائي وقال:

بس دي مش فصول  ده ليفل كل ما بتنجحي في واحد بتنتقلي للاصعب لحد ما تتقني اللغة،

عمتنا هو بردك عايز مذاكرة وتركيز واكيد هيكون معاكي طلاب تقدري تنافسيهم 


اطرقت راسها بخجل لعدم فهمها وقالت:

حاضر بس بردك هشرفك  وهتفوق عليهم كلهم


دفعها امامه بمزاح :

طيب يلا ادخلي لما نشوف اخرتها معاكي يا فرحه


اخذ بيدها ودخل الي المركز لتسجيل اسمها في احد الدوارات المتاحة واختار ميعاد يناسبه وهو السادسة مساءا حتي يستطيع ان يرافقها 

***********

بعدها  دلف الي اكبر المولات وابتاع لها ملابس جديدة تناسب حياتها مع الحرص علي حجابها، 

بعد الانتهاء عاد الي شقته والفرحه تتراقص في قلبها 

تركها وذهب الي غرفته فلحقته قبل ان ينام لكنه كان توسد الفراش فدنت منه ولكزته برفق

فتح عيناه وحدق في ملامحها الجميلة التي اشرق

جمالها وزاد مع فرحتها فسالها بضجر:

في ايه تاتي مش قولنا، تاكلي وترتاحي وتجهزي نفسك لبكرة لاول يوم دراسي بالمركز


امسكت يدها لكي يقوم فلاحظت انه عاري الصدر فتركته بسرعه وقالت:

قوم كل لقمة معايا، مش انا اتاسفت منك ولا عايز اعملك ايه علشان تسامحني 


غامت عيناه وحدق بها بقوة وجذبها نحوه وقال:

عايزك مراتي وتديني حقوفي لو حابا اعيش معاكي حياة طبيعية زي اي زوجين


وجلت فرحه من طلبه وشعرت باحتياجه له كزوج، 

فخافت من الذنب الذي ستحمله ان ظلت تفرض عليه الوفاء بوعده الذي يخالف شرع الله

انتظر فريد ردها وحين طال انتظاره ولاها ظهره وقال بغضب مكتوم:

اخرجي يا فرحه مش عايز اسمع منك كلمة تاني  وخدي الباب في ايدك 


دمعت عيناها لانه اصبحت ملزمه نحوه ردًا علي حسن معاملته لها وحرصه علي الاعتناء بها وبصحتها وتعليمها، فكرت بان تعطيه مقابل ما يعطيه وهذا ليس بالكثر ان توهبه جسدها فهذا حقه، قالت بخفوت وحياء شديد:

انا بحلك من وعدك ،وتحت امرك جسمي كله ملكك 


نهض فريد من علي الفراش ونظر اليها برغبة واشتهاء وقال:

يعني مفيش ندم ولا هترجعي تقولي الكلام الخايب اللي قولته ليا بمصر


هزت راسها بالنفي فحملها بين ذراعها وضمها الي صدره بقوة واخذ يقبلها باشتهاء وحرارة حتي سلمت له نفسها لينال ما يرضيه كرجل لكن دون رغبه منها

***********

مر بينهم الليل طول وفريد ينتهل من عشقه لها الي ان غفت بين يداه منهكة القوي

في الصباح اتاه اتصال، فنهض من جوارها وخرج من الغرفة واغلقها عليها بحذر ورد علي المتصل الذي لم تكن غير سوسن، وقال:

ايوه يا سوسن خير بتتصلي ليه دلوقتي، مش بعتلك رسالة من اسبوع قولتلك متتصليش والدتي معايا ومش طايقة تسمع عنك حاجه


ردت عليه بحزن يقتلها وقالت:

فريد انت اتجوزت بجد زي ما بابا بيقول،وليه يا فريد انت عارف اني بعشقك،  انا مليش دعوة بي بابا

وافعاله معاك، معقول قدر حد يسكن قلبك واحضلنك غيري، رد عليا با فريد خلاص نسيت حبي


زفر بضيق حين اتاها اتصال اخر ورد عليها بعجل:

طيب يا سوسن انا جالي اتصال ضروري، هقفل واوعدك ارجع اكلمك وافهمك موضوع جوازي، بس اللي لازم تعرفيه كان صعب اتحدى ماما بعد ما عرفت افعال عمي، وكانت هترفضك حتي لو  اقسمت ليها انك بريئة من افعاله،

بقولك انا مضطر اقفل ولما اكلمك هفهمك سلام


اغلق معها ورد علي الاتصال قائلّا:


Hello, ?

رد المتحدث بنفاذ صبر:

Hello, are you Farid Al Demeri?

( هل انت فريد الديميري)


رد فريد بتحفظ:

 Yes Fred speaking؛ what do you want?

نعم فريد هو من يتحدث،  ماذا تريد



تنفس براحة ورد عليه بايجاز:

I ask you to come immediately to the analysis laboratory to receive the results of your wife

اطلب منك الحضور فورا لاخذ نتائج زوجتك


استغرب فريد طلبه وقال بضيق وتردد:

Ok 

اغلق اللتصال معه ودلف الي غرفته ونظر الي فرحه الغارقه في النوم، ابتسم لها بحنان، وولج الي المرحاض استحم بسرعه وارتظي ثيابه وغادر الشقة بهدوء حتي لايزعجها:

وصل الي معمل التحاليل واستلم النتائج التي كانت صادمه فطلب مقابلة الطبيب حتي يفهم وضعها،

دخل الي الطبيب الذي رحب به وقال:

اهلا استاذ فريد اظن عرفت نتائج التحاليل ،


تنهد فريد بحزن عميق:

ايوة بس ازاي دي مكنتش بشكي باي حاجه ازاي الورم في المرحلة الاخير


اخذ منه الطبيب التقرير وقال:

يمكن كانت بتعاني قبل جوازكم من غير ما تاخد في بالها، لكن بعد الجواز واحتواءك ليها مع الحمل، حجم الالم لكن للاسف لم يحجم المرض لانه بيكبر وفجاة هينتشر في جسمها ويقضي عليها خلال ايام

الا لو حدثت معجزه 


ضغط فريد علي فكه بقوة وانهار علي اقرب مقعد 

محدثًا نفسه بحزن:

ليه ليه دلوقتي .... ؟!

       الفصل الثامن من هنا

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1